وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الازهر

بقلم إميل أمين

القاهرة الأربعاء 10 مارس 2010 (zenit.org).

نعت لجنة الحوار الاسلامي المسحي في مصر اليوم فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي وافته المنية  صباح اليوم.

وقال سيادة المطران يوحنا قلته المعاون البطريركي للاقباط الكاثوليك  اننا ننعي عالما جليلا اقام جسورا ثقافية وشجع الحوار بين اصحاب الاديان  ومثل رمزا للسلام والمحبة بين شعوب العالم .

 واضاف سيادته : لقد خسر الجميع  فضيلة الدكتور طنطاوي بطيبته وسماحته  التي عبرت بصدق عن  الشخصية المصرية  عوض الله مصر خسرا  عنه والهم ذويه خالص العزاء .

وكانت ازمة قلبية مفاجئة قد داهمت الراحل الكريم صباح اليوم  في مطار الملك خالد  الدولي بالرياض وهو في طريق عودته للقاهرة

حيث نقل على الفور الى المستشفى وهناك فاضت روحه الى  بارئها .

 وتتذكر الكنيسة الكاثوليكية في مصر على نوع خاص في هذا الظرف الاليم الترحيب الحار والمحبة الكبيرة وكرم الضيافة التي ابداها الشيخ طنطاوي لدى استقباله في مشيخة الازهر قبل عشر سنوات سعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني الكبير لدى زيارته التاريخية لارض مصر المحروسة .

والجدير بالذكر ان الراحل الكريم كان من انصار حوار اتباع الاديان مهما كانت الظروف وفي تصريح خاص  لسيادته  قال قبل ايام معدوادات من وفاته :" ان الله تعالى اوجد هذا الكون وهو قائم  على الحوار والقران الكريم يحض المؤمنين جميعا على التعارف والتلاقي دون فرقة او خصومة" .

من جهته نعى البطريرك الانبا شنودة  الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الارثوذكسية الراحل الكبير وقالت مصادر مقربة من الانبا شنودة انه حزن بشدة لرحيل صديقه العزيز الذي كانت تربطه به صداقة قوية سيما وان جذروهما تعودا لصعيد مصر معا  ، وتجلت المودة بينهما في اللقاءات المشتركة  التي جمعتهما خاصة تلك التي كان تعقب الازمات .

 وقد جاءت تصريحات فضيلته رحمه الله بعد حادث نجع حمادي والتي استنكر فيها تلك الفعلة الشنعاء لتجد ارتياحا كبيرا وترحيبا واسعا عند اقباط مصر ، وقد عرف فضيلته بمواقفه السمحة العادلة التي تدافع عن حق الاقباط في العيش آمنين وبسلام على ارض مصر مع اخوانهم من المسلمين .

وكان الشيخ طنطاوي المولود في 28 تشرين الاول/اكتوبر 1928 في قرية سليم الشرقية في محافظة سوهاج (جنوب شرق), عين بقرار من الرئيس المصري حسني مبارك في 1996 على رأس اعلى مؤسسة للاسلام السني في العالم.وقد انتقل الى هذا المنصب بعدما كان مفتيا للديار المصرية منذ 1986.

والشيخ طنطاوي, الذي تعلم اولا في الاسكندرية حيث حفظ القرآن الكريم, حصل على اجازة عالية من كلية اصول الدين في جامعة الازهر في 1958 ثم حصل على دكتوراه في التفسير والحديث من الكلية نفسها في 1966.

وقد عمل في 1960 اماما وخطيبا ومدرسا في وزارة الاوقاف, قبل ان يتولى في 1968 التدريس في قسم التفسير والحديث بكلية اصول الدين بجامعة الازهر.

وخلال حياته قام بالتدريس في ليبيا وفي كلية الدراسات العليا بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة.

وفي 1976 اصبح عميدا لكلية اصول الدين في اسيوط ثم عميدا للدراسات الاسلامية والعربية بالقاهرة في 1985.