سفر الخروج- الجزء الثانى

 

إعداد ناجي كامل-مراسل الموقع بالقاهرة

 

* الفصح : (خر 12/1-14)

1- موعد الفصح:

     كَلَّمَ الرَّبُّ موسى وهارونَ في أَرضِ مِصرَ قائلاً "هذا الشَّهرُ يَكونُ لَكم رَأسَ الشُّهور، وهو لَكم أَوَّلُ شُهورِ السَّنة" (شهر ابيب – الموافق آذار- نيسان مارس – ابريل)  الموافق

كَلِّما جَماعةَ إسْرائيلَ كُلَّها ومُرهُم أَن يَتَّخِذوا لَهم، في العاشِرِ مِن هذا الشَّهرِ، كُلُّ واحِدٍ حَمَلاً بِحَسَبِ بُيوتِ الآباء، لِكُلِّ بَيتٍ حَمَلاً (في إشارة إلى يسوع المسيح حمل الله)

2- طقس وفريضة الفصح: ( في إشارة إلى فصح المسيح ويقرأ هذا الإصحاح يوم الجمعة العظيمة الساعة الحادية عشر :النبؤات)

    فإِن كانَ أَهْلُ البَيتِ أَقَلَّ مِن أَن يأَكُلوا حَمَلاً، فلْيَأخُذوه هُم وجارُهمُ القَريبُ مِن مَنزِلِهم بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفوس، فَيكونُ الحَمَلُ بِحَسَبِ ما يأكُلُ كُلُّ واحِد

حَمَلٌ تامٌّ ذَكَرٌ حَولِيٌّ يَكونُ لَكم، مِنَ الضَّأنِ أَوِ المَعِزِ تأخُذونَه

ويَبْقى مَحْفوظاً عِندَكم إِلى اليَومِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِن هذا الشَّهر، فيَطبُخُه كُلُّ جُمْهورِ جَماعةِ إِسْرائيلَ في العشية ،ويأخُذُونَ مِن دَمِه ويَجعَلوَنه على قائِمَتَيِ البابِ وعارِضَتِه على البُيوتِ الَّتي يأكُلوَنه فيها،ويأكُلونَ لَحمَه في تِلكَ اللَّيلةِ مَشوِيّاً على النَّار، بِأَرغِفَةِ فطير(بدون خميرة) ٍ معَ أَعْشابٍ مُرَّةٍ يأكُلونَه،لا تأكُلوا شَيئاً مِنه نِيئاً ولا مَسْلوقاً بِالماء، بل مَشوِيّاً على نارٍ مع رأسِه وأَكارِعِه وجَوفِه ولا تُبقوا شَيئاً مِنه إِلى الصَّباح، فإِن بَقِيَ شيءٌ مِنه إِلى الصَّباح، فأَحرِقوه بِالنَّار، وهكذا تأكُلونَه: تَكونُ أَحقاوُكم مَشْدودةً ونِعالُكُم في أَرجُلِكُم وعِصِيُّكُم في أَيديكُم، وتأكُلونَه على عَجَلٍ فإِنَّه فِصحٌ لِلرَّبّ

*الفصح: (أسبوع الآلام ويطلق عليه بالقبطية البصخة المعربة عن العبرية اى العبور أو الاجتياز تذكار لعبور الملاك المهلك الذي عبر وخلص أبكار الإسرائيليين المرشوشة بدم خروف الفصح واستخدمت الكنيسة هذا الاصطلاح في أسبوع الآلام لنعيد ذكرى فصحنا الرب يسوع ،الحمل الذي بلا عيب الذي تم لنا الخلاص بدمه الذي سفك عنا )

– وأَنا أَجْتازُ في أَرضِ مِصرَ في تِلكَ اللَّيلة، وأَضرِبُ كُلَّ بِكْرٍ في أَرضِ مِصْر، مِنَ النَّاسِ إِلى البَهائِم، وبِجَميعِ آِلهَةِ المِصرِيِّينَ أُنَفِّذُ أَحكاماً أَنا الرَّبّ.

فَيكونُ الدَّمُ لَكم عَلامةً على البُيوتِ الَّتي أَنْتُم فيها، فأَرى الدَّمَ وأَعبُرُ مِن فَوقِكم، ولا تَحِلُّ بِكُم ضَربَةٌ مُهلِكة، إِذا ضَرَبتُ أرضَ مِصْر.

