1- كنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك وسياسة عمر بن العاص:
لمّا فتح عمر بن العاص مصر في شهر أكتوبر لسنة 641 ولكن هناك مخطوط يسرد أن دخول العرب لمصر في يوم 12بؤونة 357 للشهداء أي يوم 19يونيو 657[1]. فانتصر العرب لللاخلقدونيين علي الخلقدونيين وكان عدد الأقباط الكاثوليك ليس بقليل عند مجيء العرب لمصر[2]. كما أن هناك مصدر تاريخي يقول أن في هذه الحقبة كان يوجد أقباط يعتنقون المذهب الخلقدوني (أي أقباط كاثوليك)[3] إن الأقباط الكاثوليك الذين قبلوا قرارات المجمع المسكوني الخلقدوني المنعقد سنة 451 هم ينتمون فكريا إلي التراث الفكري لمدرسة الإسكندرية, وبعد المجمع ذلك أصبح تراث الأقباط الكاثوليك تراث أسكندري صرف, ولذلك كان طقسهم طقس أسكندري (أي طقس قبطي) ولذلك حمل الأقباط الكاثوليك معهم قرارات مجمع خلقدونيا واستمروا فترة كبيرة يحتفظون بكنيستهم وبطريركهم (يقصد بطريرك الكنيسة الملكية الذي كان يباشر شئون الأقباط الكاثوليك).وكانوا منذ انعقاد مجمع خلقدونيا وهم أقلية, وبالتالي وجودهم ضعيفا لا بل وجودهم هامشي وتأثيره المحدود علي الأقباط, ومن جانب آخر كانوا متمسكين بما تمسك به كنيسة روميا وأنطاكيا, ولذلك كانت كنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك هي التي يقترب عليها القادمون من كنيسة روما وغيرها,حيث أنها الكنيسة التي تتفق معهم في العقيدة[4].
وعند دخول العرب لمصر كان البطريرك القبطي الكاثوليكي يدعي كيرلس وهو الذي كان يهتم بشئون الأقباط الكاثوليك وكانت في أيامه ثلاثة أراخنة من الأقباط الكاثوليك وهم آمون وجرجس مينا وآمون آخر. وفي الحقيقة أن الأقباط الكاثوليك لن ينقطعوا من مصر كما تشهد علي ذلك البرديات التي وقعت بين أيدينا وهي بنهرين إما باليوناني والقبطي, أو اليوناني والعربي أو القبطي والعربي علاوة علي المخطوطات والوثائق أيضا. حتى في أيام هرقل (610-641) الذي رسم في عهده عدة أساقفة مصريين خلقدونيين (أي أقباط كاثوليك) لسائر الأبرشيات في مصر وكانوا تابعين لبابا روما[5]. وفي هذه الحقبة كان يوجد كهنة ومؤمنين مصريين ملكيين خلقدونيين أي أقباط كاثوليك وهم الأقلية[6]. وفي سنة706 عندما ارتقي البطريرك يوحنّا الخامس السدّة الأورشليميّة , فكان مهتما بأساقفة وكهنة وشعب الأقباط الكاثوليك المنتشرين في بقاع مصر[7] وفي عهد الدولة الأموية ما بين سنة 724-727, وعامي 737-741) والسنة(750) أرسل الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك إلي عبيد بن الحجاب يأمره بتنصيب بطريرك للخلقدونيين في مصر ووقع الاختيار علي الأب قزما وتمّ تنصيبه في سنة 727[8]. فاسترد هذا البطريرك بواسطة أمناء سر البلاط الأموي الكنائس الخلقدونية التي أخذوها اليعاقبة و استولوا عليها بسبب سياسة عمر بن العاص التي كانت ترمى لكسب ودّ اليعاقبة في مصر. وفي هذه الحقبة كان عدد الأقباط الكاثوليك قليل جدًا لا يتعدي الألفين في القطر المصري ولم يكن لهم وقتئذ رعاة سوى كهنة نواب من البطريرك الملكي يهتمون بشئون الأقباط الكاثوليك المبعثرين في القطر المصري علاوة علي بعض العائلات الملكانية التي تقطن في مصر القديمة. ولذا كان يلزم كل أسقف جديد ينتخب في الديار المصرية أن يذهب إلي مدينة صور في فينيقية لينال الرسامة الأسقفية إذ لا وجود لثلاثة أساقفة ملكيين في القطر المصري, وهو العدد المطلوب قانونيا للرسامة الأسقفية.
