أقوال القدِّيس يوحنَّا ماري ڤِيَنِّي

 

ورد في إحدي البرديات المصرية هذا القول: "إذا كنت وسط الناس فاصنع لنفسك حبا، لأن الحب هو بدء القلب ونهايته" ينطبق هذا القول على يوحنا ماري ڤِيَنِّي، هذا الكاهن الذي  أحب الله أولا، أحب كهنوته، أحب الكنيسة، أحب جمهور رعيته، وأخيرًا أحب أن يسكن مع الأربعة والعشرين قسيسًا حول العرش الإلهي.

وبمناسبة السنة الكهنوتية التي أعلنها الجالس على عرش القدّيس بطرس هامة الرسل قداسة البابا بنيدكتوس السادس عشر في 19 يونيو 2009، وبمناسبة مرور 150 عامًا على نياحة القديس يوحنَّا ماري ڤِيَنِّي، وأخذت المقالات تنشر في الجرائد والمجلات والمواقع المسيحية على شبكة الإنترنت وبالأخص موقع المعهد الإكليريكي لبطريركية اللاتين،  وتدور هذه المقالات حول شخصية يوحنَّا ماري ڤِيَنِّي، وفي هذه الفترة أخذت أطلع علي هذه الشخصية فوجدت الكتّاب يركزون على حياته، ورعوياته، وقداسته، فوجدت هذا القديس له عدة أقوال ثمينة وذهبية تفيد المجتمع المسيحي فأخذت أجمعها من هنا وهناك حتى خرجت في هذا الثوب الجميل، فهذه الأقوال مثل المتاحف، جميعها توقظ في العقل غريزة الدهشة، لعل نجد فيها لذتنا وعشرتنا مع الكاهن الأعظم يسوع المسيح، وتكون هذه الأقوال الذهبية لنا مصباح مضيء لحياتنا الداخلية، حتى نشع نور يسوع المسيح للآخرين. 

 

أولاً: أمنا مريم العذراء:-

1- "أحبنا يسوع حتى مات من أجلنا، لكن في قلبه العدل الذي هو من صفاته تعالى. أما قلب مريم فليس سوى الرحمة… فيسوع يقول لأمه: يا أماه لا أستطيع أن أرد عليك أمرًا، فلو كان سكان الجحيم يستطيعون أن يتوبوا لكنت تنالين خلاصهم".

2- "إذا تضرعت إلى مريم العذراء في وقت التجربة، فستأتي حالا لمساعدتك، وسيهرب الشيطان".

3- "إن ربنا يسوع المسيح بعد أن أعطانا كلّ شئ، أراد أن يعطينا أغلى ما لديه، أمّه القديسة".
4- "إن العذراء مريم ولدتنا مرتين: في التجسد، وعند أقدام الصليب. لذلك هي أمّنا مرتين".

5- "إن قلب مريم حنون للغاية، حتى إننا إذا جمعنا كل قلوب الأمهات لوجدناها مثل قطعة جليد بالنسبة إلى قلب مريم الطاهر".

6- "إن قلب هذه الأم الحنون كله حب ورحمة. فهي لا ترغب في شيء سوى في أن ترانا سعداء، لذلك يكفي الالتجاء إليها لننال ما نحتاج إليه".

7- "إن مريم العذراء هي حبي الأقدم، أحببتها حتى قبل أن أعرفها".

8- "إن واحدة من "السلام عليكِ يا مريم" إذا قيلت جيدًا، تهز جهنم تحت أقدام الشياطين".

9- "آه، ما أحن قلب مريم، وما أرقه لنا. فنحن لا نستطيع أبداً أن نفهم هذا الحنان وتلكَ الرأفة".

10- "سعيد هو من يحيا ويموت تحت حماية أمنا مريم العذراء".

11- "هناك في السماء، مريم العذراء تملك كل النعم وتوزعها على البشر المحتاجين إليها على الأرض".

21- "يا لسعادتنا بحصولنا على مَثَلِ مريم! فإن قلبها يطفح شفقة علينا، ولا تريد إلا خلاص نفوسنا".

 

ثانيًّا: الكهنوت:

1- " اتركوا رعية بلا كاهن عشرين عامًا، فيعبد أبناؤها الحيوانات".

2- " أرغب في الكهنوت لا للعيش الرغد والبحبوحة مغمورًا بالخيرات الدنيوية بل لخلاص نفسي ونفوس العالم أجمع".

3- " من الذي سيعدها للمثول أمام الله بعد غسل هذه النفس للمرة الأخيرة بدم يسوع المسيح؟ إنه الكاهن، دوماً الكاهن".

4- " من هو الذي غذاها لإعطائها القوة على القيام برحلة حجها؟ إنه الكاهن.

5- " من هو الذي نال روحنا خلال دخوله إلى الحياة؟ إنه الكاهن.

6- "الراعي الصالح هو الراعي بحسب قلب الله، وهو كنز عظيم يهبه الله لرعيته، لا بل هو هبة ثمينة من محبة الله ورحمته اللامتناهيتين".

7- "الكاهن ليس كاهنًا لنفسه، بل لكم".

8- "الكاهن هو الذي يواصل عمل الفداء على الأرض".

9- "الله اختارني كأداة ليوزع نعمه على الآخرين ولو وجد جاهلاً أكثر مني لفضّله عليّ".

10- "إن الكارثة التي تحل بنا، نحن كهنة الرعايا، هي ضعف الحياة الروحيّة"

11- "إن الكاهن هو الأداة التي صنعها الرب ليستخدمها لتوزيع المادة المصنوعة منها، فإذا كانت الخمرة الداخلية جيدة، فإن الزجاجة تكون جيدة، فهي تأخذ قيمتها مما تحويه في الداخل".

12- "إن الكاهن هو كل شيء بعد الله… والكاهن لا يفهم جيداً إلا في السماوات".

13- "إن لم يوجد الكاهن، فما فائدة آلام ربنا وموته؟".

14- "حين يقصد الأشرار هدم الدين، يبتدئون بمحاربة الكاهن، لأنه حيثما زال الكاهن، زالت الذبائح والفضيلة والديانة".

15- "عجباً! كم أن الكاهن عظيم! إن جرى فهمه، لمات… الله يطيعه: إنه يقول كلمتين فيسمعه الله وينحدر من السماوات ويسكن في القربان…"

16- "عندما تنظرون إلى الكاهن، عليكم أن تروا فيه ربنا يسوع المسيح".

17- "كم هو عظيم الكاهن، لن يفهم حقيقته إلا في السماء. لو قدر على فهم هذا على الأرض لمات، لا من الخوف، إنما من الحب".

18- "لو فهمنا الكاهن على الأرض بصورة جيدة، لمتنا ليس من الخوف وإنما من المحبة…".
19- "إن سبب فتور الكاهن يكمن في إهمال القداس! مع الأسف! إلهي! كم أن الكاهن جدير بالشفقة عندما يقوم بذلك كما لو كان شيئًا اعتياديا!".

