وهب وإزدراع الأعضاء من الناحية العلمية

وَهب وإزدراع الأعضــاء: مقاربة علمية وأخلاقية – كنسيّة (1)



بقلم روجيه أصفر*

صربا، الاثنين 15 فبراير 2010(Zenit.org).

إن تطور الطب بفروعه المتعددة أدى فيما أدى إليه إلى إمكانية إزدراع الأعضاء البشرية، وشيئاً فشيئاً "أصبحت زراعةُ الأعضاء مصدرَ أملٍ وشفاء، ومصدر رضًى وسرور لكثير من المرضى الذين يواجهون آلامًا شديدة، واحتمال الموت. "( مجموعة مؤلّفين، أخلاقيّات طبّ الحياة، ص129).

ما زال وهب وإزدراع الأعضاء في شرقنا مجالاً ذو نشاطٍ ضئيل رغم حيويته وضرورته للكثير من الأشخاص، وربما تعود سبب قلة النشاط هذه للجهل المنتشر بين العوام حول تفاصيله الطبية والعلمية والموقف الكنسي منه.

سنحاول في هذا البحث السريع أن نزيل بعضاً من الغموض الذي يكتنف موضوع إزدراع الأعضاء من الناحيتين العلمية والأخلاقية – الكنسية.

–                  وهب وإزدراع الأعضاء من الناحية العلمية:

وهب الأعضاء (بهدف الإزدراع) هو: "عملية نقل عضو او أكثر من متبرع حي او ميت الى مستقبِل ليقوم مقام العضو الذي يعاني قصوراً يعوق وظيفته "( نور القعسماني، وهب الأعضاء، تحقيق صحفي، جريدة النهار، ملحق نهار الشباب، العدد 577، ص4).

هناك نوعان لواهب الأعضاء:

         واهبٌ حي: يمكن أن يهب عضواً (كلية واحدة، نصف كبد، نصف بنكرياس أو رئة واحدة) أو النخاع العظمي (نقي العظام)، ويجب أن يكون راشداً (من 21-65 سنة)، ويتمتع بصحة جيدة تخوله الخضوع لهذه العملية دون أية مضاعفات.

          واهبٌ متوفي: موت دماغي مع المحافظة الإصطناعية على الدورة الدموية، يستطيع أن يهب: قلب، كليتين، رئتين، كبد، بنكرياس، قرنيتين، عينين، الأوعية الدموية، صمامات، جلد، نخاع عظمي، أمعاء وعظم.



بعد توقف القلب والتنفس يستطيع أن يهب: قرنيتين، عينين، أوعية دموية، صمامات، جلد، أمعاء وعظم.

في حالات الواهب المتوفي، كثيراً ما نسمع بمصطلح الموت الدماغي الذي يعرف بأنه: الموت الحقيقي ناتج عن توقف كل وظائف الدماغ، ويتم تشخيصه بواسطة فحص سريري من قبل أخصائيين بأمراض الجهاز العصبي، مع تخطيط للدماغ. في هذه الحالة يُحافظ على الدورة الدموية والتنفس وعمل القلب بطرق طبية إصطناعية كسباً للوقت حتى تُعطى العائلة الفترة الزمنية اللازمة للإستعداد للوهب. ويكون الواهب المتوفي قد وقعّ، في حياته، بطاقة تبّرع بالأعضاء والأنسجة، أو أتّخذ ذووه القرار بالوهب عند وفاته.

موانع الوهب:

– داء السكري (للأعضاء فقط).

– ضغط الدم المزمن (للأعضاء فقط).

– الأمراض السارية: صفيرة، سيدا…

– تجاوز سن الخامسة والستين (للأعضاء فقط).

– السرطان (ما عدا سرطان الدماغ والجلد غير المنتشر).

– سرطان الدم والسرطان اللمفاوي المنتشر (للقرنية فقط).

لتأمين نجاح عمليات إزدراع الأعضاء على غرار الدول المتطورة، يعتمد لائحة إنتظارWaiting List ، مع معايير الإختيار المتبعة عالمياً بين الواهب والمريض (فئة الدم، الوزن، العمر، الأنسجة والمناعة…) ودوماً تبقى الأولوية للأطفال والحالات الطارئة.

تبقى الأعضاء المستأصلة قابلة للإزدراع بعد إستئصالها حسب المدد التالية:

–                   العينين: أقل من سنتين.

–                   الصمامات: 5 سنوات.

–                   الجلد: أقل من 15 يوم.

–                   الكبد: من 12-16 ساعة.

–                   القرنيتين:  من 7-14 يوم.

–                   الأوعية الدموية: 5 سنوات.

–                   الأمعاء: أقل من 6 ساعات.

–                   الكليتين: أقل من 48 ساعة.

–                   القلب: أقل من أربع ساعات.

–                   الرئتين: أقل من أربع ساعات.

–                   البنكرياس: أقل من 16 ساعة.

–                   العظام: 5 سنوات مع الحفظ تحت درجة حرارة-80°.

–                   النخاع العظمي (نقي العظام): لا تحديد مع الحفظ تحت درجة حرارة-180°.

ولأن الإستئصال هو عمل جراحي يخضع لكل القوانين والأخلاقيات التي تنظم الأعمال الجراحية. يعامل جسم الواهب بعناية وإحترام، أكان لجهة الأعضاء الموهوبة أو لجهة شكله الخارجي.

وقد شرّع القانون اللبناني "أخذ الأنسجة والأعضاء البشرية لحاجات طبية وعلمية" بموجب المرسوم الصادر في 17/11/1981 (رقم 109) والمعدّل بموجب المرسوم الصادر بتاريخ 20/1/1984 (رقم 1442) (موقع اللجنة الوطنية (اللبنانية) لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة على شبكة الإنترنت:   http://www.nootdt.org/n/pages/organ.htm).

تجدر الإشارة هنا على سبيل الإستذكار أن وهب الأنسجة البشرية وإزدراعها ينطبق عليه تقريباً كل ما ينطبق على وهب وإزدراع الأعضاء البشرية.

– – –

* راهب باسيلي حلبي.