وفي عهد والي مصر عليّ بن سليمان عبد الله بن عباس هدم بعض الكنائس بمصر القديمة وقد أعيد بنائها في عصر الخليفة هارون الرشيد ( 786-808) لما صرح الوالي موسي نصير للمسيحيين القاطنين في مصر بتجديد الكنائس التي هدمها الوالي السابق[9] وكان البطريرك الخلقدوني بطليانس(767-801) الذي نقل من الرومي إلي العربي كتاب فلاحة الأرض لأناطوليوس البيروتي, وكان عالما بالشريعة وحاذقا في الطب واستدعاه عبد الله بن المهدي إلي بغداد ليعالج احدي حظايا الرشيد, فبرئت علي يده, فوهب الخليفة لهذا البطريرك مالا كثيرا, وكتب له منشورا برد جميع الكنائس والأديرة التي كان اليعاقبة أخذوها من الخلقدونيين وتغلبوا عليها, فذهب البطريرك هذا ومعه المنشور واسترد كنائس وأديرة كثيرة[10]. وكان الأقباط الكاثوليك حينذاك يحتفلون بمراسيم ليلة عيد الغطاس بكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بقصر الشمع كالآتي: يخرجون الأقباط الكاثوليك من هذه الكنيسة في ذات الليلة, فإذا قربوا إلي ضفة النيل, وعظهم أسقفهم باللغة العربية ثم استنزل نعم الله علي الخليفة و أفراد البلاط الذين يريدونه, ثم كانوا يصلّون عائدين إلي كنيستهم بنفس الطريقة التي جاء بها حاملين الشموع والصلبان حيث كانوا يختمون صلواتهم وهذه الطريقة الطقسية تشبه طريقة الكنيسة القبطية اليعقوبية وهذا العيد السيدي يحتفل به كل من الأقباط الكاثوليك والأقباط اليعاقبة في آن واحد وقد مثلت الكنيسة القبطية الكاثوليكية في المجمع المسكوني النيقاوي المنعقد سنة 787 في راهبها القس توما والأب أرسانيوس وهما نائبان عن بطريرك الأقباط الكاثوليك[11]. ويكتب أبو الفضائل ابن الليث الكاتب الملكاني سنة 822 في دفتر المجلس في خلافة الآمر بأنه اهتم بدير يوحنا المعمدان وأبدي اهتمامًا خاصًا بالراهبات الكاثوليكيات اللاتي يعشن فيه[12] وقد مثلت الكنيسة القبطية الكاثوليكية في مجمع القسطنطينية الرابع المسكوني (869-870) في رئيس شمامستها (الأرشيدياكون) يوسف النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك[13].
وكان المعز لدين الله الفاطمي يفضل اليعاقبة, وخلفه ابنه العزيز في الحكم (976-996) فواصل سياسة أبيه في التسامح وتزوج من مسيحية خلقدونية وأنجب منها بنتا أسماها "ست الملك" وكانت تعطف علي المسيحيين مثل والدتها وكان يحب زوجته حبا كبيرا لا حد له حتى جعله يعمل برأيها إلي حد جعلته يصدر أمرا مخالفا للقانون , وهو تعيين أرسانيوس مطرانا للقاهرة وفيما بعد صار بطريركًا خلقدونيا بالإسكندرية سنة 1000 وأورستوس الذي أقيم بطريركا لمدينة أورشليم[14]. ويسرد لنا مخطوط قبطي كتب في عهد بن طولون:«أن بن طولون لم يكن يعامل جميع طبقات الشعب علي قدم المساواة, فكان يفضل الأتراك علي بقية المسلمين, والكاثوليك علي سائر المسيحيين, وكان يميل إلي اعتبار بطريرك اليعاقبة خصما خطيرا له … ».
إن الإيمان الوطيد, النقي والكامل الذي حمله الرسولان العظيمان هامة الرسل بطرس وبولس: الزيتونتان القائمتان بجانبي المنارة المقدسة أمام رب المسكونة بأسرها (زك 4/12-14). وبشرا به في مدينة روما, مركز العالم الكاثوليكي, وحمله القديس مرقس الإنجيلي كاروز الديار المصرية الرسول والشهيد من معلمه رئيس الرسل بطرس الرسول وبشر به في المدينة العظمي الإسكندرية حيث مهره بدمه الطاهر.
2- كنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك والانشقاق الكبير
في حبرية البابا ليون 9(1049-1054) راسل قداسته جميع الكاثوليك القاطنين في أنطاكيا والإسكندرية وقال: متلهفا علي هذا الانقطاع, متسائلا عن سبب ابتعاد خليفة القديس بطرس العظيم عن جسم الكنائس, وانقطاع صوته عن مجامعها, وامتناعها عن المساهمة في مشاكلها الإكليريكية, مبينا الفائدة التي تنجم عن مثل هذا التعاون من حيث التوجه الأخوي الرسولي) ومن هنا بدأ يذكر اسم الحبر الروماني في الأواشي والذبتيخا للطقس الإسكندري الأورشليمي والأنطاكي وعلي أثر ذلك وجدنا مخطوط بدير أنبا مقار ببرية شيهيت بوادي النطرون – القاهرة وهذا المخطوط يحوي نص أوشية المجمع علي حسب الطقس القبطي والملفت النظر انه يذكر اسم الحبر الروماني كليستينوس2 ( 1143-1144). وقد أوفد البابا ليون 9 في يوم 6 يوليو 1054, الكاردينال هامبرتوس, أسقف سيلفاكانديا ومعه قاصدان بابويان وأن هذا الفريق ذهب إلى مدينة القسطنطينية لكنيسة الحكمة.وشق هذا الفريق البابوي طريقا إلى هيكل هذه الكنيسة ليضع نص الحرم[15]. ضد بطريرك القسطنطينية ميخائيل كيرولاريوس (1043-1058) وهذا الفريق البابوي يغادر المكان فورا وعند خروجه من الباب الغربي للكنيسة عينها نفض الكاردينال المذكور الغبار عن قدميه قائلا: ليشهد الله وليحكم وقد لحق به أحد الشمامسة ورجاه أن يسترجع هذه الوثيقة ولكن الكاردينال رفض وسقطت هذه الوثيقة في الشارع .
ولم يتوقع أحد أن يكون هذا التصرف المأسوي سبب هذا الانشقاق العظيم بين الشرق و الغرب, ومازالت الكنيسة تعاني آثاره و تتحمل أوزاره إلى يومنا هذا.فلقبوا الأقباط الكاثوليك منذ هذا الحدث الأليم بالمصريين الخلقدونيين الملكيين الخاضعين للكرسي الرسولي.فكان بطريرك الطائفة الملكية اعتبرته الدولة المصرية موظفا رسميا من زعماء أهل الذمة المصريين[16]. وقد حددت الوثائق سلطان البطريرك الملكي الذي كان عليه أن ينظم طائفته علاوة علي تنظيم جماعة الأقباط الكاثوليك الأقلية في العدد وبين الدولة ثم تنظيم الشئون الداخلية لجماعته وفقا لقوانين شريعة طائفته وشريعة الأقباط الكاثوليك. وكما كان من سلطته الإشراف علي الكنائس والأديرة وتعيين الأساقفة والرهبان والكهنة التي تخدم كلتا الملتين أي ملكيين- أقباط كاثوليك[17].
