في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا
بقلم ألين كنعان
الفاتيكان, 3 يونيو 2014 (زينيت)
“يسوع يصلّي من أجل كلّ واحد منا مظهرًا للآب جراحاته” عبارة من أهم العبارات التي تحدّث عنها البابا اليوم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا مشيرًا إلى أنّ يسوع هو المحامي الذي يدافع عنا بالرغم من أننا مذنبون ونقترف الكثير من الخطايا.
شدد البابا من خلال قراءات اليوم (أع 20: 17-27؛ يو17: 1-11) على صلاة الشفاعة وأخبر بأنّ الشعب كان يشعر بالحزن الشديد على مغادرة بولس ميليطش تمامًا مثلما ترك التلاميذ يسوع عندما كان في بستان الزيتون وأشار البابا إلى أنّ يسوع كان يصلي من أجلهم للآب قائلاً “إني أدعو لهم”. “إنّ يسوع يصلي من أجلنا تمامًا مثلما صلى لبطرس وللعازر أمام القبر. إنّ يسوع يقول لنا: “إني أدعو لهم، ولا أدعو للعالم، بل لمن وهبتهم لي لأنهم لك”. يسوع لا يصلي من أجل العالم بل إنه يصلي من أجلنا، إنه يصلي من أجل الكنيسة”.
وتابع البابا: “أظنّ أنه علينا أن نفكّر جيدًا بهذه الحقيقة، بهذا الواقع: إنّ يسوع يصلي من أجلي في الوقت الحاضر. يمكنني أن أمضي في حياتي لأنّ لديّ محامي يدافع عني حتى لو كنتُ مذنبًا ولديّ الكثير من الخطايا… إنه محامي دفاع جيد ويتحدّث عني للآب”.
وأضاف البابا: “إنه المحامي الأول ومن ثمّ يرسل البرقليط. عندما نواجه المشاكل أو العوز في الرعية، في المنزل، في العائلة، علينا أن نسأل يسوع أن يصلي من أجلنا”. ثم سأل البابا: “كيف يصلي يسوع؟ لا أظنّ أنه يكثر الكلام مع الآب. إنه لا يتحدّث بل يحبّ. إنما يوجد شيء واحد يقوم به الآب اليوم وأنا أكيد بأنه يقوم بذلك. إنه يظهر جراحاته للآب، ويسوع من خلال جراحاته يصلي من أجلنا: “ولكن يا أبي هذا هو ثمن هؤلاء! ساعدهم، إحمهم. إنهم أبناءك الذين ساعدتهم من خلال هذه!”
وسأل البابا: “وإن لم يكن كذلك، لِم إذًا بعد القيامة لم يظهر يسوع بهذا الجسد الممجد، الجميل من دون كدمات أو جروحات وبدا كل شيء جميلاً؟ إنما بقيت الجراحات. الجراحات الخمس. لمَ أراد يسوع أن يأخذها معه إلى السماء؟ لماذا؟ لكي يصلي من أجلنا. لكي يظهر للآب الثمن الذي دفعه. “هذا هو الثمن، لا تتخلَّ عنهم الان، ساعدهم”.
وقال البابا: “علينا أن نتحلى بالإيمان بأنّ يسوع يتشفّع لنا في الوقت الحالي أمام الآب من أجلنا كلنا. وعندما نصلي علينا ألاّ ننسى أن نسأل يسوع أن يصلي من أجلنا: “يا يسوع، صلِّ من أجلنا. أظهر للآب جراحاتك التي هي جراحاتي أيضًا، إنها جراحات خطيئتي. إنها جراحات مشكلتي في الوقت الحالي”. ويسوع المتشفّع، يظهر جراحاته للآب. وهذا يحصل اليوم، الآن. أنظروا إلى الكلمات التي قالها يسوع لبطرس، “بطرس، سأصلي من أجلك لكي لا تفقد إيمانك”.
وختم البابا: “نحن أكيدون بأنه يقوم بذلك من أجل كل واحد منا. علينا أن نتحلى بالإيمان بصلاة يسوع التي يصليها أمام الآب مع جراحاته