دراسة لمفهوم القيادة عند بولس الرسول

-إعداد ناجى كامل- – مراسل الموقع بالقاهرة

في رسالة بولس إلى تلميذه تيموثاوس الأولى يذكره ويعلمه مبادئ القيادة نستنتج منها ما يلي:

في الإصحاحين الأول والثاني – يوجه بولس رسالته إلى "ابنه الحقيقي في الإيمان " تيموثاوس فيذكره أن له مرجعية،"أما أنت فتبعتني في تعليمي وسيرتي ومقاصدي وإيماني وصبري ومحبتي وثباتي…"(2تيمو 3/10)، أنا الذي ولدتكم في المسيح بالبشارة التي حملتها إليكم فاناشدكم أن تقتدوا بى كما اقتدى أنا بالمسيح. (1كو 4/15-16و11/1)

" فاضت على نعمة ربنا وما فيها من إيمان ومحبة في المسيح يسوع..ويجعل منى مثالا للذين يؤمنون به لينالوا الحياة الأبدية." (1/14)

يحذره من المعلمين الكذبة و من خطر التعاليم الباطلة (1/3) والخرافات الباطلة (1تيمو 4/7)

التمسك بالإيمان بقلب طاهر وضمير صالح وإيمان صادق(1/5) مروضا نفسه بالتقوى (1تيمو4/8)

يودع له التعاليم كوصية: فتستلمها لتجاهد خير جهاد بالإيمان و الضمير السليم (1/18)

– يوصيه بالصلاة للخدمة و لجميع الناس…حتى تحيا حياة مطمئنة هادئة (2/1-2)

– جعلني الله ( قائدا- معلما – خادما…) مبشرا رسولا أقول الحق ولا أكذب (2/7)  

– يرجو بولس القائد أن يبشر بكلام الله في كل حين وأن يربى تلاميذه و يوبخهم وينذرهم ويعظهم – صابرا – كل الصبر في التعليم (2 تيمو 4/2) ووديعا في تأديب المخالفين (2 تيمو 2/25) – لطيفا ويعامل الناس بكل وداعة (تي 3/2) بقدر ما كان بولس شديدا ومستقيما وسريع في تقويم الناس صريحا، لديه من اللطف والوداعة في آن واحد. وكان يشير إلى أن اللطف من ثمار الروح (غلا 5/22)

– يرجو بولس تيموثاوس أن يجتهد أن يكون رجلا مقبولا عند الله وعاملا لا يخجل في عمله ومستقيما في تعليم كلمة الحق (2تيمو 2/15) مبتعدا عن المماحكات الغبية الحمقاء (2تيمو2/23)

 

المؤهلات التي يجب أن تتوفر في القادة :

* كان الشمامسة في الكنيسة الأولى هم القادة و الخدام والمعاونون و المسئولون عن مساعدة الفقراء و الأرامل والمرضى و النساء أيضا كانت لهن نفس خدمة الشمامسة.

1- ذوى وقار وأمناء : فليعتبرنا الناس خداما للمسيح ووكلاء أسرار الله وكل ما يطلب من الوكلاء أن يكون كل واحد منهم أمينا " (1كو4/1)- نعما أيها العبد الصالح الأمين كنت أمينا ف القليل فأقيمك على الكثير (مت 25/23)

2-لا ذوى لسانين – ليسوا من مروجي الشائعات و لا مخادعين

3– ليسوا مدمنين (لأي نوع من المسكرات مثل الخمر والسجائر أو المخدرات… )

4- لا يكتسبوا مالهم بطرق غير مشروعة ولا طماعين بالمكسب الخسيس

5- يكون لهم اتحاد بين إيمانهم وأخلاقياتهم بلا غش أو نفاق اى أن يحافظوا على الإيمان في ضمير صالح، باطنهم كظاهرهم.

6- إذا توافرت فيهم هذه المؤهلات يتم اختبارهم أولا

7-إذا كانوا بلا لوم أقيموا شمامسة اى ليتعينوا في الخدمة (في اليونانية تعنى أن الصنعة تبلغ حد الكمال فلا يمكن رؤية خطا فيها ) و المقصود أن الشخص المختار للقيادة قد خلت حياته من الأخطاء التي يمكن مهاجمته بتهم معينة وذلك بأن ترقى أخلاقياته وسلوكياته فوق كل الشبهات وكل انتقاد

8- أن يكون زوج لامرأة واحدة و مدبرين أولادهم وبيوتهم ويحسنوا رعايتهم

9- أن يكون خادما صالحا (1تيمو 4/6)

10- على القائد أن يجاهد ويتعب لأنه واضع رجائه في الله الحي.(1 تيمو 4/10)

11- لا تدع احد يستخف بشبابك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام و التصرف والمحبة و الإيمان والعفاف.(1تيمو 4/ 11)

