تأملات وصلوات لقلب يسوع الأقدس يونيو 2020

تأملات وصلوات لقلب يسوع الأقدس يونيو 2020

بطريركية الأقباط الكاثوليك بمصر

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بلوس أنجلوس

فرقة سلطانة الكلائكة -ليجيو ماريا

تقدم الكنيسة الكاثوليكية فـى شهر يونيو من كل عام تكريم خاص لقلب يسوع الأقدس كرياضة

دينية موضوعها هو قلب يسوع والـمتوقد حباً نحو البشر والـمُهان من هؤلاء البشر. وإختيار الكنيسة لشهر يونيو بالذات لـممارسة هذا التكريـم لأنـهـا رغبة السيد الـمسيح نفسه من أن يكون هناك تكريم وعيد خاص لقلبـه الأقدس وهذه الرغبـة قـد أعلنهـا للقديسة مرجريت ألاكوك. وأمـا إختيار القلب كموضوع للتكريم لأن قلب الإنسان كـما هو معروف هو ينبوع الحب ومركز العواطف. يمكننا ان نجد جذور لذلك التكريم الخاص لقلب يسوع عندما تكلّم الإنجيليّ يوحنّا عن قلب يسوع المفتوح بالحربة على الصليب، وقد خرج منه دم وماء، فيخبرنا في إنجيله: «لكِنَّ واحِداً مِنَ الجُنودِ طَعَنه بِحَربَةٍ في جَنبِه، فخرَجَ لِوَقتِه دَمٌ وماء ». (يوحنا33:19-٣٧). وفي سفر الرؤيا يتكلّم يوحنّا على الحمل المذبوح قائلاً “المطعون”، نسبة الى حدث طعن قلب يسوع على الصليب. (رؤيا ٥، ٦). فالجندى الّذي طعن قلب يسوع أعلن: “لقد كان هذا حقّاً ابن الله”، ويسوع دعا توما قائلاً “هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل كُنْ مُؤمِناً » (يوحنا20:28).

ومن قبل الصليب والموت والقيامة، دعى يسوع الناس إلى محبته بقوله “تعالوا اليّ يا أيّها المثقلين بالأحمال وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم، وتعلّموا منّي، فأنا وديع ومتواضع القلب، فتجدون راحة لنفوسكم، لأنّ نيري لّين وحملي خفيف” (متّى28:11-30).

 فما هي اذن تلك الرياضة او الممارسة التقوية لتكريم قلب يسوع الأقدس؟ انها طريقة لتقديم التكريم اللائق بيسوع تحت رمز قلبه والذي يمثل الحب، وعليه فهذه الرياضة تحمل كل الحب -اولا حب يسوع نحونا ومن ثم الحب الذي نقدمه تحن له في صورة صلوات وتأملات واماتات واعمال خيرية للأخرين. فالممارسة التقوية هذه هي استجابة منا نحن المؤمنين نحو حب يسوع لنا بجعل قلوبنا كقلبه كما يدعونا هو وكما يقول بولس الرسول :” لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا” (2كورنثوس14:5).  ادعو الله ان نتحد جميعا في التعبير لحبنا ليسوع ليس فقط بكلمات نرددها بل بتكريس القلب والفكر والإرادة لمن احبنا أولا ونعمل ارادته فنستحق ملكوت السموات.

لوس انجلوس في مايو 2020                        الشماس نبيل حليم يعقوب

صلاة يومية أمام قلب يسوع

يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة والصلاح. أنت تراني و تحبني.أنت رحيم و غفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته، ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي.فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي،وألق السلام في عائلتي، وعزني في شدائدي، و كن ملجأي طيلة حياتي و في ساعة موتي.إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حاراً فاني سأرتقي درجات الكمال. أنعم علي يا يسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية، و أنشر عبادة قلبك الأقدس.واكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد.وأسألك أن تبارك مسكني حيث تكرم صورة قلبك الأقدس.

مسبحة قلب يسوع

تتلى بإستخدام المسبحة الوردية الإعتيادية

عند صليب المسبحة أتل الصلوات التالية:

يا قلب يسوع حبيبي زدني حبّاً لك. يا يسوع فاديّ إليك أسلم قلبي فضعه في قلبك فإني لا أريد أن أعيش إلا فيه. فليكن قلبي قرباناً لك. يا يسوع لك أقدّم هذه المسبحة لأستحقّ مواعيد قلبك الأقدس.

على الحبات الكبيرة: أيها الآب الأزلي، إني أقدّم لك دم سيّدنا يسوع المسيح الثمين للغاية، وفاءً عن خطايانا ولأجل احتياجات الكنيسة المقدسة.

على الحبات الصغيرة:  يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبنا مثل قلبك.

في خاتمة العشر حبّات: يا قلب مريم الطاهر، كن خلاصي.

       طلبية قلب يسوع

كيـرياليسون          كريستاليسون         كيـرياليسون

يـا ربنا يسوع الـمسيح                      أنصت إليـنا

يـا ربنا يسوع الـمسيح                      استجب لنـا

أيهـا الآب السماوي الله                          ارحـمنـا

يـاإبن الله مخلص العالـم                          ارحـمنـا

أيهـا الروح القدس الله                            ارحـمنـا

أيهـا الثالوث القدوس الإله الواحد                 ارحـمنـا

يـا قلب يسوع إبن الآب الأزلـي                   اشعل قلبنـا بمحبتك

يا قلب يسوع الـمصور من الروح

  القدس فى أحشاء الوالدة البتول                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمتحد جوهريـا بكلمة الله            اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع ذا العظمة غير الـمتناهية            اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع هيكل الله الـمقدس                   اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع خباء الرب العلي                   أشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع بيت الله وباب السماء               اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع آتون الـمحبة الـمضطرم                    اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع مقر العدل والـمحبة                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمفعم جوداً وحبـاً                  اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع لجّة الفضائل كلهـا                  اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الجدير بكل تسبحة                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع ملك جميع القلوب ومركزها          اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الحاوي كل كنوز الحكمة والعلم      اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع مسكن ملء الـلاهوت كلـه           اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع موضوع سرور الآب                اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الذى من فيضه أخذنا جميعا        اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع رغبة الآكام الدهريـة                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الطويل الآناة والكثير الرحمة        اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الغني لكل من يدعونك                    اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع ينبوع الحياة والقداسة                اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الضحيّة عن آثامنـا                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـموسع عاراً لأجلنـا                 اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمنسحق لأجل أرجاسنا            اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمطيع حتى الـموت                اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع الـمطعون بالحربـة                  اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع مصدر كل تعزيـة                  اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع حياتنا وقيامتنـا                      اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع صُلحنـا وسلامنـا                    اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع ذبيحة الخطـأة                      اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع خلاص الراجيـن                           اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع رجاء الـمائتيـن                      اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا قلب يسوع نعيم جميع القديسين                اشعل قلبنـا بمحبتك

يـا حـمل اللـه الحامـل خطايـا العالـم        انصت الينـا

يـا حـامـل اللـه الغافـر خطايـا العالـم         استجب لنا يارب

يـا حمل اللـه الرافـع خطايـا العالـم           ارحمنـا يارب

كيـريـاليسون     كريستياليسون   كيـريـاليسـون.

صلاة:

–     يـا يسوع الوديع والـمتواضع القلب

–     اجعـل قلبنـا مثل قلبك

أيّها الإله الأزليّ القادر على كلّ شيء، أنظر إلى قلب ابنك الحبيب وإلى الوفاء والتسابيح التي قدّمها لعزّتك عن الخطأة. فاغفر لهم إذ يطلبون رحمتك، وارضَ عنهم باسم ابنك سيّدنا يسوع المسيح، الذي معك يحيا ويملك بوحدة الروح القدس، إلى دهر الداهرين. آمين.

اليوم الأول– الأثنين اول يونيو:   قلب يسوع

ان الله الذي كشف عن عمق محبة قلبه لكل واحد منا، بيسوع ابنه، يطلب من المؤمن به أن يبادله الحب عينه بقوله: “يا بني اعطني قلبك”(امثال 33: 26). إنه لا يتركنا غرقى بخطايانا بل “يخاطب قلبنا” من جديد(هوشع2: 16) فنحبه من كل القلب والفكر والنفس والقوة(تثنية 30: 6). إنها الوصية الأولى التي لا وصية اعظم منها، ومثلها محبة القريب كالحب للذات. وهي الوصية القديمة التي جعلها “جديدة” بقاعدتها: “أحبوا بعضكم بعضا كما أنا احببتكم”(يو13: 34). فكتبها شريعة، لا على الواح حجرية، بل على قلوبنا(2 كور3: 3)، وبها ومن خلالها يكون هو لنا الها ونكون له شعبا(ارميا 31: 33).

ولِدَ في مغارة بيت لحم ليعلِّمَنا عَظَمَةَ التواضع ، وغِنى الفقر ، وبساطةَ الحياة وروح الطفولة

البريئة، التي تقود إلى السماء.   وقَبْلَ موتِهِ وقيامتِهِ رسم لنا سرَّ الافخــــارستيا المقدس ليغذينا بسر

تواضــعه من جسدِه ودمِه. وبحبُّه الامتنـــاهي أرسل لنا الروح المعزّي ( روحه المتواضعة ) وروح أبيه القدوس، ليكون معنا ويشجعنا ويقوينـــا في هذه الحياة الفانـــــية لنواصلَ رسالةَ المحبة التي زرعها في قلوبِ عِبادِه المتواضعين .

نعم، هكذا أحبَّ يسوع البشر، أحبَّهم محبةً لا توصف، ويوحنا الإنجيلي يقول:”مــــا مِنْ حُبٍّ أعظمُ من هذا، أنْ يبذُلَ الإنسان نفسَه عن أحبائه (يو 13:15)  
فكم هو حَريٌّ بنا ونحن في هذا الشهر المقدس أن ندرك معنى الحب وعظمته الذي امتلك قلب يسوع نحونا. فعلينا بالتأمل والصلاة للروح القدس بتواضـــع ليمنحنا نعمة إدراك المحبة التي بها أحبنا الله ونواصل نشر رسالة المحبة.

قال يسوع:”حيث يكون كنزكم، هناك يكون قلبكم”(لو12: 34)، وكلام المسيح هذا يعلمنا أن الكنز الحقيقي هو الحب لله وللإنسان. ومن هذا الكنز يستمد كل واحد وواحدة منا ثقافته وسعادته ونوعية أعماله ومواقفه والمبادرات. وهذا الحب وحده يملأ فراغ قلب الإنسان بالسلام الداخلي الذي يشعه إلى الخارج في العائلة والمجتمع والدولة. إلى هذا السلام وهذه الطمأنينة الداخلية، مهما كثرت المصاعب والمحن، يدعونا الرب يسوع في عيد قلبه الأقدس: “تعالوا إلي يا جميع المتعبين والمثقلين بالأحمال وأنا أريحكم. إحملوا نيري عليكم، وتعلموا مني: إني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم”(متى 11: 28-29).

عن قلب يسوع الأقدس نجد القديس بطرس داميانس (+1071) يكتب: “قلب يسوع هو خزانة تحوي جميع كنوز النعمة وينبوع الحياة الدائمة”. والقديس برنردس (+1159) يقول: “قلب يسوع هو مسكن النفوس، ومقدس الأقداس، وتابوت العهد، وتمنى أن يجعل له مظلة في هذا القلب يسكن فيها إلى الأبد”. وشبّه القديس توما الإكويني (+1274) قلب يسوع بفلك نوح، وسيلة خلاص الجنس البشريّ، فقال: “إن طعنة الجندي في جنب يسوع المسيح هي تشبه بباب فلك نوح الذي منه دخلت النفوس الناجية من الطوفان”. ويقول القدّيس بونافنتورا: “من الصعب أن نكوّن فكرة عن لذّة النفس الرّوحيّة التي تعبر عبر هذه الفسحة نحو قلب يسوع، لذلك لن أفسّر، أختبروا

بأنفسكم وسوف تفهمون”

صـــــــــــلاة : أنا أحبك يا إلهي، ورغبتي الوحيدة أن أحبك حتى آخر نفس من حياتي. أحبك يا إلهي المحبوب للغاية، بل أحب بالحري أن أموت وأنا أحبك، من أن أعيش من دون أن أحبك. أحبك يا رب، والنعمة الوحيدة التي أطلبها هي أن أحبك إلى الأبد. يا إلهي! إذا لساني عجز عن أن يقول في كل وقت أني أحبك، أريد أن يردد لك قلبي ذلك بكل “نبضة من نبضاته”.

إكرام: تأمل في كل ما وهبك الله من نِعم ومواهب وبركات

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس أشكرك على حبك لي وللذين أحبهم.

أول يونيو-  تذكار مجئ العذراء والعائلة الـمقدسة لأرض مصر

يا الله الممجد الجالس على الشاروبيم يا من باركت إقليم مصر، يا من  ذا الذي خلق السماء والأرض رأيناك في حضن مريم السماء الجديدة مع البار يوسف الصديق. يا من ذا الذي تسبحه الملائكة باركت ارض مصر لكى يخلصنا نحن شعبه.

افرحى وتهللى يا مصر مع بنيها وكل تخومها لأنه أتى إليك محب البشر الكائن قبل كل الدهور. اشعياء العظيم قال أن الرب قادم إلى مصر على سحابة خفيفة وهو ملك السماء والأرض.

افرحوا وتهللوا يا شعب مصر وكل أقاليمها لأنه أتى إليك محب البشر الكائن قبل كل الدهور.  نسبحة ونمجده ونزيده علوًا كصالح ومحب للبشر ارحمنا كعظيم رحمتك. آمين                   

اليوم الثاني- الثلاثاء 2 يونيو:  

ان الذي يظهر نفسه متواضعا في كل شيء يجب بالضرورة أن يجعل نفسه محبوبا. إذا ما طبقنا بأنفسنا فقط محاولة اكتشاف كل الصفات الجيدة التي يجعل بها يسوع المسيح نفسه جديراً بمحبتنا، سنجد انفسنا انه يجب أن نكون جميعاً بالضرورة ان نحبه. وأي قلب بين كل القلوب يمكن العثور عليه أكثر جدارة بالحب من قلب يسوع؟. قلب نقي، مقدس، مليء بالمحبة تجاه الله وتجاهنا. لأن كل رغباته هي فقط للمجد الإلهي وخيرنا. هذا هو القلب الذي يجد فيه الله كل فرحته. كل الكمال، كل فضيلة تسود في هذا القلب-محبة الله الآب، متحدا به بكل ثقة الإبن ومطابقة كاملة لمشيئته تعالى.

في يسوع يمكننا ان العثور على كل شيء يمكن أن يكون هناك يمكننا ان نتعلمه عن التواضع وعن حب الآخرين وبالعيش معهم، وبالتفاني. إذا كان هناك شخص تتوحد فيه كل هذه الفضائل وغيرها، من يستطيع أن يساعدنا في حبه؟ إذا سمعنا مثلا أنه كان هناك في بلد بعيد أمير أجنبي وسيم، متواضع، مهذب، متدين، مليء بالإحسان، محبوب للجميع، والذي قدم الخير لأولئك الذين فعلوا له الشر وعلى الرغم من أننا لا نعرف من هو، وعلى الرغم من أنه لا يعرفنا، وعلى الرغم من أننا لم نكن على دراية به، كما لم يكن هناك أي إمكانية من أي وقت مضى لكي يتم ذلك، ومع ذلك نجد انفسنا معجبين به ونتكلم عنه، ويصبح مثالا لأن نحبه. كيف يمكن إذن أن يكون يسوع المسيح، الذي يمتلك في نفسه كل هذه الفضائل، وفي أكثر درجات المجد والفضيلة، والذي يحبنا بحنان، كيف يمكن أن يكون غير محبوبًا من قبل النين عرفوه واختبروا محبته اللانهائية، بل ينبغي أن يكون هو الهدف الوحيد لمحبتنا.

