أنا مُحتــاج إليك

الشماس نبيل حليم يعقوب[1]

من الناس من هم ضحايا، من هم تعساء الى أبعد حدود التعاسة لأنه محكوم عليهم أن يخيوا فى زوايا انسيان فى هذا العالم الواسع.

انهم بشر، علينا أن نتحسس ألمهم هذا لكي نتمكن من مساعدتهم على التخلص منه، لأن ألـماً على هذا الشكل ليس إلاّ إختباراً لجهنم بالذات.

أنها صرخات تنطلق، إمـا من بعيد أو من قريب، ولكن يكفى انها انطلقت فى هذا العالم الذى رأى منذ الفى سنة مولد الله الـمحبـة.

موسيقى….

(عرض صور أثناء كل صرخـة)

أنا محتاج اليك…

فأنا لا أجد كسرة خبز..أنظر ماذا حدث لي، قد أنهك الجوع جسدي وعقلي وأنت تملك أجران الحبوب ( صور انسان جائع، مجاعة وحقول القمح..)

أنا محتاج اليك…

فأنا عطشان لقطرة ماء، قطرة واحدة فقط وأنت تملك الأنهار والبحار ولا تذكرني

(صور لإنسان عطشان-مجاعة-أرض مشققة-انهار وينابيع..)

 

أنا محتاج اليك…

فأنا عاري الجسد، لا أجد قطعة أستر بها جسدي لأحميه من برد أو لفحة شمس

(صور لإنسان عاري وملابس ممزقة-ملابس غالية ملقاة…)

أنا محتاج اليك…

فأنا بلا مأوى، مشّرد، أسكن فى بيت من ورق أو صفيح وسط تلال من فضلات ألقيتها أنت (صور لإنسان مشّرد-بيوت عشوائية-فضلات…)

 

أنا محتاج اليك…

فأنا شيخ ضعيف، مُسّن، لآ أقوى على العمل ولكن من أين لي أن أعيش وقد تركوني وحيداً بعد أن كفّ العطاء..أتتركني أنت أيضاً! (صور لإنسان عجوز –متسول..)

أنا محتاج اليك…

فأنا أحد ضحايا الحروب، مشّوه، مُعاق، محّطم، أنا أحد ضحايا نزواتك الشريرة، أتتركني عاجزاً بعد أن كنت تفتخر ببطولاتي؟! (صور حروب-لاجئين-معاق..)

أنا محتاج اليك…

فأنا مكّبل بالقيود، مسجون، مضطهد، لقد خلقنا الله أحرارا ولكن ما أقسى ان يُزلّ إنسان من أخيه الإنسان (صور لإنسان حلف القضبان..)

 

أنا محتاج اليك…

فأنا جائع لكلمة حب، للمسة حنان، لعناق صادق. كم أتمنى أن أُحب، كياني كله ليس سوى رغبة ترتعش نحو حب صادق. فأنا لا أريد قطعة من مالِك أو نظرة شفقة عابرة ولكني أريد حبك (صور لإنسان يتطلع للأفق…)

أنا محتاج اليك…

فأنا لا أملك أن أتعلم وأنت وصلت لأعلى المناصب العلمية وتركتني أمّياُ، جاهلاً، لتفتخر أنت بعلمك وتزدري بي وبجهلي الذى صنعته أنت (صور للمدارس والجامعات وفصول محو الأمية..)

أنا محتاج اليك…

لا تزال الحواجز، لا تزال الحدود قائمة فى كل مكان. هناك الزنوج والبيض، هناك العمال والبرجوازيين، هناك أصحاب مذهب أو طائفة تنفر من أخرى، هناك البعض الذى ينقض على البعض الآخر فيتحكم فيه ويذّله ويديه ويقتله، أهذا هو الناموس الطبيعي للحياة!، ألا تدمر الحواجز التى تفصل بيننا؟، أما زلت تخجل مني؟

أنا محتاج اليك…

فأنا أحمل أثقالاً لا أقوى على حملها وحتاج لمن يخفف عني هذا الثقل. ربما الألم والتجارب، ربما الإثم والخطيئة، ربما معاناة الحياة اليومية فى عالم الفوضى هذا، ربما لكي أشعر أني مازلت بشراً ولست بترساً فى آلـة تدور من أجل قطعة فضيّة..

