قَدَاسَةُ البَابَا بِنِدِكْتُسْ السَّادِسَ عَشْرَ
المُقَابَلَةُ الْعَامَّةُ
يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ المُوَافِقَ 06 فبراير / شباط 2013
بِقَاعَةِ بُولُسَ السَّادِسِ
سَنَةُ الْإِيمَانِ
أؤمنُ باللهِ: خالقِ السماءِ والأرضِ، وخالقِ الإنسانِ
قِرَاءَةٌ مِن سفر التكوين (1، 1-2. 27. 31أ)
"في البَدءِ خلَقَ اللهُ السَّمَواتِ والأَرض، وكانَتِ الأَرضُ خاوِيةً خالِيةً.
وعلى وَجهِ الغَمْرِ ظَلام ورُوحُ اللهِ يُرفرفُ على وَجهِ المِياه.
فَخَلَقَ اللهُ الإِنسانَ على صُورَتِه على صُورَةِ اللهِ خَلَقَه ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهم.
ورأَى اللهُ جَميعَ ما صَنَعَه فاذا هو حَسَنٌ جِدًّا".
كَلِمَةُ الرَّبِّ
ملخص:
أؤمنُ باللهِ: خالقِ السماءِ والأرضِ، وخالقِ الإنسانِ
الله هوَ خَالقُ وأصِلُّ كُلِّ الأشياءِ. والخَليقةُ هي المكانُ الَّذي فيه يُمكِنُنا التعرفَ على قُدرةِ الخالِقِ وعلى صلاحهِ كآبٍ مُحِبٍّ. يُؤكِّدُ سُفرُ التّكوينِ أنَّ الرّبَّ قد خلّقَ كُلَّ شيْءٍ بِكلِمتِهِ وأن كُلَّ ما صنَعَهُ هوَ جميلٌ وصالِحٌ. لكِنَّ الإنسانَ بِعِصيانِهِ لِوَصايا الرّبِّ قد تَسبّبَ في كَسْرِ التناغمِ مع الطّبيعةِ، ومع نفسِهِ، ومع الآخرِ، ومع اللهِ؛ لِأنَّه عِندما تَنحرِفُ العَلاّقةُ مع اللهِ، تَنحرِفُ كُلُّ العَلاقاتِ. ولأن الخطيئةُ تُنجِبُ خطيئةً، فالإنسانُ، بعد السقوطِ، لم يَعُد قادرًا على الرُّجوعِ إلى اللهِ، لهذا تجسَّدَ يسوعُ المسيحِ، ليُعيدَ الإنسانَ إلى خالِقِهِ. فآدمُ الأولُ قد عَصِى الرّبَّ، أما يسوعُ، فقد أطاعَهُ حتَّى الصّليبِ؛ آدمُ الأولُ أرادَ أن يَضعَ نفسَهَ مكانَ اللهِ، أما آدمُ الجديدُ فقد اتضع وأخلى ذاتَه، أخذًا صورةَ العبدِ. وهكذا افتدى يسوعُ البَشريَّةَ مِن الخطيئةِ بِطاعتِهِ وبِثِقتِهِ الكامِلةِ في اللهِ. يبقى وُجودُ الشّرِّ والألمِ والمعاناةِ سرًّا لا يُمْكِنُ أن يُضاءَ إلّا بِنوَرِ الإيمانِ بيسوعَ الفاديِ والمُخلِص .