*الفريضة : ويَكونُ هذا اليَومُ لَكم ذِكْرى، فتُعَيِّدونَه، عيداً لِلرَّبِّ تُعيِّدونَه مَدى أَجْيالِكم فَريضةً أَبَدِيَّة.

 

 

3- عيد الفطير: (خروج 12/15-20)

    سَبعَةَ أَيَّامٍ تأكُلونَ فَطيرا، ً وتَحفَظونَ عيدَ الفَطيرِ لأَنِّي في هذا اليَومِ عَيِنه أَخرَجتُ جُيوشَكم مِن أَرضِ مِصْر، وتَحفَظونَ هذا اليَومَ مَدى أَجْيالِكم فَريضةً أَبدِيَّة

4- أحكام الفصح : اذبحوا الفِصْح (خر12/21- 28) و (خر 12/43-51)

    ثُمَّ تأخُذونَ باقَةَ زُوفى و تَغمِسونَها في الدَّمِ الَّذي في الطَّسْت، وتَمَسُّونَ عارِضَةَ البابِ وقائِمَتَيه بِالدَّمَ الَّذي في الطَّسْت، ولا يَخرُجُ أَحَدٌ مِنكم مِن بابِ مَنزِلِه إِلى الصَّباح

فيَجْتازُ الرَّبُّ لِيَضرِبَ مِصْر، فإِذا رأَى الرَّبُّ الدَّمَ على عارِضَةِ البابِ وقائمَتَيه، عَبَرَ عنِ البابِ ولم يَدعِ المُبيدَ يَدخُلُ بُيوتَكم ضارِبا، ً وإِذا قالَ لَكم بَنوكم: ما هذِه العِبادَةُ في نَظَرِكُم؟، تَقولون: هي ذَبيحةُ الفِصْحِ لِلرَّبِّ الَّذي عَبَرَ مِن فَوقِ بُيوتِ بَني إِسْرائيلَ بمِصْر، حينَ ضَرَبَ مِصرَ وأَنقَذَ بُيوتَنا.

وقالَ الرَّبُّ لِموسى وهارون:هذه فَريضَةُ الفِصح: كُلُّ أَجنَبِيٍّ لا يأكُلُ منه،

جَماعةُ إِسْرائيلَ كلُّها تُقيمُ الفِصح،وإِذا نَزَلَ بِكُم نَزيلٌ وأَرادَ أَن يُقيمَ فِصْحاً لِلرَّبّ، فلْيَختَتِنْ كُلُّ ذَكَرٍ لَه، ثمَّ يَتَقَدَّمُ فيُقيمُه وَيصيرُ كآبنِ البَلَد، وكُلُّ أَقلَفَ لا يأَكُلُ مِنه

ففَعَلَ بَنو إِسْرائيلَ جَميعُهم كما أَمَرَ الرَّبُّ موسى وهارون.

 

5- فرعون يوافق على خروج الإسرائيليين من مصر: ( خر12/29- 34) و(خر12/37-42)

    كانَ صُراخٌ عَظيمٌ في مِصْر، إذ لم يَكُنْ بَيتٌ إِلاَّ وفيه مَيْت،فدعا فِرعَونُ موسى وهارونَ لَيلاً وقال:قوما فأخُرجا مِن بَينِ شَعْبي، أَنتُما وبَنو إِسْرائيل، وأذهبوا واعبدوا الرَّبَّ، كما قُلتُم ، وغَنَمُكم أَيضاً وبَقَرُكم خُذوها كما قُلُتم وأذهبوا، وباركوني أَيضا.ً ثُمَّ رَحَلَ بَنو إِسْرائيلَ مِن رَعَمْسيسَ إِلى سُكُّوت بِنَحوِ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ ماشٍ مِنَ الرِّجال، ما عدا العِيال، وكانَت إِقِامةُ بَني إِسْرائيلَ بِمِصرَ أَربَعَ مِئَةٍ وثَلاثينَ سَنَة.

  

6-  تكريس الأبكار للرب :( خر 13/1-2 و 11-16) :

     وكلم الرب موسى قائلا "قدس لي كل بكر ، كل فاتح رحم من بني إسرائيل، من الناس والبهائم، إنه لي" فعلم موسى أبنائه  " تعزل للرب كل فاتح رحم وكل أول نتاج من البهائم التي لك: الذكور للرب وكل بكر من بنيك تفديه ،لأنه لما تصلب فرعون عن إطلاقنا، قتل الرب كل بكر في أرض مصر، من بكر الإنسان إلى بكر البهيمة، ولذلك أنا أذبح للرب كل فاتح رحم من الذكور، كل بكر من بني أفديه " .

 

7- عمل الفطير تذكارا لخروجهم من ارض مصر: ( إشارة إلى الافخاريستية )

     أذكر ذلك اليوم الذي خرجتم فيه من مصر، من دار العبودية، لأن الرب أخرجكم بيد قوية من هناك، فلا يؤكل خمير،ويكون علامة لك على يدك، وذكرا بين عينيك، لكي تكون شريعة الرب في فمك، لأن الرب بيد قوية أخرجك من مصر،وتحفظ هذه الفريضة في وقتها سنة فسنة.(خر 13/3-10)

8- الخروج من مصر وسلوك طريق البحر الأحمر: (خر13/17- 22)

    لما أطلق فرعون الشعب، لم يسيرهم الله في طريق أرض الفلسطينيين مع أنه قريب، (كان طريق أرض الفلسطينيين يوازى البحر المتوسط ولكنه محميا بواسطة الجيش المصري ) ،قال الله :لعل الشعب يندم، إذا رأى حربا، فيرجع إلى مصر، فحول الله الشعب إلى طريق برية نحو البحر الأحمر. وكان الرب يسير أمامهم نهارا في عمود من غمام ليهديهم الطريق( عمود الغمام أو السحاب يرمز لحضور الله وسط شعبه وفى شعائر العبادة سيرمزون إلى هذا السحاب /الدخان بسحاب من البخور يحرقونه على مذبح البخور – راجع لأوى 16/2و13) ، وليلا في عمود من نار ليضيء لهم، وذلك لكي يسيروا نهارا وليلا، ولم يبرح عمود الغمام نهارا وعمود النار ليلا من أمام الشعب.

وكلم الرب موسى قائلا:"مر بني إسرائيل أن يرجعوا ويخيموا أمام فم الحيروت، تخيمون تجاهه على البحر،فيقول فرعون إنهم تائهون في الأرض وإن البرية قد أطبقت عليهم واقسي أنا قلب فرعون، فيجد في إثرهم، وأمجد على حسابه وعلى حساب جيشه كله، ويعلم المصريون أنني أنا الرب". ففعلوا كذلك(خر14/1-4)

 

المصريون يطاردون بني إسرائيل:  (خر14/5-14)  9-

    فلما أخبر ملك مصر أن الشعب قد هرب، تغير قلبه وقلوب حاشيته عليه وقالوا:  ماذا صنعنا، فأطلقنا إسرائيل من خدمتنا؟ فشد مركبته وأخذ ست مئة مركبة ممتازة وجميع مراكب مصر، وعلى كل منها ضباط فجد في إثر بني إسرائيل، وجد المصريون في إثرهم فأدركهم خيل فرعون كله ومراكبه وفرسانه وجيشه، وهم مخيمون على البحر عند فم الحيروت، ولما قرب فرعون، رفع بنو إسرائيل عيونهم، فخافوا جدا، وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب، وقالوا لموسى: أمن عدم القبور بمصر أتيت بنا لنموت في البرية؟ ماذا صنعت بنا فأخرجتنا من مصر،وقالوا له : دعنا نخدم المصريين، فإنه خير لنا أن نخدم المصريين من أن نموت في البرية؟

فقال موسى للشعب:لا تخافوا، اصمدوا تعاينوا الخلاص الذي يجريه الرب اليوم لكم، فإنكم كما ترون المصريين اليوم، لن تعودوا ترونهم للأبد ،الرب يحارب عنكم وأنتم هادئون.

