أمانة الكهنة وأمانة العلمانيين

الفاتيكان، الثلاثاء 11 مايو 2010 (Zenit.org).

اختتم نهار الأحد 9 مايو في روما المؤتمر الذي نظمته مؤسسة سيرا إنترناشونال بعنوان: "أمانة المسيح، أمانة الكاهن، أمانة العلماني: آراء، شهادات ومقاربات".

وقد قام أمين سر مجمع الكهنة، رئيس الأساقفة ماورو بياتشنزا بمداخلة تحدث فيها عن التعاون المتبادل بين الكهنة والعلمانيين.

أوضح بياتشنزا في مطلع مداخلته أن الهوية المسيحية لا تُحدد بادئ ذي بدء انطلاقًا من موقف أخلاقي معين، بل من "الكينونة في المسيح وللمسيح"، أي بالعلاقة الأصيلة والدائمة مع شخص الرب يسوع. فالمعمد هو "ذاك الذي يغوص في سر المسيح، ويضحي المسيح في صميم كيانه، بحسب تعبير القديس بولس: "لست أنا من أحيا، بل المسيح يحيا فيّ" (غل 2، 20).

إنطلاقًا من هذه الهوية، ينبع اتباع المسيحيين الحر للمسيح الرب في كهنوتهم العام، والذي يحافظ على أمرين جوهريين: الهوية الأسرارية المعطاة في المعمودية، والتي هي عمل الله الذي يسبقنا؛ وحرية الخليقة في مطابقتها لهذه الهوية الجديدة.

الهوية المسيحية لا ترتبط فقط ببعض التصرفات في حياتنا اليومية، مثل فسحات العبادة، بل هي واقع يشمل عيشنا برمته، في كل تعرجاته وخبراته.

روحانية الحياة اليومية

هذا وتحدث بياتشنزا عن ضرورة استعادة روحانية الحياة اليومية والتعمق فيها، لأنها تستطيع أن تعيد التواصل بين العلمانيين في الإكليروس في روحانية واحدة يضم كل أعضاء جسد الكنيسة الواحد. "الإكليروس والعلمانيون سوية هم شعب الله الواحد؛ والإلكيروس هم أيضًا، مؤمنين بيسوع المسيح (Christifideles)".

من منطلق العيش اليومي لهذا الإيمان ولهذه الأمانة يتم تجاوز الانقسام الاصطناعي القائم بين الإكليروس والعلمانيين، ليشهد الجميع سوية للمسيح القائم من الموت.

وذكّر بياتشنزا أن "الحبر الأعظم الأوحد، في المسيحية، هو يسوع الناصري بالذات، الرب والمسيح، الذي يقدم للآب العبادة الفريدة التي هي بحق تكفيرية وخلاصية"، وهو المسيح الذي يُشرك الكهنة في كل زمان في هذه الخدمة. ومن هذا المنطلق، إن إحدى أهم خصائص الكهنوت في العهد الجديد هي "عدم ملكية" هذه الخدمة بل وعي أنها تطابق أنطولوجي أسراري يجتاز كل تاريخ الكنيسة ويعود إلى المسيح الكاهن.

وأشار أمين سر مجلس الكهنة إلى أن إحدى أشكال التعاون التي يمكن أن يعيشها الكهنة والعلمانيون سوية هي "الرعاية والحماية". لا يترتب على الكاهن وحده أن يرعى ويحمي القطيع، بل يستطيع ويتوجب على شعب الله أن يحمي راعيه، أن يحفظ الشركة.