مريم في الليتورجية الإسكندرية لمثلث الرحمات الأنبا إسطفانوس الثاني

بطريرك كنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك وسائر الكرازة المرقسية

وكاردينال الكنيسة الجامعة

بعد مجمع أفسس اخذ تكريم العذراء مريم ينتشر في مصر انتشارا واسعا، أنعكس في القداس الإلهي، والأجبية أي صلوات الساعات، وبالأخص في "ثيئوطوكيات" شهر كيهك (ديسمبر/كانون الأول)، وهو الشهر المريمي الطقسي لدى الأقباط. وهو شهر استعداد لعيد الميلاد. وهكذا يشرك الأقباط يسوع مع أمه القديسة، حسب العبارة المألوفة: "إلى يسوع عن طريق مريم".

* وُجدت في أحد الأديرة القديمة بمدينة طيبة/الأقصر قطعة من الفخار يرجع عهدها إلى القرن السادس الميلادي، مكتوب عليها الأجزاء الأساسية للسلام الملائكي، فقد جاء فيها ما يلي: "إلى العذراء المجيدة: سلام، يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت بين النساء ومباركة ثمرة بطنك انك حبلت بالمسيح ابن الله مخلص نفوسنا ".

 

أولاً: في ليتورجية القداس الإلهي

 

في ليتورجية القداس الإلهي تماجيد وتوسلات عديدة موجهة إلى مريم الكلية القداسة أم الله، نذكر منها على سبيل المثال:

§       في بداية القداس يقال لحن البركة: السلام لمريم الملكة: "…ابن الله  بالحقيقة هو ذو القدرة أتى وتجسد من العذراء. ولدته وخلصنا وغفر لنا خطايانا. وجدت نعمة أيتها العروس نطق بكرامتك كثير من الرؤساء حيث كلمة الأب الغير محسوس أتي وتجسد منك بحكمة غير مبحوث…"

§   وأثناء القداس وقبل قراءة الرسائل يقال لحن "المجمرة، والهيتنيات"، وبعد قراءة الإبركسيس يقال لحن "شيري ني ماريا"، وقدوس ثلاث مرات الأولى للميلاد.

§       قبل "أنافورة" القداس، وأثناء قبلة السلام، يرتل الشعب هذا المقطع:

"بشفاعة والدة الإله القديسة مريم، يا رب، أنعم علينا بغفران خطايانا".

§   وفى أعياد السيدة العذراء مريم، يسبق هذا المقطع لحن: "أفرحي يا مريم، العبدة والأم، لان الذي في حجرك الملائكة تسبحه، والشاروبيم يسجدون له باستحقاق، والسيرافيم ينشدون بغير فتور. ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح سوى طلباتك وشفاعتك، يا سيدتنا كلنا السيدة والدة الإله".

§       وفى ذكرى الأحياء والأموات، بعد طلب شفاعة القديسين، يقول الكاهن: "تفضل يا رب أن تذكر جميع القديسين…. وبالأكثر القديسة المملؤة مجدًا العذراء كل حين والدة الإله القديسة الطاهرة مريم التي ولدت الله الكلمة بالحقيقة".

§       وفى قسمة أعياد الملائكة يقال هذا المقطع: "مقدسة ومملؤة مجداً والدة الإله الطاهرة القديسة مريم العذراء. آمين. هللويا".

 

  ثانياً:  في صلوات الأجبية

 

في كل ساعة من ساعات الأجبية (الساعات السبع)، يتلو المصلى مقطعا من المقاطع الثلاثة موجها إلى العذراء مريم، فيقول:

1.   في صلاة باكر:

"أنت هي أم النور المكرمة من مشارق الشمس إلى مغاربها يقدمون لك تمجيدات، يا والدة الله السماء الثانية، لأنك أنت هي الزهرة النيرة غير المتغيرة وألام الباقية عذراء لأنَّ الأب اختارك والروح القدس ظللك والابن تنازل وتجسد منك. فاسأليه أن يعطى الخلاص للعالم الذي خلقه، وان ينجيه من التجارب…".

 

*وفى بدء قانون الإيمان:

"نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك آيتها العذراء القديسة والدة الإله لأنك ولدت لنا مخلص العالم آتى وخلص نفوسنا".

 

2.   في صلاة الساعة الثالثة:

"يا والدة الإله، أنت هي الكرمة الحقيقية الحاملة عنقود الحياة. نسائلك أيتها الممتلئة نعمة، مع الرسل من اجل خلاص نفوسنا… يا والدة الإله، أنت هي باب السماء افتحي لنا باب الرحمة".

3.   في صلاة الساعة السادسة:

"إذ ليس لنا دالة ولا حاجة ولا معذرة من أجل كثرة خطايانا فنحن بك نتوسل إلى الذي ولد منك يا والدة الله العذراء لان كثيرة هي شفاعتك عند الذي ولد منك لأنه رحوم وقادر على خلاصنا…".

4.   في صلاة الساعة التاسعة:

"عندما نظرت الوالدة الحمل والراعي مخلص العالم على الصليب معلقا قالت وهى باكية: أمَّا العالم فيفرح لقبوله الخلاص وأمَّا أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من اجل الكل يا أبني ألهى". 

