بوتين والبابا يدعمان التوصل الى حل تفاوضي للازمة السورية

بوتين والبابا يدعمان التوصل الى حل تفاوضي للازمة السورية

الفاتيكان – أ ف ب

التقى البابا فرنسيس الاثنين للمرة الاولى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وناقشا ضرورة اجراء محادثات لحل النزاع في سوريا، كما بحثا قضايا ذات اهتمام مشترك.

وقال الفاتيكان في بيان عقب اللقاء الذي استمر 35 دقيقة ان البابا وبوتين ناقشا “ضرورة اطلاق مبادرات ملموسة للتوصل الى حل سلمي للنزاع (في سوريا) تدعو الى سلوك طريق المفاوضات وتشمل مختلف المكونات الاتنية والدينية عبر الاقرار بدورها الذي لا غنى عنه في المجتمع”.

واضاف الفاتيكان ان اللقاء بين الجانبين تطرق ايضا الى “الوضع الدقيق للمسيحيين في العديد من مناطق العالم وتعزيز قيم كرامة الفرد وحماية الحياة الانسانية والعائلة”.

وبحث بوتين والبابا فرنسيس ايضا “قضايا ذات اهتمام مشترك، وخصوصا حياة المجموعة الكاثوليكية في سوريا والمساهمة الاساسية للمسيحية في المجتمع”.

من جهة اخرى، صرح المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي للصحافيين ان بوتين لم يوجه دعوة الى البابا لزيارة روسيا، لافتا الى ان هذا الامر “لم يكن متوقعا”.

ونقل الرئيس الروسي الى البابا تحيات البطريرك الارثوذكسي الروسي كيريل، بحسب الفاتيكان.

واصبح بوتين اول رئيس دولة كبرى يخطو عتبة مكتبة الحبر الاعظم الارجنتيني بعد المستشارة الالمانية انغيلا ميركل. وقد سبق والتقى بوتين البابا يوحنا بولس الثاني في العامين الفين و2003، وكذلك البابا بندكتس السادس عشر في العام 2007.

ويقيم الفاتيكان وروسيا علاقات دبلوماسية كاملة منذ العام 2009 بعد فترة طويلة من العداء في ظل الشيوعية تبعها مسار شاق من التقارب.

ورافق بوتين وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي لعب دورا اساسيا في المفاوضات التي جرت في جنيف حول البرنامج النووي الايراني وافضت الى اتفاق.

ويشمل جدول اعمال الزيارة التنسيق الدبلوماسي للكرسي الرسولي والكرملين في الامم المتحدة ومجلس اوروبا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا اضافة الى التعاون الثقافي.

وقد عبر الجانب الروسي عن ارتياحه ل”تفعيل العلاقات بين الكنيستين الكاثوليكية والارثوذكسية” من اجل تسريع مسار التقارب. كما يشدد ايضا على ان ما يجمع بين موسكو والفاتيكان “حرصهما الخاص على حماية الاقليات المسيحية في شمال افريقيا والشرق الاوسط”.

وتعمل موسكو، مدعومة بنجاحاتها الدبلوماسية –مع صدور قرار بشأن الاسلحة الكيميائية في سوريا واتفاق جنيف بشأن البرنامج النووي الايراني– في اتجاه نظام متعدد الاقطاب، الامر الذي يلقى استحسان الكرسي الرسولي.

وابدى الكرملين ارتياحه ايضا لقيام البابا فرنسيس “بحملة ضد حل عسكري لحل القضية السورية” كانت ترغب به واشنطن وباريس وعارضه الكرملين حليف دمشق وطهران.

وخلال اللقاء بين البابا وبوتين والذي اعقبه اجتماع اخر مع وزير خارجية الفاتيكان بييترو بارولين، شكر الرئيس الروسي للبابا توجيهه تلك الرسالة، والتي جاءت بمناسبة انعقاد قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ.