القدس, 11 ابريل 2014 (زينيت) –
نيسان 2014. قبل أسابيع قليلة من زيارة البابا فرنسيس للأرض المقدّسة، يحاول غبطة البطريرك فؤاد الطوال، ثاني بطريرك لاتيني للقدس من أصول عربية منذ تعيينه في عام 2008، أن يرسم صورة للأوضاع التي تسود منطقة الشرق الأوسط، من إنقسامات بين المسيحيين ونزاع لا نرى له نهاية منذ أكثر من ستين عاماً. لكن الشرق الأوسط هو أيضاً مكان تعطى فيه الشهادة، وينمو فيه الحوار، والرغبة في السلام، والأمل للأجيال الصاعدة.
وسط المتغيرات الكثيرة التي يعرفها اليوم الشرق الأوسط، يظهر كتاب هو عبارة عن مقابلة أجراها الصحفي “نيكولا سكوبيليتّي” مع غبطة البطريرك، مكون من 268 صفحة (15.50 يورو)، باللغة الإيطالية، وعنوانه: “القدس، عاصمة للإنسانيّة”. جرت طباعة هذا الكتاب في دار “سكولا” للنشر. وفيه يتحدث الينا غبطة البطريرك بكلّ أمانة وصدق، ويقدّم صورة تشمل التاريخ والواقع. ويتطرق غبطته كذلك خلال هذه المقابلة إلى مواضيع شتى، فيحدثنا عن كنيسة الجلجلة، ثم عن زيارة البابا لفلسطين واسرائيل والأردن وما ستتضمنه من أبعاد رعويّة ودبلوماسيّة، ثم يتحدث عن المشاكل التي يواجهها المسيحيون وعن مسألة الحريّة الدينيّة، والإيمان والسياسة، واعلان البشارة والثقافة، والتربية والسياسة، والأسلوب الذي به تم ويتم تطبيق توصيات المجمع الفاتيكاني الثاني في الشرق الأوسط. ويتطرق بعد ذلك إلى أحوال الأراضي المُحتلّة، والأردن المجاور (بلد البطريرك الأصلي) ثم مسألة تحوّل الدين أحياناً إلى وسيلة أو أداة في يد اليهود والمسلمين…
وتتناول المقابلة كذلك موضوعات أخرى عديدة طرحها الصحفي سكوبيليتّي، وأجاب عليها غبطة البطريرك برحابة صدر. ومن هذه الموضوعات: حياة البطريرك الشخصية، والسنوات الطويلة التي قضاها في خدمة كنيسة تونس، وخبرته الدبلوماسيّة في هندورس ومصر، ثم في ألمانيا والبيرو، وأخيراً خبرته لفترة وجيزة في أمانة سرّ الدولة الفاتيكانية. وتتضمن المقابلة أيضاً حديثاً عن علاقة غبطة البطريرك بالأحبار الرومانيين الذين عرفهم، من بولس السادس إلى يوحنا بولس الثاني فبينيدكتوس السادس عشر وأخيراً فرنسيس.
هذا الكتاب هو مرجع مهم للغاية، لأنه يساعد من لديه الرغبة في ذلك، أن يفهم الكنيسة وواقعها اليوم في الأرض المقدسة، حيث دخل يسوع في تاريخ البشريّة، وحيث اجتهد نسل الجماعة المسيحية الأولى، منذ البداية، في عيش الإنجيل بأمانة على ثرى هذه الأرض المقدّسة.