ذكرى الأب هنري عيروط اليسوعي

ذكرى الأب هنري عيروط اليسوعي

” ويبقى حيا بيننا “

جمعية الصعيد للتربية والتنمية

كتب : عصام عياد

احياء للذكرى العطرة الغالية للأب هنري عيروط اليسوعي ( 1969 – 2018 ) ،أحد رواد العمل الاجتماعي في مصر ومن المهتمين بتنمية القرية المصرية ،و المؤسس الأول ” للجمعية الكاثوليكية للمدارس المصرية ” سنة 1941، فيما بعد ” جمعية الصعيد للتربية والتنمية ” ،نظمت الجمعية وسط مشاعر الشكر والامتنان والعرفان بالجميل ، احتفالية خاصة حول شعار ” ويبقى حيا بيننا ” بهمة الأستاذ / مجدي الجميل مدير عام الجمعية ،وفريق العمل المعاون بالمبنى الاداري للجمعية ،وذلك في يوم الجمعة الموافق 8 يونيو الجاري ،وشهدت وقائعها قاعة ” هنري عيروط ” الملحقة بمقر الجمعية بحي القبيسي بجهة الظاهر بوسط المدينة ،وامتدت فعالياتها على مدى الساعتين والنصف ،متضمنة العديد والعديد من الفقرات ،قدمت لها الأخت / ماري اسحق .

شارك في الاحتفالية أعضاء الجمعية العمومية ،وفريق العمل الاداري ،و أعضاء مجلس ادارة الجمعية يتقدمهم المهندس / وحيد نجيب ،رئيس مجلس الادارة ،الى جانب بعض من أعضاء فريق كورال جمعية الصعيد .

انضم للاحتفالية الدكتورة / ليلى اسكندر وزير الدولة لشئون البيئة الأسبق ، والأستاذ الدكتور / حسن أبو بكر الأستاذ بكلية الزراعة والباحث في كتابات الأب عيروط ،والعديد من الجماعات الرهبانية الرجالية والنسائية ،والأصدقاء والمحبين .

عودة للبرنامج ،كانت أولى الفقرات مع الذبيحة الآلهية التي رفعت على نية الأب عيروط ،ترأسها الأب / بولس جرس راعي كاتدرائية القديس أنطونيوس الكبير للأقباط الكاثوليك بناحية الفجالة ،والأمين العام لمجلس كنائس مصر ، وشاركه في الخدمة البروفسير الأب الدكتور / سمير خليل اليسوعي الراهب بدير الآباء اليسوعيين الملحق بمدرسة العائلة المقدسة بجهة الفجالة بوسط العاصمة .

جاءت قراءات القداس الآلهي متوافقة مع الاحتفالية ،حيث كانت القراءة الأولى من رسالة القديس بولس الأولى الى تلميذه تيموثاوس الاصحاح الأول والأعداد من 7 الى 14 ( 1 تيمو 1 / 7 – 14 ) ، والقراءة الثانية من انجيل ربنا يسوع المسيح حسب ما جاء ببشارة معلمنا القديس متى البشير الاصحاح ال 25 والآيات من 14 الى 30 ( متى 25 / 14 – 30 ) ” انجيل الوزنات ” .واشترك الجميع في ترتيل كلمات المزمور لداود النبي .. ” كلمتك مصباح لخطاي ونور لسبيلي ” .

تخلل برنامج الاحتفالية أكثر من فاصل غنائي بمصاحبة ” العود ” مع الأستاذ / ماجد سليمان وأداء الأستاذ / صليب فوزي .

جاءت كلمة مجلس الادارة مع المهندس / نجيب ،مركزة وفي ايجاز مشيرا الى الأب عيروط والذي كان بحق سابقا لعصره وبروح النبوة اهتم بجنوب الوادي والأرتقاء بابنائه ،منذ الأربعينيات من القرن الماضي ،حيث كان هذا هو شغله الشاغل ،وأضاف في كلمته الى ضرورة تضافر كل الجهود من أجل النهوض بالجمعية ، لتقدم رسالتها على أكمل وجه لأبنائنا بالصعيد ،مشيرا الى أن المجلس يرحب بكافة الجهود والآراء ،واختتم كلمته بتوجيه الشكر للجميع لتفضلهم بالمشاركة في هذه الذكرى الغالية .

مع قدس أقداس الاحتفالية وعرض” فيلم وثائقي ” يسجل لمسيرة الأب هنري عيروط ، power point تحدث من خلاله معاصريه وممن خدموا مع الأب عيروط … الأب / هنري بولاد اليسوعي ،الأب / سمير خليل اليسوعي ، الأستاذ / سمير جيد ، من أبناء ايبارشية المنيا العامرة ، والدكتور / حسن أبو بكر ،متضمنا الصور واللقطات العديدة والمتنوعة ، شارك في اعداده وتصويره فريق العمل المكون من أبناء الجمعية … الأخوات والأخوة / ماري اسحق ، عادل لطفي ، مينا عادل ، جيهان عادل ، أشاد الحضور بمضمونه ومحتواه ،وأثنوا على حرفية العمل ، وسط عاصفة من التصفيق والاعجاب .

وصولا للفقرة الختامية للبرنامج مع ترنيمة ” شكرا لله الذي يقودنا ” لينصرف الجميع في سلام المسيح ، وتبقى كلمات صاحب المزامير في قلوب الجميع ” ذكرا مؤبدا … فليكن ذكره مؤبدا ” ملتفين حول صورة أبونا عيروط وصورة تذكارية وتوثيقا للذكرى العطرة .  

تجدر الاشارة الى أن الأب عيروط كان قد التحق بمدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين بالفجالة ، سافر الى فرنسا لدراسة علم الاجتماع بجامعة ليون وحصل على درجة الدكتوراة في موضوع ” أخلاق الفلاح وعاداته ” وقد ترجمت الى العربية تحت اسم ” الفلاحون ” في سنة 1938 ،وسيم من بعدها كاهنا أيضا في نفس العام .

منحته الدولة آنذاك وسام الجمهورية من الطبقة الأولى في يوليو 1969 والتقى والرئيس الراحل جمال عبد الناصر .

في ذات السياق يعد الأب عيروط من الرواد الذين دعوا الى أهمية الحوار مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، أيضا اهتم بالحوار الاسلامي المسيحي واشترك مع آخرين في تأسيس جمعية ” اخوان الصفا ” في سنة 1944 التي صارت فيما بعد جمعية الآخاء الديني .

من أقوال الأب هنري عيروط .. ” يارب اجعلي أفكاري وأقوالي وأفعالي تتنفس وتشع سلاما ، فان لطفك وصفاءك ممتلئان بالفضيلة .

أتضرع اليك يا الهي .. أن تمنحني القداسة في الحياة اليومية والتي أطلبها وأرغب فيها بشدة لأنني بمفردي لا أستطيع تحقبقها ” .

توثيقا للذكرى العطرة تم اعداد كتيبا يحمل شعار الاحتفالية ” ويبقى حيا بيننا ” متضمنا برنامج الاحتفال والقراءات والترانيم ،وبعضا من أقواله مزودا بصورة الأب هنري عيروط ، كانت قد أعدت له لجنة الاعداد للاحتفالية .

تبقى كلمات الشكر موصولة لأسرة جمعية الصعيد للتربية والتنمية ،مجلس الادارة وفريق العمل التنفيذي ،لاعداد وتنظيم هذه الاحتفالية الغالية للأب المتنيح هنري عيروط اليسوعي، ليكلله المسيح القائم باكاليل المجد، ويمتعه بالأفراح السماوية … وكل النجاحات والتقدم لجمعية الصعيد للتربية والتنمية وعلى خطى الأب المؤسس ،ولتشملنا جميعا نعمة الرب .