فكانت السلطة المدنية سنتذاك تستدعي بطاركة الطوائف المسيحية في مصر لمجلس السلطان بالقلعة فأقيم في السنة 1141 مجلسا في القلعة وهو يحتوي علي أمور تتعلق بالطوائف المسيحية في مصر والملفت النظر وجدنا اسم بطريرك قبطي كاثوليكي واسمه فيلوثاؤس الذي كان مهتم بشئون الأقباط الكاثوليك المنتشرين في بقاع مصر[18]. وفي شهر فبراير 1195 لما قصد مرقص الثاني البطريرك الملكي (1180-1290) مدينة القسطنطينية ورآه تيودورس بلسمون(1185-1195) البطريرك البيزنطي أن يقدم الذبيحة الإلهية وفقا للتقاليد العريقة لكنيسة الإسكندرية أنكر عليه ذلك و أدعي أنه ينبغي علي كل الكنائس أن تقتضي آثار روما الجديدة (القسطنطينية) وتقيم الذبيحة الإلهية علي طريق القديسين العظيمين ومصباحي الإيمان القديس يوحنا ذهبي الفم والقديس باسيليوس الكبير فاضطر البطريرك مرقص أن يتخذ ليتورجية القسطنطينية ولعل ذلك جعل أنافورا القديس باسيليوس تنتشر في مصر ولكن لم يرضوا الأقباط الكاثوليك التابعين للكرسي ألرسولي بتغيير ليتورجيتهم التي كانوا يقدرونها لكاروز الديار المصرية القديس مرقص الرسول فعدد لا بأس به من الأقباط الكاثوليك ذهب ليصلي لدي الكنيسة القبطية اليعقوبية (الأرثوذكسية ) وعلي أثر ذلك نجد أولئك المنضمين للكنيسة عينها أخذوا تراثهم الكنسي الخاص بهم وصلّوا به في كنائسهم بالإضافة لتراث هذه الكنيسة فنجد من ضمن هذا التراث الذي أدخل علي تراث الكنيسة القبطية اليعقوبية هو نص لحن تبكيت يهوذا الذي يقال بعد قراءة الإبركسيس في باكر خميس العهد في أسبوع الآلام فقد قيل هذا اللحن لأول مرة في الكنيسة القبطية اليعقوبية من جماعة الأقباط الكاثوليك المنضمين لهذه الكنيسة عينها في باكر خميس العهد الموافق 4 برمودة لسنة 911 للشهداء أي 30 مارس لسنة 1195 وأخذ يلحن هذا اللحن بكلماته المعروفة حتى دون لأول مرة في المخطوط رقم 106/طقس بمكتبة دار البطريركية الخاص بطقس الميرون سنة 1374 وذلك في عهد البطريرك غبريال الرابع (1370-1378)[19].
فتمسك العدد الباقي من الأقباط الكاثوليك بطقوسه وعقيدته والذي يدهش في ذلك أن ما بعد رفضوا الأقباط الكاثوليك أنافورات الطقس البيزنطي وتمسكهم بطقسهم وجدنا في إحدى المخطوطات أنهم كانوا يصلون بالثلاثة قداديس وهي القداس الأول للقديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية كبادوكية (329-379) والقداس الثاني للقديس غريغوريوس النازينزي أسقف القسطنطينية(330-390) والقداس الثالث المنسوب لكاروز الديار المصرية مرقص الإنجيلي (21ق.م-68) ثم نسب فيما بعد علي حسب التقليد الكنسي لخليفته القديس كيرلس الإسكندري (340-444) ونري ذلك الحدث في المخطوطات اليونانية في دير القديسة كاترينا بسيناء[20]. وعلاوة علي ذلك يخبرنا الكاتب محمد عفيفي بان الكنيسة القبطية الكاثوليكية ظلت محتفظة بالطقس الإسكندري وارتباطها بكنيسة روما وقرارات المجمع الخلقدوني حتى مجيء الرهبان الفرنسيسكان لمصر ليقوموا برعايتهم كراعية بلا بطريرك[21].
بنعمة الله
أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح
خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما – سوهاج
stfanos2@yahoo.com
1 راجع , «11تاريخ مخطوط مكتبة الدار البطريركية», القاهرة, ص29.
2 راجع, عبد العظيم رمضان, «الدور الوطني للكنيسة المصرية عبر العصور», تاريخ المصريين= 224, القاهرة, 2002, ص 120-121.
3 راجع, سيدة إسماعيل كاشف, «عبد العزيز بن مروان», تاريخ المصريين= 239, القاهرة, 2005, ص 147.
4 راجع, رفيق حبيب, ومحمد عفيفي, «تاريخ الكنيسة المصرية», القاهرة, 1958, ص84و85 .
5 راجع, لجنة التاريخ القبطي, «تاريخ الأمة القبطية, الحلقة الثانية – خلاصة تاريخ المسيحية في مصر», القاهرة , 1925, ص 27.
6 راجع , كامل صالح نخلة (الشماس), «البابا بنيامين الأول, القاهرة, 1946, ص 16.
7 راجع, المخطوط الباريسي رقم 1589, والمخطوط السينائي اليوناني رقم 376, والمخطوط الفاتيكاني اليوناني رقم 1613.
