صلوات فترة زمن المجيئ وصوم الميلاد

صلوات فترة زمن المجيئ وصوم الميلاد

مــن الأحد 30 نوفمبر حتى 25 ديسمبر2025

إعداد وتجميع

الشماس نبيل حليم يعقوب

يبدأ زمن المجيئ هذا العام من الاحد 30 نوفمبر، ونبدأ هذا الزمن بتذكير أنفسنا في المعنى الحقيقي لخبرة الانتظار والشوق إلى المسيح وتجديد رغبتنا في مجيء المسيح الثاني المنتصر إلى العالم.

زمن المجيء هو الوقت الذي نستعد فيه لعيد الميلاد، ذكرى ولادة يسوع المسيح في العالم ولكن ليس في انشغالنا بالشراء وتجهيز الموائد والحفلات وتزيين الأشجاروتقديم الهدايا، ولكن أن تكون لنا فترة نجعل فيها كل ما نفعل او نقول يعود أساسه ليسوع صاحب ذلك العيد بالدخول بشكل متكررفي الصلاة والتأمل، في الكتاب المقدس ، وفي الحياة الأسرارية للكنيسة – كل ذلك للتحضير للاحتفال بعيد الميلاد.

فما الذي تعنيه كلمة Advent؟

كلمة Advent  تاتي من اللغة اللاتينية Ad+venire والتى تعني اساسا “ان يأتي” او “لياتي

نحو”، و Ad+venireهي اساس الكلمة اللاتينية adventus والتى تعني “وصول” او “قدوم”.

لذا فإن زمن المجيء هو وقت الوصول: وصول المسيح في قلوبنا ، في العالم ، وإلى خطة الله غير العادية لخلاصنا.

في هذا العام سنتأمل مع قداسة البابا فرنسيس من كتابه “[1]The Joy of Advent”، والذي يدعونا فيه الى الفرح وهذا الفرح هو فرح خاص وليس فقط في يوم عيد الميلاد ولكن طوال حياتنا والذي يصاحبنا دائما حتى في الأوقات الصعبة فذلك الفرح هو سلام دائم في المسيح.

الاحد 30 نوفمبر– الاحد الأول من زمن المجيئ – رحلة معا نحو السلام

اَلأُمُورُ الَّتِي رَآهَا إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ مِنْ جِهَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ: وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ الرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتًا فِي رَأْسِ الْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ التِّلاَلِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ كُلُّ الأُمَمِ. وَتَسِيرُ شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ، وَيَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، إِلَى بَيْتِ إِلهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ». لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ. فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ. يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ، هَلُمَّ فَنَسْلُكُ فِي نُورِ الرَّبِّ.“(اشعيا1:2-5).

“هذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ، أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ، فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا. قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ: لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ.بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ.“(رومية11:13-14).

“وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. حِينَئِذٍ يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، يُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ. اِثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى الرَّحَى، تُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى. «اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ. وَاعْلَمُوا هذَا: أَنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ الْبَيْتِ فِي أَيِّ هَزِيعٍ يَأْتِي السَّارِقُ، لَسَهِرَ وَلَمْ يَدَعْ بَيْتَهُ يُنْقَبُ.لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ.“(متى37:24-44).

اليوم في اول احد من بداية زمن المجيئ نبدأ  سنة طقسية جديدة والتى هي رحلة جديدة لشعب الله مع يسوع المسيح، راعينا الصالح والذي يقودنا خلال التاريخ نحو تحقيق ملكوت الله. لذلك، فهذا اليوم له سحر خاص فهو يجعلنا نختبر بعمق معنى التاريخ فنكتشف جمال كل كائن في تلك الرحلة: الكنيسة بدعوتها ورسالتها، وكل البشرية، الناس، الحضارات، والثقافات كلهم في رحلة عبر مسارات الزمن. لقد وجد الوحي اكتماله في يسوع المسيح وهو الكلمة تجسد وصار انسانا واصبح هيكلا للرب وهو كلا من الدليل والهدف لرحلة الحج بالنسبة لنا لرحلة الحج اكل شعب

الله، وفي ضوءه قد يسير أناس آخرون نحو ملكوت الحق وملكوت السلام.

فلنردد ما قاله النبي: اسمعوا جيدا”فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ.”، ولكن متى سوف يحدث هذا؟ واي يوم جميل سيكون عندما تسقط الأسلحة لكي تتحول الى أدوات للعمل؟ اي يوم جميل سيكون ذلك! وهذا ممكن حدوثه فليكن فينا ذلك الرجاء، رجاء في السلام وانه سيحدث فليس هناك شيئ غير مستطاع عند الله.  

كتب اشعيا النبي في وقت العنف والحرب الذى كان سائدا وقتها وشعب اسرائيل كان مهزوما من الأشوريين وبعدها سيؤخذون أسرى ومع ذلك استطاع اشعيا ان يتكلم عن الرجاء المتواجد من دعوة الله للحق والسلام. ان عالمنا يبدو عنيف بشكل متزايد وقد نعتقد ان رؤية اشعيا ابعد من اي وقت مضى. ان الانترنت يجلب العنف من اركان العالم البعيدة الى حياتنا ولكن نحن ايضا نجد ان هناك عنف في مدننا والأماكن المحيطة بنا وحتى داخل بيوتنا ولكن نحن ايضا نسمع عن أفعال وأحداث مفعمة بالأمل والشجاعة وغالبا من قلة من الأفراد الذين يقفون في وجه الظلام ويقدمون نورا من قلوبهم.

ان الرحلة خلال زمن المجيئ يحضرنا الى الاحتفال بعيد الميلاد للكلمة المتجسدة والحاضرة في حياتنا وسنكتشف ان انتظارنا للميلاد ان الله معنا طوال تلك الرحلة. في الزمن القديم كان الناس يرتحلون معا ليكونوا أكثر أمانا ونحن ايضا سنجد انه كلما حاولنا ان نبعد انفسنا عن الآخرين سنشعر اكثر بالخوف من العالم وما هو فيه فلنتحد مع الآخرين في الاحتفال بميلاد المخلص ولنفرح معا.

تدريب: حاول هذا الأسبوع ان تبحث عن طريقة او طرق لنشر البهجة والرجاء لمن هم حولك وان تكون علامة لكل الناس في كيف يتعاملون بدون تفرقة او تعصب بل محبة دائمة.

صلاة: فلنستعد لعيد الميلاد واستقبال يسوع ولنطلب من الله ان يأتي يسوع في قلب كل واحد منا وليباركنا ويعطينا القوة ان نستمر حتى يتمجد الله في كل وقت وزمان ومكان. آمين.

الاثنين 1 ديسمبر: أفق الرجـاء

فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ غُصْنُ الرَّبِّ بَهَاءً وَمَجْدًا، وَثَمَرُ الأَرْضِ فَخْرًا وَزِينَةً لِلنَّاجِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. وَيَكُونُ أَنَّ الَّذِي يَبْقَى فِي صِهْيَوْنَ وَالَّذِي يُتْرَكُ فِي أُورُشَلِيمَ، يُسَمَّى قُدُّوسًا. كُلُّ مَنْ كُتِبَ لِلْحَيَاةِ فِي أُورُشَلِيمَ. إِذَا غَسَلَ السَّيِّدُ قَذَرَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَنَقَّى دَمَ أُورُشَلِيمَ مِنْ وَسَطِهَا بِرُوحِ الْقَضَاءِ وَبِرُوحِ الإِحْرَاقِ،يَخْلُقُ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَكَانٍ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَعَلَى مَحْفَلِهَا سَحَابَةً نَهَارًا، وَدُخَانًا وَلَمَعَانَ نَارٍ مُلْتَهِبَةٍ لَيْلًا، لأَنَّ عَلَى كُلِّ مَجْدٍ غِطَاءً وَتَكُونُ مِظَلَّةٌ لِلْفَيْءِ نَهَارًا مِنَ الْحَرِّ، وَلِمَلْجَأٍ

وَلِمَخْبَأٍ مِنَ السَّيْلِ وَمِنَ الْمَطَرِ.“(اشعيا2:4-6).

وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ كَفْرَنَاحُومَ، جَاءَ إِلَيْهِ قَائِدُ مِئَةٍ يَطْلُبُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: «يَا سَيِّدُ، غُلاَمِي مَطْرُوحٌ فِي الْبَيْتِ مَفْلُوجًا مُتَعَذِّبًا جِدًّا». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا آتِي وَأَشْفِيهِ». فَأَجَابَ قَائِدُ الْمِئَةِ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي. لأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ! فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: ائْتِ! فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِيَ: افْعَلْ هذَا! فَيَفْعَلُ». فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ تَعَجَّبَ، وَقَالَ لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا!وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ”(متى5:8-11).

كما انه في كل ايام حياتنا نحتاج دائما ان نبدأ مرة أخرى، لكي تنهض مرى أخرى ولتعيد إكتشاف معنى هدف حياتنا وايضا من أجل عائلتنا البشرية، فانه من الضروري ان تعيد اكتشاف الأفق المشترك نحو هدف تلك الرحلة. أفق الرجاء، هذا هو الأفق الذي يجعل الرحلة جيدة. ان زمن المجيئ يعيد افق الرجاء هذا، الرجاء والذي لا يخيب لأنه مؤسس على كلمة الله. الرجاء الذي لا يخيب بسبب بسيط لأن الرب لا يخيب فهو أمين وعادل وحق. فدعونا نفكر في هذا المعنى العميق والثابت.

ان المثال لذلك السلوك الروحي لتلك الطريقة في الوجود والترحال في الحياة هو القديسة مريم العذراء. هي فتاة بسيطة من بلدة غير معروفة وتحمل في داخلها إكتمال الرجاء في الله، في رحمها رجاء الله اخذ جسدا وتأنس وصار إنسانا واصبح تاريخا الا وهو يسوع المسيح. ان أنشودتها والمعروفة بأنشودة التعظيم هي ترنيمة شعب الله في رحلة الحياة ولكل الرجال والنساء والذين رجاؤهم في الله وفي قوته ورحمته. فلندع انفسنا اذن ان نسترشد بالقديسة مريم أمنا ونعرف كيف يمكنها ان تقودنا ولنترك أنفسنا ان نتبع قيادتها لنا اثناء زمن المجيئ هذا والذي فيه انتظار فعال وترقب.  

بينما شعب الرب منتظرين المسيّا بطريقة او أخرى والقديسة مريم هي الأخرى منتظرة كشخص متشوق بصورة حميمة في كل حياتها وها هي بعد بشارة الملاك جبرائيل بالحبل العجيب شعرت بتغيير في جسدها وكلها شوق وانتظار ماذا سيحدث بعد ان تلد. انها تعلم انه عليها اعداد ليس فقط نفسها بل ايضا منزلها للقادم الجديد، فأي طفل قبل ولادته يمثل أمل ويحتاج الى كل انتباه وعناية. ان الطفل القادم سيكون معتمدا كلية على أمه وبعد التسعة اشهر وبعد ان يولد سيظل معتمدا على الأم، والأم تختبر نمو الحياة في جنينها وبعد ولادته تستمر خبرتها وهو ينمو ويتقوى.   

تدريب: هل اختبرت ان تراقب امرأة وهي حبلى وكم القلق والخوف الذي يصيبها؟  حاول ان تجد في كنيستك من هن حبلى وفي احتياج لكلمات التشجيع او الصلاة من أجلها، وصلي من اجل كل من ستكون اما ولطفلها الذي ستلده.

صلاة: يا قديسة مريم، افتحي آذاننا وهبينا ان نعرف كيف ننصت لكلمات ابنك يسوع من بين آلاف كلمات العالم. امنحينا يا أمنا ليس فقط ان نسمع لكلمة الحياة بل ان نعمل بها في حياتنا حتى يتمجد ويتبارك الله دائما.آمين.

الثلاثاء 2 ديسمبر: فقط المتواضعون هم الذين يتفهمون

“وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ

وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ.وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَةَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ. فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا. وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ. لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا”(اشعيا1:11-10)

وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ». وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ الابْنُ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ مَنْ هُوَ الآبُ إِلاَّ الابْنُ، وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ». وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالَ: «طُوبَى لِلْعُيُونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا تَنْظُرُونَهُ!لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ كَثِيرِينَ وَمُلُوكًا أَرَادُوا أَنْ يَنْظُرُوا مَا أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَلَمْ يَنْظُرُوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا».“(لوقا21:10-24).  

يسوع هو صورة الأب:”الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ.”(فيليبي6:2)، وهو الأقرب لنا لحنان ومحبة الله الأب، والله الأب يقترب منا في يسوع. فقط من لهم قلب الأطفال يستطيعون ان يستقبلون ذلك الإعلان، وفقط من هم متواضعون وذو قلب وديع والذي يشعرون بحاجتهم للصلاة وان يتوجهون بقلوبهم الى الله وان يشعرون دائما بعجزهم وفقرهم فيكون لهم تلك القدرة لأن يعاينوا الله. وطبقا لقول الكتاب المقدس من يستحقون ذلك  التطويب “المساكين بالروح””«طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ”(متى3:5) و” طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.“(متى8:5).

الكثيرين يمكنهم ان يتعلموا العلوم وحتى اللاهوتية منها ولكن اذا لم يسجدوا بتواضع كالأطفال لا يمكنهم فهم كلمة الله بالصورة الصحيحة لأن في الإتضاع يمكنهم الحصول على اعلان سماوي بحقيقة ما في كلمة الله والوحي الالهي. التواضع هو الذي اتى بالله الكلمة لأن يتجسد ويصير بيننا فهو قد أخلى ذاته ليجلب الخلاص لكل العالم وللمهمشين ولكل من سقطوا في غواية العالم. عندما كان يوحنا المعمدان في السجن لم يكن يفهم كيف كانت الأمور الخاصة مع يسوع لأنه نوعا ما كان متحير لذا فلقد أرسل تلاميذه ليسألوا:” مَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ، أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟»“(متى2:11-3)، ولم يجيبهما يسوع قائلا “انا الإبن”، ولكنه بدلا من ذلك:” «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ”(متى4:11-6).

ان عظمة سر الله معلوم فقط في سر يسوع وسر يسوع هو في الحقيقة سر انكار الذات واذلال النفس وجلب الخلاص لمن هم دمروا بالمرض والخطايا والضيقات الصعبة ومرارة النفس.

تدريب: حاول اليوم ان تسجد عندما تصلي فالسجود هو علامة للخضوع لله ويمكنك ان تتلو المسبحة الوردية او تقرأ نصا كتابيا وتتأمل فيه وعند قيامك حاول ان تبحث في داخل نفسك هل شعرت بشيئ مختلف هذه المرة وانت تصلي ساجدا عن ما كنت تقوم به من قبل واقفا؟

صلاة: يارب اجذبنا أكثر نحو سر محبتك وعرفنا الطريق الي قلبك، طريق التواضع وطريق الوداعة وطريق الفقر وطريق انكار الذات والتسليم لمشيئة الله وبهذا نتيقن اننا في الطريق الصحيح فانت وحدك الطريق الحق للحياة الأبدية.آمين.

الأربعاء 3 ديسمبر: الكنيسة التى بلا فرح لا يمكن تصورها

وَيَصْنَعُ رَبُّ الْجُنُودِ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ فِي هذَا الْجَبَلِ وَلِيمَةَ سَمَائِنَ، وَلِيمَةَ خَمْرٍ عَلَى دَرْدِيّ، سَمَائِنَ مُمِخَّةٍ، دَرْدِيّ مُصَفًّى. وَيُفْنِي فِي هذَا الْجَبَلِ وَجْهَ النِّقَابِ. النِّقَابِ الَّذِي عَلَى كُلِّ الشُّعُوبِ، وَالْغِطَاءَ الْمُغَطَّى بِهِ عَلَى كُلِّ الأُمَمِ. يَبْلَعُ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ، وَيَمْسَحُ السَّيِّدُ الرَّبُّ الدُّمُوعَ عَنْ كُلِّ الْوُجُوهِ، وَيَنْزِعُ عَارَ شَعْبِهِ عَنْ كُلِّ الأَرْضِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ. وَيُقَالُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: «هُوَذَا هذَا إِلهُنَا. انْتَظَرْنَاهُ فَخَلَّصَنَا. هذَا هُوَ الرَّبُّ انْتَظَرْنَاهُ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِخَلاَصِهِ». لأَنَّ يَدَ الرَّبِّ تَسْتَقِرُّ عَلَى هذَا الْجَبَلِ، وَيُدَاسُ مُوآبُ فِي مَكَانِهِ كَمَا يُدَاسُ التِّبْنُ فِي مَاءِ الْمَزْبَلَةِ.“(اشعيا6:25-10).

“ثُمَّ انْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى جَانِب بَحْرِ الْجَلِيلِ، وَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ، وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ حَتَّى تَعَجَّبَ الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوْا الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ، وَالشُّلَّ يَصِحُّونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلهَ إِسْرَائِيلَ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ: «إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ، لأَنَّ الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ. وَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ لِئَلاَّ يُخَوِّرُوا فِي الطَّرِيقِ» فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «مِنْ أَيْنَ لَنَا فِي الْبَرِّيَّةِ خُبْزٌ بِهذَا الْمِقْدَارِ، حَتَّى يُشْبِعَ جَمْعًا هذَا عَدَدُهُ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْخُبْزِ؟» فَقَالُوا: «سَبْعَةٌ وَقَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ السَّمَكِ». فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الأَرْضِ، وَأَخَذَ السَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَالسَّمَكَ، وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ، وَالتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا الْجَمْعَ. فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ سَبْعَةَ سِلاَل مَمْلُوءَةٍ،”(متى29:15-37).

ان قلب الانسان يرغب في الفرح وكلنا نرغب في الفرح وكل اسرة وكل بشر يطمح للسعادة، ولكن ما هو الفرح والذي يدعوه المسيحيين لكي نحياه ونكون شهودا له؟ انه الفرح الذي يأتي من القرب من الله ومن حضوره في حياتنا. من اللحظة الذي دخل فيها يسوع الى التاريخ بميلاده في بيت لحم استقبلت البشرية بذرة ملكوت الله كما تستقبل التربة البذرة والوعد بحصاد مستقبلا. انه ليس هناك حاجة الى التطلع الى اي شيئ آخر، فيسوع قد أتى لكي يجلب الفرح لكل الناس وفي كل الأوقات، وهو ليس فقط املا في الفرح او فرح مؤجل حتى الفردوس كما لو اننا انه على الأرض نحن حزانى ولكن في الفردوس سوف نمتلئ بالفرح. لا، ليس هكذا ولكن انه فرح موجود بالفعل حقيقي ملموس الآن لأن يسوع نفسه هو فرحنا وفي يسوع يجد الفرح منزلته. يوم ميلاد يسوع اعلنت السماء تلك البشرى:” لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ”(لوقا10:2-11)، ” وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».”(لوقا13:2-14).