20- "لو لم نحصل على سر الكهنوت لما نلنا ربنا. من هو الذي وضعه هنا في بيت القربان؟ إنه الكاهن.

21- "ليس الكهنوت سوى محبة قلب يسوع… فحيثما ترى الكاهن تذكر سيدنا يسوع المسيح".

22-"من الذي يعيد إحياء النفس ويمنحها الطمأنينة والسلام إن كانت توشك على الهلاك (بسبب الخطيئة)،؟ إنه الكاهن أيضاً…"

23- "من الذي يمنحكم الحل من الخطايا؟ يقول لكم اذهبوا بسلام، فقد غفرت خطاياكم؟ من الذي يتحول بين يديه هذا الخبز والخمر إلى جسد ودم المسيح؟ ومن الذي يغذينا من جسد ودم الرب؟ ليست العذراء مريم، وليس الملائكة، بل هو الكاهن. إنه هذا الإنسان البسيط الذي أعطي له أن يقوم بعظمة هذا العمل وهذه الرسالة."

24- "قال لوالدته:  إن كنت كاهنا، وددت أجذب نفوسا كثيرة".

 

ثالثًا: القربان المقدس:

1- " إن النفس الممتلئة من الروح القدس يكون قلبها أمام يسوع في سر القربان كعنقود عنب في المعصرة".

2- " آه يا ربي هناك أناس نحمدك لأجلهم لأنهم قدروا هذا الشرف، منهم ذلك الأسقف الذي لبس شارات حبريته ليكنس الكنيسة، أو أحد الملوك الذي أراد أن يعصر حبات العنب ليهيئ بيديه النبيذ لتقديسه وعجن بيديه خبز التقدمة،  ويقول مناولة جيدة تكفي لأن تشعل النفس بمحبة الله وازدراء الأرض".

3- "آه، لو أستطيع أن آخذه معي،  ستكون جهنم جميلة بوجوده؛ وإني أستطيع أن أصمد في تحمّل كل الألم وإلى الأبد، ولكن إن بقينا معا، لكن عندها لن تكون هنا لك جهنم، فإن شعلة محبة يسوع ستطفيء شعلة العدالة"

4- " عن الخيرات الموجودة في المناولة المقدسة فيقول : " لا شيء يشبع كياننا أكثر منها. لو فهم ذلك البخيل لما تبع ثروته والطموح مجده لترك كل واحد أرضه نافضًا غبار أرجله ليطير إلى السماوات ".

5- "الله أحبنا، فأراد أن يعطينا ذاته في سر حبه، هو الذي أعطانا رغبة عميقة وعظيمة لا يستطيع أحد سواه أن يشبعها".

6- "المناولة المقدسة وتقديم التضحيات المقدسة، هي أكثر وسيلةً وقوةً للتشفع من أجل ارتداد الآخرين".

7- "إن التناول يفعل فينا كما يفعل المنفخ في النار الخامدة… بعد قبول الأسرار حينما نشعر بخمود نيران محبة الله في قلبنا فلنسرِع إلى التناول الروحي. وإن كنا لا نستطيع المجيء إلى الكنيسة فلنلتفت إلى بيت القربان إذ لا يقدر الحائط أن يحجب اللهَ عنا. ولنقل خمس مرات أبانا والسلام لهذا التناول الروحي".

8- "إن المناولة تلهب الروح مجددًا، كما تلهب الريح النيران عندما تبدأ بالخمود".

9- "إن سيدنا يسوع المسيح هو هُنا محتجب ينتظر مجيئنا إليه لنـزوره ونعرض له طلباتنا. فيا لها من رحمة سامية، إذ أنه يتنازل فيجاري ضعفنا.إننا نراه في السماء بكل مجده، أما هنا فلو ظهر لنا بمجده لما كنا نستطيع أن نقترب منه. ولذلك هو يختفي كأنه في سجن قائلاً لنا: أنتم لا ترونني ولكن لا بأس من ذلك، اسألوني وأنا أعطيكم كل ما تطلبون".

10-"إن غذاء الروح هو جسد ودم ربنا"

11- "إن كل الأعمال الصالحة لا تساوي ذبيحة القداس، لأنها أعمال بشرية ، في حين أن القداس هو عمل الله".

12- "إننا نعلم أن الله هناك في بيت القربان، دعونا نفتح قلوبنا له، ونتمتع بحضوره، هذه هي أفضل صلاة".

13- "أيها الإنسان، ما أعظمكَ إذ أنك تقتات بجسد الرب وترتوي من دمه! فيا لها من حياة لذيذة حياة الإتحاد بيسوع! حقا إنها حياة السماء على الأرض، إذ ليس فيها عذاب ولا صليب. لأن الإتحاد بالرب يملأ النفس البارة فرحًا، ويلقي فيها بلسَما سماويا وهذا هو ينبوع قوتها وسعادتها".

14- "تعالوا إلى المناولة، تعالوا إلى يسوع، تعالوا للعيش منه وله، فإنّه من الصحيح أنكم لستُم أهلاً به ولكنكم بحاجةٍ إليه!"

15- "عجيب يا أولادي ما يفعل ربنا في سر حبه! إنه يفيض من محبة قلبه لنا ينابيع الرحمة والحنان لكي يطهر خطايا العالم".

16- "عندما نتناول القربان المقدس، إذا سألنا أحدهم: "ماذا تحملون في بيتكم؟ نجيبه: "إننا نحمل السماء"، "لا تقولوا إننا لا نستحق أن نتناول جسد ودم ربنا، فنحن لسنا متأهلين لكننا بحاجة".

17- "عندما يمنحنا الكاهن الحل من الخطايا، علينا ألا نفكر إلا بشئ واحد وهو: أن دم المسيح يغسل نفوسنا من خطاياها ويزيلها من جذورها فلا نغد نتكلم عن هذه الخطايا لأنها أزيلت ولم تعد موجودة".

18- "فلو اعترفتم اليوم مثلاً، أفلا تسهرون على ذواتكم فرحينَ بأنكُم قادرون على تناول القربان في الغد؟ وكذلك في الغد حينما تقبلون اللهَ في قلوبكم ألا تكون نفوسكم معطرةً بدم سيدنا يسوع المسيح الثَمين؟ فيا لها من حياة سعيدة!".

19- "في احدي الأيام قال لنا قديس بأنه رأي يسوع أثناء القداس الإلهي بين يديه الاثنتين، وهو ينظر إلى النفوس التي تريد أن تتحد به في التناول المقدس".

20- "في هذا السر العظيم سر القربان المقدس يتوسل يسوع إلى أبيه ويشفع في الخطأة بلا انقطاع. إن ربع ساعة نختلسها من شغلنا أو من أوقات الفراغ ونقضيها بزيارته والتوسل إليه ترضيه وتعزيه من جميع الإهانات الملتحقة به. وهو حينما يرى النفوس الطاهرة آتية إليه يفرح في وجهها".

21- "لا شئ أعظم من الإفخارستيا".

22- "ما أسعد المناولة يرتاح الله على لسان خليقته ويتخذ طريق الفم قصرًا ليستقر على عرش قلبها".

23- "يا أولادي، النفس التي تقبل سر الإفخارستيا باستحقاق تشعر بأنها غارقة في بحر الحب، وتظهر بهيئة سماوية. فتتجدد في أعمالها وأقوالها، وتصبح متواضعة، وديعةً، صابرةً، مُحبةً، مُحتشمةً، مُحبةً للسلام، وقادرةً على فعل كل شيء صالح. فإن نظر إليها العالم لا يعرفها لأنها ليست منه".

24- "يا أولادي، إن النفس التي تقبل الرب مرارًا عديدة باستحقاق تكون جميلة مدى الأبدية. فإن جسد المسيح يتحد بجسدها ودمه يختلط بدمها ونفسه تتحد بنفسها مدى الأبدية، وحينئذ تتمتع بسعادة كاملة".

25- "يا أولادي، لماذا لا يوجد أسرار في بقية الأديان؟ لأنه لا يوجد فيها خلاص. أما نحن أبناء الدين الذي فيه الخلاص فلنا أسرار نستعملها. فيجب علينا أن نشكر الله عليها لأنها ينابيع الخلاص".

26- "يا أولادي، لو كنا نفهم قيمة التناول لكنا نتجنب الهفوات الطفيفة لنحصل على هذه النعمة مرارًا عديدة. وكنا نحفظ نفوسنا دائمًا طاهرةً أمام الله".

27- "يجب علينا أن نعد هذه اللحظات التي نمضيها أمام القربان الأقدس أجمل وأسعَدَ لحظات حياتنا".

 

رابعًا: الصلاة:

1- " الصلاة تجرد نفوسنا من المادة وترفعها إلى العلى كما ترفع النار المنطاد".

2- " الصلاة هي الكلام مع الله كما لو كنا نكلم إنساناً".

3- " إلهي، امنحني هداية رعيتي، وأنا موافق على المعاناة مما تريدونه لي كل أيام حياتي!".

4- " أن أكون ملكًا موقع حزين لأننا ملوك على الناس. ولكن أن نكون كلا لله يملئنا دون منافسة وانفصام بين الداخل والخارج. جسدنا الله روحنا الله. جسد طاهر وروح نقية آه ما أجمل ذلك".

5- " إن الصلاة هي ندى معطر، لكن وجب أن تكون الصلاة بنفس طاهرة لنشعر بهذا الندي".

6- " آه! كم نحن حمقى! نحن نستخدم لخسارتنا وهلاكنا الأبدي وقتًا دبره الله لنا أصلاً لخلاصنا. نحن نحاربه بالقدرات والإمكانيات التي أعطانا إياها لخدمته! أليس هذا غباء حقيقي، أن باستطاعتنا تذوق أفراح السماء منذ الآن في هذه الحياة، في الوحدة مع الله بالمحبة، والإرادة بأن نصبح مستحقين لجهنم بارتباطنا مع الشيطان؟ نحن لا نستطيع أن نفهم بشكل كاف هذا الجنون والغباء؛ لا نستطيع حتى أن نبكي ونندم عليه".

7- " تخرج من الصلاة عزوبة لذيذة جدا كالعصير الخارج من العنب الناضج".

8- " كنا قد خسرنا الحق في الصلاة، لكن الله برحمته سمح لنا بأن نصلي إليه… صلاتنا هي بخور يقبله تعالى بسرور لا يوصف".

9- " ليست الصلاة سوى الإتحاد بالله، فمتى كان القلب طاهرًا ومتحدًا بالله يشعر بلذة وعذوبة تسكر، وبنور يبهر. بهذا الإتحاد يصبح الله والنفس كقطعتين من شمع تذوب الواحدة في الأخرى، فلا يعود افتراقهما ممكنًا. ما أجمل هذا الإتحاد، إتحاد الخالق بخلقيته الحقيرة! ذلك حظ لا تعرف قيمته".

10- "الإنسان فقير، وهو بحاجة أن يطلب كل شئ من الله."

11- "الصلاة الحارة الموجهة إلى الله،  هي أعظم سعادة على وجه الأرض!".

22- "الصلاة تجعل الوقت يمضي بسرعة ولذة فلا نشعر بمدته. ومنهم من يغوص في الصلاة كالسمك في الماء، لأنهم بكليتهم لله وليس في قلبهم تردد".

23- "الصلاة هي لذة من لذات السماء، وسيل من مياهها يروي نفوسَنا عذوبة. هي شهد ينـزل على النفس فيحلي فيها كل شيء… إن الأحزان تتلاشى كالثلج أمام أشعة الشمس الحارة".

24- "الله لا ينظر إلى طول صلواتنا وجمال كلماتها، بل إلى الصلوات التي تنبع من قلب يعبّر عن محبة الله وعن رغبته الصادقة في أن يمجده ويرضيه".

25- "إن الربع ساعة الذي نسرقه أحيانًا من انشغالاتنا لنصلي، ثمين في عيني الرب ومرضي لديه".

26- "إن الصلاة الشخصية من دون الصلاة الجماعية تشبه هذا الشر المعبر في الحقل، فإذا أضرمت فيه النيران لا يشتعل إلا لفترة قليلة ثم سرعان ما ينطفئ. أما إذا جمعته وأشعلته فسيصل لهيبه حتى السماء. هكذا هي الصلاة الجماعيّة."

27- "إن الصلاة هي الدخول في علاقة بنوية مع الآب السماوي".

28- "إن الصلاة هي مصدر كل نعمة، وأم الفضائل، والطريقة الفعالة التي بِها ومن خلالِها يريدنا أن نأتي إليه ونخاطبه".

29- "إن رسالة الإنسان هي أن يصلي ويحب، فهذه هي سعادته على الأرض".

30- "أنا أفكر غالبًا أننا عندما نأتي لنسجد لسيدنا يسوع، لو كنا نطلب حسنًا لكنا ننال منه كل ما نريد. لكننا خالون من الإيمان والرجاء والمحبة".

"إننا فقراء يجب علينا أن نسأل الله من أجل كل شيء؛ كم مِن أناس يمكن أن نرجعها إلى الله بواسطة صلواتنا!".

31- "آه، كم أحب تلك الكلمات الأولى التي أتلفظ بِها في الصباح: سأعمل وأتألم بكل شيء في هذا اليوم لمجد الله.. لا شيء شخصي أهتم به في هذا العالم، سوى أن أرضي مخلصي وإلهي!!".

32- "باسم يسوع يجب علينا أن نقهر الشياطين؛ يجب أن نضعَهم في حالة قتال. بهذا الاسم، لا يتجرؤون لمهاجمتنا، وستكونُ معركتنا منتصرة".

33- "سألوه يومًا ماذا ينبغي أن نعمل لنصل إلى الله ؟ أجابهم: انطلق تجاهه بخط مستقيم كصاروخ أو سهم.