10- معجزة عبور البحر: (خر14/ 15- 31)  

     فقال الرب لموسى: ما بالك تصرخ إلي؟ مر بني إسرائيل أن يرحلوا " وأنت ارفع عصاك ومد يدك على البحر فشقه، فيدخل بنو إسرائيل في وسطه على اليبس، وهاأنذا مقسى قلوب المصريين، فيدخلون وراءهم، وأمجد على حساب فرعون وكل جيشه ومراكبه وفرسانه " فانتقل ملاك الرب السائر أمام عسكر إسرائيل، فسار وراءهم، وانتقل عمود الغمام من أمامهم فوقف وراءهم، فكان الغمام مظلما من هنا وكان من هناك ينير الليل، فلم يقترب أحد الفريقين من الآخر طوال الليل،ومد موسى يده على البحر، فدفع الرب البحر بريح شرقية شديدة طوال الليل، حتى جعل البحر جافا، وقد انشقت المياه ودخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليبس، والمياه لهم سور عن يمينهم وعن يسارهم وجد المصريون في إثرهم، ودخل وراءهم جميع خيل فرعون ومراكبه وفرسانه إلى وسط البحر فقال المصريون: لنهرب من وجه إسرائيل،

 لأن الرب يقاتل عنهم .فقال الرب لموسى:" مد يدك على البحر، فترتد المياه على المصريين، على مراكبهم وفرسانهم"،  فمد موسى يده على البحر، فارتد البحر إلى ما كان عليه، فدحر الرب المصريين في وسط البحر و رجعت المياه فغطت مراكب جيش فرعون كله وفرسانه الداخلين وراءهم في البحر، ولم يبق منهم أحد.

وسار بنو إسرائيل على اليبس في وسط البحر، والمياه لهم سور عن يمينهم وعن يسارهم وفي ذلك اليوم خلص الرب إسرائيل من أيدي المصريين، ورأى إسرائيل المصريين أمواتا على شاطئ البحر وشاهد إسرائيل المعجزة العظيمة التي صنعها الرب بهم . فخاف الشعب الرب وآمنوا به وبموسى عبده.

 

11- نشيد الانتصار: ( خر15/1- 21)

    حينئذ أنشد موسى وبنو إسرائيل هذا النشيد للرب وقالوا:أنشد للرب فإنه تعظم تعظيما. الفرس وراكبه في البحر ألقاهما الرب عزي ونشيدي، لقد كان لي خلاصا. هذا إلهي فبه أعجب، إله أبى فبه أشيد…

 

12- المسيرة في البرية – مارة :  (خر 15/22-27)

    ثم رحل موسى بإسرائيل من بحر الأحمر  وخرجوا إلى برية شور( القسم الشمالي من جزيرة سيناء والواقع بين نهر النيل بمصر وقناة السويس الحالية ) . فساروا ثلاثة أيام في البرية ولم يجدوا ماء فوصلوا إلى مارة (تقع على الضفة الشرقية لخليج السويس) ، فلم يطيقوا أن يشربوا من مياهها لأنها مرة، ولذلك سميت مارة

فتذمر الشعب على موسى وقال:ماذا نشرب؟

فصرخ موسى إلى الرب، فأراه الرب خشبة فألقاها في الماء فصار عذبا. هناك وضع الرب لهم فريضة وشرعا وهناك أمتحنهم وقال:"  إن سمعت لصوت الرب إلهك، وصنعت ما هو مستقيم في عينيه، وأصغيت إلى وصاياه، وحفظت جميع فرائضه، فجميع الأمراض التي أنزلتها بالمصريين لا أنزلها بك، لأني أنا الرب معافيك "  

ثم وصلوا إلى أيليم، وكان هناك أثنتا عشرة عين ماء وسبعون نخلة، فخيموا هناك عند المياه.

 

13- المن والسلوى: (خر16/ 1-36)

    ورحلوا من أيليم ووصلت جماعة بني إسرائيل كلها إلى برية سين التي بين أيليم وسيناء في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني لخروجها من أرض مصر فتذمرت جماعة بني إسرائيل كلها على موسى وهارون في البرية وقال لهما بنو إسرائيل :  ليتنا متنا بيد الرب في أرض مصر، حيث كنا نجلس عند قدر اللحم ونأكل من الطعام شبعنا، في حين أنكما أخرجتمانا إلى هذه البرية لتميتا هذا الجمهور كله بالجوع

فقال الرب لموسى:هاأنذا ممطر لكم خبزا من السماء. فيخرج الشعب ويلتقطه طعام كل يوم في يومه، لكي أمتحنهم، أيسلكون على شريعتي أم لا  ،فإذا كان اليوم السادس وأعدوا ما يأتون به، يكون ضعف ما يلتقطونه في كل يوم.