ان كلمة الله تتحدث الينا اليوم عن السلام والفرح، فاشعيا النبي في نبؤته يقول لنا عن اليوم الذي يأتي فيه المسيّا:” وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ.وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَةَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ. فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا. وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ.لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا”(اشعيا1:11-10). انها ستكون أيام للسلام، وفي انجيل لوقا جاء:” وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ». وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ الابْنُ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ مَنْ هُوَ الآبُ إِلاَّ الابْنُ، وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ». وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالَ: «طُوبَى لِلْعُيُونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا تَنْظُرُونَهُ! لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ كَثِيرِينَ وَمُلُوكًا أَرَادُوا أَنْ يَنْظُرُوا مَا أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَلَمْ يَنْظُرُوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا».“(لوقا21:10-24)، نستطيع ان نتعرف على لمحة بسيطة عن قلب يسوع فهو ذو قلب فرح. نحن لم نتعود ان نفكر في ان يسوع يبتسم او يفرح، لكن يسوع كان ممتلئ بالفرح ففرحه الداخلي يأتي من تلك العلاقة مع الأب في الروح القدس، وهذا هو الفرح الذي يعطيه لنا وهذا الفرح هو السلام الحقيقي. انه ليس سلام ثابت، هادئ فسلام المسيحيين هو سلام مفرح لأن يسوع هو مفرح القلوب والله هو الفرح. وكما جاء فالفرح هو من ثمار الروح القدس: “وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ (غلاطية22:5-23)، ولهذا دعانا بولس الرسول إلى الفرح دائماً:”افرحوا فى الرب كل حين وأقول أيضاً إفرحوا”(فيلبي4:4).

ولـِم لا نفرح وقد أوصانـا السيد الـمسيح قائلاً:”كلّمتكم بهذا ليكون فرحي فيكم ويتم فرحكم”(يوحنا11:15)، ووعدنـا قائلاً:”لا ينزع أحد فرحكم منكم”(يوحنا23:16)، وكلـما طلبنـا شيئـاً من الآب السماوي بإسم يسوع يزداد هذا الفرح”إسألوا تُعطوا ليكون فرحكم كاملاً”(يوحنا24:16).   

ان الكنيسة بدون فرح هي لا يمكن تصورها ففرح الكنيسة هو اعلان لإسم يسوع وبشارة بأنها كنيسة المسيح. ان السلام الذي تكلم عنه اشعيا هو سلام ملؤه الفرح وسلام التسبيح وسلام الشكر والإمتنان فليكن فينا ذلك السلام والفرح وفلنفرح كل حين “هللويـا فإنـه قد ملكَ الرب الإلـه القادر على كل شيئ. لنفرح ونتهلل”(رؤيا7:19).

تدريب: من خلال انشطتك اليومية حاول ان تلاحظ اوقات عندما تشعر بالامتنان والفرح، واذا وجدت نفسك تشعر بضغط نفسي ومحاط ببعض الاضطرابات والفوضى، خذ نفس عميق وحاول ان تستعيد في ذاكرتك صورة يسوع وذكّر نفسك ان يسوع هو سبب كل ذلك النشاط خاصة في وقت الاستعدادات لعيد ميلاده متذكرا بشكل فريد وعميق، انه تجسد من اجل خلاصك.

صلاة:. يا يسوع كم من المرات دعوتني للفرح واعطيتني سلامك الدائم ولكنني تحججت بمشاكل معركة الحياة والتى تبعدني بعيدا عن التلذذ بفرحك، فسامحني يا سيدي ولا تحرمني من حضورك في قلبي فأثبت فيك وتثبت فيّ وحينئذ احيا فرحك بلا خوف ولا تردد. آمين.

الخميس 4 ديسمبر – لا تقلق من انه لا توجد مظلة

فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يُغَنَّى بِهذِهِ الأُغْنِيَّةِ فِي أَرْضِ يَهُوذَا: لَنَا مَدِينَةٌ قَوِيَّةٌ. يَجْعَلُ الْخَلاَصَ أَسْوَارًا وَمَتْرَسَةً.اِفْتَحُوا الأَبْوَابَ لِتَدْخُلَ الأُمَّةُ الْبَارَّةُ الْحَافِظَةُ الأَمَانَةَ. ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا سَالِمًا، لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ. تَوَكَّلُوا عَلَى الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ فِي يَاهَ الرَّبِّ صَخْرَ الدُّهُورِ. لأَنَّهُ يَخْفِضُ سُكَّانَ الْعَلاَءِ، يَضَعُ الْقَرْيَةَ الْمُرْتَفِعَةَ. يَضَعُهَا إِلَى الأَرْضِ. يُلْصِقُهَا بِالتُّرَابِ. تَدُوسُهَا الرِّجْلُ، رِجْلاَ الْبَائِسِ، أَقْدَامُ الْمَسَاكِينِ”(اشعيا1:26-6).

«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. «فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُل جَاهِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا”(متى21:7 و24-27).

هناك مسيحييون في الظاهر فقط، أناس جعلوا انفسهم مسيحييون ولكن في لحظة من الحق فانه لديهم فقط مكياج، ونحن نعرف ما الذي يحدث عندما المرأة في جو ممطر كيف تكون خاصة اذا لم تكن تحمل مظلة فكل ذلك المكياج سيزول والمظاهر ستمحى وتسيل الى الأرض.

من ناحية اخرى لدينا العديد من القديسين بين شعب الله والذين من ليس من الضروري انه قد تم اعلان قداستهم ولكنهم قديسين. هناك العديد من الرجال والنساء قد قادوا حياتهم في المسيح والذين وضعوا وصايا الله بممارسات عملية ووضعوا محبة يسوع بأعمال رحمة وسلام.

فلنعتبر اقل مثال من هؤلاء ألا وهم المرضى والذين يقدمون معاناتهم للكنيسة وللآخرين، وكذلك الشيوخ والمسنيين الذين ليس لديهم من يهتم بهم والذين يداومون على الصلاة، وكذلك العديد من الأمهات اللواتي يعملن بكل جهد من اجل عائلاتهن وتعليم اطفالهن باعمالهن اليومية وبمشاكلهن وهن دائما يؤدون كل هذا برجاء في يسوع المسيح ويؤدون كل هذا في صبر دون تذمر وبكل جهد ممكن. ايضا فلنتذكر العديد من الكهنة والذين يعملون بكل محبة في كنائسهم وفي دروس التعليم المسيحي للأطفال والنشئ والاهتمام بالمسنيين والمرضى وفي الاهتمام بإعداد من يقبلون على الزواج وفي كل يوم يؤدون اعمالهم بدون تعب او تذمر لأنهم يرتكزون على صخرة الإيمان.

ان يسوع هو الذي يعطي القداسة للكنيسة ويغرس الرجاء وعلينا ان نعتني بتلك القداسة الغير معلنة والموجودة في الكنيسة بشعبها وكهنتها.

ان صورة ما جاء في انجيل اليوم عن انسان يبني بيته على الرمل بدلا من الصخر هو شيئ مألوف لكل شخص يقرأ الأنجيل خاصة في زمن المجيئ. غالبا الوعاظ يقومون بعمل مقارنة ما بين الكارثة المعمارية والعديد من العواصف والكوارث الطبيعية والتى قد نقرأها في النشرات الإخبارية. يمكننا غالبا ان ننظر لتلك القصص ونشعر عادة بالغرور فنحن نعرف اننا لا يمكن ان نقترف مثل تلك الأخطاء. ولكن فلنعد الى فكرة المرأة والمكياج والذي قد سال نتيجة المطر فقد نفكر بخصوص من يقلقون اكثر على ملابسهم ومظهرهم عن هؤلاء من لا يلاحظون من هم حولهم- اناس يرتدون ملابس فاخرة وهم يمرون بجانب الذين هم مشردون وبلا مأوى او شخص يمر دون ان يلتفت الى شحاذ يتوسل على جانب الطريق، او صاحب مطعم يطرد من يعتقد انهم غير قادرين على الدفع، او مالك لا يستطيع الانتظار لمن لا يقدر على سداد اجرة المكان وغيرهم من الحالات. قد يمكننا ان نقول ان هناك فرق ما بين ان نكون صالحين او ان نبدو ونظهر كصالحين، انها دعوة ان نكون أمناء وصادقين في كل الظروف والأحوال دون ان نتخفى خلف قناع.    

تدريب: التزم ان تقرأ سيرة حياة قديس وتأمل في كل ظروف حياته والتحديات التى قد مرت وحاول ان تجد شيئ يمكنك ان تتبعه ليس فقط لتكون مشابها لذلك القديس لكن لكي تحصل على ما وعد به الله احباؤه.

صلاة: يا سيدي يسوع المسيح، في زمن المجيئ هذا اجعلني ثابتا بقوة فيك فأنت الصخرة التى ابني حياتي عليها لأنه اذا ما وضعت رجائي فيك فلن أخزى فبك وحدك يا سيدى سيكون الفرح والمغفرة والسلام آمين.

الجمعة 5 ديسمبر- بكاء الآخرين

 أَلَيْسَ فِي مُدَّةٍ يَسِيرَةٍ جِدًّا يَتَحَوَّلُ لُبْنَانُ بُسْتَانًا، وَالْبُسْتَانُ يُحْسَبُ وَعْرًا؟ وَيَسْمَعُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ الصُّمُّ أَقْوَالَ السِّفْرِ، وَتَنْظُرُ مِنَ الْقَتَامِ وَالظُّلْمَةِ عُيُونُ الْعُمْيِ، وَيَزْدَادُ الْبَائِسُونَ فَرَحًا بِالرَّبِّ، وَيَهْتِفُ مَسَاكِينُ النَّاسِ بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ الْعَاتِيَ قَدْ بَادَ، وَفَنِيَ الْمُسْتَهْزِئُ، وَانْقَطَعَ كُلُّ السَّاهِرِينَ عَلَى الإِثْمِ الَّذِينَ جَعَلُوا الإِنْسَانَ يُخْطِئُ بِكَلِمَةٍ، وَنَصَبُوا فَخًّا لِلْمُنْصِفِ فِي الْبَابِ، وَصَدُّوا الْبَارَّ بِالْبُطْلِ. لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ لِبَيْتِ يَعْقُوبَ الرَّبُّ الَّذِي فَدَى إِبْرَاهِيمَ: «لَيْسَ الآنَ يَخْجَلُ يَعْقُوبُ، وَلَيْسَ الآنَ يَصْفَارُّ وَجْهُهُ. بَلْ عِنْدَ رُؤْيَةِ أَوْلاَدِهِ عَمَلِ يَدَيَّ فِي وَسَطِهِ يُقَدِّسُونَ اسْمِي، وَيُقَدِّسُونَ قُدُّوسَ يَعْقُوبَ، وَيَرْهَبُونَ إِلهَ إِسْرَائِيلَ. وَيَعْرِفُ الضَّالُّو الأَرْوَاحِ فَهْمًا، وَيَتَعَلَّمُ الْمُتَمَرِّدُونَ تَعْلِيمًا.(اشعيا17:29-24).

وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرَخَانِ وَيَقُولاَنِ: «ارْحَمْنَا يَا ابْنَ دَاوُدَوَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْبَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَانِ، فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُحِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلًا: «بِحَسَب إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا». فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. فَانْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلًا: «انْظُرَا، لاَ يَعْلَمْ أَحَدٌوَلكِنَّهُمَا خَرَجَا وَأَشَاعَاهُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ كُلِّهَا.“(متى27:9-31).

هنا البكاء والصراخ هو علامة عن الصلاة، ويسوع عندما علّم تلاميذه كيف يصلون قال لهم ان يصلّوا مثل ذلك الصديق المزعج الذي ذهب الى جاره في منتصف الليل يسأل خبزا من اجل ضيف جاء اليه (لوقا5:10-8)، وايضا قال لهم ان يفعلوا ذلك مثل تلك الأرملة مع قاضي الظلم (لوقا2:18-8). صلاة بلجاجة وصراخ وتوسل ومواظبة فربما يكون هذا صعب فهمه ولكن الصلاة هي بمثابة ان نجذب قلب وعيون الله نحونا.

هذا ما يعلمه يسوع لنا كيف نصلي:” اسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ.“(لوقا9:10). نحن عامة نحضر طلباتنا للرب مرة واثنان وثلاث مرات ولكن بدون قوة عندئذ نتعب من الطلب وبعدها ننسى ان نسأل. هنا في نص انجيل متى نجد انه قد وصف الأعميان يصرخان بصوت عالى ولم يتوقفا عن الصراخ. في الحقيقة يقول لنا يسوع: “اسأل” وايضا قال “اقرع الباب” ومن كان يقرع الباب فهو يحدث ضوضاء ويزعج.

عندما نسأل شيئ ما فصلالاتنا هي احتياج – انا اريد هذا فاسمعني يا رب. عندما يكون ذلك صحيحا فهو ايضا ثقة :”اصغي اليّ انا اؤمن انك تستطيع ان تفعل هذا لأنك وعدت بهذا! ان صلاة المسيحي مبنية ومؤسسة على وعد الله.

عندما نصلي يسألنا الرب كما سأل يسوع الأعميان في نص انجيل اليوم:” «أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟». هذا هو اصل السؤال الذي يجب ان نسأل انفسنا:” هل انا متيقن انه يمكنه ان يفعل هذا؟ او هل انا اصلي قليلا بدون في الحقيقة متأكد انه في استطاعته ان يفعل ذلك؟ ان يستطيع ان يفعل حتى اذا ما نحن لا نعرف متى او كيف سيقوم بذلك فتلك هي الثقة في الصلاة.

احيانا اننا ننظر لصلاة الطلب او الشفاعة كشكل اقل للصلاة ومثل ذلك السلوك يأتى من الطريقة التى بها نقدّر قيمة الاستقلالية والاكتفاء الذاتي فنحن لا نريد ان نسأل المساعدة او احيانا نفكر بطريقة ما انها قلة نضج او شيئ طفولي ان نسأل فيما نحتاجه. ان الكتاب الروحانيون غالبا يشجعوننا ان نستمر في الصلوات وخاصة صلوات الشكر والتسبيح كنوع من الصلوات التى تفيد الحياة الروحية وتثمنها وتغذيها. لكن لمن هم يمرون بألم عظيم او في حالة ادمان او من خلال فقد من يحبون او في اثناء اوقات المحاكمات يعرفون جيدا ان هناك اوقات عندما يسألون هو كل ما يمكنهم عمله فليس لديهم اي طريق اخر فعندما نكون بلا أمل يصبح النظر الى اعلى للسماء هو الطريق الوحيد أمامنا فالله هو الذي يدعونا  تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ” (متى28:11).       

تدريب: حاول ان تبحث عن شخص سمعت انه في ضيقة فلا تتردد ان تصلي من أجله وتحادث معه بدون ان تطلب منه ان تعرف مشكلته فقط اخبره انك تصلي من أجله.

صلاة: يارب، ان اقدم امامك بكل ثقة جميع احتياجاتي الروحية اولا ثم الجسدية صارخا اليك فأنا أعمى وبائس وشقي وعريان وأتألم فاصغي الي يا سيدي وأعني واعن قلة إيماني. أنت تعلم إحتياجاتي فأرجوك ساعدني ان أثبت فيك لمجد أسمك القدوس. آمين.

السبت 6 ديسمبر-  الرب يجعل رجاؤنا يزداد ويزدهر

لأَنَّ الشَّعْبَ فِي صِهْيَوْنَ يَسْكُنُ فِي أُورُشَلِيمَ. لاَ تَبْكِي بُكَاءً. يَتَرَاءَفُ عَلَيْكَ عِنْدَ صَوْتِ صُرَاخِكَ. حِينَمَا يَسْمَعُ يَسْتَجِيبُ لَكَ. وَيُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ خُبْزًا فِي الضِّيقِ وَمَاءً فِي الشِّدَّةِ. لاَ يَخْتَبِئُ مُعَلِّمُوكَ بَعْدُ، بَلْ تَكُونُ عَيْنَاكَ تَرَيَانِ مُعَلِّمِيكَ، وَأُذُنَاكَ تَسْمَعَانِ كَلِمَةً خَلْفَكَ قَائِلَةً: «هذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ. اسْلُكُوا فِيهَا». حِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَمِينِ وَحِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَسَارِ. ثُمَّ يُعْطِي مَطَرَ زَرْعِكَ الَّذِي تَزْرَعُ الأَرْضَ بِهِ، وَخُبْزَ غَلَّةِ الأَرْضِ، فَيَكُونُ دَسَمًا وَسَمِينًا، وَتَرْعَى مَاشِيَتُكَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فِي مَرْعًى وَاسِعٍ. وَالأَبْقَارُ وَالْحَمِيرُ الَّتِي تَعْمَلُ الأَرْضَ تَأْكُلُ عَلَفًا مُمَلَّحًا مُذَرَّى بِالْمِنْسَفِ وَالْمِذْرَاةِ. وَيَكُونُ عَلَى كُلِّ جَبَل عَال وَعَلَى كُلِّ أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ سَوَاق وَمَجَارِي مِيَاهٍ فِي يَوْمِ الْمَقْتَلَةِ الْعَظِيمَةِ، حِينَمَا تَسْقُطُ الأَبْرَاجُ. وَيَكُونُ نُورُ الْقَمَرِ كَنُورِ الشَّمْسِ، وَنُورُ الشَّمْسِ يَكُونُ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ كَنُورِ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فِي يَوْمٍ يَجْبُرُ الرَّبُّ كَسْرَ شَعْبِهِ وَيَشْفِي رَضَّ ضَرْبِهِ”(اشعيا19:30-21 و23-26).

“وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ. وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ، إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا. حِينَئِذٍ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «الْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ».ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا.“(متى35:9-38و1:10و6-8).

عندما يقترب الرب يسوع منا فهو يعطينا رجاء وهو ايضا يعيد تشكيل كل الأشياء فتعطينا امل ورجاء، وهو دائما يفتح الباب”لأَنْ مَنْ هُوَ رَجَاؤُنَا وَفَرَحُنَا وَإِكْلِيلُ افْتِخَارِنَا؟(1تسالونيكي19:2).

في الحياة المسيحية هذا الرجاء قوة حقيقية وهو نعمة وهِبة، فعندما يفقد المسيحي الرجاء فحياته لن يكون لها اي معنى، وكما لو انه يقف امام حائط سد مواجها لا شيئ، ولكن الرب يعزينا ويعيد تشكيلنا بكل رجاء حتى يمكننا ان نستمر.

الرجـاء هو إحدى الفضائل الكبرى-“الإيـمان والرجاء والـمحبة”(1كورنثوس13:13)، وهو فضيلـة تجعلنـا نرجو بـملء الثقـة الخيرات التى وعدنـا بهـا اللـه. والرجاء يعـتمد على الإيـمان بـمحبة الله  وبحكـمته وبـمواعيده الإلهيـة، وبدون ذلك لا يكون للإنسان أي رجاء لهذا قال بولس الرسول:” إنكم كنتم فى ذلك الوقت بدون مسيح أجنبييـن عن رعويـة إسرائيل وغرباء عن عهود الـموعد لا

رجاء لكم، وبلا إله فى العالـم”(افسس12:2).

والرجاء عطيّة مجانيـة من الله:”وربنا يسوع المسيح نفسه والله أبونا الذى أحبنـا وأعطانا عزاءً أبديـا، ورجاءً صالحاً بالنعـمة”(2تسالونيكي16:2).  والسيد الـمسيح هو موضوع رجاءنـا وَرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رَجَائِنَا. (1تيطس1:1). والرجاء هو سر الفرح فى ضيقات الحياة وسر السلام لهذا دعانا الرسول بولس قائلاً:”ثم لا أريد أن تجهلوا أيها الإخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم. لأنـه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، كذلك الراقدون بيسوع سيُحضرهم الله أيضاً معه”(1تسالونيكى13:4-14).