34- "صلوا من أجل الخطاة: هذه هي أجمل صلاة وأكثرها فائدة؛ في الواقع، نفوس الأبرار هي في طريقها إلى السماء، والأنفس في المطهر لا شك لديهم من دخولها، أما الخُطاة المساكين… الخُطاة المساكين… كل أفعال العبادة هي مجدية، لكن لا شيءَ أفضل من الصلاة".
35- "إن الوسيلة لهزيمة الشيطان، عندما يثير فينا أفكاراً من الكراهية ضد الذين سببوا لنا الأذى، هي أن نصلّي من أجلهم مباشرةً".
36- "بالصلاة من أجلهم نتوصل إلى أن نظفر على الشر بالخير، وهكذا فعل القديسون".
37- "في الإنسان صوتان: صوت الملاك وصوت الحيوان. فصوت الملاك هو الصلاة، وصوت الحيوان هو الخطيئة. فمن لا يصلي يحني رأسه نحو الأرض، كالخلد الذي يحفر في الأرض حفرةً ليختبىء فيها".

38- "كان هنالك في فلاح يأتي في كل يوم إلى الكنيسة، قبل أن يذهب إلى العمل، وكذلك يفعل في طريق عودته، فسألته: أيها الفلاح ماذا تقال لله، عندما تزور الكنيسة؟ فأجابني: لا أقول شيئا، أيها الكاهن، ولكني أكتفي بأن أنظر إليه وهو ينظر إليّ".

39- "كلما أصلي، كلما أريد أن أصلي أيضًا".

40- "لسنا بحاجة إلى الكثير من الكلام من أجل صلاة جيدة. إننا نعلم أن الله الصالح موجود هنا في بيت القربان المقدس؛ إننا نفتح قلبه ونسر بوجوده. هذه هي أفضل صلاة".

41- "ليس علينا أن نتكلم كثيرًا من أجل أن نصلي بشكل أفضل".

42- "يا إلهي، أنا أؤمن بثبات، هذا يعني أنني أؤمن دون أدنى شك، أو أدنى تردد أو حيرة…، آه! إذا أدخلنا نفوسنا في هذه الكلمات: أنا أؤمن بثبات، أنكم تروني حتى ولو كنت غائب عن نظركم، وأنه في أحد الأيام، سأراكم بنفسي بوضوح، وأستمتع بجميع الأعمال الجيدة التي وعدتموني بها! يا إلهي، أتمنى أن تكافأني على كل الذي سأعمله لينال رضاك! إلهي، أنا أحبك! أنا أملك قلب فقط ليحبك" آه! مثل هذا العمل الإيماني، الذي هو أيضًا عمل محبة، يغني عن الكل".

43- "يا رب، أعطني نعمة أن أحبك بقدر ما يمكنني أن أحبك".

44- "يجب أن نصلي بإلحاح لكي يمنحنا الله كهنة قديسين، وإذا أصبحوا قديسين، فأي خير سيفعلون".

خلاص النفوس قائلاً: إن الصلاة لأجلهم هي أجمل وأنفع صلاة تفرح قلب الرب لأن الصالحين هم على طريق السماء والنفوس المطهرية هي متأكدة من دخولها السماء يومًا، أما الخطأة الضعفاء فهم بعيدون عنها. صلوا أبانا وسلام على نيتهم لأن ذلك قد يرجح كفة ميزان الرحمة الإلهية".

 

خامسًا: قلب يسوع:

1- "اليوم يضعنا سيدنا يسوع المسيح على قلبه. آه لو كنا نمكث فيه!".

2- "فلنذهب كلنا إلى قلب يسوع، إلى عرش الجودة الإلهية. آه لو كنا ندري كم يحبنا هذا القلب الإلهي، لكنا نموت فرحا. إن السعادة الوحيدة التي على الأرض هي أن نُحبه وأن نعلم أنه يحبنا".

3- "في عيد قلب يسوع الأقدس، يضعنا يسوع في قلبه. آه!  إذا نستطيع أن نبقي هناك إلى الأبد".

4- "يا أولادي، ماذا يعمل سيدنا يسوع المسيح في سر محبته هذا؟ إنه يذيب قلبه حبا لنا، ومن هذا القلب يخرج بحر الحب والرحمة ليغرق كل خطايا العالم".

5- "يا قلب يسوع! يا قلب الحب! يا زهرة الحب!. إن كنا لا نحب قلب يسوع، فأي شيء نحب إذًا على الأرض؟ لا يوجد في هذا القلب سوى المحبة. فكيف يستطيع الناس أن لا يحبوا ما هو محبوب؟".

6- "يا لعظم محبة يسوع السامية لخليقته! فها إنه ينتظرنا فاتحًا ذراعيه وقلبه الأقدس".

 

سادسًا: الروح القدس:

1- " إننا بدون الروح القدس نشبه حجارة الطريق… فخذوا بيد واحدة إسفنجة مبلولة، وباليد الثانية حجرًا، وشدوا عليهما معًا فيخرج من الإسفنجة ماء أما من الحجر فلا يخرج شيئًا… فالإسفَنجة هي في صورة النفس الممتلئة من الروح القدس، والحجر هو صورة القلب القاسي الذي لم يدخله هذا الروح القدس".

2- "الروح القدس يقودنا كأم تقود أولادها الصغار. وكما يقود ذو النظر الأعمى الفاقد البصر".

3- "الروح القدس هو من يعمل في حديقة قلبنا".

4- "إن الروح القدس هو مثل سائق عربة الذي يقبض على عنان عربة سريعة الجري بخيلها القوية، فما علينا إلا أن نركب هذه العربة ونقول لسائق العربة: سر بنا، فيسير بنا بسرعة كلية".

5- "إن الروح القدس يستريح في النفس الطاهرة، كفي فراش من ورد".

6- "خذوا بندقية واحشوها، فلا بد لها من إنسان ليطلقها. فنحن فينا مقدرة على الخير، لكن لا بد لنا من الروح القدس ليضرم فينا نار المحبة، فتخرج الأعمال الصالحة".

7 – "يخرج من النفس التي يستقر فيها الروح القدس رائحة الكرمة المزهرة،  النفس النقية هي وردة جميلة ينزل الأقانيم الثلاثة من السماء كي يتنشقوا أريجها".

 

سابعًا: الصليب:

1- " الخطوة الأولى في طريق الصليب هي الوحيدة التي تكلف".

2- " الصلبان! الصلبان! هل تفقدنا السلام؟ حقيقة الأمر أنها هي التي تمنح السلام للعالم؛ هي التي علينا أن نحملها في القلب. إن بؤسنا كله يتأنى من حقيقة أننا لا نحبها. الخوف من الصلبان هو الذي يزيد الصلبان عددًا. إن صليبًا يتم حمله ببساطة، ودون الرجوع إلى محبة الذات، لا يظل صليبًا، ولا ألمًا. لأن الذات البشرية غالبًا ما تبالغ في الشعور بالألم".

3- " الهروب من الصلبان  يعنى الرغبة في البقاء في الحزن؛ الرغبة فيها تعني عدم الشعور بالمرارة".

