المرض الثالث والعشرون: الجفاف الروحي والوجودي

المرض الثالث والعشرون: الجفاف الروحي والوجودي

بعض الأمراض الشائعة والمخفية

إعداد المونسنيور د. يوأنس لحظي جيد

أولًا: وصف مرض الجفاف الروحي والوجودي

نعيش في عالم يدفعنا للجري ليلًا نهارًا في دوامة لا تنتهي لدرجة أن أغلب الناس يشعرون بنوع من المرارة والفراغ والجفاف الوجودي وعدم الرضا. لذا اخترنا أن نَكتُب عن موضوع الجفاف الروحي والإنساني لا من منطلق أنه مرض عضوي، بل كحالة نفسية وروحية عميقة تتسم بفقدان المعنى، الشعور بالتبلد العاطفي، غياب الشغف، وفقدان التواصل مع الذات الداخلية والآخرين والعالم من حولنا.

إنها حالة من الشعور بالفراغ الداخلي الذي لا تملؤه الإنجازات المادية أو العلاقات السطحية، حالة غالبًا ما تكون مصحوبة بالحزن والاكتئاب والعزلة الروحية والإنسانية. 

يَصف الجفاف الروحي “حال الليل الروحي”، حيث يشعر الإنسان بالوحدة الروحية وبأن السماء لم تعد تسمعه أو تراه أو تشعر به. يشعر بأنه يخاطب نفسه، وبأنه وحيد بلا عون ولا سند ولا عضد. يشعر بأن صلاته بلا هدف، وإيمانه بلا فائدة، واتكاله على الله بلا منفعة. إنه ليل طويل ونفق مظلم تدخله جميع النفوس، ولا تخرج منه سوى القليل منها. 

يصف الجفاف الإنساني والوجودي حالة الإنسان الذي يشعر بأن حياته بلا قيمة، وأن كل شيء حوله بلا طعم أو لون أو تأثير. يعيش حالة من الوحدة المرة والمؤلمة حتى ولو كان محاطًا بالناس. 

  • تكمن خطورة هذا الوضع في أن الشخص الذي يعاني من الجفاف الروحي والإنساني غالبًا ما يسقط في براثن:
  • فقدان المعنى والهدف: الشعور بأن الحياة بلا قيمة أو اتجاه، وأن كل ما يفعله لا يؤدي إلى شعور بالرضا الحقيقي.
  • التبلد العاطفي: عدم القدرة على الشعور بالمتعة أو الفرح من الأنشطة التي كانت ممتعة في السابق، أو عدم القدرة على الاستجابة العاطفية للمواقف.
  • اللامبالاة والإهمال: فقدان الاهتمام بالذات، بالآخرين، بالمجتمع، أو حتى بالمسؤوليات اليومية.
  • العزلة الاجتماعية: الانسحاب من العلاقات الاجتماعية، الشعور بالوحدة حتى في وجود الآخرين، وعدم القدرة على بناء روابط عميقة.
  • الشعور بالفراغ الداخلي: إحساس دائم بالنقص أو الفراغ الذي لا يملؤه شيء.
  • الشك والتشاؤم: النظرة السلبية للحياة، فقدان الأمل، والشك في كل شيء.
  • فقدان التعاطف: صعوبة في فهم أو مشاركة مشاعر الآخرين.
  • التركيز المفرط على الذات: الانغماس في التفكير الزائد والتحليل المفرط دون الوصول إلى حلول أو راحة.

ثانيًا: أمثلة على الجفاف الروحي والإنساني

أمثلة من الحياة اليومية:

  • المسؤول الناجح ماديًا لكنه فارغ داخليًا. شخص يحقق نجاحًا مهنيًا باهرًا ويكسب الكثير من المال، لكنه لا يجد أي متعة أو رضا حقيقي في حياته، يشعر بالوحدة، ويعاني من الأرق والاكتئاب. يضحك أمام الأخرين ولكن قلبه يبكي. يبتسم ليخفي دموعه ووجعه.
  • المنعزل: الشخص الذي يعيش في عزلة رغم وجود الناس حوله ويفضل قضاء معظم وقته بمفرده، يتجنب التجمعات الاجتماعية، ويشعر بعدم القدرة على التواصل بعمق مع أي شخص.
  • اليأس: الفرد الذي يفقد الشغف بالحياة. كان محبًا للفنون، أو الرياضة، أو مساعدة الآخرين، وفجأة يفقد أي اهتمام بهذه الأشياء، وتصبح حياته مجرد روتين بلا معنى.
  • الزوجان: اللذان يعيشان تحت سقف واحد دون مشاعر أو انفعالات أو رغبة في الاستمرار. العلاقة الزوجية تتحول إلى مجرد أمر واقع، تنعدم فيها المودة، الحنان، والتواصل العاطفي العميق.
  • المدمن: الذي يبحث عن ملء فراغه بالإدمان، كوسيلة للهروب من الفراغ الروحي والألم الداخلي، فيجد نفسه في حلقة مفرغة من التدمير الذاتي.
  • الضائع: الشاب الذي يشعر بالضياع في عصر المعلومات، على الرغم من سهولة الوصول إلى المعرفة، يشعر بالارتباك، اليأس، وعدم القدرة على إيجاد طريقه أو تحديد هدفه في الحياة.
  • المفكر: يُقال إن البلهاء يعيشون بسلام ويؤمنون أنهم يمتلكون اليقين أما المفكرون فيعيشون في صراع دائم من الشك والبحث واللهث. وغالبًا ما يمر الباحثون عن الحقيقة بجفاف صحراء التشكك في كل شيء.