وبالرجاء نتشوق لـمواعيد الله ومجيئه فيتجاوز الإنسان آلام هذا العالـم ويشتاق للإنطلاق:”لي الحياة هى الـمسيح والـموت هو ربح..لي إشتهاء أن أنطلق وأكون مع الـمسيح”(فيلبي21:1و23) و”لأننا بالرجاء خلصنا، ولكن الرجاء الـمنظور ليس رجاءً، لأن ما ينظره أحد كيف يرجوه أيضاً، ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبـر”(رومية24:8-25).

وبقدر ما ننـمو فى الإيـمان ننـمو فى الرجاء بقوة الروح القدس ولهذا قيل:”وليـملأكم إله الرجاء كل سرور وسلام فى الإيـمان، لتزدادوا فى الرجاء بقوة الروح القدس”(روميـة 13:15). وإذا كان رجاءنا فقط فى هذا العالـم “فنحن أشقى الناس”(1كورنثوس19:15)، لهذا قيل:”من أجل الرجـاء الـمحفوظ لكم فى السماوات”(كولوسي5:1).   

لقد قال الرسول بولس “نفتخر فى الضيقات عالـمين أن الضيق ينشئ صبراً والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء لا يخزى لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس الـمعطى لنا” (رومية3:1-3)، وقال ايضاً:”على حسب إنتظاري ورجائـي لا أخزى فى شيئ بل أتصرف بكل جرأة حتى أن الـمسيح يُعظّم الآن كـما عُظّم كل حين فى صبري”(فيلبي20:1). ولنـا فى عظة السيد الـمسيح على الجبل والتطويبات (متى3:5-12) والصلاة الربّيـة (متى9:6-13) لأعظم ثقـة ورجاء. فلنكن نحن من طالبي فضيلة الرجاء.  ان صورة يسوع الراعي الصالح هي تعكس معنى الرعاية والحماية لكلا منا ويمكننا ان نتصور ما الذي يمكن ان نكون فيه اذا ما ضللنا عن القطيع وابتعدنا عن الراعي. ان اليأس وخاصة في أزمنة الأعياد نتيجة التفكير والقلق من تدبير احتياجات الأسرة لتلك الفترة من الاحتفالات وخاصة لهؤلاء الذين لا تسعفهم اعمالهم في تدبير كل تلك النفقات. لكن معظمنا قد اختبر في فترة ما من حياته معنى عناية الله بنا كراعي صالح فحضوره يهب الفرح والسلام في كل الأحوال فقط علينا ان نؤمن به.

تدريب: حاول أن تتأمل في معنى حضور الله في حياتك، وكيف ان الله يظهر وجوده لك في اشياء او مواقف بسيطة وصغيرة كل يوم من ايام حياتك. اكتب على الأقل موقف واحد قد اثرّ في حياتك.  صلاة:. يا الله انت لست بعيدا عني في مكان ما من فوق او خارجا عني فساعدني يا سيدي لكي اكتشف انك فيّ وتقود كل حياتي، فكن معي  في كل لحظة ولا تفارقني حتى ولو مشاغل العالم حاولت ان تبعدني عنك. آمين.

الأحد7 ديسمبر – الراحة والفرح

وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَةَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ.فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا. وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ. لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا. وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ السَّيِّدَ يُعِيدُ يَدَهُ ثَانِيَةً لِيَقْتَنِيَ بَقِيَّةَ شَعْبِهِ، الَّتِي بَقِيَتْ، مِنْ أَشُّورَ، وَمِنْ مِصْرَ، وَمِنْ فَتْرُوسَ، وَمِنْ كُوشَ، وَمِنْ عِيلاَمَ، وَمِنْ شِنْعَارَ، وَمِنْ حَمَاةَ، وَمِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ(اشعيا1:11-10).

لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ. وَلْيُعْطِكُمْ إِلهُ الصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ أَنْ تَهْتَمُّوا اهْتِمَامًا وَاحِدًا فِيمَا بَيْنَكُمْ، بِحَسَبِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِكَيْ تُمَجِّدُوا اللهَ أَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَفَمٍ وَاحِدٍ. لِذلِكَ اقْبَلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا قَبِلَنَا، لِمَجْدِ اللهِ. وَأَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدْ صَارَ خَادِمَ الْخِتَانِ، مِنْ أَجْلِ صِدْقِ اللهِ، حَتَّى يُثَبِّتَ مَوَاعِيدَ الآبَاءِ. وَأَمَّا الأُمَمُ فَمَجَّدُوا اللهَ مِنْ أَجْلِ الرَّحْمَةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مِنْ أَجْلِ ذلِكَ سَأَحْمَدُكَ فِي الأُمَمِ وَأُرَتِّلُ لاسْمِكَ” (رومية4:15-9).

وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ” (متى1:2-2).

اليوم هناك حاجة لأناس يكونون شهودا لرحمة ورأفة الله والذي يحفز اليائسين ويحيي المحبطين ويشعل نار الرجاء والأمل. نحن لا نقوم بمثل ذلك فهناك العديد من الأوضاع تتطلب شهادتنا المعزية. لنكون سعداء علينا تعزية الناس وخاصة هؤلاء الذين يعانون من الظلم والإستبداد ولهؤلاء المستعبدون للمال وللقوة ومحبة العالم فكم هم تعساء. ان لديهم ربما عزاء مختلق وليس التعزية الحقيقية التى هي من الرب. نحن جميعا مدعوون لتعزية أخوتنا واخواتنا ولنشهد ان الله هو وحده يستطيع ان يبعد اسباب المآسي الوجودية والروحية فهو وحده القادر وهو وحده له القدرة والقوة.

ان رسالة النبي اشعيا لنا اليوم والتى يتردد صداها هي مرهم لجروحاتنا ودافع لنستعد بإلتزام بطريق الرب. في الحقيقة، اليوم يتكلم النبي لقلوبنا ليقول لنا ان الله سامح خطايانا وغفرها وتناساها ويعزيناواذا ما وضعنا كل ثقتنا فيه هو وحده بكل تواضع وندامة قلب فسوف يهدم جدران الشر  وسيملأ ثغرات تناسينا وتكاسلنا ويهذب نتوءات الغطرسة والكبرياء وسيفتح الطريق للقاء معه.

انه أمر غريب ولكن في كثير من الأحيان نخاف ان نقول كلمة عزاء وتشجيع او حتى ان نشعر بالراحة، فبدلا من ذلك نشعر اننا اكثر امانا في الحزن والخراب. هل تعرف لماذا؟ لأننا في الحزن نشعر تقريبا باننا ابطال للرواية، ولكن في العزاء فالروح القدس هو بطل الرواية فهو الذي يعزينا وهو الذي يعطينا الشجاعة لنستمر وهو الذي يفتح لنا الباب لنبع التعزية الحقيقية الا وهو ابونا السماوي مصدر كل تعزية ورجاء.

ان الأنبياء ويسوع دائما يدعونا للتغيير ولكنهم يفعلون هذا بكل رقة. انه من السهل ان نتواصل مع الفقير والمسكين والمحتاج والذي يعاني ونقدم لهم شيئا ملموسا كالطعام والملبس ولعب للأطفال، وهذا أقل ما يمكن عمله وسنجد نوع ما من الفرح عندما نقدم على هذا. انه يكون اكثر تحدي وصعوبة لكي نتعرف على الاحتياجات الروحية للذين يبدوا انهم في أكثر حاجة لها لهؤلاء الذين لا يمكنهم سداد فواتير الكهرباء والتدفئة وشراء الهدايا لأطفالهم او ببساطة توفير الطعام. نحن نسقط في مصيدة تلك الاعلانات التجارية التى تعلن اننا سنكون سعداء عند امتلاك سيارة جديدة او شراء عقد ماسي ولكن كل تلك الأشياء المادية لا تجلب الفرح الحقيقي للإنسان.  

تدريب: ابحث اليوم عن كيف يمكنك تقديم العون لصديق او شخص ما مريض او يمر بأزمة ما وحاول ان تزوره او تتحادث معه وتشجعه بأن يتلامس مع الرب يسوع ويكون اجمل لو انت صليت معه وعند عودتك الى منزلك صلي من أجله.

صلاة:. يا الله لقد خلقتني لأتحد بك ودائما تعمل من اجل ابديتي، فساعدني كي اكتشف وجودك في حياتي فاجبني نحوك دائما يا إلهي.آمين.

الاثنين 8 ديسمبر – تصميم الله المحب

تَفْرَحُ الْبَرِّيَّةُ وَالأَرْضُ الْيَابِسَةُ، وَيَبْتَهِجُ الْقَفْرُ وَيُزْهِرُ كَالنَّرْجِسِ.يُزْهِرُ إِزْهَارًا وَيَبْتَهِجُ ابْتِهَاجًا وَيُرَنِّمُ. يُدْفَعُ إِلَيْهِ مَجْدُ لُبْنَانَ. بَهَاءُ كَرْمَلَ وَشَارُونَ. هُمْ يَرَوْنَ مَجْدَ الرَّبِّ، بَهَاءَ إِلهِنَا. شَدِّدُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ، وَالرُّكَبَ الْمُرْتَعِشَةَ ثَبِّتُوهَا.قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلهُكُمُ. الانْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ». حِينَئِذٍ تَتَفَقَّحُ عُيُونُ الْعُمْيِ، وَآذَانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّحُ.حِينَئِذٍ يَقْفِزُ الأَعْرَجُ كَالإِيَّلِ وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ الأَخْرَسِ، لأَنَّهُ قَدِ انْفَجَرَتْ فِي الْبَرِّيَّةِ مِيَاهٌ، وَأَنْهَارٌ فِي الْقَفْرِ.وَيَصِيرُ السَّرَابُ أَجَمًا، وَالْمَعْطَشَةُ يَنَابِيعَ مَاءٍ. فِي مَسْكِنِ الذِّئَابِ، فِي مَرْبِضِهَا دَارٌ لِلْقَصَبِ وَالْبَرْدِيِّ.وَتَكُونُ هُنَاكَ سِكَّةٌ وَطَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا: «الطَّرِيقُ الْمُقَدَّسَةُ». لاَ يَعْبُرُ فِيهَا نَجِسٌ، بَلْ هِيَ لَهُمْ. مَنْ سَلَكَ فِي الطَّرِيقِ حَتَّى الْجُهَّالُ، لاَ يَضِلُّ. لاَ يَكُونُ هُنَاكَ أَسَدٌ. وَحْشٌ مُفْتَرِسٌ لاَ يَصْعَدُ إِلَيْهَا. لاَ يُوجَدُ هُنَاكَ. بَلْ يَسْلُكُ الْمَفْدِيُّونَ فِيهَا. وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ وَيَأْتُونَ إِلَى صِهْيَوْنَ بِتَرَنُّمٍ، وَفَرَحٌ أَبَدِيٌّ عَلَى رُؤُوسِهِمِ. ابْتِهَاجٌ وَفَرَحٌ يُدْرِكَانِهِمْ. وَيَهْرُبُ الْحُزْنُ وَالتَّنَهُّدُ.“(اشعيا1:35-10).

“وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ كَانَ يُعَلِّمُ، وَكَانَ فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ لِلنَّامُوسِ جَالِسِينَ وَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ وَالْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ. وَكَانَتْ قُوَّةُ الرَّبِّ لِشِفَائِهِمْ. وَإِذَا بِرِجَال يَحْمِلُونَ عَلَى فِرَاشٍ إِنْسَانًا مَفْلُوجًا، وَكَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا بِهِ وَيَضَعُوهُ أَمَامَهُ. وَلَمَّا لَمْ يَجِدُوا مِنْ أَيْنَ يَدْخُلُونَ بِهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ، صَعِدُوا عَلَى السَّطْحِ وَدَلَّوْهُ مَعَ الْفِرَاشِ مِنْ بَيْنِ الأَجُرِّ إِلَى الْوَسْطِ قُدَّامَ يَسُوعَ. فَلَمَّا رَأَى إِيمَانَهُمْ قَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الإِنْسَانُ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».فَابْتَدَأَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُفَكِّرُونَ قَائِلِينَ «مَنْ هذَا الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟ فَشَعَرَ يَسُوعُ بِأَفْكَارِهِمْ، وَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِكُمْ؟ أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَامْشِ؟وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا»، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ: قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَفَفِي الْحَالِ قَامَ أَمَامَهُمْ، وَحَمَلَ مَا كَانَ مُضْطَجِعًا عَلَيْهِ، وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ. فَأَخَذَتِ الْجَمِيعَ حَيْرَةٌ وَمَجَّدُوا اللهَ، وَامْتَلأُوا خَوْفًا قَائِلِينَ: «إِنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا الْيَوْمَ عَجَائِبَ(لوقا17:5-26).

“ممتلئة نعمة”، هكذا كيف ان الله رآها من اول لحظة لخطته المحبة للإنسان، فلقد رأها جميلة ممتلئة نعمة، فأمنا جميلة وقد حافظت على رحلتنا نحو عيد الميلاد لتعلمنا كيف نحيا زمن المجيئ هذا في انتظار الرب. في هذا الوقت من زمن المجيئ هو وقت الانتظار، انتظار الرب والذي سيزورنا جميعا في العيد ولكن ايضا لكل واحد سيأتى لقلبه، الرب سيأتي دعونا في انتظاره.

يقدم لنا انجيل القديس لوقا مع مريم فتاة من الناصرة تلك القرية الصغيرة من مدن الجليل ومن ضواحي الامبراطورية الرومانية وايضا من ضواحي اسرائيل. القرية، والتى حتى الآن نظرة الرب

تتركز من علياء سمائه على فتاة قد اختيرت لتكون اما لإبن الله الوحيد. بالنظر لتلك الأمومة قد حفظت مريم من الخطيئة الأصلية ومن ذلك الشرخ في العلاقة مع الله ومع الآخرين ومع الخليقة والتى جرحت بعمق كل الجنس البشري. ولكن ذلك الشرخ قد تم علاجه مقدما في الأم التى ستلد

المخلص الذي يأتى ليحررنا من الخطيئة التى تستعبدنا. سيدتنا مريم العذراء لم تبتعد مطلقا من محبتها لله فمن خلال حياتها بجملتها كانت كلها “نعم” لذلك الحب، “نعم” لله ولمشيئته المقدسة ولكن لم يكن ذلك سهلا في مسيرة حياتها. ان سِر تلك الفتاة التى من الناصرة والتى هي في قلب الله لم يكن غريبا عنا، فهي لم تكن هناك ونحن بعيدين هنا، بالطبع لأ فنحن متصلين. في الحقيقة ينظر الله في محبته لكل انسان رجلا او امرأة، فمحبته هي لكل واحد منا بالاسم وشخصيا. دعونا ايضا نتعرف على حقيقة مصيرنا ودعوتنا في عمقها بأن نكون محبوبين وان نتحول بالحب الذي يحبنا به الله لنكون مشابهين صورته وعظمته وجماله. دعونا اذا ننظر الى أمنا القديسة مريم ونسمح لها ان تنظر الينا لأنها أما لنا وهي تحبنا كثيرا ولنسمح لها ان تراقبنا وتحفظنا وتقودنا حتى نتعلم كيف نتبع كلمة الله ونستقبل ابنها الوحيد يسوع في حياتنا فهو الذي يعطينا الحياة والرجاء والسلام.

 تدريب: من العديد من تلك الأوقات والأعمال الغير مجدية او المثمرة لحياتك الروحية التي مرت والتي خصصتها لأعمال الجسد ضع جانبا كل اهتماماتك الأرضية وخصص بعض الوقت للتفكير والاستعداد لمجيئ الرب الثاني وطالبا من الله ان يخلق فيك قلبا جديدا.  حاول ان تتقدم في أقرب وقت لسر المصالحة طالبا بندامة وتوبة صادقة تجديد النعمة المعطاة لك حتى تثمر ثمارها.

صلاة: يا قديسة مريم، في هذا الوقت قودينا للإحتفال بميلاد ابنك يسوع وعلمينا ان لا ننجرف مع اغراءات العالم وان نكون متواضعين واسخياء في العطاء، وان ننصت ونصمت متفكرين في عطايا الله من كل قلوبنا، وساعدينا لكي نحطم ميولنا الارضية طالبين سرعة مجيئ ابنك وان نكون جديرين بأرضه وسمائه الجديدة. آمين.

تذكار عيد القديسة مريم التي حبل بها بلا دنس ايتها العذراء الطاهرة المحبول بها بلا خطية اصلا ايتها المجيدة الرائعة الجمال والبريئة من الدنس منذ اول دقيقة من وجودها. يا والدة الله الممتلئة نعمة سلطانة الملائكة والناس. اننى اوقرك كل الوقار لأنك ام مخلصي فهو مع كونه إلها قد علمنى بما أداه لك من الجاه والإعتبار والخضوع ان اكرمك واحترمك، فأسلك ان تقبلي بالرضى جميع ما اكرمك به فى هذه التسعة الأيام انك انت ملجأ الخطأة التائبين فيحق لي إذا ان التجئ اليك، وانك انت ام الرحمة فيليق بك والحالة هذه ان تنظرى الى ذلي بعين الشفقة وانك غاية رجائي بعد يسوع فتملأ لك الثقة التى بها اتوكل عليك. فاجعلينى أهلاً لأن ادعى ابنا لك لكى يسوغ لي ان اقول اظهرى ذاتك اما لي آمين

الثلاثاء 9 ديسمبر ” الخروج لنعطي الحياة”

عَزُّوا، عَزُّوا شَعْبِي، يَقُولُ إِلهُكُمْ.طَيِّبُوا قَلْبَ أُورُشَلِيمَ وَنَادُوهَا بِأَنَّ جِهَادَهَا قَدْ كَمُلَ، أَنَّ إِثْمَهَا قَدْ عُفِيَ عَنْهُ، أَنَّهَا قَدْ قَبِلَتْ مِنْ يَدِ الرَّبِّ ضِعْفَيْنِ عَنْ كُلِّ خَطَايَاهَا.صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: «أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلًا لإِلَهِنَا.كُلُّ وَطَاءٍ يَرْتَفِعُ، وَكُلُّ جَبَل وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ، وَيَصِيرُ الْمُعْوَجُّ مُسْتَقِيمًا، وَالْعَرَاقِيبُ سَهْلًا فَيُعْلَنُ مَجْدُ الرَّبِّ وَيَرَاهُ كُلُّ بَشَرٍ جَمِيعًا، لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ».صَوْتُ قَائِل: «نَادِ». فَقَالَ: «بِمَاذَا أُنَادِي؟» «كُلُّ جَسَدٍ عُشْبٌ، وَكُلُّ جَمَالِهِ كَزَهْرِ الْحَقْلِ.يَبِسَ الْعُشْبُ، ذَبُلَ الزَّهْرُ، لأَنَّ نَفْخَةَ الرَّبِّ هَبَّتْ عَلَيْهِ. حَقًّا الشَّعْبُ عُشْبٌ! يَبِسَ الْعُشْبُ، ذَبُلَ الزَّهْرُ. وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ».عَلَى جَبَل عَال اصْعَدِي، يَا مُبَشِّرَةَ صِهْيَوْنَ. ارْفَعِي صَوْتَكِ بِقُوَّةٍ، يَا مُبَشِّرَةَ أُورُشَلِيمَ. ارْفَعِي لاَ تَخَافِي. قُولِي لِمُدُنِ يَهُوذَا: «هُوَذَا إِلهُكِ. هُوَذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ بِقُوَّةٍ يَأْتِي وَذِرَاعُهُ تَحْكُمُ لَهُ. هُوَذَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ وَعُمْلَتُهُ قُدَّامَهُ.كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا، وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ».“(اشعيا1:40-11).