8راجع , عبد العظيم رمضان, «المرجع السابق», ص 129.
9 راجع , نانسي سمير جرجس بطرس, «دراسة تاريخية وتحليلية لمدينة الفسطاط وحي مصر القديمة», رسالة لنيل شهادة الماجستير, كلية الهندسة, جامعة القاهرة, 2004, ص 243.
10 راجع , بولس سباط السرياني الحلبي (القس), «إكرام خلفاء المسلمون وملوكهم علماء النصارى في عهد الدولة الإسلامية», مجلة المسرة, بيروت, نوفمبر, 1948, ص 547-548.
11 راجع ,الميكروفيلم رقم 46657, «أخبار المجامع, مخطوط 222 لاهوت», بنفس الدار.
12 راجع, سلام شافعي محمود سلام, «أهل الذمة في مصر في العصر الفاطمي والعصر الأيوبي», القاهرة, 1982, ص 253.
13 راجع, الميكروفيلم رقم 46657, «أخبار المجامع, مخطوط 222 لاهوت», بنفس الدار.
14 راجع, عليّ إبراهيم حسن, «مصر في العصور الوسطى من الفتح العربي إلي الفتح العثماني» , القاهرة, الطبعة الثالثة, 1951, ص 508, وراجع أيضا يؤانس (الأنبا), «تاريخ الكنيسة القبطية بعد مجمع خلقدونيا», القاهرة , 1989, ص 82.
15 سبب هذا الحرم هو عدم ذكر الحبر الروماني في الذبتيخا والذبتيخا هي مركبة من كلمتين يونانيتين تفيدان معني الشيء المزدوج المطوي. وفي الإصلاح هي عبارة عن لوحتين خفيفتين صغيرتين من الخشب الناعم تربطان من أحد جانبيها بسير من الجلد أو بخيط أو شريط,بحيث يمكن طيهما وتطبيقهما الواحدة علي الأخرى. وكان عظماء الدولة عند قدماء اليونان والرومان يستعملون هذه الذبتيخات لكتابة اسمهم عليها وتاريخ تعيينهم ويوزعونها علي أصحابهم كتذكار. وكثيرا ما كان وجهها الخارجي مزينا برسوم ونقوش. وقد قلد المسيحيون الأولون هذه العادة القديمة فاستعملوا الذبتيخات ليقيدوا فيها أسماء الشهداء والأحبار والملوك و المحسنين والموعوظين الذين يريدون أن يذكروهم علنا في الليتورجية الإلهية لكي تصلي الجماعة لأجلهم عندما يتلو الشماس أو الأسقف أسماءهم. ثم استعملت هذه الذبتيخات توضع علي المذبح أو تعلق علي باب الايقونستاس. فلما كان أحد البطاركة يدرج في ذبتيخا كنيسته اسم بطريرك آخر ,كان انه قبله في شركته ,و إسقاط الاسم من الذبتيخا معناه قطع تلك الشركة . وفي الإصلاح العصري, الذبتيخا هي الدعاء الذي يتلوه الكاهن أو الشماس في القداس الحبري الاحتفالي للأسقف أو للبطريرك المحتفل بالذبتيخة, ذاكرا فيه ألقابه كلها.
16 راجع, شهاب الدين أحمد بن علي القلشندي، «صبح الأعشى في صناعة الأنس», ج 11, ص 385.
17 راجع, شهاب الدين ابن فضل الله عمري, «التعريف بالمصطلح الشريف», ص144-145.
18 راجع, ميكروفيلم تحت رقم 10652, «شمس الدين محمد عبد الرحمن بن أبي بكر عثمان السخاوي, الضوء اللامع لأصل القرن التاسع الهجري» , مخطوط تحت رقم 3270تاريخ, بدار الكتب والوثائق القومية,القاهرة.
57 لمن يريد أن يتحقق من ذلك راجع , مخطوط أبسالا السويد شرقي فهرس 486"قديم et 127", مخطوط باريس, المكتبة الوطنية عربي 203, مخطوط فاتيكان عربي 623.
19 وكشاهد عيان علي ذلك هو المخطوط الفاتيكاني اليوناني رقم 2282(1207).
20 لمن يهمه الأمر راجع محمد عفيفي وآخرون، «تاريخ الكنيسة المصرية», القاهرة, 1994, ص 86-87.