خاص بموقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي
نجد في الطقس القبطي الحركة الثالوثية بين الكاهن و الشماس والشعب وعلي سبيل المثال يقول الكاهن في بدء الصلوات الطقسية «اشليل» هي فعل قبطي معناه”صل”و”صلوا” يقولها الكاهن لتنبيه أذهان الحاضرين للاستعداد للصلاة بتقوى ووقار وهدوء لمتابعة الصلاة ويجاوبه الشماس باللغة القبطية «تين ثينو ابي اشليل» باللغة اليونانية «إيه بي ابروس افشي اسطاثي تيه» «ومعناه انهضوا وقوفًا من جلوسكم للصلاة التي سيبدأ الكاهن بها عنكم»[1].
ولكن المعني اختصر و ورد في جميع الأفخولوجيات المطبوعة “الصلاة قفوا” فكان الشعب في الماضي العريق يقف من جلوسه وأن يكون باسط اليدين ومتهيئ لمجاوبة الكاهن. وطقس هذا كالتالي:-
أولا:- في رفع بخور العشية والباكر بعد تلاوة الصلاة الربانية يسجد الكاهن لله أمام باب الهيكل المقدس ويقول :
“نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا” ثم يعمل انحناء (مطانية) نحو الحاضرين وهو يقول “باركوا عليّ هذه المطانية. اغفروا لي ” ثم يصافح إخوته الكهنة ويسألهم السماح والمساعدة وعن سائر الشعب.وبمصافحته لهم تشهد قلوبهم أنه طيبو الخاطر من قبله وبينهما صلح: «فإِذا كُنْتَ تُقَرِّبُ قُربانَكَ إِلى المَذبَح وذكَرتَ هُناكَ أَنَّ لأَخيكَ علَيكَ شيئاً، فدَعْ قُربانَكَ هُناكَ عِندَ المَذبح، واذهَبْ أَوَّلاً فصالِحْ أَخاك، ثُمَّ عُدْ فقَرِّبْ قُربانَك » (مت 5/23و24)، ثم يعود فيقف أمام باب الهيكل بخشوع و يبسط يديه و خلفه الشماس عن يمينه. ثم يقول «اشليل»[2] .
ثانيا:- كاهنًا شريكًا في الخدمة:
إذا حضر كاهنًا شريكًا في الخدمة اللذان يقومان بهما إذا كان أحد الآباء حاضرًا فيحني الكاهن الخديم رأسه نحو الكاهن الشريك قبل أن يقول «اشليل»[3].
ولكن ورد في الخولاجي المخطوط بدير البراموس نسخ البطريرك كيرلس الخامس (1875- 1928) إذا كان يحضر مع الكاهن الخديم كاهن شريط في الخدمة التي يقوم كلاهما بها يقول الكاهن المترئس الصلاة «اشليل افلوجي سون» أيّ «صلوا من أجلي أنا وأخويا الكاهن».أما إذا حضر أكثر من كاهن مع الكاهن الخديم يقول:-
«اشليل افلوجي تي» أي « صلوا من أجلي أنا وإخوتي الكهنة المشتركين معي في رفع الذبيحة» وجاءت هذه الإضافات في المخطوطات التالية[4].
وفي الحقيقة حسب المخطوطات أن (اشليل) تقال في مقدمة صلاة الشكر في رفع البخور العشبية والباكر فقط ولا تقال في بدء الأواشي الكبار أو قبل بدء أوشية الإنجيل علاوة علي ذلك في القداس القبطي لا تقال قبل أوشية الصلح. ونستلهم من ذلك أن (اشليل ) هي مفتاح عام لأيّ صلوات رفع البخور العشية والباكر فقط.
بنعمة الله
مراسل الموقع بإيبارشة سوهاج
أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس
خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة- طما
1 راجع، «مخطوط الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة ليوحنا بن زكريا سباع القبطي»، القرن السابع الهجري، رقم الميكروفيلم 46656، لاهوت 115، مقاس 16×21، بدار الكتب والوثائق المصرية بالقاهرة.
2 راجع ، ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني(الأب)، « الترتيب الطقسي للأنبا غبريال الخامس- البطريرك 88»، مطبوعات المركز الفرنسيسكاني للدراسات المسيحية الشرقية، القاهرة، 1962، ص 157.
3 وذلك علي حسب مخطوط باريس العربي رقم 98، ورقة 32 مزدوج و ظهر ورقة 52و59، و توجد صورة شمسية من هذا المخطوط في أرشيف دار بطريركية الأقباط الكاثوليك ، كوبري القبة ، القاهرة. وأيضا راجع، روفائيل ميخائيل الزيات طوخي(الأنبا)، «الخولاجي المقدس»، روما ، 1736، ص3، ومن القداس ص 19، 74 ، 87.
4 أ- خولاجي مخطوط بتاريخ (1580ش – 1866م).
ب- مخطوط آخر بتاريخ (1600ش – 1884م).
ج- مخطوط آخر بتاريخ(1628ش – 1887م).
د- مخطوط آخر بتاريخ (1628ش- 1912 م ).
هـ – خولاجي مخطوط بتاريخ (1628ش – 1912م) رقم 2/242، 2/249.
و – خولاجي مخطوط بتاريخ (1600ش – 1884م) رقم 2/242.