أنا محتاج اليك…

فأنا الكوارث قد ألّمت بي، زلزال حطّم كل شيئ وابتلع أحلامي، بركان ثائر ألقى بنا للضياع، عاصفة هوجاء أطاحت بنا للعراء، سيل جامح جرفنا للخلاء، وصاعقة أتت لتدفعنا للجحيم، وقذيفة عمياء نسفت آمالنا..ألا تستطيع أن تقف معي ساعة واحدة؟!

أنا محتاج اليك…

فأنا لا أعرف طعم السعادة التى تشعر بها عند ممارسة طقوسك، هذا الإيمان الذى تملكه أنت وأنا أجههله، هذه الأجراس التى تدق لتعلن فرحك بإلهك الـمحبوب، أتتركني أحيا فى ظلمة وأنت بيدك النور ..الإيمان..الرجاء..الـمحبة..القيامة!

أنا محتاج اليك…

فأما مُلقى على أحد الأسّرة البيضاء وسط مئات المرضى ولا أجد من يخفف ألمي. لا أريد جرعات أدوية، بل أريدك أنت، أريد أن أشعر أن هناك شخص يهتم بوجودي ولستُ كمّاً مهملاً فى هذه الدنيا.

أنا محتاج اليك…

فأنا مكفوف البصر، أصّم الأذنين، مشلول الأطراف، أبكم الفم، ضعيف العقل. أنا أحتاج لبصرك وأذنك ويداك وفمك وعقلك لأحيا معك وبك، لأعرف للحياة معنى، فأنا لا يكفي أني موجود على الأرض وأنا لاأستطيع أن أفرّق بين سمائها وأرضها أو شمسها وقمرها…

ترنيـمة

قراءات:

-"بِهَذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ وَأَمَّا مَنْ آَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجاً، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟ يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقّ"(1يوحنا16:3-18).

-"ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد إن له إيمانا ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلصه.إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم: امضيا بسلام، استدفئا واشبعا ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة"(يعقوب14:2-16).

– لكي لا يكون انشقاق في الجسد، بل تهتم الأعضاء اهتماما واحدا بعضها لبعض فإن كان عضو واحد يتألم، فجميع الأعضاء تتألم معه. وإن كان عضو واحد

يكرم، فجميع الأعضاء تفرح معه وأما أنتم فجسد المسيح، وأعضاؤه أفرادا"(1كورنثوس14:12-17).

-"حينئذ يجيبونه هم أيضا قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعا أو عطشانا أو غريبا أو عريانا أو مريضا أو محبوسا ولم نخدمك فيجيبهم قائلا: الحق أقول لكم: بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر، فبي لم تفعلوافيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية"(متى44:25-46).

أنا محتاج اليك…

أنا القدوس..أريد أن أشركك فى عملي..عمل الفداء..هناك يجب أن تساعدني فى خلاص العالم وبث روح جديدة فى الإنسانية السائرة للدمار. تساعدني فى نشر مُلك عدالتي ومحبتي. أن ترضى أن تكون شاهداً لي فى هذا العالـم.

فأنا عطشان للأنفس التى من أجلها قد أتيت الى العالم ومن أجلها أهرقتُ دمي ومُت على الصليب. لا أستطيع إرواء عطشي الى هذا كله إلا إذا رضيت أنت وأخوتك أن تأتوا إليّ.

أنا محتاج إليك فى رسالة الخلاص لكل البشر..

أنا محتاج إليك، صرخة أعلنها، أليس أنت أحد أخوة الرب؟

ألم تُعلن أنك معي أنا المسيح..المعلّم..القدوس..الحب؟

ألـم أوصيك بالحب؟ أن تحب قريبك مثل نعسك؟

أنت ملح الأرض والجنس المختار وأحد خدّام الله وأنت من الفعلة وصيّاد للناس

والراعي والخمير والكارز بالبِر وأحد رسل رب الجنود. أنت أحد شهود الرب

ووارث الملكوت وأخ بين أخوة كثيرين مُشابهين صورة الله

أنسيت هكذا سريعا من أنت؟

أنسيت أنك وُلدت من آدم الثاني؟

أنسيت أنك أحد خاصة الرب؟

أنسيت اننا فى جسد واحد هو أنا المسيح الرب(صور من حياة يسوع مع عرض سريع للصور السابقة)

 




[1] مارس 1976