لاستبسال الإعلامي ضد الكنيسة لا يرمي إلى الإعلام بل إلى المعاقبة

 

الانتقادات ليست موجهة من قبل جماعات يهودية، بحسب عمدة نيويورك السابق

روما، الجمعة 16 أبريل 2010 (Zenit.org)

يرى عمدة نيويورك السابق أن "التهجمات المتكررة" التي تشنها وسائل الإعلام على الكنيسة وبندكتس السادس عشر تشكل حالياً أبرز مظاهر "الأعمال المناهضة للكثلكة".

هذا ما يعلنه اليهودي إدوارد "إد" كوش، الذي كان عضواً في الكونغرس بين عامي 1969 و1977، في إحدى مدونات الصحيفة The Jerusalem Post التي وردت على شبكة الإنترنت قبل أسبوع.

يقول: "أرى أن تعاقب المقالات حول المسألة عينها لم يعد يهدف إلى الإعلام وإنما إلى المعاقبة".

وبالاعتراف بأن الاعتداء الجنسي على القاصرين فعل "شنيع"، يسطر أنه أمر متفق عليه من قبل "الكاثوليك والكنيسة وغير الكاثوليك ووسائل الإعلام".

في هذا الصدد، يذكر السياسي والمعلق أن البابا أعلن بصراحة أن هذا الاعتداء يعتبر جرماً "شائناً"، إضافة إلى أنه يعبر عن تعاطفه مع الضحايا.

ويرى إدوارد كوش أن "كثيرين ممن ينقضون في وسائل الإعلام على الكنيسة والبابا، يفعلون ذلك بسرور، والبعض يقوم بذلك بمكر".

"أعتقد أن سبب الاعتداءات المستمرة يكمن في أن كثيرين (من ضمنهم بعض الكاثوليك) – في وسائل الإعلام، وغيرها – غير راضين عن موقف الكنيسة المناهض للإجهاض والزيجات المثلية، وعن الحفاظ على قانون التبتل لدى الكهنة، وعن استبعاد النساء من الإكليروس؛ وعن موقفها المناهض لتدابير تحديد النسل منها الواقي الذكري، والمناهض لوصفات المخدرات، وعن معارضتها للطلاق"، حسبما يضيف.

"لقد قال يوماً صديقي المقرب الكاردينال جون أوكونور: "الكنيسة ليست مأدبة نختار ونأخذ منها ما يروق لنا".

"يحق للكنيسة أن تطلب من المؤمنين أن يحترموا كافة قوانينها الدينية، ويحق لها أن تدافع عما تؤمن به".

ويوضح السياسي اليهودي أنه لا يؤيد شخصياً الموقف الكاثوليكي من هذه المسائل، لكنه يعتقد أنه "يحق للكنيسة أن تحافظ على هذه المواقف انطلاقاً من معتقداتها الدينية".

"على غرار الكنيسة الكاثوليكية، يمكن لليهود الأرثوذكس أن يطلبوا مراعاة القوانين الدينية بصورة مطلقة. ومن يرفض الالتزام بها، له كامل الحرية في الرحيل عنها".

كذلك، يقول إدوارد كوش أنه مقتنع بأن "الكنيسة الكاثوليكية تمثل قوة إيجابية في العالم وليس شراً"، وأن وجود أكثر من مليار كاثوليكي في العالم "مهم للسلام والازدهار في المسكونة".

ويضيف: "من الواضح أنه ينبغي على وسائل الإعلام أن تطلع الناس على وقائع جديدة متعلقة بالاعتداء على القاصرين، لكن موضوعيتها ومصداقيتها تتأثران عندما ترفض نيويورك تايمز نشر صفحة الرأي –  التي قد تناقض المقالة الافتتاحية – التي قدمها رئيس أساقفة نيويورك تيموثي دولن حول مسألة مناهضة الكثلكة، وتقترح بدلاً منها رسالة للناشر أقصر بكثير وأقل تعمقاً من صفحة الرأي".

كما يردف قائلاً: "أنا قلق لأن تايمز نقلت في عددها الصادر في 6 أبريل أن "صحيفة يسار الوسط كتبت خلال الأسبوع الفائت من دون ذكر مراجع أن بعض الأوساط الكاثوليكية تعتقد أن الانتقادات الموجهة للكنيسة صادرة عن جماعة ضغط يهودية من نيويورك".

إن كانت "هذه الأوساط تشير إلى تايمز، يجب أن نوضح بأن الناشر آرثر سولزبرغر جونيور ليس يهودياً وإنما عضواً في الكنيسة الأسقفية، وأن مديرها التنفيذي بيل كيلير هو أيضاً مسيحي".