مَاذَا تَظُنُّونَ؟ إِنْ كَانَ لإِنْسَانٍ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَضَلَّ وَاحِدٌ مِنْهَا، أَفَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ عَلَى الْجِبَالِ وَيَذْهَبُ يَطْلُبُ الضَّالَّ؟ وَإِنِ اتَّفَقَ أَنْ يَجِدَهُ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنَ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ الَّتِي لَمْ تَضِلَّ. هكَذَا لَيْسَتْ مَشِيئَةً أَمَامَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ.“(متى12:18-14).

ان فرح وسعادة الكنيسة هي في الخروج والبحث عن تلك الخراف الضائعة والمفقودة وان تشهد لمن هم في ضيقة وتبحث عنهم بكل دقة وتجذبهم بحنان شديد لحظيرة الخراف الناطقة الا وهي بيعة المسيح اي الكنيسة. حتى الآن هؤلاء الرعاة المتحمسين يمكنهم ان يستمروا في التعداد مشابهين رجل اعمال ذو حكمة، فهو قد بفقد واحد من ال 99 ولكن كشف حسابه مازال يظهر الكثير من الأصول، ولكن بما ان له قلب الراعي خرج للبحث وعندما وجده احتفل وفرح.

فرح الخروج للبحث عن الضالين من الأخوة والأخوات مولود منذ القدم بنفس الطريقة فهذا هو فرح الكنيسة، انه بكل دقة بتلك الطريقة تصبح الكنيسة أما وتصبح مثمرة. عندما لا تقوم الكنيسة بذلك العمل فهي تقف ككنيسة مقفلة على ذاتها حتى ولو كانت منظمة بشكل جيد، وبتلك الطريقة تصبح غير مشجعة وتدعو لليأس وحزينة وتكون كنيسة كالعانس عن ان تكون أما وبهذا تكون كنيسة جامدة بلا ثمر او نفع. مثل تلك الكنيسة ستكون ليس أكثر من متحف او بناء حجري بلا روح وحياة.

للأسف لدينا عدم ثقة ونكون اكثر راحة في اداء مهامنا كما تعودنا بدون اي تغيير وايضا اكثر راحة بعيوبنا ولا نقبل حتى لمسها او تغييرها وحتى في خطايانا اصبحت كالعادة لا نشعر حتى بانها خاطئة للغاية. عندما تأتي راحة الرب فهى تربكنا وننسى او نتناسى انها وصية الرب الذي    

اوصانا وامرنا بها ان نبحث عن الدرهم المفقود والخروف الضال وليست مننا نحن البشر. ان سخاء الله لا يمكن تجاوزها فقد نخطيئ 100 مرة ونتشارك 200 مرة في الفرح فإنها رحمة الله الذي يريد اسعادنا ولا يعاملنا بحسب آثامنا. قد نتذمر احيانا من كثرة الوصايا وقد نقول “انه كثير لا يمكننا” وغالبا ما نهرب ونعزي انفسنا قائلين اننا بشر مخلوقين من تراب ولا يمكن تنفيذ كل ما هو مطلوب فوصية واحدة لم يستطع المخلوق الأول ان ينفذها فما بال نحن ابناء العصر الحديث، ولكن كل تلك الأعذار ليس لها فائدة فقد يمكنها تخديرنا لبعض الوقت لكنها غير نافعة لحياتنا الروحية. في الحقيقة فما هو نافع لنا هو فقط الذي يأتي من الرب فبغفرانه وقبولنا لمشيئته وتواضع قلوبنا فتلك الراحة سننعم بها ونتمتع بالفرح السماوي الذي لا يمكن وصفه.

في قراءات اليوم يقول لنا الله على فم اشعيا النبي:”عزّوا شعبي” ويقول يسوع عن الراعي الذي يترك قطيعه للبحث عن الخروف الضال ويعيده بعيدا عن الذئاب. انها دعوة لنا جميعا بعيدا عن جدران وحوائط الكنيسة للخروج للعالم والبحث عن الناس البؤساء واليائسين والحزانى والمهمشين والمنبوذين ولمن لا يجدون من يسأل عنهم وان نلتقي بهم واحضارهم لسماع رسالة يسوع وفرح وسلام المسيح بدون الإصرار ان يكونوا كاملين قبل ان ينالوا حبنا فالجميع ونحن منهم نحتاج لفرح اللقاء بيسوع كما فرحت السامرية.

تدريب: ابحث عن اي شخص في محيط عائلتك واصدقاؤك او زملائك او حتى داخل كنيستك يحتاج لكلمة تشجيع وصلي من أجله اولا ثم يمكنك تقديم له صلاة او تحادث معه حديث يشعر فيه بأنك تهتم به دون تطفل او حتى انصت اليه. حاول ايضا ان تسأل عمن لا يأتي للكنيسة ولو بالتليفون.

صلاة: يارب، امنحني النعمة ان انشر فرحك وسلامك لكل من هم حولي وساعدني ان أكون رسولا للفرح والسلام وتكون كل اعمالي واقوالي هي لمجد اسمك انت وحدك. آمين.   

الأربعاء 10 ديسمبر – ” كل شيئ هو نعمة من الله

«فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟» يَقُولُ الْقُدُّوسُ. ارْفَعُوا إِلَى الْعَلاَءِ عُيُونَكُمْ وَانْظُرُوا، مَنْ خَلَقَ هذِهِ؟ مَنِ الَّذِي يُخْرِجُ بِعَدَدٍ جُنْدَهَا، يَدْعُو كُلَّهَا بِأَسْمَاءٍ؟ لِكَثْرَةِ الْقُوَّةِ وَكَوْنِهِ شَدِيدَ الْقُدْرَةِ لاَ يُفْقَدُ أَحَدٌ. لِمَاذَا تَقُولُ يَا يَعْقُوبُ وَتَتَكَلَّمُ يَا إِسْرَائِيلُ: «قَدِ اخْتَفَتْ طَرِيقِي عَنِ الرَّبِّ وَفَاتَ حَقِّي إِلهِي»؟أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ.يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً. اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا. وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ.“0اشعيا25:40-31).

“تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».“(متى28:11-31).

ان سلوك مريم فتاة الناصرة يرينا ان الوجود يأتي قبل الفِعل وان تترك الفعل لله لكي تكون حقا كما يريدنا الله ان نكون فهو هو الذي يفعل الكثير من العجائب فينا. مريم هي متقبلة وليست سلبية لأنها على المستوى الطبيعي تستقبل قوة من الروح القدس وعندئذ تعطي الجسد والدم لإبن الله الذي تكون في احشائها. بالرجوع لذلك الحب وايضا لتلك الرحمة تدفقتت النعمة الإلهية لقلوبنا وشيئ ولحد سألته في المقابل عطاء غير محدود. لا يمكن لأي منا يستطيع شراء الخلاص فالخلاص هو هدية مجانية للرب وهدية الله التى تأتي فينا وتسكن فينا وفي قلوبنا وكما استقبلنا تلك العطية المجانية فنحن مدعوون ان نعطي بكل حرية وبلا مقابل:” مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا.”(متى8:10)، مشابهين مريم والتى على الفور بعد استقبالها لبشارة الملاك ذهبت لتشارك عطية ملء نعمتها مع نسيبتها اليصابات. بسبب انه قد اعطى لنا كل شيئ يجب ان ننقله للآخرين. كيف يكون هذا؟ وذلك بالسماح ان نجعل الروح القدس يعمل فينا لنكون نحن هبة وعطية للآخرين. الروح القدس هو عطية لنا ونحن بقوة الروح القدس يجب ان نكون هدية للأخرين ونسمح للروح القدس ان يحولنا الى أداة لأن يتقبلنا الأخرون وادوات للمصالحة وللمغفرة. اذا ما امكن لحياتنا ان تتحول بنعمة الله وبتلك النعمة سوف لا يمكننا ابدا ان نحتفظ بها لأنفسنا فقط ولكنها ستشع منا نحو الآخرين فتعمل فيهم فتكون تلك النعمة هي النور الذي يضيئ والملح الجيد. ان القديسة مريم هي الدليل والمرشد لكل المسيحيين وخاصة كنموذج مثالي يجب ان يحتذى للكنيسة كلها. ان قصة مريم وذهابها “مسرعة” لنسيبتها اليصابات والتى كانت حبلى وايضا مريم وهي حاملة في احشائها الطفل يسوع تكون بمثابة كشف واعلان غير اعتيادي حصلت مريم عليه وها هي تشارك به شخص آخر في احتياج للمعونة والتشجيع. ان كنيستنا في بعض الأحيان او في معظم الأوقات تكون مغلقة على نفسها منتظرة الأناس المحتاجين للنعم ان يأتوا اليها وبما تقدمه لهم مع احيانا الحكم في استحقاقهم لتلك النِعم وهذا لا يمكن ان يدهشنا فالكنيسة مصنوعة من بشر بضعفاتهم ومحموديتهم. لكن يسوع ومريم يرينا مرة اخرى ومرات انه ممكن ان ننمو بعيدا عن تلك المحدوديات والضعفات التى في الجنس البشري وان نتواصل ونبحث عن هؤلاء الذين في حاجة ماسة للنعمة الإلهية. احيانا انه من غير المستحب ان نكشف عما فينا او في مؤسساتنا من وجود اي احتياج او نقص او قصور وكلما ننمو روحيا ونفحص ذواتنا ونعمل على تصحيح اي نقص سننمو اكثر واكثر وحيا ويمكننا بكل سهولة تقديم المعونة لمن هم في احتياج طالما ان نعمة الله تعمل فينا وبنا.

تدريب: حاول هذا الأسبوع ان تتذكر حدث في حياتك لمست انه رسالة لك من الله. وحاول ايضا ان تضع جانبا اي تحفظات تمنعك من السؤال عن الأخرين.

صلاة: يا قديسة مريم، ساعديني كي اتعرف على دعوة الله لي التى يرسلها لي دوما فأقبل مشيئته بكل استسلام كما فعلت أنتِ. آمين.

الخميس11 ديسمبر – حنان الله

 لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ. «لاَ تَخَفْ يَا دُودَةَ يَعْقُوبَ، يَا شِرْذِمَةَ إِسْرَائِيلَ. أَنَا أُعِينُكَ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَفَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ. هأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ نَوْرَجًا مُحَدَّدًا جَدِيدًا ذَا أَسْنَانٍ. تَدْرُسُ الْجِبَالَ وَتَسْحَقُهَا، وَتَجْعَلُ الآكَامَ كَالْعُصَافَةِ. تُذَرِّيهَا فَالرِّيحُ تَحْمِلُهَا وَالْعَاصِفُ تُبَدِّدُهَا، وَأَنْتَ تَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ. بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ تَفْتَخِرُ. «اَلْبَائِسُونَ وَالْمَسَاكِينُ طَالِبُونَ مَاءً وَلاَ يُوجَدُ. لِسَانُهُمْ مِنَ الْعَطَشِ قَدْ يَبِسَ. أَنَا الرَّبُّ أَسْتَجِيبُ لَهُمْ. أَنَا إِلهَ إِسْرَائِيلَ لاَ أَتْرُكُهُمْ أَفْتَحُ عَلَى الْهِضَابِ أَنْهَارًا، وَفِي وَسَطِ الْبِقَاعِ يَنَابِيعَ. أَجْعَلُ الْقَفْرَ أَجَمَةَ مَاءٍ، وَالأَرْضَ الْيَابِسَةَ مَفَاجِرَ مِيَاهٍ. أَجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ الأَرْزَ وَالسَّنْطَ وَالآسَ وَشَجَرَةَ الزَّيْتِ. أَضَعُ فِي الْبَادِيَةِ السَّرْوَ وَالسِّنْدِيَانَ وَالشَّرْبِينَ مَعًا. لِكَيْ يَنْظُرُوا وَيَعْرِفُوا وَيَتَنَبَّهُوا وَيَتَأَمَّلُوا مَعًا أَنَّ يَدَ الرَّبِّ فَعَلَتْ هذَا وَقُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ أَبْدَعَهُ.“(اشعيا13:41-20).

اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ.“(متى11:11-15)

ان اقتراب الله نحو الانسان هو عظيم ويظهر هنا كأم، مثل أم تتحادث مع طفلها، وأم تغني لإبنها مستخدمة صوت مثل الأطفال وتجعل من نفسها كطفلة تتكلم بنغمة طفل وتتصرف ببساطة. الله يفعل هذا ايضا فهذه هي رأفة الله وحنانه، حنان الأم.

هذه هي نعمة الله، فعندما نتكلم عن النعمة نتكلم من ذلك القرب، وعندما يقول أحد انني في حالة النعمة واننى قريب من الرب او انا أسمح للرب ان يقترب مني، فكل هذا يعني النعمة. ولكن في أغلب الأوقات من أجل ان نكون متأكدين نريد ان نتحكم في تلك النعمة، فغالبا ما يكون لدينا الميل لتسعير وتشكيل هذه النعمة والذي يعني ان نغير تلك النعمة والتى هي الاقتراب والقرب من قلب الله الي سلعة او شيئ ممكن التحكم فيه، فنحن نريد التحكم في النعمة. عندما نتكلم عن النعمة نحن نجرب بأن نقول: “انا لدي روح نظيفة ونقية، انا في النعمة!”. هذه تصبح انزلاقا للمعنى الحقيقي للقرب من الله وتتحول الى طريق محاسبي في الحياة الروحية كان نقول:”انا سأفعل هذا لأن هذه الرغبة ستعطيني 300 يوما من النعمة..”، فبمثل ذلك النوع من التفكير تصبح النعمة سلعة قل ثمنها.

اذا ما كانت علاقتك مع الرب لا تشعر فيها بأنه يحبك بحنو فأنت ستكون فاقدا لشيئ هام وانك مازلت غير فاهم ما معنى النعمة وانك مازلت لم تحصل على النعمة من الإقتراب لله. انت بار لأن الله قد جاء اليك واقترب منك وسكن فيك ولأن الله يعتني بك ولأن الله بقول اشياء جميلة لك بكل حنو ورأفة: ذلك القرب من الله وهذا الحنو وهذا الحب هو الحق والهنا صالح ومحبة وحق وقد تنازل عن عظمته وتأنس ليكون معنا وفينا.

في هذا اليوم خذ سفر اشعيا واقرأ اصحاح 41 من الآيات 13-20، سبع آيات اقرأها متأملا جيدا لكي تختبر بعمق معنى القرب من الله والذي يقترب منك بكل حنان ومحبة الأم. أحيانا في استعدادتنا لعيد الميلاد ننشغل ان نحفظ كل شيئ مرتبا ومنتظما لكل من سنعطيهم هدايا الميلاد وان يكون الكل سعيدا ويأخذ الهدية المناسبة واذا لم نكن حذرين يمكن ان لا نجلب السعادة بل نتسبب في المشاكل وسوء الظن. ان حنو الله يذكّرنا اننا غالبا نتصرف مثل الأطفال اثناء الأعياد ونحن تحت ضغط ونفقد النظرة من اننا جميعا قد اعطيت لكل منا هدية عظيمة فالله تجسد من اجلنا لكي يرينا الطريق الحق للحياة الأبدية.  

تدريب: في هذه السنة اعط بسخاء كعلامة حب الله لك ودع حنو الله يبدد كل قلق وخوف ويحفظك في القرب منه.

صلاة: يا يسوع، لقد أتيت لي بكل حبك وحنانك ورحمتك وتدعوني ان اكون معك فساعدني ياسيدي كي اكون علامة لعمل الله في هذا العالم.آمين.

الجمعة 12 ديسمبر – سيدة جوادالوبي

وَانْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ، وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا، وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً وَمُتَوَجِّعَةً لِتَلِدَ وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ: هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ. وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ. وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ، حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ. فَوَلَدَتِ ابْنًا ذَكَرًا عَتِيدًا أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ، وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ،”(رؤيا19:11أ و1:12-6أ).

فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي”(لوقا39:1-47).

في عيد سيدة جوادالوبي دعونا اولا ان نتذكر بكل شكر زيارتها واقترابها الأموي، فعندما ظهرت للقديس خوان دييجو على جبل تيباك بيّنت نفسها “القديسة مريم العذراء الطاهرة والدة الله”، وايضا سارعت بإهتمام الى احتضان الشعب الأمريكي الجديد والأصلي في موقع سكناهم.

يمكننا ان نستمر في تسبيح الله من أجل عجائبه التى يصنعها مع الشعب الأمريكي اللاتيني الذي يقطن بلاد امريكا الجنوبية، فالله حسب طرقه كما قال يسوع:”لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ”(متى25:11). من تلك العجائب قد حققها الله في القديسة مريم فهي قد تعرفت على طريقة ابنها في عمله من اجل خلاص البشرية فهو أقام المتواضعين واتى ليساعد فقراء الروح والتعابى والمتألمين والمتروكين وذلك بأن باركهم ومعطيا الرجاء لكل من يثق في محبته ورحمته من جيل والى جيل وأنزل الأعزاء عن الكراسي وشَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِم وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ.

على ضوء انشودة التعظيم التى انشدتها القديسة مريم (لوقا46:1-55)، دعونا نشعر بالإلتزام اليوم ان نسأل النعمة لكل المسيحيين ليس فقط في امريكا اللاتينية بل ايضا في بلاد العالم كله ان الله يبارك ويطوب «اِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ،اِلْحَزَانَى،اِلْوُدَعَاءِ، اِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ،اِلرُّحَمَاءِ،أَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، وصَانِعِي السَّلاَمِ، واِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرّ”ِ- لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.“(متى1:5-11).   

ان عيد سيدة جوادالوبي هو احتفال حركة الكنيسة بعيدا عن اوربا والشرق وبزوغها في الأمريكتين فانه ليس بغريب ان المرسلين انتشروا في انحاء العالم يحملون بشرى الخلاص. ان ظهور سيدة جوادالوبي في المكسيك جعلت للمسيحية دورا هاما فانتشرت بشكل رائع حاملة الرجاء والايمان والمحبة للجميع.

تدريب: اقضى بعض الوقت لتقرأ عن ظهورات القديسة مريم العذراء في انحاء العالم ومدى تأثيرها.

تذكار عيد القديسة مريم، سيدة غوادالوبي[2]

يا أمّنا العزيزة، نحن نحبكِ، نشكرك لوعدك بأن تساعدينا في حاجتنا. نحن نثق بحبك الذي يكفكف دموعنا ويريحنا. علمينا أن نجد سلامنا في ابنك يسوع، وباركينا في كلّ يوم من حياتنا. ساعدينا كي نبني لك مزاراً في قلوبنا. اجعليه بمثل جمال المزار المبني لك على جبل تيبياك. مزار ملؤه الثقة، الرجاء، والحب ليسوع والذي ينمو ويقوى كلّ يوم. يا مريم، لقد اخترتِ أن تبقي معنا معطية إيانا صورتك المقدسة الفائقة الجمال على عباءة خوان دييغو. اجعلينا نشعر بحضورك المفعم حبّاً كلما نظرنا إلى وجهك. ومثل خوان، أعطنا الشجاعة لنوصِل رسالتك عن الرجاء إلى كلّ الناس. أنت أمّنا فأصغي إلى صلواتنا واستجيبي لنا. آمين.