وقال موسى للشعب : إن الرب عندما يعطيكم في المساء لحما تأكلونه وفي الصباح خبزا تشبعون منه، ذلك لأنه سمع تذمركم الذي تتذمرون عليه،

فلما كان المساء، صعدت السلوى فغطت المخيم، وفي الصباح كانت طبقة من الندى حوالي المخيم،ولما تصعدت طبقة الندى، إذا على وجه البرية شيء مثل دقيق محبب، دقيق كالصقيع على الأرض،فلما رآه بنو إسرائيل، قال بعضهم لبعض: (( من هو ))، لأنهم لم يعلموا ما هو. فقال لهم موسى: هو الخبز الذي أعطاكم إياه الرب مأكلا

هذا ما أمر الرب به: التقطوا منه كل واحد على قدر أكله، عمرا لكل نفس. على عدد نفوسكم تأخذون كل واحد لمن في خيمته ففعل كذلك بنو إسرائيل والتقطوا.

وأطلق عليه بيت إسرائيل اسم المن، وهو كبزر الكزبرة أبيض، وطعمه كقطائف بالعسل ، وقال لهم موسى: لا يبق أحد منه شيئا إلى الصباح فلم يسمعوا لموسى، وأبقى منه أناس إلى الصباح، فدب فيه الدود وأنتن، فسخط عليهم موسى ،وكانوا يلتقطونه في كل صباح، كل واحد على مقدار أكله. فإذا حميت الشمس كان يذوب ولما كان اليوم السادس، التقطوا طعاما مضاعفا، عمرين لكل واحد.

فقال لهم موسى :هذا ما قال الرب: متى جاء السبت ، السبت مقدس للرب. فما تريدون أن تطبخوه فاطبخوه، وما تريدون أن تسلقوه فاسلقوه، وما فضل فاتركوه لكم محفوظا إلى الصباح فتركوه إلى الصباح، كما أمر موسى، فلم ينتن ولم يكن فيه دود،فقال موسى:  كلوه اليوم، لأن اليوم سبت للرب، واليوم لا تجدونه في الحقل ستة أيام تلتقطونه، وفي اليوم السابع سبت، فلا يوجد فيه ولما كان اليوم السابع، خرج أناس من الشعب ليلتقطوا، فلم يجدوا شيئا.

أكل بنو إسرائيل المن أربعين سنة، إلى أن وصلوا إلى أرض عامرة، أكلوا المن إلى حين وصلوا إلى حدود أرض كنعان.

 

14- الماء يخرج من الصخرة : ( خر17/1-7)

    رحلت جماعة بني إسرائيل كلها من برية سين مرحلة  على حسب أمر الرب، وخيموا في رفيديم (موضع قرب سيناء). ولم يكن هناك ماء يشربه الشعب

وعطش هناك الشعب إلى الماء وتذمر على موسى وقال:لماذا أصعدتنا من مصر؟ لتميتنا نحن وبنونا ومواشينا  بالعطش؟ فصرخ موسى إلى الرب قائلا: ماذا أصنع إلى هذا الشعب؟ قليلا ويرجمني،فقال الرب لموسى: مر أمام الشعب وخذ معك من شيوخ إسرائيل وعصاك التي ضربت بها النهر، خذها بيدك واذهب ،ها أنا قائم أمامك هناك على الصخرة (في حوريب) فتضرب الصخرة، فإنه يخرج منها ماء فيشرب الشعب. ففعل موسى كذلك على مشهد شيوخ إسرائيل.