يقول إدوارد كوش: "هذا يكفي حتى الآن"، مضيفاً "من المؤكد أن بعض أعضاء الإكليروس الكاثوليك ارتكبوا أعمالاً شائنة. والكنيسة في الولايات المتحدة دفعت مئات الملايين للضحايا، وستدفع الملايين، وربما مئات الملايين لضحايا آخرين في العالم".

"وهي تسعى بشدة إلى استعادة سمعتها من خلال الاعتراف بماضيها، وتبديل الإجراءات الهادفة إلى معالجة مسألة الكهنة المنحرفين جنسياً نحو الأطفال".

ويختتم إدوارد كوش أقواله بالاستشهاد بكلمات يسوع التي نقلها الرسول يوحنا: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر" (يو 8، 7).

للاطلاع على المدونة: http://cgis.jpost.com/Blogs/koch/entry/he_that_is_without_sin

 

 

الكرسي الرسولي يشير إلى سياق الرابط بين الاعتداء الجنسي والمثلية

ويقول أن تعلقيات الكاردينال برتوني لا تلمح إلى نزعة اجتماعية

حاضرة الفاتيكان، الجمعة 16 أبريل 2010 (Zenit.org)

عندما أشار أمين سر بندكتس السادس عشر إلى الرابط بين التحرش الجنسي بالأطفال والمثلية، كان يلفت بخاصة إلى الواقع المتمثل بأن 60% من حالات الاعتداء الجنسي المرتكب بحق قاصرين من قبل بعض رجال الدين تشمل مراهقين شباب، ولم يكن يلفت إلى نزعة اجتماعية عامة، حسبما أوضح الفاتيكان.

فقد أثارت تعليقات الكاردينال ترشيزيو برتوني التي أدلى بها خلال مؤتمر صحفي عقد نهار الاثنين في تشيلي، موجة من التعليقات في وسائل الإعلام، بين المنظمات المثلية، ووزارة الشؤون الخارجية الفرنسية.

رداً على سؤال حول وجود رابط محتمل بين التبتل والاعتداء الجنسي المرتكب من قبل كهنة، أجاب الكاردينال برتوني: "لقد أظهر عدة علماء نفس وأطباء نفسانيون أن ما من صلة بين التبتل والتحرش الجنسي بالأطفال، إلا أن كثيرين أثبتوا – وقالوا لي مؤخراً – أن هناك صلة بين المثلية والتحرش الجنسي بالأطفال".

في بيان صدر الأربعاء الفائت، أوضح الأب اليسوعي فديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة الفاتيكانية أن الكاردينال كان يشير إلى دراسات علمية أجريت في سياق أزمة الاعتداء الجنسي في الكنيسة، لا في المجتمع عامة.

"إن السلطات الكنسية لا تعتبر أن من اختصاصها إطلاق أقوال عامة ذات طابع نفسي أو طبي، فتتحدث عادة عن دراسات اختصاصيين وبحث جارٍ حول المسألة"، بحسب الأب لومباردي.

وأوضح الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي أنه "في مجال قضايا الاعتداءات المرتكبة من قبل كهنة بحق قاصرين والتي عالجها مجمع عقيدة الإيمان في السنوات الأخيرة، ذُكرت فقط في الوقائع الإحصائية في مقابلة المونسنيور تشارلز شيكلونا نسبة 10% من حالات التحرش الجنسي بالأطفال بالمعنى الدقيق، و90% من حالات التحرش الجنسي بالمراهقين التي كانت نسبة 60% منها متعلقة بأفراد من الجنس عينه، و30% من الجنس الآخر".

ختاماً، أوضح الأب لومباردي أن "المشار إليه هنا هو مشكلة الاعتداء الجنسي المرتكب من قبل كهنة، وليس في المجتمع عامة".

هذه البيانات يدعمها التقرير الذي نشرته سنة 2004 كلية جون جاي للعدالة الجنائية التابعة لجامعة نيويورك، والذي يعتبر التقرير الأكثر اكتمالاً حول أزمة الاعتداء الجنسي.

من خلال دراسة تهم الاعتداء الجنسي التي وجهت لبعض رجال الدين بين سنتي 1950 و2002 في الولايات المتحدة، أفاد التقرير بأن الأكثرية الساحقة من الضحايا – 81% – هم من الذكور.

كما شددت دراسة جون جاي على أن التحرش الجنسي بالأطفال – الميل إلى أطفال غير بالغين المشخص كمرض نفسي – كان جزءاً صغيراً من مشكلة الاعتداء الجنسي إذ أن معظم الضحايا كانوا مراهقين أيضاً.

المقابلة مع المونسنيور شيكلونا: http://www.zenit.org/article-28634?l=english