إنَّكَ تُجَدِّفُ: تأمل في قراءات الجمعة 16 مايو 2014 الموافق 21 بشنس 1730

إنَّكَ تُجَدِّفُ: تأمل في قراءات الجمعة 16 مايو 2014 الموافق 21 بشنس 1730

إنَّكَ تُجَدِّفُ

“أتقولونَ لهُ: إنَّكَ تُجَدِّفُ، لأنِّي قُلتُ: إنِّي ابنُ اللهِ؟

تأمل في قراءات الجمعة 16 مايو 2014 الموافق 21 بشنس 1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

“أجابَهُمْ يَسوعُ: “أليس مَكتوبًا في ناموسِكُمْ: أنا قُلتُ إنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ إنْ قالَ آلِهَةٌ لأولئكَ الذينَ صارَتْ إليهِمْ كلِمَةُ اللهِ، ولا يُمكِنُ أنْ يُنقَضَ المَكتوبُ، فالذي قَدَّسَهُ الآبُ وأرسَلهُ إلَى العالَمِ، أتقولونَ لهُ: إنَّكَ تُجَدِّفُ، لأنِّي قُلتُ: إنِّي ابنُ اللهِ؟ إنْ كُنتُ لستُ أعمَلُ أعمالَ أبي فلا تؤمِنوا بي. ولكن إنْ كُنتُ أعمَلُ، فإنْ لم تؤمِنوا بي فآمِنوا بالأعمالِ، لكَيْ تعرِفوا وتؤمِنوا أنَّ الآبَ فيَّ وأنا فيهِ”.أجابَهُمْ يَسوعُ: “أليس مَكتوبًا في ناموسِكُمْ: أنا قُلتُ إنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ إنْ قالَ آلِهَةٌ لأولئكَ الذينَ صارَتْ إليهِمْ كلِمَةُ اللهِ، ولا يُمكِنُ أنْ يُنقَضَ المَكتوبُ، فالذي قَدَّسَهُ الآبُ وأرسَلهُ إلَى العالَمِ، أتقولونَ لهُ: إنَّكَ تُجَدِّفُ، لأنِّي قُلتُ: إنِّي ابنُ اللهِ؟ إنْ كُنتُ لستُ أعمَلُ أعمالَ أبي فلا تؤمِنوا بي. ولكن إنْ كُنتُ أعمَلُ، فإنْ لم تؤمِنوا بي فآمِنوا بالأعمالِ، لكَيْ تعرِفوا وتؤمِنوا أنَّ الآبَ فيَّ وأنا فيهِ”.(يوحنا 10 : 34-38).

نص التأمل

إنك تجدف

إنك مشرك بالله

إنت كافر…..

عينة من الإتهامات التي تنطلق بسرعة البرق

في وجه كل من يجهر بهذه الكلمة

ولا غرو فقد سبق وانطلقت

في وجه الكلمة الإلهي ذاته حين قالها امام اليهود

وكأن البركة واللعنة كأئنان متلازمان

فبركة ان تعترف بالرب يسوع  مع توما ” ربي وإلهي”

تلازمها لعنة من هو مستعد دوما

ان ينعتك لا بالشرك والكفر فحسب

بل ان يقبضك ويحكم عليك بالموت ويصلبك

وهو يشعر انه يقدم لله قربانا

إذ يخلص الدين والدنيا من الكفرة والمشركين

هكذا كان مصير الرب حين اعلنها

وهكذا درب كل من يؤمن به

فليس تلميذ أفضل من معلمه ولا عبد اعظم من سيده

ويبقى قول يسوع الفاصل في هذا الأمر قائما

ومقياسه الواضح البيان باقيا

“إنْ كُنتُ لستُ أعمَلُ أعمالَ أبي فلا تؤمِنوا بي.

ولكن إنْ كُنتُ أعمَلُ، فإنْ لم تؤمِنوا بي فآمِنوا بالأعمالِ، “

فمقياس مصداقية هذا القول سواء للمسيح الكلمة الزلي او لمن يتبعه

هو العمل هو الحياة هو التطبيق هو العيش

هذا هو المقياس الصادق والبين والأكيد على البنوة ا

لتي لا يمكن أن تتوقف على مجرد افدعاء او حتى الدعاء.

والنقطة الختامية التي توضح رؤية الثالوث والوحدة والإنبثاق هي هذه الآية:

“لكَيْ تعرِفوا وتؤمِنوا أنَّ الآبَ فيَّ وأنا فيهِ”

فبرغم قوله أنه الإبن في الآية السابقة وبرهانه على بنوته بإعماله وأقواله وآياته

إلا أنه يشد الإنتباه:

                       أن بنوته لا تعني إنفصالا

                       وأن تجسده لا يعني انقساما

                       وان ميلاده الأرضي وحياته معنا

ومن ثم فإن موته على الصليب وقيامته

تمت جميعا وهو في حضن الآب

دون انفصال او إنقسام ولا تغيير في الجوهر

                             فهو على الأرض يتكلم

                             وهو على الصليب يتألم

                             وهو مدفون في القبر ثلاثة ايام

                             وهو صاعد إلى المجد إلى حيث  

                             ” ابي وابيكم إلهي وإلهكم”

                               وهو في السماء جالس عن يمين الاب

باق لا يتغيير وواحد في الله من الأزل إلى الأبد

لهذا يؤكد القول على أنه ” الآبَ فيَّ وأنا فيهِ”

أليس هذا سر عجيب وعظيم ومجيد