عالم مجنون:تأمل في قراءات الأحد 15 يونيه 2014 الموافق الأحدالثالث 21 من بؤونة 1730

عالم مجنون:تأمل في قراءات الأحد 15 يونيه 2014 الموافق الأحدالثالث 21 من بؤونة 1730

عالم مجنون

حينَئذٍ أُحضِرَ إليهِ مَجنونٌ أعمَى وأخرَسُ فشَفاهُ

تأمل في قراءات الأحد 15 يونيه 2014 الموافق الأحدالثالث 21 من بؤونة 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

حينَئذٍ أُحضِرَ إليهِ مَجنونٌ أعمَى وأخرَسُ فشَفاهُ، حتَّى إنَّ الأعمَى الأخرَسَ تكلَّمَ وأبصَرَ. فبُهِتَ كُلُّ الجُموعِ وقالوا:”ألَعَلَّ هذا هو ابنُ داوُدَ؟”. أمّا الفَرِّيسيّونَ فلَمّا سمِعوا قالوا:”هذا لا يُخرِجُ الشَّياطينَ إلا ببَعلَزَبُولَ رَئيسِ الشَّياطينِ”. فعَلِمَ يَسوعُ أفكارَهُمْ، وقالَ لهُمْ: “كُلُّ مَملكَةٍ مُنقَسِمَةٍ علَى ذاتِها تُخرَبُ، وكُلُّ مدينةٍ أو بَيتٍ مُنقَسِمٍ علَى ذاتِهِ لا يَثبُتُ. فإنْ كانَ الشَّيطانُ يُخرِجُ الشَّيطانَ فقد انقَسَمَ علَى ذاتِهِ. فكيفَ تثبُتُ مَملكَتُهُ؟ وإنْ كُنتُ أنا ببَعلَزَبولَ أُخرِجُ الشَّياطينَ، فأبناؤُكُمْ بمَنْ يُخرِجونَ؟ لذلكَ هُم يكونونَ قُضاتَكُمْ! ولكن إنْ كُنتُ أنا بروحِ اللهِ أُخرِجُ الشَّياطينَ، فقد أقبَلَ علَيكُمْ ملكوتُ اللهِ! أم كيفَ يستطيعُ أحَدٌ أنْ يَدخُلَ بَيتَ القَويِّ ويَنهَبَ أمتِعَتَهُ، إنْ لم يَربِطِ القَويَّ أوَّلاً، وحينَئذٍ يَنهَبُ بَيتَهُ؟ مَنْ ليس مَعي فهو علَيَّ، ومَنْ لا يَجمَعُ مَعي فهو يُفَرِّقُ. لذلكَ أقولُ لكُمْ: كُلُّ خَطيَّةٍ وتجديفٍ يُغفَرُ للنّاسِ، وأمّا التَّجديفُ علَى الرّوحِ فلن يُغفَرَ للنّاسِ. ومَنْ قالَ كلِمَةً علَى ابنِ الإنسانِ يُغفَرُ لهُ، وأمّا مَنْ قالَ علَى الرّوحِ القُدُسِ فلن يُغفَرَ لهُ، لا في هذا العالَمِ ولا في الآتي. ِجعَلوا الشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وثَمَرَها جَيِّدًا، أو اجعَلوا الشَّجَرَةَ رَديَّةً وثَمَرَها رَديًّا، لأنْ مِنَ الثَّمَرِ تُعرَفُ الشَّجَرَةُ. يا أولادَ الأفاعي! كيفَ تقدِرونَ أنْ تتَكلَّموا بالصّالِحاتِ وأنتُمْ أشرارٌ؟   فإنَّهُ مِنْ فضلَةِ القَلبِ يتكلَّمُ الفَمُ. الإنسانُ الصّالِحُ مِنَ الكَنزِ الصّالِحِ في القَلبِ يُخرِجُ الصّالِحاتِ، والإنسانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الكَنزِ الشِّرِّيرِ يُخرِجُ الشُّرورَ. ولكن أقولُ لكُمْ: إنَّ كُلَّ كلِمَةٍ بَطّالَةٍ يتكلَّمُ بها الناسُ سوفَ يُعطونَ عنها حِسابًا يومَ الدِّينِ. لأنَّكَ بكلامِكَ تتَبَرَّرُ وبكلامِكَ تُدانُ”.”.(لوقا 12: 22- 37).

 

نص التأمل

عالم مجنون

حينَئذٍ أُحضِرَ إليهِ مَجنونٌ أعمَى وأخرَسُ فشَفاهُ

هل يستطيع احد توصيف ما يجري اليوم في العراق من ذبح وقتل

وتمثيل بالجثث واكل لحوم البشر علانية سوى أنه الجنون بعينه

هل يستطيع أحج ان يصف ما يجرى في الشرق العربي والعالم الإسلامي اليوم

سوى بأنه العمى الحيثي بأدق تشخيص له

هل يستطيع الأخرس أن يكون اشد خرسا من عالم اليوم

الواقف متفرجا في صمت إذاء ما يجرى امام عينيه من هول!!!!

نحن مازلنا نعيش الى اليوم في عالم:

          عميت عيونه لئلا يرى النور فيبصر

وسُدت أذانه علّه يسمع صوت الراعي فيقبل ويخلص

وخرست ألسنتهم علهم ينطقون فيبرأووا من ذنوبهم وتغفر خطاياهم

إنه بالفعل عالم مجنون واعمى وأصم واخرس

ولم يعد هناك من أمل في العلاج أو رجاء في الشفاء سوى تقديمه ليسوع

هو وحده بحبه وحنانه يستطيع ان يتأنى ويرفق ويشفي

من غيره يقدر؟؟؟

الشيطان، بعلزابوب قائد هذا العالم نحو الهاوية

غير قادر سوى على أن يقتل ويذبح ويهلك ويبدد

على أن يحول الباطل حقا والحقيقة خيال

الصدق كذبا والكذب هو الحق المبين

الحرام حلالا والحلال محرما

هذه قدرته وذاك مجال سلطانه

أما العلاج فليس سبيله، والدواء ليس أسلوبه ، والشفاء لا مقدرة عليه عنده

فلماذا تزعجون المعلم بحماقاتكم ؟

لماذا تغضبون روح الله الذي يحبكم وجاء لأجل شفائكم

          لماذا تتتهمون من يبرأكم وتمجدون من يشقيكم

لماذا تتبعون الباطل وانتم تعرفون الحق

          لماذا تنكرون الحقيقة وأنتم ترونها بأم أعينكم

إلى متى ترفضون لمجرد الرفض وتنكرون لمجرد الإنكار

حتى متي تلبسون الحق بالباطل والباطل بالحق

إلى متى تحزنون روح الله الساكن فيكم

كم كانت مرارة نفس يسوع أمام هذا الجحود والنكران

كم تألم بسبب من جاء لأجلهم فاتهموه بأبشع الألفاظ

كم تحمل في سبيل ان يحرر الإنسان من عبدية إبليس

كم دفع من ثمن ليرد للإنسان النطق: فيفتح فمه ويتكلم ويعود إنسانا

عوضا ان يعجز عن الكلام ويفتقد الحوار ويعود حيوانا

كم دفع من ثمن ليفتح عينيه  او ليخلق له عينين

حتى يستطيع أن يعود مبصرا وليس بعد اليوم أعمي يقوده عميان

كم تحمل من جراح في سبيل ان يعيده إلى صوابه

ويرد إليه عقله فيتفكر ويعقل ويدرك أنه في طريق الموت كان سائرا

كل هذا ومازال ألى يومنا هذا من يكابر ولا يريد أن يقبل يسوع ربا ومخلصا وفاديا وإلها

ولهؤلاء جميعا الذين تمتليء الأرض بهم عن آخرها يقول يسوع:

“يا أولادَ الأفاعي! كيفَ تقدِرونَ أنْ تتَكلَّموا بالصّالِحاتِ وأنتُمْ أشرارٌ؟  ”

ويوجه لهم اليوم إنذاره الأخير:

.إنَّ كُلَّ كلِمَةٍ بَطّالَةٍ يتكلَّمُ بها الناسُ سوفَ يُعطونَ عنها حِسابًا يومَ الدِّينِ”.