السبت 13 ديسمبر – بلا خوف من الحرية

“هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ، وَأُمَشِّيكَ فِي طَرِيق تَسْلُكُ فِيهِ. لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ، فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْرِ. وَكَانَ كَالرَّمْلِ نَسْلُكَ، وَذُرِّيَّةُ أَحْشَائِكَ كَأَحْشَائِهِ. لاَ يَنْقَطِعُ وَلاَ يُبَادُ اسْمُهُ مِنْ أَمَامِي.(اشعيا17:48-19).

«وَبِمَنْ أُشَبِّهُ هذَا الْجِيلَ؟ يُشْبِهُ أَوْلاَدًا جَالِسِينَ فِي الأَسْوَاقِ يُنَادُونَ إِلَى أَصْحَابِهِمْ وَيَقُولُونَ:

زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا! نُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَلْطِمُوا! لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا لاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: فِيهِ شَيْطَانٌ. جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ بَنِيهَا».“(متى16:11-19).

يتكلم يسوع بمودة دائما للأطفال ويقدم لهم كنموذج لحياة المسيحي ويدعونا ان نكون مشابهين لهم لكي نتدخل ملكوت الله. ان رسالة الانجيل اليوم هي المثال الوحيد الذي فيه لا يتكلم حسنا عنهم، فالأطفال سيئ السلوك، ساخطون، ذو خشونة، وحتى رافضون دعوات الأخرين فلا شيئ يعجبهم ويوافقهم. لقد استخدم يسوع تلك الصورة ليصف بها قادة الشعب الذين غير متقبلين لكلمة الله. لم يرفضوا الرسالة ولكن الرسول او حامل الرسالة فيوحنا المعمدان قد جاء غير أكول ولا يشرب ولكنهم قالوا:” هوذا انسان أكّول وسكّير ومحب للعشارين والخطاة”. فكر في اناس ذلك الزمن الذي عاش فيه يسوع والذين يفضلون الهروب الى هؤلاء الذين يفسرون الدين كمبادء اخلاقية كالفريسيون او مساومة سياسية كالصدقيون او في صورة ثورة اجتماعية كالمتعصبين، او روحانية غنوصية مثال الأثنيين، فكل هؤلاء لديهم نظام حسن الترتيب وله قواعده ولهذا لم يقبلوا من يبشرهم بشيئ مخالف لما تعودوه وعاشوا به لفترات. لهذا اراد يسوع ان ينشط ذاكرتهم لكي يتذكروا الأنبياء الذين سبق وان اعتقلوهم وقتلوهم.

لكي تتقبل حقيقة الوحي وليس الواعظ والمبشر فهذا يكشف العقلية التى تأتى من حياة محصورة في المبادئ والتنازلات وخطط ثورية وروحانية الابتعاد عن اشباع الجسد. هناك مسيحيين لا يسمحون لأنفسهم بالرقص عندما يعطيهم الواعظ اخبار مفرحة ولا يسمحون لأنفسهم ان يبكوا عندما يعطيهم الواعظ اخبار محزنة، فعادة هؤلاء المسيحييون يكونوا منغلقين ومحصورين وليسوا احرارا ويخشون من حرية الروح القدس الذي يحركهم والذي يأتي من خلال التبشير والوعظ.

هذه مشكلة التبشير والتى تكلم عنها القديس بولس الرسول فالمشكلة عليها ان تنتهي عند الصليب، فإنها فضيحة ان الله يتكلم معنا من خلال بشر محدودين وخطاة وحتى انهم قد لا يحملون اي مؤهلات ولكنهم يحملون لنا بشرى الخلاص مع هذا لا نسمع ولا نتجاوب ولا نقبل وحتى عندما اتى الينا ابن الله الوحيد وتكلم ووعظ وبشّر ولم نتقبل وانتهى كأحد المجرمين معلقا على خشبة. انه لشئ محزن للمسيحيين الذين لا يؤمنون بالروح القدس ومفاعيله ومواهبه وثماره فلا يقبلون كلمة الله بل يقاومونها ولا يتجاوبون معها. 

تدريب: هناك العديد من العظات التى سمعتها والتى قد تكون وضعت بذرة صالحة فيك ولكنك قاومتها، حاول في فترة الصوم هذا ان تفتح قلبك لكلمة الله وارجع لمرشدك الروحي طالبا منه ان يرشدك كيف يمكن ان تجعل الكلمة مثمرة فيك.

صلاة: يا روح الله القدوس أسألك ان تهبني الحكمة والفهم والمعرفة لكي تعمل في كلمة الله فتثمر ثلاثون وستون ومائة. آمين

الأحد 14 ديسمبر – فرحنا هو يسوع المسيح

تَفْرَحُ الْبَرِّيَّةُ وَالأَرْضُ الْيَابِسَةُ، وَيَبْتَهِجُ الْقَفْرُ وَيُزْهِرُ كَالنَّرْجِسِ. يُزْهِرُ إِزْهَارًا وَيَبْتَهِجُ ابْتِهَاجًا وَيُرَنِّمُ. يُدْفَعُ إِلَيْهِ مَجْدُ لُبْنَانَ. بَهَاءُ كَرْمَلَ وَشَارُونَ. هُمْ يَرَوْنَ مَجْدَ الرَّبِّ، بَهَاءَ إِلهِنَا. شَدِّدُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ، وَالرُّكَبَ الْمُرْتَعِشَةَ ثَبِّتُوهَا. قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلهُكُمُ. الانْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ». حِينَئِذٍ تَتَفَقَّحُ عُيُونُ الْعُمْيِ، وَآذَانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّحُ حِينَئِذٍ يَقْفِزُ الأَعْرَجُ كَالإِيَّلِ وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ الأَخْرَسِ“(اشعيا1:35-6أ).

أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ، أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ:اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ.وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».وَبَيْنَمَا ذَهَبَ هذَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ؟ لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَانًا لاَبِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الثِّيَابَ النَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ الْمُلُوكِ. لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ، وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ. فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ.اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ”(متى2:11-11).

ان فرح الأنجيل ليس فقط اي فرح، فهو يتكون في معرفة شخص من انه محبوب ومرّحب به من الله، فالله يعطينا القوة ان نستمر في الحياة. الله دائما معنا لكي يساعدنا ان نستمر، وهو يحبنا كثيرا ولأنه يحبنا لهذا فهو معنا دائما ليساعدنا وليقوينا ولكي نمضي في مسيرتنا في الحياة. تشجيع دائم وبلا انقطاع وبلا شروط فشكرا لله في معونته فيمكننا دائما ان نبدأ من جديد اذا ما سقطنا.

ان اشعيا النبي يحث هؤلاء الذين فقدوا طريقهم وفقدوا القلب ليثقوا في أنفسهم وفقدوا حتى ايمانهم بالرب لأن خلاص الرب سوف لا يتأخر وسينفجر كالصبح في حياتهم. ان كل الذين قد تقابلوا مع يسوع في طريقهم اختبروا السكينة والفرح في قلوبهم والذي هو لاشيئ والذي لايمكن ان يُنزع.

ان فرحنا هو يسوع المسيح فمحبته الأمينة لا تنضب ابداً، لذلك فعندما يصبح المسيحي حزينا فهذا يعني انه بعيد او قد ابعد نفسه عن يسوع، ولكن علينا ان لا نترك هذا الشخص ليكون وحيدا فيجب ان نصلي من أجله ونشعره بدفء ومحبة شعب كنيسته.

في يسوع المسيح فيمكن ان تجد السلام الداخلي وتقوية لمواجهة مختلف اوجه الحياة لكل يوم حتى في أصعب الأوقات. ان قلب المسيحي يمتلئ بالسلام لأنه يعرف كيف ان يضع فرحه في الرب حتى عندما يمر بلحظات في حياته صعبة. ان يكون لك إيمان ليس يعني انك لان تمر عليك لحظات صعبة ولكن سيكون لديك القوة لمواجهة تلك اللحظات بمعرفة اننا لسنا وحدنا وان الرب هو الذي معنا، وهذا هو السلام الذي يعطيه الله لأولاده.

اليوم تدعونا الكنيسة ان نفرح مع اقتراب عيد الميلاد وتذّكرنا ان السِمة المميزة للإنسان المسيحي يجب ان تكون الفرح والسلام حتى في وسط اصعب الأوقات. انه يمكننا ان نيأس بحالة العالم وما فيه ومن المشاكل الأسرية والمصاعب الإقتصادية التى نواجهها وحتى في الخلافات والفضائح التى يمكن ان تظهر في الكنيسة، ولكن نحن نحتاج ان نتذكر دوما ان الله يظل يمسك العالم بين يديه حتى ولو لم نتمكن من رؤية هذا. العالم في القرن الأول الميلادي وفي فلسطين حيث العالم الذي ولد فيه يسوع له ما فيه من مصاعب وصراعات ولكن يسوع أتى بالرجاء والسلام لعالمه ويستمر في ان يحضر نفس السلام لنا. بالرجوع الى بدء حياة يسوع يمكننا ان نعيد فرح براءة الطفولة ونتذكر ان ايمان ولو بسيط وصغير يمكن ان يزهر الى شيئ أعظم ولنعيد الى ذاكرتنا رسالة الملاك لرعاة بيت لحم: “لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.“(لوقا10:2-11)، وايضا نشيد الملائكة:”  «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».“(لوقا14:2).    

تدريب: اقضي بعض الوقت هذا الأسبوع متأملا في اشخاص مغارة الميلاد وقصة الميلاد العجيب وذكّر نفسك ماذا لو ان يسوع قد ولد في هذه الأيام وفي بيتك؟.

 صلاة: يا قديسة مريم، ساعدينا ان نسرع خطواتنا نحو بيت لحم لنلتقي بيسوع الطفل الذي ولد من أجلنا ومن اجل خلاص وفرح جميع الشعب، وامنحينا النعمة لكي نحيا فرح الملاك ولجميع افراد عائلاتنا.  آمين.

الأثنين 15 ديسمبر – ماضي وحاضر ومستقبل

“وَرَفَعَ بَلْعَامُ عَيْنَيْهِ وَرَأَى إِسْرَائِيلَ حَالاُ حَسَبَ أَسْبَاطِهِ، فَكَانَ عَلَيْهِ رُوحُ اللهِ،فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «وَحْيُ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ. وَحْيُ الرَّجُلِ الْمَفْتُوحِ الْعَيْنَيْنِ. وَحْيُ الَّذِي يَسْمَعُ أَقْوَالَ اللهِ. الَّذِي يَرَى رُؤْيَا الْقَدِيرِ، مَطْرُوحًا وَهُوَ مَكْشُوفُ الْعَيْنَيْنِ: مَا أَحْسَنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ، مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ! كَأَوْدِيَةٍ مُمْتَدَّةٍ. كَجَنَّاتٍ عَلَى نَهْرٍ، كَشَجَرَاتِ عُودٍ غَرَسَهَا الرَّبُّ. كَأَرْزَاتٍ عَلَى مِيَاهٍ. يَجْرِي مَاءٌ مِنْ دِلاَئِهِ، وَيَكُونُ زَرْعُهُ عَلَى مِيَاهٍ غَزِيرَةٍ، وَيَتَسَامَى مَلِكُهُ عَلَى أَجَاجَ وَتَرْتَفِعُ مَمْلَكَتُهُ. ثُمَّ نَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «وَحْيُ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ. وَحْيُ الرَّجُلِ الْمَفْتُوحِ الْعَيْنَيْنِ. وَحْيُ الَّذِي يَسْمَعُ أَقْوَالَ اللهِ وَيَعْرِفُ مَعْرِفَةَ الْعَلِيِّ. الَّذِي يَرَى رُؤْيَا الْقَدِيرِ سَاقِطًا وَهُوَ مَكْشُوفُ الْعَيْنَيْنِ: أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ.“(العدد2:24-7و15-17أ).

“وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْهَيْكَلِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْب وَهُوَ يُعَلِّمُ، قَائِلِينَ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا؟ وَمَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَانَ؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً، فَإِنْ قُلْتُمْ لِي عَنْهَا أَقُولُ لَكُمْ أَنَا أَيْضًا بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا: مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟» فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاءِ، يَقُولُ لَنَا: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاسِ، نَخَافُ مِنَ الشَّعْبِ، لأَنَّ يُوحَنَّا عِنْدَ الْجَمِيعِ مِثْلُ نَبِيٍّ».فَأَجَابُوا يَسُوعَ وَقَالُوا: «لاَ نَعْلَمُ». فَقَالَ لَهُمْ هُوَ أَيْضًا: «وَلاَ أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا.“(متى23:21-27).

الثلاث لحظات التى اظهرها النبي عن الماضي والحاضر والمستقبل عن نفسه نجدها واضحة، ففي الماضي كان النبي على دراية بوعد الله وحفظه في قلبه وظلت حيّة ومتذكره ويردده دائما في نفسه. ثم نظر الى الحاضر ونظر الى شعبه واختبر قوة الروح ان يتكلم بكلمة الله ليحث الشعب ويشجعهم ليستمروا في الرحلة نحو المستقبل. ان النبي هو رجل الثلاث اوقات، الوعد في الماضي والتأمل في الحاضر والشجاعة للإشارة للطريق نحو المستقبل.

ان الأنبياء احتاجهم الشعب في تلك الأوقات من تاريخ العبرانيين ولم يكونوا دائما مرّحب بهم فكثير من الأوقات تم رفضهم. لقد قال يسوع بنفسه للفريسيين ان اباؤهم قتلوا انبياء لأنهم كانوا يقولون اشياء غير مريحة للشعب لأنهم كانوا يتكلمون بالحق مذكرين بالوعود الإلهية. اذا ما غابت النبؤة في حياة الشعب العبراني هناك شيئ مفقود وحياة الرب تصبح منسية ومفقودة.

عندما لا تكون نبؤة يقع التركيز على الشرعية فنجد هؤلاء رؤساء الكهنة والشيوخ ذهبوا ليسوع ليسألوه: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا؟ وَمَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَانَ؟، وكأنهم يقولون:” نحن من لدينا السلطان في هذا الأمر الخاص بالهيكل ولكن بالنسبة لك بأي سلطان تفعل تلك الأشياء؟”. لم يكونوا يفهمون النبؤات ونسوا الوعد ولم يكونوا يعرفون كيف يقرأون علامات اللحظة الحاضرة ولم يكن لهم عيون مفتوحة وآذن صاغية لكلمة الله، فهم فقط لديهم السلطان!.

ربما ان شعب الله والذين يؤمنون وذهبوا للهيكل للصلاة وكانوا في قلوبهم حزانى بسبب حقيقة انهم لم يجدوا الرب فالنبوة مفقودة ولذا فحزن قلوبهم راجعا انه لا وجود حاضر لكلمة الله ولكن  الشعب كانوا على رجاء من انهم يثمروا اذا ما أحيا الله في القلوب وعده والذي هو مازال في ذاكرتهم فيقودهم لرجاء المستقبل. هذا هو النبي الذي عيونه مفتوحة والذي يسمع كلمات الله.

ان القراءة الأولى من كتاب سفر العدد يقول لنا عن قصة لنبي غير محبوب وعن رجل رفض حماره ان يسير حتى تكلم بلعام كلمات النبوة لشعب اسرائيل. كان من غير السِبط ولم يكن مع ايمانهم ولكن روح الله تكلم فيه كانسان عيونه مفتوحة ومن يسمع ما الذي يقوله الله. نحن دائما لا نتعرف على انبياء من وسطنا ومن هم بيننا فهم لا يظهرون او يفعلون بطريقة يمكننا ان نفكر ان هذا ما يجب ان يقوم به النبي وعندما ننظر الى من نظن انهم انبياء نحبط عندما نجد انهم عادة يفعلون ما يفعله باقي عامة الشعب. علينا ان نبحث عن انبياء لا يبدو انهم انبياء فلقد نجد ان الله يستخدم أناس عاديون لينقل لنا رسالة وقد يكون هذا الأمر فيه تحدى لنا فقد نعتمد فقط على قوة القواعد والقوانين والسلطة ونتجاهل صوت الله لنا.      

تدريب: حاول ان تختار سفر من الأسفار النبوية واقرأ سيرة ذلك النبي وملخص لرسالته وما فيها من وعود او دروس لك شخصيا.

صلاة:.  ايها الرب يسوع المسيح، لقد احببتني حبا عجيبا بلا وزن ولا عدد ولا مقياس وليس في هذا عجبا لأنك أنت هو الحب. أشكرك لأنك تذكرني انك انت هو عمانوئيل وانك دائما معي.آمين.

الثلاثاء 16 ديسمبر – ” يكونوا آولون”

وَيْلٌ لِلْمُتَمَرِّدَةِ الْمُنَجَّسَةِ، الْمَدِينَةِ الْجَائِرَةِ! لَمْ تَسْمَعِ الصَّوْتَ. لَمْ تَقْبَلِ التَّأْدِيبَ. لَمْ تَتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ. لَمْ تَتَقَرَّبْ إِلَى إِلهِهَا.  لأَنِّي حِينَئِذٍ أُحَوِّلُ الشُّعُوبَ إِلَى شَفَةٍ نَقِيَّةٍ، لِيَدْعُوا كُلُّهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ، لِيَعْبُدُوهُ بِكَتِفٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عَبْرِ أَنْهَارِ كُوشٍ الْمُتَضَرِّعُونَ إِلَيَّ، مُتَبَدِّدِيَّ، يُقَدِّمُونَ تَقْدِمَتِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ تَخْزَيْنَ مِنْ كُلِّ أَعْمَالِكِ الَّتِي تَعَدَّيْتِ بِهَا عَلَيَّ. لأَنِّي حِينَئِذٍ أَنْزِعُ مِنْ وَسَطِكِ مُبْتَهِجِي كِبْرِيَائِكِ، وَلَنْ تَعُودِي بَعْدُ إِلَى التَّكَبُّرِ فِي جَبَلِ قُدْسِي وَأُبْقِي فِي وَسَطِكِ شَعْبًا بَائِسًا وَمِسْكِينًا، فَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ.بَقِيَّةُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَفْعَلُونَ إِثْمًا، وَلاَ يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ، وَلاَ يُوجَدُ فِي أَفْوَاهِهِمْ لِسَانُ غِشٍّ، لأَنَّهُمْ يَرْعَوْنَ وَيَرْبُضُونَ وَلاَ مُخِيفَ”(صفنيا1:3-2و9-13).

