… اصيب مينا بصدمة . من يعرف اسراري هذه ؟ من يعرف ما الذي يدور بيني وبن أصدقائي ؟ ثم امسك بملف آخر كتب عليه :” الأصدقاء اللذين خنتهم ” فقراء فيه تفاصيل بكل الأسماء والتصرفات الخاطئة التي مارسها ضدهم , بما فيها من كلمات النميمة والإدانة والنقد من وراء ظهورهم. وعلي رفوف اخري وجد مئات وملايين من الملفات منها : كلمات السخرية التي نطقت بها كلمات الكذب التي تفوهت بها المزاح وأهانة الغير . التمرد علي الوالدين والجماعة . الإهمال والتراخي في العبادة . الأفكار الشهوانية. شهوات الجسد . الغيرة المرة . افكار الغضب الباطل . كانت هذه الملفات وغيرها مكتظة بالأوراق بتفصيل لم يكن يتذكرها مينا نفسه , وما ادهشه انه وجد توقيعه علي كل ورقة . ولاحظ في جانب بسيط بعض الملفات تكاد لا توجد بها اوراق فيها : الصلاة لآجل الآخرين . مشاركة الغير في التمتع بكلمة الله . البذل والعطاءبلا انتظار لمكافأة . وغيرها من الفضائل المفروض ان يمارسها وينميها… هذه الملفات وغيرها تكاد تكون فارغة تماما . بدأت الدموع تنهار من عيني مينا , حتي انهار وسقط علي الأرض وهو يصرخ :” من ينقذني من خطاياي ؟ ماذا اقول حين يدخل احد الي حجرتي الخاصة ؟ بماذا اجيب امام الله ؟…” فجأة وجد يدا تربت عليه , تمسك بيده و ترفعه لكي تحتضنه . لاحظ فيها آثار جراحات المسامير .وسمع صوته قائلا ” لماذا تبكي انا , أنا مخلصك! ماذا افعل يا سيدي ؟ آمن وأمسك بيدي , ولتعلن بحبك العملي ايمانك بي . لتسر معي في طريق صليبي فتتمتع ببري . التصق مينا بشخص السيد المسيح , وساله الا يتركه عاد به المخلص الي حجرته وهناك رشم عليها علامة الصليب من كل جانب وإذا بكل الملفات تغتسل كما بالدم .امسك مينا ببعض الملفات فوجد دم السيد المسيح قد غطي اسمه . لم يختفي الإسم , لكن نقش عليه اسم ربنا يسوع كما بحروف من نور . لقد مسحت كل الملفات المؤلمة , وتحولت الحجرة المظلمة المغلقة الي هيكل مملوء مجدا وبهاء. تسللت دموع الفرح من عيني مينا وهو يشكر الله انه اتاح له فرصة أخرى وحياه جديدة نقية طاهرة GiorGio