بيان من سفارة الفاتيكان

البابا بندكتوس السادس عشر وطريق السلام

" لقد قوبل البيان الذي أصدره البابا بندكتوس السادس عشر حول الحادث المأساوي الذي وقع في كنيسة القديسين في الاسكندرية ببعض النقد. ومن المفيد أن نراجع ما قاله البابا حقاً خلال عظته "طريق السلام" فبعد أن ألقى قداسته عظته الأسبوعية في باحة القديس بطرس بالفاتيكان، وبعد الصلاة قال"بالأمس صباحاً" "أبلغت بمزيد من الألم خبر الاعتداء ضد الاقباط المسيحيين في الاسكندرية ـ مصر، هذه الجريمة الآثمة ـ تشابه ما حدث في العراق بوضع قنابل بجوار منازل المسيحيين، بهدف ارهابهم ودفعهم لترك بلادهم. وأضاف "أن هذا الحادث هو جريمة في حق الله والبشرية جمعاء." وأضاف:"ومن أجل مواجهة خطط العنف التي تستهدف المسيحيين وكافة السكان، أرفع الصلاة الى الله من اجل الضحايا وأسرهم، كما أشجع الجماعات الكنسية كي تثبت في الإيمان وتكون شهادة "للاعنف" جوهر الكتاب المقدس".

نشير الى أمرين أولاً: نعترف أن الهجوم الذي وقع ضد المسيحيين قد أثر على كافة السكان وثانياً: النداء بالرد على هذا الهجوم "بالاعنف" .

وفي رسالة البابا لليوم العالمي للسلام والذي يحتفل به كل عام في كنيسة القديس بطرس في الأول من يناير قال البابا:" في هذه المناسبة أرفع الصلاة لكل انسان في هذه الدول وخاصة لحكامها أن يسلكوا بكل حزم في طريق السلام." كما طلب البابا من الشعب أن لا يعطي للقلق فرصة أو الانصياع لقوة الانانية والعنف. واستطرد في حديثه:" أن الكلمات ليست كافية بل يجب أن تصاحبها أفعال ملموسة من قبل كافة السلطات السياسية." وبالاشارة الى رسالة اليوم العالمي للسلام والتي جاءت تحت عنوان " الحرية الدينية … درب للسلام" قد بدأت بالهجوم الذي وقع على كنسية سيدة النجاة في بغداد، وأسفرت عن مقتل العديد من المسيحيين. كما تحدث الرسالة عن الخطط المسبقة التي تستهدف المؤمنين والرموز الدينية." وعلى الرغم من ان المسيحيين هم الجماعة الأكثر معاناة بسبب ايمانهم الا ان هذه الرسالة موجهة لكل المؤمنين. وشدد البابا على ان "الدفاع عن الدين هو دفاعاً عن الحقوق والحريات لكافة الجماعات المؤمنة. ومن هنا على القادة الدينيين والسياسيين تقديم الدعم الكافي لحماية الحريات والاقليات الدينية. فهذا ليس تهديداً لهوية الاغلبية بل دعوة للحوار والتواصل الثقافي"… "ومن خلال هذه المبادرات سيكون هناك انفتاحاً متبادلاً للحريات والحقوق في كل انحاء العالم، وليس للمسيحيين فحسب بل لأتباع كافة الديانات".

كما أشار البابا الى تصادف عام 2011 الذكرى الخامسة والعشرون لليوم العالمي للصلاة من أجل السلام الذي دعا إليه في أسيزي السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني. وبهذه المناسبة اعلن البابا عن رغبته في دعوة المسيحيين بمختلف طوائفهم وجميع مؤمني الديانات الأخرى ذوي الارادة الحسنة لزيارة أسيزي بهدف تجديد وعد كل انسان كي يعيش ايمانه في خدمة السلام."

ومن ثم فان تصريحات البابا بندكتوس السادس عشر ليست تدخلاً في السياسات الداخلية للدول، بل دعوة الأفراد والقادة لاحترام المعتقدات الدينية وتشجيع كافة المبادرات السلمية "

 

المطران مايكل فيتزجرالد

القاصد الرسولي بالقاهرة ـ سفير الفاتيكان