أهنتني شتمتني، كذبت علي، فكرت بالسوء ضدي، احتقرتني أمام الناس، صغّرتني في عيون أعدائي. كنت وضيعاً في نظرك فجدفوا علي بسببك، تركت طريقي، قاومتني، كلفتني ان احتمل ما لم أنتظره منك. أخزيتني كثيراً جداً، أحرجتني في مواقف عدة – هذا كله لا احسبه عليك لانك فعلته في جهل في عدم إيمان.
نزلت من سمائي آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس، واذ وجدت في الهيئة كإنسان، افتقرت وأنا الغني، جعت ولم اجد ما اسد به رمقي وانا منبع الخيرات، عطشت ولم أجد من يسقيني وأنا خالق الأنهار. لم يكن لي اين اسند رأسي، بينما جعلت للثعالب أوجرة ولطيور السماء اوكاراً. رثيت لحالك، وبكيت عليك كثيراً، جاهدت من اجلك مراراً، فكان الجزاء ان قبض علي وحوكمت ظلماً وحسداً مع اني لم افعل شراً ولم يكن في فمي غش.
لطموني، وبالجلدات مزقوا جسدي، وحتى شعري لم يستحوا عن نتفه بالعنف، نزعوا ثيابي واستهزأوا بي، ضفروا اكليلاً من الشوك توَّجوا به رأسي، كانوا يسجدون لي سخرية، بصقوا في وجهي ثم أخذوا قصبة وضربوني على رأسي فانغرس الشوك في جبيني وعلى خشبة العار صلبوني، وثقبوا يدي ورجلي وبالمسامير ثبتوها ورفعوني لكي يراني الجميع فكنت كشاة تساق للذبح، وكنعجة صامتة أمام جازّيها لم افتح فمي وكأني قطعت من ارض الأحياء، وكالماء انسكبت، انفصلت كل عظامي، صار قلبي كالشمع ذاب وسط امعائي، يبست مثل شقفة قوتي، ولصق لساني بحنكي. سقوني الخل، والمر، لعنوني فباركتهم، وطلبت لهم غفراناً ورحمة. فتشت على محبي فلم أجدهم، الكل تركوني . هذا كله احتملته من اجلك لاني أحبك، فهل تحتقر محبتي؟
إقترب مني لا تخف، لأني أحب راحتك، وارجو سلامتك وأشتاق لعشرتك لانها طيبة وحلوة لقلبي، فأنت منذ تركتني وأنا اترقب عودتك لان لذتي مع بني الانسان.
تعال، فاني مخلصك، سلمني قلبك أرده لك جديداً، أعطني حياتك أنقذك من الظلمة الى النور، ومن الموت الى الحياة. اجعلك ابناً لله. ووارثاً معي في مجدي وملكوتي، فيتحوّل نوحك الى فرح، ويأسك الى رجاء. وهمك الى تعزية، وخوفك الى اطمئنان، وأضع ترنيمة جديدة في فمك.
أعولك، وفي ايام الجوع اشبعك، فلا تخشى من خوف الليل، ولا من سهم يطير في النهار، ولا من وباء يسلك في الدجى، ولا من هلاك يفسد في الظهيرة، يسقط عن جانبك الف وربوات عن يمينك واليك لا يقرب، لاني معك فانجيك وأحيط بك واضمك الى قلبي، وأضع شمالي تحت رأسك ويميني تعانقك أحميك من عدو الخير، وأرد سهامه الى قلبه، واسحقه تحت قدميك، ثم اختم حياتك بايام صالحة مباركة سعيدة والى مجدي آخذك، بجواري تجد الغنى والراحة والسلام.
هل تحتقر محبتي؟
تعال الآن ولا ترفض دعوتي هذه المرة لأني في انتظارك.
قال يسوع: “تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم”
( الانجيل، متى اصحاح 11 وعدد 28 )
المحب – يسوع