5.   في صلاة الغروب:

"لكل آثم بحرص ونشاط فعلت وكل خطية بشوق واجتهاد ارتكبت وكل عذاب وحكم استوجبت. فهيئ لي أسباب التوبة أيتها السيدة العذراء فأليك أتتضرع وبك استشفع وإياك أدعو أن تساعديني لئلا أخزى. وعند مفارقة نفسي من جسدي أحضري عندي ولمؤامرة الأعداء اهزمي ولأبواب الجحيم أغلقي لئلا يبتلعوا نفسي يا عروس بلا عيب للختن الحقيقي".

6.   في صلاة النوم:

"أيتها العذراء الطاهرة أسبلي ظلك السريع المعونة على عبدك وأبعدي أمواج الأفكار الرديئة عنى وأنهضي نفسي المريضة للصلاة والسهر لأنها استغرقت في سبات عميق. فانك أم قادرة رحيمة معينة يا والدة ينبوع الحياة ملكي ولهى يسوع المسيح رجائي".

7.   في صلاة الستار(وهى خاصة بالرهبان):

"يا والدة الإله إذ قد وثقنا بك فلا نخزى بل نخلص وإذ قد اقتنينا معونتك وشفاعتك أيتها الطاهرة الكاملة فلا نخاف بل نطرد أعدائنا فنبددهم ونتخذ لنا معونتك القوية في كل شيء لتسترنا مثل الترس ونسأل ونتضرع إليك هاتفين يا والدة الإله لكي تخلصينا بشفاعتك وتنهضينا من النوم المظلم إلى التمجيد بقوة الإله المتجسد منك".

8.    في صلاة منتصف الليل

في الهجعة الأولى: "أنت هي سور خلاصنا، يا والدة الإله العذراء، الحصن المنيع. أبطلي مشورة المعاندين. وحزن عبيدك رديه إلى فرح. وحصّني مدينتنا، وعن ملوكنا حاربي. وتشفعي عن سلام العالم، لأنك أنت رجاؤنا يا والدة الإله".

في الهجعة الثانية: "السماوات تطوبك، أيتها الممتلئة نعمة، العروس بلا زواج. ونحن أيضاً نمجد ميلادك غير المدرك، يا والدة الإله. يا أم الرحمة والخلاص، تشفعي من أجل خلاص نفوسنا".

وفي الهجعة الثالثة: "يا باب الحياة العقلي، يا والدة الإله المكرّمة، خلصي الذين التجاؤا إليك بإيمان من الشدائد، لكي نمجد ميلادك الطاهر في كل شيء من أجل خلاص نفوسنا".

وفي تحليل الكهنة يقول خادم الصلاة: "ارحمنا يا الله كعظيم رحمتك، بشفاعة ذات الشفاعات، معدن الطهر والجود والبركات، سيدتنا كلنا وفخر جنسنا، العذراء البتول الذكية مريم".

 

ثالثاً: في ثيئوتوكيات شهر كيهك

وشهر كيهك يعتبر الشهر المريمي القبطي (ديسمبر/كانون الأول) وكل الشهر عبارة عن تماجيد لأم الله. في كل يوم من شهر كيهك، استعدادا لعيد الميلاد، تقدّم الكنيسة القبطية إلى المؤمنين صلوات وتراتيل طقسية في مدح أم الله، تُسمى "ثيئوتوكيات".

في كتاب الثيئوتوكيات دوّن آباء الكنيسة كل ما يشير في الكتاب المقدس إلي العذراء مريم. فلمن يتركوا رمزاً أو شخصاً ذكره العهد القديم ليبرز امتياز من امتيازات العذراء مريم، إلاّ وسجلوه في المدائح. وعلى سبيل المثال نذكر بعضاً من هذه الرموز:

v   مريم هي الحقل الخصب من غير أن يفلّحه مزارع.

v   مريم هي حواء الجديدة التي ولدت الحياة الفائقة الطبيعة.

v   مريم هي السماء النقية التي تهب العالم شمس البر.

v   مريم هي المجمرة الذهبية التي تحمل بخور صلوات القديسين.

هذه النصوص المقتبسة من كتاب الثيئوتوكيات تبيّن الطابع اللاهوتي لإكرام الأقباط لمريم العذراء. ومحورها الأمومة الإلهية وشفاعة مريم العذراء القديرة لدى أبنها الإلهي.

وبداخل كتاب المدائح الخاص بشهر كيهك توجد طلبة في منتهى الروعة جاءت منذ عهد بعيد جداً ذكروا فيها آباء الكنيسة كل ما يشير إلي العذراء مريم في العهدين القديم والجديد، دون ترتيب محكم، فيتغنون بأمجادها كما وردت في الكتاب المقدس.

وهذه الطلبة مكونة من 37 مناجاة، يرد الشعب بعد كل مناجاة: "السلام لكِ يا مريم". نذكر منها: (أم عمانوئيل، خلاص أبينا آدم، تهليل حواء، فرح هابيل البار، نعمة أليشع، الإكليل غير مضمحل، العذراء الحقيقية، خلاص نوح،………..الخ).

 

 

أعدّ هذا الموضوع

الأب إسطفانوس دانيال جرجس

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما