الكنيسة القبطية الكاثوليكية وكلية انتشار الإيمان بروما

1- تمهيد[1]

يختم القديس متى إنجيله بقول يسوع المسيح «فاذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس، وعَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به، وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم» مت 28/19-20. إن إرسالية يسوع المسيح العظمي لتلاميذه «اذهبوا…» وهذه الكلمات نسمعها دائمًا أثناء مراسيم سري المعمودية والميرون،  فهي موجهة لكل شخص ينال سر المعمودية،  وهذا النداء يعني بجانب المبشرين المرسلين بوجهة خاص من الكنيسة،  فان كل إنسان اعتمد ونال الروح القدس عن طريق سر الميرون هو مبشر ورسول بطريقته الخاصة وبالتالي كل شخص نال سر المعمودية مكلّف من يسوع المسيح أن يذهب ويبشر ويتلمذ جميع الأمم. وفي كتاب« التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية» يسطر  في البند 2044:  «أمانة المعمّدين شرط أوّليّ لإعلان الإنجيل ولرسالة الكنيسة في العالم.ولا بدّ لرسالة الخلاص من أن تثبّتها شهادة حياة المسيحيين لتظهر للناس قوة حقيقتها وإشعاعها." إنّ شهادة الحياة المسيحية والأعمال التي تعمل بروح فائق الطبيعة ،  لها قدرة على اجتذاب الناس إلى الإيمان وإلى الله" » والذي يدهش في ذلك الشأن أن أول حرفين في اسم الله  باللغة الإنجليزية « GOD » هما «GO» أي «اذهب»،  أما أول ثلاثة أحرف في كلمة شيطان «Satan» وهي «SAT» أي «جلس»،  ونحن كتلاميذ ليسوع المسيح فمطلوب منّا أن نذهب ونعمل لا أن نجلس،  أن نذهب إلي العالم كلّه ونبشّر ونعلّم ونعمّد، كما قال يسوع المسيح القائم من بين الأموات ويعجبني ما قاله القديس يوحنا ذهبي الفم: « أنا لا أصدق خلاص أي شخص لا يحاول أن يخلّص الآخرين »،   فأخذ الأحبار الرومانيون على عاتقهم المهمة العظمي وهي الكرازة في جميع الشعوب.

 

2- إنشاء كلية انتشار الإيمان:

قد شغل الأحبار الرومانيين منذ أواخر القرن السادس عشر فان البابا غريغوريوس الثالث عشر(1572-1585)،  والحبر الروماني اقليمنضوس الثامن(1592-1605)،  وقداسة البابا بولس الخامس(1605-1621)،  وجهوا أنظارهم لتحقيق غاية انتشار الإيمان في المسكونة وبعد أن اعتلي على السدة البطرسية قداسة البابا غريغوريوس الخامس عشر(1621-1623) فعزم منذ اعتلائه السدة علي تحقيق آمال أسلافه،  فأسس مجمعًا لنشر الإنجيل في المسكونة كلها  وكانت رغبته في تأسيس معهد يضم ضمن جدرانه عددًا من الشباب من مختلف بلاد الإرساليات فيه،  يتلقون العلوم اللازمة ويثقفون العلوم الفلسفية واللاهوتية الضرورية حتى يصيروا رسلاً في بلادهم ويعملون لنشر الإنجيل والمبادئ المسيحية،  فعين لذلك أحد عشر كردينالاً وبعض الكهنة كان من جملتهم الأب دومنيك الرئيس العام على رهبانية الكرمليين لسعيه المتواصل لدى الكرسي الرسولي بتنظيم مجمع كهذا. وكان أول اجتماع عقده آباء للمجمع المذكور الذي عرف منذ ذاك الحين بمجمع انتشار الإيمان أو البروبغندة congregatio de propaganda fide وقع في 14/ 1/ 1622،  وفي اليوم التالي 15من الشهر عينه وجّه المجمع إلى الأساقفة وكافة الرسالات منشورا يفيدهم ما قرره الكرسي الرسولي. وبعد خمسة أشهر من ذلك تم انتظام المجمع الجديد ووضعت له قوانينه الملائمة .وجّه البابا بولس الخامس في براءة بابوية إلي رؤساء الرهبانيات المنكبة على إذاعة الإيمان بين الشعوب الأجنبية فجدد المجمع المقدس هذه الأوامر وألح في 16 أكتوبر 1623في تنفيذها وخصّ بين تلك اللغات العبرانية والكلدانية والعربية كما تقدم على في تدريسها في الكليات الأوربية مجمع فينّة المسكوني سنة 1311.

وقد أسس هذا المعهد البابا أوربانوس الثامن(1623-1644) خلف البابا غريغوريوس الخامس عشر وذلك ببراءة بابوية صدرت في أول أغسطس لسنة 1627وضمّ هذا المعهد إلي مجمع انتشار الإيمان.

