عندما تقدر قيمة الشخص الانساني بمقدار ما يحوز من املاك مادية او معنوية ! ويُخلق عالمٌ افتراضي ودين افتراضي واخلاق افتراضية.فتبرز تعبيرات مثل : (المفروض ان – ويجب ان – وينبغي ان / على – لازم … الخ) وغالبا ما تكون موجه للاخر، او للجماعة مع تجنب الاقرار بالالتزام الشخصي غير المشروط بالتزام الاخرين. وعادة ما تصاغ هذه التعبيرات في زمن الماضي (كان يجب) او المستقبل (يجب ان ) مع محاولة مستميته لتغييب للحاضر. 
تصبح هذه الاجواء الافتراضية التربة الاكثر خصوبة لنمو ادانة الاخر وتبرير تقاعص الذات! فيتغلظ القلب البشري  وتتماهى الشخصية.وتتدنى قيمة الشخص البشري، الذي هو في الاصل صورة الله. 
تصدر الادانة عادة من نفس تفترض انها تعرف الحق والشرع– ولا  تطلب سوى الخير بل الخير الكامل والعدل. فتقيم المحاكمة. وتصدر الاحكام، حضوريا او غيابيا، على من فعل فعل ما لم يوافق المفروض في ذهن ذاك الانسان (الديان). يستند الحكمُ عادة الي "الينبغيات " و " اللازمات" و" المفروضات" بان يقول مبررا حكمه: " كان يجب ان – لازم – من المفروض .. الخ" وهنا قد يسقط الانسان في الدينونة فيفقد المحبة، التي لا تدين بل تلتمس العذر. رغم ان السيد المسيح له المجد (البار) يعرف خفايا القلوب ويقدر ان يقيم العدل بالحق نجده يعلن:" ما جِئتُ لأَدينَ العالَم بل لأُخَلِّصَ العالَم".( يو 12 : 47)
عندما يؤمن الانسان انه المحبوب من الخالق والموهوب حياة ابدية، يدرك سلطانه وعزته وكيف ان الخالق سلّطه سيَّده على الكون كله: وَلْيَتَسَلَّطْ على أَسْمَاكِ البَحرِ وطُيورِ السَّماء والبَهائِمِ وجَميعِ وحُوشِ الأَرض وجميعِ الحَيَواناتِ الَّتي تَدِبُّ على الأَرض(تك-1-26) وان المسيح حافظه ((وها قَد أولَيتُكم سُلطاناً تَدوسونَ بِه الحَيَّاتِ والعَقارِب وكُلَّ قُوَّةٍ لِلعَدُوّ، ولَن يَضُرَّكُم شَيء.)) ( لو-10-19)
يحرر الرب المؤمن من عبودية "الأنا الداخلية" ويزيل سقف مطالبها المتدني فاتحا آفاقا لا حد لها. ويؤصّل فيه "النبل الملكي": وقالَ الله: (( لِنَصنَعِ الإِنسانَ على صُورَتِنا كَمِثالِنا)) (تك 1: 26 ) بكل ما فيه من امتيازات ومسؤليات.((ورأَى اللهُ جَميعَ ما صَنَعَه فاذا هو حَسَنٌ جِدًّا)). ( تك-1-31) ينصر الربُ المؤمن على نزوات ادانة ويعفيه من ذلّ التشكّي من قساوة الظروف،  ليشركه في  "الكفاح الخلاصي" للمساهمة في بناء ملكوت الله. 
وإن كان تعبير (يجب ان او يجب على) .( anagkaios    an-ang-kah\’-yos ἀναγκαῖος) ضروري للتعبير عن الامور الحتمية. فمن المهم  والشيق جدا ان ندرس كلمة الله في هذا الشان. لنتعرف على المواقف التي استخدم فيها السيد المسيح ذاك التعبير. فقد جاء على لسان السيد المسيح  7 امور حتمية عليه هو شخصيا العمل على تتميمها. وايضا 7 أمور يتحتم على المؤمن بالمسيح تتميمها.
