الباب الثالث
سُلطة الكنيسة العُليا
ق. 42
كما يشكّل القدّيس بطرس وسائر الرسل، بإرادة من الرب، هيئة واحدة، كذلك يتّحد الحبرُ الروماني خليفةُ بطرس، والأساقفةُ خلفاءُ الرسل، فيما بينهم.
الفصل الأول
الحبر الروماني
ق. 43
إنّ أسـقفَ الكنيسـة الرومانية الذي تستـمرّ في شخصه المهمّة التي منحها الرب على وجه خاص لبطرس أوّل الرسل، لتنتقل لخلفائه، هو رأس هيئة الأساقفة ونائب المسيح وراعي الكنيسة بأسرها في هذا العالم، ومن ثمّ يتمتّع بحكم منصبه بالسلطان المألوف الأعلى المطلق المباشر الشامل في الكنيسة، وله على الدوام الحرّية في ممارسته.
ق. 44
البند 1 – يُحـرز الحـبر الـروماني الســلطان الأعـلى التامّ على الكنيسة، بانتخابه على وجه شرعي وقبوله لهذا [الانتخاب] بالإضافة إلى السيامة الأسقفية؛ ولذلك، فإن المنتخَب للحبرية العظمى المتّسم بالسمة الأسقفية، يُحرز هذا السلطان منذ قبوله [الانتخاب]؛ أمّا إذا خلا المنتخَبُ من السمة الأسقفية، فيُرسَم أسقفا فورًا.
البند 2 – إذا حدث أن تخلّى الحبر الـروماني عن منصبه، يلزم لصحّة التخلّي أن يتمّ بحرّية ويُعلَن عنه كما يجب،لكن لا[يلزم] أن يقبله أحد.
ق. 45
البند 1 – للحبر الروماني بحكم منصبه سلطان، لا على الكنيسة بأسرها فحسب، بل له على جميع الإيبارشيات وهيئاتها رئاسة السلطان المألوف، وبها يوطّد ويحمي في آن واحد السلطان الذاتي والمألوف والمباشر، الذي يتمتّع به كل من الأساقفة في الإيبارشية المعهودة إلى عنايته.
البند 2 – إن الحبر الروماني لدى اضـطلاعه بـمـنصـبه كراعٍ أعلى لـلكنيسة بأسرها، متّحد على الدوام في الشركة مع سائر الأساقفة، بل مع الكنيسة جمعاء؛ ومع ذلك فله الحقّ في تحديد أسلوب ممارسة هذا المنصب بطريقة شخصية أو جماعية، حسب احتياجات الكنيسة.
البند 3 – لا مجال للاستئناف ولا للتظلّم من حكم الحبر الروماني أو قراره.
ق. 46
البند 1 – يعـاضد الأسـاقفة الحبر الروماني في ممارسة مهامّ منصبه، ويمكنهم أن يتعاونوا معه بطرق مختلفة، منها سينودس الأساقفة؛ ويساعده فضلا عن ذلك الآباء الكرادلة والدائرة الرومانية والمندوبون الحبريون، وغيرُهم من الأشخاص والمؤسّسات المختلفة، حسب احتياجات الزمن، ويضطلع كل هؤلاء الأشخاص وهذه المؤسّسات بالمهمّات المعهودة إليهم باسمه وبسلطته، لخير جميع الكنائس، وفقًا للقواعد التي يقرّرها الحبر الروماني نفسه.
البند 2 – البطاركة وسـائر الرؤسـاء الكنسـيّين، الذين يرئسـون كنائس متمتّعة بحكم ذاتي، تحكم مشاركتهم في سينودس الأساقفة، قواعد خاصة يقرّرها الحبر الروماني نفسه.
ق. 47
عند شغور الكرسي الروماني أو إعاقته إعاقة تامّةّ، لا يُستحدَث أي شيء في حكم الكنيسة بأسرها، بل يـُعمَل بالقوانين الخاصة الصادرة لمثل هذه الظروف.
ق. 48
في هذه المجموعة يندرج تحت اسم الكرسي الرسولي أو الكرسي المقدّس، لا الحبر الروماني فحسب بل الدواوين أيضًا والمؤسّسات الأخرى للدائرة الرومانية، ما لم يـُستدرك في الشرع أو يتّضح من طبيعة الأمر غير ذلك.
الفصل الثاني
هيئة الأساقفة
ق. 49
إنّ هيئة الأساقفة التي رأسُها الحبر الروماني وأعـضاؤها الأساقفة، بحكم سرّ الرسامة وبالشركة في الرئاسة بدرجاتها بين رأس الهيئة وأعضائها، [هذه الهيئة] التي فيها تستمرّ بلا انقطاع الجماعة الرسولية، هي أيضا- باتّحادها مع رأسها لا بدونه قط – صاحبة سلطة عُليَا وتامّة في الكنيسة بأسرها.
ق. 50
البند 1 – تمارس هيئة الأسـاقفة سـلطانها على الكنيسـة بأسرها على وجه مَهيب في المجمع المسكوني.
البند 2 – تمارس هيئة الأساقفة السـلطان نفسه، بما يقوم به الأسـاقفة المنتشرون في العالم من عمل موحّد، يباشره أو يقبله باختياره بصفته هذه الحبر الروماني، فيصبح بالحقيقة عملا جماعيًا.
البند 3 – يعود للحبر الروماني أن يختار ويشجّع حسب احتياجات الكنيسة الطرق التي بها تمارس هيئة الأساقفة مهامّها على وجه جماعي في الكنيسة بأسرها.
ق. 51
البند 1 – للحبر الروماني وحده أن يدعو إلى [عقد] مجمع مسكوني، ويرئسه بنفسه أو بغيره؛ وكذلك أن ينقل المجمع أو يُوقفه أو يحلّه ويُثبّت قراراته.
البند 2 – للحبر الروماني نفسه أن يحدّد المسائل الواجب معالجتها في المجمع المسكوني، ويحدّد النظام الواجب اتّباعه فيه؛ وبوسع آباء المجمع أن يُضيفوا إلى المسائل التي يقترحها الحبر الروماني مسائل أخرى، يعتمدها الحبر الروماني نفسه.
ق. 52
البند 1 – جميع الأساقفة الذين هم أعضاء هيئة الأساقفة دون سواهم، من حقّهم ومن واجبهم المشاركة في المجمع المسكوني بصوت تقريري.
البند 2 – بالإضافة إلى ذلك بوسـع السـلطة العُـليا لـلكنيسة أن تدعو عددا من غير المتّسمين بالكرامة الأسقفية إلى المجمع المسكوني، وتحدّد دورهم فيه.
ق. 53
إذا حـدث أن شغـر الكرسـي الرسـولي في أثـنـاء انعقاد المجمع المسكوني، يتوقّف المجمع بحكم الشرع، إلى أن يأمر الحبر الروماني الجديد بمتابعة المجمع المسكوني أو حلّه.
ق. 54
البند 1 – ليس لـقرارات الـمجمع المسـكوني قوّة الإلزام، ما لم يعتمدها الحبر الروماني مع آباء المجمع ويُثبِّتها ويأمر بإصدارها.
البند 2 – تحتاج إلى هذا التثـبيت وهذا الإصدار نفسـيهما، لكي تحظى بقوّة الإلزام، القرارات التي تَسُنّها هيئة الأساقفة، لدى قيامها حقّا بعمل جماعي، بطريقة أخرى باشرها أو قَبِلَها الحبر الروماني باختياره.