 

15- محاربة العمالقة(العماليق) :  (خر17/ 8- 13)

     وجاء العمالقة ( أقاموا جنوبي كنعان وتنقلوا في جزيرة سيناء وكانوا أعداء بني إسرائيل)  فحاربوا إسرائيل في رفيديم،فقال موسى ليشوع:اختر لنا رجالا و أخرج لمحاربة العمالقة، وغدا أنا أقف على رأس التل وعصا الله في يدي ، ففعل يشوع كما قال له موسى في أمر محاربة العمالقة. أما موسى وهارون وحور فصعدوا إلى رأس التل ،فكان، إذا رفع موسى يده، يغلب بنو إسرائيل، وإذا حطها، تغلب العمالقة

ولما ثقلت يدا موسى، أخذا حجرا وجعلاه تحته. فجلس عليه وأسند هارون وحور يديه، أحدهما من هنا والآخر من هناك. فكانت يداه ثابتتين إلى مغيب الشمس

فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف وقال الرب لموسى:  أكتب هذا ذكرا في كتاب وضع في أذني يشوع أني سأمحو ذكر عماليق محوا من تحت السماء

وبني موسى مذبحا وسماه " الرب رايتي" فقد قال:  إن يدا قد ارتفعت على عرش الرب: فالحرب قائمة بين الرب و عماليق من جيل إلى جيل .  

 

16- لقاء موسى ويثرون حماه:  ( خر 18/ 1-12)

    أخذ يثرون، حمو موسى، صفورة، امرأة موسى،  وأبنيها اللذين اسم أحدهما جرشوم، لأن أباه قال:" كنت نزيلا في أرض غريبة" واسم الآخر أليعازر (هذه أول مرة يذكر فيها اسم ابن موسى الثاني)، لأنه قال:"إله أبي كان عوني وخلصني من سيف فرعون" وآتى يثرون، حمو موسى، وأبناه وآمراته إلى موسى في البرية، حيث كان مخيما عند جبل الله ، فخرج موسى للقاء حميه، وسجد وقبله وسأل كل واحد منهما عن سلامة صاحبه، ودخلا الخيمة وقص موسى على حميه كل ما صنع الرب بفرعون والمصريين بسبب إسرائيل، وكيف أنقذهم الرب. فسر يثرون بكل الخير الذي صنعه الرب إلى إسرائيل ، وقال يثرون: تبارك الرب الذي أنقذكم من أيدي المصريين ومن يد فرعون ، الآن علمت أن الرب عظيم فوق جميع الآلهة،ثم أخذ يترو، محرقة وذبائح لله. وجاء هارون وجميع شيوخ إسرائيل ليأكلوا مع حمي موسى أمام الله.

 

17- موسى يقيم القضاة : (خر 18/13-27)  

      جلس موسى ليقضي للشعب، فوقف الشعب قربه من الصباح وحتى المساء

فلما رأى حمو موسى كل ما يصنع للشعب، قال:ما هذا الذي أنت تصنعه للشعب، وما بالك جالسا وحدك وكل الشعب واقف أمامك من الصباح حتى المساء؟

فقال موسى لحميه: إن الشعب يأتي إلي ليعلموا إرادة الله فإذا كانت له قضية، يأتيني فأقضي بين الرجل وصاحبه، وأعرفهم فرائض الله وشرائعه ،فقال حموه: ليس ما تصنعه بحسن  فإنك، ولا شك، تنهك نفسك كثيرا أنت وهذا الشعب الذي معك أيضا، لأن هذا الأمر فوق طاقتك، ولا تستطيع أن تتولاه وحدك والآن اسمع مني ما أنصحك به،

"أنت أختر من كل الشعب رجالا أكفاء يخافون الله ، أتقياء لله و أهلا للثقة يكرهون الرشوة . وتقيمهم  فيقضون للشعب في كل وقت ويرفعون إليك كل قضية هامة، وكل قضية بسيطة  هم يقضون فيها. وخفف عن نفسك، وهم يحملون معك" .

فسمع موسى لقول حميه وفعل كل ما قال له . فأختار موسى أناسا أكفاء من كل إسرائيل، فأقامهم رؤساء على الشعب: فكانوا يقضون للشعب في كل وقت، وكل قضية صعبة  يرفعونها إليه، وكل قضية بسيطة يقضون هم فيها، ثم صرف موسى حماه، فذهب إلى أرضه.

20- شعب إسرائيل في سيناء و الوعد بالعهد : (خر 19/1-8)

    وفي الشهر الثالث لخروج بني إسرائيل من أرض مصر، في ذلك اليوم، وصلوا إلى برية سيناء.

