رموز الميلاد

المغارة والشجرة وتبادل الهدايا وزيارة بابا نويل وغيرها

 

إعداد ناجى كامل – مراسل الموقع من القاهرة

– عيد الميلاد يُعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، ويُمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح وذلك بدءًا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر (الذى يوافق حسب التقويم القبطى 29 كيهك)  في التقويمين الغريغوري واليولياني غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس الارثوذكسية وهى  التي تتبع التقويم اليولياني عشية 6 يناير ونهار 7 يناير. ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد يسوع فإن آباء الكنيسة قد حددوا ومنذ مجمع نيقية عام 325 الموعد بهذا التاريخ، كذلك فقد درج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل، وقد ذكر إنجيل الطفولة ليعقوب المنحول في القرن الثالث الحدث على أنه قد تم في منتصف الليل، على أن البابا بيوس الحادي عشر في الكنيسة الكاثوليكية قد ثبّت عام 1921 الحدث على أنه في منتصف الليل رسميًا؛ يذكر أيضًا، أنه قبل المسيحية كان يوم 25 ديسمبر عيدًا وثنيًا لتكريم الشمس طبقا  لإشارة علماء الفلك، إلى إن يوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر هو يوم الانقلاب الشتوي، وفيه تصل الشمس إلى آخر مدى لها ويبلغ النهار أقصره، واليوم الذي يليه هو يوم صعود الشمس ويعتبر هو يوم ميلاد الشمس وقد احتفل به الرومانيون كعيد لإله الشمس

–  ومع عدم التمكن من تحديد موعد دقيق لمولد يسوع حدد آباء الكنيسة عيد الشمس كموعد الذكرى، رمزًا لكون المسيح "شمس العهد الجديد" و"نور العالم". ويعتبر عيد الميلاد جزءًا من "زمن الميلاد" الذي تستذكر فيه الكنائس المسيحية الأحداث اللاحقة والسابقة لعيد الميلاد كبشارة مريم وميلاد يوحنا المعمدان وختان يسوع

– لوقا هو الإنجيليّ الوحيد الذي ذكر مكان ميلاد المسيح " وصَعِدَ يوسُفُ مِنَ الجَليلِ مِنْ مدينةِ النـاصِرَةِ إلى اليهوديَّةِ إلى بَيتَ لَحمَ مدينةِ داودَ، لأنَّهُ كانَ مِنْ بَيتِ داودَ وعشيرتِهِ، ليكتَتِبَ معَ مَريمَ خَطيبَتِهِ، وكانَت حُبلى. وبَينَما هُما في بَيتَ لَحمَ، جاءَ وَقتُها لِتَلِدَ، فولَدَتِ اَبنَها البِكرَ وقَمَّطَتْهُ وأضجَعَتهُ في مِذْودٍ، لأنَّهُ كانَ لا مَحَلَ لهُما في الفُندُقِ." لوقا 2 : 4-7

 لم يذكر لوقا المغارة بل المذود لكن التقليد المعتمد في أورشليم اعتبر إحدى المغائر التي كانت تستعمل كاسطبل حيوانات كمكان لولادة المسيح وعلى أساسه شيّدت كنيسة المهد في بيت لحم .

 هناك بعض الآثار التي تعود إلى القرن لثالث والرابع تظهر رسم لميلاد المسيح مع الرعاة والمجوس.

 أما المغارة كما نعرفها اليوم، فيعود الفضل في إطلاقها إلى القديس فرنسيس الأسيزي الّذي قام بتجسيد أول مغارة حيّة (أي فيها كائنات حيّة) في ميلاد سنة 1223م .

