مذكرة المتحدث الرسمي باسم الكرسي الرسولي حول الاعتداءات الجنسية المرتكبة من قبل بعض رجال الدين
"ترى الكنيسة بوضوح الدرب التي يجب أن تتبعها"
حاضرة الفاتيكان، الثلاثاء 16 مارس 2010 (Zenit.org)
ننشر في ما يلي نص المذكرة المتعلقة بالاعتداء الجنسي المرتكب من قبل بعض رجال الدين، هذه المذكرة التي أصدرها الأب اليسوعي فدريكو لومباردي، مدير دار الصحافة الفاتيكانية، وبثتها إذاعة الفاتيكان.
***
في نهاية هذا الأسبوع الذي كان يتركز فيه اهتمام الصحافة الأوروبية حول مسألة الاعتداء الجنسي المرتكب من قبل أشخاص ضمن مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية، لدينا ثلاث ملاحظات.
أولاً، لقد تبين أن المسار الذي اتخذه مجلس أساقفة ألمانيا هو الدرب الصحيحة التي يجب اتباعها لمعالجة المشكلة بمختلف جوانبها. ومجدداً، تتناول التصريحات التي جاءت على لسان رئيس المجلس، رئيس الأساقفة زوليتش، عقب لقائه مع الأب الأقدس، الخطوط التي وضعت خلال الاجتماع الأخير للمجلس، وتعيد التشديد على النقاط الفعالة الأساسية أي على الاعتراف بالحقيقة ومساعدة الضحايا، وتعزيز الوقاية والتعاون مع السلطات – من ضمنها السلطات القضائية – بشكل بناء لخير المجتمع. كذلك، ومن دون أي شك، أعاد رئيس الأساقفة زوليتش التأكيد على آراء الخبراء التي تقول بأنه يجب ألا يحصل لغط بين مسألتي التبتل والتحرش الجنسي بالأطفال. لقد شجع الأب الأقدس المسار الذي اتخذه أساقفة ألمانيا والذي – إلى جانب خصوصيات سياق بلادهم – يمكن اعتباره أيضاً نموذجاً مفيداً وملهماً لمجالس أسقفية أخرى تعاني من مشاكل مشابهة.
إضافة إلى ذلك، فإن المقابلة المهمة والمطولة التي قدمها محامي العدل في مجمع عقيدة الإيمان، المونسنيور تشارلز تشيكلونا، توضح بالتفصيل معنى القوانين الكنسية التي وضعتها الكنيسة خلال السنوات الأخيرة للحكم على الجريمة الخطيرة المتمثلة بالاعتداء الجنسي الذي يرتكبه بعض رجال الدين بحق قاصرين. بات من الواضح أن هذه القوانين لا تميل إلى التستر على هذه الجرائم ولا تؤيدها، بل أنها على العكس تحدث نشاطاً مكثفاً للحكم في هذه الجرائم والمعاقبة عليها بطريقة ملائمة في إطار القانون الكنسي. تجدر الإشارة إلى أن كل ذلك وضع وأُطلق حين كان الكاردينال راتزينغر عميداً للمجمع. ولطالما كان مساره صارماً ومتماسكاً في مواجهة أصعب الأوضاع.
ختاماً، ردت أبرشية ميونيخ ببيان صحفي مطول ومفصل على الأسئلة المتعلقة بقصة كاهن نقل من إيسين إلى ميونيخ في بافاريا خلال الفترة التي كان فيها الكاردينال راتزينغر رئيس أساقفة المدينة، كاهن كان مسؤولاً عن اعتداءات معينة. يسلط البيان الضوء على أنه لا دخل لرئيس الأساقفة بالقرارات التي اتخذت بعد حصول الاعتداءات. إلا أنه من الواضح أن هناك بعض الأشخاص الذين سعوا – بعناد في ريغينسبرغ وميونيخ – في الأيام الأخيرة إلى إيجاد سبل لإقحام الأب الأقدس بصورة شخصية في المسائل المتعلقة بالاعتداءات. لكن المراقب الموضوعي يرى أن هذه الجهود باءت بالفشل.
على الرغم من العاصفة الهوجاء، ترى الكنيسة بوضوح الدرب التي يجب أن تتبعها بقيادة الأب الأقدس الأكيدة والصارمة. كما أشرنا مسبقاً، نرجو أن تشكل هذه المحنة في نهاية المطاف عوناً للمجتمع ككل للمزيد من الاهتمام بحماية الأطفال والشباب وتنشئتهم.
نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)