   وصعد موسى إلى الله، فناداه الرب من الجبل قائلا:  كذا تقول لآل يعقوب وتخبر بني إسرائيل" قد رأيتم ما صنعت بالمصريين والآن، إن سمعتم سماعا لصوتي وحفظتم عهدي، فإنكم تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب، لأن الأرض كلها لي ،تكونون لي مملكة من الكهنة وأمة مقدسة".

فجاء موسى ودعا شيوخ الشعب وجعل أمامهم هذا الكلام كله، كما أمره الرب،فأجاب كل الشعب وقال:"كل ما تكلم الرب به نعمله". فنقل موسى كلام الشعب إلى الرب.

 

21- الاستعداد لإقامة العهد: ( خر 19/ 9- 15)

    وقال الرب لموسى: "اذهب إلى الشعب وقدسه اليوم وغدا، وليغسلوا ثيابهم،     

ويكونوا مستعدين لليوم الثالث، فإنه في اليوم الثالث ينزل الرب أمام الشعب كله على جبل سيناء ،وضع حدا للشعب من حوله وقل لهم: احذروا أن تصعدوا الجبل أو تمسوا طرفه، فإن كل من مسي الجبل يقتل قتلا ، لا تمسه يد، وإلا يرجم رجما أو يرمى رميا بالسهام، بهيمة كان أو إنسانا، ولا يحيا. وحين ينفخ في البوق يصعدون الجبل"  

فنزل موسى من الجبل إلى الشعب وقدسه، وغسلوا ثيابهم،  وقال للشعب: ( كونوا مستعدين لليوم الثالث، ولا تقربوا امرأة) .

22- التجلي الإلهي على جبل سيناء : ( خر 19/ 16- 25)

      وحدث في اليوم الثالث عند الصباح أن كانت رعود ويروق وغمام كثيف على الجبل وصوت بوق شديد جدا، فارتعد الشعب كله الذي في المخيم،فأخرج موسى الشعب من المخيم لملاقاة الله، فوقفوا أسفل الجبل، وجبل سيناء مدخن كله، لأن الرب نزل عليه في النار، فأرتفع دخانه كدخان الأتون واهتز الجبل كله جدا وكان صوت البوق آخذا في الاشتداد جدا، وموسى يتكلم والله يجيبه في الرعد ونزل الرب على جبل سيناء إلى رأس الجبل. و نادي الرب موسى إلى رأس الجبل، فصعد

فقال الرب لموسى: " انزل ونبه الشعب أن لا يتهافت على الرب ليرى فيسقط منه كثيرون وليتقدس أيضا الكهنة الذين يتقدمون إلى الرب، كيلا يبطش الرب بهم"

فقال موسى للرب: ( إن الشعب لا يستطيع أن يصعد إلى جبل سيناء، لأنك نبهتنا وقلت: ضع حدا للجبل وقدسه) فقال له الرب: " اذهب فأنزل، ثم أصعد أنت وهارون معك، وأما الكهنة والشعب فلا يتهافتوا ليصعدوا إلى الرب، كيلا يبطش بهم"

فنزل موسى إلى الشعب وكلمهم بهذا الكلام.

 

23-  موسى يتسلم الوصايا العشر: (خروج 20/1-21)

      وتكلم الله بهذا الكلام كله قائلا :

(1) أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر، من دار العبودية

 لا يكن لك آلهة أخرى تجاهي" لا تصنع لك منحوتا ولا صورة شيء مما في السماء من فوق، ولا مما في الأرض من أسفل، ولا مما في المياه من تحت الأرض لا تسجد لها ولا تعبدها، لأني أنا الرب إلهك إله غيور، أعاقب إثم الآباء في البنين، إلى الجيل الثالث والرابع، من مبغضي، وأصنع رحمة إلى ألوف من محبي وحافظي وصاياي.

لا تلفظ أسم الرب إلهك باطلا، لأن الرب لا يبرئ الذي يلفظ أسمه باطلا (2)

(3) أذكر يوم السبت لتقدسه ، في ستة أيام تعمل وتصنع أعمالك كلها

واليوم السابع سبت للرب إلهك، فلا تصنع فيه عملا أنت وأبنك وأبنتك وخادمك وخادمتك وبهيميتك ونزيلك الذي في داخل أبوابك، لأن الرب في ستة أيام خلق السموات والأرض والبحر وكل ما فيها، وفي اليوم السابع استراح، ولذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه.

