البابا يشكر المؤمنين الذين عبروا عن تضامنهم معه في هذه الفترة العصيبة

الفاتيكان، الثلاثاء 18 مايو 2010 (Zenit.org).

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البابا بندكتس السادس عشر بعيد تلاوة صلاة التبشير الملائكي نهار الأحد 16 مايو 2010 في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان والتي خاطب فيها الساحة التي غصت بحوالي 200000 نسمة – بحسب إذاعة الفاتيكان – استجابة لدعوة الكنيسة الإيطالية والمنظمات العديدة، وإظهاراً لدعمهم وتضامنهم مع بندكتس السادس عشر والكهنة عقب فضائح التحرش الجنسي التي طاولت الكنيسة مؤخرا.

* * *

أشكركم على حضوركم وثقتكم. أحيي اليوم أولاً المؤمنين العلمانيين الذين جاؤوا من كافة أنحاء إيطاليا، والكاردينال أنجيلو بانياسكو الذي يرافقهم بصفته رئيس مجلس الأساقفة… أشكركم من كل قلبي أيها الإخوة والأخوات الأحباء على حضوركم الودي والكثيف. لقد استجبتم لدعوة المنظمات العلمانية وانضممتم باندفاع إلى هذا التعبير الرائع والعفوي عن الإيمان والتضامن، التعبير الذي انضم إليه عدد كبير من البرلمانيين والمدراء المحليين. إني أعبر للجميع عن شكري العميق وأحيي أيضاً آلاف المهاجرين الذين يشاهدوننا من ساحة القديس يوحنا اللاتران مع النائب الرسولي الكاردينال أنجيلو أغوستينو فاليني، بمناسبة "عيد الشعوب". أيها الأحباء، أنتم تظهرون اليوم عظمة محبة الكنيسة والشعب الإيطالي وقربهما الروحي من البابا وكهنتكم الذين يساعدونكم يومياً لأننا، من خلال الالتزام بمصلحة التجدد الروحي والأخلاقي، نستطيع أن نقدم خدمة أفضل للكنيسة، شعب الله ولجميع الملتجئين إلينا بثقة. أما العدو الفعلي الذي يجب أن نخشاه ونكافحه فهو الخطيئة، الشر الروحي الذي مع الأسف يعدي أحياناً أفراداً من الكنيسة أيضاً. إننا نعيش في العالم لكننا لسنا من العالم. نحن المسيحيون لا نخاف العالم حتى ولو اضطررنا إلى مقاومة مغرياته. على العكس، يجب أن نخشى الخطيئة، وأن نتجذر في الله، متضامنين في الخير والمحبة والخدمة. هذا ما فعلته الكنيسة مع خدامها والأمناء لها، وما ستستمر في فعله من أجل المصلحة الروحية والمادية للأفراد في كل أنحاء العالم. وهذا ما تسعون إلى فعله بخاصة في الرعايا، وسط الجمعيات والحركات، وهو خدمة الله والإنسان باسم المسيح. فلنتابع معاً السير بثقة على هذه الدرب، ولتدفعنا التجارب بنعمة الرب نحو المزيد من الفعالية والتناغم. ما أجمل أن نرى اليوم هذا الحشد في ساحة القديس بطرس، وكم تأثرت برؤية الحشد الذي صلى في فاتيما على مثال مريم من أجل اهتداء القلوب. إنني اليوم أجدد هذه الدعوة متعزياً بحضوركم الكثيف. شكراً.

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية