كلمة البابا قبيل تلاوة افرحي يا ملكة السماء

"الصلاة هي أول شكل من أشكال الشهادة التي توقظ الدعوات"

حاضرة الفاتيكان، الاثنين 26 أبريل 2010 (Zenit.org)

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها بندكتس السادس عشر عند ظهيرة يوم أمس قبل تلاوة صلاة "افرحي يا ملكة السماء" مع الحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس.

***

إخوتي وأخواتي الأعزاء،

في هذا الأحد الرابع من الفصح المسمى "أحد الراعي الصالح"، يحتفل باليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات الذي يحمل هذه السنة الشعار التالي "الشهادة توقظ الدعوات"، الشعار "المرتبط بحياة وخدمة الكهنة والأشخاص المكرسين" (رسالة بمناسبة اليوم العالمي السابع والأربعين للصلاة من أجل الدعوات، 25 أبريل 2010). إن الصلاة هي أول شكل من أشكال الشهادة التي توقظ الدعوات (المرجع عينه) كما يتضح لنا من مثال القديسة مونيكا التي نالت نعمة رؤية اهتداء ابنها أغسطينوس إلى المسيحية بابتهالها إلى الله بتواضع وثبات. وقد كتب القديس أغسطينوس: "من دون شك، أؤمن وأقر بأن الله منحني من خلال صلواتها العزم على جعل اقتراحاتي ورغباتي وأفكاري ومحبتي مقتصرة على بلوغ الحقيقة" ("De Ordine," II 20, 52; CCL 29, 136).

لذلك، أدعو الأهل إلى الصلاة من أجل انفتاح قلوب أبنائهم على الإصغاء للراعي الصالح، ومن أجل تحول "كل بذرة دعوة صغيرة… إلى شجرة ناضجة تحمل ثماراً صالحة للكنيسة وللبشرية جمعاء" (الرسالة). كيف نسمع صوت الرب ونعرفه؟ في تبشير الرسل وخلفائهم: فيه يتردد صوت المسيح الذي يدعونا إلى الشركة مع الله وإلى كمال الحياة، كما قرأنا اليوم في إنجيل القديس يوحنا: "فخرافي تصغي لصوتي، وأنا أعرفها وهي تتبعني، وأعطيها حياة أبدية، فلا تهلك إلى الأبد، ولا ينتزعها أحد من يدي" (يو 10: 27، 28). وحده الراعي الصالح هو الذي يرشد قطيعه بحنان كبير، ويدافع عنه من الشر، وفيه وحده يستطيع المؤمن أن يضع ثقته التامة.

في هذا اليوم المميز للصلاة من أجل الدعوات، أحث بخاصة الخدام المرسومين على الشعور بالالتزام "بشهادة إنجيلية أقوى في العالم المعاصر" (رسالة إعلان سنة الكهنة) من خلال الاستلهام من سنة الكهنة. أرجو أن يتذكروا أن الكاهن "يكمل عمل الفداء على الأرض"؛ وأرجو أن يدركوا كيفية "التوقف كثيراً أمام بيت القربان" ويبقوا "أمناء لدعوتهم ورسالتهم من خلال ممارسة تقشف صارم"؛ فليكونوا مستعدين للإصغاء والمغفرة، وليعدّوا الأشخاص الموكلين إليهم بأسلوب مسيحي، ولينموا "الأخوة الكهنوتية" بعناية. فليتخذوا من الرعاة الحكماء والمندفعين مثالاً لهم كما فعل القديس غريغوريوس النزينزي الذي كتب لصديقه العزيز، الأسقف القديس باسيليوس: "علمنا محبتك لخرافك، واهتمامك وقدرتك على الفهم، وتنبهك… القسوة في اللطف، الهدوء والحلم في النشاط… النضال في الدفاع عن القطيع، والفوز… المحرز في المسيح" (Oratio IX, 5, PG 35, 825ab).

إنني أشكر جميع الحاضرين والداعمين لخدمتي كخليفة بطرس بالصلاة والمحبة، وأبتهل الحماية السماوية من مريم العذراء التي نرفع إليها صلواتنا.

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010