ذكرياتي كثيرة مع البابا القديس…
روما, 3 يونيو 2014 (زينيت)
ننشر في ما يلي مقابلة مع الكاردينال أندريه فان تروا رئيس أساقفة باريس للتعليق على تقديس البابوين الذي تم في 27 نيسان 2014
ما الذي يمكن أن يستشفه الكاثوليك في فرنسا من هذا التقديس الثنائي؟
التقديس لا يأتي كإجابة على طلبات المؤمنين، ولكن يمكنهم أن يستفيدوا من الحدث ومن أهميته العالمية ليحصلوا على معنى منفتح أكثر للكنيسة، وأهمية محددة على مرحلة من تاريخ الكنيسة تتمثل بهذا التقديس. أي مع يوحنا الثالث والعشرين افتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني، ومع يوحنا بولس الثاني، كل الطاقة التي وضعها خلال فترة حبريته لكي يطبق تعاليم المجمع. بطريقة أم بأخرى كانت محاولة لإعادة إحياء المجمع الفاتيكاني الثاني، فكثر لم يكونوا قد ولدوا بعد أم لم يحالفهم الحظ بجمع ذكريات عن المجمع، فتكون هذه مناسبة جيدة للتعرف الى ديناميته.
يدور كلام اليوم حول تقديس البابا بولس السادس…
هناك بالطبع عدة أسباب جيدة لتقديس بولس السادس، ولكن لا أعتقد أنه من الجيد أن يصبح تقديس البابوات عادة. واظب يوحنا بولس الثاني على العمل من أجل إفساح المجال لتقديس مختلف الأشخاص الذين لم يتم اختيارهم وفقًا لنمط حياتهم.
هل هذا يعني أنه في عالمنا المعاصر اليوم يلزم الشخص “صفات قداسة أكثر” ليصبح بابا؟
نعم بالطبع. أعتقد أن البابوات الأوائل قد ظلموا، ولكن ومنذ عام 1870 تعمقت الحبرية بروحية الكنيسة ولذلك من الطبيعي أن كل بابا قد أتى بعد ذلك العام كان يتحلى بصفات قداسة، وبقوة رعوية ظاهرة أكثر.
هل تحتفظون بأي ذكرى معينة قضيتموها مع البابا يوحنا بولس الثاني؟
لدي العديد من الذكريات مع يوحنا بولس الثاني. أتذكر يوم الشبيبة العالمي في باريس عام 1997، وأيضًا الزيارات الى الأعتاب الرسولية التي قمنا بها خلال فترة حبريته، والتي تخللتها لقاءات معه وكانت دائما لحظات من الإصغاء والحوار القويين. وفوق كل شيء لا يمكنني أن أنسى بأنه عينني رئيس أساقفة باريس.
هل غيّر بندكتس السادس عشر الطريقة التي اتبعها يوحنا بولس الثاني في تطبيق المجمع؟
لقد تغيرت الوتيرة طبعًا. فأولا، بندكتس السادس عشر لم يحظ بالحبرية الطويلة كيوحنا بولس الثاني. حين أتكلم عن الطاقة التي وضعها البابا يوحنا بولس الثاني في تطبيق المجمع، أفكر أولا بتوالي سينودسات الأساقفة التي وضعها حيز التنفيذ من أجل نشر نص المجمع الفاتيكاني الثاني بطريقة مستحدثة. في ذلك الوقت لم نلحظ ذلك جيدًا، ولكنها كانت خطة مدروسة، أي أنه كان يفكر بتعزيز فكرة خرط المجمع بالكنيسة من خلال عمل مستمر للأساقفة. أظن بأنه استمر في نشر وتطبيق ما نص عليه المجمع.
أعتقد بأنه لم يبق أي شيء على خلفائه القيام به. لديهم أعمال أخرى للإهتمام بها، أي ليس مجرد نشر تعاليم المجمع، بل البحث عن كيفية إنارة حياة الكنيسة الحالية بهذه النصوص، وكيف بإمكانها أن توفر القيادة والتوجيه في حياة الكنيسة.
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية