بحسب مقالة لزينيت كتبها المرسل بييرو غيدو
روما، الأربعاء 18 يوليو 2012 (ZENIT.org)
أكّد الأب بييرو غيدو أن النموّ السريع للكنائس الخمسينيّة (بنتكوسيتية) يُشكّلُ تحدّيًا للتبشير الجديد. ولكن قد “تُساعدُ هذه الحركة على استعادة العامل المسيحي في المجتمعات المسيحيّة وغير المسيحيّة.”
والأب بييرو غيدو أحد مؤسسي وكالة أخبار آسيا في العام 1987، سافر إلى جميع القارات وصدر له ما يربو على الثمانين كتابا. يدير مكتب التاريخ في “بيم” منذ العام 1994 وهو وكيل لعدّة دعاوى تقديس. يقيم اليوم في ميلانو.
لماذا يتناقص عدد الكاثوليكيين في البرازيل؟
أشار تقرير صادر عن المعهد البرازيلي للجغرافيا والإحصاءات في يونيو 2012 إلى انخفاض في نسبة المسيحيين الكاثوليك المقيمين في البرازيل من 99.7% عام 1872، إلى 91.8% عام 1972 ثم 73.6% عام 2000 حتّى بلغت في العام 2012 نسبة 64.6% على مجموع السكان البالغ 190مليونا. وهكذا تقترب البرازيل من تسليم شعلة البلد الكاثوليكي الأول في العالم إلى جارتها المكسيك.
يتوجه المسيحيون الذين يتركون الكثلكة إلى الكنائس البروتستانتية وإلإنجيلية غالبا. بحيث تزايدت نسبة البرازيليين المنضوين تحت لوائها من 6.6% في العام 1980 إلى 22.2 في العام 2010. وهذه النسبة آخذة في الإرتفاع. وفي الوقت نفسه ازداد عدد السكان الذين يعرفون عن أنفسهم بأنهم ملحدون أو أغنوصيّون بينما تقلّص عدد أتباع الديانات افريقية الأصل.
للبرازيل أبعاد قارّة، فمساحتها تبلغ 27 مرّة مساحة إيطاليا وهي لم تعرف يوما الحرب ولا الميليشيات المسلحة. وهي تمتلك الإقتصاد الأقوى في أميركا اللاتينية وتحتل مرتبة بين الإقتصادات الأربعة الأكبر في بلدان العالم الثالث، ما يجعلها قبلة للهجرة من البلدان المجاورة، بالإضافة إلى النزوح الداخلي الذي يميّز شرائح مجتمعها الفقير.
تزايد عدد الأبرشيات في البرازيل من 152 في العام 1900 إلى 300 في العام 1960، ورغم القوة الميدانية التي تتمتع بها الكنيسة في البرازيل، إلا أنها لا تقدّم الخدمة الروحية كما يجب لجميع المواطنين، كما أن عدد المكرّسين لا يرتفع بشكل يتناسب مع التحدّيات الجديدة.
يروي الأب بييرو فينيولا مثلا عن حالة رعية مانوس الأمازونية التي ارتفع عدد ساكنيها من 800 عند تأسيسها في العام 1973 إلى 90000 اليوم. شهدت هذه المدينة تأسيس رعيّتين جديدتين منذ ذلك الحين، بينما يبلغ عدد كهنتها خمسة فقط! في نفس المقابل، نشأت أربع أو خمس جماعات بروتستانتية وهي تتكاثر وينضم إليها المزيد من البرازيليين.
لا شك أن الكنائس الخمسينية اجتاحت البرازيل في السنوات الخمسين الأخيرة. وهي شكّلت في نشأتها السريعة أمثولة تتعلّم منها سائر الكنائس. فلينعم الروح القدس على الكنيسة بقدرة التمييز لتردّ إلى المسيح أبناءه المعمّدين وتعلنه لغير المسيحيين. فالحركة الخمسينية – التجدد بالروح القدس ستساعد على إدخال العامل الدّيني من جديد في أوساط المجتمعات المسيحية وغير المسيحية.