إعداد مراسل الموقع من القاهرة – ناجى كامل
نقلا عن إذاعة الفاتيكان
البابا فرنسيس: الصلاة هي ببساطةٍ قلبٌ مفتوح في حضرة الله الآب
“إن المسيحي يعرف جيّدًا أنه بدون مساعدة الرب لا يمكنه أن يسير قدمًا في الحياة” ه…ذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وأكّد أنه يمكننا أن نصلّي جيّدًا فقط إن كنا قادرين على منح المغفرة لإخوتنا وإن كان قلبنا في سلام.
ضعف، صلاة ومغفرة تمحورت عظة الأب الأقدس حول هذه النقاط الثلاث وأكّد أننا ضعفاء وبأن هذا الضعف نحمله جميعًا بسبب الخطيئة الأصلية. نحن ضعفاء، تابع الحبر الأعظم ونسقط بسهولة في الخطيئة ولا يمكننا أن نسير قدمًا بدون مساعدة الرب. فالذي يعتبر نفسه قويًّا وأنه قادر على النجاح وحده، هو مجرد شخص ساذج وسيفشل بسبب الضعف الذي يحمله في داخله. إن ضعفنا يحملنا على طلب المساعدة من الرب، كما صلينا في صلاة الجماعة “أغث ضعفنا البشري بنعمتك التي بغيرها نقف عن كلِّ خير عاجزين”. فبدون مساعدة الرب لا يمكننا أن نقوم بأي خطوة في مسيرة حياتنا المسيحيّة لأننا ضعفاء، ضعفاء حتى في الإيمان. جميعنا نؤمن وجميعنا نريد أن نسير قدمًا في حياتنا المسيحية ولكننا غالبًا ما لا نتنبّه لضعفنا فنسقط، ومن هنا يمكننا أن نرى جمال هذه الصلاة التي رفعناها: “أغث ضعفنا البشري بنعمتك التي بغيرها نقف عن كلِّ خير عاجزين”.
تابع البابا فرنسيس تأملّه متوقفًا عند الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من الإنجيل متى وقال إن يسوع يعلمنا كيف نُصلّي ولكن ليس كالوثنيين الذين كانوا يكثرون الكلام لأنّهم كانوا يَظُنُّونَ أَنَّهُم إِذا أَكثَروا الكلامَ يُستَجابُ لهُم. وذكر البابا بوالدة صموئيل التي كانت تصلّي وتطلب من الرب أن يعطيها مولودًا ذكرًا فكانت تتكلّم في قلبها وشفتاها فقط تتحركان فلما رآها الكاهن الذي كان هناك ظنّ أنها سكرى ووبخها. لكنها لم تكن سكرى، كانت تحرك شفتيها فقط لأنها لم تكن تقوى على الكلام… كانت تطلب من الرب أن يعطيها طفلاً. هكذا هي الصلاة أمام الله، إذ أننا نعرف أنه صالح وبأنه يعرف كل ما نحتاج إليه، وبالتالي نبدأ صلاتنا بكلمة “أبانا” إنها كلمة بشريّة وتعطينا الحياة ولكن خلال الصلاة لا يمكننا أن نقولها إلا بقوّة الروح القدس. فصلاتنا تبدأ دائمًا بقوة الروح القدس الذي يصلّي فينا، وهذه هي الصلاة ببساطة: قلب مفتوح في حضرة الله الآب الذي يَعلَمُ ما نحتاج إِلَيه قبلَ أَن نسأله.
وختم البابا فرنسيس عظته متوقفًا عند المغفرة وقال لقد علّم يسوع تلاميذه أن الآب لن يغفر لهم ما لم يغفروا للآخرين زلاتهم. وبالتالي لا يمكننا أن نصلّي جيدًا وندعو الله أبانا إن لم يكن قلبنا في سلام مع الآخرين ومع الإخوة. قد يقول لي أحدكم: “ولكن يا أبت، لقد قال لي كذا وفعل لي كذا…” أقول لكم “اغفروا كما يغفر الله لكم! فيصبح عندها ضعفنا – بمساعدة الله في الصلاة – قوة لأن المغفرة بذاتها هي قوة كبيرة. فلكي نغفر ينبغي علينا أن نكون أقوياء، لكن هذه القوة هي نعمة ينبغي علينا أن نطلبها من الرب لأننا ضعفاء!