4- " إن إشارة الصليب هي مخيفة للشيطان لأننا بها ننتصر عليه… فيجب علينا أن نرسم إشارة الصليب باحترام بليغ. فنبتدىء بالرأس الذي هو العضو الأول دلالةً على أن الخلق هو صنعة الآب، ثم نأتي إلى القلب عن جسدها فيستمتع كلاهما ويفرحان بالله طوال الأبدية! أجسادنا ستعتق من الأرض كالقماش الناصع البياض الذي غسل جيدًا. أجساد الأبرار سوف تتلألأ في السماء، مثل الماس الجميل، دلالةً على أن الحب بالفداء هو هبة الابن، ثم ننتهي بالكتفين دلالة على أنَّ القوة هي موهبة الروح القدس. فكل شيء يذكرنا بالصليب ونحن أنفسنا مصنوعون على شكل صليب".

5- " إن الصليب هو أحكم الكتب التي يمكن قراءتها، فأولئك الذين لا يعرفون هذا الكتاب هم جاهلون، حتى وإن عرفوا جميع الكتب الأخرى. إن الحكماء الحقيقيين هم أولئك الذين يحبون الصليب، ويستشيرونه، ويتعمقون فيه… كلما طالت تلمذة الإنسان في مدرسته، كلما زادت رغبته في البقاء فيها، يمر الوقت دون سأم يأخذ منها الإنسان كل ما أراد معرفته ولا يشبع أبدًا مما يتذوقه منها".

6- " عندما يرسل إلينا الإله الصالح بعض الصلبان، نحبط، نشتكي، نتذمر، وبذلك نكون أعداء لكل ما لا يتفق مع رغباتنا، نريد أن نجد أنفسنا باستمرار داخل صندوق من ريش النعام". 

7- " لا داعي أبدًا أن ننظر من أي تأتي الصلبان؟ إنها تأتي من الله! الله هو الذي يعطينا هذه الوسيلة كي نثبت له محبتنا".

8- " لقد اختبرت هذا بنفسي: لقد تعرضت كثيرًا للمعارضة، لقد شوّش عليّ بما يكفي. آه! لقد كان لديّ بعض الصلبان… لقد كان لديّ منها أكثر مما كان باستطاعتي أن أحمل! فأخذت أطلب نعمة المحبة الصلبان… وصرت ساعتها سعيدًا. وأنا أقولها جديا: ليس هناك سعادة سواها".

9- " ليس لدينا الشجاعة الكافية لحمل صليبنا الشخصي! نحن ملامون إذًا، لأننا متى حملناه، فإن الصليب يعتني بنا، ولا نستطيع الهروب منه".

10- " يبدو لنا أنه، حيث أننا نحب الإله الصالح بعض الشيء، فلا يجب أن يكون لدينا أي شيء من الناقضات، وألا يجلب أي شيء لنا الألم… سبب هذا الافتراض هو أننا لا ندرك قيمة سعادة الصلبان".

11 – "الصليب هو المصباح الذي ينير السماء والأرض".

12- "الصليب يعرق الأريج ويرشح الطيبة، كلما تمسكنا به واعتصرناه  بأيدينا بقوة وجذبناه إلى قلبنا كلما انسكب منه البلسم والرحيق. الصليب هو أحكم كتب مطالعتنا وجهلة هم الذين لا يطالعون كتاب الصليب. أحكم الحكماء هم اللذين يحبونه ويستشيرونه ويتعمقون في معرفة سره، رغم مرارته. كلما دخلنا في مدرسته كلما رغبنا البقاء. وكلما مكثنا أمامه يمر الوقت دون ضجر. فيه نعلم كل شيء وكل ما تذوقناه كلما جعنا إليه".

13- "إن الأشواك تدر بلسمًا، والصليب يقطر حلاوة، لكن لا بد من فرك الأشواك باليد، وضم الصليب إلى الصدر، حتى نحصل على ذاك البلسم ونذوق تلك الحلاوة".

14- "إن الجزء الأكبر من البشر يدير ظهره للصلبان، ويهرب من وجهها. ولكن، كلما ازداد هروب الإنسان منها،كلما ازداد تعقبها له".

15- "إن الصلبان على طريق السماء كالجسر الحجري على النهر المراد عبوره، فالمسيحيون الذين لا يعرفون العذاب يعبرون هذا النهر لكن على جسر من سلك سريع العطب".

16- "إن الصليب هو هبة يمنحها الإله الصالح لأصدقائه".

17- "إن المضادات تضعنا تحت الصليب والصليب يضعنا على باب السماء".

18- "إن ربنا هو مثالنا، فلنحمل صليبنا ونتبعه".

19- "إن من يقصد أن يلاقي الصليب، فإنه يسير في اتجاه عكسي للصلبان: من الممكن أن يلقاها، لكنه يكون راضيا للقائها: يحبها ويحملها بشجاعة. إن الصلبان تربطه بربنا،وتطهره، تفصله عن هذا العالم. تزيل العوائق من قلبه وتساعده على اجتياز الحياة كما يساعد الجسر على اجتياز النهر".

20- "آه! أي إلهام نجده في المصلوب، الذي لم يطلب منا أن نفعل شيئًا لم يقم به هو أولا!".

21- "ضع عنقود عنب في المعصرة فيخرج منه عصير لذيذ. فنفوسنا في معصرة الصليب تخرج عصيرًا يغذيها ويقويها. نعم، بدون صليب نحن أصلاب، قاحلو النفس، جافّو القلب، وبالصليب نشعر بلذة وسعادة وعذوبة. فتلكَ هي بداية السماء".

22- "علينا أن نركض خلف الصليب كما يركض البخيل خلف المال".

23- "عندما تحب الصلبان، لا يبقي لديك منها شيء أبدًا، وعندما ترفضها، تظل محطمًا من جرّائها".

24- "كل شيء يكون على ما يرام إذا حملنا صليبنا بشكل جيد".

25- "لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن للمسيحي ألا يحب الصليب، بل أن يهرب منه! ألا يعني هذا، في ذات الوقت، هروبًا من الذي أراد أن يعلق عليه، وأن يموت من أجلنا؟".

26- "لقد قبلتم، في عمادكم صليبًا لا يجب أن تتخلوا عنه سوي عند ساعة الممات".

27- "هل يمكن أن تكون حياة المسيحي البار مغايرة عن حياة إنسان ملازم للصليب مع يسوع؟.

28- "يصاب أبناء بالقلق عندما تكون لديهم صلبان يحملونها، بينما يقلق المسيحيون الحقيقيين عندما تخلو حياتهم من الصلبان".

 

ثامنًا: سر المصالحة:

1- " إن الله الصالح والعارف كل شيء يعرف مسبقًا أنكم سترتكبون الذنوب بعد اعترافكم وإنه مع ذلك يغفر لكم. كم محبة ربنا عظيمة، فهو ينسى المستقبل ليغفر لنا!".

2- " إن الله هو البادئ في عمل المصالحة والمحبة مع الخاطئ".

3- " كان يقول لكاهن آخر: "سوف أعطيك وصفتي: أعطي الخطأة تعويضاً صغيرًا، وأقوم بالباقي عوضًا عنهم".

4- " ليس الخاطئ هو الذي يرجع إلى الله لطلب المغفرة، لا بل إن الله عينه هو الذي يبحث عن الخاطئ ليرده إليه".

5- " وصيته لأخيه الكاهن لشكواه عن عدم توبة أهل رعيته:" هل تنهدت وعانيت، هل صمت وصليت وجلدت نفسك وسهرت الليالي أمام القربان لأجلهم؟ فإنك إن لم تفعل مثل ذلك فلا أظن أنك ستفعل شيئًا لأجلهم".

6- " يا أولادي، إني أفتكر مرارًا أننا نشبه كومة الرمل التي تجمعها الريح فتبددها في مدة قصيرة من الزمن".

7- "إذا أدركنا ما معنى أن نكون أبناء لله، عندها لا يمكننا أن نصنع الشر… فسمو كرامة الإنسان هو أن يكون ابنًا لله".

8- "الله المحبة مستعد دائما ليستقبلنا، فطول أناته تنتظرنا".

9- "إن أخطاءنا كحبات الرمل إلى جانب جبل مراحم الله".

10- "إن ليس من الضروري أن نقتل، أو نسرق مال أبينا وأمنا لنكون ملعونين، بل يكفي أن نتبع صوت كبريائنا، لنذهب إلى جهنم. وبينما كان يعرف راهبًا، قال له هذا الأخير"لقد كنت مهملاً في هذا الأمر، ولكن نيتي كانت حسنة" فما كان من الخوري إلا أن أجاب "آه يا عزيزي، النوايا الحسنة، إن أرض جهنم مرصوفة بها".

11- "إنه المخلص الصالح ممتلئ بالمحبة لنا ويبحث عنا في كل مكان!".

12- "إنه هنا، من أحبنا دومًا. فلماذا لا نحبه نحن أيضًا؟"

13- "فرح أبينا السماوي هو بعودتنا إليه، وعندما نعود إليه نجد الفرح الحقيقي."

14- "في حواره مع الأب جان باتيست هنري دومنيك لاكوردير، قال يوحنا: "اليوم قد التقى النقيضان: العلم الأعظم والجهل الأعظم"حتى كتب هنري دومنيك عن هذا الحوار.: "أنا أجعل الناس يصعدون فوق كراسي الاعتراف (لأن الحشود كانت كثيرة حين كان يعظ، فكان الناس يتسلقون كراسي الاعتراف ليروه)، أمّا هو فكان يجذبهم إلى داخلها".

15- "كم هو الله صالح لأنه يستطيع أن يتحمل ويرحم خطاياي الكثيرة . لم يضع في لا طاقات ومواهب ولا علم، فلا  أرى في نفسي إلا خطاياي لذلك أرتمي أمام بيت القربان مثل الكلب عند أقدام معلمه".

16- "لقد ارتكبت خطايا كثيرة، ولا يمكن لله أن يسامحني، إن هذا لتجديف، لأننا لا يمكننا أن نصنع حدًا لرحمة الله، فرحمته لا متناهية".

17- "ماذا تقولون عن رجل يعمل في حقل جاره، ويهمل حقله. نعم، هذا ما تعملون. تبحثون دومًا في ضمائر الآخرين، وتتركون ضمائركم أرضا بورًا".

"إذا أردنا أن يغفر الله لنا، علينا أن نغفر لأعدائِنا".



تاسعًا: القلب:

1- " لو نظرنا إلى جرس الكنيسة ينبغي أن يخفق قلبنا أمام بيت الله كما يخفق قلب الحبيب عندما يدنو من بيت المحبوبة".

2- "إن القلب يميل إلى من يحبه أكثر، يسعى المتكبر إلى مراتب الشرف، والبخيل لكسب المقتنيات، والثائر إلى الانتقام، وقليل الحياء إلى ملذاته، ولكن المسيحي المؤمن يتوجه إلى السماء حيث كنزه الحقيقي وكم استشهد بأمثلة عن القديسين بدت لهم الحياة فانية مقياسًا إلى بهاء مجد السماء حيث تغمرنا محبة الله وتفيض".

3- "إن طهارة القلب وازدراء العالم ومحبة الله وحياة النعمة وحمل الصليب هم طريقنا وهدفنا لكسب السماء".

4- "آه! لو أننا نستطيع أن نفهم وندرك جيدا كم يحب يسوع أن يأتي قلوبنا!".

 

عاشرًا: الألم:

"إن الشيء الذي يجعلنا لا نحب الله هو أننا لم نصل بعد إلى تلك الدرجة التي نسعد فيها بكل ما يكلفنا".

"إن المرض الذي يطول أمده مفيد للمسيحي إذا عرف كيف ينتهزه؟".

"إن الوسيلة الوحيدة والأكيدة لكسب رضاء الله هي الخضوع المستمر لمشيئة في كل ظروف الحياة. بالنسبة للبعض، قد يكون المرض هو الذي يختبرهم ويطهرهم؛ وقد يكون الفقر؛ بالنسبة لهؤلاء، إنه الجهل والازدراء الذين، لسوء الحظ، يرافقانهم بين أناس هذا العالم؛ وبالنسبة لأولئك، الآلام الداخلية والأخلاقية: وبالنسبة للجميع، إنها الآلام المختلفة والمتمثلة في ألف شكل وشكل".

"بين هذين الاثنين، مَن هو الذي يتألم أكثر: الذي يغفر بسرعة وبقلب سليم، من أجل الإله الصالح، أو الذي يغذي مشاعر الكراهية ضد قريبه؟".
"من الضروري أن نكون قد وصلنا إلى درجة معينة من الكمال كي نحتمل المرض  بصبر".

"لو سألكم شخص ما: أرغب بكل سرور في أصبح غنيا، فماذا علي أن أفعل؟ كنتم ستجاوبونه: عليك أن تكد وتتعب في العمل. حسنًا! كذلك من أجل أن تذهبوا إلى السماء، عليكم أن تتألموا".

"نحن نشتكي عندما ينتابنا الألم؛ بينما لدينا سبب أعظم للشكوى لكوننا لا نتألم، حيث أنه لا شيء غير الألم يجعلنا أكثر شبها بربنا. كم هو عذب اتحاد نفوسنا بربنا يسوع المسيح عن طريق محبة صليبه!".

"هل تعتبرون ذالك قاسيا؟، كلا، هناك حاجة لأن نحب عندما نتألم، وأن نتألم ونحن نحب".

"يوجد شكلان اثنان من الألم: الألم من جرّاء الحب والألم من دون. لقد تألم كل القديسين بصبر، بفرح، وبمثابرة، لأنهم كانوا يحبون. بينما نتألم نحن بغضب وبغيظ وبضجر، لكوننا لا نحب. لو كنا نحب الله، فسوف نكون سعداء لكوننا قادرين على أن نتألم حبا بذاك الذي رضي أن يتألم من أجلنا".