أمثلة من الكتاب المقدس:

  • اليهود في البرية (سفر الخروج وسفر العدد): على الرغم من أن الله قادهم بمعجزات وأطعمهم المن والسلوى، أخرجهم من أرض العبودية، إلا أنهم كانوا يتذمرون باستمرار، يشتاقون إلى مصر (العبودية)، ويتشككون في قيادة الله وموسى. هذا التذمر المستمر وعدم الرضا، على الرغم من العناية الإلهية الواضحة، يعكس نوعًا من الجفاف الروحي وعدم القدرة على الفرح ببركات الله.
  • الملك سليمان (سفر الجامعة) والذي بعد حصوله على الحكمة والمجد والنجاح فقد الطريق وسعى وراء كل الملذات المادية والمعرفية والدنيوية (الغنى، والماديات، والبذخ، والخيانة، والملذات الحسية) ليكتشف في النهاية أن كل شيء “باطل الأباطيل، الكل باطل” (الجامعة 1: 2). هذا يجسد الجفاف الروحي الذي يصيب الإنسان عندما يركز على الماديات والإنجازات الدنيوية دون الله أو المعنى الحقيقي.
  • إيليا النبي (ملوك الأول 19) تحت شجرة العرعر بعد انتصاره العظيم على أنبياء البعل، يهرب من إيزابل ويجلس تحت شجرة العرعر يطلب الموت، قائلًا: “كفى الآن يا رب، خذ نفسي فإني لست أفضل من آبائي”. على الرغم من قوته الروحية، مر بلحظة من اليأس الشديد والإرهاق الروحي، وهي صورة للجفاف عندما تسيطر المشاعر السلبية.
  • الغني الغبي (لوقا 12: 16-21): يتحدث المسيح عن رجل غني كانت غلته وافرة، فقرر أن يهدم مخازنه ويبني أكبر منها ليجمع فيها كل خيراته، ويقول لنفسه: “يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكلي واشربي وافرحي”. لكن الله قال له: “يا غبي! في هذه الليلة تطلب نفسك منك. فهذه التي أعددتها لمن تكون؟”. هذا الرجل كان يركز فقط على الثروة المادية ويهمل الجانب الروحي، فكانت حياته فارغة من المعنى الحقيقي.
  • كنيسة لاودكية (رؤيا 3: 14-22) يصف المسيح في سفر الرؤيا كنيسة لاودكية بأنها “فاترة، لا حارة ولا باردة”، وأنها تقول: “إني غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء”، وهي لا تعلم أنها “شقيَّة وبائسة وفقيرة وعمياء وعريانة”. هذا يصف حالة من الجفاف الروحي والتصور الزائف للغنى الروحي، بينما الحقيقة هي الفقر الروحي المدقع.

ثالثًا: خطورة الجفاف الروحي والإنساني

تكمن خطورة هذا الوضع على الشخص نفسه في:

  • الانهيار النفسي والعاطفي: يتطور الجفاف غالبًا إلى اكتئاب وقلق مزمن، ويقود الإنسان إلى الانهيار النفسي والعاطفي وفقدان طعم الحياة، وقد يصل إلى الأفكار الانتحارية.
  • الإدمان: للهرب من هذه الحالة المؤلمة يلجأ البعض إلى السقوط في الإدمان (المخدرات، الكحول، القمار، التكنولوجيا) كمحاولة يائسة لملء الفراغ أو الهروب من الوجع.
  • مشاكل صحية جسدية: التوتر المزمن المرتبط بالجفاف يمكن أن يؤثر سلبًا على الجهاز المناعي، ويسبب مشاكل في النوم، الهضم، وغيرها. وهي مشاكل تبدأ بشكل مقبول ونفسي لتتحول مع الوقت إلى أمراض جسدية مزمنة وخطيرة.
  • فقدان العلاقات: تدهور العلاقات الشخصية والعائلية بسبب الانسحاب العاطفي واللامبالاة. ففاقد البهجة غالبًا ما يبتعد الناس عنه ومع مرور الوقت يجد نفسه وحيدًا ومنبوذًا.
  • الفشل: عدم القدرة على العطاء والإنجاز بسبب فقدان الشغف والهدف. إنه حالة من الانهيار البطيء ومن الدخول في دائرة لا تنتهي من الخوف والفشل والإخفاق والسقوط والظلام.
  • الشعور باليأس: يغرق الشخص في دوامة من اليأس، مما يجعله يشعر بأنه لا يوجد مخرج.

على من حوله (الأسرة والمجتمع والكنيسة):

  • العلاقات الأسرية: يشعر أفراد الأسرة بالإحباط والحزن، وقد يصابون بالإرهاق بسبب محاولاتهم اليائسة لمساعدة الشخص. وتتدهور العلاقة مع الشريك والأبناء.
  • الانسحاب الاجتماعي: الشخص الجاف روحيًا وإنسانيًا غالبًا ما ينسحب من المجتمع، مما يفقده فرص العطاء وتلقي الدعم، ويؤثر على مشاركته في الأنشطة الاجتماعية والإنسانية.
  • نشر السلبية: قد ينشر اليأس والتشاؤم لمن حوله، مما يؤثر على معنويات الآخرين، فكما ان الابتسامة معدية فكذلك الكأبة والسلبية.
  • ضعف المساهمة المجتمعية: يصبح الفرد أقل إنتاجية وعطاءً في المجتمع، مما يؤثر على التنمية الشاملة.
  • تفكك الروابط الاجتماعية: عندما يتفشى الجفاف الروحي على نطاق واسع، يمكن أن يؤدي إلى تفكك الروابط الأسرية والمجتمعية، وزيادة الأنانية واللامبالاة.
  • إهمال الأسرار الكنسية: الابتعاد عن الكنيسة عن جماعة المؤمنون والشعور بأن لا فائدة من ممارسة العبادات والأسرار والصلوات. وغالبًا ما يحاول رفضها إلى إدانة واتهامات بالتقصير وانتقادات لاذعة سواء بحق أو بدون حق.

رابعًا: أسباب الجفاف الروحي والإنساني

تتعدد أسباب الجفاف الروحي والإنساني والوجودي وهي وغالبًا ما تكون مزيجًا من العوامل الفردية، البيئية، والوجودية، مثل:

  • أزمة الإيمان: عندما نفقد الثقة في معتقداتنا ونمر بفترة شك في ثوابتنا الدينية أو الروحية. فمن ازمة الإيمان يخرج الإنسان إما أكثر قوة وثباتنًا واقتناعًا وإما أكثر ضياعًا وتيهًا وغضبًا.
  • الصدمات النفسية: عندما نمر بتجارب نفسية مؤلمة (إساءة، فقدان، خيانة) بدون التعامل معها بشكل صحيح. فإنكار الآلام غالبًا ما يضاعفه ويجعل علاجه أصعب.
  • الضغط والإرهاق المزمن: الحياة العصرية المليئة بالضغوط، المنافسة، والإرهاق يمكن أن تستنزف الطاقة الروحية والعاطفية.
  • التوقعات غير الواقعية: السعي نحو الكمال، أو الفشل في تحقيق توقعات عالية ومستحيلة يؤدي إلى خيبة أمل وفقدان المعنى.
  • غياب الهدف والمعنى: عدم وجود رؤية واضحة للحياة أو هدف أكبر يتجاوز الذات.
  • اضطرابات نفسية كامنة: مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الشخصية أو اضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن تسهم في الإحساس بالجفاف.
  • الانغماس في الماديات: التركيز المفرط على جمع المال والممتلكات أو المظاهر الخارجية دون تغذية الروح.
  • التفكير السلبي المزمن: نمط التفكير التشاؤمي والتركيز على السلبيات فقط يدفع بالشخص لا محالة للسقوط في الإحساس بالجفاف وبالموت البطيء.
  • العزلة الاجتماعية: قلة التواصل الحقيقي أو الشعور بالوحدة حتى في وجود الآخرين.
  • ثقافة الاستهلاك والمادية: نقع غالبًا في تجربة الانخراط في ثقافة الاستهلاك فنلهث خلف الماديات ونغفل القيم الروحية والإنسانية.
  • التكنولوجيا المفرطة: على الرغم من ايجابياتها يمكن أن تؤدي إلى قلة التفاعل البشري المباشر، والمقارنات الاجتماعية غير الصحية وتجفيف العلاقات والشعور بالتصحر الوجودي.
  • غياب دور الأسرة: عدم وجود أسرة أو جماعة أو بيئة تدعم النمو الروحي والإنساني.
  • فقدان القيم الأخلاقية: تدهور القيم المجتمعية والشعور باليأس من العالم. لا سيما وعندما نلاحظ نجاح المنافقين والسارقين وفشل الصالحين والأمناء.
  • الابتعاد عن الإيمان أو الروحانية: فقدان الاتصال بالله أو التخلي عن الممارسات الروحية التي كانت تمنح الطمأنينة.
  • الشعور بالذنب أو عدم الاستحقاق: الإحساس المستمر بالذنب الذي يعيق الاتصال بالجانب الروحي.
  • غياب التسامح والغفران: عدم القدرة على مسامحة الذات أو الآخرين، مما يثقل الروح.