إكـــرام: عرِّف الناسَ الذين حواليكَ بعظمة وفائدة صلوات الإكرام لقلب يسوع الأقدس… فأنتَ

رسولٌ لنشرِ هذه العبادة.

نافـــذة: يا قلبَ يسوع الأقدس إني واثقٌ بكَ

اليوم الثالث- الأربعاء 3 يونيو:

إذا استطعنا أن نفهم الحب الذي يحترق في قلب يسوع بالنسبة لنا! لقد أحبنا كثيراً، لدرجة أنه إذا كان كل البشر، وكل الملائكة، وكل القديسين قد اتحدوا، بكل طاقاتهم، فلن يتمكنوا من الوصول إلى الجزء من الألف من الحب الذي يحمله لنا يسوع. يحبنا بلا حدود أكثر مما نحب أنفسنا، لقد أحبنا حتى إلى المنتهى. لقد تحدثوا عن ذلك (الفائض) الذي كان عليه أن ينجزه في اورشليم “وَإِذَا رَجُلاَنِ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ، وَهُمَا مُوسَى وَإِيلِيَّا، اَللَّذَانِ ظَهَرَا بِمَجْدٍ، وَتَكَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ”[لوقا 30:9-31] وما هو فائض الحب الذي يمكن أن يكون أكبر من أن يموت الله من أجل مخلوقاته؟ لقد أحبنا إلى أقصى درجة: بعد أن أحب نفسه . . . لقد أحبهم حتى النهاية”إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى”(يوحنا1:13)، بعد أن أحبنا من الخلود، -لأنه لم يكن هناك لحظة من الخلود عندما لم يفكر الله فينا ولم يحب كل واحد منا: لقد أحببتك بحب أبدي «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ(ارميا3:31)-من أجل حبنا جعل نفسه إنساناً، واختار حياة من المعاناة والموت على الصليب من أجلنا، ولذلك فقد أحب حتى النهاية. هذا الحب قد حثه أيضا على البقاء معنا في القربان المقدس كما على عرش الحب. لأنه لا يزال هناك تحت مظهر قطعة صغيرة من الخبز، وتواجد داخل بيت القربان. الحب يجعلنا نرغب في الوجود المستمر لموضوع حبنا. هذه المحبة وهذه الرغبة هي التي تجعل يسوع المسيح يقيم معنا في القربان المقدس. بدا وقتا قصيرا جدا لهذا المخلص المحب أن يكون فقط ثلاثة وثلاثين عاما مع البشر على الأرض; لذلك، من أجل إظهار رغبته في أن يكون معنا باستمرار أسس أسرار الكنيسة وخاصة سر التناول المقدس. قد يقال ان عمل الفداء قد اكتمل بالفعل، وأصبح الإنسان بالفعل متصالحاً مع الله. فلأي غرض، إذن، بقي يسوع على الأرض في القربان المقدس؟ انه ظل معنا حسب وعده لنا “وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ»(متى20:28).

إكرام: حاول أن تقرأ وتتأمل بعض سير القديسين وكيف وصلوا بالنعمة الى حالة القداسة

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس، قدّس نفسي وروحي وجسدي.

اليوم الرابع-الخميس 4 يونيو:

ان يسوع ليس بحاجة لنا. وهو سعيد بنفس القدر، وغني بنفس القدر، وقوي بنفس القدر مع أو بدون حبنا. ومع ذلك، كما يقول القديس توماس “انه يحبنا جدا، حتى أنه يرغب في حبنا بقدر ما لو كان كانت سعادتة تعتمد على الإنسان”. ان هذا الحب المقدس مليئ بدهشة: ما هو الإنسان الذي يجب أن تعظمه أو لماذا وضعت قلبك عليه؟ ماذا! هل يمكن لله أن يرغب أو يطلب بمثل هذا الشغف حب دودة الأرض؟ كان يمكن أن يكون معروفا كبيرا إذا سمح الله لنا فقط أن نحبه. إذا كان أحد الفعلة يقول لملكه، “سيدي، أنا أحبك”، فإنه سيعتبر وقحا. ولكن ماذا سيقول المرء إذا قال الملك لـ”تابعا له” “أريدك أن تحبني”؟ إن أمراء الأرض لا يتواضعون في هذا الأمر؛ بل يتواضعون على هذا. ولكن يسوع، الذي هو ملك السماء، هو الذي مع الكثير من الجدية يطالب حبنا: أحب الرب الله الخاص بك مع قلبك كله«تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ”(متى37:22.)و حتى يفعل ذلك بشكل مُلح يسأل عن قلوبنا: “ يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ”(امثال20:2) وهو لا يرحل، ولكنه يقف خارج باب القلب، ويدعو ويقرع ليسمح له بالدخول: “ هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي”(رؤيا20:3)، وهو ينادي النفس البشرية للفِتح له” اِفْتَحِي لِي يَا أُخْتِي، يَا حَبِيبَتِي، يَا حَمَامَتِي، يَا كَامِلَتِي”(نشيد الانشاد2:5). بإختصار، لكم يكون الرب سعيدا عندما نتوجه اليه بكل كياننا معترفين بأنه هو الرب وليس آخر ومن اننا نحبه بكل القلب والفكر والإرادة. كل هذا هو تأثير الحب العظيم الذي يحمله لنا. ان الذي يحب بالضرورة يحب أن يكون محبوباً، فالقلب يتطلب القلب والحب يسعى للحب. “مَاذَا يَطْلُبُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلاَّ أَنْ تَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَكَ لِتَسْلُكَ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَتُحِبَّهُ، وَتَعْبُدَ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ”(تثنية10:12)، أن الله يخبرنا أنه هو ذلك الراعي الذي، بعد أن وجد الأغنام المفقودة، يدعو كل الآخرين إلى الابتهاج معه: افرحوا معي، لأنني وجدت أغنامي التي ضاعت” وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا، وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلًا لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ![لوقا 6:15] ، ويخبرنا أنه هو الأب الذي، عندما يعود ابنه المفقود ويلقي بنفسه عند قدميه، لا يغفر له فحسب، بل يحتضنه بحنان.

إكرام: حاول أن تقرأ وتتأمل عن المحبة في رسالة القديس بولس الأولى لأهل كورنثوس الاصحاح الثالث عشر

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس، قدّس عائلتي.

اليوم الخامسالجمعة 5 يونيو: حزن قلب يسوع

من المستحيل أن ننظر في مدى معاناة قلب يسوع من أجل الحب منا ولا تنتابنا الشفقة على قلبه الحزين. هو نفسه يخبرنا أن قلبه كان غارقا ً بمثل هذا الحزن، وأن هذا وحده كان يكفي أن يسلب حياته، وأن يجعله يموت من الحزن الخالص «نَفْسي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ” (مرقس34:14). هاكم قائمة بأحزان يسوع كما وردت في الأناجيل المقدسة:

عند قتل اطفال بيت لحم (متى16:2-18)، عندما قاومه يوحنا المعمدان ليعتمد فى نهر الأردن (متى13:3-16)،عندما جُرّب فى البريـة من ابليس (متى 1:4-11)،عندما علم بموت يوحنا المعمدان (متى 10:14-14)، عندما اتكا مع الاثني عشر واخبرهم ان واحد منهم سوف يسلمه فحزنوا جدا و ابتدا كل واحد منهم يقول له هل انا هو يا رب حتى جاء يهوذا مسلمه والذي كان يغمس يده مع يسوع في الصحفة و قال هل انا هو يا سيدي قال له انت قلت (متى20:26-25)، صلاته فى بستان الزيتون (متى 36:26-38)، عندما جاء بعد صلاته فى البستان الى التلاميذ فوجدهم نياما قائلا اهكذا ما قدرتم ان تسهروا معي ساعة واحدة(متى 40:26)، عندما تركه التلاميذ وهربوا عند القبض عليه (متى56:26)، عندما كان رؤساء الكهنة و الشيوخ و المجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه و مع انه جاء شهود زور كثيرون (متى59:26-60)، عندما اخذ عسكر الوالي يسوع الى دار الولاية و جمعوا عليه كل الكتيبة فعروه و البسوه رداء قرمزيا و ضفروا اكليلا من شوك و وضعوه على راسه و قصبة في يمينه و كانوا يجثون قدامه و يستهزئون به قائلين السلام يا ملك اليهود و بصقوا عليه و اخذوا القصبة و ضربوه على راسه و بعدما استهزئوا به نزعوا عنه الرداء و البسوه ثيابه و مضوا به للصلب (متى28:27-31)،عندما اخذ الجند انسانا قيروانيا اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه (متى32:27)، لما اتوا الى موضع يقال له جلجثة و هو المسمى موضع الجمجمة واعطوه خلا ممزوجا بمرارة ليشرب و لما ذاق لم يرد ان يشرب (متى33:27-34)،عندما صلبوه ثم اقتسموا ثيابه مقترعين عليها  (متى35:27)، عندما جعلوا فوق راسه علته مكتوبة هذا هو يسوع ملك اليهود وهو ملك الملوك(متى37:27)، عندما  كان المجتازون يجدفون عليه و هم يهزون رؤوسهم قائلين يا ناقض الهيكل و بانيه في ثلاثة ايام خلص نفسك ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب (متى40:27)،عندما كان رؤساء الكهنة ايضا و هم يستهزئون مع الكتبة و الشيوخ قائلين خلص اخرين و اما نفسه فما يقدر ان يخلصها ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الان عن الصليب فنؤمن به. قد اتكل على الله فلينقذه الان ان اراده لانه قال انا ابن الله (متى41:27-43)، عندما كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه (متى44:27)، عندما صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني (متى46:27)، عندما ركض واحد من الجند و اخذ اسفنجة و ملاها خلا و جعلها على قصبة و سقاه (متى 48:27)، عندما جرحه يهوذا رسوله الـمختار الذى جعله أمينا للصندوق، واصبح الآن يهوذا علماً لكل خائن. الذى فضله فى أمانة الصندوق عن متى العشّار الذى كان من بين التلاميذ،وكان غيوراً واميناً لسيده وسار معه طول الوقت وجلس معه على مائدة الفِصح وغسل السيد رجليه وتناول فريضة العشاء،فـمن يخطر بباله أن يهوذا يخون!!.حقــاً لقد سببت خيانـة يهوذا للسيّد ألـماً نفسياً شديداً للغايـة، جرح بطرس هـامـة الرسل الذى سلّمت إليه مفاتيح ملكوت السموات،بطرس الصخرة ورأس الكنيسة،بطرس الـمملوء حباً لـه والذى صرخ يومـاً قائلاً:أنا مستعد أن أتبعك يارب،إلى السجن وإلـى الـموت لأحلّ محلك فى العذاب والـموت. بطرس هذا أنكره ثلاث مرات وبقسم خوفـاً من جاريـّة، وجرح الرسل الذين جمعهم وإختارهم ورباهم وكشف لهم أسرار ملكوت السموات ولقنهم تعاليمي الإلهية ثلاث سنين. هؤلاء الرسل الذين احبهم فلم يعوزهم شيئ لـما أرسلهم بلاحذاء ولا مال. هؤلاء أنفسهم لـمّا رأوه مقبوضاً عليّه كأحد الـمجرمين ومقيّداً كأحد اللصوص ولـّوا هاربيـن، وجرح الخدم والعبيد الذين بصقوا عليّه وسخروا منه فغطّوا وجهه وضربوه قائلين تنبأ أيها الـمسيح من الذى ضربك!!، جرح رؤساء الكهنة والفريسيون الذين كان الواجب عليهم بحكم وظيفتهم ألاّ ينطقوا إلاّ بالحق.هؤلاء إدعّوا عليّه باطلاً من انه جدّف وأمتنع عن أداء الجزيـة لقيصر.هؤلاء أيضا هزؤا منه قائلين:قد خلّص كثيرين ونفسه لم يقدر أن يخلصهـا، جرح هيرودس الـمنافق الذى هزأ بـه وألبسه ثوباً لامعاً كالمجانين، جرح بيلاطس الحاكم الجبان الذى تظاهر فى بادئ الأمر انه يحب الحق ولكنه قارن المسيح ببرأبا اللص الأثيم، كأن يسوع وبرأبا فى الجرم متساويان.ورغم إنه لـم يجد عليّه ذنباً يستوجب الموت، ومع ذلك حكم عليّه بالموت على الصليب، و+جرح الشعب الذى هزأ بـه قائلاً:ياناقض الهيكل وبانيه فى ثلاثة أيام خلّص نفسك وانزل من على الصليب إن كنت إبن الله…!!

ومع ذلك فإن رؤية كل هذه الإهانات لم تمنعه من أن يترك لنا هذا التعهد العظيم من حبه. ان يسوع لديه كراهية للخطايا، ولكن لا يزال يبدو كما لو كان حبه تجاهنا قد تغلب على الكراهية التي تحملها على الخطيئة، لأنه لا يقبل على حرمان النفوس التي تحبه من هذا الطعام الإلهي الا وهو جسده ودمه الأقدسين الذي يعطى لمغفرة الخطايا وليثبت الانسان فيه لينال الحياة الأبدية. ألا يكفي كل هذا لتجعلنا نحب قلباً أحبنا كثيراً؟

ألم يفعل يسوع المسيح ما يكفي ليستحق محبتنا؟ لماذا نحن ناكرين للجميل؟. هل نترك يسوع مُتخلى عنه على المذبح، كما يفعل غالبية البشر؟ وألا نوحد أنفسنا مع تلك النفوس القليلة التي تعترف به، وتذوب بالحب أكثر حتى من تلك الشموع التي تحترق حول بيت القربان المقدس؟ ان قلب يسوع يبقى هناك، يحترق بمحبة لنا. انتركه ينتظر؟

إكرام: حاول أن تبحث في حياتك متى احزنت قلب يسوع وهل اعترفت بذلك على وجه السرعة؟

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس، خلصني.

 اليوم السادسالسبت 6 يونيو:

أين سنجد قلباً أكثر رأفة أو حناناً من قلب يسوع، أو قلباً كان لديه شعور أكبر بمآسينا؟

هذه الرحمة والشفقة حثه على النزول من السماء إلى هذه الأرض. جعلته يقول أنه كان ذلك الراعي الصالح الذي جاء ليعطي حياته لإنقاذ خرافه. من أجل الحصول على مغفرة خطايانا، وليصالحنا مع الأب السماوي سوف يضحي بنفسه على الصليب. أنه من خلال معاناته تلك يرضي بالعقاب الذي كنا نستحقه. تلك الرحمة والشفقة تجعله يقول حتى الآن: “فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ لأَنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ مَنْ يَمُوتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَارْجِعُوا وَاحْيَوْا”(حزقيال31:18-32). تلك الرحمة والشفقة جعلته كأب ينتظر عودة ابنه الذي تركه ومؤكدا له “كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ”(حزقيال22:18).

ان الله هو الذى بدأ كما جاء برسالة القديس بولس”أما اللـه فيدل على محبته لنا بانه إذ كنا خطأة بعد ففى الآوان مات المسيح عنا فبالأحرى كثيراً إذا قد بررنا بدمه نخلص من الغضب لأنّا إذ كنا قد صولحنا مع اللـه بموت ابنه ونحن أعداء فبالأحرى كثيراً نخلص بحياته ونحن مصالحون”(رومية8:-10).

وأيضا فى رسالته الى أهل كولوسي:”قد صالحكم فى جسد بشريته بالـموت ليجعلكم قديسين بغير عيب ولا مشتكى أمامه”(كولوسي22:1). وكما جاء برسالة القديس يوحنا”وبهذا تبين محبة اللـه لنا ان اللـه أرسل ابنه الوحيد الى العالم لنحيا به وإنـما الـمحبة فى هذا اننا لم نكن نحن أحببنا الله بل هو أحبنا فأرسل إبـنه كفّارة عن خطايانـا”(1يوحنا9:4-10).

ورسول الأمم يدعونـا أن ننبذ “الإنسان العتيق الفاسد بشهوات الغرور” وأن نتجدد وأن نلبس “الإنسان الجديد الذى خُلق على مثال الله فـى البـِر وقداسة الحـق”(أفسس22:4-24). ان الله هو الذى أحب الإنسان حتى ان ايوب يصرخ قائلاً: “ما الإنسان حتى تستعظمه وتـميل اليه قلبك”(ايوب17:7).

إكرام: حاول أن تردد اليوم ان يسوع هو الرب القادر على كل شيئ

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس، عزّني بقدرتك.

اليوم السابعالأحد7 يونيو:

انها من سمات الناس الطيبين أن يرغبوا في جعل الجميع سعداء، ولا سيما أولئك الأكثر حزنا وتضررا. ولكن من يستطيع أن يجد لديه قلب أفضل من قلب يسوع المسيح؟ إنه خير لا نهائي، وحب بلا حدود وبالتالي فلديه رغبة سيادية في التواصل معنا بكنوز قلبه الثمين:” عِنْدِي الْغِنَى وَالْكَرَامَةُ. قِنْيَةٌ فَاخِرَةٌ وَحَظٌّ. فَأُوَرِّثُ مُحِبِّيَّ رِزْقًا وَأَمْلأُ خَزَائِنَهُمْ”(امثال18:8و21). ولهذا الغرض جعل نفسه فقيراً، كما يقول الرسول:” أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ”(2كورنثوس9:8). ولهذا الغرض أيضاً اختار أن يبقى معنا في القربان المقدس، حيث يبقى باستمرار بيديه الممتلئتين بالنعم، كما رآه الأب بالتازار ألفاريز، ليستغني عنها لمن يأتي لزيارته. لهذا السبب أيضا ً يعطي نفسه لنا كلياً في الشركة المقدسة، ويعطينا أن نفهم من هذا أنه لا يستطيع أن يرفض لنا أي تقدمة صالحة، لأنه حتى يعطي نفسه بالكامل لنا: فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟”(رومية 31:8-32). لأننا في قلب يسوع نتلقى كل خير، كل نعمة ننشدها وفي كل الأشياء تصبح غنياً بالمسيح كقول بولس الرسول: أَنَّكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ اسْتَغْنَيْتُمْ فِيهِ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ وَكُلِّ عِلْمٍ، حَتَّى إِنَّكُمْ لَسْتُمْ نَاقِصِينَ فِي مَوْهِبَةٍ مَا” (1كورنثوس5:1و7). ويجب أن نفهم أننا مدينون إلى قلب يسوع لكل النعم التي تلقيناها —- نعمة الفداء، والدعوة، والنور، والعفو، ونعمة مقاومة الإغراءات، وتحمل التناقضات بصبر. فبدون معونته لن نتمكن من القيام بأي شيء جيد: لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا” (يوحنا4:15). يقول لك مخلصنا الصالح: إذا كان حتى الآن لم تتلق المزيد من النعم ، فلا تشكو مني، ولكن اللوم على نفسك، لأنك أهملت البحث عنهم مني: “إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا”(يوحنا24:16). أواه، لكم هو غني وسخيّ  قلب يسوع تجاه كل من يلجأ إليه! “غَنِيًّا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهِ”(رومية12:10). ولكم هي رحمة كبيرة لتلك النفوس الذين هم جادون في طلب مساعدة يسوع المسيح

إكرام: حاول أن تقدم خدمتك في كنيستك على انها تخدم السيد والرب والمخلص.

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس، ساعدني في خدمة كنيستك كما تريد أنت وليس أنا

عيد الثالوث الأقدس (الاحد التالي بعد عيد حلول الروح القدس)

نشكرك أيها الآب، يا من أنت طوال الأيام وإلى انقضاء الدهر أحببتنا وافتديتنا بدم إبنك الكريم

ووهبتنا روحك الحيّ القدوس. نشكرك أيها الابن على كل إنعاماتك الغزيرة علينا. نشكرك ايها

الروح القدس الذي كملت عمل الآب والابن في الكنيسة. الشكر لك ايها الثالوث الأقدس لأنك

تقوّينا في ضعفنا وتزرع فينا روح التجدد وروح الأخوّة والمصالحة، لنكون جماعة واحدة على مثالك، لك المجد إلى الأبد. آمين.

اليوم الثامنالأثنين 8 يونيو:

ان قلب يسوع ممتن جدا، أنه لا يمكن أن ينسى الأعمال حتى لو كانت بسيطة اذا ما قدمت بمحبة له، أي كلمة او فعل لمجده، وهو إلى جانب ذلك ممتن جدا، أنه يعود دائما بالبركة مائة مرة “وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولًا مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ”(متى19:19). ان البشر عندما يكونون ممتنين لشخص ما، وعندما يحاولون رد الجميل لأي منفعة تُقدم لهم، لا يقدمونها إلا مرة واحدة وعندئذ يَعفون أنفسهم من كُلّ التزامِ، وبعد ذلك لا يتذكرونها. ان يسوع المسيح لا يفعل ذلك معنا؛ انه لا يعوض فقط مائة مرة في هذه الحياة كل عمل جيد نقوم به لإرضاءه ولمجده، ولكن في الحياة القادمة فانه يعوض ذلك بعدد لا حصر له من الأمجاد السماوية. ومن منا سيكون مهملاً او مترددا لدرجة أنه لن يفعل ما يستطيع لإرضاء هذا القلب الأكثر امتناناً؟

ولكن يا إلهي، كيف يحاول البشر إرضاء يسوع المسيح؟ أو بالأحرى، كيف يمكننا أن نكون ناكرين لجميل هذا المخلص؟ إذا كان قد سفك قطرة واحدة فقط من الدم، أو دمعة واحدة فكانت كافية وحدها لخلاصنا، ومع ذلك ينبغي أن نكون تحت التزام لا نهائي له. لأن هذه القطرة وهذه الدمعة كانت ستكون ذات قيمة لا نهائية على مرأى من الله نحو الحصول على كل نعمة لنا. لكن يسوع وضع لنا كل حياته، وأعطانا كل نعمه وبركاته، وكل معاناته، وكل الخزي الذي مرّ به من أجلنا، وكل دمه الذي سفكه، وحياته كلها، بحيث تكون متاحة، ليس لواحدا، ولكن لنا جميعا وبلا توقف حتى النهاية، أليس كل هذا كافيا لأحبه؟.
إكرام: تأمل كيف أن يسوع هو الطريق الوحيد للحياة الأبدية وابحث في قلبك عن هذا

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس، قدني أنت يا سيد في طريقك بالحق لأصل الي الحياة الأبدية بك                   

اليوم التاسعالثلاثاء 9 يونيو: ما الذي يمنع تجاوب الإنسان مع حب يسوع

الفتــور والجفــاف

هو الشعور بعدم الـميل للصلاة والتحجج بأعذار كأن نقول إننا لا نعرف كيف نصلي؟ أو لمـاذا نصلى؟ أو ليس لي حاجة من الرب؟،أوأنا بأحضر القداس وهذا يكفي.ولكن تــذّكر قول الكتاب: “إنك فاتر لا حـار و لا بارد فقد أوشكت أن أتقـيـأك من فمـي” (رؤيا 16:3).

حب الذات

“من أراد أن يتبعني فليكفر بنفـسة ويحمل صليبه ويتبعنى ” (متى 24:16)، كان هذا هو قول السيد الـمسيح لرسله، و فى مثل الفريسي والعشـّار دروس لنـا فى هـذا الموضوع: “وقال هذا المثل لقوم كانوا يثقون بأنفسهم بأنهم صدّيقون ويحـتقرون غيرهم( لو10:18). ” مـن يـمـيـزك وأي شـيئ لك لم تأخــذه وإن كنـت قد أخذت فلمـاذا تفتخر كأنك لم تأخذ” (1كورنثوس7:4).

مــيل  متــملــك

غريزة الإمتلاك،حب الشـهرة،أو التســلط على الآخرين وهى كلهـا غرائز طبيعية فى الإنسان،او عادات مكتسبة مثل الشتيمة – النميمة – الحلف – شرب الخمر – الطمع – عين الإشتهاء. وفى  تجربة ابليس  ليسوع فى البّريـة (متى 1:4-11) سوف نجد مثال كيف يستخدم الشرير الغرائز الإنسانية للسيطرة على الإنسـان . فغريزة التملك نجدها فى تجربة ان تصير الحجارة خبزاً وقد حاربها السيد المسيح بقبول الحياة فى فقر “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان” فحب المـال هو أصل كل الشـر. وغريزة الشهره نجدها فى تجربة السقوط من أعلى الهيكل فيراه الناس ويؤمنوا وكم من مرة حاولوا أن يملّكــوه ولكن السيد المسيح كانت مملكـتـه هى قلوب لبشر،وغريزة التسلط على الآخرين ونجدها فى تجربة طلب السجود للشيطان للحصول على سلطان هذا العالم ولقد حارب الرب يسوع هذا بالتواضع “لأنـي أعطيتكم قدوة حتى إنكم كما صنعت انا بـكم تصنعـون انتم أيـضا” (يو15:13).  فلنبحث فى نفوسنــا ونـفـتــش مـا هو الـميل الذى يـبعدني عن حـب يــسوع.”لكن أثـامكم فرّقـت بينكم وبين إلهـكـم وخطايـاكـم حجبت وجهـ ـه عنكم فلا يسمــع” (أشعيا 2:59).

كبريــاء ســرّيــة

تظاهر – مسرّة عند المديح – مسرّة أن يُعرف بين الناس بالتقوى من الاهتمام الفعلى بخلاص الآخرين – غـم خــفي بسبب نجـاح الآخرين أو حصولهم على ثمرة من ثمار الروح القدس – حزن شديد بعد السقوط فى الزلات – صفر اليدين من الآعمال الصالحــة – قشـرة رقيـقة تخفى شهوات حقيقية،عدم الإنتمـاء الى الكنيسة،بدع وهرطقات،الدفاع عن الكنيسة بروح فردية لا جمــاعـيـة.” إنك لا تفطن لـما للـه لكن لـمـا للناس” (متى 23:16). “إحـذروا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بلباس الحملان وهم فى الباطن ذئاب خاطفـة، من ثمارهم تعرفونهم ” (متى15:7).

إكرام: حاول في أقرب فرصة أن تذهب الى الكاهن وإعترف بهذه الحالـة وإسمع الى إرشاد الروح القدس على لســانه.

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس، يا كنز النعمة.

اليوم العاشرالأربعاء 10 يونيو:

ليس هناك حزن أكبر على القلب الذي يُحب، ومن أن يرى حبه محتقرًا وذلك الحزن يكون أكثر عمقا وألماً خاصة عندما كانت البراهين المعطاة لهذا الحب كبيرة، ويُقابل بالجحود العظيم.
إذا كان كل إنسان عليه أن يتخلى عن كل ما لديه من مقتنيات ويذهب ويعيش في الصحراء، ليتغذى على الأعشاب، وأن ينام على الأرض العارية، وأن يجوع ويعطش وأخيرا ً يُعطي نفسه ليقتل من أجل المسيح، فما التعويض الذي يمكن أن يقدم  له؟.  إذا كان لنا أن نضحي بأنفسنا في كل لحظة حتى الموت، يجب علينا بالتأكيد أن نؤمن ان الله هو مكافأتنا وان ما نقدمه هو

جزء يسير جدا أمام ذلك الحب الذي أظهره لنا يسوع المسيح، من خلال إعطاء نفسه لنا على

الصليب. ولم يكتفي بذلك بل قدّم لنا جسده ودمه في القربان المقدس. فقط علينا ان نتصور أن الله يخفي نفسه تحت نوع من الخبز ليصبح غذاء روحياً لأحد مخلوقاته!

لقد اعتدنا على سماع خلق، تجسد، فداء، يسوع ولد في مغارة، يسوع ميت على الصليب. يا إلهي، إذا كنا نعرف أن رجلا آخر قد منحنا أي من هذه الفوائد، فنحن لا يمكننا أن لا نحبه. يبدو أن الله وحده لديه، هذا الحظ السيء مع البشر فأنه، على الرغم من انه قد بذل قصارى جهده لجعلهم يحبونه، ومع ذلك لا يستطيع تحقيق هذه الغاية، وبدلا من أن يكون محبوبا، يرى نفسه محتقراً ومهملاً وكل هذا ناتجا من نسيان البشر لمحبة الله.
إكرام: ابحث في داخلك وتأمل في نفسك ما هي الدلائل التي تشير انك قد نسيت الله

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس، هبني ثمر روحك القدوس.      

اليوم الحادي عشرالخميس 11 يونيو: قلب يسوع الأمين

كم هو مخلص قلب يسوع تجاه أولئك الذين يدعوهم إلى محبته: أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا”(1تسالونيكي24:5)

إخلاص الله يعطينا الثقة في كل شيء، على الرغم من أننا لا نستحق شيئا. إذا كنا قد طردنا الله من قلبنا، فلنفتح له الباب، وسيدخل على الفور، وفقاً للوعد الذي قطعه: “هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي” (رؤيا20:3). نعمإذا أردنا، فدعونا نطلب من الله، باسم يسوع المسيح، وقد وعدنا بأننا سوف نحصل عليها: اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ” (يوحنا23:16). إذا كنا مجربين، دعونا نثق في وعده: “ وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا.”(1كورنثوس13:10).

لكم هو أفضل بكثير أن تكون لنا علاقة مع الله من البشر! كم مرة يعد البشر ثم يفشلون، إما لأنهم يقولون الأكاذيب في صنع وعودهم، أو لأنهم، بعد أن قطعوا الوعد، يغيرون رأيهم: “ لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟”(عدد19:23).لا يمكن لله أن يكون غير مخلص لوعوده، لأنه، كونه الحقيقة نفسها، لا يمكن أن يكذب. ولا يمكنه أن يغير رأيه، لأن كل ما يريد هو عادل وصحيح.

آه لو أننا كنا مخلصين مع الله كما هو معنا! كم مرة وعدناه في الماضي، أن نكون له، وأن نخدمه ونحبه. وبعد ذلك خالفنا الوعد وتخلينا عن خدمته، وبعنا أنفسنا كعبيد للشيطان!

دعونا نتضرع له أن يعطينا القوة لتكون مخلصين له من أجل حياتنا في المستقبل! كم سنكون مباركين إذا كنا مخلصين ليسوع المسيح في الأشياء القليلة التي يأمرنا بالقيام بها. وبالفعل، سيكون مخلصا في أن يكافئنا بمكافآت عظيمة بلا حدود، وإلى ما لا نهاية. وسيعلن لنا ما وعد به عباده المخلصين: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ”(متى23:25) و “تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ”(متى34:25).

إكرام: حاول اليوم ان تبحث عن نور الله في حياتك وصل لكي يمنحك الله ذلك النور

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس، نوّر قلبي ونفسي وروحي وجسدي.

اليوم الثاني عشرالجمعة 12 يونيو:

الحياة مع الله تستلزم الحياة بلا دنس وفـى قداسة وفى نقاوة وبر وصلاح. ولكي يحصل الإنسان على حياة النقاوة يلزمه ان يكون له قلب نقي طاهر. ان القلب فى الـمفهوم الإنجيلي هو القاعدة التى تصدر عنها كل مفاعيل الحياة الروحية والجسديـة،فصاحب الأمثال يعلن:”فوق كل تحفظ إحفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة” (أمثال23:4).