12- واظب على القراءة والوعظ (استمرار التعليم والبحث وتحديث أفكاره..) (1تيمو4/ 13)

13- لا تهمل الهبة التي فيك (1تيمو 4/14)

14- أن يكرس القائد نفسه للخدمة (وان يتخصص و يعطى كل وقته واهتمامه ) حتى يظهر نجاحك لجميع الناس(1تيمو 4/15)

– والذين يحسنون الخدمة / القيادة يقتنون لأنفسهم مكانة رفيعة وثقة عظيمة وتعد خطوة إلى ترقيتهم إلى درجة أعلى.(1تيمو 3/13)

** والنساء يمكن أن يكن قادة بشرط: أن يكن أهل وقار غير نمامات يقظات أمينات في كل شئ اى أمينات إلى ابعد الحدود (1تيمو 3/11)

– وبولس كقائد شهدت علاقاته صراعات شخصية مثلما حدث مع برنابا وحدثت بينهما مشادات وصراعات ولكن هذه الصراعات لم تكن بأسباب لاهوتية لكن بسبب قوة شخصية بولس ودوره القيادي وعند وجود أسباب لاهوتية كان مرجعه الرسل مثلما حدث في قضية ختان الامميين الذين انتقلوا إلى المسيحية أو وجوب أو عدم وجوب العمل بالشريعة اليهودية.

كذلك يعلم بولس كيف يتعامل القادة مع المسئولين عنهم **

1-فيختلف أسلوبهم عند التكلم لأطفال أو لأناس بالغين "وهم أطفال غذيتكم باللبن الحليب لا بالطعام…(1كو3/1-2)

2- أن الدور القيادي يبنى على شخص المسيح وليس على شخص أخر في قوله " من هو بولس ومن هو ابولس هما خادمان بهما اهتديتم إلى الإيمان بواسطتهما على قدر ما أعطاهما الرب،أنا غرست وابولس سقى ولكن الله هو الذي كان ينمى " (1كو3/5)وان كلا منهما كان ينال أجره على مقدار عمله (1تيمو 3/8-9) "وعارفين أننا شركاء في العمل مع الله.

3- كان يحث القادة أن يستخدموا مواهبهم لبنيان جسد المسيح (1كو 12/1-11) بل انه كما أن الجسد واحد وله أعضاء كثيرة (1كو12/12) انتم جسد المسيح وكل واحد منكم عضو فيه (1كو12/27-31)

4- أن يكون لديهم المحبة "لو تكلمت بلغات الناس والملائكة ولا محبة عندي فما أنا إلا نحاس يطن أو صنج يرن " (1كو13/1-13)

5-أن يعلموا آخرين لمواصلة الخدمة : ما سمعته منى سلمه /أودعه لأناس أمناء يكونون أهلا لان يعلموا غيرهم (2 تيمو 2/2)، بقدر ما وهبني الله من النعمة كبان ماهر وضعت الأساس وآخر يبنى عليه فلينتبه كل واحد كيف يبنى…(1 كو 3/10) – من أمثال تلاميذ بولس تيموثاوس- أرسلت إليكم تيموثاوس ابني الحبيب الأمين في الرب (1 كو 4/17)، تيطس ويوحنا مرقس الذي أعدهم ليكونوا قادة الكنيسة. وكتب إلى تيموثاوس يقول " خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة " (2 تيمو 4/11). كذلك بريسكلا واكيلا (أع 18/2-26)

6-أن يتذكر انه لا يوجد أناس بلا وزنة أو موهبة :انه لا توجد جماعة يمكن أن يكون أعضاؤها بلا وزنة أو موهبة ( رو 12/3-8، اف 4/11-16)

7- الاعتراف بفضل الذين سبقونا وإكرامهم :

– إن إدراكنا أن ما لدينا من قدرة على القيادة إنما يعود الفضل فيه إلى الله ويحفظنا دائما في روح الاتضاح فنحن لم نفعل شيئا لاكتساب قدراتنا أو مهاراتنا القيادية ولكنها مجرد النعمة الإلهية وهذه الهدية لا ينبغي أن تكون سببا لافتخارنا، كما ينبغي أن نقدم الشكر لله لآجل مواهبنا وقدراتنا وينبغي أن نعترف بفضل أولئك الذين ساعدونا على صقل مهاراتنا و مواهبنا

شيوخ الكنيسة الذين يحسنون القيام بعملهم يستحقون إكراما مضاعفا وخصوصا الذين يتعبون في التبشير والتعليم (1 تيمو5/17)، اذكروا مرشديكم الذين خاطبوكم بكلام الله واعتبروا بحياتهم وموتهم واقتدوا بإيمانهم (عب 12/7).