قداسة الله

قداسة الله

للسيدة نيران إسكندر

“الله قدّوس”، وهذه الجملة تعني الكثير، ومن أحد معانيها:

“الله يفي بوعده”، ولذلك حين نُصلّي ونقول “قدّوس الله، قدّوس القوي، قدّوس الحي الّذي لا يموت، إرحمنا” نحن نتوجّه إلى الله ونقول له بأننا نؤمن به ونثق بوعده وبحسب هذا الإيمان والثقة نحن نتصرّف. وهذا التفسير قاله الله للنبي موسى حين لم يثق بما وعده به ولم يستطع أن يواجه بني إسرائيل الهائم في الصحراء حين إنتقدوه على خروجهم من مصر وعلى وعد الله لهم بالوصول إلى الأرض الموعودة التي بها مياه جارية وشجر التين والرمان والكروم (العدد 20: 1-13)؛ كما عاش هذا التفسير وعمل به القديس بولس الرسول وهو في وقت الشدة، حيث قال لمن معه بالسفينة وقبل أن تهدأ العاصفة: “فإطمئنّوا، أَيُّهَا ٱلرِّجَال، إنِّي واثقٌ [أي أُؤْمِنُ]  بِالله، فسَتَجْرِي ٱلأُمُورُ كَمَا قِيلَ لِي” (أعمال الرسل 27: 21-26).

أما أتباع الرب يسوع المسيح، وعد الله للخلاص، فتُمثّلهم العذراء مريم [ممثلة الكنيسة] في إيمانها وثقتها بالله القدوس الّذي يفي بوعده (نشيد مريم في إنجيل لوقا 1: 46-55)، ولقد أكدّت على ذلك قريبتها أليصابات حين قالت لها وهي ممتلئة من الروح القدس: “طوبى لِمَن آمنت: فسيتمُّ ما بلغها من عند الرّب” (لوقا 1: 45). أجل، هي آمنت بأن المولود منها هو “الرّب” (لوقا 1: 26-45)، هو الملك الّذي وعد الله بإرساله وبحسب ما تنبأ عنه أنبياء العهد القديم ليُخلّص شعبه.

ولقد تجسّد هذا المعنى للخليقة أجمع، أمام رموز العهد القديم وتلاميذ العهد الجديد، في يوم تجلّي الرب يسوع على جبلٍ عالٍ حين أظهر الله لهم “المخلّص” كما وعد، ولذلك فإن التجلي هو عيدٌ يُظهرُ به الله بأنه قدّوس أي “الله الّذي يفي بوعده”.

لنُصلِّ:
ربي وإلهي … لو سدَدْتُ أُذنيَّ عن كل ما قاله الرب يسوع وفتحتها فقط في تلك اللحظة الّتي قُلتَ لي فيها “له إسمعوا” حين تجلّى الرب يسوع وشعّ نورًا بين النبي موسى والنبي إيليا على جبل طابور (مرقس 9: 1-7، لوقا 9: 28-36) لسمعتُه يتكلّم عن محبّتك ورحمتك لي مع الّذَين قابلتهما سابقًا ولكن في حينها سُتِرت وجوههما عن رؤية مجدك (خروج 33: 18-23، 1 ملوك 19: 9-14)، أما الآن فهما يرونه بوضوح … يتكلّم مع الّذين وفَّرا الماء للشعب بمعجزةٍ منك ليُثبتا للشعب بأنك معه (خروج 17: 1-7، 1 ملوك 18: 41-46)، والآن يَرَوْن “الله معنا” نبع الحياة وهو يتكلّم معي أيضًا كتلميذةٍ له ويُسمِعني بأن آلامه وموته على الصليب هو من أجلي أنا الخاطئة لأنك أحببتني [“لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ إبْنَهُ الْوَحِيد، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يوحنا 16:3)]. أشكرك يا رب على خلاصي وحياتي. آمين.

ربي وإلهي … في يوم تجلّي إبنك الحبيب لتقول لي بأنه شمس البرية، أقول لك بأنني القمر المظلم بحد ذاته إنما يُنير للآخرين بمقدار إيمانه به. أشكرك على الدوام، وليكن نوري كنور البدر لا الهلال، أسألك هذا بإسم الرب يسوع المسيح، آمين.