إنه فى بداية العام يتجمع كل شعب هذه البلد ويتم اختيار ملك على هذه البلد وهذا الملك ليس له شروط محدده يمكن ان يكون من إي لون أو جنس أو عمر لا يهم أن يكون ابيض أو اسود- رجل أو أمراه صغير أو كبير – جاهل أو متعلم لكن الشرط الوحيد فى هذا الاختيار أن الملك ( الذى يعين أو ينتخب ) يملك عام واحد فقط وفى نهاية العام يتجمع الشعب ويأخذ هذا الملك يهان ويضرب ويجر فى شوارع المدينة وفى النهاية ينفى إلى جزيرة بعيده هناك يقاسى الجوع والعطش ويموت هذا الملك وتأكل جثته طيور السماء – هكذا هو تقليدهم وكان هناك كثيرون يغرهم مجد الملك وينسى هذه النهاية المؤلمة التى تنتهى بموتهم.
وفى إحدى السنين جاء رجل حكيم و أول شيء فعله عندما جلس على كرسى العرش ابتدأ ينمى هذه الجزيرة البعيدة وينفق كل أمواله وممتلكاته ينقلها الى هذه الجزيرة ولما جاءت نهاية السنه واجتمع الشعب وأخذوه وضربوه وجروه فى شوارع المدينة ونفى الى هذه الجزيرة و هناك استطاع هذا الملك ان يعيش ونجى من الموت
وهكذا هى حياتنا
لقد دعانا رب المجد أن نكون أبناءه أولاد ملك الملوك ورب الأرباب فى المعمودية لنكون نحن اولاد هذا الملك العظيم ولا توجد شروط فى هذا التبني لا لون ولا جنس ولا عمر ولا مستوى ثقافي أو اجتماعي أو اقتصادي كل البشرية مدعوه لكي تكون أبناء هذا الملك العظيم فحينما صلب رب المجد يسوع فتح ذراعيه لكى يبين للعالم أجمع انه يقبل كل إنسان يأتى إليه .
لكن هذا الملك يستمر عام واحد فقط – عام واحد – فتره لا تقاس الى الابديه لا تقاس وهكذا حياتنا فترة قصيرة يقول عنها القديس يعقوب فى رسالته انه بخار يظهر قليلا ثم يضمحل بخار والعجيب أن في هذا المثل فتره الملك فتره لها زمن محدد لها بداية ولها نهاية لكن عمرنا نعلم بدايته لكننا لا نعلم نهايته …لا نعلم… الرب يسوع علمنا ان نسهر ” اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون متى ياتي رب البيت امساء ام نصف الليل ام صياح الديك ام صباحا ” (مر 13 : 35)
لانعلم متى يأتى رب المجد هل فى الهزيع الأول مرحله الطفولة ام فى الهزيع الثاني مرحله الشباب أم فى الهزيع الثالث فى مرحلة الشيخوخة لا نعلم