 

3- إلحاق إكليريكيين أقباط كاثوليك للكلية المذكورة:

 عندما أرسل الكرسي الرسولي إلي مصر مرسلين ووجدوا أقباط كاثوليك متمسكين بالإيمان الكاثوليكي ففي سنة 1632 تأسست الإرسالية الفرنسيسكانية في جنوب الصعيد وكان رئيسًا عليها الأب أندراوس دي أركو الفرنسيسكاني. وكان غرض هذه الإرسالية معاونة الأقباط الكاثوليك على تنظيم كنيستهم، فأوفد مجمع انتشار الإيمان إلى مصر المرسلين فسلمت إلي الآباء الرهبان الفرنسيسكان وذلك في عهد قداسة البابا اسكندر السابع (1655-1667) وعندما قدمت هذه الإرساليات لتنشيط الأقباط الكاثوليك وكان رئيسهم الأب أنطونيوا دا بيستيتشي،  والأب فرنشيسكو ماريا داساليمي،  نائب رئيس الإرسالية من سنة 1687، ثم رئيس من سنة1697. وكان عددهم سنتذاك ستة مرسلين.والأب جاكومو دي ألبانو، الأب جيرلامو دا مورافيا، الأب يوسف الأوروشليمي، وفي سنة 1723 يوجد«7» مرسلين وتقسيمهم: القاهرة«الأب جاكومو دي ألبانو(المدبر)، الأب  بنديتو دا تيانو(الرئيس)، الأب بونافنتورا دا بافبيرا»، وفي جنوب الصعيد« 4» وهم: « الأب الديفنسو دا باليرمو، الأب بونافنتورا دا أكوارو،  الأب جاكومو دابافييرا،  الأب أبولليناري دا ترينتو»،  وكان في أخميم «4»، وفي صدفا«2»،  وفي جرجا«2»، وفي القاهرة«4 ».

وبفضل حماس وغيرة الأب كلود سيكار اليسوعي للعمل من أجل أقباط مصر، انضم« 12» شخصًا للإيمان الكاثوليكي في عام 1720، ومن بينهم القمص سليمان رئيس دير الأنبا باخميوس أب الشركة في أخميم،  علاوة على جمهور الأقباط الكاثوليك المتمسكين بالإيمان الكاثوليكي وازدادت الكثلكة نموًا وازدهارًا في أخميم مما أثر على قري مثل الشيخ زين الدين وبنجا والهماص وغيرها ومراكز مثل طهطا وصدفا وغيرها.

وقد أرسل أشخاص كثيرون من جرجا وطهطا والشيخ زين الدين عدة رسائل يطالبون فيها بتواجد مرسلين عندهم، ويعبرون فيها عن إرادتهم في اعتناق الإيمان الكاثوليكي.

وبدأ الأبوان بينديكتوس وايدلفونسون يساعدان الأب كلود سيكار اليسوعي، فزارا جرجا وبعد وقت قصير من إقامتها، انضم إلى الكثلكة القس القبطي بولس وتبعه سبعة وعشرون شخصًا من جرجا. وفي حبرية البابا أكليمندس الثاني عشر (1730 – 1740)   اهتم بشؤون الأقباط الكاثوليك وتشجيعا لهم وهب دير القديس إسطفانوس الكائن في مدينة الفاتيكان هبة مستديمة لا رجوع فيها وتم ذلك في 15 يناير 1731  وهذا الدير هو الذي قد وهبة البابا لاون الكبير (440-461) تحت تصرف الأقباط الكاثوليك المنفيين الذين لجئوا إلى مدينة السلام روما أثناء الاضطرابات التي اجتاحت مصر عقب قرارات المجمع المسكونى الخلقدونى 451.

وقد سعي مجمع انتشار الإيمان مرارًا في استدعاء بعض شباب الذين يرون فيهم الدعوة الكهنوتية من الكنيسة القبطية الكاثوليكية إلى كلية انتشار الإيمان ليتلقوا العلوم الدينية ويساموا كهنة ينفعون كنيستهم التي أصبحت تنهض بفضل غيرة المرسلين. فأسماء الشباب هم:روفائيل طوخي من جرجا،  صالح يسطس المراغي من أخميم،  أبو الخير بشارة من صدفا،  ابيشاي بليطي من جرجا،  وميخائيل بشيري،  اسحق قرياقص، وفكتور المصري، فام أبو الخير،  عبد السيد بطرس النجار،  بساده الفرارجي،  روكسي قدسي الصباغ،  وفي الحقيقة حازت قرية الشيخ زين الدين نصيب الأسد في ذلك الوقت فأرسل الرهبان الفرنسيسكان خمس شباب من القرية فيهم الدعوة الكهنوتية وهم: بولس كاشور،  غبريال عبد السيد، عوض سماريه غبريال،  مكاريوس فيتيان،  أنطونيوس ملوخية. والجدير بالذكر أن الخمسة نالوا سر الكهنوت المقدس. والملفت النظر وجدنا إكليريكي من جنوب الصعيد (فرشوط) يدعي ميخائيل الذي التحق بكلية انتشار الإيمان بروما في يوم10يناير لسنة 1639ويعتبر أول طالب قبطي كاثوليكي يدرس بكلية انتشار الإيمان بروما ثم ترك الكلية وانضم للرهبنة الكرملية في 7 يوليو لسنة 1641،  فيعتبر سبق كل من روفائيل ميخائيل الزيات الطوخي وصالح المراغي الذي دخل الكلية المذكورة  في يوم 28/ 9/ 1724 ونستنتج من ذلك أن الأحبار الرومانيين كانت لهم علاقات بالأقباط الكاثوليك المنتشرين في مصر حتى أرسل الأقباط الكاثوليك ابنهم ميخائيل ليدرس في المعهد المذكور.