اولا: الامور الحتمية السبعة التي ألزم المسيح نفسه بها:
الأمور الحتمية: ما ألزم الم
(ما ألزم المسيح نفسه هو به) 
1- الإقامة (الحضور الحي)
فقالَ لَهُما: (( ولِمَ بَحثتُما عَنِّي؟ أَلم تَعلَما أَنَّه يَجِبُ عَليَّ أَن أَكونَ عِندَ أَبي ؟)) (لو 2: 49)[ بيت الصلاة]
 قالَ له: (( يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ .)) ( لو 19: 5) [ بيت المريد ان يرى يسوع ]
2- التبشير (بالخلاص)
فقالَ لَهم: ((يَجِبُ عَلَّي أَنَّ أُبَشِّرَ سائرَ الـمُدُنِ أَيضاً بِمَلَكوتِ الله، فإِنِّي لِهذا أُرسِلْت)) (لو 4: 43)
3-الكفاح (لبناءملكوت الله)
ولكِن يَجِبُ عَلَيَّ أَن أَسيرَ اليَومَ وغَداً واليومَ الَّذي بَعدَهما لِأَنَّه لا يَنبَغي لِنَبِيٍّ أَن يَهلِكَ في خارِجِ أُورَشَليم. ( لو 13: 33)
يَجِبُ علَينا، مادامَ النَّهار، أَن نَعمَلَ أَعمالَ الَّذي أَرسَلَني. فاللَّيلُ آتٍ، وفيه لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَعمَل. (يو 9: 4)
4- التحرر (من الشر)
وهذِه ابنَةُ إِبرهيمَ قد رَبطَها الشَّيطانُ مُنذُ ثَمانيَ عَشرَةَ سَنَة، أَفما كانَ يَجِبُ أَن تُحَلَّ مِن هذا الرِّباطِ يَومَ السَّبْت؟(لو 13 : 16)
5- العبور (الى المجد)
ولكِن يَجِبُ عَليهِ قَبلَ ذلِكَ أَن يُعانِيَ آلاماً شَديدة، وأَن يَرذُلَه هذا الجيل.  (لو 17: 25)
أَما كانَ يَجِبُ على المَسيحِ أَن يُعانِيَ تِلكَ الآلام فيَدخُلَ في مَجدِه ؟ ( لو 24: 26)
6- الصلب (فداء وشفاء)
وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان (يو 3: 14)
7- الموت والقيامة
وبَدأَ يسوعُ مِن ذلِكَ الحينِ يُظهِرُ لِتَلاميذِه أَنَّه يَجِبُ علَيهِ أَن يَذهَبَ إِلى أُورَشَليم ويُعانِيَ آلاماً شَديدة مِنَ الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث. (متى: 16, الآية 21) و ( مر 8: 31) و ( لو 9: 32) و( لو 24: 7)و( يو 20: 9)
ثانيا: الامور الحتمية السبعة التي الزم المسيح اتباعه بها:
(أي ما يجب على التلميذ)
1- التبشير 
ويَجِبُ قَبلَ ذلك أَن تُعلَنَ البِشارَةُ إِلى جَميعِ الأُمَم. (مر 13: 10)
2- الشهادة
وفي لَيلَةِ الغَد حَضرَه الرَّبُّ وقالَ له: ((تَشَدَّدْ، فكَما أَدَّيتَ الشَّهادَةَ لأَمْري في أُورَشَليم فكَذلِكَ يَجِبُأَن تَشهَدَ في رومةَ أيضًا)) (رسل 23: 11)
3- الولادة الجديدة
لا تَعْجَبْ مِن قَولي لَكَ: يَجِبُعلَيكم أَن تُولَدوا مِن عَلُ. (يو 3: 7)
4- الإصغاء للروح
(لأَنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُعَلِّمُكم في تِلك السَّاعةِ ما يَجِبُأَن تَقولوا) ( لو 12: 12)
5- إقامة العدل والرحمة والامانة
العَدلَ والرَّحمَةَ والأَمانة. فهذا ما كانَ يَجِبُأَن تَعمَلوا بِه مِن دونِ أَن تُهمِلوا ذاك. ( مت 22: 12) و( مت 18: 33)  و ( لو 11: 42)
6- الخدمة اقتداء بالمسيح 
وهكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُعلَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه. ( لو 17 : 10)
فإِذا كُنتُ أَنا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قد غَسَلتُ أَقدامَكم، فيَجِبُعلَيكُم أَنتُم أَيضاً أَن يَغسِلَ بَعضُكم أَقدامَ بَعْض.  ( يو 13: 14)
7- طاعة الله وقبول الألم من أجل اسمة
ولكِن قُمْ فادخُلِ المَدينة، فيُقالَ لَكَ ما يَجِبُعلَيكَ أَن تَفعَلِ.(رسل 9: 6)
((فإِنِّي سأُريه ما يَجِبُعلَيه أَن يُعانِيَ مِنَ الأَلَمِ في سَبيلِ اسْمي)) ( رسل 9: 16)
