التجسد ليس…. بل التجسد!

التجسد ليس…. بل التجسد!

 

بقلم/ مايكل عادل أمين – بودابست

هل تجسد السيد المسيح؟ و لماذا التجسد؟ وإذا كان تجسد فهل التجسد أفاد البشرية؟ هل أضاف جديد على البشرية؟ مع استمرار معانة العالم فهل يوجد فائدة لميلاد السيد المسيح منذ أكثر من ألفي سنة؟ لا أتسأل لمجرد التساءل إنما لإظهار الإجابة.

فالتجسد ليس كلمة،

التجسد ليس فكرة،

التجسد ليس حلم،

التجسد ليس بدعة،

التجسد ليس منطق بشري ،

التجسد ليس إنساني، التجسد ليس ماضي.

بل التجسد واقعي،

التجسد عملي،

التجسد إلهي،

التجسد مستمر،

التجسد إيماني ،

التجسد تفاعلي.

التجسد يساوي محبة غير محدودة يعني الله لأن الله هو هذه المحبة.

 

التجسد مستمر وسوف يستمر، ولكن نحن غير مستمرين في التفاعل والتعامل مع التجسد الّذي يتم يوميا في القداس. نرى ولكن لا نفهم، يدخل فينا حب الله ولكننا لا نتفاعل. يدخل فينا الله ولكن نتكاسل في تنفيذ رغبته.هل يوجد حب أعظم من هذا أن ينزل الله ويشابه من يحب ليساعده على فهم حبه.

 

-التجسد غَيَّرَ وبدَّل…!!!

التجسد غيّر كلّ إنسان قد فهم معنى التجسد يعني!

التجسد بدّل كل شخص قد تفاعل وفتح قلبه للحب!

التجسد بدد خوف من جعل الإيمان حياته!

التجسد يعمل و يستمر من خلالنا!

التجسد أفاد كل فرد  قد أختار بحرية أن يستقبل تجسد المسيح وأن يعيش مع المسيح.

 

بتجسد المسيح تغير معنى السلام، فلم يعد السلام هو عدم الحرب فقط إنما السلام الحقيقي هو سلام  النفس البشرية، من خلال تقبل الذات ومحبة الآخر والتواصل مع الخالق.

 

عرفت الإنسانية معنى القداسة بتجسد القدوس.

عرفت الإنسانية أن الروح لا يموت ولكن الجسد.

عرفت الإنسانية أن الله قريب من الإنسان.

لقد أستفاد كل من آمن بتجسد السيد المسيح،

“من أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا..”(يوحنا 11- 25)

يستفاد كل من يصدق التجسد،

” طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا “( يوحنا20- 29)

يستفاد من تذوق حب الله،

“اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ..”(رسالة يوحنا الأولي 4- 16)

لقد عرفت الإنسانية من هو الله بتجسد المسيح، عرفت الإنسانية طريق يصلها إلى الله.

 

أستفادت الإنسانية ولم ولا ولن تندم على تجسد المسيح.

لم يعجز ميلاد المسيح أمام غباء البشر، لأن الحب لا يوجد له حدود ولا قيود، الحب يغيّر ، الحب يخلق، الحب قوة متجددة، فالتجسد هو حب متجدد يخلق. الله لا يعجز، لا يوجد مستحيل أمام الله. يزاد الشر كل يوم، ويتجسد المسيح كل يوم، يقوم أشخاص بفعل الشر، ويتفاعل أخرون مع الخير من خلال التجسد. الشر قوى ولكن الخير أقوى، الشر هو نقص الخير، يتناقص الخير لذلك يتزايد الشر. لا الموت ولا الشر يقوى على الحب. الشر فتح فاه ولكن الخير موجود. الأشخاص يتباعدون ولكن الحب كائن. خلق ورأى هذا حسن جدا. تجسد ولا يندم. أحب ولا يتوقف عن الحب. هذه مسيحيتنا هذه حياتنا .

 

هل يوجد إله يستحق الإيمان به غير إلهي؟ يستحق أعبده مثل إلهي؟

هل يوجد أله يستحق حياتي غير إلهي الذي وهبني هذه الحياة؟

يا طفل المذود، يا محب البشر نقدم ذواتنا وأجسدادنا هدايا إليك في زمن تجسدك،

حياتنا هدية منك ونهديا إليكِ.

يا رب من مثل الإله مثلك أحبنا وتجسد لأجلنا. فشكرا على هذا الحب الذي يغمرنا.