 

4- تأسيس مطبعة الكلية وطبع فيها عدّة كتب  للكنيسة القبطية الكاثوليكية:

وعندما تمّ إنشاء مطبعة البروبغندة التي أوكلت من قبل الأحبار الرومانيين إلى الكردينال فرنسيس إنغولي الذي اتخذ له مساعدًا رجلاً ماهرًا بحفر الحروف اسمه فرنسيس كابولين،  وكان باكورة مطبعة البروبغندة تفسير التعليم المسيحي الواسع للكردينال بلّرمينوس اليسوعي وعرّبه إلي اللغة العربية الخوري حنا الحصروني الماروني،  وطبع سنة 1627،  ثم توالت بعد ذلك تآليف أخري كإجابة الراهب كودانولس على أحمد ابن زين العابدين (1637).وكما طبع للكنيسة القبطية الكاثوليكية وأننا نصنفها بأكملها:

أ) المجموعة الأولى: الأب يوحنا تادرس كاهن قبطي كاثوليكي في سنة 1724.

1-كتاب «الإقتداء بالمسيح»،  طبع في سنة 1734 (هذا الكتاب وضعه الراهب الهولندي توما الكمبيسيّ في الربع الأول من القرن الخامس عشر،  وتم ترجمته إلى اللغة العربية عن يد الأب سلستينس الراهب الكرمليّ في العام 1638،  وطبع في روما  بمطبعة مجمع انتشار الإيمان سنة 1663؛  ثم قام  الأب يوحنا تادرس القبطي الكاثوليكي في سنة 1734 بطبعة بنفس المطبعة المذكورة ،  ثم إعادة الطبعة الأولى في سنة 1738،  ثم إعادة طبعة في سنة 1738،  وتم تنقيحه وإعادة طبعه في سنة 1855،  وطبع مرة أخرى الطبعة المنقحة في سنة 1868،  ثم توالت الطبعات المختلفه). 

ب) المجموعة الأولي: كتب طقسيّة للأنبا روفائيل طوخي، وساعده كل من: الأنبا أنطونيوس فليفل، والأب أنطونيوس ملوخية:

1-  كتاب الخولاجي المقدس،  يحمل الكتاب عنوانًا «كتاب الثلثة قداسات أي الذي للقديس باسيليوس والذي للقديس غريغوريوس والذي للقديس كيرلس مع صلوات أخرى مقدسة»،  باللغتين القبطية والعربية، طبع في سنة 1736.

2-  كتاب سفر المزامير، باللغتين القبطية والعربية، ويحمل الكتاب عنوانًا « زبور داود»، طبع في سنة 1744.

3- كتاب الأجبية وهي بنهرين قبطي وعربي وهو يحمل الكتاب عنوانًا  « كتاب الصلوات النهارية والليلية السبعة»،  طبع في سنة 1750.

4- كتاب أسفار العهد القديم ويحمل الكتاب عنوانًا وهو« العهد القديم والحديث – الجزء الأول» ويحتوي على« سفر التكوين وما يليه من الأسفار المقدسة حتى سفر طوبيا»، وهم بنهرين قبطي وعربي،  طبع في سنة 1752.

5- كتاب السيامات والتكريسات،  الجزء الأول،  باللغتين القبطية والعربية،  ويحمل الكتاب عنوانًا « كتاب يشتمل على الصلوات المقدسة الجزء الأول – لأجل رسامات المختارين لدرجات أهل الإكليروس والكهنة، وتبريك ثياب الرهبان وتقديس الميرون والكنيسة»،  طبع في سنة  1761.

6- كتاب السيامات والتكريسات،  الجزء الثاني- باللغتين القبطية والعربية،  ويحمل الكتاب عنوانًا« الجزء الثاني من الفخولوجيون الذي يستمل على الصلوات المقدسة الموجودة بفهرس هذا الكتاب»،  "وهي عبارة عن صلوات لتكريس أواني المذبح وتبريك المياه وخلافه"،  طبع في سنة 1762.

7-كتاب خدمة الأسرار ، بنهرين قبطي وعربي، ويحمل الكتاب عنوانًا«كتاب خدمة الأسرار المقدسة وتجانيز الموتى والهوسات والقطمارس الشهري»،  طبع في سنة 1763.

8- كتاب الثاودوكيات أيّ إبصلمودية شهر كيهك في مدائح أم الله – ويحمل الكتاب عنوانًا «كتاب الثاودوكيات وكترتيب شهر كيهك»،  طبع في سنة1764.

9- عندما درّس الأنبا روفائيل اللغة القبطية للطلبة الأقباط الكائنين في روما قام بطبع كتاب قواعد اللغة القبطية مستعينا بأجرومية أثناسيوس أسقف قوص الذي عاش في القرن الحادي عشر وذلك عن مخطوط كان ومازال في المكتبة الفاتيكانية، ويحمل الكتاب عنوانًا«غرامطيق في اللسان القبطي لبيان الكلام البحيري والصعيدي في اللسان المذكور بنموزجات من الكتب المقدسة المسطرة بالتنسيق الواحد والآخر»،  طبع في سنة 1778.

ج) المجموعة الثانية:للأنبا تاوضروس يعقوب أبو كريم:-

مخطوط يحوي«قواعد في اللغة القبطية»،  وقد ترجمه إلى اللغة الإيطالية،  وقدمه لمطبعة الكلية ولم يتم طبعه.

د) المجموعة الثالثة:للأنبا أغابيوس بشاي:

1- كتاب «خدمة الشماس»،  طبع في سنة 1875.

2- كتاب « أجرومية مستوفية لأصول اللغة المصرية المعروفة بالقبطية،  الإرشاد السهل المفيد إلى معرفة اللغة المصرية. قد أٌلف لمنفعة الأمة وشبابها الأحباء الذين يرغبون في تعلمها على استقامة»،  طبع في سنة 1878،  «أول كتاب يطبع باللغة العربية لتعليم لأهل بلده وأبناء الطائفة».

3-كتاب« مبادئ قراءة اللغة المصرية أي القبطية»، طبع في سنة 1886.

4-كتاب « شذور الأمثال وحكمة سليمان ويشوع بن سيراخ»،  طبع في سنة1886.

5- كتاب« قاموس قبطي / لاتيني / عربي»،  وقدمه لمطبعة الكلية ولم يتم طبعه.

4- المجموعة الرابعة: للأنبا كيرلس الثاني مقار:

1- أعمال المجمع الإسكندري الأول للأقباط الكاثوليك،  طبع في سنة 1899.

 

5- أساقفة الكنيسة القبطية الكاثوليكية المتخرج من الكلية:

وفانا التاريخ أنه يوجد أساقفة درسوا الدراسات الفلسفية واللاهوتية في الكلية وهم طلبة، وآخرون وهم موسومين الأسقفية تلقنوا بعض الدراسات اللاهوتية كالأنبا أثناسيوس، الأنبا أنطونيوس فليفل.

1-الأنبا أثناسيوس، مطران أورشليم، فانضم لحضن الكنيسة الكاثوليكية وأقر بالإيمان الكاثوليكي ووقع علي الإقرار بهذا الإيمان في يوم10 أغسطس سنة 1739.

2- الأنبا أنطونيوس فليفل، مطران كرسي جرجا وأخميم وقفط وقوس ونقادة وإسنا وأرمنت وكل ضواحيهم للأقباط الأرثوذكس، وأثناء وكالة المدير الرسولي الفرنسيسكاني الأب يوسف فرنسيس (1757-1761) المدير الرسولي لطائفة الأقباط الكاثوليك، انضم للكنيسة الكاثوليكية هذا الأسقف الجليل الأنبا أنطونيوس فليفل وذلك سنة 1758. وقد كتب المجمع الشرقي في يوم 14/4/1759، للأب يوسف فرنسيس الفرنسيسكانى عن سعادته لاهتداء هذا الحبر الجليل للكنيسة الكاثوليكية.

3-الأنبا روفائيل ميخائيل الزيات طوخي، من جرجا،  وتمت سيامته الأسقفية في مدينة روما يوم 27/9/1761في كنيسة القديسة مريم الشهيرة بالكنيسة الجديدة عن يد سيادة المطران جورج لسكاريس رئيس أساقفة تيودوسيا وقد أشترك في الرسامة سيادة المطران قور قوني رئيس أساقفة إميسيا وسيادة المطران دى لابويبلا رئيس أساقفة برجة .

4- الأنبا متى الرقيطي، من طهطا، قرر الحبر الأعظم البابا بيوس السابع أن يختار الأب متى الرقيطى أسقفًا وصدر ذلك في يوم 6/3/1815وببراءة بابوية صادرة بتاريخ 20/3/1815 وعينة مجمع انتشار الإيمان أسقفًا فخريًا بلقب أسقف أوتينا. ولكنه لم يرسم أسقفًا لعدم وجود من يرسمه.

5-  البطريرك الأنبا مكسيموس كيرلس جرجس عبد القدوس جويد، من جرجا، أصدر مجمع انتشار الإيمان قرارًا في يوم 8 فبراير سنة 1824، بتعيين الأب مكسيموس أسقفًا وثبت هذا القرار البابا لاون 12(1823-1829) ببراءة بابوية صادرة بتاريخ 9 مايو 1824، مع لقب أسقفًا فخريًا لأوتينا (تبعد عن عاصمة تونس بـ 30 كيلومترات وهى قريبة جدا من قرطاجنه بلدة القديس أوغسطينوس) ورسم أسقفًا عن يد البطريرك الملكي إغناطيوس قطان وذلك في يوم 12/3/ 1824. وبلغ عدد الأقباط الكاثوليك في عهده 4000 مؤمنًا،  وأخفقت محاولة قام بها قداسة البابا لاون 12 لتكريس النائب البابوي الأنبا مكسيموس بطريركًا على السدة المرقسية للأقباط الكاثوليك. وذلك في عيد انتقال أمنا مريم العذراء بالجسد والنفس إلى المجد السماوي الموافق يوم 15/8/1824 ولكن هذا المشروع لم يتحقق لأجل قضية الطلاق التي تخص المعلم فرنسيس سرجيوس غالى ورسامة الأنبا إبراهيم كشور وظل نائبا رسوليا له مكانته بين الناس، محترم من الجميع،  ومحافظا على الطقوس الكنسية كان همة ارتقاء شان هذه الطائفة بتكوين إكليروس مثقف.

6- الأنبا تاوضروس يعقوب أبو كريم، من جرجا،  سيم أسقفًا فخريًا على آليا (أورشليم  حاليًا) وذلك في يوم 22/6/1832 في القاهرة ،وقام بالرسامة الأسقفية المطران السرياني الكاثوليكي يوليوس أنطون السمهيرى الذي صار فيما بعد بطريركًا على كنيسة السريان الكاثوليك (1854-1864)  وعينه الحبر الأعظم البابا غريغوريوس 16(1831- 1846) قاصدًا رسوليًا وزائرًا للحبشة، بقرار صادر في يوم 24/7/1840.