ولكن لـماذا إختار الله قلب الإنسان ليكون مكانا مخصصاً لـه دون سواه؟

فهو القائل:”يابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي”(أمثال26:23)، وكانت أول وصية للإنسان “تحب الرب إلهك من كل قلبك”(تثنية5:6)، وأيضا كانت إجابة السيد الـمسيح لأحد علماء الناموس عن أعظم الوصايا فى الناموس” أحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذهنك.هذه هى الوصية العظمى والأولى”(متى37:22)،وأيضاً يقول الوحي الإلهي:”ويل للقلب الـمتواني إنه لايؤمن ولذلك لا حمايـة له”(يشوع بن سيراخ5:2).

قلب الإنسان هو الـمُعبّـر عن حالة الإنسان النهائية إن كان صالحاً أو شريراً “فالإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يُخرج الصلاح والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر” (لوقا45:6). فيستحيل ان يتكلم الإنسان دون أن يكشف عن قلبه شاء أو أبَى لأنـه مكتوب:”انـه من فضلة القلب يتكلم الفم”(لوقا45:6)، ولأنه من القلب”تخرج الأفكار الرديئة القتل الزنى الفجورالسرقة شهادة الزّور التجديف”(متى19:15).

ان عمل الشر فى الإنسان هو تلويث القلب بالشرور والشهوات فيصبح كنـز القلب شريراً فينضح بالشرور،بل أحيانا يضيف الشر إلى ذلك إمكانية إعطاء قلب غاش للإنسان فيتكلم بالصالحات حتى يخفى ما بـه من الشرور فيتكلم هذا الإنسان بالصالحات ليوهم الناس انه صالح مع انه شرير،وهذا ما ذكره السيد الـمسيح عن الكتبة والفريسيون”كذلك أنتم يرى الناس ظاهركم مثل الصدّيقين وأنتم من داخل ممتلئون ريآءً وإثماً”(متى28:23) ،وايضاً قال لهم:”أنتم تزّكون أنفسكم أمام الناس لكن الله عالم بقلوبكم لأن الرفيع عند الناس هو رِجسُ أمام الله” (لوقا15:16).

وأيضا يذكر الله هذا على لسان اشعيا النبي قائلاً:”ان الشعب يتقّرب إليّ بفيـه ويكرّمني بشفتيه أما قلبه بعيد عني”(اشعيا 13:29).

وفى الـموعظه على الجبل قال السيد الـمسيح فـى إحدى تلك التطويـبات:”طوبى لأنقياء القلوب فإنهم يُعاينون الله”(متى8:5)،وفى مثل الزارع نجد كلمة الله والقلب (متى18:13-23). لذلك وجب على الإنسان ان يكون قلبه نقي حتى يـمكنه الحيـاة مع اللـه.

يقول القديس مكاريوس الكبير:”القلب هو القاعدة التى تنبثق منها الشخصية بكل مكوناتها وميزاتها ومركز القدرات والطاقات والذكاء والبصيرة والإرادة والحكمة والرؤيـا”.فالقلب الشرير يلوث الإرادة وينجس الـميول والغرائز الطبيعية ويصير كل شيئ غير طاهر فى عين ذلك الإنسان وفى يديـه دون أن يدري. “ان كل شيئ طاهر للأطهار فأما الأنجاس والكفرة فمالهم شيئ طاهر بل بصائرهم وضمائرهم نجسة”(تيطس15:1).

لذلك كان عمل الله بالنسبة للقلب هو إنتزاع القلب الشرير جملة وخلق قلب جديد يغرسه الله فى الإنسان. قلب جديد فيصبح الإنسان إنساناً آخر،لذلك صرخ داود فى القديم قائلاً:”قلباً نقيّاً أخلق فيّ يا الله وروحاً مستقيماً جدّد فى أحشائي”(مزمور12:50).وحزقيال النبي يتنبأ على لسان الله واعداً الـمؤمنيـن قائلاً:”أعطيكم قلباً جديداً واجعل فى حشاءكم روحاً جديداً وأنزع من لحمكم قلب الحجر وأعطيكم قلباً من لحم وأجعل روحي فى أحشاءكم وأجعلكم تسلكون فـى رسومي وتحفظون أحكامي وتعملون بـها”(حزقيال26:36-27).

إكرام: حاول أن تبحث اليوم عن أي طريق ان تسلك في هذه الحياة؟ هل مع يسوع ام العالم

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس، أرشدني الي باب الخراف حتى لا أضل الي حظيرة الراعي.

اليوم الثالث عشرالسبت13 يونيو: خلق القلب الجديـد

الله هو الذى بدأ كما جاء برسالة القديس بولس”أما اللـه فيدل على محبته لنا بانه إذ كنا خطأة بعد ففى الآوان مات المسيح عنا فبالأحرى كثيراً إذا قد بررنا بدمه نخلص من الغضب لأنّا إذ كنا قد صولحنا مع اللـه بموت ابنه ونحن أعداء فبالأحرى كثيراً نخلص بحياته ونحن مصالحون” (رومية8:-10).

وأيضا فى رسالته الى أهل كولوسي:”قد صالحكم فى جسد بشريته بالـموت ليجعلكم قديسين بغير عيب ولا مشتكى أمامه”(كولوسي22:1). وكما جاء برسالة القديس يوحنا”وبهذا تبين محبة اللـه لنا ان اللـه أرسل ابنه الوحيد الى العالم لنحيا به وإنـما الـمحبة فى هذا اننا لم نكن نحن أحببنا الله بل هو أحبنا فأرسل إبـنه كفّارة عن خطايانـا”(1يوحنا9:4-10).

ورسول الأمم يدعونـا أن ننبذ “الإنسان العتيق الفاسد بشهوات الغرور” وأن نتجدد وأن نلبس “الإنسان الجديد الذى خُلق على مثال الله فـى البـِر وقداسة الحـق”(أفسس22:4-24).

الله هو الذى أحب الإنسان حتى ان ايوب يصرخ قائلاً: “ما الإنسان حتى تستعظمه وتـميل اليه

قلبك”(ايوب17:7).

الله لا يهتم بحب العواطف مهما كان عنيفاً لأنه حب ينطفئ فى طريق الحياة حينما تنجرح

العواطف أو تـهان. لذلك أصبحت تنقية القلب بالنسبة للمحبين لله أمراً بالغ الأهمية والخطورة لأن الله لا يطلب ولا يرضى بالحب النصفى او الجزئي،فلابد ان يكون كل القلب للـه لهذا قال يعقوب الرسول:”أما تعلمون أن مـحبة العالم عداوة للـه فمن آثر ان يكون حبيباً للعالم فقد صار عدواً للـه” (يعقوب4:4).

ومعنى كل القلب هو تصفيته تماما من كل شوائب او ميول جسدية وتطهيره من كل الأوثان والـمعبودات السريّة ولهذا قال القديس يوحنا:”لاتحبوا العالم و ما فى العالم إن كان أحد يحب العالم فليست فيه محبة الآب لأن كل ما فى العالم هو شهوة الجسد وشهوة العين وفخر الحياة” (1يوحنا15:2-16).

فقدس الأقداس أي القلب ينبغى ان يُقدس ويزين للـه فقط،أي انه بقدر ما نخلع الإنسان العتيق بكل شروره نستطيع أن نظهر فى قوة الإنسان الجديد الإلهي كقول الرسول:”إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ولبستم الجديد الذى يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه”(كولوسي9:3-10).

ان نقاوة القلب تعنى تنفيذ مشيئة اللـه القدوس وهناك رابطة قوية ما بين نقاوة القلب وطهارة الجسد والإيمان،ولهذا يقول القديس اغسطينوس:”الـمؤمن يجب ان يؤمن بحقائق الإيـمان لأنه بإيـمانه سيطيع اللـه وبطاعته للـه سيحيا فى الخير وإذا عاش فى الخير سيعمل على تطهير القلب دائماً وبنقاوة القلب يمكنه ان يفهم بماذا يؤمن”. هنا ينبغى أن يبرهن الإنسان عن إيمانه بوجود اللـه وذلك بصلاته وسلوكه مع الناس بمقتضى اوامر الله ووصاياه ولهذا فلقد قيل”من ثمارهم تعرفونهم”(متى16:7).

ان الإيمان باللـه شيئ ومحبة الله شيئ آخر،ولكن اذا إجتمعا ظهر منهما قوة جديدة هى الثقة باللـه “وهذه هى الثقة التى لنا به إن كنا نسأله شيئاً بحسب مشيئته فإنه يستجيـبنا” (1يوحنا14:5).

فهل من منظرى ولغتى وتصرفاتى وهدوئى ومحبتى وطاعتى وخدمتى ورعايتى لأسرتى ينظر

الناس الـمسيح فيّ”فيمجدوا الله”(متى16:5)،فالرسول بولس يقول:”اننا صرنا منظراً للعالم للملائكة والناس”(1كورنثوس9:4).

إكرام: حاول أن تقرأ وتتأمل عن دور الراعي في حماية قطيعه وطبقه بالنسبة ليسوع.

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس، قدني الي مراعيك الخضر

13 يونيو – عيد القديس أنطونيوس البدواني[1] St Anthony of Padua

أيها القديس أنطونيوس الكلى الطوبى والمجد، يا نور العِلم ونار المحبة، يا فخر الكنيسة، وبهاء رهبانية اخوتك الأصاغر وشرفها، ويا رجل الله المقتدي بتواضع المسيح. يا معلم الحكمة السماوية، وكنارة الروح القدس، وقبة العهد، والمبشر الغيور بالحقائق الإنجيلية. يا من أفحم الهراطقة بصحة تعاليمه، وفند أضاليلهم بسداد براهينه. يا من أطاعت لصوته الأسماك والبهائم والخلائق قاطبة، وارتعدت لذكر إسمه فرائض الملوك الظالمين، ونجت من ظلمهم بحمايته المدن والبلدان، ودعاه الشعوب في ظلمهم ومضايقهم المتنوعة، فخلصهم من الأحزان، وأولاهم العزاء والفرح والسلوان. نتضرع إليك يا أبانا وشفيعنا الودود، ونستحلفك بدم وجراح يسوع المصلوب الذي أحببته غاية المحبة، أن تتلطف فتستجيب مطالبنا عند التجائنا إليك، وتنعطف بنظرك الحنون إلى نفوسنا المسكينة. رد الضالين، قوِ ضعفاء القلوب، عزِ الحزانى والمكروبين، وسد حاجات الفقراء والمعوزين. التمس نعمة التوبة والغفران للخطأة البائسين، ونعمة الثبات في البر للأبرار التائبين. ها اننا نضع انفسنا تحت كنف حمايتك القديرة، واحفظنا من جميع الشدائد والأمراض والبلايا: الروحية والجسدية. واجعلنا جميعاً أن نكفر بذواتنا، وأن نزدري العالم والجسد والشيطان، وننمو في الفضائل المسيحية يوماً بعد يوم. حتى إذا حيينا على هذا النحو، متنا ميتة الأبرار القديسين واستحققنا مشاركتهم في المجد السماوي.أمين. (أبانا والسلام والمجد).

اليوم الرابع عشرالأحد14 يونيو: نقاوة القلب والشهادة الحيّة للمسيح يسوع

ان الكنيسة بأسرارها الـمقدسة والتى تعتبـر “وسائط للنعـمة” تساعد الإنسان الـمؤمن على تطهير القلب والحياة بدون دنس مع اللـه.

فهـل نـأتـى الى الكنيسة ونحاول بكل الطرق ان نستفيد بكل وسائط النِعـمة التى تقدمهـا لنـا فنعترف ونسمع الكلمة ونعمل بها ونتوب بصدق ونتقدم لأخذ خبز الشركة بإستحقاق،ونحترم الكهنوت وندعو الكنيسة فى أمراضنا وأتعابنـا وأفراحنا وأحزاننـا،ونعطى الكنيسة بكل سخاء دون تردد او مداراة تحت اي ستار،ونقدم أولادنـا للتعليم الكنسي ليزدادوا معرفة بالقدوس؟

الإنسان الجديد ذو القلب الجديـد هو تتويج لـمجد وعمل الرب يسوع لأنـه مكتوب ” إن كان أحد فـى الـمسيح فهو خليقة جدبدة. قد مضى القديم وها إنّ كل شيئ قد تجدد”(2كورنثوس17:5).

الخليقة الجديـدة هـو وجــود دائــم إلــى الأبــد مـع الرب، ولا يـكـون هـذا الوجـود فقط فـى مـحـنـة،أو تـجـربـة، أومـنـاسـبـة  أو أي ظـروف مـن ظـروف الـحـيـاة،بــل هـو وجــود دائـــم،لأن الرب دائــم الـوجـود.

أيــوجــد تــأكـيـد أكـثـر مـن ان “عـمانوئيل الذى تفسيره الله معنـا”(متى23:1) هـو خـالق هذا القلب والإنسان الجديد؟

الله هذا الذى أحبـنـا إلـى الـمنتهـى ووضـع قـلـبـه فـى قـلـوبـنـا وجعل مقامـه فيـه(يوحنا23:14).

فلنسـيـر فـى هـذا الإيـمان دائـمـا متذكـرين بأن يسوع قـد فـدانـا، والفـداء شـمـل كـل شيئ، فكان التـطهـيـر الذى يـُبـعـد عـنـا كـل نـجـاسـات الـعـالـم،وكـل مـغـريــاتـه،وكـل كـبـريـائـه وكل ما فـى العالـم من قلق وخوف وإضطراب.

وهـذا الفداء قـادر دائـمـا أن يـصـُد عـنـا كـل تـجارب الـعـدو فنـنتصر دائـماً  على عـدو خـلاصـنـا لأن قـوة الرب  فـيـنا تـعـضـدنـاوتـسـنـدنـا.

إكرام: تأمل في محبة يسوع لك وتذكر موقف في حياتك لمست فيه محبته

نافذة: يا قلب يسوع ثبتني في حبك الي الأبد

عيد جسد ودم المسيح – The Most Holy Body and Blood of Christ (Corpus Christi

الهي ومخلصي المحبوب، إن كل العطايا التي تجود بها علينا، في هذه الحياة لا تساوي سر الافخارستيا المقدس، سر العطاء اللامتناهي، سر الحب، تحت شكلي الخبز والخمر، تأتي إليّ شخصيا، بجسدك ودمك والوهيتك.

انك تحبني حبا فائقا، إلى حد انك لم ترضى بان تقدم لي اقل من ذاتك، وان تقدمها لي بطريقة، تذكرني بموتك وتضحيتك، على الصليب من اجل خلاصي، تحت شكلي الخبز والخمر، فأنت يا الهي على استعداد دائم لتعطيني ذاتك والحياة الأبدية، عندما أتناول هذا الجسد الطاهر، فحقا إن هذا السر المقدس هو الصورة الكاملة لمحبتك لي الغير محدودة.

فيا يسوع هبني أن اقدّر قبول هذه العطية الإلهية على الوجه الأكمل، فأتعلم أن أجود وأعطي

ذاتي لك في حياتي اليومية، كما يجود الكاهن الذي ضحى بكل شيء، ليعطى حياته تقدمة

طاهرة كاملة غير متجزئة، وغير متعلق بأمور الدنيا، ذبيحة حب بقبوله سر الكهنوت المقدس.

فيا يسوع، يا أيها الحبر الأبدي، يا من بدافع محبتك لنا نحن البشر الضعفاء، هذه المحبة التي

تفوق الوصف، فجرت من قلبك الأقدس، الكهنوت المسيحي، أفض يا الهي وبلا انقطاع، في

قلوب كهنتك، سيول محبتك المحيية اللامحدودة.

اسكن فيهم، وحوّلهم إليك، واجعلهم بنعمتك رسل مراحمك، وأكمل فيهم وبهم ومن خلالهم،

واجعلهم بعد أن يكونوا قد لبسوك بالاقتداء الأمين بفضائلك الإلهية، يتممون باسمك وبقدرة

روحك القدوس، الأعمال التي عملتها، أنت لأجل خلاص العالم.