(4) أكرم أباك وأمك، لكي تطول أيامك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك إياها

لا تقتل (5)

(6) لاتزن

(7) لا تسرق

(8) لا تشهد على قريبك شهادة زور

(9) لا تشته بيت قريبك ولا خادمه ولا خادمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك.

(10) لا تشته امرأة قريبك

      وكان الشعب كله يرى الرعود و البروق وصوت البوق والجبل يدخن. فلما رأى الشعب ذلك ارتاع ووقف على بعد، وقال لموسى:" كلمنا أنت فنسمع ولا يكلمنا الله لئلا نموت" فقال موسى للشعب: لا تخافوا، فإن الله إنما جاء ليمتحنكم ولتكون مخافته أمام وجوهكم، لئلا تخطأوا فوقف الشعب على بعد وتقدم موسى إلى الغمام المظلم الذي فيه الله.

 

 

24- بناء المذبح : ( خر 20/ 22-26)

    قال الرب لموسى:تقول لبني إسرائيل:" قد رأيتم أني من السماء خاطبتكم     

لا تصنعون آلهة من فضة إلى جانبي، وآلهة من ذهب لا تصنعون لكم

مذبحا من تراب تصنع لي وتذبح عليه محرقاتك وذبائحك السلامية من غنمك وبقرك. في كل موضع أذكر فيه أسمي آتيك وأباركك."

    "وإن صنعت لي مذبحا من حجارة، فلا تبنيه بالحجر المنحوت، فإنك إن رفعت حديدك عليها دنستها " (الحجر الطبيعي الذي لم تمسه يد إنسان، ولا يتدخل الإنسان بها بواسطة آلة فهو فقط يصلح لخدمة الله)

   " ولا تصعد إلى مذبحي على درج لئلا تنكشف عورتك عليه"  (لان الكاهن كان يلبس مئزرا فوق حقويه حين يقوم بشعائر العبادة)

 

25 –  في معاملة العبيد: ( خر 21/ 1-11)

     هذه هي الأحكام التي تجعلها أمامهم،إذا آشتريت عبدا عبرانيا، فليخدم ست سنين، وفي السابعة ينصرف حرا مجانا ،إن جاء وحده فلينصرف وحده، وأن كان زوج امرأة فلتنصرف امرأته معه وإن زوجه سيده بآمرأة فولدت له بنين وبنات، فالمرأة وأولادها يكونون لسيدها، وهو ينصرف وحده…..

 

26- في القتل : ( خر21/12-17)

     من ضرب إنسانا فمات، فليقتل قتلا، ومن ضرب أباه أو أمه، فليقتل قتلا ، ومن لعن أباه أو أمه، فليقتل قتلا…

 

27- في الضرب : ( خر21/18- 36)

     وإذا تخاصم رجلان فضرب أحدهما الآخر بحجر أو لكمة، فلم يمت بل لزم الفراش،

فإن قام ومشى خارجا على عكازه، كان الضارب براء. غير أنه يعطيه تعويض تعطله وينفق على علاجه ، وإن ضرب رجل عبده أو أمته بقضيب فمات تحت يده، ينتقم منه انتقاما،وأما إن بقي على قيد الحياة يوما أو يومين، فلا ينتقم منه لأن العبد ماله …

وإن تأتى ضرر، تدفع نفسا بنفس، وعينا بعين وسنا بسن ويدا بيد ورجلا برجل،

وحرقا بحرق وجرحا بجرح ، وإن ضرب رجل عين عبده أو أمته فأتلفها، فليطلقه حرا بدل عينه، … وإن أسقط سن عبده أو أمته، فليطلقه حرا بدل سنه.

وإن نطح ثور رجلا أو امرأة فمات، فليرجم الثور ولا يؤكل من لحمه، وصاحب الثور براء…

 

28- في سرقة الحيوانات : ( خر21/37)

إذا سرق رجل ثورا أو شاة فذبحه أو باعه، فليعوض بدل الثور خمسة من القطيع وبدل الشاة أربعة من الخراف.