لقاء عجيب ( يو4/1-42)
خاص بالموقع – أبريل 2013
عزيزي إنجيل اليوم يحدثنا عن قصة واقعيه حدثت لإمرأة في زمن كان السامريون لا يخالطون اليهود.فكان اليهودي يتنجس إذا لمس سامرياً ولا يجتاز يهودى في سفره بالسامرة إلا إذا كان مضطراً، حتى صار إسم السامري عاراً ومرادفاً لكلمة شيطان .فقال اليهود عن المسيح أنه سامري وبه شيطان (يو8/4).وإستخدم الرب المرأة السامرية ليظهر أن رسالته للكل وليس لليهود فقط .وحديثنا يدور حول بعض المعانى الروحية حول الإنجيل :-
أولاً: لحظة اللقاء
كانت لحظة اللقاء ظهرًا، وكأنه تدبير إلهي ،ليس في الصباح أو في المساء كعادة أهل البلد قبل أن تشتد حرارة الشمس إنما ظهرًا ذهبت لتستقى ماءاً في نفس اللحظة التى وصل فيها الرب وإستراح من تعبه .والظهر هو وقت التحول من الصباح إلى المساء .فهوعلامة على تحول السامرية من حالة العبودية والفساد إلى حياة القداسة وحرية أبناء الله .وأيضاً الرب كان أولاً لليهودوالآن أصبح للكل .
ثانياً: الماء الحى
سأل الرب عن الماء ليظهر نفسه أنه الشريعة الجديدة .ففي الشريعة القديمة لا يستطيع الرجل أن يتحدث مع إمرأة ، وخاصة لو كانت سامريه .أما في شريعة العهد الجديد فقد تغير كل شئ .فالماء الحى هو علامة لشريعة العهد الجديد ، وهو الشريعة نفسها ،فالله هو الماء الحي ،بمعنى أن المسيح شريعة العهد الجديد . لو آمنت بالمسيح ، فحياتها سوف تتغير ،فلا يكون لها خمسة رجال إنمايكون لها واحداً فقط .
وهناك إعلان صريح لنا فكل من يؤمن بالمسيح لايعطش أبداً ، أما من يلتجأ إلى الأمور العالمية فليس له سلام أو طمأنينة حسب قول الرب كل من يشرب من هذا الماء يعطش !.
ثالثاً: العبادة الحقيقية
بعد أن شعرت السامرية بأن المسيح نبياً، سألته عن العبادة في أورشليم حيث إلهيكل أم في جبل جرزيم. هنا الرب يحول نظرها إلى معنى العبادة الحقيقية المقبولة لديه وهى عبادة الله بالروح والحق أى طهارة النية والقلب ، والصدق في عبادتى ، فالرب يريد أن يحول قلوبنا بعيداً عن العبادة الحرفية الظاهرية التى ترضى البشر ولا ترضيه .ما الفائدة من صومي وصلاتي وأنا أنانى ، جشع لا أشارك الآخرين ،متكبر ،منافق،في حالة رياء دائم،أطلب مجد نفسى وليس مجد الله .فترة الصوم هى فترة دخول إلى العمق ،لأرى ذاتى كما يراها الرب .
+ عزيزي
إسأل ذاتك ،من أى ماء تشرب ؟ من ماء المسيح أم من ماء عالم الشر ؟وبأى طريقه تعبد الرب إلهك ؟هل يهمك المظهر الخارجى للعبادة ؟أم روح العبادة الباطنية؟
الأب بيشوي يسَّى أنيس
راعي كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك
تورنتو – كندا