كتب : عصام عياد
على مدى خمس ساعات أمضتها كنيستنا الكاثوليكية في مصر ، بمختلف أطيافها و برعاية هيئة البطاركة و الأساقفة الكاثوليك ، جاءت فعاليات الاحتفال بختام ” سنة الايمان ” ( أكتوبر 2012 – نوفمبر 2013 ) تحت شعار ” أما البار فبالايمان يحيا ” حسب ما سطره الوحي الالهي على لسان كاتب الرسالة الى العبرانيين الفصل ال 10 و العدد 38 ، في ضوء التوجهات العامة للكنيسة الكاثوليكية في العالم – التي كان قد تفضل بافتتاحها قداسة البابا الفخري بندكتوس ال 16 ، بمناسبة مرور 50 سنة على افتتاح أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ، و مرور 20 سنة على اصدار كتاب “تعليم الكنيسة الكاثوليكية ” و موجها رسالته العامة ” باب الايمان ” ليختتمها بمشيئة الله خلفه الصالح الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس الأول ، في 24 نوفمبر الجاري بحاضرة الفاتيكان و الذي تفضل بتوجية رسالته الأولى ” نور الايمان ” في هذه المناسبة – و ذلك في يوم الثلاثاء الماضي 5 نوفمبر الجاري في رحاب مدرسة الفرير ” دي لاسال ” بالظاهر بوسط العاصمة في ضيافة اخوة المدارس المسيحية ، و أعدت له اللجنة الأسقفية للعلمانيين و الأنشطة الرسولية .
ترأس الاحتفال غبطة أبينا البطريرك الأنبا ابراهيم اسحق الكلي الطوبى بطريرك الكرسي السكندري للأقباط الكاثوليك و رئيس مجلس البطاركة و الأساقفة الكاثوليك بمصر ، و شارك بالحضور سعادة القاصد الرسولي المطران جان بول جوبيل سفير الفاتيكان بمصر ، و السادة أصحاب النيافة المطران جوارجيوس بكر النائب البطريركي العام للروم الكاثوليك ، و المطران مار كريكور أوغسطينوس كوسا مطران الأرمن الكاثوليك ، و المطران عادل زكي النائب الرسولي للاتين و رئيس اللجنة ، و المطران جورج شيحان مطران الموارنة ، و الخوراسقف فيليب نجم المدبر البطريركي للكلدان الكاثوليك ، و المنسينيور ماثيو كوريان مستشار القصادة الرسولية ، و لفيف من الآباء الكهنة و الرهبان و الراهبات ، ومسئولي و أعضاء الجمعيات و الأنشطة و الحركات الرسولية العاملة داخل كنيستنا الكاثوليكية و جمع غفير من شعبنا المسيحي ، و شارك في الخدمة ” خورس ” كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك بالزيتون قيادة الشماس رفيق خيري ، و بمشاركة جوقات ” روحا جديدا ” ، ” انه حي ” ، و ” القديس كيرلس ” ، الى جانب أعضاء اللجنة الأسقفية للعلمانيين و الأنشطة الرسولية ، و أشرف على التنظيم و الخدمة فريق كشافة ” أبو الهول ” برعية قلب يسوع للأقباط الكاثوليك بمصر الجديدة ، و عاونت بعض الرعايا و الأنشطة الرسولية في أعمال التسجيل و السكرتاريا .
تخللت الذبيحة الالهية ” صلوات المؤمنين ” الطلبات حيث قدمت من خلال ممثلي الأنشطة الرسولية … حول الايمان … و وحدة الكنيسة ، الايمان … و الرسالة ، الايمان … و الانتماء للوطن ، الايمان … و الأسرة ، الايمان … و الشباب .
تضمن برنامج الاحتفالية الى جانب الذبيحة الالهية ، العديد من الفقرات المتنوعة … فترات الترانيم و التسبيح و التمجيد و الاعداد الروحي من خلال التأملات و القراءات الكتابية و بعض المقاطع من رسالة ” نور الايمان ” ، ثم فقرة ” حصاد سنة الايمان ” من خلال ” عرض تقديمي ” عبر الdata – show على مسرح المدرسة ، سجل لمسيرة الاحتفال “بسنة الايمان ” من خلال اللقاءات المختلفة على مدار السنة المنقضبة قدمه الأخ مجدي بقطراني سكرتير اللجنة ، و تخلله 3شهادات حياتية متنوعة تؤكد على نعمة و عطية الايمان …على الرغم من كل التحديات … الأولى قدمها الأب ميلاد موسى راعي كنيستنا كاتدرائية مار جرجس للأقباط الكاثوليك بالجيزة ، الثانية كانت مع الزوجين مجدي و حياة من الفوكولاري ” عمل مريم ” و الأخيرة مع الدكتور شريف من ” طريق الموعوظين المجدد ” بالاضافة الى بعض الترانيم.
من جانبه أعرب الأنبا اسحق في عظة القداس عن عظيم سعادته بهذا الحشد الكبير حول ذبيحة الشكر ، الى جانب مشاركة ممثلين لمختلف الأنشطة الرسولية العاملة داخل كنيستنا الكاثوليكية ، بعد مسيرة ايمانية على مدى السنة و في اتحاد وجداني مع الكنيسة الكاثوليكية في أرجاء المسكونة فالشكر لله تعالى على نعمته و عطيته التي رافقت مسيرتنا هذه ، و أضاف غبطته أن الرسالة الى العبرانيين تحدثنا عن ” سحابة شهود ” الايمان المحيطة بنا ” ناظرين الى رئيس ايماننا و مكمله يسوع المسيح فلنلق عنا كل عبء و ما يساورنا من خطية و لنخض بثبات ذلك الصراع المعروض علينا ” ( عب 12 / 1 ) ، وأشار غبطته الى ” أيقونة الايمان ” أمنا و سيدتنا مريم العذراء و ايمانها الواثق في عناية الرب بها من البشارة حتى الصليب و في كافة كل مراحل حياتها … ” أنا امة الرب .. فليكن لي بحسب قولك ” ( لو 1 / 38 ) ، و اختتم كلمته بأن الايمان لا ينتهي بل هو متجدد ، و احتفالنا اليوم يأتي في ختام السنة المكرسة للايمان .
اختتمت الاحتفالية بالصلاة و البركة بعد توزيع تذكار اليوم . الجدير بالذكر ان اللجنة الأسقفية للعلمانيين و الأنشطة الرسولية كانت قد و جهت رسائل شهرية لكل أبناء الكنيسة للتأمل و التعمق في حياة الايمان حسب برنامج الاحتفالات المعد على مدار السنة .
لترافقنا نعمة الرب و تكلل مسيرتنا بنعمة الايمان العامل بالمحبة .. الايمان الواثق في رحمة الله و محبته ، و لنردد كلمات بطرس الرسول : ” يارب أعن ضعف ايماننا ” .