شخصية الكاهن في تعاليم آباء الكنيسة (1)

 

 

إعداد الاخت سامية صموئيل

من راهبات القلب المقدس

 

أن مؤلفات الآباء النسكية تكشف لنا عن الفضائل الاساسية التي يجب أن يتحلى بها راعي النفوس "حسب تعاليم القديس باسيليوس " وهي:

 

1-    محبة الله

 

    يعتبر القديس باسيليوس أن محبة الله هي الصفة الاولي والاساسية للراعي، وهي حب كلي لله في يسوع المسيح. والراعي الروحي الممتلئ بحب الله " لا يمكن زحزحته بسهوله عن هدفه ، إذ لا يضع أمامه شيئا بجانب الله " هذا الخضوع الكلي لمحبة الله من شأنه أن يسهم في إنجاح رسالته ، التي هي إتمام لمشيئة الله. ويعبر القديس بولس بعمق عن هذه الفضيلة: " من سيفصلنا عن محبة المسيح ؟ أشدة أم ضيق أم أضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف ؟" (رو8: 35 ).

 

 

2– محبة الرعية

 

   أن محبة القريب هي الفضيلة المميزة لتلاميذ الرب الذي أحبنا وأوصانا أن نحب بعضنا بعضا ، أن الرب نفسه هو رئيس الرعاة الذي ترك التسعة والتسعين خروفا من أجل الخروف الضال ، وبحق فهو يمثل الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف" (يو10 : 11). وعلى هذا المثال فأن حب الراعي الروحي لقريبه يتضمن في داخله عنصر بذل النفس من أجل الرعية.

 

 

3– الاتضاع

 

 هو شرط لازم لابد منه لكل راع روحي، وهو يتأهب لقبول هذه الخدمة ، أن يخلع عنه كل فكر كبرياء ، لان هذا الفكر كفيل بأم يجرده من جميع الفضائل. " لا تدع الخدمة الكهنوتية تجعلك متكبرا ، بل بالاحري دعها تقودك الى الاتضاع. الرب نفسه جاء ليخدٍم لا ليخُدم" ، وهو الذي قال " تعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب " وعلى ذلك فأن خدام الله يجب أن يكونوا اول من يتبع مثال معلمهم في الاتضاع. 

 

        بالاضافة الى ما سبق يؤكد القديس باسيليوس على أن الوداعة فضيلة هامة للراعي الروحي، ويتحتم وجودها مسبقا لضمان النجاح لخدمة الراعي إذا هو " أستعمل الوسائل العلاجية بكل حنان ورقة … لا بالتوبيخ الخشن العنيف ، بل ناصحاً ومصححاً بوداعة ". يلتمس القديس باسيليوس الكبير في الراعي أن يكون " ممتلئا " من الفضيلة ، يقظا ، غير مشته ما لغيره ، غير فضولي، ساكن النفس ، محبا لله ، غير سريع الانفعال،  غير حقود ، نبعا فياضاً لمنفعة النفوس…..غير واضع شيئاً أمامه بجانب الله".ويجب على الراعي كمداو للنفوس أن يكون على وعي تام، ومعرفة تامة بكل ما يخص النفس البشرية ، وفضلا عن ذلك أن يكون مزودا بالخبرة العملية .

 

كما يؤكد على مبدأ الأهتمام بالفرد أثناء قيام الراعي بأعماله الرعائية. مشيرا إلى كلمات الرب " أي إنسان منكم له مائة خروف وأضاع واحدا منها ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده  ؟ " (لو 15 : 4 + ). يقول أيضا : أن طبيب النفوس " ينبغي أن يسعى بكل وسيلة لشفاء المريض ويجاهد لكي يسترده إلى مكانه" . وفوق ذلك يجب على الاب الروحي للجماعة الرهبانية  أن يكون واعيا للظروف المحيطة ، قادرا على رؤية مسبقة للمستقبل، مقتدرا فى النضال مع القوى وأحتمال وهن الضعيف ، قادرا على أن يعمل ويقول كل شئ يوصًل رفقاءه الى الكمال .