أيها الفادي الإلهي، انظر ما أكثر الذين ما زالوا يهيمون في ظلمات جهلهم، انظر إلى الخراف

الضالة، التي تترك الإيمان وتسير على شفير الهاوية، انظر إلى الفقراء والجائعين، انظر إلى الظلم والحروب، وعدم السلام، انظر إلى الأطفال المشردين، انظر إلى الأرض المقدسة، انظر

إلينا نحن الضعفاء السريعي الانزلاق.

ارجع يا رب إلينا، بواسطة كهنتك، واسكن فيهم حقا وقدسهم، واعمل بواسطتهم في العالم،

معلما وغافرا ومعزيا ومضحيا ومعيدا روابط الحب المقدسة، بين قلب الله وقلب الإنسان، بين سلام الله وسلام الإنسان، بين الإنسان وأخيه الإنسان، بين الإنسان وذاته.

فيا أم الكاهن الأزلي، صلي لأجل كهنتنا، وقدسيهم، لكي نتقدس نحن بدورنا، وانعمي على كنيستنا الأم بدعوات كهنوتية ورهبانية، يعملون على خلاص النفوس وتقديسها، ويكونون شهودا لحب المسيح الذي جاد علينا بجسده ودمه ذبيحة حب لا متناهية.

 فأنت يا رب الحب، والذي تجود علينا بنعمة الحياة، وأنت الذي تطعمنا من لباب الحنطة، وأنت الذي تشبعنا من الصخرة عسلا. آمين

اليوم الخامس عشر-الأثنين 15 يونيو

أخذت عبادة قلب يسوع الأقدس مبدأها مع ابتداء الكنيسة المقدسة عينها، ونشأت عند أسفل الصليب، لأن مريم هي أول من سجدَ لهذا القلب المطعون لأجلنا ، ثم ان يسوع المسيح من بعد قيامته ظهرَ لتلاميذه المجتمعين وأراهم جرح جنبهِ، وأمر توما بأن يضع فيهِ أصبعه. ومن ثُمَ رأينا أعظم قديسي العصور الأولى وما بعدها قد تعمقوا في بحر هذه العبادة الى حين شاء الله فأوحاها بطريقة خصوصية وشرّفَ بها الأزمان المتأخرة.

أما العبادة الجمهورية العمومية لقلب يسوع الأقدس فقط حفظت لأهالي القرن السابع عشر وفخراً لمملكة فرنسا التي فيها نشأت.

أما النفس السعيدة التي اختارها الله وأوعز بواسطتها هذه العبادة فهي راهبة تقية من رهبانية الزيارة، تفردت بصدق حبها وإخلاصها وتقواها، أسمها مرغريتا مريم ( 1647 – 1690 )، فظهر لها يوماً المخلص وقال لها : (( هاهو ذا القلب الذي أحب البشر كل هذا الحب ، حتى انه افنى ذاته دلالة على حبه لهم ، وأنا لا أرى منهم عوض الشكران سوى الكفران والأحتقار والأهانات والنفاق والبرودة نحو سر محبتي، والذي يحزنني كل الحزن ان ذلك يصدر من قلوب خصصت ذاتها لي. ولهذا اطلب ان يُعيد في اليوم الثامن بعد عيد سر جسدي ( عيد القربان ) وهو يوم الجمعة، عيداً لأكرام قلبي، وليتناول فيهِ المؤمنون جسدي تعويضاً عن خطاياهم التي بها يهينون سر محبتي حينما يكون مصموداً على المذابح المقدسة، وها أنا ذا أعدك بأن قلبي يمنح نعماً كثيرة وبركات غزيرة لأولئك الذين يكرمونه أو يسعون في اكرامه عيى هذه الصورة )).
أجابته تلك المتواضعة قائلة : “ربي وإلهي من اتخذت لقضاء هذا العمل العظيم، أخليقة مسكينة خاطئة ؟ فما أكثر النفوس البارة القادرة على قضائه” . فقال لها يسوع : “أفما تعلمين اذن انني لا أستعمل إلا الوسائط الضعيفة لأخزي الأقوياء. وأنني اظهر قدرتي على يد المساكين بالروح لكي لا ينسبوا من ذلك شيئاً لنفوسهم”. فأجابته حينذ مرغريتا مريم : “أعطني اذاً يا مولاي، أعطني واسطة بها أقدر أن أعمل ما أمرتني به”. فقال لها: “اذهبي الى عبدي الأب كلمبيار (وهو يسوعي ومرشدها الروحي) وقولي له من قِبلي ان يهتم بنشر هذه العبادة فيسر بها قلبي ، ولا يقشل اذا ما أذابته بعض الصعوبات إذ لابد من المشاق بل ليتيقن ان كل من اعتمد عليّ لا على ذاته كان قادراً على كل شيء لا محالة”. أما ما كان من أمر الاب كلمبيار فأنه إذ كان يثق بقداسة هذه الراهبة وتاكدت لديه صحة حوارها مع المخلص ، همّ بنشر هذه العبادة الخالية من كل شبهة واراد ان يكون بكر التلاميذ لقلب يسوع الأقدس. فخصص بهذا القلب وبالحب الواجب له الجمعة الأولى التابعة للأيام الثمانية التي تعقب عيد القربان المقدس ، وهو اليوم الواقع في 12 يونيو 1675 م.

فمنذ ذلك اليوم تشيدت أركان هذه العبادة على رغم كثرة المقاومات واشتداد المحاربات، ونمت واتسعت ولا سيما بعد ان ثبتها الأحبار الأعظمون.

قدم يسوع 12 وعدًا لأولئك الذين يكرّمون قلبه الأقدس

1- اني اهبهم كل النعم اللازمة لهم في دعوتهم

2-اني اصنع السلام في عائلاتهم

3-اني اعزيهم في احزانهم و شدائدهم

4-اني اكون ملجأهم الامين في حياتهم و خاصة عند مماتهم

5- اني افيض بركات وافرة على اعمالهم

6- يجد الخطاة في قلبي ينبوع الرحمة الفياض و بحرها الغير محدود

7-ان النفوس الحارة ترتقي سريعا الى أوج الكمال

8-ان النفوس الفاترة تحصل على الحرارة

9-اني ابارك البيوت التي تعرض صورة قلبي الاقدس و تكرمها.

10-أمنح الاكليروس موهبة تليين اقسى القلوب.

11-من يعمل بهمة على نشر تلك العبادة اكتب اسمه في قلبي ولن يمحى ابداً.

12-ان الذين يتناولون في اول يوم جمعة من الشهر طيلة تسعة اشهر متوالية اهبهم نعمة الثبات الاخير فلا يموتون دون قبول الاسرار الاخيرة.

إكـــرام:تأمل بروحِ الإيمان عظمة المحبة التي بها افتداكَ قلبُ يسوع بدمِهِ، وهو يدعوكَ اليوم وكلَّ يوم أن تحملَ هذا الحب إلى الآخرين عبر العطاء بدون حدود كما أعطاكَ كلَّ الحب على الصليب.
نافـــذة: يا قلبَ يسوع الأقدس أضرِمْ قلبي بنارِ حبِّكَ الإلهي

اليوم السادس عشر-الثلاثاء16 يونيو نحو قلب يسوع عن طريق مريم

ليس من باب الصدفة ان يكون شهر يونيو مخصصا لاكرام قلب يسوع الاقدس وهو يأتي مباشرة بعد شهر مايو المخصص لاكرام مريم العذراء، بل ان الكنيسة الام والمعلمة رتبت ذلك من باب الحكمة وحسن الارشاد للمؤمنين. لان القديسة مريم فيما كانت على الارض تعيش بين الناس في وسط المهام والاعمال البيتية كأي ام اخرى، كانت على الدوام متحدة بابنها يسوع اتحادا صميميا، مسهمة في عمله الخلاصي اسهاماً رائعا لا مثيل له. وهي الآن في السماء يجعلها حبها الوالدي عينا ساهرة علينا في مسيرتنا الصعبة في هذه الحياة حتى نبلغ الوطن السماوي. فكما احتضنتنا في شهر مايو هكذا تأخذ بيدنا في هذا الشهر كأ حن الامهات لتقدمنا الى ابنها الالهي: بحسناتنا وسلبياتنا، بنشاطنا وضعفنا. وهي تحثنا لان نرفع افكارنا وان نطهر

قلوبنا لكي تاخذها وتتحدها بقلب ابنها الاقدس آمين.

 إكرام : اذا أغوتكَ خليقة بجمالها الفاني والباطل اجتنب معاشرتها ومكالمتها لئلا تستولي على  

قلبك فتحرمك محبة قلب يسوع الغالية.نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً) يا قلب يسوع الأقدس لا تدعني أحب أحداً سواك

اليوم السابع عشر-الأربعاء17 يونيو: بين قلب يسوع الأقدس وقلب مريم الطّاهر، الحبّ ثمّ الحبّ!

ليت كلّ القلوب مثل هذين القلبين الذي صبّ فيهما كلّ حنان الأمّ وعطف الأب، كلّ الحبّ وكلّ الرّحمة. قلب يسوع الأقدس وقلب مريم الطّاهر، اللذان أبوا أن يتركا البشريّة تذهب إلى هوّة الموت، فمنحاها شتّى الطّرق لتخلّص نفسها، ومن أبسطها، التعبّد لهما طيلة الحياة…

ويقول البابا بيوس الثاّني عشر أنّ في قلب يسوع الأقدس حبٌّ ثلاثيّ. “فهو رمزٌ لذلك الحبّ الإلهيّ، الذي يتشاركه الإبن مع الآب والرّوح القدس، لكنّ الإبن، وهو الكلمة التي تجسّدت، هو وحده الذي أظهر ذلك الحبّ من خلال جسدٍ ضعيفٍ وفانٍ.” هو أيضاً الحبّ الحارق الذي يرسّخ الإرادة الإلهيّة في الكيان الإنسانيّ، والحبّ الحسّاس الكامل المشاعر والإدراك. 

وبدأت عبادة قلب يسوع الأقدس كما قلنا من قبل مع بداية المسيحيّين الأول، لكنّها تعزّزت حين ترآى السيد الـمسيح لإحدى الراهبات عام 1673 وإسمها مارجريت ماري ألاكـوك (1647-1690) فى فرنسا وأراهـا قلبه الأقدس مـحاطـاً باللهيب وفوقه علامة الصليب وناداها قائلاً: “ها هو قلبي الذى أحب البشر حتى تفانـى لأجلهم ولا يلحقه منهم سوى الجفاء والفتور.” وظهر لها مرة أخرى بجروحاته الخـمـس: اليد اليمنى، اليد اليسرى، القدم اليمنى، القدم اليسرى، والجنب الأيـمـن. وأعلن لها عن حبــه الإلهي اللامتناهي للبشر، ورغباته ووعوده لهم لدى التعبّد لقلبه الأقدس. 
أمّا قلب مريم الطّاهر، ذلك القلب الذي يفيض حبّاً وحناناً للبشريّة، فهو أيضاً لا يريد للنّاس سوى الخير والاهتداء والخلاص. وبما أنّ علاقة مريم العذراء بابنها يسوع قريبة للغاية، يرتبط عيد قلبها الطّاهر وعبادته بعيد قلب يسوع الأقدس وعبادته. 
ذُكر قلب مريم عدّة مرّاتٍ في الكتاب المقدّس، لا سيّما في إنجيل لوقا عند تقدمة يسوع إلى الهيكل على يد سمعان الشّيخ، الذي قال لها: “سيجوز في قلبك سيفٌ” (لو 2: 35)، وفي المقطع نفسه الآية 52، حين يذكر الإنجيليّ أنّ مريم “كانت تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها”. 

 وبدأت رياضة قلب مريم الأقدس بعد أن دعت إليها العذراء أثناء ظهوراتها في فطيمة عام 1917، وانتشرت منذ حينها. وفي العيد الخامس والعشرين للظّهورات عام 1942، كرّس البابا بيوس الثّاني عشر الكنيسة والبشريّة إلى قلب مريم الطّاهر، لأنّ كلّ الذي يتكرّس لقلبها، يسمح لها بأن تمسكه بيده وتقوده نحو طريق الخلاص. 

ويقول البابا بندكتس السّادس عشر عن هذا السّرّ العميق المتعلّق بقلب مريم الطّاهر “إن القلب الذي يمثّل قلب يسوع هو ومن دون أي شك قلب مريم تلك الأم الطّاهرة. لذلك نقوم بتبجيل هذين القلبين خلال الإحتفال بالذّبيحة الإلهية.” التّكرّس لقلب مريم الطّاهر هو فعل خارجي يعكس رغبتنا الدّاخلية باتباع إرادة الله وتوحيد قلوبنا بقلبه القدّوس.

يا قلب يسوع الأقدس، ويا قلب مريم الطّاهر، قودا خطواتنا على طريق الخلاص، وساعداننا لنجتاز هذه الحياة ونمارس أعمال الخير، فنستحقّ الحياة الأبديّة التي وعدتماننا إيّاها، من الآن وإلى الأبد، آمين. 

إكـــرام : اقبل بكلِّ إيمانٍ وشكرٍ ما تُصاب به من أوجاع وآلام في مسيرةِ حياتِكَ الأرضية، فاحتمال الشدائد بصبرٍ وأناةٍ طريقٌ تقودُكَ إلى إدراكِ عظمة حب قلب يسوع وهو طريقُ السماء.
نافـــذة: يا قلبَ يسوع الأقدس كن تعزيتي في آلامي

اليوم الثامن عشر-الخميس 18 يونيو: قلب يسوع الأقدس والدم الثمين

في حوالي نهاية القرن الأول الميلادي كتب البابا Clement I رسالة للمؤمنين قائلا:” دعونا ننظر بثبات لدم المسيح ونرى كيف انه ثمين للغاية في نظر الله الأب والذي سكب لأجل خلاصنا وواهبا العالم كله لنعمة المغفرة”. نحن نكرم دم المسيح الثمين لأن بذلك الدم قد تمم يسوع خلاص البشرية. ان كل مرة نأخذ جسد ودم يسوع المسيح نأخذ نعمة فوق نعمة وننمو في الحب. ان إكرام قلب يسوع هو تدريب لإكرام الدم الثمين، فمن الجنب المقدس خرج الدم والماء من قلبه والمطعون بالحربة ويسوع معلق على الصليب وبذلك الدم المسفوك قد غسلنا من خطايانا.

صلاة: أيها الدم الثمين للحياة الأبدية، أنت الذى تحامى دائماً عن قضية البشر أمام عرش القدير الرحوم الغفور، إنى أسجد لك وأعبدك بكل إحترام، وأرغب بكل قواى أن أعوض عن الإهانات والشتائم التى تلحق بك من البشر، وخاصة من الذين يجرؤون على التجديف عليك. تُرى! من لا يبارك هذا الدم اللامتناهى في القيمة، ومن لا يَلتهب حباً بيسوع الذى أهرق دمه لأجلنا؟ فماذا كان سيحل بى لو لم أُفتدَ بهذا الدم الإلهى، وما الذى دفعه إلى سفكه لآخر نقطه من عروقه إلا محبته الغير المتناهية؟ فيا أيتها المحبّة المقدسة، أنت التى منحتنا هذا البلسم الخلاصى، ويا أيها البلسم الثمين المنبعث من ينبوع المحبة الفائقة، إجعل القلوب والألسن تباركك وتمجدك وتشكرك، الآن وعلى الدوام وإلى أبد الآبدين. آمين. لقد إفتدينا يارب بدمك الكريم وجعلتنا مُلكا لألهنا. آمين

اكرام: لا تتفرغ في اعترافاتك لفحص الضمير فقط، بل أبذل اكثر جهدك في الندامة على

خطاياك، فقد أعلم قلب يسوع القديسة مرغريتا مريم بأنه يريد ان نقبل سر الأعتراف بقلب

منكسر متضع وهو يعوض عن بقية تقصيراتنا غير الأرادية.