7- الأنبا إبراهيم كشور، من الشيخ زين الدين،  سيم مطرانًا فخريًا على كرسي ممفيس (الجيزة حاليًا) في يوم الأحد الموافق 1/8/ 1824 عن يد البابا لاون 12(1823-1829) ويعتبر ومازال أول مطران قبطي كاثوليكي يقوم برسامته حبر روماني.

8- الأنبا أثناسيوس بولس خزام، من أخميم،  اختاره أعضاء مجمع انتشار الإيمان بروما أسقفًا وذلك بقرار صادر بتاريخ 28/9/1855، وعينة البابا بيوس 9(1846-1878)أسقفا فخريا لـ« مارونيا» ببراءة صادرة في 2/10/1855.

9- الأنبا أغابيوس صليب بشاي فام كيرلس، من الهماص،  عين نائبًا رسوليًا للملة القبطية الكاثوليكية في 15/1/1866 وثبت تعينه الحبر الأعظم البابا بيوس 9(1846-1878) ببراءة صادرة بتاريخ 27 /2/1866. وأقيم أسقفًا بموجب براءة صادرة بتاريخ 3/11/1866م  مع لقب فخري أسقف كاريوبوليس ورسم أسقفًا عن يد  المطران بسكواليه ويك، القاصد الرسولي بمصر سنتذاك، وبمعاونة البطريرك الملكي أمبروجيو يوسف ،المطران بولس الأرمني.

10- الأنبا يؤانس حنا صليب، من أتليدم،  في سنه 1978 احتاج نيافة الأنبا أندراوس غطاس أسقفًا معاونا له في أيبارشيتي الأقصر سوهاج. وأجتمع السينودس البطريركي ووقع الاختيار على الأب ملاك حنا وذلك بتاريخ4/12/1978وقد رحب قداسة البابا يوحنا بولس الثاني (1978- 2005) بهذا الاختيار وتمت رسامته الأسقفية على أبرشية سوهاج  في يوم  23/3/1979 واتخذ اسم  الأنبا يؤانس.

11- البطريرك الكاردينال الأنبا إسطفانوس الثاني غطاس أندراوس عيد غبريال،  من الشيخ زين الدين،  في 8/5/1967 اختاره الرؤساء الكنسيون مطرانًا لكرسي طيبه ورسم أسقفًا في 9/6/1967 بكنيسة الآباء اللعازرين بالإسكندرية، وتم تجليسه في كاتدرائية طهطا في يوم 16/6/ 1967عينة الكرسي الرسولي مديرًا رسوليًا لبطريركية الأقباط الكاثوليك وللأبرشية البطريركية ورئيسًا للسينودس البطريركي يوم 20/2/1984، وقد أصدر قداسة البابا يوحنا بولس الثاني مرسومًا  بابويًا بتاريخ 22/2/1984 بشأن ذلك الاختيار. وعلى أثر استقالة الأنبا إسطفانوس الأول، اختار السينودس البطريركي في يوم 9/6/1986 الأنبا أندراوس غطاس بطريركًا على السدة المرقصية للأقباط الكاثوليك في يوم 12/7/1986 وتم تنصيبه بكنيسة الفجالة متخذًا اسم الأنبا إسطفانوس الثاني.

12- الأنبا أثناسيوس راتب أبادير سيدهم مسعد، من القوصية،  في 26 / 9/  1976 اختاره السينودس البطريركي أسقفًا فخريًا على كرسي أبيا ونائب بطريركي، متخذًا اسم الأنبا أثناسيوس، وفى يوم الجمعة الموافق 17/12/ 1982  تم أقامة أبرشية جديدة مشتقة من الأبرشية البطريركية وتشمل منطقة القنال (بورسعيد ، والإسماعيلية، السويس ) ومحافظات شرق الدلتا (دمياط وعاصمتها دمياط، والدقهلية وعاصمتها المنصورة، والشرقية وعاصمتها الزقازيق، والقليوبية وعاصمتها بنها ) وسميت أبرشية الإسماعلية / هيروبوليس. وتم تعين الأنبا أثناسيوس أسقفًا على كرسي الإسماعيلية يوم1/1/ 1983.

13- الأنبا أندراوس سلامة قزمان سلامة، من القاهرة،  رسم أسقفًا معاونًا لبطريركية لإدارة ورعاية المنطقة الجنوبية للبطريركية وتشمل كنائس بني سويف والجيزة والفيوم وحلوان وذلك في يوم 15/2/1989، حين صارت الجيزة أبرشية مستقلة فأصبح أول أسقف لها وتم  تجليسه في يوم 4/5/2003.

14- البطريرك  الأنبا انطونيوس الأول نجيب فهمي حبشي، من المنيا، رسم أسقفًا على كرسي المنيا في يوم 9/9/1977، ثم استقال من المهام الأسقفية في العام 2002، وشاءت العناية الإلهية أن يصير بطريركًا على السدة المرقسية وتم تنصيبه بطريركًا في يوم الاثنين الموافق 1/5/2006 .

15- الأنبا يوسف أبو الخير هابيل،  من كوم غريب،  وفي  يوم 21مايو 2003 قدم الأنبا مرقس حكيم زخاري بطرس،  مطران كرسي سوهاج  استقالته من الخدمة الأسقفية،  فاجتمع السينودس المقدس في يوم 6 أغسطس 2003 فاختير الأب يوسف أبو الخير أسقفًا خلفًا للأنبا مرقص المستقيل،  وفي يوم  13 /11 / 2003  رسم أسقفًا علي كرسي سوهاج بكاتدرائية يسوع الملك

بطهطا.