 

حادي عشر: التسليم لمشيئة الله:

1- "إذا أردنا أن نشهد للإله الصالح، من الضروري أن نتمم مشيئته".

2- " نحن نخدم الله أكثر بعمل الأشياء ذاتها دون متعة ودون طعم، قد ألقي بعيدًا وفي أثناء الانتظار أتصرف كما وأني سأبقي إلى الأبد".

3- " يسوع يظهر نفسه مستعدًا لعمل مشيئتنا إذا بدأنا نحن بعمل مشيئته".

4- " إن الله يحبنا أكثر من أفضل الآباء، وأكثر من أحن الأمهات. يكفي أن نخضع أنفسنا ونستسلم لمشيئته، بقلب طفل".

5- "من أجل عمل الأشياء بشكل جيد، من الضروري عملها كما يريد الله في مطابقة تامة مع مخططه".

6- " لا يوجد شكلان جيدان لخدمة ربنا، هناك شكل واحد فقط: وهو أن نخدمه كما يريد هو أن يخدم".

7- " نحن نعرف محبة الإله الصالح هي الشعور بين حين وآخر بحركة عاطفة لله؛ إن مثل هذا الشعور لا يقع ضمن سيطرتنا دائمًا".

8- " نحن نعرف أن محبة الله حقيقية عندما نكشف عنها خلال الأعمال التي نقوم بها من أجل مرضاته".

 

ثاني عشر: طريق الحياة الأبدية:

1- " ابحثوا عن حب الله لا يظهر ذاته خارجيا عن طريق عواطفه، ولن تجدوه".

2- " إن كنز المسيحي ليس على الأرض بل في السماء، لذلك يجب أن يكون هناك فكرنا".

3- " أن نحب الله بكل قلوبنا يعني أن نحبه وحده، وأن نجعله حاضرًا في كل ما نحب".

4- " غالبًا ما راودتني فكرة حياة الخادمة المسكينة التي ليس لها إرادة سوى تلك الخاصة بمشغليها لو أحسنت استغلال هذا التخلي لتمكنت  أن تكون كرضية لدي الله، بنفس رضاه عن الراهبة التي تواجه القانون الرهباني باستمرار".

5- " كل ديانتنا هي باطلة، وفضائلنا هي مجرد وهم وحتى أنفسنا هي نفاق في نظر الله، إن ل تكن لدينا محبة شاملة لكل الناس- للأشرار والأخيار، للفقراء والأغنياء، وسواء لهؤلاء الذين يتسببون لنا بالأذي وللذين يصنعون لنا الخير"

6- " كم هو جميل، كم هو عظيم أن نعرف، وأن نحب، وأن نخدم الله! هذا هو الشيء الوحيد الذي عاينا أن نفعله في هذا العالم، وكل ما نفعله، خارج ذلك، فهو وقت ضائع".

7- " لا تحاول أن ترضي كل الناس، بل اجتهد أن ترضي الله والملائكة والقديسين، إنهم جمهورك، وشعبك".

8- " لا يمكننا جميعًا أن نقدم صدقات للفقراء، وإلا فلنصبح رهبانًا، ونحي حياة زاهدة في الحياة النسكية أو في الصحاري، لكننا نستطيع جميعًا أن نُحب الإله الصالح من أعماق قلوبنا".

9- " لقد خلق الإنسان من أجل أن يُحِب ويُحَب، لهذا فهو ميال جدًا إلى أن يُحَب ويُحِب".

10- " ما الذي يجعل الحيلة الرهبانية جديرة بالتقدير إلى حد كبير؟ إنه التخلّي في كل لحظة عن الإرادة، هذا الموت المستمر عنا هو أكثر حياة فينا".

11- " من غير الممكن أن نحب الله دون أن نشهد له بأعمالنا".

12- " يجب علينا أن نشتغل ونحتمل ونحارب في هذا العالم ولنا الأبدية كلها للراحة".

13- " يستطيع الإنسان أمرين: الصلاة والحب، بهذا تقوم سعادته على الأرض".

14- "أبدية من الإستعداد، وأبدية أخرى منَ الشكر، لعلهما يكونان كافيتين لإعطاء قداس واحد حقه مِن التقدير"

15- "اذهبوا من العالم إلى عالم، من ملكوت إلى الملكوت، من غنى إلى غنى، من متعة إلى متعة، سوف لن تجدوا سعادتكم. الأرض كاملة لن تستطيع أبداً أن تسعد النفس الخالدة،  كحفنة طحين، تُطعم إلى فم شخص جائع، ولن تستطيع إشباعه".

16- "الرب هو الأولى بالخدمة تمضون الأحد في عمل الحقل وفي المقاهي، بينما الله متروك".

17- "الشخص المتعلم أو في طور التنشئة يجب أن يكون لديه دائمًا مرافقين يسيران أمامه، النصيحة والطاعة. واعتقد أن الشخص الذي لا يصغي لكلمة الله كما يجب، فإنه لا يخلص نفسه، ولن يعمل كما يجب لهذا الشيء، أي لخلاص نفسه.  يا أبنائي، أفكر غالبًا بأنه هناك عدد كبير من المسيحيين الذين يهلكون أنفسهم. وهذا الهلاك نتيجة التعليم الخاطئ".

18- "الشخص المتعلم أو في طور التنشئة يجب أن يكون لديه دائماً مرافقين يسيران أمامه، النصيحة والطاعة. واعتقد أن الشخص الذي لا يصغي لكلمة الله كما يجب، فإنه لا يخلص نفسه، ولن يعمل كما يجب لهذا الشيء، أي لخلاص نفسه. يا أبنائي، أفكر غالباً بأنه هناك عدد كبير من المسيحيين الذين يهلكون أنفسهم. وهذا الهلاك نتيجة التعليم الخاطئ".

19- "إن الإنسان المخلوق من أجل أن يحب لا يمكنه العيش دون حبّ؛ فإما أن يحب الله، أو أن يحب ذاته ويحب العالم".

20- "إن المحبة فضيلة ثمينة، التي بدونها تكون ديانتكم مجرد شبح".
21- "مَن يكون عنده محبة صادقة لا يكون عنده تمييز".
22- "لا تحاولوا أن ترضوا الجميع. ولا تحاولوا أن ترضوا البعض. بل اعملوا على إرضاءِ الله".
23- "تستطيع الكلمات أن تقنع، لكن المثل تجذب".
24- "إن العلامة المميزة للمختارين هي المحبة، كما أن علامة الشرير هي الكراهية. لا يحب الشرير شريرًا آخر… أما القديسون فيحبون الجميع: يحبون أعداءهم في المقام الأول…".

25- "إن المختارين هم كالسنابل التي لا يراها الحصادون، وكالعناقيد بعد الجني (القطف)".

26- "إن المسيحي الصالح لا يعبأ بخيور هذه الأرض، بل يتخلص منها كما يتخلص الفأر من الماء".

27- "إن عيون العالم لا تنظر أبعد من هذه الحياة، بينما عيون المسيحي فإنها تنظر بالعمق إلى ما هو أزلي".