حين أراد القديس فرنسيس الأسيزي أن يذكر مواطنيه بميلاد يسوع الفقير فذهب إلى إحدى الغابات القريبة من بلدة أسيزي حيث توجد مغارة طبيعية فبنى في تلك المغارة مذوداً يمثل مذود بيت لحم، ووضع فيه تمثالاً خشبياً للطفل يسوع، ونثر على الأرض عشباً يابساً وأحضر حماراً وثوراً جعلهما قرب المذود. وفي ليلة عيد الميلاد، وبعد قرع الجرس تهافت الناس وهم يحملون المشاعل باتجاه هذه المغارة، وأقام القديس فرنسيس صلوات الذبيحة الإلهية في نفس المكان شارحاً محبة يسوع وحنانه الذين دفعاه ليولد فقيراً من أجلنا. ومنذ ذلك الحين جرت العادة أن تقام المغارة بمناسبة عيد الميلاد، في كنائسنا ومنازلنا .

– وقد دافع  الطوباوى  البابا الراحل  يوحنا بولس الثاني :عن تقليد مغارة الميلاد

وقال "المغارة تشكل تجسيدا مألوفا ومعبرا لعيد الميلاد. انها عنصر من ثقافتنا ومن الفن، لكنها قبل كل شيء اشارة الى الايمان بالله" .

الجدير بالذكر ان البابا ييارك سنويا  أمام آلاف المؤمنين الذين يتجمعوا في ساحة القديس بطرس، التماثيل الصغيرة التي تجسّد يسوع طفلا عند ولادته في مغارة بيت لحم سواء لتوضع فى الكنائس او فى البيوت.

 

– المغارة تتكون شخصياتها من :

* يسوع المسيح طفلاً : وهو صاحب العيد

 * يوسف ومريم : رمزا الإنسانيّة كلّها حيث الرجل والمرأة هما معاً "صورة الله ومثاله" كما ورد في سفر التكوين :" فخلَقَ اللهُ الإنسانَ على صورَتِه، على صورةِ اللهِ خلَقَ البشَرَ، ذَكَرًا وأُنثى خلَقَهُم" تك 1: 27

* الرعاة : وهم يمثّلون فئة الفقراء والبسطاء كونهم أفقر طبقات الشعب في تلك الأيام. يضاف إلى ذلك أنهم يذكّروننا أن المسيح هو الراعي الحقيقي الّذي خرجَ من نسل الملك داود، الملك الّذي وُلِدَ راعيا

* المجوس : وهم يمثلون فئة المتعلمين والأغنياء الّذين لا قيمة لما يملكونه أو يعلمونه إن لم يقدهم إلى المسيح. كما أنّهم يذكّروننا أيضاً بالمسيح الّذي هو ملك الملوك.

* النجمة : وهي رمزُ للنجمة التي هدت المجوس إلى مكان ميلاد الرب يسوع فى بيت لحم اليهودية .

* الملائكة : يرمزون إلى حضور الله الفعال بين الناس على أن لا تعيقه قساوة القلوب وظلمة الضمائر

 الهدف الأساسي من المغارة ليس الزينة والديكور وإنما اجتماع العائلة حولها للصلاة في زمن الميلاد .

 

– شجرة عيد الميلاد

إن عادة تزيين الشجرة عيد الميلاد، عادة شائعة عند الكثيرين من الناس، حيث تنصب قبل العيد بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس – فى الثانى من فبراير – ، وعندما نعود إلى قصة ميلاد السيد المسيح في الإنجيل المقدس لا نجد أي رابط بين حدث الميلاد وشجرة الميلاد. نتساءل من أين جاءت هذه العادة ومتى بدأت؟ بالرجوع إلى إحدى الموسوعات العلمية، نلاحظ بأن الفكرة ربما قد بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات أن تزين الأشجار ويقدم على إحداها ضحية  بشرية .