16- الأنبا مكاريوس توفيق قلدس عبد الشهيد شهدي،  من القطنة، رسم أسقفًا على كرسي الإسماعلية في يوم 22/6/1994.

17- الأنبا كيرلس وليم سمعان تادرس شنودة،  من الشناينة،  رسم  أسقفًا على كرسي أسيوط في يوم  3/6/1990.

18- الأنبا يؤانس عزت أبادير شنودة،  من أبو قرقاص البلد، سيم أسقفًا على كرسي الإسماعلية 29/1/ 1993،ثم عين أسقفًا لأبرشية الأقصر وتم تجليسه في يوم 14/ 7/1994 .

 

6- انبثاق مجمع الكنائس الشرقية الكاثوليكية من الكلية المذكورة:

ربما يتساءل القارئ العزيز عن الكنائس الشرقية: كيف جاءت تسمية الكنائس الشرقية؟وما هي؟ وما هي إرهاصات تأسيس المجمع الشرقي؟…

في الحقيقة هي أن لفظة «شرقي» هي سياسية الأصل ثم استخدمت كنسيًا فيما بعد وصار اللقب كنسيًا، وتعليل ذلك هو

عندما تسلّم دقلديانوس الحكم سنة 284،  قسم العالم إلي قسمين هما :-

1-القسم الغربي:-

وتم تعيين الإمبراطور مكسيميانوس (286-305) ومقره في ميلانو، وكونستانس كلور (305-306)، بلقب قيصر،  في بريطانيا، وغاليا وأسبانيا وهو والد الإمبراطور قسطنطين

2-القسم الشرقي:-

وكان فيه الإمبراطور دقلديانوس (284-305) وبلقب  أوغست  وكان مقره نيكوميديا وغاليريوس (305-311) ومقره في ايليريا (البلقان) و بلقب قيصر.

وفي حبرية البابا ليون التاسع أوفد في يوم 6يوليو 1054، الكاردينال هامبرتوس، أسقف سيلفاكانديا ومعه قاصدان بابويان وأن هذا الفريق ذهب إلى مدينة القسطنطينية لكنيسة الحكمة. وشق هذا الفريق البابوي طريقا إلى هيكل هذه الكنيسة ليضع نص الحرم « سبب هذا الحرم هو عدم ذكر الحبر الروماني في الذبتيخا» ضد بطريرك القسطنطينية ميخائيل كيرولاريوس(1043-1058) وهذا الفريق البابوي يغادر المكان فورًا وعند خروجه من الباب الغربي للكنيسة عينها نفض الكاردينال المذكور الغبار عن قدميه قائلا: «ليشهد الله و ليحكم»  وقد لحق به أحد الشمامسة ورجاه أن يسترجع هذه الوثيقة ولكن الكاردينال رفض وسقطت هذه الوثيقة في الشارع. ولم يتوقع أحد أن يكون هذا التصرف المأسوي سبب هذا الانشقاق العظيم بين الشرق والغرب، ومازالت الكنيسة تعاني آثاره وتتحمل أوزاره إلى يومنا. ومنذ ذلك الوقت انتشر في المخطوطات والوثائق الكنائس الشرقية والكنيسة الغربية.ونصنف هنا الكنائس الشرقية الكاثوليكية ثم الكنائس الشرقية غير كاثوليكية :

أولا: الكنائس الشرقية الكاثوليكية:

1- التابعون للطقس البيزنطي: «اليونان،  أبرشية حجدو دوروغ،  الإيطاليون الأروام » الملكيون، الروثان، اليوغوسلافيون، البلغار، الرومان».

2- التابعون للطقس الأرمني: «بطريركية كيليكيا، أبرشية ليوبول، الجالية»

3- التابعون للطقس السرياني: «بطريركية أنطاكيا، كنيسة الملبار»

4-التابعون للطقس الكلداني: «بطريركية بابل، كنيسة الملبار»

5-التابعون للطقس الماروني:«بطريركية أنطاكيا، الجالية»

6-التابعون للطقس القبطي: « بطريركية الإسكندرية، بلاد الحبشة واريتريا»

ثانيا:الكنائس الشرقية غير كاثوليكية:

1- التابعون للطقس البيزنطي:

أ- اليونان: «بطريركية القسطنطينية، جزيرة كريت،  جزيرة قبرص، بلاد اليونان، أميركا»

ب- الملكيون: «بطريركية أنطاكيا، بطريركية القدس،  بطريركية الإسكندرية، أبرشية سينا»

ج- الصقالية: « بطريركية موسكوو الجالية الروسية،  المؤمنون الروس القدماء، بطريركية سربيا، أكسرخوسية بلغاريا، كنيسة بولونيا، كنيسة تشكوسلوفاكيا»

د- الرومان.     هـ – الكرج.     و- الألبانيون.     ر- الفنلنديون.

2- الكنائس التابعة للطقس الأرمني: «جثليقية إشميدزين،  بطريركية القدس، بطريركية القسطنطينية، أبرشية بلغاريا،  الجالية»

3-الكنائس التابعة للطقس السرياني: «بطريركية أنطاكيا،  كنيسة الملبار، السريان البروتستانت في الملبار»

4-التابعون للطقس الكلداني: « جثليقية النساطرة، كنيسة الملبار».

5- التابعون للطقس القبطي: « بطريركية الإسكندرية، كنيسة الحبشة ».

