فلما شعر بدنو اجله وانه لا بد مائت ارتمى على فراشه وصمت برهة ثم قال: “من اين هذه الحرب في أحشائي ؟ واية حجة تستطيع الآن ان تقوم في وجه الحقائق ؟ هل أزعم ان ليس هناك جحيم ؟ بينما اشعر بجحيم في داخلي ؟ وهل انا واثق من ان لا عقاب في الآخرة وها انا اشعر بوطأة الدينونة ؟ وهل لا زلت أدّعي ان نفسي مصيرها العدم والفناء كجسدي بينما يتداعى مني الجسد ويفنى وروحي تنشط وتحس حساً مرهفاً كما كانت دائماً ؟ آه لو رجعت الآن طفلاً وديعاً بريئاً !! آه ويحي انا الانسان الشقي . اين اهرب من ضميري المشتعل ؟ وماذا سيصيبني عما قريب ؟ ولما اراد واحد من اصدقائه الاشرار ان يبدد مخاوفه ، نظر اليه السير فرنسيس وقال: “أما ان هناك إلهاً فهذا ما اعرفه تماماً لانني اشعر الآن بتأثير غضبه وأما ان هناك جهنم فهذا ايضاً أكيد عندي لاني اخذت عربون ميراثي فيها وها هو في أحشائي وأما ان هناك ضميراً طبيعياً فها انا الآن اشعر به في دهشة ورهبة لانه يؤنبني باستمرار على شروري وآثامي وذاكرتي الان تستعرض كل خطاياي . وأما لماذا جعلني الله مثالاً لغضبه ونقمته اكثر منك او من أي واحد من باقي اصدقائي فذلك لانني عرفت عن نعمته ومبادئ الانجيل اكثر من جميعكم وازدريت بروح النعمة اكثر منكم جميعاً”. “آه ليت الف سنة في أوج النار المتقدة تستطيع ان تأتي لي بالعفو من عند الله وترجعني اليه !! لكنها أمنية باطلة عاطلة . ان ملايين الملايين من السنين لن تقربني من نهاية عذاباتي التي لا تنتهي . يا لرهبة الأبدية !! من قاسها وعرف أغوارها !! ومن ذا الذي يستطيع ان يعلق على هذه الكلمات … أبد الآبدين” ؟ ولئلا يظن اصدقاؤه انه قد جن قال : “انتم تظنون اني مخبول او مشتت الفكر وليتني كنت واحداً منهما . ولكم من العقاب اني لست كذلك . لأن ادراكي سليم وتعرفي على الاشخاص والاشياء اكثر وعياً وصحة مما كنت في كامل صحتي . ولعله من مرارة اللعنة ان اكون الآن اكثر شعوراً وارهب حساً بالحالة التي ترديت فيها . أتريدون ان تعرفوا لماذا ذاب لحمي وصرت هيكلاً عظمياً في مدة قصيرة جداً ؟ اسمعوا لقد احتقرت خالقي وانكرت الفادي يسوع المسيح الذي ارسله الله لخلاص نفسي والتصقت بالفجار والاشرار واندفعت في سلبيلهم عن اعتقادات خاطئة فاسدة الى ان نضجت معاصي وحان وقت دينونتها . ووقع قضاء الله الصارم في الوقت الذي ضننت فيه اني آمن مطمئن وان صوت الضمير قد خفت جداً” ثم سكت وفي صوت ضعيف بدأ يئن أنيناً مخيفاً وكان من فترة الى اخرى يفزع ثم قال : “يا لغصة الموت والهاوية” ومات للوقت ليلقى جحيماً مستعراً أخذ منه عربوناً هنا لكي يكون تحذيراً للكثيرن من الخطاة المستهترين واللامبالين. “كل واحد منا سيعطي عن نفسه حساباً لله” رومية 14 :12 “وضع للناس ان يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة” عبرانيين 9 :27 “لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك ان الله أقامه من الأموات خلصت” رومية 10 :9