بقلم نانسي لحود
روما, 25 ديسمبر 2013 (زينيت)
في ختام رسالته بمناسبة عيد الميلاد قال الحبر الأعظم متوجهًا الى الموجودين: “أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، في هذا العالم وفي هذه البشرية وُلد اليوم المخلص، الذي هو المسيح الرب. فلنتوقف أمام طفل بيت لحم.
ولنترك قلبنا يتأثر، دعونا لا نخشى هذا الأمر. دعونا لا نخشى أن يتأثر قلبنا! نحن نحتاج لأن يتأثر قلبنا. لنترك حنان الله يدفئه؛ إننا بحاجة إلى ملاطفاته. ملاطفات الله لا تسبب الجراح. ملاطفات الله تعطينا السلام والقوة. نحن نحتاج إلى ملاطفاته. الله عظيم في المحبة، وله التسبيح والمجد مدى الدهور! الله سلام: لنطلب إليه أن يساعدنا على بناء السلام يوميا، في حياتنا، في عائلاتنا، في مدننا وأممنا، في العالم كله. لنترك أنفسنا نتأثّر بطيبة الله.”
صلى البابا من أجل السلام لأمير السلام: “أنت يا أمير السلام أيقظ قلوب المعنفين لكي يسلموا السلاح ويسيروا في طريق الحوار. أنظر الى نيجيريا التي تمزقها الهجمات المستمرة التي لا يسلم منها الأبرياء ولا حتى العزل. بارك الأرض التي اخترتها لكي تأتي الى العالم واجعل المفاوضات السلام بين فلسطين واسرائيل تؤدي الى نتيجة. اشف جراحات العراق الحبيب الذي تضريه الاعتداءات المختلفة.”
وتابع قائلا: “أنت يا رب الحياة احم كل الذين يضطهدون من أجل اسمك. اعط الرجاء والراحة للمشردين واللآجئين بشكل خاص في منطقة القرن الافريقي وشرق جمهورية الكونغو. ساعد المهاجرين الذين يبحثون عن حياة كريمة على ايجاد الترحيب والمساعدة. نتمنى ألا تعاد المآسي التي رأيناها السنة مثلا في لامبيدوزا!”
“يا طفل بيت لحم، لامس قلب المتورطين في عمليات الاتجار بالكائنات البشرية، كي يُدركوا مدى خطورة هذه الجريمة ضد الإنسانية. وجّه نظرك نحو العديد من الأطفال الذين يُخطفون، يُصابون ويُقتلون في الصراعات المسلحة، ومن يحوَّلون إلى جنود، وتُسلب منهم طفولتهم.
يا رب السماء والأرض، انظر إلى كوكبنا هذا، الذي غالبا ما يستغله طمع وجشع البشر بطريقة عشوائية. ساعد وحافظ على ضحايا الكوارث الطبيعية، خصوصا الشعب الفيليبيني العزيز، الذي ضربه مؤخرا إعصار خطير.”
البابا: السلام أولا وأخيرًا في سوريا والعالم أجمع!
شدد البابا في رسالته بمناسبة عيد الميلاد أن السلام ليس توازنًا بين قوى متعارضة، بل هو التزام يومي، ونحن يمكننا أن ننمي السلام من خلال عطية الله ونعمته التي وهبت لنا بيسوع المسيح. دعا الحبر الأعظم الموجودين أن يفكروا وهم ينظرون الى طفل المغارة بالأطفال الذين هم ضحايا الحرب، والكبار في السن والنساء المعنفات والمرضى…فالحرب تكسر وتجرح الكثير من الأرواح!
تطرق فرنسيس الى الصراع في سوريا ولد الانتقام والحقد، وطلب أن نصلي الى الرب لينقذ الشعب السوري الحبيب من المعاناة ولكي يوضع حد للصراع وتصل المساعدات الى الجميع قائلا: “سبق ورأينا كم هي الصلاة فعالة!” وأعرب البابا عن فرحه باتحاد أشخاص من ديانات مختلفة معنا بالصلاة من أجل سوريا.
سأل البابا المؤمنين ألا يفقدوا شجاعة الصلاة، شجاعة أن نقول: يا رب امنح سوريا والعالم أجمع السلام، كما دعا غير المؤمنين أن يرغبوا بإحلال السلام، هذه الرغبة التي توسع القلب: “كلنا معا أو من خلال الصلاة أو الرغبة، ولكن كلنا معًا من أجل السلام.”