دخول أورشليم (متي 21: 1- 17)
للاب هاني باخوم
أحد الشعانين هو احد دخول يسوع المسيح الى أورشليم. دخول ملك مختلف عن دخول اي ملك أخر. فهو ملك لا يعرفه العالم.
يسوع يدخل أورشليم كملك، يدخل راكباً جحشا ابن أتانِ. هذا لا يشير فقط الى التواضع. لكنه علامة لشىء اخر. دخول المسيح بهذه الطريقة تجعل مستقبليه احرارا. يسوع يدخل بطريقة لا تجبر احدا بان يستقبله. لا يجبر احدا ان يهتف له. الدخول على أتانِ في ذلك الوقت هو علامة لملك يريد ان يحمل رسالة لشعب ما. وهذا الشعب حر ان يستقبله أو يرفضه. يسوع المسيح هو ملك امامه كل انسان حر. الانسان لا يشعر انه مرغم على استقباله. هذا الملك لا يدخل على حصان علامة القوة والاجبار.
وامام هذا الملك، يصرخ الشعب: "هوشعنا"، اي يا رب خلصنا. الشعب الذي يرى واقعه كعبيد للرومان، ينتظر مخلصا، ينتظر من يحرره. الشعب يرجو ان يكون هو المخلص. هو الذي سيقودهم خارج سلطان الاعداء. فيهتفون له.
والمسيح هو بالفعل هكذا؛ هو المخلص الذي يأتي ليحرر كل انسان من العدو الحقيقي؛ من ابليس، من سلطان الموت.
"هوشعنا" هي صرخة كل مسيحي في نهاية هذا الزمن، زمن الصيام. في هذا الزمن يختبر الانسان ضعفه بطريقة كبيرة. يختبر تعلقه بالمال، حبه للعالم ولمتَعتهِ. يختبر عدم امكانيته ان يتخلى عن راحته. زمن الصوم هو زمن صحراء كما كان للشعب عندما خرج من مصر. هدف هذا الزمن هو ان يجعلنا نرى ما بداخلنا من شوائب، من خطيئة ومن عدم قدرة على الحب. اذا كان هذا الزمن ينتهي الان ونحن نرى اننا ضعاف، اننا سقطنا مرات كثيرة، واننا لم نكن امناء في الصيام، في الصدقة، في الصلاة، اذاً هذا الزمن قام بدوره، اظهر لنا واقعنا وحقيقتنا. جعلنا نشعر كالعشار الذي لا يجرؤ ان يتقدم امام الله.
لكن في نفس الوقت هذا الزمن لا ينتهي فقط بأشعارنا بضعفنا ونقصنا، لكن بشىء أهم. انه يجعلنا ندرك احتياجنا للخلاص، للمحرر. وها هو المسيح يدخل أورشليم، يدخل كملك. فنستطيع ان نصرخ له نحن ايضاً ونقول:"هوشعنا". اي يا رب خلصنا. خلصنا لكن ليس من عدو سياسي او أجتماعي، لكن من ذواتنا، من عبوديتنا للخطيئة. من هذا الهلاك اي ان نحيا فقط لانفسنا. خلصنا كي نعطي حياتنا فنحيا بالفعل.
أحد الشعانين هو خبر مفرح لكل من يجد نفسه عبد ومقيد. يستطيع اليوم ان يستقبل المخلص ويصرخ له ويقول: "هوشعنا".
أحد شعانين مبارك.