اعتداءات جنسية: بيان رئيس مجلس أساقفة ألمانيا

لقاء المونسنيور زوليتش مع البابا

روما، الاثنين 15 مارس 2010 (Zenit.org)

ننشر في ما يلي النص الكامل للبيان الذي نشر نهار الجمعة الفائت على موقع مجلس أساقفة ألمانيا عقب اللقاء الذي جمع المونسنيور روبرت زوليتش، رئيس مجلس أساقفة ألمانيا ورئيس أساقفة فرايبورغ، وبندكتس السادس عشر. خلال اللقاء، قام رئيس الأساقفة بإطلاع البابا على سلسلة الإجراءات المتخذة إثر ظهور حالات الاعتداءات الجنسية الأخيرة في مؤسسات مدرسية كاثوليكية في البلاد.

***

كما تجري العادة سنوياً، وعقب انعقاد الجمعية العامة الربيعية لمجلس أساقفة ألمانيا، التقيت اليوم ببندكتس السادس عشر لإطلاعه على المواضيع الأكثر أهمية. لذلك، أعلمت الأب الأقدس بالحالات التي كشفت خلال الأسابيع الأخيرة والمرتبطة بمعاملات عنيفة واعتداءات جنسية مرتكبة بحق قاصرين في الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا. وقد اطّلع الأب الأقدس على تقريري بحزن شديد وتأثر عميق.

يهمني أن أوضح أن أساقفة ألمانيا قلقون حيال الاعتداءات التي ظهرت وسط الكنيسة. وقبل أسابيع قليلة، طلبت المغفرة من الضحايا، وهذا ما أكرره اليوم في روما. لقد أحطت الأب الأقدس علماً بالتدابير التي اتخذناها. وإني أشكره على تشجيعي على متابعة تنفيذ هذه الإجراءات بثبات وشجاعة.

نحن نريد اكتشاف الحقيقة وإيجاد حل قانوني من دون تفسيرات خاطئة، حتى عندما تكون الحالات المحالة إلينا عائدة إلى زمن بعيد. فهذا حق الضحايا.

ونتبع "إرشادات مجلس أساقفة ألمانيا حول الإجراءات في حالات الاعتداءات الجنسية التي يرتكبها كهنة بحق قاصرين". وما من بلد آخر يملك هذه الإرشادات التي تؤمن للضحايا وأقربائهم مساعدة بشرية وعلاجية ورعوية متلائمة مع الفرد. فهناك شخص يمكن الالتجاء إليه في كل أبرشية. ونحن الآن بصدد دراسة كيفية تحسين اختيار هؤلاء الأشخاص.

إضافة إلى ذلك، نعمل على تعزيز الوقاية. ونطلب من الرعايا، وبخاصة من المسؤولين في مدارسنا وفي العمل الشبابي، تشجيع مراقبة متنبهة. هنا، أحيي الطاولة المستديرة الكبيرة التي ينظمها وزيرا العائلة والثقافة مع الفئات الاجتماعية الأكثر أهمية،  للثالث والعشرين من أبريل 2010 في سبيل مواجهة مشكلة الاعتداءات الجنسية واستخدام الإجراءات الوقائية الممكنة. بالطبع أن مجلس الأساقفة سيكون حاضراً. وقبل أسبوعين، رحبتُ بهذه الطاولة المستديرة في مقابلة مع إحدى الصحف.

يتعلق القسم الرابع من التدابير التي اعتمدناها بمسؤوليتنا. لذلك قمنا بتعيين أسقف تراير، المونسنيور ستيفان أكيرمان، مكلفاً من مجلس أساقفة ألمانيا في كافة الشؤون المتعلقة بالاعتداءات الجنسية. بدوره، رحب الأب الأقدس بهذا القرار.

اسمحوا لي أن أذكر مرة أخرى بوضوح بأننا لا نتهرب من مسؤولياتنا ولا نستطيع تبرئة أحد من الحالات التي حصلت. بالمقابل، يوجد حالياً في ألمانيا عدد مهم من الاعتداءات في المجال المدرسي وحالات الاعتداءات التي حصلت في الماضي خارج نطاق الكنيسة الكاثوليكية. هذا ما يقوينا نحن الأساقفة في عزمنا على السعي وراء الحوار لإيضاح هذه الوقائع والوقاية منها من خلال أكبر عدد ممكن من الفاعلين على الساحة الاجتماعية.

في هذا الإطار، يندرج أيضاً دعم الكنيسة للسلطات القضائية لمتابعة حالات الاعتداءات الجنسية المرتكبة بحق قاصرين. كما ندعو الكهنة والعلمانيين الملتزمين بمؤسساتنا الكنسية، والمتطوعين إلى شجب هذه الوقائع المستهجنة التي سنعلم بها السلطات القضائية، ولن نعدل عن القيام بذلك إلا في ظروف استثنائية منها النزول عند رغبة صريحة من الضحية.

بما أن الصلاحيات المتعلقة بالإجراءات الجزائية في الدولة وإجراءات الكنيسة تقدم دوماً بطريقة خاطئة، أرغب في أن أوضح مجدداً وجود إجراء جزائي تتخذه الدولة وإجراء كنسي آخر في حال الاشتباه باعتداء جنسي. إنهما متعلقان بمجالات قانونية مختلفة ومستقلان تماماً. وبالتأكيد أن إجراء الكنيسة لا يعلو فوق إجراء الدولة. فنتيجة إجراء الكنيسة لا تؤثر على إجراء الدولة وعلى دعم الكنيسة لسلطات الدولة القضائية.

إنني أشكر البابا بندكتس السادس عشر على التأييد الذي عبر عنه لعمل مجلس أساقفة ألمانيا الحاسم. وهو يشجعنا على استكمال المسيرة التي بدأناها لإيضاح تام وسريع. ويطلب منا بخاصة اتباع التوجيهات المعتمدة باستمرار وتحسينها – إذا لزم الأمر. كذلك، يرحب البابا بندكتس السادس عشر بمخطط عملنا. شخصياً، اكتسبت القوة من لقاء اليوم وإنني متأكد من سيرنا على الدرب الصحيحة لتضميد جراح الماضي.

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010