نافذة: يا قلب يسوع الحزين في بستان الزيتون اجعل قلبي أكثر ندامة على خطاياي.

اليوم التاسع عشر-الجمعة 19 يونيو: عيد قلب يسوع الأقدس

كتذكار للأعياد التى فرض الله على شعبه القديم كأعياد تذكاريـة مثل الفصح. ولقد قال السيد

الـمسيح للقديسة مارجريت مارى:”أطلب ان يقام في اليوم الواقع بعد ثمانية أيام لعيد القربان ,

عيد حافل لتكريم قلبي وليتناول فيه المؤمنون القربان المقدس تعويضا عن خطاياهم التي تلحق بي والإهانات فى سر محبتي “. كما جاء فى القديم:”أعــيـاد الرب التى تنادون بهـا محافـل مقـدسـة تلك هي أعـيـادي” (ألاحبار 2:23)

إكرام: لا تدع يوما يمضي من دون ان تتذكر عظم إحساناته تعالى اليك فتشكره على انه خلقك وحفظك في الحياة ودعاك إلى أن تعرفه ورباك تريبة مسيحية ومنحك أسراره الإلهية وأسبغ عليك نعمه الخصوصية وأولاك نعما تهديك إلى الخلاص
نافذة: يا قلب يسوع الأقدس اني اشكرك على جميع إحساناتك إليّ .

عيد قلب يسوع الأقدس : يا يسوع يا مخـلص البشر هـا نحن جـاثـون أمـامـك باتضاع نـادمـين عـمـا لـحـق ويـلـحـق بك كل يوم من الإهـانـات وعدم الـمحـبة. فتنازل واقبل صلاتنا وخالص اتضاعنا عمـا أسأنا به نحو قلبك الأقدس.  يا قلب يسوع يا أقدس القلوب وأحنها، أي

شيئ لم تفعل لكي تكون مـحبوبـاً من البشر فإنك قد هجرت لأجلهم جلال عظمـتك ومجدك وبذلت دونهم كل شيئ حتى أهرقت دمك الطاهر إلى أخر نقطة على الصليب. وجعلت نفسك لإنقضاء الدهر تعزية لنا ونوراً وقوة فى مسالك هذه الحياة، ولكننا بدلا من أن نقابل الحب بالحب لم نكف عن الإساءة اليك.

ومن ثَّم نسألك الـمغفرة يا أيها القلب الذى لا يعرف غير الـمحبة واصفح عن جميع آثامنا وهفواتنا التى سببت الحزن لقلبك الأقدس، وعن تراخينا ومناولاتنا الفاترة وسيرتنا عديـمة التقشف.

يـا قلب يـسـوع يـا ينبوع كل الـخيرات نطلب منك اليوم أن تُكـثر نِعـمك علينا وأن تَـسكن أنت فى قـلوبنـا فتطـهرنـا وتعيدنا إلـى كرمِك وتفـتح لنـا يومـاً أبواب الفردوس لنـحـيا هـنـاك معـك إلى دهر الداهرين آمين.

                       
اليوم العشرون-السبت20 يونيو: عيد قلب مريم الطاهر

فى 8 ديسمبر من عام 1942 أعلن البابا بيوس الثانـى عشر انـه قد كرّس الكنيسة والجنس البشري لقلب مريـم الطاهـر، ثم فى عام 1944 اعلن تخصيص عيداً لإكرام قلب مريم الطاهـر للكنيسة جمعاء. وتقديـم الإكرام لقلب مريم الطاهر بدأ فـى ممارستـه بعد ظهور السيدة العذراء الى القديس يوحنا إيدوJohn Eudes فى عام 1644والذى بدأ بعدهـا فـى تخصيص صلوات خاصـة تقدم لقلب مريم الطاهـر إسوة بصلوات والإكرامات التى كانت فى ذاك الوقت تقدّم لقلب

يسوع الأقدس.

إكرام: حاول ان تنشر عبادة قلب يسوع الأقدس وأن تكون مثالا وقدوة لأسرتك.

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس، اجعل قلبي مثل قلبك

صلاة: يا أمّنا العذراء الفائقة القداسة، إننا نستمع بأسى إلى شكاوى قلبك الطاهر المحاط

بالأشواك التي تنغرس فيه في كلّ لحظة بسبب الإهانات والجحود من البشرية الجاحدة. وتملؤنا رغبة متقدة بأن نحبك كأمّ لنا وننشر تكريساً حقيقاً لقلبك الطاهر. لهذا ها نحن نركع أمامك لنظهر الحزن الذي نشعر به بسبب الظلم الذي يسببه لك البشر، ولنعوّض بصلواتنا وتضحياتنا عن الإهانات التي يقابلون بها حبّك. استمدي لهم ولنا الصفح عن الخطايا الكثيرة.

اسرعي لنجدة الخطأة حتى يحبوا يسوع ويتوقفوا عن إهانة الرّب، الذي أهين كثيراً. اعينينا ايتها الأم الشفوقة، حتى نحب الله من كلّ قلوبنا على الأرض ونتمتع معه ومعكِ في السماء إلى الأبد. آمين

اليوم الواحد والعشرون-الأحد 21 يونيو:

إن التواضع يعده الناس جبانة ومسكنة ، وهو في حكم الله فضيلة سامية القدر ترفع الأنسان الى أوج المجد والعظمة . ويؤيد كلامنا هذا روح القدس نفسه بقوله في كتابه المقدس” من يضع نفسه يرتفع ومن يرفع نفسه يتضع”(لوقا 14 : 11) . وضعت مريم العذراء نفسها فرفعها الله الى أسمى منزلة في السماء وعلى الأرض. أرتفعت مدينة كفرناحوم الى السماء فهبطت الى الجحيم ) لو 10 : 15 ) . فالتواضع اذن مرقى الفضيلة والعظمة وسُلم المجد الأبدي. ولذا لما جاء ربنا يسوع الى عالمنا ليخصلنا ، جاءنا بطريق التواضع “فأخلى نفسه ووضعها في سر التجسد مع انه كان صورة الله وشبيهاً له ، فأخذ صورة عبد وصار في شبه الناس فوجد في الشكل مثل الأنسان”( فيلبي 2 : 6 – 7) ، ولم يشأ حياته كلها ان يتميز عن الأنسان وهو أبن الله ورب الأجناد السماوية ، بل أحصى نفسه مع الخطأة فطلب معموذية التوبة من يوحنا وكان في تواضعه يخدم تلاميذه عوض ان يخدموهُ ( متى 20 : 28 ) ، بل انتهى في تواضعه الى غسل ارجلهم ، فتعجب بطرس من هذا التواضع العميق فأبى ان يغسل له معلمه قدميه كما أبى يوحنا ان يعمدهُ ( يو 13 : 8).
هذا ما أنتهى اليه تواضع ربنا يسوع ، وبهذا التواضع قرب الأنسان منه وعلمه طريق الرفعة الحقيقية وهي القداسة ، فلا يرتفع انسان في القداسة إلا بالتواضع على مثال قلب يسوع الأقدس.         

اكرام: اعط صورة قلب يسوع لمن ليس له فيكون عملك هذا نوعآ من التبشير بعبادة قلب يسوع الأقدس.

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس توّبني إليك فاتوب.

اليوم الثاني والعشرونالأثنين 22 يونيو:

أمتاز قلب يسوع الأقدس بفضيلة الوداعة ، كما أمتاز بفضيلة التواضع ، ووداعته هذه كانت بادية على سيماء وجهه فجعلت القديس يوحنا المعمدان يشبهه من اول نظرة اليه بالحمل الوديع فقال عنه لتلاميذه” هوذا حمل الله”  ) يو 1 : 36) بل هو ايضاً نعت نفسه بهذا الأسم فقال : “وكنتُ انا كحمل وديع”(ارميا(11 : 19 . والمعروف ان الحمل أشد الحيوانات حلماً ووداعة. كان يسوع حليماً منذ حداثته ، شاهده فتيان الناصرة فأفتتنوا برقة أخلاقه وعذوبة كلامه وسكون خاطره، بل وجدوا صحبته تنفي الحزن وتولي السلام فلم يدعوه إلا بأسم العذوبة قائلين بعضهم لبعض : هلم نذهب الى العذوبة لنلقي الحزن من قلوبنا . ولما ظهر يسوع بين الناس ظهرت معه ساطعة عذوبته الفائقة الوصف فقال عنه احد الكتبة الورعين : عذباً كان صوت يسوع ، عذبأً وجهه ، عذباً اسمه ، عذبة جميع افعاله.
وفي الحقيقة ان كلمة واحدة لا غير هي )) أتبعني ((جذبت اليه جماعة رسله الصيادين ومتى العشار فتركوا للوقت كل شيء وتبعوه ، بل الجموع ايضاً من كل جنس وصنف تبعوه لاحقين به في البراري القفرة ليسمعوا تعاليمه العذبة التي كانت تقطر كالعسل من فمه وتبهج جميع السامعين اليه. تعلقوا به تعلقاً أشد من تعلق يوناتان بداؤد الملك ، فتركو بيوتهم وحقولهم ليكونوا مع يسوع لأن بيوتهم بدون يسوع كانت وحشة كالبراري ووحشة البراري مع يسوع تضحي بهجة عذبة وتتحول جنة غناء .
رأى يعقوب ويوحنا اخوه السامريين يهينون معلمها ويأبون قبوله في قريتهم فقالا له : يا رب أتريد ان نقول فتنزل نار السماء فتفنيهم ؟ فألتفت اليهما ونهرهما قائلاً : لستما تعرفان من اي روح أنتما ، لأن أبن الأنسان لم يأتِ ليهلك نفوس البشر بل ليخَلّصْ ( لوقا 9 : 56). وفي الحقيقة كم من خطايا يفعلها الناس كل يوم بدون خوف وبلا مبالاة بأهانة الله. ومع ذلك نراهُ تعالى يفضل الرحمة على العقاب وينتظر توبتنا ليغفر لنا خطايانا. فالوداعة هي التي تحببنا الى الناس كما ان الحدة تجعلنا مكروهين لديهم
اكرام: اعط صورة قلب يسوع لمن ليس له فيكون عملك هذا نوعآ من التبشير بعبادة قلب يسوع الأقدس.

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس أرحمني أنا الخاطئ.                         

اليوم الثاني والعشرون – السبت 22 يونيو قلب يسوع والقربان الأقدس

ان العبادة لقلب يسوع الأقدس ليست من باب الأطلاق إلا ممارسة المحبة ، فاذا علمنا جيداً حقيقة التناول فهمنا كفاية انه ما من طريقة توقد في قلوبنا نار محبة يسوع اكثر من تقدمنا بتواتر لقبول سر محبته العجيب . قالت القديسة آنجلا دي فولينيو ( ايطاليا 1260 – 1309 ) : “لو تأملت النفس وأنعمت نظرها فيما يجري في هذا السر الألهي لتحول جليد قلبها البارد الى لهيب حب وإمتنان اذ ترى ذاتها محبوبة حباً عجيبا”.  إن التناول يولينا حياة يسوع ( 2 بط 1 : 4 ) .  وهذه الحياة كلها قداسة وبرارة وسلام وغبطة .  بالتناول نسلم من فساد العالم ونخبر بفضائل ذلك الذي دعانا من الظلمة الى نوره العجيب ( 1 بط 2 : 9 ) .
فيا للحزن العظيم الذي نسببه لقلب يسوع بإمتناعنا عن التناول وعدم التفاتنا الى سر القربان المقدس.  إن هذا المخلص الإلهي قال يوماً لأمته الجليلة مرغريتا مريم : “تناوليني ما أستطعتِ”، وقال لها أيضاً:”تذوب نفسي عطشاً الى ان يحبني البشر ويكرمونني في سر محبتي ، ولكني لا أرى من يجتهد بتكميل رغبتي ويروي غليلي ويكافئني بعض المكافأة”.  ولذا طلب منها ان يتناوله المؤمنون في كل أول جمعة من الشهر وليكن تناولهم إياه للتعويض عن الأهانات التي تصيبه في القربان المقدس ووعدها بأن الذين يمارسون هذا التناول بإتقان يهبهم نعمة التوبة عند الموت فلا يموتون بدون ان يقبلوا الأسرار الاخيرة.
فغاية قلب يسوع الأقدس من وضعه التناولات التسعة المتوالية في كل أول جمعة من الشهر شرطاً للفوز بالحياة الأبدية ، ليست إلا ان يعودنا رويداً رويداً الإكثار من قبول سر القربان المقدس ، إذ ان قبوله مرة واحدة في السنة لا يجدي النفس نفعاً كما لو قبلته مراراً عديدة.  ولما كنا في عبادة قلب يسوع الأقدس نمارس أفعال محبته ، كانت التناولات المتواترة أجدر من سواها بإعطائنا حياة الله وانمائها فينا لنظفر من ثمة بحياة الأبد قياماً بوعد قلب يسوع.

إكرام: ليكن تناولك للقربان المقدس وقبولك ليسوع في قلبك بشوق حميم ، ليقلع منه محبة الأرضيات وأباطيل الدنيا ويثبتك في محبته.

نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً)
يا قلب يسوع الأقدس أرويني من دسم بيتك ومن بحر لذاتك أسقني.( مز 35 : 6 ). 

اليوم الثالث والعشرونالثلاثاء 23 يونيو:

إننا لا نتكلم في هذا التأمل على صبر يسوع ، على الأحزان والأوجاع التي احتملها حباً بنا مدة اقامته معنا على الأرض. بل موضوع كلامنا يكون الآن على صبره تعالى على الآهانات التي تصيبه من الخطأة وعلى تأجيل توبتهم. ومنهم من يؤجلها الى ساعة موته وتكون إذ ذاك توبتهم من الخوف والأضطرار لا من اجل حب الله ومن التوجع على اهانته. فتمادي الخطأة في خطاياهم واصرارهم عليها حتى الموت ، هو الذي يصبر عليه قلب يسوع صبراً فاق كل صبر على الأرض. إن ايوب صبر على فقدان خيراته الزمنية وعلى موت اولاده الزمني ، أما يسوع فيصبر على خسارته النفوس التي أفتداها بدمه الكريم ، وهو دم يفوق جميع خيرات الأرض بما لا يقدر ولا يوصف . إن جميع التدابير التي يدبرها لخلاص الخطأة تذهب بلا جدوى لهم. انه ابوهم وهم ينكرون اوبته. انه ربهم وهم يهينون ربوبيته. انه مخلصهم وهم يرفضون خلاصه. انه فاديهم وهم يأبونَ فداءه. ولذا سمعناه يشتكي بلسان ملاخي نبيه قائلاً : “ان كنتُ أباً فأين كرامتي ، وإن كنتُ سيداً فأينَ هيبتي”( ملاخي 1 : 6 ) . ومما يزيد صبر الله عجباً هو طمع الخطأة في صبره هذا فأنهم يرونه صابراً عليهم فيواصلون اهانته عوض ان يتوبوا. واذا قلتم لماذا يصبر الله على الأثمة كل هذا الصبر ، أجبتُ انه يصبر عليهم لكي لا يبقى لهم حجة في هلاكهم. لأن السنين عند الله كيوم واحد والصبر الطويل اجدر بالاه الرحمة من البطش والأنتقام السريع، لأن الصبر فضيلة والأنتقام قصاص والفضيلة اكمل وأمجد من الأنتقام. فاذا أجل الله حسابه وأطال صبره فيقصد بذلك خير الخطأة لعلهم يتوبون لأنهم لا يزالون شعبه ورعيته ولا تزال حقوقه عليهم ثابتة. وفي الحقيقة ان خطأة كثيرون تابوا لصبر الله عليهم وندموا وصاروا في طريق الفضيلة والقداسة.

