جريمة ختان الأناث من وجهة نظر مسيحية للأب الدكتور يوأنس لحظي جيد

جريمة ختان الأناث من وجهة نظر مسيحية

إعداد الأب الدكتور يوأنس لحظي جيد

\"\"

 

المسميات

• البتر التناسلي للاناث

• بتر الجهاز التناسلي الخارجي للأنثى

• ختان الأناث

• طهارة البنات

ويعرف الختان بالبتر التناسلي للاناث وهو قطع جزء من قلفة البظر. والختان هو عادة افريقية قديمة بدأت فى وسط أفريقيا وليست لها أى علاقة بالاديان (الاسلام – المسيحية) كما أنها في الغالب ليست أيضا فرعونية لأنها بدأت فى مصر فى العهد الفرعونى الحديث مع الاحتلال الاثيوبى السودانى لمصر

اسباب اجرائها حسب الاعتقاد الشعبي

• – فى اطار الخزعبلات <طقوس الخصوبة> وهى وهب جزء من عضو التناسل كتضحية و قربان لاله الخصوبة – تختن الأنثى و يلفون ما قطع منها على هيئة حجاب تربطه حول عنقها وفى موسم وفاء النيل تلقيه فى النيل

• – عمل حثت عليه الاديان

• – يسرع نمو الطفلة الى انثى

• – يحافظ على العفة

• – يعطيها النظافة و النقاء – الأنثى غير المختونة نجسة

• – يعطى الجهاز التناسلى الشكل الجميل

• – يزيد الفرصة فى الزواج – الأزواج لا يتزوجون الأنثى غير المختونة

• – حتى لا يمنع الحمل و تزيد الخصوبة – البظر يفرز إفرازات قاتلة للحيوانات المنوية

• – يمنع الخيانة الزوجية

• – -يعطيها احساس الامومة

• – يزيد من متعة الرجل

وكل هذه الاعتقادات هي خاطئة بمئة بالمئة كما سنوضح لاحقاً.

أضراره الختان

أضرار فورية: نزيف – التهابات ـ تلوث – الم – متاعب بولية

أضرار بعيدة:اضطرابات نفسية وجنسية تستمر طيلة الحياة

 

أولا : المضاعفات المباشرة

1- الألم حيث أن هذه العملية تجرى بدون استعمال مخدر في اغلب الأحوال فان الطفلة تتعرض لالم عنيف مفاجىء قد يستمر لعدة أيام ثم يقل بعد ذلك

2- النزف و يعتبر من اخطر المضاعفات التي تحدث نتيجة لإجراء هذه العملية

3- حدوث الصدمة نتيجة لشدة الألم أو نتيجة للنزف

4- حدوث التهابات نتيجة للتلوث حيث أن العملية تتم بدون تنظيف للمنطقة المعنية أو تعقيم للآلات المستعملة و كذا عدم تطهير يدي من يجرى العملية و المكان البتى تجرى فيه مما يتسبب عنة حدوث التهابات موضعية تؤدى إلى تأخر التئام الجرح و قد يمتد الالتهاب إلى الجهاز التناسلي الداخلي أي إلى المهبل و الرحم و البوقين أو قد يمتد إلي الجهاز البولي كالمثانة و الكليتين و قد يكون هذا الالتهاب صديديا أو نتيجة للإصابة بميكروب التيتانوس خاصة في المناطق الريفية و الشعبية و قد أوضحت بعض البحوث التي أجريت في بعض البلاد الإفريقية حديثا إن الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز ) قد يحدث نتيجة لتلوث جرح الختان في الأنثى

5- اضطرابات البول و تحدث هذه الاضطرابات في صورة انحباس البول نتيجة للخوف من الألم و كذلك الحرقان أثناء التبول نتيجة لاصابة فتحة البول (الصماخ البولي) أو قناة مجرى البول أثناء عملية الختان و ينتج عن ذلك أما احتباس في البول أو سلس في البول أو تبول لا إرادي في بعض الأحيان

6- التشويه الظاهري حيث يليئم الجرح بنسيج ليفي محدثا تشويها بالمكان و قد تحدث ندب مؤلمة نتيجة لحدوث الالتهابات و في بعض الأحول يحدث التشويه نتيجة ترك زوائد جلدية تنمو و تتدلى بعد ذلك مما يستدعى تكرار أجراء العملية في وقت قريب أو يستدعى أعادتها و من إن أخر نجد إن بعض الأورام تظهر في مكان الطهارة في منطقة البظر نتيجة لدخول خلايا الجلد في المناطق تحت الجلد أثناء التئام الجرح و هذه الأورام تشوه المكان و تأخذ في الكبر و يزداد حجمها مع الوقت و تستدعى جراحة لإزالتها

7- الآثار النفسية للختان و تبدا من الشعور بالرعب و الخوف عندما تقع الفتاة تحت قبضة من يوصلها للقائم بالعملية لتجرى عليها كذلك الشعور بالألم الذي لا يطاق أثناء إجراء العملية بسبب عدم استعمال مخدر و يتبعة الإحساس بالذل والانطواء و الخجل مما حدث لها في هذه المنطقة الحساسة و أيضا الرغبة في الانتقام من أهلها الذين خانوها و قد يتمثل هذا في حدوث التبول الليلي في الفراش أو عدم تقبل التوجيهات و النصائح

8- الوفيات و قد تكون في مثل هذه الحالات نتيجة أجراء هذه العملية و لا يمكن تقدير عدد الوفيات التي تنتج عن هذه العملية حيث أن عددا قليلا للغاية من هذه الحالات هي التي تصل إلى المستشفى و غالبا لا تسجل كمضاعفات للختان خوفا من المسائلة القانونية إن حرصا على القائم بالعملية أو على ولى الأمر

 

ثانيا : المضاعفات بعيدة المدى

1- الألم مع الدورة الطمثية (عسر الطمث ) قد يكون نتيجة لارتباط نزول الدم من الفرج بالآلام التي حدثت في الماضي مع عملية الختان و قد يكون سببها عضويا نتيجة لحدوث الالتهاب المزمن و الاحتقان في الحوض

2- مما لا شك فيه أن ختان البنات يعتبر نوعا من الانتهاك و التشويه لأعضاء تناسلية لها وظائفها و مثال ذلك حدوث الالتصاقات بين الشفرين فان ذلك يؤدى إلى صعوبة الاتصال الجنسي أو الفحص المهبلي و كذلك صعوبة عند الولادة

3- استطالة و صعوبة الولادة خصوصا في المرحلة الثانية من مراحل الولادة و سبب ذلك إن الفرج قد يفقد مطاطيتة نتيجة لالتئام جرح الختان بنسيج ليفي و إذا لم يتمدد الفرج في الوقت المناسب فأنة قد يؤدى إلى حدوث تمزق في منطقة العجان و قد يمتد إلى عضلة الشرج فلا تستطيع السيدة التحكم في التبرز ( تمزق عفوي خلقي) و قد تؤدى استطالة الولادة إلى حدوث تمزق في الأنسجة المحيطة بفتحة البول (تمزق عفوي أمامي) مع نزف شديد خصوصا إذا كان القائم بالولادة ليست لدية الخبرة الكافية لمواجهة مثل هذه الحالات و هذه التمزقات الخلفية و الأمامية تحتاج لتدخل جراحي فوري لاصلاحها حتى لا تعانى الوالدة من النزف و تقيح الجروح و قد يؤدى عسر الولادة كذلك إلى ارتخاء العضلات الرافعة للعجان أو تمزقها مما ينتج عنة سقوط مهبلي أو مهبلي مثانى

4- و قد تؤدى الولادة المتعسرة إلى وفاة الجنين أثناء الولادة أو إلى ولادة طفل متخلف عقليا نتيجة للضغط الزائد على الرأس بسبب طول مدة الولادة أو بسبب التدخل لاستخراج الجنين الذي تعسر ولادته بالآلات و جميع المضاعفات السابق ذكرها تحدث بصورة أوضح في حالات الطهارة الفرعونية