تقول إحدى التحليلات أنه في عام 727 م أوفد إليهم القديس بونيفاسيوس لكي يبشرهم، و شاهدهم وهم يقيمون حفلهم تحت إحدى أشجار البلوط، وقد ربطوا طفلًا وهموا بذبحه ضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وخلص الطفل من أيديهم ووقف فيهم خطيبًا مبينًا لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص    وقام بقطع تلك الشجرة.  فقال لهم أنها تمثل الطفل يسوع 

وكان كمن يقول لهم: "تستخدمون أخشاب هذه الشجرة البسيطة لبناء بيوتكم..  فلتجعلون المسيح هو حجر الزاوية في منازلكم..  فهو يهِب حياتكم الإخضرار الذي لا يذبل، لتجعلوا المسيح هو نوركم الدائم..  أغصانها تمتد في كل الإتجاهات لتعانِق الناس، وأعلى الشجرة يشير إلى السماء..  فليكن المسيح هو راحتكم ونوركم.

– تقول أسطورة مسيحية أنه مع هروب العائلة المقدّسة إلى مصر، تم تناقل رواية مفادها أن جنود هيرودوس كادوا أن يقبضوا على العائلة المقدّسة، غير أن إحدى الشجرات  مدّدت أغصانها وأخفت العائلة، فكافأها الإله بجعلها دائمة الخضرة، وبالتالي رمزاً للخلود.

 

*  أجمل شجر في العالم

 – شجرة عيد الميلاد العملاقة في نيويورك ، وهي تنصب في المدينة خلال عيد الميلاد منذ سبعين عاما ويبلغ طولها اكثر من عشرين مترا، وتمثل إضاءة مصابيح شجرة الروكيفيلر انطلاقة رسمية لفعاليات موسم الميلاد في المدينة .

شجرة ميدان الكونكورد، اشهر الميادين الفرنسية … وهي شجرة طبيعية من الصنوبر تمكنت من تحقيق الرقم القياسي لاعلى شجرة كريسماس حيث بلغ ارتفاعها 30 مترا ووزنها 8 اطنان، لتعد بذلك اعلى في الارتفاع من المسلة المصرية بالميدان الفرنسي. والجدير بالذكر ان مدينة باريس الفرنسية تفوقت بشجرة الصنوبر على مدينة ستراسبورغ التي اقامت شجرة اعياد الميلاد يصل ارتفاعها الى 5 امتار وتزن طنين .

 – الشجرة الأطول لعيد الميلاد ببريطانيا … نصبت مؤخرا في مقاطعة تشيستر بشمال غرب إنجلترا، حيث بلغ طولها 27.5 متر، وأكبر قطر لها 10 أمتار. وأمضى فريق يتكون من 12 شخصاً 7 أيام لبنائها

– شجرة عيد الميلاد في مدينة “ريو دي جانيرو” البرازيلية … والتي تعد أكبر شجرة في العالم وقد دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية، شجرة اجتمع بها الماء والنور فقد تم نصبها على منصة عائمة وسط بحيرة “رودريغو دي فريتاس” والبالغ ارتفاعها 85 مترا, بنتها احدى اكبر شركات التأمين البرازيلية وزينت بأكثر من ثلاثة ملايين مصباح صغير، كما وضعت فيها أربعة مدافع للألعاب النارية

وتعتبر إضاءة شجرة عيد الميلاد إحدى ثلاث فعاليات كبرى في “ريو دي جانيرو” إلى جانب الكرنفال والاحتفالات بقدوم عيد رأس السنة الجديدة وقد بدأ العمل في تشييد الشجرة  عام 1996، وبلغ وزن هيكل الشجرة خمسمائة واثنين واربعين طنا مغطاة بصور تجسد اوراق شجر تجسد فصول السنة الاربعة.

 بهذه المناسبة يتقدم الموقع لغبطة ابينا البطريرك الكاردينال الانبا انطونيوس نجيب ولنيافة المطران الانبا كيرلس وليم المدبر البطريركى ولسائر الآباء الأساقفة الاجلاء والقمامصة والكهنة  والرهبان والراهبات وجميع افراد شعبنا المسيحي باسمى الامنيات راجيا من طفل المغارة ان يبارك مصر ويبارك شعبها ويظللها بالمحبة والسلام فننشد جميعا مع الملائكة "المجد لله فى الاعالى وعلى الارض السلام وبالناس المحبة " . 

وكل عام وانتم بخير