اكرام: حاول أن توزع كتيبات او منشورات عن عبادة قلب يسوع الأقدس.

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس ساعدني لأعرف اخوتي بعظم محبتك.

اليوم الرابع والعشرونالأربعاء 24 يونيو:

ان قلب يسوع يحبنا ومن اجل حبه لنا تأنس وولد في مغارة حقيرة ومات على الصليب ليفي عن خطايانا وترك لنا ذاته في سر القربان المقدس ليغذي نفوسنا ويكون تعزيتها وخلاصها. إن قلب يسوع يحبنا مع كثرة شرورنا وخطايانا ، بل يحبنا من اجل هذه الشرور والخطايا عينها ليزيلها عنا ويزكينا ، لذلك ترك لنا جميع استحقاقات حياته والآمه وموته على الصليب ليغنينا بها . إن قلب يسوع يحبنا محلة جعلته يترك أباه وسماءه وملائكته ليأتي الينا ويساكننا ويضمنا الى صدره ويكون لنا ملجأ وملاذاً في محننا وتجاربنا. إن قلب يسوع يحبنا وقد أحبنا اكثر من نفسه اذ انه بذلها عنا فوق الصليب ومن بذل نفسه عن غيره اعطاه كل شيء ولم يبق له شيئاً. أراد أبوه السماوي ان يرشقنا بسهام سخطه وغضبه ، فمثل هو امامه وتوسط بينه وبيننا ورد عنا تلك السهام بل قبلها هو في جسده فمزقته تمزيقاً. قبلها في قلبه فطعنته زجرحته وفتحته وأخرجت منه دماً لغسل خطايانا وخطايا العالم بأسره.
إن قلب يسوع يحبنا ، لذلك لم يبال من اجل حبه لنا بكرامته ولا بمجده ولا بعظمته ، فصبر على انواع الأهانات والأوجاع ولم يفتح فاه امام مقرفيه والمشتكين عليه زوراً والطالبين صلبه عوضاً عن جزيل احساناته اليهم ، واليوم يصبر على هذه الأهانات وهذه الأوجاع عينها في سر القربان المقدس. فهل من حبٍ أعظم من هذا ؟ وهل يسعنا بعد سماعنا كل ما تقدم عن محبة يسوع الشديدة لنا بكل محبة قلوبنا نادمين بل باكين على الأيام التي صرفناها في محبة الخليقة وأباطيل الدنيا ؟ فلنصلح اذن سلوكنا ولنرجع من كل قلبنا عن غيّنا الماضي لنحب يسوع كما أحبه القديسون

اكرام: تأمل فيما قدمته هذا الشهر من تكريم لقلب يسوع

نافـــذة: يا قلب يسوع اجعلني أميناً في نشر رسالتك نحو البشر

اليوم الخامس والعشرونالخميس 25 يونيو:” لطف يسوع للخطاة

أقرن الرب يسوع بصفاته السنية ومزاياه العلوية حنواً تجاوزَ الحدود فقال : أن تنعمي بين بني البشر ( أمثال 8 : 31 ) . أما وداعته فقد تفاقمت عذوبة حتى انها أثرت في قلوب اعدائه الألداء أنفسهم ، فأنهم قدموا أمامه امرأة زانية فلم يرذلها بل أخزى المشتكين عليها . فترك الخطأة ان يقتربو منه لا بل خالطهم وأراد ان يُدعى مُحب العشارين والخطأة ، بل من تشاهد منطرحاً على قدميه المقدستين متخذاً أياهما مأوى وملجأ ؟ . أنك تشاهد المجدلية الخاطئة الشهيرة التي غفر لها بفعل واحد من محبته كل ما أرتكبت من الآثام وسببت من الشكوك . فيا أيتها المجدلية السعيدة لستِ انت التي خطوت الخطوة الأولى نحو هذا المعلم الألهي ، بل هو الباديء الذي قرعَ باب قلبك وتوقع ان تأتي وتنطرحي على قدميه وتغسليهما بدموعكِ وتمسحيهما بشعر رأسكِ ، فقد غفر لكِ كثيراً لأنكِ أحببتِ كثيراً أو بالأحرى لأنه أحبكِ كثيراً.
أبدى المسيح عنايته حتى بالأطفال وهم غير قادرين ان يعرفوه ، لكنهم أنجذبوا اليه بمجرد وداعته ، ولما أراد الرسل ان يطردوهم منعهم قائلاً : “دعوا الأطفال يأتون اليّ  . فباركهم وأحتضنهم ولاطفهم ، اذا تركهم ابواهم أعتنى هو بهم. فأن نسيت الأم بنيها فهو لا ينساهم . أفما رأيتَ كيف قبِلَ الأبن بنيها فهو لا ينساهم . أفما رأيتَ كيف قبل الأبن الشاطر الذي انطرح على قدميه وقال لأبيه :” لست أهلاً لأن أدعى لكَ إبناَ” ؟ أما هو فبادر اليه وعانقه وضمه الى صدره والدموع تهطل من عينيه . وحالما اظهر علامات الندم أعاد اليه حقوق الوراثة والأنعطاف الوالدي. جال هذا الراعي الصالح وهو يحسن وينعم فرأى حظيرته قد كثر مرضاها وثخنت جراحاتها وسكب عليها زيتاً وخمراً وأبراها. فتح عيون العميان وشفى المقعدين ، أبرأ العرج وشفى البرص . بكت أم على وحيدها فتحنن قلبه عليها ، لأنه يشعر بشدة الأوجاع التي تمزق قلبه الطاهر عندما تموت احدى النفوس بالخطيئة ، فتقدم ولمس النعش وقال : “ايها الشاب لكَ أقول قُم”، ثم دفعه الى امه. شاهِدهُ على قبر لعازر الذي دعاه حبيبه ، فبكى عليه حتى ان اليهود لم يتمالكو ان صرخوا قائلين:” أنظرو كيف كان يحبه”

وماذا تقول عن كيفية سلوكه مع تلاميذه انفسهم ؟ وبكم من الصبر الجميل احتملهم ؟ فقد خانه يهوذا ، أما هو فما زال يلقبه بأسم صاحب قائلاً : يا صاحب أبهذا أتيت ( متى 26 : 50 ) أنكره بطرس فألتفت اليه بلطف ودون ان يوبخه او يشكو منه ، أبكاه بكاءاً مراً. ونقول عموما: ان حياة المخلص لم تكن إلا وداعة وحلما ومحبة للبشر .

اكرام: اذا داهمنا الضيق والالم فلننظر الى قلب يسوع ولنستمد منه القوة
نافذة: يا قلب يسوع الصبور والغزير الرحمة ارحمنا 

اليوم السادس والعشرونالجمعة26 يونيو: “

تعالو اليّ جميعاً ( متى 11 : 28 ) فأستمعوا بني البشر وتعجبوا من لطافة هذه الكلمات فرط حلاوتها حتى ان القديس باسيليوس السلوقي يقول في التعليق عليها : تعالوا الي جميعاً فأني لا أضع حداً لمواعيدي ، وقلبي ينبوع الجودة التي لا تنفذ، يمحو آثامكم وخطاياكم. تعالوا الي جميعاً فأريحكم ، أعرضوا علي أسقام خطاياكم فأعالجها ، اظهرو جروحاتكم فأضع عليها المرهم. تعالو الي جميعاً فأن قلبي رحب يسعكم جميعاً وبحار جودتي فسيحة لقبول اجواق الخطأة الذين كالأنهار يلقون نفوسهم فيها لكي يغرقوا زلاتهم ومآثمهم. تعالوا الي جميعاً إذ لابد لقولي من مفعول فأنه شبكة ألقيتها في بحر العالم لأصطاد البشر واقيدهم بها . تعالوا الي جميعاً. ياللصوت القدير الذي انتصر على جميع الأمم ويا للكلمة العلوية قد أسّرت المسكونة كلها تحت نير الأيمان بسلطتها واقتدارها. تعالو جميعاً الى قلبي، تعالو ايها الأطفال الى قلب يسوع فأن محبته أشد من محبة أمهاتكم لأن محبتهنّ ظل بجانب ما يحبكم هذا القلب الحبيب. تعالوا ايها الشيوخ الى قلب يسوع فأنه يرجع عليكم شبابكم لتصبحوا كالنسر. هلموا ايها الأبرار الى قلب يسوع حتى اذا ما تحصنتم في هذا الملجأ الأمين أرتقيتم يوماً فيوماً من فضيلة الى فضيلة. تعالوا ايضاً ايها الخطأة بأجمعكم الى قلب يسوع فأن كانت خطاياكم كالقرمز فيبيضها كالثلج (أشعيا 1 : 18) .
فيا ايتها النعجة الضالة من بيت اسرائيل ، يا نفساً بائسة أعياها تعب طريق الآثام ، لعلكِ تقولين وانت في تلك الحالة التي أوصلتكِ اليها اضاليلكِ ، لقد خذلني الرب ونسيني سيدي ( أشعيا 49 : 14)، ولكن أسمعي ما قاله الرب للقديسة آنجلا: ان اولادي الذين عدلوا عن طريق ملكوتي بخطاياهم وصاروا عبيداً للشياطين، متى رجعوا اليّ أنا أباهم فأقبلهم ويفعمني ارتدادهم فرحاً وأمنح نفوسهم الخاطئة نعماً لا أمنحها دائماً لنفوس تقية، ولذا من أرتكب خطايا جسمية يمكنه ايضاً ان ينال نعمة عظيمة ويحظى برحمة كلية .

إكرام: لا تتفرغ في اعترافاتك لفحص الضمير فقط ، بل أبذل اكثر جهدك في الندامة على

خطاياك ، فقد أعلم قلب يسوع أمته القديسة مرغريتا مريم بأنه يريد ان نقبل سر الأعتراف بقلب منكسر متضع وهو يعوض عن بقية تقصيراتنا غير الأرادية.

نافذة:يا قلب يسوع الحزين في بستان الزيتون أكسر قلبي ندامة على خطاياي.

اليوم السابع والعشرونالسبت 27 يونيو:

ان شئنا ان نرى في حياتنا الأيام الصالحة التي تعدنا بها عبادة قلب يسوع الأقدس لا يكفي ان نحيد عن الشر باجتنابنا الخطيئة ، بل يجب علينا علاوة على ذلك ان نصنع الخير ونحسن الى قريبنا الذي جعله الله بمنزلة نفسه فقال لنا :”ان ما تفعلونه بأحد إخوتي الصغار فبيّ تفعلونه”( متى 25 : 40 ) .  وجعل محبة القريب بعد محبته بل جعلها شبيهة بمحبته فقال لمعلم الشريعة الذي سأله عن أعظم الوصايا : “ان الوصية الأولى العظيمة هي ان تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ، والثانية تشبهها وهي ان تحب قريبك مثل نفسك .  في هاتين الوصيتين سائر الناموس والأنبياء معلقون”( متى 22 : 37 – 40 ) .  فلم يكتف ربنا يسوع بأن يحبنا بل أوصانا ايضاً بأن يحب أحدنا الآخر كما أحبنا هو ( يو 15 : 12 ). 
فمن أراد أن يحب الله من دون ان يحب قريبه ، فقد طلب المستحيل وكانت محبته لله كاذبة ، لأن محبة القريب لا تنفصل عن محبة الله كما لا يمكننا ان نفصل النفس عن الجسد إلا بالموت.  وهذا ما صرح به القديس يوحنا الرسول بقوله لنا :”ان قال قائل اني احب الله وهو يبغض اخاهُ فهو كاذب .  ولنا هذه الوصية منه تعالى المحبة  ، ان يكون المحب لله محباً لأخيه أيضاً”( 1 يو 4 : 20 – 21 ) .
فالعبادة لقلب يسوع الأقدس لا تكون صادقة ان لم نبلغ فيها الى محبة قريبنا تلك التي هي ركن الحياة المسيحية ، لأن القلب الذي نعبده قد أحب جميع الناس على السواء وبذل نفسه عن كل انسان ولا يزال يشرق شمسه على كل الأخيار والأشرار ويمطر على الصديقينّ والظالمين ( متى 5 : 45 ) .  فعلينا ان نقتدي به بكل جهدنا لنكون تلاميذ محقين له : “بهذا يعرف كل احد أنكم تلاميذي ان كان فيكم حب بعضكم لبعض”( يو 13 : 35 ) ، ولذا أعلم قلب يسوع الأقدس ذات مرة أمته القديسة مرغريتا مريم انه يعاقب في المطهر عقاباً شديداً أخف هفوة مخالفة لمحبة القريب.  وكانت هذه القديسة توصي كثيراً تلميذاتها بمحبة القريب ومن جملة ما قالت لهن : (( يا ليت علمتن كم يغتاظ القلب الأقدس من مخالفتكن لمحبة القريب ، فأنكن تمنعنهُ بهذه المخالفة ان يفيض عليكن نعمه بغزارة أعظم )).

إكرام: ما تحب ان يصنعهُ الناس بك ، إصنعهُ انت بهم فتكمل وصية المحبة .

نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً) يا قلبَ يسوع أتون المحبة إشعل قلبنا بنار محبتك ومحبة

اليوم الثامن والعشرونالأحد 28 يونيو: تأمل في العمل حسب ارادة الله

من أحب الله أحب ارادته المقدسة ايضاً وخضع لها في كل أمر وان شقَ عليه هذا الأمر وصعب ، لأن ارادة الله هي قداستنا ( 1 تسا 4 : 3 ) . أما ارادتنا فتطلب دائماً ما يخالف القداسة ويناقضها ويرضي الجسد وأهواءه.  فالعمل اذن بأرادتنا ضلال يبعدنا عن القداسة ويقودنا الى الهلاك الأبدي ، أما العمل بإرادة الله في كل حين فيرشدنا الى كل بر وصلاح وقداسة .  وهذا ما أراد ربنا يسوع ان يعلمنا ويُفهمنا اياه بخضوعه هو أولاً لإرادة أبيه السماوي في كل أمر وفي كل حين حتى موته على الصليب.

تخلف يسوع ذات يوم عن أبويه في هيكل أورشليم ، ولما عاتباهُ عن تغيبه هذا عنهما وقد عذب نفسهما قال لهما :”ألم تعلما انه ينبغي ان أكون في ما لأبي ، ثم نزل معهما وكان يخضع لهما” ( لو 2 : 49 – 50 ) ، وواصل خضوعه هذا في حياته كلها فلم يفعل شيئاً بمجرد ارادته بل كان طائعاً لإرادة أبيه السماوي ، كما صرح لنا بذلك مراراً عديدة فقال : “طعامي أنا أن اعمل مشيئة من أرسلني وأتم عمله”( يو 4 : 43 ) ،  واني نزلت من السماء ليس لأعمل بمشيئتي بل بمشيئة من أرسلني ( يو 6 : 38 ) ، وفي بستان الزيتون لما فرغ من ذكر الموت ومن العذابات المعدة له أراد ان تعبر عنه هذه الكأس الشديدة المرارة ولكنه قدم ارادة أبيه على ارادته الذاتية فقال ثلاث مرات : “يا ابتاه ان كان يستطاع فلتعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كإرادتي بل كإرادتكَ”( متى 26 : 39 ) . فإن كان الرب يسوع قد أحبنا وبينَ لنا محبته هذه بطاعته الى الموت وجب علينا كذلك ان نبين لهُ محبتنا بخضوعنا لإرادته المقدسة وحفظنا وصاياهُ وشرائع كنيستهِ. فالطاعة لإرادة الله في جميع الأمور هي الدليل الأكيد على محبتنا له كما أكد لنا ذلك هو نفسه بقوله لنا : “إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي .  من كانت عنده وصاياي وحفظها فذاك هو الذي يحبني. من يحبني يحفظ كلمتي” ( يو 14 : 15 و 21 ) .