سادسًا: طرق علاج الجفاف الروحي والإنساني (إنسانية وروحية)

يتطلب علاج الجفاف الروحي والإنساني نهجًا شاملًا يدمج الجوانب النفسية والاجتماعية والروحية. يحتاج التحرر من هذا الوضع التواصل والعلاقات الحقيقية والسعي لبناء علاقات عميقة وذات مغزى مع الأصدقاء والعائلة.

يحتاج الخروج من العزلة ومشاركة المشاعر مع أشخاص موثوق بهم والمشاركة المجتمعية والعمل التطوعي، لأن العطاء للآخرين والتركيز على احتياجاتهم يكسر دائرة الأنانية، ويمنح شعورًا بالهدف والانتماء.

ومن الناحية الروحية يحتاج إلى إعادة بناء الإيمان على الخبرة الشخصية والبحث الحقيقي عن الحقيقة والاستسلام لها بثقة ومحبة. يحتاج إلى التخلي عن الإيمان الطفولي الموروث وبناء علاقة شخصية مع الله والعودة إلى الممارسات الدينية (الصلاة، قراءة الكتب المقدسة، ممارسة الأسرار الكنسية) لأن كل هذا يمنح الطمأنينة والسلام.

يحتاج إلى التأمل والصمت، مما يسمح للفرد بالتواصل مع ذاته الداخلية، والاستماع إلى صوته الروحي، وتهدئة العقل المزدحم والبحث عن المعنى والهدف الأسمى.

يحتاج إلى تعلم فضيلة الامتنان والشكر، حتى للأشياء الصغيرة والتركيز على ما هو موجود بدلًا من التركيز المرضي عما هو مفقود أو ناقص. وتنمية التعاطف والرحمة لفهم مشاعر الآخرين ومساعدتهم، فالعطاء يغذي الروح.

وأخيرا يحتاج إلى ممارسة التسامح والغفران – مسامحة الذات والآخرين على أخطاء الماضي – والتخلص من عبء الضغائن والأحقاد التي تستنزف الروح.

الخلاصة:

الجفاف الروحي والإنساني هو حالة من الظلام الوجودي يمر بها كل إنسان في رحلة الحياة ولا يخرج منها سوى من يحوّلها إلى دعوة لإعادة تقييم الأولويات في الحياة، والبحث عن المعنى الحقيقي الذي يتجاوز الماديات.

إنها تعبير عن رحلة داخلية تحتاج إلى شجاعة وصبر وتواضع واستعداد للانفتاح على الذات والآخرين وعلى محبة الله المحرِّرة.

إنها رحلة تنطلق من صحراء الاعتقاد بأن حياتنا بلا معنى ولا قيمة لها ولا هدف منها للوصول إلى واحة اليقين بأننا ثمرة محبة الله و”أَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ” (أع 17: 28). 

قمنا في الأسابيع السابقة بالتكلم عن:

أولًا: مرض الإنكار

ثانيًا: مرض الإسقاط

ثالثًا: مرض التظاهر

رابعًا: مرض الكذب والإنكار

خامسًا: مرض تبلد أو موت الضمير

سادسًا: مرض التطفل والحشرية

سابعًا: مرض العناد

ثامنًا: مرض الخنوع والعبودية الاختيارية

تاسعًا: مرض التطرف

عاشرًا: مرض الحصان المَيْت

حادي عشر: مرض استغلال الآخرين والتلاعب بهم

ثاني عشر: مرض عمى البصيرة

ثالث عشر: مرض القطيع أو التحجج بالأغلبية

رابع عشر: المراهقة المستمرة وعدم النضج

خامس عشر: مرض الخيانة

سادس عشر: مرض لعب دور الضحية

سابع عشر: مرض الفساد الروحي والأخلاقي والعاطفي والمالي

ثامن عشر: مرض تضخيم صورة الذات

تاسع عشر: مرض الرياء والتملق

العشرون: مرض الشبق الجنسي

الحادي العشرون: مرض الجشع

المرض الحادي والعشرون: مرض نكران الجميل

المرض الثاني والعشرون: مرض سوء النية والسوداوية

سنتناول في الأسابيع القادمة بعض الأمراض الأخرى (للحديث بقية).