28- "إن نعمة الله تساعدنا للسير، وتسندنا في العمل. فهي ضرورية لنا كالعكازات للذين أرجلهم مريضة".

29- "أنظروا يا أبنائي، يجب أن نتبصر أنه لدينا روح علينا تخليصها وأبدية تنتظرنا. العالم، الغنى والثروات، المتع والمجد جميعها ستفنى، أما السماء وجهنم لن يفنوا أبدًا. لنأخذ إذًا حذرنا. إن القديسين لم يبدأوا جميعاً بداية جيدة، لكنهم أنهوا طريقهم نهاية جيدة. نحن بدأنا البداية السيئة فلننهها نهاية جيدة، وسوف نذهب يومًا لنلتق في السماء".

30- "حبنا لله لا يقتصر على إعلانه بأفواهنا: أنا أحبك يا إلهي. حبنا لله بكل قلوبنا، وكل نفوسنا، وكل قوانا، يعني تفضيله على كلّ شيء، ويعني أن نكون مستعدين أن نفقد الخيرات والشرف والحياة ذاتها ولا نهينه. حبنا لله يعني ألا نحب أي شيء فوقه، وألا يكون لدينا أي شيء متساو معه، وألا يتقاسم أي شيء قلوبنا معه".

31- "قد نكون قديسين إلى حد عمل الأعاجيب، لكن إذا أعوزتنا المحبة لا ندخل السماء".
32- "نحن في هذا العالم، لكننا لسنا من العالم. وبما أننا نقول كل يوم "أبانا الذي في السموات………."، يجب علينا إذًا أن ننتظر مكافأتنا عندما نكون في بيتنا؛ البيت الأبوي السماوي".

33-"لقد أريتني الطريق إلى قرية آرس، وأنا أريد أن أريكَ الطريق إلى السماء".

34- "لقد وضعنا الإله الصالح على هذه الأرض كي يري سوف نسلك، وإذا كنا سوف نحبّه".

35- "لو كنا نفهم سعادتنا، لكنا نقول أننا أسعد من القديسين في السماء. فهم يعيشون بما ربحوا ولا يستطيعون أن يزيدوا عليه ربحا آخر، أما نحن فنستطيع في كل ساعة أن نزيدَ كنزنا".

36- "من لا يحب العذاب قد يستطيع الخلاص، لكن بشق الروح، وصعوبة كلية، فيكون كنجم صغير في الجلد. أما الذي يحتمل العذاب فيلمع كالشمس النيرة".

37- "نفكر غالبا بأننا نخفف على أحد الفقراء، وما يحدث، في الحقيقة، أن هذا الفقير هو الرب نفسه".
38- "هناك من يقولون: "آه! إنه يسيء استعمال صدَقَتَنا". فليفعل بها ما يشاء، سوف يدان الفقير على كيفية استعمال صدقتكم، وأنتم سوف تدانون على الصدقة التي كنتم تستطيعون تقديمها ولم تفعلوا".
39- "ما أموالكم سوى وديعة وضعها الإله الصالح في أيديكم: ما يزيد عن ضرورياتكم وضروريات عائلاتكم، هو من حق الفقراء"..

40- "يا أبنائي! ما أغبى العالم! إننا نأتي إليه، ونذهب عنه دون أن نعلم لماذا؟. إن الله يضعنا في هذا العالم لكي نخدمه، وليري إذا كنّا سنحبه لذاته ونكون أبناء حقيقيين له. إن الحياة تعطينا أن نموت عنها ولا نعود نفكر بها بل نفكر بالله".

41- "يا لسعادة الصالحين حين تأتي نفوسهم في آخر العالم وهي معطرة بعطر السماء لتأخذ أجسادها حتى تتمتع معها بمشاهدة الله مدى الأبدية! حينئذ تخرج أجسادُنا من الأرض كالثوب من الماء… إن أجسادَ الأبرار تلمع في السماء كالألماس البراق".

42- "يا لها من سعادة عارمة للأبرار، عندما ينتهي العالم، حيث تأتي النفس التي تفوح منها طيوب السماء، لتبحث ومثل النجوم المضيئة".

43- "يجب أن نجعل الله يحبنا، ولنبقى متحدين به، ونسيرَ أمامه، ولنحيا له، آه!  أيتها الحياة المباركة، ويا أيها الموت المبارك!".

 

ثالث عشر: النعمة:

1- " لقد وهب الله لكل منا عملاً لكي يقوم به. وهذا بالنسبة لنا أن نمضي في طريق دعوتنا لكي نحققها في الحياة، وعندما يعطي الله كل إنسان دعوته في الحياة فإنه يفيض نعمته عليه لكي ترافقه في تحقيق هذه الدعوة".

2- " يجب عند نهوضنا كل صباح أن نقدم قلبنا وعقلنا وفكرنا لله وكل ذاتنا كي لا نخدم إلا مجده. علينا أيضًا أن نجدد مواعيد معموديتنا، ونشكر ملاكنا الحارس ونطلب عنايته هو الذي حرسنا خلال النوم".

3- "أرغب بأن أقوم بكل شيء اليوم من أجل الله، آه يا إلهي! سوف أخضع لكُل شيء ترسله لي، ويأتي من قبلك. ولكن، يا رب، لا أستطيع أن أفعل شيء بدونك. هل ستساعدني؟".

4- "أعمل كل شيء تحت نظر الله ولأرضيه، هيا يا نفسي كي نتحاور مع الله، ونعمل معه، ونمشي معه، ونناضل من أجله. أنت تعملين وهو يبارك عملك، تسيرين وهو يبارك خطواتك، تتألمين وهو يبارك دموعك، كم هو كبير وشريف ومعز أن نعمل كل شيء برفقة الله وتحت أنظاره، مفكرين أنه يرى كل شيء ويحب كل شيء. لنردد كل صباح أعمل كل شيء لإرضائك يا الهي، كم هي طيبة  فكرة حضور الرب فلا نتعب من مرور الساعات برفقته، إنه تذوق مسبق للسماء، ما أطيب الحياة وما أطيب الموت عندما نعيش في محبة الله متحدين به سالكين في حضرته وله".

5- "سأله أحدهم ماذا أعمل لأكون حكيمًا ؟ أجاب الخوري آرس : " تواضع، تواضع، كبرياؤنا هو الذي يبعدنا عن القداسة، هو سلسلة المسبحة لكل العيوب والتواضع هو سلسلة المسبحة لكل الفضائل".

6- "عندما نفتقر إلى التعزية فإننا نخدم الله من أجل الله، ولكن عند توفر التعزية، نكون معرضين لأن نخدمه من أجل أنفسنا".

7- "فقط الله يستطيع أن يمليء ويشبع النفس".

8- "كما أن الأرض لا تستطيع أن تثمر شيئا دون أن تستنير بضوء الشمس، كذلك نحن لا نستطيع أن نصنع الخير دون نعمة الله".

 

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما

stfanos2@yahoo.com