5- مما لا شك فيه أن تعرض الأنثى لعملية الختان بطريقة لا إنسانية مصحوبة بآلام شديدة في أعضائها التناسلية له مضاعفات خطيرة على هذا الجهاز و وظائفه و من هذه المضاعفات تكرار حدوث الصدمة النفسية مرة أخرى في ليلة الزفاف حيث يصعب فض البكارة في بعض الحالات نتيجة للخوف الشديد من الاقتراب من هذه المنطقة و في حالات أخرى يؤدى فض البكارة إلى حدوث نزيف شديد سببة التئام الجرح بنسيج ليفي مما يستدعى نقل العروس الى المستشفى لإجراء جراحة عاجلة لرفى التمزق

6- و خلال فترة الزواج الأولى تعانى بعض السيدات من ألم عند الجماع نتيجة لضيق المهبل الذي يؤدى إلى فشل عملية الإيلاج كذلك فان وجود ندب أو التصاقات مؤلمة في هذه المنطقة هو أحد العوامل المساعدة التي تؤدى إلى رفض الجنس أو ممارسة الجماع في أماكن غير طبيعية

7- و مما لا شك فيه إن التبلد الجنسي بصورة المختلفة من ضعف التجاوب الجنسي أو عدم حدوث الشبق هو النتيجة الحتمية لاستئصال أجزاء هامة لها دور رئيسي و فعال أثناء اللقاء الجنسي مثل البظر و الشفريين الصغيرين و نتيجة لذلك تعانى الزوجة من مشاكل عديدة مثل حدوث احتقان في الحوض و ظهور الإفرازات المهبلية إلى جانب التوتر العصبي و النفسي الذي يؤدى إلى البرود الجنسي فلا بد من توجيه التثقيف الصحي الكافي للأزواج والزوجات للتغلب على هذه المشكلة وتعريفهم بالمناطق البديلة للإثارة و ذلك عن طريق التربية الجنسية والتربية الأسرية وبالنسبة للجيل القادم يكون التغلب على هذه المضاعفات بالإقلاع عن هذه الممارسة الضارة

8- و من الناحية النفسية نجد أن ختان الإناث هو اعتداء صارخ على الكيان العضوي و النفسي للبنت يتم تحت اسم التقاليد و تترك هذه العملية آثار نفسية سيئة فمهما كانت البنت صغيرة فهي تستطيع أن تقارن بين ما قدم إليها من رشاوى مادية رخيصة و بين ما دفعته من كرامتها و صحتها و يترتب على ذلك فقدان ثقتها في الآخرين و خاصة و انهم يمثلون احب الناس إليها و هو الوالدان أو من يحل محلهما و يرتبط الغدر و الأذى الجسمي و النفسي بخلق الشعور بالظلم يستمر مع الفتاة طوال حياتها

9- و من الناحية الاقتصادية نرى ان حالات الختان تشكل عبئا على دخل الأسرة و على الخدمات الصحية للدولة عندما

 

الختان و الموقف القانوني

عملية الختان هي عملية غير مشروعة لوقوعها تحت طائلة التجريم وفقا لقانون العقوبات إذ ينطوي على جرائم ثلاثة :-

– الإيذاء البدني والنفسي

– بتر الأعضاء التناسلية

– ممارسة العمل الطبي بدون ترخيص

 

رأى القانون فى عملية الختان التى يجريها الطبيب

• انه اجريمة جرح عمدية يعاقب عليها القانون طبقا للمادة 242 –241 عقوبات حسب مدة العلاج وتصل الى السجن ثلاث سنوات ويعتبر الولى او الوصى شريكا بالاتفاق والتحريض والمساعدة ويتحمل المسئولية الجنائية والمدنية بجانب مسئولية الطبيب

• اما اذا قام بهذه العملية غير طبيب سواء داية او حكيمة او تمرجية او غير ذلك فقد توافرت جريمتان جرح عمدى و ممارسة الطب بدون ترخيص ويعاقب بأشد العقوبتين ولا يعفى الطبيب من العقاب الا فى حالة الضرورة بشروطها القانونية وهى ان يكون هناك تشوه خلقى فى جهاز الصغيرة التناسلى فيجرى جراحة تجميلية لاعادته الى شكله الفطرى

رأى وزارة الصحة و السكان

• وكانت وزارة الصحة المصرية قررت بموجب مرسوم حظر ختان البنات عام 1997 وأيد ذلك مجلس الدولة , مستندا إلي القانون الجنائي الذي يمنع مس الجسد البشري باستثناء الضرورات الطبية لكنه لم يحدد ختان البنات بشكل واضح

 

رأى نقابة الأطباء المصرية

• أعلنت نقابة الأطباء المصرية التي ترفض ممارسة ختان الاناث وتعتبر الطبيب الذي يمارس هذا العمل يخالف لائحة آداب المهنة لأنه اعتداء علي الصحة الجسدية والنفسية للاناث وهي ممارسة قهرية

 

رأى الدين

إن ختان الإناث فى المسيحية يعتبر جريمة وخطيئة جسيمة قد تتسبب في منع من قام بها ومن اشترك في إجرائها من طبيب ومساعدين ووالدين بالحرم الكنسي من ممارسة الأسرار المقدسة. ولا يوجد لهذه العادة الوثنية اي سند دينى على الأطلاق، إذ لا توجد آية واحدة فى الكتاب المقدس بعهديه: القديم والجديد، تنصح أو تأمر بهذه الممارسة. كان ختان الذكور فريضة دينية فى اليهودية، وتم الغاؤها دينيا فى المسيحية، ولكنها بقيت كممارسة وكعادة متوارثة فقط. أما ختان الإناث فلم ترد بشأنه آية واحدة فى الكتاب المقدس.

وختان الإناث لا يمكن اعتباره إلا تشويها لجسد المرأة كما خلقه الله، وممارسة ذكورية تعبر عن التسلط الذكري على الأنثى وكأن الأنثى ستكون مصونة وعفيفة عندما يقوم الوالدان ببتر أعضائها التناسلية، ولو كان هذا المنطق فلماذا لا نقم بقطع الأعضاء التناسلية للرجل لضمان عفته. والسيد المسيح يقول: "إفعلوا بالآخرين ما تريدون أن يفعلوا بكم".

وختان الإناث بكل أنواعه الثلاثة، التى فيها يتم استئصال عضو أو أثنين أو أكثر من خليقة الله المقدسة، هو مأساة عظيمة وخطيئة تصرخ في وجهة مرتكبها لأنه تشويه لما خلقه الله لأهداف وأدوار هامة فى حياة المرأة، بل فى حياة الزوجين. وهو صدمة نفسية مرعبة للفتاة فى بداية عمرها. صدمة تستمر كل الحياة وتتسبب مشاكل زوجية كثيرة، إذ تتسبب فى صعوبة العلاقة وفي البروده الجنسية.

ويبقى أن نقول أن هذه العادة الضارة لا تحمى الفتاة من الإنحراف، كما قد يتصور البعض، فالعفة تبدأ من القلب والطهارة تبدأ من الداخل. قال السيد المسيح: "الإنسان الصالح من الكنز الصالح فى القلب يخرج الصالحات والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور" (مت 35:12). ولهذا فعلينا أن نهتم بالتربية الدينية والمدرسية والأسرية، فهى الضمان الحقيقى للحياة المقدسة والعفيفة. فالمهم نقاوة القلب، إذ قال السيد المسيح: "طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله" (مت 8:5). لهذا جاءت وصية الله إلى كل منا: "يا ابنى اعطنى قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقى" (أم 26:3).


إعداد الأب الدكتور

يوأنس لحظي جيد