بيان الكرسي الرسولي حول جنود المسيح

"الكنيسة مصممة على مرافقتهم"

 الفاتيكان، الاثنين 03 مايو 2010 (Zenit.org) 

ننشر في ما يلي بياناً صدر عن الكرسي الرسولي في الأول من مايو حول اللقاءات التي عقدت يومي الجمعة والسبت مع زوار جمعية جنود المسيح.

***

1.في 30 أبريل والأول من مايو، ترأس الكاردينال أمين سر الدولة لقاءً في الفاتيكان مع خمسة أساقفة مسؤولين عن الزيارة الرسولية لجمعية جنود المسيح (هم رئيس أساقفة فايادوليد (إسبانيا) ريكاردو بلاثكيث بيريث؛ رئيس أساقفة دنفر تشارلز جوزيف تشابوت؛ رئيس أساقفة كونسيبسيون (تشيلي) ريكاردو إيتزاتي أندريلو؛ أسقف إسكندرية إيطاليا جوسيبي فيرسالدي؛ وأسقف تيبيك (المكسيك) واتي أوركيدي). وحضر اللقاء رئيس مجمع عقيدة الإيمان، رئيس مجمع مؤسسات الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، والممثل عن دائرة الشؤون العامة التابعة لأمانة الدولة.

كان الأب الأقدس حاضراً في إحدى الجلسات التي قدم فيها الزوار ملخصاً عن تقاريرهم التي أرسلت مسبقاً.

خلال الزيارة، أجريت مقابلات مع أكثر من 1000 عضو في جمعية جنود المسيح، وتم التدقيق في مئات الشهادات المكتوبة. ذهب الزوار إلى معظم الدور الدينية والأعمال الرسولية التي تديرها الجمعية. استمعوا شفهياً أو كتابياً إلى آراء عدة أساقفة أبرشيين في البلدان التي توجد فيها الجمعية. كما التقى الزوار بعدة أعضاء من حركة Regnum Christi – على الرغم من كونه ليس هدف الزيارة – منهم بخاصة الرجال والنساء المكرسين. كذلك، تلقوا عدداً كبيراً من الرسائل من علمانيين وأفراد عائلات بعض المرتبطين بالحركة.

تحدث الزوار الخمسة عن الترحيب الصادق الذي لاقوه، وعن روح التعاون البناءة التي أظهرتها الجمعية والرهبان. على الرغم من أن كل واحد منهم تصرف بشكل مستقل، إلا أنهم توصلوا إلى اتفاق جوهري في تقييمهم وإلى رأي مشترك. فهم يشهدون بأنهم التقوا بعدد كبير من الرهبان المثاليين الصادقين والموهوبين، والرهبان الشباب الذين يبحثون عن المسيح بحماسة حقيقية ويقدمون حياتهم بأكملها لنشر ملكوت الله.

2. تمكنت الزيارة الرسولية من التحقق من أن سلوك الأب مارسيال ماسييل ديغويادو كان له تبعات خطيرة على حياة الجمعية وبنيتها، مما يتطلب عملية مراجعة عميقة.

فسلوك الأب ماسييل الخطير والمنافي للأخلاق، تأكد كدليل غير قابل للجدل في جرائم فعلية، وأظهر حياة خالية من الريبة والحس الرهباني الحقيقي. كما أن أكثرية أعضاء جنود المسيح لم تكن على علم بهذه الحياة بسبب نظام العلاقات التي أسسها الأب ماسييل الذي نجح بمهارة في إيجاد الذرائع وكسب ثقة وصمت المحيطين به، وتعزيز دوره كمؤسس ورع.

ولم يكن نادراً تكذيب وصرف الشخص الذي كان يشك في سلوكه. كما أن القناعة الخاطئة لدى الأشخاص الذين لم يريدوا تشويه الأعمال الجيدة التي كانت تقوم بها الجمعية، خلقت حوله آلية دفاعية لم تسمح بمعاقبته لفترة طويلة، وصعبت معرفة حياته الفعلية.

3. إن اندفاع العديد من أعضاء الجمعية الذي ظهر أيضاً خلال الزيارات إلى دور الجمعية، وإلى العديد من أعمالها الرسولية التي يقدرها كثيرون، ذهب بالبعض إلى الاعتقاد في الماضي بأن الادعاءات التي أصبحت أكثر إلحاحية وانتشاراً لم تكن سوى افتراءات.

لذلك، فإن اكتشاف حقيقة المؤسس سبب لأعضاء الجمعية عيش تجربة الانذهال والارتباك والألم الشديد، كما أوضح الزوار.

4. من نتائج الزيارة الرسولية، اتضحت بخاصة الأمور التالية:

أ) الحاجة إلى إعادة تحديد موهبة جمعية جنود المسيح، بالحفاظ على جوهرها الأساسي "جنود المسيح" الذي يميز النشاط الكنسي الرسولي والتبشيري، ولا يشبه تقييم الفعالية؛

ب) الحاجة إلى مراجعة ممارسة السلطة التي يجب ربطها بالحقيقة، لتحترم الضمير وتطور ذاتها على ضوء الإنجيل كخدمة كنسية حقيقية.

ج) الحاجة إلى الحفاظ على حماسة إيمان الشباب من خلال تنشئة مناسبة، والحفاظ على اندفاعهم التبشيري ونشاطهم الرسولي. ففي الواقع أن الخيبة حول المؤسس قد تدعو إلى التشكيك في هذه الدعوة وجوهر موهبة جنود المسيح.

5. يرغب الأب الاقدس في التأكيد لكل أعضاء جمعية جنود المسيح وحركة Regnum Christi أنهم لن يكونوا لوحدهم: فالكنيسة مصممة على مرافقتهم ومساعدتهم على درب التطهر التي تنتظرهم. وهذا يعني أيضاً التعامل بصدق مع الأشخاص الذين وقعوا داخل الجمعية وخارجها ضحايا الاعتداء الجنسي ونظام القوة الذي وضعه المؤسس: الأب الأقدس يفكر فيهم ويصلي من أجلهم، ويشكر البعض منهم على تحليه بالجرأة والثبات للمطالبة بالحقيقة حتى وسط أكبر الصعاب.

6. إذ يشكر الأب الأقدس الزوار على المهمة الدقيقة التي أنجزوها بمهارة وسخاء وحس رعوي عميق، يحتفظ لنفسه بمهمة إعطاء التعليمات حول كيفية تنظيم هذه المساعدة انطلاقاً من تعيين ممثله ولجنة لدراسة قوانين الجمعية. وسيرسل الأب الأقدس زائراً إلى الأعضاء المكرسين في حركة Regnum Christi الذين طالبوا بذلك بإصرار.

7. ختاماً، يجدد البابا تشجيعه لكل أعضاء جمعية جنود المسيح، لعائلاتهم وللعلمانيين المرتبطين بحركة Regnum Christi، في هذه الفترة العصيبة للجمعية ولكل واحد منهم. كما يحثهم على الانتباه دوماً إلى أن دعوتهم المنبثقة عن دعوة المسيح والتي تحركها فكرة الشهادة لمحبته في العالم هي هبة فعلية من عند الله، وكنز للكنيسة، والأساس المتين الذي يمكنهم جميعاً أن يبنوا عليه مستقبلهم ومستقبل الجمعية. 

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)