6- كيف أنشئ مجمع الكنائس الشرقية الكاثوليكية؟

إن الإتحاد الذي عقد بين مختلف الكنائس الشرقية الكاثوليكية والكنيسة اللاتينية في المجمع المسكوني الفلورنسي المنعقد سنة 1439لم يدم طويلاً بسبب أمور سياسية.  وفي حبرية البابا بيوس الخامس  يصدر رسالة بابوية  لحماية الكنائس الشرقية من تسرب الطقوس اللاتينية وذلك بتاريخ 20أغسطس لسنة 1566،   وفي العام  1623  شطر البابا أوربانوس الثامن (1623-1644)  مجمع انتشار الإيمان إلى قسمين،  ووكل إلى أحدهما تنقيح الكتب اليونانية الطقسية،  وعهد إلى الآخر النظر في أمور الشرقيين. وفي سنة 1720 امتد نطاق اختصاص القسم الأول بأمر الحبر الروماني البابا أكليمندس الحادي عشر (1700 – 1721)،  إلى كافة الكتب الطقسية الشرقية،  وخص برئيس وكاتم السر، خلاف رئيس كاتم سر المجمع،  وضم إليه أخصائيون في اللغات الشرقية. أما القسم الثاني ففقد أهميته شيئا فشيئا حتى تلاشى،  بحيث أصبحت الهيئات التي تنظر في أمور اللاتين تنظر أيضا في أمور غيرهم،  وكلما عرضت مسألة متعلقة بغير اللاتين عينت لتمحيصها لجنة من الكرادلة ممن لهم دراية بالبطريركية الشرقية التي يهمها الأمر . فلم يعد للشرقيين إلا هيئة واحدة مهمتها قاصرة على مجرد مراجعة وتنقيح الكتب الطقسية. وعندما اعتلي على السدة البطرسية البابا بنديكتوس الرابع عشر(1740-1758) أصدر رسالته المشهورة سنة 1743« لما قلّد الرب حقارتنا » ومنع بها الشرقيين من انتحال الطقس اللاتيني. ورسالة أخرى بتاريخ 26 يوليو 1755. يبدو أن الطقس اللاتينى غزى الطقوس الشرقية حتى جعل الأحبار الرومانيين يهتمون بإحياء الطقوس الشرقية،  والإشادة بمجد الشرق المسيحي وبمعلمي الكنائس الشرقية وآبائها وقديسها.

وفي حبرية البابا بيوس التاسع(1846-1878)  حيث توطدت الصلة بين الكنائس الشرقية والكرسي الرسولي،  فأصدر براءة بابوية بتاريخ 6 يناير  لسنة 1862 خصص فرعًا خاصًا في المجمع المذكور يعتني بشئون الكنائس الشرقية، وعندما انتخب البابا لاون الثالث عشر ( 187-1903) فأظهر محبته للشرقيين لا بل تفهما أوسع لأوضاع الكنائس الشرقية.وكان المؤتمر القباني المنعقد في القدس سنة 1893نقطة انطلاق في تغيير موقف الكرسي الرسولي تجاه الشرق.لقد اتصل موفد قداسة البابا في أثنائه بأحبار الشرقيين، واستمع إلى شكواهم ورغباتهم، ورفع إلي بابا روما تقريرًا عن ذلك.فاستدعي الجالس على كرسي القديس بطرس مصاف البطاركة إلى مدينة روما ،  وتحدث إليهم مباشرة،  وتفهم أوضاع كنائسهم وأدرك متطلباتهم ،  وأصدر بعد هذا الاجتماع رسالته الشهيرة«كرامة الشرقيين» وذلك بتاريخ 6/12/1894، أكد فيها من جديد المحافظة علي التراث الشرقي الأصيل، علاوة على ذلك فرض علي المرسلين الغربيين في الشرق احترام الطقوس والتقاليد والسلطات الشرقية.

وواصل البابا بيندكتوس الخامس عشر (1914-1922) فكر أسلافه، ولمس قداسته كل هذا ورأى من جهة أخرى أنه ليس من الحكمة أن تكون الكنائس الشرقية العريقة في الإيمان، وماضيها المجيد فخر الكنيسة، وآباؤها وقديسوها العظام درة في جبين المسيحية، رأى أنه ليس من الحكمة أن تكون تلك الكنائس تابعة في إدارتها  إلى المجمع الموكول فحوّل  فرع شئون الكنائس الشرقية إلى مجمع قائم بذاته دعاه مجمع الكنائس الشرقية فأقام نفسه عليه رئيسًا أعلي.وأسس« المجمع الشرقي»، في يوم  1/5/1917 وترأسه شخصيًا، وأُوكلت إدارة  المجمع إلى كردينال يحمل لقب « كاتم السر»،  وهو مكون من 20كردينالاً ومن مساعد ونائب وعشرة موظفين، ومترجمين،  و38 مستشارًا. وفي يوم 15/10/1917 تأسس المعهد البابوي العالي الشرقي لدراسات اللاهوت والتشريع والعقائد الشرقية.  وعندما جلس البابا بيوس الحادي عشر (1922-1939) شجّع جمهور الغرب على الإطلاع علي التراث الشرقي، وحرّض بعض الرهبانيات الغربية على ممارسة فرائض الطقس الشرقي. بالإضافة لذلك أن الحبر الروماني المذكور كوّن في شهر يناير لسنة 1926 لجنة من أعضاء المجمع ستة كرادلة تحت رئاسة ستة كرادلة تحت رئاسة الكاردينال كاتم السر للاهتمام بمسائل روسيا وتتبعها عن كثب.  وفي سنة 1929 أمر بتشكيل لجنة خاصة لجمع مصادر الحقوق القانونية الشرقية،  فأكد استقلال القوانين الشرقية عن الشرع الغربي. وفي عهد البابا بيوس الحادي عشر قد وسًع صلاحيات المجمع فشمل اللاتين الكائنين في الشرق وذلك سنة 1938.وفي حبرية البابا بيوس الثاني عشر ظهرت بعض أقسام الحقوق القانونية الشرقية،  فوحّدت بين مختلف تشريعات الطوائف الشرقية، إلاّ بعض النقاط القليلة.

