أزمة الشرق الأوسط تلقي بثقلها على زيارة البابا إلى قبرص

 

عن أ. ف. ب

    يقوم البابا بنديكتوس السادس عشر بزيارة الى قبرص بين الرابع والسادس من حزيران/يونيو تحمل طابعا مسكونيا في اطار التقارب بين الكنيستين الكاثوليكية والارثوذكسية، الا انها تطلق ايضا نقاشا يتطرق الى وضع المسيحيين في الشرق الاوسط والنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.

وتأتي زيارة البابا الى قبرص وسط اجواء من التوتر في الشرق الاوسط بسبب الهجوم الاسرائيلي فجر الاثنين على اسطول من سفن المساعدات الانسانية الى قطاع غزة ما ادى الى مقتل تسعة اشخاص. المتحدث باسم الفاتيكان الاب فديريكو لومباردي اعلن ان هذا الهجوم "لن يؤثر" على زيارة البابا، معتبرا ان "هذا الحادث حزين جدا ومقلق ويؤثر على الجو العام" في منطقة الشرق الاوسط.

واشار الى ان البابا يدعو على الدوام الى السلام في هذه المنطقة، كما فعل عندما زار الاراضي المقدسة قبل نحو عام. ومن الاهداف الاساسية لزيارة البابا الى قبرص تسليم البطاركة الكاثوليك في الشرق الاوسط وثيقة تدعى "آلية العمل" لمناقشتها في اماكن تواجدهم استعدادا لاجتماع المجمع من اجل الشرق الاوسط الذي سيعقد في روما من العاشر الى الرابع والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر.

وسينظر المجمع في مستقبل المسيحيين في هذه المنطقة المضطربة من العالم. ويبدو ان هذه الوثيقة خصصت حيزا كبيرا للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي وانعكاساته المحتملة على مستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط..

ونشرت وكالة الانباء الايطالية (انسا) مقتطفات منها وصف فيها الفاتيكان الاحتلال الاسرائيلي ب"الظلم السياسي المفروض على الفلسطينيين" وقال ان "هذا الاحتلال للاراضي الفلسطينية يصعب الحياة اليومية للفلسطينيين لجهة حرية التنقل والاقتصاد والحياة الاجتماعية والدينية".

وفي اشارة الى الاصوليين المسيحيين خصوصا في الولايات المتحدة اشارت الوثيقة الى ان "بعض المجموعات المسيحية الاصولية تبرر، استنادا الى كتابات مقدسة، الظلم السياسي المفروض على الفلسطينيين ما يزيد من دقة موقف المسيحيين العرب".

ويسلم البابا الاحد خلال قداس احتفالي في نيقوسيا بطاركة الشرق الكاثوليك هذه الوثيقة التي هي نتاج مناقشات واسعة جرت على اساس نص اولي تم توزيعه في كانون الثاني/يناير الماضي حسب ما اوضح المتحدث باسم الفاتيكان.

مطران الموارنة في قبرص يوسف سويف اوضح لوكالة فرانس برس انه "بنهاية مجمع روما من اجل الشرق الاوسط سيصدر "ارشاد رسولي" يكون خلاصة هذه المرحلة الطويلة من التفكير والتشاور حول حضور الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط".

واوضح ان هذا المجمع سيتطرق الى "وضع المسيحيين في العراق وايران وفلسطين والاردن ولبنان وغيرها من الدول" مشددا على ان المسيحيين "ليسوا ضيوفا بل هم في اساس تاريخ هذا الشرق يحملون رسالة توعية من اجل حضور منفتح يبني حضارة السلام ويدفع نحو الحوار بين الاديان من اجل بناء الانسان".

اما بالنسبة الى الطابع المسكوني للزيارة اي الحوار بين الارثوذكس والكاثوليك، فتبدو اجواء الانفتاح هي المسيطرة بعد التصريحات المشجعة في هذا الاطار التي ادلى بها رئيس اساقفة قبرص الارثوذكس خريسوستوموس الثاني و التي اكد فيها على "الاهمية الكبيرة" لهذه الزيارة وبانه يستقبل البابا "بكل ترحاب واحترام وحب".

ولم يتردد رئيس اساقفة قبرص بعد ظهور اعتراضات على الزيارة من قبل اسقفين ارثوذكسيين في القول لفرانس برس ان المصرين على موقفهم هذا "لن يكون لهم مكان بعد اليوم في الكنيسة". ووصف المتحدث باسم البابا الاب لومباردي الاعتراضات في قبرص على الزيارة بانها "هامشية"، ووصف خريسوستوموس الثاني بالشخص "المحترم جدا الذي يسيطر على الوضع".

ولاحظ احد المراقبين ان قبرص التي تعاني من الانقسام منذ العام 1974 ستستفيد من هذه الزيارة لتسليط الضوء على أزمتها المزمنة. وقال خريسوستوموس الثاني انه "سيطلب من البابا القيام بكل ما بامكانه لحل مشكلة قبرص خصوصا ان غالبية القادة الاوروبيين من الكاثوليك". وتتخلل زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى قبرص محطات اهمها قداس احتفالي في ملعب رياضي الاحد وزيارتان الى كنيستين لاتينية ومارونية ولقاءان مع كل من رئيس اساقفة قبرص ورئيسها.