«مَاذَا تَظُنُّونَ؟ كَانَ لإِنْسَانٍ ابْنَانِ، فَجَاءَ إِلَى الأَوَّلِ وَقَالَ: يَا ابْنِي، اذْهَب الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي. فَأَجَابَ وَقَالَ: مَا أُرِيدُ. وَلكِنَّهُ نَدِمَ أَخِيرًا وَمَضَى. وَجَاءَ إِلَى الثَّاني وَقَالَ كَذلِكَ. فَأَجَابَ وَقَالَ: هَا أَنَا يَا سَيِّدُ. وَلَمْ يَمْضِ. فَأَيُّ الاثْنَيْنِ عَمِلَ إِرَادَةَ الأَبِ؟» قَالُوا لَهُ: «الأَوَّلُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الْعَشَّارِينَ وَالزَّوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ، لأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ، وَأَمَّا الْعَشَّارُونَ وَالزَّوَاني فَآمَنُوا بِهِ. وَأَنْتُمْ إِذْ رَأَيْتُمْ لَمْ تَنْدَمُوا أَخِيرًا

لِتُؤْمِنُوا بِهِ.“(متى28:21-32).

ثلاث سمات لشعب الله المؤمن هي التواضع والفقر والثقة في الرب، وهذا هو الطريق للخلاص. عندما نرى شعب الله المقدس والذي هم متواضعون ولهم كنز من الإيمان بالرب والثقة به نلتقي بهم هنا في حالة من القداسة وخلاص النفس وهذا ما يجب على كل مؤمن ان يتحلى بمثل ذلك الايمان والتواضع والثقة الكاملة في الرب ويجب ان تتخذ الكنيسة نفس المسار لمؤمنيها.

قد يتساءل البعض ولكن ما الذي قاله يسوع عن جباة الضرائب الذين خانوا شعبهم لأنهم يجمعون الضرائب ليدفعوها للرومان فهل مثل هؤلاء سيذهبون اولا لملكوت السموات؟ ونفس الشيئ للزواني واللواتي هن نساء في طبقات دانية؟ واخيرا هل يارب انت للدرجة لا تفرق فنحن انقياء وكاثوليك ونشترك في التناول المقدس كل يوم ونحضر الذبيحة الالهية بإنتظام؟  فى الحقيقة انهم جميعا سيذهبون اولا اذا ما كان قلبك ليس بقلب نادم واذا لم تنصت للرب ولم تقبل التغيير لتكون انسانا جديدا في الرب واذا لم تثق فيه عندئذ فانت ليس لك ذلك القلب النادم الذي يريده الله.

ان الرب لا يريد هؤلاء المنافقون والذين صدموا بما قاله يسوع عن جباة الضرائب وعن الزواني ولكن ذهب اليهم سواء ليطلق العنان لما يخفونه في قلوبهم وليكشف حقيقة ريائهم، لأنهم يعتبرون انفسهم نقاة ولكن في حقيقة الأمر لا يريد الرب تلك القلوب المنافقة.

ذلك الحكم يعطينا أمل عندما ننظر لخطايانا ففي الحقيقة كلنا خطاة وكل واحد منا مدرك جيدا بقائمة خطايانا بينما علينا ان نقدم للرب خطايانا تلك فهي الشيئ الحقيقي الذي يمكننا تقديمه حتى يمحوها ويرفعها عنا.

احد تلك الدروس للناس المتدينون كي يتعلموها والتى في الغالب ننساها وعلينا ان نتعلم مرة ومرات ان برارتنا ليست هي التى ستنقذنا، انها نعمة الله فقط التى يمكنها ان تفعل هذا. انه من السهل التعرف على نعمة الله عندما نتعلم كيف نتعرف على ضعفاتنا، وها هو القديس بولس قد علم هذا وهو القديس الذي اختبر كيف نعمة الله تعين المؤمن. بشكل متناقض فالخطاة الذين بيننا يعلمون هذا بأكثر عمقا مننا نحن الذين نعتبر انفسنا مؤمنين.  عندما يطلب الانسان انه في حاجة ماسة لكي ينمو في القداسة والإخلاص في العمل بأمانة ويعمل جاهدا لإصلاح العيوب والضعفات ويستطيع قبول النعمة عالما ان الله وحده هو الذي يقوده ويعمل به وفيه للخلاص.

تدريب: أدخل إلى مخدعك وصلي وأطلب من الروح القدس أن يكشف لك عن نقط الضعف التى فيك واذهب في اقرب وقت لمرشدك الروحي طالبا منه الإرشاد في جهادك لتزداد حبا للمسيح.

صلاة: ايها الرب يسوع، هذه هي قائمة خطاياي، وكلها خطاياي انا فخذها يا سيدي حتى يمكنني ان اكون معك دائما فانت وحدك الذي يمكنك قبولي كما انا، وارسل روحك ليساعدني ان افرح بحبك لي من انك قبلتني كما انا وان اشارك هذا الفرح والحب مع الآخرين. آمين.

الأربعاء 17 ديسمبر – اذا ما كان الصمت موسيقى

لِكَيْ يَعْلَمُوا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنْ لَيْسَ غَيْرِي. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هذِهِ اُقْطُرِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقُ، وَلْيُنْزِلُ الْجَوُّ بِرًّا. لِتَنْفَتِحِ الأَرْضُ فَيُثْمِرَ الْخَلاَصُ، وَلْتُنْبِتْ بِرًّا مَعًا. أَنَا الرَّبَّ قَدْ خَلَقْتُهُ.  لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلًا. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. أَخْبِرُوا. قَدِّمُوا. وَلْيَتَشَاوَرُوا مَعًا. مَنْ أَعْلَمَ بِهذِهِ مُنْذُ الْقَدِيمِ، أَخْبَرَ بِهَا مُنْذُ زَمَانٍ؟ أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ.اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرَ. بِذَاتِي أَقْسَمْتُ، خَرَجَ مِنْ فَمِي الصِّدْقُ كَلِمَةٌ لاَ تَرْجعُ: إِنَّهُ لِي تَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، يَحْلِفُ كُلُّ لِسَانٍقَالَ لِي: إِنَّمَا بِالرَّبِّ الْبِرُّ وَالْقُوَّةُ. إِلَيْهِ يَأْتِي، وَيَخْزَى جَمِيعُ الْمُغْتَاظِينَ عَلَيْهِ.بِالرَّبِّ يَتَبَرَّرُ وَيَفْتَخِرُ كُلُّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ»..“(اشعيا6:45-8و18و21-25).

فَأَخْبَرَ يُوحَنَّا تَلاَمِيذُهُ بِهذَا كُلِّهِ. فَدَعَا يُوحَنَّا اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلًا: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ الرَّجُلاَنِ قَالاَ: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ قَائِلًا: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ، وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُماَ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ. وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».“(لوقا18:7-23).

كيف يتكلم الرب معنا؟ ربما يبدو غريبا ان نسمع ان الله العظيم والقادر يقول:” لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ

إِلهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ.“(اشعيا13:41)، انه كالأب الذي يجري نحو ابنه عندما يحلم حلما مزعجا فيقول له:”  لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي.“(اشعيا10:41).

لننظر ايضا لذلك اللقاء ما بين الله وايليا النبي وعندما تكلم الله معه فلقد جاء:” فَقَالَ: «اخْرُجْ وَقِفْ عَلَى الْجَبَلِ أَمَامَ الرَّبِّ». وَإِذَا بِالرَّبِّ عَابِرٌ وَرِيحٌ عَظِيمَةٌ وَشَدِيدَةٌ قَدْ شَقَّتِ الْجِبَالَ وَكَسَّرَتِ الصُّخُورَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الرِّيحِ. وَبَعْدَ الرِّيحِ زَلْزَلَةٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الزَّلْزَلَةِ.وَبَعْدَ الزَّلْزَلَةِ نَارٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي النَّارِ. وَبَعْدَ النَّارِ صَوْتٌ مُنْخَفِضٌ خَفِيفٌ.فَلَمَّا سَمِعَ إِيلِيَّا لَفَّ وَجْهَهُ بِرِدَائِهِ وَخَرَجَ وَوَقَفَ فِي بَابِ الْمُغَارَةِ، وَإِذَا بِصَوْتٍ إِلَيْهِ يَقُولُ: «مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا؟»“(1ملوك 11:19-13). في هذا النص نجد اجمل كلمة قد استخدمت والتى كانت”صوت منخفض خفيف” اي خيط رفيع من الصمت، وهذا الصمت هو كيف ان الرب يقترب بذلك الصوت الخفيف نحو الانسان والذي يحمل كل الحب والحنان، وهذه هي موسيقى لغة الرب. بما اننا نقترب ونستعد لعيد الميلاد يجب ان ننصت له وبكل ما يأتي فهذا سيصنع فينا شيئا عظيما. عادة عيد الميلاد هو عيد ذو صوت مرتفع عالي فلذا سيكون من المستحسن لنا ان نصمت قليلا لكي نستمع لكلمات الحب تلك، كلمات الحنو والرأفة والقرب من الله فنحن في اشد الاحتياج ان نصمت خلال هذا الموسم حتى يمكننا ان ننعم بفرح المجيئ وان نكون مترقبين بكل اشتياق لذلك المجيئ ليولد في قلوبنا.

في نص لقاء ايليا النبي مع الله كما جاء في سفر الملوك الأول نجد ان النبي كان مختبئ من آخاب الملك وايزابيل الملكة ووجد نفسه شاعرا بأن الله قد تركه وبينما هو في كهف في الجبل واجه عاصفة ونارا وزلزالا وكلها طرق تقليدية حيث فيها يظهر الله ذاته للشعب ولكن لم يكن الله في كل تلك الأشياء. بعد ان هدأت كل تلك الظواهر اختبر ايليا حضور الله في مجرد همسة من النسيم. في اكثر من مرة خلال هذا الموسم المملوء بالمشغوليات قد نجد أنفسنا نرغب في الهروب الي مكان بعيد كالصحراء وقد نجد انفسنا منشغلين بالبحث عن سمة وروح هذه المناسبة في الموسيقى وفي الحفلات وفي الهدايا وفي كل زخارف وزينة هذه العطلة ولكن يدعونا زمن المجيئ هذا مرة اخرى ان نبحث عن الله في الصمت والإصغاء.  

تدريب: اذهب وخصص بعض الوقت لتكون في مكان هادئ وقد يكون في الصباح الباكر او في ساعة متأخرة في نهاية اليوم، وان يكون في كنيسة او داخل مخدعك او وانت تسير داخل حديقة  لتلتقي بالله منصتا له بكل عناية. حاول ان تكرر هذا التدريب الروحي اكثر من مرة في زمن المجيئ.

صلاة:  يا امي القديسة مريم كوني معي ليس فقط في زمن المجيئ هذا بل في كل وقت وساعديني ان افتح قلبي لكل ما يرسله لي الله فأفرح معكِ بميلاده العجيب.آمين.

الخميس 18 ديسمبر- ان الحماية هي قلب دعوة المسيحي

«تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ. أَشِيدِي بِالتَّرَنُّمِ أَيَّتُهَا الَّتِي لَمْ تَمْخَضْ، لأَنَّ بَنِي الْمُسْتَوْحِشَةِ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي ذَاتِ الْبَعْلِ، قَالَ الرَّبُّ أَوْسِعِي مَكَانَ خَيْمَتِكِ، وَلْتُبْسَطْ شُقَقُ مَسَاكِنِكِ. لاَ تُمْسِكِي. أَطِيلِي أَطْنَابَكِ وَشَدِّدِي أَوْتَادَكِ، لأَنَّكِ تَمْتَدِّينَ إِلَى الْيَمِينِ وَإِلَى الْيَسَارِ، وَيَرِثُ نَسْلُكِ أُمَمًا، وَيُعْمِرُ مُدُنًا خَرِبَةً. لاَ تَخَافِي لأَنَّكِ لاَ تَخْزَيْنَ، وَلاَ تَخْجَلِي لأَنَّكِ لاَ تَسْتَحِينَ. فَإِنَّكِ تَنْسَيْنَ خِزْيَ صَبَاكِ، وَعَارُ تَرَمُّلِكِ لاَ تَذْكُرِينَهُ بَعْدُ لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ، وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، إِلهَ كُلِّ الأَرْضِ يُدْعَى. لأَنَّهُ كَامْرَأَةٍ مَهْجُورَةٍ وَمَحْزُونَةِ الرُّوحِ دَعَاكِ الرَّبُّ، وَكَزَوْجَةِ الصِّبَا إِذَا رُذِلَتْ، قَالَ إِلهُكِ.لُحَيْظَةً تَرَكْتُكِ، وَبِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ سَأَجْمَعُكِ. بِفَيَضَانِ الْغَضَبِ حَجَبْتُ وَجْهِي عَنْكِ لَحْظَةً، وَبِإِحْسَانٍ أَبَدِيٍّ أَرْحَمُكِ، قَالَ وَلِيُّكِ الرَّبُّ.لأَنَّهُ كَمِيَاهِ نُوحٍ هذِهِ لِي. كَمَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ تَعْبُرَ بَعْدُ مِيَاهُ نُوحٍ عَلَى الأَرْضِ، هكَذَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ أَغْضَبَ عَلَيْكِ وَلاَ أَزْجُرَكِ. فَإِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ، وَالآكَامَ تَتَزَعْزَعُ، أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَ يَزُولُ عَنْكِ، وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ، قَالَ رَاحِمُكِ الرَّبُّ”(اشعيا1:54-10).

فَلَمَّا مَضَى رَسُولاَ يُوحَنَّا، ابْتَدَأَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ؟ بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَانًا لاَبِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ فِي اللِّبَاسِ الْفَاخِرِ وَالتَّنَعُّمِ هُمْ فِي قُصُورِ الْمُلُوكِ بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ! هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ! لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ أَعْظَمُ مِنْهُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِذْ سَمِعُوا وَالْعَشَّارُونَ بَرَّرُوا اللهَ مُعْتَمِدِينَ بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا. وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ وَالنَّامُوسِيُّونَ فَرَفَضُوا مَشُورَةَ اللهِ مِنْ جِهَةِ أَنْفُسِهِمْ، غَيْرَ مُعْتَمِدِينَ مِنْهُ.“(لوقا24:7-30).

كيف ياترى مارس القديس يوسف دوره كحامي ليسوع؟ لقد قام بهذا بصمت وتواضع وبحكمة وبحضور لا يتزعزع وبإخلاص كامل حتى لو وجد انه لا يستطيع ان يفهم. منذ خطبته لمريم وحتى ايجاد يسوع ذو الاثنا عشر عاما في هيكل اورشليم كان يوسف هناك في كل لحظة بكل محبة ورعاية. كزوج لمريم كان يوسف بجانبها في الأوقات الجيدة والسيئة، ففي الرحلة لبيت لحم من أجل الإكتتاب وفي ساعات القلق والفرح عندما ولدت مريم ابنها ووسط الرحلة الدرامية الى مصر وأثناء البحث المضني ليسوع عندما فقد في الهيكل وبعدها في الحياة اليومية في بيت الناصرة وفي حانوت النجارة حيث تعلم يسوع.

كيف تجاوب يوسف مع الدعوة لحماية مريم ويسوع والكنيسة؟ بكونه منتبه بإستمرار لما يطلبه الله ومنفتح للعلامات عن حضور الله ومتقبل لخطة الله وليس ببساطة لخطته هو الشخصية كان يوسف “حامي” لأنه قادر ان يسمع لصوت الله وان يكون مسترشدا بمشيئته تعالى ولهذا السبب فهو كان أكثر حساسية للأشخاص المنوط به حمايتهم. كان يوسف يستطيع ان ينظر للأشياء بواقعية وعلى تواصل مع كل ما يحيط به ويمكنه ببساطة ان يتخذ قراره بحكمة. في صفات القديس يوسف نتعلم كيف نتجاوب مع دعوة الله ونكون مستعدين وراغبين بكل قوة في تنفيذ مشيئته ولكن ايضا يمكننا ان نرى قلب الدعوة للمسيحيين والتى هي “المسيح”.

راعيا وحاميا وطالبا الصلاح والدعوة لبعض الرقة والحنو مع الآخرين هذا ما يُطلب من كل من هو مؤمنا بالمسيح. في الأناجيل يظهر القديس يوسف كرجل قوي وشجاع وعامل وفي قلبه نرى رقة وحنان عظيم والذي يمكن ان تكون كفضيلة للضعيف ولكن بدلا من ذلك هي علامة لقوة الروح والقدرة على الاهتمام بالآخر والمحبة وانفتاح حقيقي لكل شخص في احتياج. يجب اذا علينا ان لا نخاف من عمل الصلاح والحنو والرعاية للأخرين.

نحن عادة لا نأخذ بعض الوقت في زمن المجيئ في ان نفكر في القديس يوسف ويكون معظم تركيزنا على البشارة وحبل القديسة مريم وزيارتها للقديسة اليصابات واحداث الميلاد الرائعة، وأما عن القديس يوسف فغالبا يكون صامتا ومختفيا خلف الأحداث. انه علينا ان ننظر بكل احترام وتقوى للقديس يوسف كنموذج لنا جميعا فأمام سر التجسد العظيم يجب أن ننظر بعناية لدور يوسف وليس فقط مريم فهو حامي لسر التجسد والرجل الذي اعطاه الله ان يكون حارسا لأبنه الوحيد ولأم الله.    

تدريب: اتخذ بعض الوقت للتفكير في والدك ووالدتك وكم ما قدموه في تربيتك وحاول ان تتذكر تجمعاتك مع الأسرة خاصة في عيد الميلاد مسترجعا ذكرياتك. اي صفة من صفات القديس يوسف يمكنك التعرف عليها فيهما وقدم لهم الشكر ان كانوا ما زالوا في حياتك واذا ما كانوا قد رحلوا فقدم لأرواحهما قداسا.

صلاة: فلنشكر الله على كل البركات التي وهبها لنا ففي ملء الزمان ارسل الله ابنه الوحيد المولود

من امرأة (غلاطية4:4) لكي نؤمن به، فلنطلب من أم الله ومن القديس يوسف ان تعلم لكي في كل عام وكل شهر وكل يوم نتملئ بحب الله اللامتناهي ونكون دائما على استعداد ان نتجاوب مع حبه. آمين.

الجمعة 19 ديسمبر – هل علامة “ارجو عدم الإزعاج” موضوعة على قلوبنا؟

هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «احْفَظُوا الْحَقَّ وَأَجْرُوا الْعَدْلَ. لأَنَّهُ قَرِيبٌ مَجِيءُ خَلاَصِي وَاسْتِعْلاَنُ بِرِّي.طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَعْمَلُ هذَا، وَلابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَتَمَسَّكُ بِهِ، الْحَافِظِ السَّبْتَ لِئَلاَّ يُنَجِّسَهُ، وَالْحَافِظِ يَدَهُ مِنْ كُلِّ عَمَلِ شَرّ».فَلاَ يَتَكَلَّمِ ابْنُ الْغَرِيبِ الَّذِي اقْتَرَنَ بِالرَّبِّ قَائِلًا: «إِفْرَازًا أَفْرَزَنِي الرَّبُّ مِنْ شَعْبِهِ». وَلاَ يَقُلِ الْخَصِيُّ: «هَا أَنَا شَجَرَةٌ يَابِسَةٌ».وَأَبْنَاءُ الْغَرِيبِ الَّذِينَ يَقْتَرِنُونَ بِالرَّبِّ لِيَخْدِمُوهُ وَلِيُحِبُّوا اسْمَ الرَّبِّ لِيَكُونُوا لَهُ عَبِيدًا، كُلُّ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ السَّبْتَ لِئَلاَّ يُنَجِّسُوهُ، وَيَتَمَسَّكُونَ بِعَهْدِي، آتِي بِهِمْ إِلَى جَبَلِ قُدْسِي، وَأُفَرِّحُهُمْ فِي بَيْتِ صَلاَتِي، وَتَكُونُ مُحْرَقَاتُهُمْ وَذَبَائِحُهُمْ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي، لأَنَّ بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى لِكُلِّ الشُّعُوبِ». يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ جَامِعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ: «أَجْمَعُ بَعْدُ إِلَيْهِ، إِلَى مَجْمُوعِيهِ».“(اشعيا1:56-3و6-8).

أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ. وَأَنَا لاَ أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، وَلكِنِّي أَقُولُ هذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ. كَانَ هُوَ السِّرَاجَ الْمُوقَدَ الْمُنِيرَ، وَأَنْتُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَةً. وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لأُكَمِّلَهَا، هذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.“(يوحنا33:5-36).

من خلال موسم زمن المجيئ تواظب الكنيسة على المراقبة والانتظار مثل القديسة مريم، فالإنتظار والترقب هو فضيلة وسلوك وحج فنحن حجاج فهل ياترى نحن نراقب وننتظر ام اننا منغلقون؟

هل نحن يقظين ام نحن آمنون ومختبئون في حانوت او حانة ولم نعد نريد الاستمرار؟ هل نحن حجاج نعرف اين نذهب ام مجرد متسكعين ومشاة بلا هدف؟

من أجل هذا تدعونا الكنيسة ان “نأت” وان نفتح قلوبنا وارواحنا في يقظة تامة، فنحن مدعوون ان نتصور ونتفهم ما الذي يحدث فينا وان نسأل الرب ان يأتى او لا يأتي، اذا ما كان هناك مكان للرب او ان هناك مكان للإحتفال والشراء واحداث ضجة وصراخ؟ هذا الفحص للضمير يجب ان يقودنا ان نسأل أنفسنا: هل قلوبنا ونفوسنا منفتحة كأمنا الكنيسة المقدسة وكنفس القديسة مريم التى كانت منفتحة ومستعدة لدعوة الله؟، أم اننا اغلقنا قلوبنا ونفوسنا ووضعنا عليها علامة تقول:”ارجو عدم الإزعاج”؟

ان العالم لن يتوقف عندنا ولسنا أكثر أهمية من العالم ولذلك فمع سيدتنا القديسة مريم ومع الكنيسة سنفعل ما يجب عمله وان ننادي:”تعال ايها الرب يسوع”(رؤيا20:22)، واننا سنعمل كل ما هو مطلوب ونرددها دائما فهي صلاة تسمح لنا ان نفحص نفوسنا ونتواصل بها مع الأخرين راغبين بصدق ان يأتي يسوع في قلوبنا وقلوب الآخرين.

انه من الصعب احيانا عندما نصل الى نقطة فمسيرة حياتنا تجعلنا مع معركة الحياة نقول:”كفى يارب انا لا اريد شيئا”، ولكن يظل الله قارعا باب قلبك بحنو وعطف ورحمة وحب حتى تلك القلوب المغلقة تُفتح وكل وعود الله تتحقق وتبدأ في مسيرة حياتك حتى نهاية الرحلة حيث هناك الأبدية.

تدريب: افحص ضميرك على ضوء الكتاب المقدس واسأل نفسك بصدق: هل تدرك حقيقة دعوتك؟ استشر مرشدك الروحي وحاول ان تعمل بارشاداته وصلي كثيرا كي يعينك الروح القدس.

صلاة : يا يسوع، تعال سريعا فنحن في اشتياق لنراك ونسمعك ونجلس معك ونتناول معك عشاء الحمل على مائدتك في اورشليم السماوية. آمين

السبت 20 ديسمبر – ” السر لا يحتاج الى إعلان”

 ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَكَلَّمَ آحَازَ قَائِلًا: «اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق».فَقَالَ آحَازُ: «لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ». فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ! هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلهِي أَيْضًا؟ وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».“(اشعيا10:7-14).

“وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ،إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ يا ممتلئة نعمة! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ: «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُفَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟ فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا،لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ». فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.“(لوقا26:1-38).

 طوال تاريخ الخلاص كان ظِل الله دائما حارسا له بكل ما فيه من الغموض والأسرار، فهو كان مصاحب شعبه في البريّة. في كل تاريخ الخلاص يظهر فيه بأن الله كان دائما حارسا لأسرار ذلك الخلاص. ان الله موجود دائما في حياتنا ليساعدنا ان نكتشف اسرارنا نحن بأنفسنا وكل ما فيها في رحلة حياتنا معه. كلا منا يعلم كيف ان أعمال الله تعمل بشكل غامض وسري في قلوبنا وارواحنا وهذا الحضور هو قوة الروح القدس الساكن فينا والذي يكشف اعماقنا بكل ما فيها من اسرار حتى لو اردنا اخفائها. ذلك الصمت المخفي في اعماق قلوبنا هو بمثابة سحابة تحجب سر العلاقة مع الله والتى هي اما قداستنا او خطايانا. في اعماق القلب نحاول بشتى الطرق اخفاء حقيقة ما تشتهيه النفس وينشأ ذلك الصراع ما بين الجسد والروح والذي يكون الفيصل في تحديد من ينتصر هو قوة الروح القدس الساكن فينا.

انه لسر لا يمكننا تفسيره ولكن عندما لا يكون هناك صمت في حياتنا سنفقد السر ويذهب بلا رجعة فما نحاول اخفاؤه سيتبدد اذا ما جعلنا قوة الروح القدس تشتعل فينا واعترفنا بكل ضعفاتنا وما نخبئه نضعه امام الرب وهنا سيكون لشعلة الروح القدس قوة لإنارة قلوبنا.

ان الصمت دلالة على نوع من الكمال الروحي الذى يحقق الإنسان كقول يعقوب الرسول:”إن كان أحد لا يعثر فى الكلام فذاك رجل كامل”(يعقوب2:3)، وأيضا دلالة على التديّن”إن كان أحد فيكم يظن أنـه ديّن وهو ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه فديانته باطلة”(يعقوب26:1). فالصمت يساعدنا على الصلاة وعلى سماع صوت الله داخلنا ويحفظنا من زلاّت اللسان ويساعدنا على الإحتفاظ بالحرارة الروحيـة الداخلية.فلنتعلـم فضيلة السكوت أو الصـمت فنستطيع أن نُلجم الجسد كلـه(يعقوب3).

لقد أعطتنـا القديسة مريم العذراء مثالاً صالحاً فى حياة الصمت:”أما مريم فكانت تحفظ جميع هذه الأمور متفكرة بـه فى قلبهـا”(لوقا19:2)، فهى لـم تكن تحفظ الكلام فقط بل كانت تتفكر به فى قلبها. لقد رأت مريم العذراء أموراً عجيبـة فى حياتهـا كبشارة الـملاك جبرائيل وتسبحة اليصابات لها وإرتكاض الجنين فى أحشائهـا، ورأت زكريا الكاهن الذى صار صامتـاً، وتحيـة الرعاة وزيارة الـمجوس ونبؤة سمعان الشيخ فى الهيكل وجلوس الطفل يسوع بين الـمعلـمين، وغيرها من الأحداث ولكنهـا كانت صامتـة “متأملـة فى قلبهـا”. صمتت أمام يوسف النجار وقت أن ساوره الشك ولم تدافع عن نفسها،وصمتت أمام أحداث الهروب وشكوك اهل الناصرة، وتحت الصليب. ان القديسة مريم حجبت في صمت السر العجيب والذي قد لم تتفهمه جيدا ولكنها ظلت في صمتها لتسمح ان ينمو ويزدهر ويعطي الرجاء للجميع، ولكنهـا بعد القيامة تكلـمت واخبرت الرسل فأخبرتهـم بـما لـم يُخبروا عنـه فكتبوا الأناجيل فى ضوء ما تكلـمت به إليهـم.  

نحن نعيش في عالم يتطلب ان كل شيئ يلزم مشاركته في كل الأوقات حتى في دائرة الكنيسة ففي حلقات الصلاة فمن المتوقع ان يتشارك المجتمعون في خبراتهم في الصلاة مما قد يكون صعب على من هم خجلى وقد يمثل ضغطا نفسيا عليهم. ان مشاركة كل شيئ قد تكون غير مجدية فالسكوت التام ليس فضيلة كاملة ولا كثرة الكلام فضيلة “فللسكوت وقت وللتكلم وقت”(جامعة7:3)، وقال سليـمان الحكيم ان “كثرة الكلام لا تخلو من الـمعصيـة”(امثال19:10)، ولهذا أوصانا بطرس الرسول قائلاً:”إن أراد أحد أن يحب الحياة ويرى أيامـاً صالحـة فليكفف لسانـه عن الشر وشفتيـه أن تتكلـما بالـمكر”(1بطرس10:3)،ولهذا قال السيد الـمسيح:”ان كل كلـمة بطالـة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين، لأن بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان”(متى36:12). ان الاحتفاظ ببعض الخبرات يمكن ان تكون هامة في حياتنا الروحية.

تدريب: خذ بعض الوقت واختلى بنفسك وصلي واسأل الله ان يرشدك لأن تفعل ما يريده من أجلك واسأله ايضا أن يزيد ثقتك به وأن يثبت ايمانك ويزيده.

صلاة: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً، كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ».. آمين.

الأحد21 ديسمبر – التعرف على وقت الله

 ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَكَلَّمَ آحَازَ قَائِلًا: «اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْق».فَقَالَ آحَازُ: «لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ». فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ! هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلهِي أَيْضًا؟ وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».“(اشعيا10:7-14).

بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْمَدْعُوُّ رَسُولًا، الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ، الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ، عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ، وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا. الَّذِي بِهِ، لأَجْلِ اسْمِهِ، قَبِلْنَا نِعْمَةً وَرِسَالَةً، لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ، الَّذِينَ بَيْنَهُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا مَدْعُوُّو يَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى جَمِيعِ الْمَوْجُودِينَ فِي رُومِيَةَ، أَحِبَّاءَ اللهِ، مَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا

وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”(رومية1:1-7).

“أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا. وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ”(متى18:1-24).

لم تكن تعلم القديسة مريم بأي طريق يجب ان تأخذه وما هي الآلام التى ستتعرض لها وما هي المخاطر التى ستواجهها بعد إعلان الملاك لها ولكنها كانت على دراية كاملة بأن الرب يسأل ويدعو وانها قد وضعت نفسها وكل ثقتها فيه وانها قد تخلت عن ذاتها من اجل محبتها له، وهذا هو إيمان مريم. فالإيـمان هو تبعيـة كليـّة للـه ويتطلب فى الأساس معرفـة الله وهذه الـمعرفـة يلزمها قبول هبـة اللـه لكى تساعد الإنسان على قبول الحقائق الإلهيـة، والإيمان ليس حالـة أو فعل يظهر مرة ثم يختفى، بل هو ثقـة مطلقـة فى شخص مـا وهذا يعنى الإستعداد لقبول كل الأشياء والأفعال التى تأتـى من الله، حتى فى أصعب وأخطر الـمواقف،وهذا يستلزم أن يتخلّى الإنسان عن كل إعتماده وثقتـه فى إمكانياتـه وقدراتـه الشخصيـة.

لـم تطلب مريم علامة لتؤمن مثل موسى لكي يصدقه فرعون والشعب العبرانـي” انهم لا يصدقونني ولا يسمعون لقولي بل يقولون لم يتجلّ لك الرب” (خروج7:4).

لـم تطلب علامة مثل جدعون كما جاء فى سفر القضاة “ان كنت قد

أصبت حظوة فى عينيك فأعطيني علامة على انك انت الذى كلمني “(قضاة 17:6) وكان أن الرب أعطاه من جزاز الصوف فى البيدر وسقوط الندى

وغيرها من العلامات.

لـم تطلب علامـة مثل بني اسرائيل عندما طلبوا من يسوع آية لكى يؤمنوا به “أيـّة آيـة تصنع لنراها ونؤمن بك”(يوحنا30:6).

مـريم لم تطلب،ولكن أعطاها الـمـلاك العلامة ان نسيبتها أليصابات العاقر حبلى فى شيخوختها.

إستجابت مـريم لدعوة الرب والذى يحترم إرادة البشر”فقالت للـمـلاك ها أنذا آمة للرب” (لوقا 38:1)، ولهذا استحقت أول تطويبات العهد الجديد على لسان القديسة اليصابات:”طوبـى للتى أمنت”(لوقا45:1).

ان القديسة مريم تعلمنا ان نختار اللحظة المناسبة عندما يأتي الينا يسوع الى حياتنا ويسألنا إن كنا مستعدين لمجاوبة دعوته وتكون اجابتنا فورية. كم من المرات جاء الينا يسوع في حياتنا وكم من المرات يرسل لنا ملاكا وكم من المرات لا نلاحظ لأننا مأخوذين ومنغمسين في افكارنا ومشاكلنا حتى في تلك الأيام التى نستعد لتجهيزات عيد الميلاد فلا نلاحظه هو رب الميلاد وصاحب العيد الذي يأتي قارعا على باب قلوبنا حتى نقبل ونجاوب دعوته قائلين “نعم” كما فعلت مريم.

في سر عيد الميلاد والى جانب مريم هناك حضور صامت للقديس يوسف والذي هو موجود ومصوّر في منظر مغارة الميلاد فهو كان متتبعا خطة صالحة خاصة لحياته ولكن الله كان محتفظا له بخطة اخرى وبرسالة أعظم ولم يقاوم حتى يتبع ما خطط هو لحياته ولم يسمح لأي مرارة تمس نفسه وبدلا من كل هذا كان مستعدا ان يجعل من نفسه متاحا وطائعا لما يطلبه الله وبقبوله لخطة الله اصبح عظيما.

ان قراءة الأحد الرابع من زمن المجيئ تذكرنا ان يسوع قد وُلد في عائلة بشرية وانه مهم للغاية ان يأخذ جسدا ودما بشريا وان ياخذ ايضا العلاقات والتى هي تكمل وتتداخل في حياتنا. انه في بعض الأحيان نفكر انه يكون اسهل لو اننا ابتعدنا عن كل الناس والذين نحيا معهم ونعمل ونحبهم ولكن سر التجسد يذكرنا ان الله يدعونا ان نكون قديسين في وسط كل تلك العلاقات فهو يدعونا ان نشهد لمجد الله بلا حدود.

تدريب: في هذا الأسبوع حاول ان تتذكر حدث او احداث شعرت بان الله معك وكم كانت فرحتك. أجلس مصليا وشاكرا لله امام صورة للمصلوب او امام القربان المقدس.

صلاة: يا قديسة مريم، يا ممتلئة نعمة ويا من كان لديك الإيمان الكامل والثقة في كلمة الله. وأنت

يا قديس يوسف الرجل البار كما وصفه الكتاب المقدس، فساعدوني أن أكون مستسلما لله ولمشيئته

القدوسة وان أتحد بكما ليسكن في قلبي يسوع، ربي وإلهي. آمين.

الاثنين 22 ديسمبر ” هذه هي العلامة لكم”

ثُمَّ حِينَ فَطَمَتْهُ أَصْعَدَتْهُ مَعَهَا بِثَلاَثَةِ ثِيرَانٍ وَإِيفَةِ دَقِيق وَزِقِّ خَمْرٍ، وَأَتَتْ بِهِ إِلَى الرَّبِّ فِي شِيلُوهَ وَالصَّبِيُّ صَغِيرٌ. فَذَبَحُوا الثَّوْرَ وَجَاءُوا بِالصَّبِيِّ إِلَى عَالِي. وَقَالَتْ: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي. حَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ يَا سَيِّدِي، أَنَا الْمَرْأَةُ الَّتِي وَقَفَتْ لَدَيْكَ هُنَا تُصَلِّي إِلَى الرَّبِّ. لأَجْلِ هذَا الصَّبِيِّ صَلَّيْتُ فَأَعْطَانِيَ الرَّبُّ سُؤْلِيَ الَّذِي سَأَلْتُهُ مِنْ لَدُنْهُ. وَأَنَا أَيْضًا قَدْ أَعَرْتُهُ لِلرَّبِّ. جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِهِ هُوَ عَارِيَّةٌ لِلرَّبِّ». وَسَجَدُوا هُنَاكَ لِلرَّبِّ. فَصَلَّتْ حَنَّةُ وَقَالَتْ: «فَرِحَ قَلْبِي بِالرَّبِّ. ارْتَفَعَ قَرْنِي بِالرَّبِّ. اتَّسَعَ فَمِي عَلَى أَعْدَائِي، لأَنِّي قَدِ ابْتَهَجْتُ بِخَلاَصِكَ. قِسِيُّ الْجَبَابِرَةِ انْحَطَمَتْ، وَالضُّعَفَاءُ تَمَنْطَقُوا بِالْبَأْسِ. الشَّبَاعَى آجَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْخُبْزِ، وَالْجِيَاعُ كَفُّوا. حَتَّى أَنَّ الْعَاقِرَ وَلَدَتْ سَبْعَةً، وَكَثِيرَةَ الْبَنِينَ ذَبُلَتْ.الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ. الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي. يَضَعُ وَيَرْفَعُ. يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ. يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ وَيُمَلِّكُهُمْ كُرْسِيَّ الْمَجْدِ. لأَنَّ لِلرَّبِّ أَعْمِدَةَ الأَرْضِ، وَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ.“(1صموئيل24:1-28و 1:2و4-8).

 فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً،كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ».فَمَكَثَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا.“(لوقا46:1-56).

لقد ولد الطفل يسوع في بيت لحم وعلامة قج اعطيت من الله لمن هم في إنتظار للخلاص وظلوا دائما علامة لحنو الله وحضوره في عالمنا. اليوم أيضا الأطفال هم علامة وعلينا ان نسأل أنفسنا: من نحن ونحن نقف امام الطفل يسوع؟. من نحن زنحن نقف أمام اطفال اليوم؟ هل نحن على مثال مريم ويوسف اللذان رحبا بيسوع واعتنيا به بكل حب الأب والأم؟ ام اننا مثل هيرودس الذي يريد قتله؟. هل نحن على مثال الرعاة الذين ذهبوا على عجل ليسجدوا له ويقدموا للطفل عطايا تواضعهم؟ ام اننا مختلفون؟. هل نحن ربما أناس يستخدمون الكلمات الجميلة والتقوية، وحتى نستغل صور الأطفال الفقراء لكي نحصل على المال؟. هل نحن على استعداد ان نكون هناك مع هؤلاء الأطفال ونسرف بعض الوقت الإضافي معهم؟. هل نحن على استعداد ان ننصت الي هؤلاء الأطفال المحتاجة ونهتم بهم ونصلي معهم ومن أجلهم؟ ام اننا نتجاهلهم لأنهم جاءوا في وسط مشاغلنا اليومية وليس لدينا الوقت الكافي لهم؟

” هذه العلامة ستكون من اجلنا” – ستجدون طفلا….”. ربما هذا الطفل او الطفلة يبكون لأنهم جوعى، ويشعرون بالبرد او فقط يريدون ان يُحملوا ليشعروا بدفء قلوبنا. اليوم ايضا الأطفال يبكون ويبكون كثيرا وبكاؤهم هو تحدي لنا ففي العالم والذي فيه يهدر اطنان من الغذاء والدواء فهناك اطفال جوعى ويعانون من امراض يسهل علاجها ولكنهم يصرخون بلا جدوى. في هذا العالم والذي يلزم فيه حماية للقاصرين وهناك تجارة مزدهرة في السلاح والذي ينتهي بأن يكون في ايادي جنود صغار السن وهناك سوق للبضائع والناتجة من تشغيل الأطفال في الحقول والمصانع. ان صراخ هؤلاء الصغار يتم خنقه فانهم عليهم ان يحاربوا وان يعملوا ولا يمكنهم الشكوى والصراخ، ولكن أمهاتهم يصرخون من اجلهم كما بكت راحيل في القديم كما جاء:” رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».“(متى18:2).