اكرام: اذا كنت حائرآ في أمر ما، فالتجيء إلى قلب يسوع الأقدس فأنه خير عزاء وفرح لك

نافذة: يا قلب يسوع ان تعزيتي في احزاني هي خضوعي لأرادتك المقدسة.

اليوم التاسع والعشرونالأثنين 29 يونيو: تأمل في وجوب الشكر لقلب يسوع الأقدس

إن احسانات الله الينا هي اعظم من ان تدرك واكثر من ان تحصى، اذا قسناها برمل البحر او نجوم السماء كانت اكثر عددآ وأعظم شأنا منها، وقد تجلت احسانات الله الينا في اربعة اعمال خاصة وهي: الخلقة، سر التجسد، سر الفداء وسر القربان المقدس. ففي الخلقة أخرجنا الله من العدم وأرانا نور الحياة وأعد لنا في أنواع الحيوان والنبات والجماد كل ما يحتاج إليه جسدنا من طعام وشراب وكسوة. وفي سر التجسد  أخلى ذاته لأجلنا وصار انسانا مثلنا وجاء في طلبنا وهدايتنا الى الطريق الحق الذي ضللنا عنه. وفي سر الفداء وفي عن خطايانا وتألم ومات على الصليب وبذل نفسه دوننا وسكن غضب الله ابيه علينا ونجانا من عذاب الجحيم ومن الهلاك الأبدي الذي استحققناه بذوبنا ومآثمنا. وفي سر القربان المقدس اعطانا جسده ماكلآ حقآ ودمه مشربآ حقآ لنحيا به حياة مسيحية مقدسة الهية ويكون لنا عربون المجد الأبدي فمن الذي أحسن الينا مثل هذه الإحسانات الجلية ؟ ومع ذلك لا يرى قلب يسوع الأقدس من يشكره على هذه الإحسانات، ولا يلاقي من اغلب المسيحيين الذين أحسن اليهم سوى برودة في محبته وانواع الإهانات التي جعلته يتشكى منها قائلآ لأمته القديسة مرغريتا مريم:( ها هي ذي الحالة التي تركني فيها شعبي المختار فإني أعددتهم ليسكنوا عدلي أما هم فقد اضطهدوني سرآ وعلانية وقابلوا شدة حبي لهم بأنواع الإهانات ). وقال لها ايضآ: (ها هو ذا القلب الذي أحب البشر كل الحب حتى انه أفنى ذاته دلالة على شديد حبه لهم ولا ألاقي عوض الشكران سوى الكفران والإحتقار والإهانات والنفاق والبرودة نحو سر محبته. وفي الحقيقة كم من المسيحين يتناولون القربان المقدس ببرودة فلا يقضون بعد تناولهم بعض دقائق في الكنيسة ليشكروا الرب يسوع على تناوله ومجيئه إليهم ليلح فسادهم ويشركهم في حياته الألهيه. فكأن التناول ليس لديهم عطية تشكر وهو أعظم العطايا فلنكن إذن من الشاكرين لقلب يسوع الأقدس على أنه

 اكرام:اتل فعل الرجاء ثلاث مرات واضف إليه آل مرة هذه النافذة.

نافذة: يا قلب يسوع الأقدس انت رجائي ونصيبي في أرض الأحياء .( 6 : مز 141 )

29 يونيو- تذكار استشهاد القديس بطرس الرسول[2]St. Peter, Apostle

ايها القديس بطرس الرسول، لأنك الصخرة التي بنى الله القدير عليها كنيسته التجئ اليك فاحصل لي على الايمان الحي والرجاء الثابت والحب الملتهب، ولا تجعلني متعلقا بذاتي ولا لمباهج العالم، واجعلني صبورا في شدائدي، متضعا في نجاحي، ومواصلا لصلاتي، طاهرا في قلبي، وبنية صادقة اتمم جميع اعمالي، معتنيا في تنفيذ كل واجبات حياتي، وثابتا في قراراتي، مستسلما لمشيئة الله ومثابرا بنعمة الله حتى الموت، حتى انه وبواسطة شفاعتك وباستحقاقاتك العظيمة اكون جديرا ان اظهر امام رئيس الرعاة الأزلي يسوع المسيح الذي يملك مع الآب والروح القدس الي الأبد. آمين.

29 يونيو- تذكار استشهاد القديس بولس الرسول[3]St Paul, Apostle

يا قديس بولس الرسول والأب والمثال الصالح، احصل لنا من الله على قلب رسولي قلب كبير كِبر العالم، واعطنا الغيرة والحماس لمجد الله. ان حياتنا تستهلك كثيرا كمثالك في وسط العمل والتعب حتى من خلال الضيقات والمحاكمات من كل الأنواع. ساعدنا كي نجاوب بكل فرح وكرم لدعوة الله لكي يكون معروفا وممجدا في كل مكان وزمان. احضر لنا حبك المشتعل نحو يسوع المسيح الذي جعلك مسيح آخر وتشفع لأجلنا لكي يحيا فينا الله طالما حيينا لمجد الثالوث الأقدس ولخلاص العالم. آمين.

اليوم الثلاثون الثلاثاء 30 يونيو: تأمل في تنصيب قلب يسوع ملكاً في البيوت

أراد ربنا يسوع بعبادة قلبه الأقدس أن يرشدنا إلى ثلاثة افعال جزيلة الفوائد لنفوسنا وهي  الأول، التناول في اول جمعة من كل شهر. الثاني : القيام بالساعة المقدسة .  أما الفعل الثالث فهو نصبهِ ملكاً على بيوتنا وعيالنا لأننا رعيتهِ ولكل رعية ملك.  فيسوع هو ملكنا بحقٍ طبيعي لأنه ربنا والهنا ، وبحق إكتسابي اكتسبهُ ، “لأنه انقذنا من سلطة الظلمة” { بولس 1 : 13 } وبذل نفسهُ فديةً عن الجميع” ( 1 طيم 2: 6 ) .
كان الشيطان قبل مجيء المسيح ملكاً على العالم كله ، فهدم المسيح ملكهُ بقوة صليبهِ ليملك هو مكانهُ ، ولكن الناس لا يريدون مُلك المسيح . واليوم أيضاً يتكرر على لسانهم تجديف اليهود الصارخين أما بيلاطس ، ما نريد ان يملك هذا علينا ، اننا لا نعرف ملكاً غير قيصر. 
فتعويضاً على هذا التجديف الفظيع يطلب الآن قلب يسوع الأقدس ان يملك على بيوتنا عوض الشيطان من حيث انهُ ربنا وإلهنا ، وقد إفتدانا بدمهِ الكريم فصرنا خاصتهِ ، ومعنى ذلك ان يملك على عقلنا لكي لا نفتكر إلا بهِ .  وعلى إرادتنا لكي لا نحب سواه.  وليس من يجهل مافي هذا الملك من السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة .  لأن الشيطان إذا ملكَ ، هدم ودمر وخرّب. أما المسيح فإذا ملكَ عمّر وأغنى وأسعدَ ، لأن بيدهِ السعادة والغنى والمجد والكرامة.  إن مُلك يسوع تحرير وخلاص ، وأما مُلك الشيطان فإستعباد وهلاك . فإذا طلب المسيح أن يملك علينا يريدُ بمُلكهِ هذا ان يسعدنا ويحررنا من عبودية الشيطان والخلايق والأهواء الرديئة ويخلصنا من الشرور المالكه على هذا العالم.  وقد إنتشرت هذه العبادة الحميدة منذ سنة 1907 م على يد الأب متي كَرولي على أثر شِفائهِ العجيب من مرض عضال في قلبهِ ، فأخذَ يطوف في البلاد ويملك قلب يسوع على البيوت .  ولهذا التمليك حفلة خصوصية يستطيع كل كاهن ان يقوم بها فيبارك صورة قلب يسوع وينصبها في أحسن مكانٍ في البيت.   
وأمام هذه الصورة تجتمع هذه العائلة لقضاء صلواتها اليومية وتعد يسوع شريكها في أحزانها وافراحها بل تعدهُ رب البيت ، فتفوض إليه جميع أمورها وهمومها وأشغالها وتدعهُ يدبرها بحسب إرادتهِ وفطنتهُ الألهية . 
إكرام: ابذل شيئاً من مالك لتبتاع آتباً او صوراً تخص القلب الأقدس ، وأجتهد في توزيعها في جميع الجهات.

نافذة:يا قلب يسوع الأقدس إجعلني أحيا بك ولأجلك.

تكريس الذات لقلب يسوع الأقدس

يا حبيبي يسوع, إني إظهاراً لمعروفي بالجميل, وتعويضاً عن خطاياي, أقدّم لك قلبي مخصّصاً إيّاه تخصيصاً مطلقاً لحبّك الإلهيّ, قاصداً بنعمتك الإلهيّة ألاّ أعود أهينك أبداً.

يا قلب يسوع الحبيب المشتعل بنار الحبّ الإلهيّة نحو البشر, لقد أحببتنا بنوع مفرط يفوق فهمنا وإدراكنا, أعطني القدرة لأن أحبّك وأخبر العالم بالحبّ العجيب وبالمواهب التي تغمر بها الأنفس المتعلّقة بك والمشغوفة بمحبّتك, فتنازل يا يسوع حبيبي واقبل تقدمة إرادتي بكاملها لخدمتك وإرضائك. فتنازل علّمني يا ربّ ما الذي تريده وتبتغيه مني, فإنّ قلبي مستعدّ لمباشرته واتمامه مع عونك ونعمتك الإلهيّة.

اسمح لي أن أسجد للجروحات الخمس التي في جنبك ويديك ورجليك مترجيّاً أن يُقدّسني ما سال منها من دمك الثمين وينجيني من الوقوع في حبائل الخطيئة المنصوبة لهلاكي. اسمح لي أن أعتبر جرح قلبك الأقدس الباب لخلاصي. إنّ باب قلبك يا يسوع مفتوح وأريدُ الدخول في هذا المقدس الإلهيّ لأسكن في باطن جروحاتك المقدّسة. فهي أفواه تطلب لي الرحمة وينابيع طاهرة تطهرني من آثامي وخطاياي.

صلاة تكريس العائلة لقلب يسوع الاقدس

يتم التكريس والتنصيب لأفراد الأسرة والصور الخاصة بقلب يسوع الأقدس والدهن بالزيت المقدس

يا قلب يسوع الأقدس، يا من أبديت رغبتك الشديدة الى القديسة مرغريتا مريم في ان تُنصّب ملكاً على جميع الأسر المسيحية، هو ذا نحن عملاً بتلك الرغبة السامية والمقدسة  نتقدم اليوم إليك لنعلن مطلق سلطانك على أسرتنا وبيتنا وكل الساكنين فيه.
لقد عزمنا من الآن وصاعداً ألاّ نحيا إلاّ بك، وأن نعيش حياتك ولتنغرس فينا الفضائل الإلهية وتزدهر فينا مواهبك الروحية لننعم بسلامِك وهكذا نكون قد ابتعدنا عن الملذات الدنيوية الفانية. أطرد الروح العالميـة المغروسة وأملك يا رب على عقولنا بروح الايمان التام،

وعلى قلوبنا بقوة هذا الحب المضطرم نحونا في سر الافخارستيا العحيب ويدفعنا الى التناول من سر قربانك المقدس.
أيها القلب الالهي تبَنًَ عائلتنا وبارك كل أعمالنا، قدّس حياتنا. نقّ قلوبنا. طهّرنا من كل خطيئة. قُد خطواتنا. خفف آلامنا. أشف أمراضنا. قدّس ارواحنا. يا قلب يسوع ارحمنا واشعل فينا نار حبك.
أننـا نعاهدك من الآن بأننا لن نحيد عنك بل سنخضع خضوعاً تاماً لأحكامك الإلهية، ونستمر أمناء على عهدك ورجاءنا هو ان نذكر ذلك اليوم السعيد الذى سوف يجمع الأسرة كلها فى الفردوس لتمجد مراحمك مدى الأبدية كلها.

فليتنازل قلب مريم الطاهر والقديس يوسف العظيم والمجيد ويقدما لجلالك هذا التكريس وأجعله يارب ماثلاً أمامنا دائما فى كل أيام حياتنا.  أمين

أبانا الذي في السماوات     السلام عليك يا مريم …….

  • يا قلب يسوع الأقدس أملك علينا
  • يا قلب يسوع الأقدس ليأت ملكوتك
  • يا قلب مريم الطاهر كن خلاصي.

صلاة يومية أمام قلب يسوع

يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة و الصلاح. أنت تراني و تحبني. أنت  رحيم و غفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته. ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي. فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي، و ألق السلام في عائلتي، و عزني في شدائدي، وكن ملجأي طيلة حياتي و في ساعة موتي. إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حاراً فاني سأرتقي درجات الكمال أنعم علي يا يسوع بنعمة خاصة ألين بها القلوب القاسية، و أنشر عبادة قلبك الأقدس. و اكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد. و أسألك أن تبارك مسكني حيث تكرم صورة قلبك الأقدس.امين.

المراجغ:

  • كتب للمؤلف
  • موقع http://www.catholictradition.org/
  • موقع http://peregabriel.com/
  • Sacred Heart of Jesus-Prayer Book, Paulin Book & Media (2016)

لوس انجلوس في مارس 2020


[1]ولد في لشبونه، في اواخر القرن الثاني عشر. وتوفي في بادوفا سنة 1231. انتمى الى الرهبانية الفرنسيسكانية، الى جانب مؤسسها، من أجل ان يتمكن من الذهاب إلى افريقيا وتبشير شعوبها. لكن نشاطه امتدّ إلى فرنسا وايطاليا. وكان عظيماً بفضائله ومواهبه وعجائبه. وهو أول من علّم اللاهوت في رهبانيته. وكتب من المواعظ ما كان على جانب كبير من العمق التعليمي. أعلنت قداسته في السنة التالية لوفاته، وأخذ تكريمه منذ ذلك في الانتشار.

[2] http://www.marnarsay.com/Santas/Botrous%20Alrasol.htm

في مثل هذا اليوم استشهد القديسان العظيمان الرسولان بطرس وبولس. أما بطرس فكان من بيت صيدا وكان صيادا فانتخبه الرب ثاني يوم عماده بعد انتخابه لأخيه إندراوس. وكان ذا إيمان حار وغيرة قوية ولما سأل الرب التلاميذ. ماذا يقول الناس عنه. أجابوا: “ايليا أو ارميا أو أحد الأنبياء ” فقال بطرس ” أنت هو المسيح ابن الله ” وبعد أن نال نعمة الروح المعزي جال في العالم يبشر بيسوع المصلوب ورد كثيرين إلى الإيمان وقد أجري الله علي يديه آيات كثيرة وكتب رسالتين إلى جميع المؤمنين. ولما دخل رومية وجد هناك القديس بولس الرسول، وبكرازتهما آمن أكثر أهل رومية فقبض عليه نيرون الملك وأمر بصلبه. فطلب أن يصلبوه منكسا وأسلم روحه بيد الرب.

[3] http://www.marnarsay.com/Santas/Pouls%20Alrasol.htm

بولس الرسول او شاول فقد ولد بطرسوس قبل ميلاد المخلص بسنتين، وهو من جنس يهودي من سبط بنيآمين.، فريسي ابن فريسى وكان عالما خبيرا بشريعة التوراة شديد الغيرة عليها مضطهدا المسيحيين. وبعد لقاءه بالرب جاهر بالإيمان وجال في العالم وبشر بالمصلوب وناله كثير من الضرب ” الحبس والقيود وذكر بعضها في كتاب أعمال الرسل وفي رسائله ثم دخل رومية ونادي بالإيمان فأمن علي يديه جمهور كثير. وكتب لهم الرسالة إلى أهل رومية وهي أولي الرسائل الأربع عشرة التي له. وأخيرا قبض عليه نيرون وعذبه كثيرا وأمر بقطع رأسه وكان ذلك في سنة 67 م.