وعندما اعتلى على الكرسي الرسولي البابا يوحنا 23(1958 – 1963) في يوم 25 يناير لسنة 1959 دعا إلى عقد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني والذي افتتح أول دوراته في 11 أكتوبر لسنة 1962، وأتمه البابا بولس السادس (1963– 1978) الذي اختتم جلسته الأخيرة في 8 ديسمبر لسنة 1965. حضره نحو المائة مراقب من الكنائس غير الكاثوليكية و بعض كهنة الرعايا والعلمانيين ما عدا الأساقفة الكاثوليكيين. فحضر هذا المجمع 2300 أسقفًا، و700 من رؤساء الرهبانيات ورؤساء الجامعات الكاثوليكية، وتألف من12 لجنة تحضيرية، وثلاث أمانات سرية،  واستغرق 168جلسة،  وأجرى حوالي 550 تصويتًا. وخصص المجمع المذكور مرسومًا في« الكنائس الشرقية الكاثوليكية»،  وصدر في يوم 7 ديسمبر لسنة 1965.

وفي عهد قداسة البابا بولس السادس شكّل لجنة لمتابعة العمل في التشريع الشرقي على ضوء وثائق المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. وانتهت هذه الأعمال في سنة 1990،  ووقع عليها الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني (1978-2005) في 18/10/1990 بحضور البطاركة الشرقيين، وقدّمه رسميًا لأعضاء السينودس الروماني في الجلسة المنعقدة في يوم 25/10/1990، على أن يدخل حيّز التنفيذ في 1/10/1991. وأصدر قداسة البابا يوحنا الثاني رسالة حبرية «نور الشرق»، وذلك في يوم 2/5/1995، وصدرت لأجل المئوية الأولى لرسالة الحبر الأعظم البابا لاون الثالث عشر «كرامة الشرقيين» الصادرة في يوم 6/12/1894، وقد كلّف غبطة أبينا البطريرك الأنبا إسطفانوس الثاني، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك وسائر الكرازة المرقسية، لجنة متخصصة لترجمة هذه القوانين من اللغة اللاتينية إلى اللغة العربية  وتم طبعها في كتاب «مجموعة قوانين الكنائس الشرقية الكاثوليكية»، ضمن منشورات المركز الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية المسيحية،  القاهرة،  سنة 1995.وبعد مرور عشر سنوات أيّ  في العام 2005 تم إعادة طبعه في مطرانية الأقباط الكاثوليك تحت رعاية صاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم سمعان،  مطران كرسي أسيوط للأقباط الكاثوليك. وفي كتاب «مجموعة قوانين الكنائس الشرقية الكاثوليكية»،  منشورات المركز الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية المسيحية،  القاهرة،  1995،  ص 68 -70 ينص القانون 58 «بطاركة الكنائس الشرقية لهم التقدم علي الأساقفة،  من أية درجة كانوا،  في جميع أنحاء العالم،  مع سريان قواعد التقدّم الخاصة التي أقرها الحبر الروماني»،  وينص القانون 59،  البند 1- « إنّ بطاركة الكنائس الشرقية،  وإن تأخّر بعضهم علي بعض في الزمن،  فهم متساوون بالنظر إلي الرتبة البطريركية،  مع عدم الإخلال بالتقدّم الشرفي بينهم».

البند2-« ترتيب التقدّم بين كراسي الكنائس الشرقية البطريركية القديمة هو كما يلي: في المقام الأول الكرسي القسطنطيني ويليه الإسكندري،  فالأنطاكي فالأورشليمي».

البند3- «يترتّب التقدّم بين سائر بطاركة الكنائس الشرقية حسب قدم الكرسي البطريركي».

البند 4-« بين بطاركة الكنائس الشرقية الذين لهم لقب واحد لكنهم يرئسون كنائس بطريركية مختلفة، يحظي بالتقدم من سبقت ترقيته إلي الرتبة البطريركية»).

 

 

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما – سوهاج

stfanos2@yahoo.com

 



1- وراجع يوحنّا كابس (الأنبا )، «الأقباط الكاثوليك في مصر قبل عصر المعلم غالى»، مجلة «صديق الكاهن»، 16 (1976)، ص 50، راجع مقالنا المنشور، «تأسيس مطبعة الكلية وطبع فيها عدة كتب للكنيسة القبطية الكاثوليكية»، جريدة حامل الرسالة، 25 /1/2009، العدد 2613، السنة 51، ص 4..، وراجع مقالنا المنشور،« الكنيسة القبطية الكاثوليكية وكلية انتشار الإيمان بروما 1»، جريدة حامل الرسالة، 18 /1/2009، العدد 2612، السنة 51، ص4