ان الطفل يسوع اتولد في بيت لحم وكل طفل اتولد وكبر في كل جزء من عالمنا هو علامة تشخيصية تدل على الحالة الصحية لعائلاتنا ولمجتمعاتنا ولأمتنا، ومثل هذه الصراحة والصدق في التشخيص يمكن ان يقودنا الى نوع من نمطحياة جديد حيث تكون علاقاتنا لم تعد تتميز بالصراع والقمع والاستهلاك ولكن بالأخوة والمغفرة والتسامح والتكافل والحب.

نحن احيانا نسمع هذا القول” ان الكريسماس هو للأطفال” وبطريقة حقيقية تماما فهذا صحيح فكلما ننظر لطفل ما في اسرتنا او بين اقرباؤنا واصدقاؤنا ونرى كيف ينبهر ويفرح الأطفال من الأضواء وزينة وهدايا هذا العيد ولكن علينا ان نتذكر وسط كل هذا ان هناك أطفال يحتاجون ايضا ان يشعروا ببهجة هذا العيد فهم محرومون من اي فرحة.

تدريب: في زمن عيد الميلاد فكّر في أفعالك وكلماتك واهتماماتك وحاول ان تخدم بكل محبة

وتتكلم بطريقة تشجع فيها الآخرين وفكرّ حسنا في الناس الذين من حولك بدلا من الظنون

والشكوك والأحكام المسبقة واهتم اكثر بالأطفال اليتامى ان امكنك.

صلاة: يا قديسة مريم، يا أم يسوع لقد قبلت بكل طاعة دعوة الله لكِ لتكوني أما ليسوع، فعلميني كيف يمكنني ان اقبل دعوة الله لي. وانتِ قد عبدتي الله بكل قلبك فعلميني كيف اعبده من كل القلب. وانتِ يا من تابعتي يسوع فعلميني كيف اتبعه هو وحده فهو الطريق الحق للحياة الأبدية. آمين.

الثلاثاء 23 ديسمبر” آه يا عمانوئيل نحن نريد ان نرى وجهك”

«هأَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ، وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ وَمَنْ يَحْتَمِلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ؟ وَمَنْ يَثْبُتُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟ لأَنَّهُ مِثْلُ نَارِ الْمُمَحِّصِ، وَمِثْلُ أَشْنَانِ الْقَصَّارِفَيَجْلِسُ مُمَحِّصًا وَمُنَقِّيًا لِلْفِضَّةِ. فَيُنَقِّي بَنِي لاَوِي وَيُصَفِّيهِمْ كَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، لِيَكُونُوا مُقَرَّبِينَ لِلرَّبِّ، تَقْدِمَةً بِالْبِرِّ.فَتَكُونُ تَقْدِمَةُ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ مَرْضِيَّةً لِلرَّبِّ كَمَا فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ وَكَمَا فِي السِّنِينَ الْقَدِيمَةِ. «هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ».“(ملاخي 1:3-4و 5:4-6).

وَأَمَّا أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ، فَوَلَدَتِ ابْنًا. وَسَمِعَ جِيرَانُهَا وَأَقْرِبَاؤُهَا أَنَّ الرَّبَّ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ، وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. فَأَجَابَتْ أمُّهُ وَقَالَتْ: «لاَ! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا». فَقَالُوا لَهَا: «لَيْسَ أَحَدٌ فِي عَشِيرَتِكِ تَسَمَّى بِهذَا الاسْمِ». ثُمَّ أَوْمَأُوا إِلَى أَبِيهِ، مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُسَمَّى. فَطَلَبَ لَوْحًا وَكَتَبَ قِائِلًا: «اسْمُهُ يُوحَنَّا». فَتَعَجَّبَ الْجَمِيعُ.وَفِي الْحَالِ انْفَتَحَ فَمُهُ وَلِسَانُهُ وَتَكَلَّمَ وَبَارَكَ اللهَ فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى كُلِّ جِيرَانِهِمْ. وَتُحُدِّثَ بِهذِهِ الأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ جِبَالِ الْيَهُودِيَّةِ، فَأَوْدَعَهَا جَمِيعُ السَّامِعِينَ فِي قُلُوبِهِمْ قَائِلِينَ: «أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هذَا الصَّبِيُّ؟» وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ مَعَهُ”(لوقا56:1-66).

هذا الاسبوع تنتظر الكنيسة مثل القديسة مريم للميلاد، فالعذراء شعرت في جسدها وفي نفسها ان ولادة طفلها قريب وربما انها قالت في قلبها لطفلها القادم والذي تحمله في احشائها:”تعال اريد ان ارى وجهك لأنهم قالوا لي انك ستكون عظيما!”.

نحن نصطحب سيدتنا مريم في تلك الرحلة، رحلة الانتظار. في الحقيقة فإن الرب يأتي مرتان واول قدومه هو ذلك الذي نحتفل بذكراه بميلاده الطبيعي في بيت لحم منذ اكثر من الفي عام، ثم هو سيأتي في نهاية الأيام عند انقضاء الزمن، ولقد عاش الـمؤمنون الـمسيحيون فى أجيال الـمسيحية الأولـى فى سهر مستمر توقعاً لـمجئ الرب وكانت التحية الرائعة التى يحييون بها بعضهم بعضا هى عبارة “ماران أثا” (1كورنثوس 22:16) وهى عبارة آراميه ومعناها “تعال أيها الرب”.وهى نفس العبارة التى جاءت فى ختام سفر الرؤيا وهى ايضا ختام الكتاب الـمقدس كله (رؤيا 20:22). والإصحاحات الكتابية التى تحدثنا عن هذا المجئ نجدها فى متى 24 ،مرقس13، ولوقا21، وهذا بخلاف العديد من الآيات التى جاءت فى رسائل القديس بولس والقديس بطرس عن الإستعداد لهذا الـمجئ ووصفه (2بطرس 4:3-12). والقديس بطرس حتى يحثنا إلى هذا طالبا منا “منتظرين وطالبين سرعة مجئ الرب” (1بطرس12:3)، ومـجئ الرب يسوع الثاني هو إيـماننا ” ان يسوع هذا الذى إرتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا الى السماء” (أعمال 11:1). 

القديس برنارد يقول لنا ان هناك قدوم ثالث وهو قدومه الينا يوميا، فالرب يزور كنيسته يوميا ويزور كل واحد منا ايضا يوميا ونفوسنا ايضا تدخل في مشابهة معه ومع كنيسته ومع القديسة مريم في لقاء يومي وانتظار دائم. ان نفوسنا في انتظار ومترقبة قدوم الرب وصارخة “تعال ايها الرب” وفي مثل هذه الأيام يحركنا الروح القدس الساكن فينا في صلاة دائمة مرددة “تعال ايها الرب”. 

ربما قد نجد انه من الأسهل تخيل المجيئ الأول ليسوع كطفل في الناصرة عن تخيلنا لمجيئه لنا كل يوم ولكل شخص، فنحن نعلم من خلال ايماننا حضورة في سر القربان الأقدس وربما لدينا بعض الومضات من الوعي عن حضوره الإلهي حتى في احداث يومنا بكل ما فيها من روتين او تحدي.  بينما نحن نتذكر حدث ميلاد يسوع فلنصلي ان نحصل على نعمة رؤية وجهه مراراً وتعطينا الأناجيل بعض المؤشرات التى تساعدنا اين يمكننا ان تتجه ابصارنا: في الفقراء والمشردين والعراة والجوعى والمسجونين والمضطهدين وبمجرد ان نراه هناك ترى كيف لا يمكننا ان نفعل مهما يكن لكي نخدمه في كل هؤلاء؟ وهذه هي النعمة التى نطلبها ونصلي من اجلها

عندما نردد ” تعال ايها الرب يسوع”.

تدريب: حاول ان تتذكر رؤيتك لأول طفل لك او لأحد من افراد اسرتك وكم كانت مشاعرك في تلك اللحظة، ثم حاول ان تتخيل القديسة مريم وهي تنظر لأول مرة لوجه طفلها الإلهي، وحاول ايضا ان تتصور ما الذي يمكن ان يفكر فيه الله عند ولادتك انت؟. اقضى بعض الوقت متفكرا في كل تلك المشاعر وصلي الى الله شاكرا له كل عطاياه لك واطلب منه ان يحفظ ويثبت ايمانك بالله.

صلاة: يا مخلصي الحبيب، لكم عانيت من أجل خلاصي، فأسالك يا سيدي نعمة الثبات للنفس

الأخير وان تعن قلة ايماني فأنت رجائي الوحيد. اطلب هذا بشفاعة امي القديسة مريم وابي الروحي القديس يوسف. آمين.

الآربعاء 24 ديسمبر- “مجد الرب أضاء حولهم”

“وَلكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي، يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ، عَبْرَ الأُرْدُنِّ، جَلِيلَ الأُمَمِ. اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ. أَكْثَرْتَ الأُمَّةَ. عَظَّمْتَ لَهَا الْفَرَحَ. يَفْرَحُونَ أَمَامَكَ كَالْفَرَحِ فِي الْحَصَادِ. كَالَّذِينَ يَبْتَهِجُونَ عِنْدَمَا يَقْتَسِمُونَ غَنِيمَةً لأَنَّ نِيرَ ثِقْلِهِ، وَعَصَا كَتِفِهِ، وَقَضِيبَ مُسَخِّرِهِ كَسَّرْتَهُنَّ كَمَا فِي يَوْمِ مِدْيَانَ. لأَنَّ كُلَّ سِلاَحِ الْمُتَسَلِّحِ فِي الْوَغَى وَكُلَّ رِدَاءٍ مُدَحْرَجٍ فِي الدِّمَاءِ، يَكُونُ لِلْحَرِيقِ، مَأْكَلًا لِلنَّارِ. لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ.“(اشعيا1:9-6).

لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ، مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ.“(تيطس11:2-14).

وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ

جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ.فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ. وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ، وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».“(لوقا1:2-14).

اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا”(اشعيا1:9)، نبؤة اشعيا النبي هذه لم تتوقف عن لمس قلوبنا خاصة عندما نسمعها تعلن في قراءة قداس ليلة عيد الميلاد، وهي ليست ببساطة مسألة عاطفية او اثارة للوجدان، ولكنها تحرك قلوبنا بسبب انها تنص على حقيقة عميقة عمن من نكون: شعب يسير وكل ما حولنا وفينا ايضا هناك ظلمة ونور. اذا ما احببنا الله واخوتنا واخواتنا نسير في النور ولكن اذا ما أغلقت قلوبنا واذا ما سيطرت علينا الكبرياء وحب النفس فذلك الظلام سيقع في داخلنا وكل ما حولنا.

ان يسوه هو الحب المتجسد وليس هو ببساطة معلم للحكمة، وليس هو المثال الذي نسعى اليه بينما نعلم اننا بعيدون عنه بشكل ميؤوس منه. ان يسوع هو معنى للحياة والتاريخ والذي نصب خيمته في وسطنا وتأنس وصار بيننا وعاش بيننا. ان الرعاة هم اول من رأوا هذه الخيمة واستقبلوا اخبار مولد يسوع وهم كانوا الأول بسبب انهم كانوا ضمن الآخرون المنبوذين، وكانوا الأوائل بسبب انهم كانوا ساهرين يراقبون ويحرسون في الليل قطعانهم، فالحاج ملزم بواجب المراقبة واليقظة وهؤلاء الرعاة قاموا بهذا.

لقد قالت الملائكة للرعاة “لا تخافوا” والرب يردد لنا جميعا هذا النداء “لا تخافوا” فأبونا السماوي يحبنا ويعطينا يسوع ليقودنا في الطريق للأرض الجديدة والسماء الجديدة الموعودة ويسوع هو النور الذي يضيئ الظلمة وهو الرحمة والله الأب يغفر لنا دائما خطايانا اذا ما آمنا بابنه الطريق الحق للحياة الأبدية.  

تدريب: في حياة كلا منا لحظات مضيئة واخرى مظلمة، نور وظل وعندما نتطلع لأضواء زينة عيد الميلاد او نرقب نور الشموع فلنتذكر تلك الأوقات الصعبة والمضيئة في حياتنا وكيف ان محبة ورحمة الله قد احاطتك، فاسجد لله شاكرا لكل ما مر بك مستسلما لمشيئته في حياتك.

صلاة: مع الرعاة نقف صامتين ومراقبين لكل ما تصنعه يا الله في حياتنا وكم انت عجيب يا الله وليس في هذا عجبا فأنت هو الحب والسلام والرحمة والنور فأنر في قلوبنا وبدد الخوف والقلق والظلمة حتى نستطيع ان نراك ولتقودنا للحياة معك في فردوس النعيم الى الأبد. آمين.

الخميس 25 ديسمبر” المجد لله في الأعالي”

وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».“(لوقا9:2-14).

فلننصت لذلك النشيد الذي رددته الملائكة للرعاة في بيت لحم في الليلة التى ولد فيه يسوع، فهو نشيد يوحد السماء بالأرض معطيا التسبيح والمجد للسماء والوعد بالسلام للأرض وكل ما فيها من بشر. انه نشيد لكل رجل وامرأة ينتظرون خلال الليل ويترجون عالم احسن والذين يعتنون بالقريب وكل محتاج بينما هم يؤدون بكل تواضع مسؤولياتهم.

فوق كل شيئ فهذا هو ما يطلبه عيد الميلاد منا ان نفعله: نعطي المجد لله عن كل عطاياه لأنه آمين ورحوم، ويهبنا الرجاء ان نأتي اليه لنرى وجه وصورة الله الحقيقي في يسوع. في عيد الميلاد على كلا منا ان يشعر بقرب الله له ويحيا في حضرته ويحبه ويعبده ويعطي المجد له في كل حياتنا وذلك بأن نحيا في محبة له ومتممين وصاياه ونعتني بأخوتنا وأخواتنا.

اليوم وفي هذا العالم وبتجسد وتواضع ابن الله المخلص مسيح الرب فلنتوقف امام طفل بيت لحم ونفتح قلوبنا ونسمح ان تتلامس معه ولا تخاف فكما جاء:” لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ.“(1يوحنا18:4). نحن في حاجة لعدم الخوف ولنسمح لأنفسنا ان تلمس محبة ورحمة ورعاية الله فنحن في حاجة لعنايته تعالى فرعايته لا يمكن ان تسبب اي ضرر لنا فهي تعطينا السلام والفرح والمجد للأبد. الله هو المحبة والسلام فلنسأله ليساعدنا لنكون من صانعي السلام في كل يوم وفي كل مراحل حياتنا وفي عائلاتنا ومدننا واقطارنا وفي كل العالم، ولنسلّم انفسنا لله فيقودنا برحمته نحو حياة أبدية.

في هذا اليوم الذي أضيئ برجاء الأنجيل والذي نبع من مغارة بيت لحم طالبين من رب الميلاد ان يعطينا السلام والفرح وليكن يسوع الذي وُلد من أجلنا يعزينا في ضيقاتنا ويشفي امراضنا ويقوي ضعفاتنا ويعيننا في معركة الحياة حتى نصل الي المجد المعد لنا.  

تدريب: حاول ان تتذكر الأماكن كالملاجيئ ودور المسنين والسجون والمستشفيات والتى فيها من يحتاجون الى كلمة ورعاية وتشجيع وتعضيد مالي ومعنوي وقدم هديتك ليسوع اما بمساهمة مالية او بزيارة.

صلاة: ايها الأب الكلي القدرة والأبدي، اشكرك من أجل ابنك ربنا يسوع المسيح الذي وضع نفسه وتجسد وأصبح بشرا مثلنا ليتمم خطتك نحونا التي وضعتها منذ امد بعيد وفتح لنا الطريق للخلاص. انا الآن انظر الي هذا اليوم وكلي رجاء في الخلاص الذي وعدتنا به لكي أخلص عند مجيئ ربنا يسوع المسيح في مجده. ان مجيئه قد أعلنه الأنبياء في القديم، وها هي مريم الأم العذراء حملته في احشائها بحب لا يُوصف، وها هو يوحنا المعمدان الصوت الصارخ في البرية قد أعلن ظهوره وعرّفه للكثيرين. ها اننا قد امتلأنا بحب يسوع جميعنا وبالفرح ونحن نستعد للاحتفال بذكرى ميلاده العجيب، وآمل عند مجيئه ان يجدني مصليا وقلبي ممتلئ بالتسبيح والحمد. في تذكار مجيئ ربنا ومخلصنا يسوع، ارجوك ايها الآب ان تمنحني في عيد الميلاد كل النِعم التي احتاجها عند مجيئه لخلاص نفسي واسألك خاصة هذه النعمة (اذكر النعمة المطلوبة). ان حب يسوع ابنك قد اظهره لنا عندما صار انسانا ليخلصنا فأسألك ان تمنحني طلبتي هذه اذا

ما كانت توافق مشيئتك المقدسة. آمين.

 لوس انجلوس في ابريل 2025


[1] The Joy of Advent, Daily Reflections from Pope Francis”

[2] هو عيد تذكاري وفيه يتم تذكار ظهور مريم العذراء فى بلدة Guadalupeبالمكسيك فلقد ظهرت القديسة مريم لأحد السكان الأصليين من الهنود الحمر اسمه جوان دييـجو Juan Diegoوكان قد آمن بالـمسيحية على يد الـمرسلين الأسبان، وذلك فى الفترة من 9-12 ديسمبر من عام 1531، وكان فى طريقـة للكنيسة، ولقد طلبت منه القديسة مريم أن يذهب لـمطران البلدة وينقل لـه رسالة العذراء من يقام كنيسة فـى مكان الظهور. وعندما نقل جوان دييجو الرسالة للـمطران أجابـه قائلاً دع السيدة أن تأتـى بعلامـة حتى يمكنـه حملهـا للـمطران لكى يصدقـه. وهنا عاد جوان وقال للعذراء ما قد قيل لـه، وهنا طلبت منـه أن يلتقط بعض الأزهار من مكان الظهور والذى كان من الـمستحيل ظهورهـا لأنـه كان ذلك فى شهر ديسمبر وكان مكان قفر جبلي، وبالفعل وجد جوان الأزهار فقام بقطفهـا ووضعهـا داخـل عباءتـه. وعندما ذهب جوان للـمطران والذى سألـه أين العلامـة فبدأ جوان فـى فرد عباءتـه وهنا وجدوا صورة للعذراء مريـم مطبوعـة على العباءة، ومنذ ذلك الوقت بدأ فـى تكريـم مريم العذراء فـى تلك الـمنطقة والتى كانت قد إعتنقت الـمسيحية حديثاً وبنيت كنيسة فـى مكان ظهور العذراء وأصبح مزاراً ليس فقط لشعب الـمكسيك بل للعالـم أجمع وتم نشر إكرامهـا فـى كل أرجاء الـمكسيك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *