في فترة الصوم الكبير من 22 فبراير حتى 9 أبريل 2023

في فترة الصوم الكبير من 22 فبراير حتى 9 أبريل 2023

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك

لوس انجلوس-كاليفورنيا

جمعية جنود مريم – فرقة سلطانة الملائكة

في فترة الصوم الكبير من 22 فبراير حتى 9 أبريل 2023

اعداد وتجميع

الشماس نبيل حليم يعقوب

في كل عام، بمناسبة زمن الصوم، وهو 40 يوما والتي تمثل الوقت الذي قضاه يسوع في البريّة وجرّب من الشرير (متى1:4-2 و مرقس 12:1-13 و لوقا1:4-2)، وإذ تذكرنا الكنيسة بذاك الحدث وتدعونا الى إعادة نظر صادقة بحياتنا على ضوء تعاليم الإنجيل لإستقبال الفصح.

ان الكتاب المقدس وآباء الكنيسة يعلمنا ان هذا الوقت المقدس يمارس بالصلاة والصوم والتكفير وبالعطاء وتلك الممارسات تعكس الحزن والندم على ما قد اقترفه الإنسان من خطايا ضد الله والنفس والقريب وعن تغيير القلب، وهي أيضا وسائط تساعد الفرد على الحصول على مغفرة

الخطايا من الله تعالى حسب وعده الصادق. 

1.اليوم الأول- الأربعاء 22 فبراير  [1]  Ash Wednesday“الخطايا السبع الرئيسية”

قراءة:” أَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.“(عبرانيين15:4)

ان الرب يسوع المسيح هو “الطريق والحق والحياة”(يوحنا6:14) وقد أرانا الطريق لنقهر الخطايا السبع الرئيسية. والخطايا الرئيسية السبعة تعرف أيضا بالذنوب الكاردينالية وهي تصنيف لمعظم الشرور أو كل ما هو غير أخلاقي وما قد يدفع الإنسان للوقوع في الخطيئة .في سفر الأمثال، جاء” هذِهِ السِّتَّةُ يُبْغِضُهَا الرَّبُّ، وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرُهَةُ نَفْسِهِ: عُيُونٌ مُتَعَالِيَةٌ، لِسَانٌ كَاذِبٌ، أَيْدٍ سَافِكَةٌ دَمًا بَرِيئًا، قَلْبٌ يُنْشِئُ أَفْكَارًا رَدِيئَةً، أَرْجُلٌ سَرِيعَةُ الْجَرَيَانِ إِلَى السُّوءِ، شَاهِدُ زُورٍ يَفُوهُ بِالأَكَاذِيبِ، وَزَارِعُ خُصُومَاتٍ بَيْنَ إِخْوَةٍ.“(أمثال16:6-18). وايضا نجد كلمة  “SALIGIA” هي الحروف الاولى في اللاتينية للخطايا السبع المميتة:

  • Superbia – الكبرياء
  • Avaritia  – البخل
  • –          -Luxuria  الشراهة
  • –          Ira- الغضب  
  • –          Gula-  الشهوة
  • –          Invidia-  الحسد
  • Acedia- الكسل.

الكبرياء  prideتعتبر النسخة الأصلية، والأكثر خطورة للخطايا السبع المميتة، بل والمصدر الأساسي الذي ينبع منها باقي الخطايا. وهي الرغبة في أن يكون الشخص أكثر أهمية أو جاذبية من غيره، وعدم الاعتراف بالعمل الجيد للآخرين، والإفراط في حب الذات (وخصوصا بشأن الذاتية في العلاقة السليمه مع الله).

البخل:Avarice والجشع والطمع يطبق على اكتساب الثروة بشكل خاص. القديس توما الاكويني كتب ان الطمع هو “خطيئة ضد الله، تماما مثل كل خطايا البشر، مثلما يضحى الرجل بالأبدية لمصلحة الامور المؤقتة”.

الحسد: envyهي كالجشع ، وهي تختلف، مع ذلك، لسببين رئيسيين. أولا، الجشع مرتبط إلى حد كبير بالسلع المادية، في حين الحسد يمكن أن ينطبق بشكل أكثر اتساعا. ثانيا، أولئك الذين يرتكبون خطيئة الحسد يشعرون بالاستياء عند رؤيه ما يظنون انهم يفتقدونه لدى الآخرين، ويتمنون زوال هذا الشئ من الآخرين حتى لا يتمتع به شخص آخر.

الشهوة:covetoueness – Lust orهي الدعارة أو الفسق. إفراط في الأفكار أو الرغبات ذات الطبيعة الجنسية الاستسلام للرغبات الجنسية يمكن أن يؤدي إلى دوافع جنسية أو اجتماعية و/ أو تجاوزات قد تتضمن على الإدمان الجنسي، والزنا، الوحشية، والاغتصاب، والشذوذ الجنسي الغضب: Angerمشاعر غير عادية وغير منضبطة للكراهية ونفاد الصبر والرغبة في الانتقام والشر . الغضب هو الخطيئة الوحيدة التي لا ترتبط بالضرورة مع الأنانية والمصالح الذاتية وإن كان يمكن للمرء الغاضب أن تكون دوافعه بالطبع لأسباب أنانية، مثل الغيرة .

الشراهة: Gluttonyهو الافراط في تناول الطعام والأكل بشغف وتناول الطعام بصورة همجية. والإفراط في الاستهلاك من أي شيء إلى نقطة الإهدار.

الكسل: Sloth إهمال العناية بشيء في هذه الحالة الإهمال بالقيام بكل ما ينبغي القيام به من أجل الخلاص هو عدم المبالاه والفتور ؛ الاكتئاب دون الفرح . عدم الفرح هو رفض متعمد للتمتع بالخير من الله ؛ على النقيض من ذلك، اللامبالاة اعتبرت فتنة روحيه مثبطة لعزيمة الناس على القيام بعملهم.

تقابل عكسياً كل من الخطايا السبع المميتة سبعة فضائل وهي:العفة – الاعتدال – الكرم – الاجتهاد – الصبر – اللطف – والتواضع .وأخيرا ان الذين لا يقاومون هذه الشرور السبعة فانهم يُعرّضون حياتهم لفشل ذريع في المهنة والوظيفة وفي مقامهم الاجتماعي وحتى في خلاص انفسهم، فحاسب ضميرك لترى هل تتهاون في تلاوة صلواتك والقيام بواجباتك، أصلح نفسك وكن مسيحياً كاملا ونورا لمعارفك جميعا، “أنتم نور العالم”.

ان الرب يسوع قد دفع ديون خطايانا بقهر مثل تلك الخطايا السبع الرئيسية. فبدلا من الكبرياء على الرغم ان كونه هو الله الكلمة وضع نفسه ليصبح انسانا وولد في مغارة حقيرة وعاش في بلدة الناصرة التى قيل انه لا يخرج منها شيئا صالحا. لكي يقهر الجشع عاش حياة بسيطة على الرغم انه كان غنيا ولكن من اجلنا اصبح فقيرا:” لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.“(فيليبي7:2-8).لكي يساعدنا لنقهر ميولنا للشهوة عاش حياة العفة والطهارة، ومن اجل شراهتنا صام. بدلا من الغضب الذي ينتابنا وعدم الصبر عبّر غالبا عن صبره ومحبته نحو كل شخص حتى الأعداء. ومن اجل كسلنا عمل بكل همة ولم يكل من اجل الخلاص فكان يجول يصنع خيرا. على عكس الحسد طالبنا ان نحب الله وقريبنا. ان الرب يسوع ايضا قد قهر الخطية وكل الأثام غلى الصليب. علينا اذن ان نعتمد على المثال الذي يقدمه لنا يسوع وهو مثال القوة والنصر. لقد أرانا الطريق وحطم الخطية حتى يمكننا ان نتمثل به فنقهر كل خطية من تلك الخطايا السبع الرئيسية حتى نكون مستحقين لمرافقته ونرى الثالوث الأقدس في السماء الى مدى الأبدية.

تدريب: اليوم، حاول ان تدخل الي أعماق قلبك وابحث عن مكان هادئ وقدم ذاتك وحياتك وفكرك

وقلبك الي الله طالبا منه ان يقودك في هذا الصوم لتجديد علاقتك معه حتى تبدأ ان تشعر بذاك الحب الذي يهبه لك.  ان هذا الطريق ليس سهلا ولكنه مؤكد وحقيقي واليوم تبدأ اول خطوة على الطريق الذي يقودك للحق وللحياة. 

صلاة: يا إلهي، يا انموذج التواضع والعفة والاعتدال والكرم والاجتهاد والصبرواللطف أعطني الحكمة ان ابحث كيف قهرت تلك الخطايا السبعة وهبني من روحك القدوس الانتصار والقوة حتى  أبقى معك وان انظر فقط لعظمتك الإلهية. آمين. ابانا والسلام والمجد  

2.اليوم الثاني-الخميس 23 فبراير- الخميس بعد أربعاء الرماد-“ “التجربة الأولى”

ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ

لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ”(متى1:1-4)

سمح الرب يسوع أن يُجرّب من أجل أن يعطينا قوة ضد التجارب ولكي من جهتنا ننتصر وسبب آخر لماذا سمح لنفسه لكي يُجرّب ليحطم ايضا الخطية وبذورها. تلك البذور هي الخطايا الرئيسية السبعة والتى هي: الكبرياء والشهوة والغضب والشراهة والبخل والحسد والكسل. ان الخطايا السبعة الرئيسية تطل برؤوسها بطرق مختلفة وبأشكال متنوعة ولقد واجه الرب يسوع كل من تلك الرذائل وهزمها وحطم قوتها. لقد تغلب الرب يسوع على تلك الخطايا والرذائل والأثام والضعفات. اول تجربة ليسوع تمثل رذائل الطمع والشراهة والكسل. التجربة تخلق نوعا من الصراع ما بين القداسة والخطيئة وذلك النزاع يمكن ان يقود الى النصرة اذا ما اعتمدنا نحن على قوة الله وليس على ذواتنا وقدرتنا. ثق في الله وتوكل عليه “تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ.“(امثال5:3).

ان رد المسيح على إبليس بآية من الكتاب المقدس”أَنَّهُ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الرَّبِّ يَحْيَا الإِنْسَانُ.“(تثنية3:8)، تعلن أن الشبع الروحي من كلمة الله هو الأساس، وليس فقط الاهتمام بالشبع المادي. وأعلن أن الإنسان الروحي ينشغل بكلمة الله فبل انشغاله باحتياجاته المادية، معتمدا في ذلك على الروح القدس الساكن في قلب الانسان المؤمن والذي يصد به أفكار إبليس. كانت التجربة الأولى هي تجربة الخبز، ولكن لنلاحظ أن النفس الشبعانة تدوس العسل اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ، وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرّ حُلْوٌ.“(امثال7:27)، أي أن عدو الخير لن يجد له مكانًا داخلنا ما دامت نفوسنا شبعانة بالله

تدريب: هل نص الانجيل اليوم قد سبب لك بعض الشعور بعدم الارتياح؟ انظر الى ذاتك وحاول بارشاد روح الله وبالصلاة ان تبحث في نفسك ايهما أهم في حياتك الجسد ام الروح؟ صراع الجسد مع الروح مستمر ما دام بقايا انساننا العتيق ما زال فينا. قاوم رغبات الجسد بممارسة بعض الاماتات والتخلي عن اشياء قد تتصور انها تجلب لك بعض السعادة. استشر مرشدك الروحي وحاول ان تتخلى في هذا الصوم عن شيئ ما محبب. اقرأ كتابك المقدس بصورة أكثر فالرب يسوع غلب ابليس بكلمة الله.

صلاة: ربي يسوع اعطني الشجاعة ان اكتشف ضعفات جسدي مهما كانت وساعدني ان انتصر على الشراهة بالجوع وعلى الشهوة بالاماتة وعلى التواكل بالثقة كطريق لمفهوم عميق لمعنى اعتمادنا واتكالنا الكلي عليك. آمين. ابانا والسلام والمجد.

3.اليوم الثالث- الجمعة 24 فبراير- الجمعة بعد أربعاء الرماد –”التجربة الثانية”

تأمل:” ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ».“(متى5:4-7).

لقد سمح ربنا يسوع المسيح ان يُجرّب من أجل طاعة وصية ألأب الأزلي الذي شاء ان الابن يُجرب حتى يقهر التجربة بقوة فضائله. ان تجربة يسوع كانت ايضا جزء من خطة الله الأب لخلاص الجنس البشري. التجربة الثانية ليسوع تمثل رذيلة الكبرياء.

ففي التجربة الثانيةأخذه إبليس إلى أعلى مكان في الهيكل وهو جناحه، ليلقى بنفسه من فوق، فتأتى الملائكة وتحمله، وينزل في الساحة الكبيرة محمولا على أيديهم، فيبهر الجموع المحتشدة، ويعرف الكل أنه ابن الله، ويبدأ بهذا خدمته. وقد استند إبليس على آية، ليخدع يسوع أنه بهذا يتمم كلام الله، فالوعد الإلهي أن يحفظ أولاده بملائكته لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ. عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَك” (مزمور91: 11-12). لقد لجأ إبليس إلى استخدام كلام الله في حربه، ليقنع المسيح ويسقطه في التجربة، كما يفعل معنا، فيستخدم آيات الكتاب المقدس ويفسرها بحسب شرّه.والخطأ هنا هو إلقاء الإنسان نفسه في التجربة، لأن الله يعتنى بنا وينقذنا من التجربة إن أتت علينا، ولكن لا يصح أن نلقى بأنفسنا فيها، ثم نطلب من الله أن ينجّينا. كانت اجابة المسيح بأن الله يعتنى بأولاده، ولكن لا يصح أن يتشكك الإنسان في هذه العناية، ويحاول أن يجربها ليتأكد منها، ولا يلقى بنفسه في تجربة فلقد جاء “ لاَ تُجَرِّبُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ كَمَا جَرَّبْتُمُوهُ فِي مَسَّةَ.”(تثنية 16:6) ولكن، إن وقع في تجربة، فالله يحميه. وبهذا، هرب المسيح من المجد الباطل، ليعلّمنا العمل والخدمة في اتضاع، بل في الخفاء

قدر ما نستطيع.

عوّد نفسك دائما ان تعتمد على كلمات الكتاب المقدس بالصلاة وبالايمان بالله. حصّن وسلّح نفسك عقليا وروحيا بالعيش في ايمان برجاء لا يتزعزع واحتمال للمرض والثبات وتواضع كريم وصلاة لا تنقطع فكل هذا هي اسلحة قوية ضد الكبرياء والغطرسة وهناك فضائل بها يمكن ان

تقهر تلك التجربة “ إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ”(2كورنثوس4:10)، وكما دعانا بولس  الرسول قائلا: الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا.فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ.وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ”(افسس11:6-18).

تدريب: ابحث في داخلك عن مظاهر الكبرياء والبحث عن المجد الموجودة في داخلك والتى تعيق سريان نعمة الله لقلبك وتجمد أي محاولة للتقدم الروحي. اليوم حاول ان ترى كيف ستكون حياتك وكيف تشعر اذا ما لم تتقبل بعض كلمات المديح والفخر وحاول ان تتنازل عن بعض كبرياؤك بتقديم الشكر لمن هم في بيتك او عملك او مدرستك.

صلاة: يا اله المستحيلات ارينا كيف نجد الغِنى في إنكار الذات وان لا نبحث عن كلمات المديح وان نضع جانبا الأشياء الغير ضرورية ونسمح لك ان تملأ فراغ قلوبنا من روحك القدوس. آمين.

4.اليوم الرابع-السبت 25 قيراير السبت بعد أربعاء الرماد ” التجربة الثالثة”

ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ

هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.“(متى8:4-11).

سمح الرب يسوع ايضا ان يُجرب لكي يمدنا بمثال في كيفية ان ننتصر على التجربة وعلى

الخطيئة ومن اجلنا كي نسأله الحكمة والقوة في اوقات تجاربنا الشخصية. انه قادر ان يتعاطف معنا في تجاربنا واضطهاداتنا لنه كما جاء:” لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ.“(عبرانيين15:4-16).

التجربة الثالثة ليسوع تمثل رذائل الطمع والشهوة مثل الجشع المفرط للقوة وكل الرذائل الأخرى المصاحبة مع الطمع والشهوة او التى تنبع منهما. التجربة الثالثة هي الإغراء بأمجاد العالم وملذاته، والطريق السهل للوصول إلى الاحتياجات، بدل المعاناة وحمل الصليب. فأصعده إلى جبلٍ عالٍ، وهو يشير إلى الكبرياء، وهناك قدّم له حب التملّكٍ في ممالك العالم، بكل ما يحمله من شهوات وملذات. والتجربة هنا هي محبة التملك والرئاسة، وهو يقدم للمسيح حلا بدلًا من تعبه وآلامه المقبلة، فيصير ملكا على العالم كله، وبهذا يحرر شعبه اليهودي من الاحتلال الروماني، ولكن الشرط هو الخضوع لإبليس والتعبّد له.

اذا ما استعملنا النِعم والمعونة التى اعطيت لنا بيسوع بكلمته واسراره المقدسة وبمثاله وبموته ودمه المسفوك على الصليب وبقيامته المجيدة سنتخطى اي ضعف ونكون من الغالبين ويكون نشيد انتصارنا هو الشكر لله”  وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.“(1كورنثوس57:15)، ويتحقق القول”مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ».“(رؤيا7:2) و”مَنْ يَغْلِبُ فَلاَ يُؤْذِيهِ الْمَوْتُ الثَّانِي»“(رؤيا11:2)، “مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنَ الْمَنِّ الْمُخْفَى، وَأُعْطِيهِ حَصَاةً بَيْضَاءَ، وَعَلَى الْحَصَاةِ اسْمٌ جَدِيدٌ مَكْتُوبٌ لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ غَيْرُ الَّذِي يَأْخُذُ».“(رؤيا17:2)، “وَمَنْ يَغْلِبُ وَيَحْفَظُ أَعْمَالِي إِلَى النِّهَايَةِ فَسَأُعْطِيهِ سُلْطَانًا عَلَى الأُمَمِ”(رؤيا26:2)، “مَنْ يَغْلِبُ فَذلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَابًا بِيضًا، وَلَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَسَأَعْتَرِفُ بِاسْمِهِ أَمَامَ أَبِي وَأَمَامَ مَلاَئِكَتِهِ.“(رؤيا5:3)، “مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلهِي، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ.“(رؤيا12:3)، و”مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ.“(رؤيا21:3).

تدريب: شيئ عجيب ومثير وها هو الآن يسوع يعرض علينا كيف نقهر الشهوة ونتغلب على ملذات العالم فهو الوحيد القادر ان يقودنا خلال ظلمة هذا العالم ومنحنياته العمياء لكي نصل في آمان للجانب الآخر من الحياة. هكذا فاليوم عندما تشعر برغبة ملحة للمجد العالمي، تذكر ان لديك انموذج استطاع ان ينتصر فأقبل اليه فهو القائل لك:” «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ”(يوحنا 6:14).   

صلاة:. يا يسوع، اسألك اليوم ان تساعدني بروحك القدوس لكي أتغلب على أعداء خلاصي وأن أسحق قوتهم وأحطم فخرهم وأهزم حقدهم لكي أمجد اسمك القدوس فسِر معي وكن نوري كما كنت مع موسى وشعبك في البرية آمين.

5-اليوم الخامس-الأحد 26 فبراير- الأحد الأول من الزمن الأربعيني “”هل يمكنك ان تثق في الله”

قراءات الأحد:

وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً. وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ. وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.“(تكوين 7:2-9)

 وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.“(تكوين1:3-7).

مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ.لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ، الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. وَلكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ، وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ! وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ، وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ! فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا.“(رومية12:5-19).

“ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.“(متى1:4-11).

هل يمكنك ان تثق في الله؟ انه سؤال كان يعاني منه الانسان حرفيا منذ البداية والذى نقرأ عنه في قراءة اليوم الأولى من سفر التكوين. لاحظ ان الحيّة لم تنكر وجود الله لأن ابليس يعلم ان آدم وحواء واجها شخصيا الله وان فعل هذا فسيكون بلا جدوى، لا بل كانت استراتيجية الحيّة بعيدة وأكثر مكراً بكثير: زرع بذرة الشك وتشجيعهم لكي ينظروا الى ماضي الله وماضيهم هم. التركيز على الذات والفخر هما جذور كل الخطيئة. ونحن نرى كيف ان الشرير قد وظف نفس الاستراتيجية مع المسيح كما جاء في انجيل القديس متى (المسيح كما جاء هو آدم الثاني والذي نقرأ عنه في القراءة الثانية للقديس بولس الرسول).

ذات مرة كان يسوع في البريّة ومستنفذ جسديا بسبب الصوم دخل الشرير ولاحظ هنا كيف ان الشرير هاجم الرب يسوع بينما هو مجهد جسديا. التجربة غالبا تأتي لنا عندما تكون اجسادنا على خلاف مع ارواحنا. انتبه كيف ان الشرير في محاولاته يحاول ان يميل انتباه يسوع عن الأب الي نفسه ولعب على جوع يسوع الظاهر، امانة الله او عدم وجودها والرغبة البشرية في القوة الأرضية كانت كلها تكتيكات مارسها الشرير مع الرب يسوع وهذا ما يمارسه الشرير وجنوده معنا في هذه الأيام. ان الصوم المقدس هو رحلة هادفة الى البرية والتى فيها تبحث امنا الكنيسة لتساعدنا ان نعود منها ونحن في وثاق ورباط وعلاقة صحيحة مع الله. ان الصوم هو زمن نعالج فيه خطايانا نواجه فيه التجارب التى نتعرض لها ونسكت رغباتنا البشرية على ضوء ما يمنحه لنا الله. الصوم المقدس هو عندما لا يمكننا ان نقول فقط اننا نثق في الله ولكن بافعال لا بأقوال.

تدريب: ما الذى يعني الثقة في الله؟ نحن نسمع كثيرا “ثق في الله” ولكن هل فعلا نفعل هذا؟ راجع ذاتك وحاول ان تتذكر موقف ظهر فيه ثقتك بالله.

صلاة: يايسوع لقد جربت في البرية بواسطة نفس من جرّب حواء في جنة عدن ولقد انتصرت. من اجل الاستعداد لموتك ولقيامتك المجيدة فساعدني لكي اقاوم التجربة حتى لا اخطئ وافشل في الصوم واعطني القوة لكي اقدم كل ضعفاتي لك حتى يمكنني التغلب والانتصار عليها.  آمين.

6.اليوم السادس-الأثنين 27 فبراير- الأثنين من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني “الأربعين يوما”

40 هو رقم هام من جهة ما جاء عنه في الكتاب المقدس فهو يمكن ان يمثل زمن للبركة وزمن للإختبار وحتى زمن للتأديب لعدم الطاعة وعدم الثقة او إثم تم اقترافه. بالنظر للوراء منذ البداية سنبدأ ان نرى نمط لللأربعين يوما او 40 سنة على مدار السرد الكتابي والنصوص التالية بعض

الأمثلة:

  • 40 يوما مطرا في ايام الفيضان في زمن نوح:” وَكَانَ الطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى الأَرْضِ.“0تكوين17:7)
  • –       40 يوما صام موسى :” وَدَخَلَ مُوسَى فِي وَسَطِ السَّحَابِ وَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ. وَكَانَ مُوسَى فِي الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً.“(خروج18:24)، و “ وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً. فَكَتَبَ عَلَى اللَّوْحَيْنِ كَلِمَاتِ الْعَهْدِ، الْكَلِمَاتِ الْعَشَرَ.“(خروج28:34) وأيضا40 يوما صام فيها ايليا النبي:”  فَقَامَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ، وَسَارَ بِقُوَّةِ تِلْكَ الأَكْلَةِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ”(1ملوك8:19)
  • –       40 يوما استطلاع من الجواسيس قبل الدخول لأرض الميعاد:” ثُمَّ رَجَعُوا مِنْ تَجَسُّسِ الأَرْضِ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا.“(العدد25:13).
  • –       40 يوما انذار لأهل نينوى:” فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَنَادَى وَقَالَ: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَنْقَلِبُ نِينَوَى»“(يونان4:3)
  • –       .40 يوما صوم واختبار للرب يسوع:” فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا.“(متى2:4)
  • –       40 يوما ظهر الرب يسوع لتلاميذه قبل صعوده للسماء:” اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ.“(أعمال3:1)
  • –      40 عاما في البرية لشعب اسرائيل:”لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ بَارَكَكَ فِي كُلِّ عَمَلِ يَدِكَ، عَارِفًا

مَسِيرَكَ فِي هذَا الْقَفْرِ الْعَظِيمِ. اَلآنَ أَرْبَعُونَ سَنَةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ مَعَكَ، لَمْ يَنْقُصْ عَنْكَ شَيْءٌ.(تثنية7:2). و “ثُمَّ عَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.”(قضاة1:13).

  • –      40 عاما عقابا لأرض مصر:” وَأَجْعَلُ أَرْضَ مِصْرَ مُقْفِرَةً فِي وَسْطِ الأَرَاضِي الْمُقْفِرَةِ، وَمُدُنَهَا فِي وَسْطِ الْمُدُنِ الْخَرِبَةِ تَكُونُ مُقْفِرَةً أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَأُشَتِّتُ الْمِصْرِيِّينَ بَيْنَ الأُمَمِ، وَأُبَدِّدُهُمْ فِي الأَرَاضِيلأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: عِنْدَ نَهَايَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَجْمَعُ
  • الْمِصْرِيِّينَ مِنَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ تَشَتَّتُوا بَيْنَهُمْ”(حزقيال12:29-13).
  • –      40 عاما حكم داود الملك:” وَدَاوُدُ بْنُ يَسَّى مَلَكَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَوَالزَّمَانُ الَّذِي مَلَكَ

فِيهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ أَرْبَعُونَ سَنَةً. مَلَكَ سَبْعَ سِنِينَ فِي حَبْرُونَ، وَمَلَكَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً

فِي أُورُشَلِيمَ.“(1أخبار 27:29-28). وايضا حكم سليمان:”
وَكَانَتِ الأَيَّامُ الَّتِي مَلَكَ فِيهَا سُلَيْمَانُ فِي أُورُشَلِيمَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.”(1ملوك42:11).

  • –      40 عاما من السلام في اسرائيل :” وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَمَاتَ عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ.“(قضاة11:3) و “وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أَيَّامِ جِدْعُونَ.“(قضاة28:8).

اذا 40 هو رقم هام يتكرر كثيرًا ويشير لفترة اختبار أو تجربة أو عقاب كتأديب، وليس عقاب كدينونة مثل رقم 9. وايضا نجدُ أنّ الرقم 40، ليس رقمًا زمنيّا فقط بقدر ما هو رقمًا روحيّا، يدلّ على التغيير والتحوّل والإنتقال من حالة ٍ إلى أخرى، ومن حالة الموت إلى حالة القيامة مع يسوع المسيح. لهذا ففترة الصوم المقدس الأربعين يوما هي فترة للتوبة والندامة والتغيير.

 تدريب: ماذا  تمثل لك الأربعين يوما التى حددتها الكنيسة للصوم والصلاة والعطاء؟ هل تكفي تلك الأيام الأربعون لكي نعيد لحياتنا الروحية قوتها وثباتها؟ ما الذي يمكنك ان تقوم به خلال تلك الأيام؟ حاول ان تبدأ وليس فقط في التركيز على الطعام بل ضرورة السيطرة على رغبات الجسد. استشر مرشدك الروحي في كيفية الاستفادة الروحية من تلك الأيام المقدسة.

صلاة: يا يسوع سِر معنا ونحن نرحل في مسالك هذه الحياة بمرتفعاتها ووديانها وفي مسيرتنا

الروحية وكن قائدنا وقوتنا وصخرتنا عندما نسقط. ربي وإلهي اليك ألتجئ فاحصل لي على

الايمان الحي والرجاء الثابت والحب الملتهب، ولا تجعلني متعلقا بذاتي ولا لمباهج العالم، واجعلني صبورا في شدائدي، متضعا في نجاحي، ومواصلا لصلاتي، طاهرا في قلبي، وبنية صادقة اتمم جميع اعمالي، معتنيا في تنفيذ كل واجبات حياتي، وثابتا في قراراتي، مستسلما لمشيئة الله ومثابرا بنعمة الله حتى الموت، حتى انه باستحقاقات دمك الطاهر المسفوك على الصليب اكون جديرا ان اسكن معك يا يسوع المسيح الي الأبد. آمين.

 7.اليوم السابع- الثلاثاء 28 فبراير- الثلاثاء من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني “ وجه يسوع الأقدس”

لا صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ”(اشعيا2:53)

يعود أصل عبادة وجه يسوع الأقدس الى عام 1844 التي نشأت من خلال راهبة كرملية اسمها ماري للقديس بطرس، في فرنسا. التي أعلنت أن الرب يسوع كشف لها عن رغبته بهذه العبادة على جبل الكرمل. وقال لها أنه يرغب أن تنتشر هذه العبادة في العالم أجمع بهدف التعويض عن الإهانات اللاحقة به.

عندما سمع رجل اسمه ليو دوبونت عن هذه العبادة، بدأ يمارسها سراً في منزله القريب من الدير. وبدأت تتكرّر المعجزات لفترة تزيد عن الثلاثين سنة! انتشر الخبر وأصبحت العبادة على الفور حديث فرنسا، وجذبت انتباه الكنيسة الكاثوليكية، التي حققت واعترفت علناً بأصالة ​​المعجزات وبصحة الظهورات.

في 1885، ولنشر الاهتمام بهذه العبادة، شجّع البابا لاون الثالث عشر هذه العبادة وأمر بنشرها في العالم أجمع. وقد منح العديد من الباباوات غفرانات مختلفة لممارسي هذه العبادة. منهم البابا بيوس التاسع، وليون الثالث عشر.

وفي عام 1919 ظهر الرب يسوع يعلو الحزن على وجهه المغطّى بالدماء للطوباوية ماريا بيارينا

دي ميشالي بينما كانت تشكو له عن أحزانها وقال لها: “وأنا، ماذا فعلت؟” ومن حينها تتالت لها ظهوراته وأعلن لها عن رغبته بنشر العبادة من جديد، وأصبحت ماريا رسولة الوجه الأقدس.

من أقواله لها:”  أرغبُ أن يُكرّم وجهي في عيد خاص يوم الثلاثاء، من الأسبوع الأول من الصوم.”.” لا أحد يمنحني قبلة حبّ على وجهي ليعوّض عن قبلة يهوذا.”.” لقد قدّمتُ قلبي تعبيراً عن حُبّي العظيم للبشر وأُقدّم وجهي كشيء حسّي لحُزني على خطايا البشر كلّها”.

من المعروف أن القديسة تريزيا الطفل يسوع كانت من أشد المتعبّدين للوجه الأقدس الأمر الذي

جعلها تتّخذ اسم تريزيا للطفل يسوع والوجه الأقدس”. كانت هذه العبادة تُمارس في جميع البلاد المسيحية قبل الحرب العالمية الأولى، لكن للأسف أصبحت منذ ذلك الحين نادراً ما تُعرف.

سنة 1958 أعلن البابا بيوس 12 رسمياً لجميع المؤمنين الكاثوليك الاحتفال بعيد وجه يسوع

الاقدس في أول ثلاثاء من الصوم.من الجدير بالذكر أن الرب يسوع أعطى وعوداً تخص مباشري هذه العبادة.

قدم يسوع تسعة وعود لكل الذين يكرمون وجهه الأقدس وها هو الوعد الأول والثاني:

1) لن يُرفض شيئًا للذين يقدّمون وجهي الأقدس إلى أبي الأزلي، وبذلك يحصل الكثير من الخطأة على الارتداد.

2) بواسطة وجهي الأقدس سيُعطوا أن يعملوا المعجزات، وإرضاء غضب الله وإنزال الرحمة على الخطأ.

تدريب: حاول ان تبدأ في ممارسة عبادة وجه يسوع الأقدس وذلك بتلاوة المسبحة والطلبة ومصحوبة بالندامة والتقدم لسر المصالحة.

صلاة: فليُمدح ويُسجد له وليُحبّ ويُعبد ويُمجّد إسمُ الله الكليّ القداسة من جميع الخلائق التي تعيشُ في السماء وعلى الأرض و تحت الأرض.فليُمدح خاصةً ويُعبد إسمُ يسوع الإلهي الحاضر في جميع بيوت القربان وليُمجّد قلبُه الأقدس وقلبُ مريم الطاهر. يا يسوع أودُّ أن يكون عطشُك الدائم إلى النفوس مرتوياً دائماً، وأطلبُ بأن تُحبّك قلوبُ البشر كلّها وتعزّيك باستمرار. آمين.

8.اليوم الثامن- الأربعاء أول مارس – الأربعاء من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني

” وجه يسوع الأقدس2″

وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ. وَلاَ يَكُونُ لَيْلٌ هُنَاكَ، وَلاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى سِرَاجٍ أَوْ نُورِ شَمْسٍ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.“(رؤيا4:22-5).

أعطانا الرب يسوع من خلال راهبة كرملية اسمها ماري للقديس بطرس الطريقة التي يرغب أن نكرّم بواسطتها وجهه . وهي عبارة عن مسبحة الوجه الأقدس والطلبة المرتبطة بها مع الوعود، وها هو الوعد الثالث والرابع:

3- جميع الذين يُكرّمون وجهي بروح التعويض، يفعلون بذلك عمل فيرونيكا التقيّة. (التي مسحت وجه يسوع في طريقه إلى الجلجلة)

4- حسب العطف والاهتمام الذي يقومون به في التعويض لوجهي المشوّه من المدنّسين، هكذا

سأعتني بنفوسهم التي شوّهتها الخطيئة. وجهي هو ختم ألوهيّتي، الذي يحوي الفضيلة التي توّلد صورة الله في النفوس.

تدريب: تلاوة مسبحة وجه يسوع الأقدس. تتلى 5 أبيات على حبات مسبحة الوردية

صلاة البداية: يا أيها الوجه المقدس، إننا نطلبك حتى تستجيب لصلواتنا. أنت قادر على مساعدتنا بطريقة عجيبة، أيها الإله القدوس، الإله القوي، الإله الذي لا يموت، إرحمنا وارحم العالم أجمع. أدِر وجهك نحونا حتى ننال الخلاص.

على الحبات الكبيرة بدل الأبانا يتلى قبل كل بيت:

 أيها الآب الأزلي إننا نقدّم لك بتواضع وحرارة الإستحقاقات اللامتناهية وعذابات الوجه المقدس، دمعه الثمين، وكل جراحات ودموع يسوع لمجدك ولمعونتنا في حاجاتنا المُلّحة.

البيت الأول: أيها الوجه المقدس المغطى بالجروح، إرحمنا نحن المستغيثين بك.(10 مرات)

البيت الثاني: أيها الوجه المقدس المغطى بالدماء، إرحمنا نحن المستغيثين بك.(10 مرات)

البيت الثالث: أيها الوجه المقدس الذي يذرف دموع الحب اللامتناهي، إرحمنا نحن المستغيثين بك.(10 مرات)

البيت الرابع: أيها الوجه المقدس المحتقر والمُهان، إرحمنا نحن المستغيثين بك.(10 مرات)

البيت الخامس: أيها الوجه المقدس الذي يتحمّل أشدّ الآلام بصمت، إرحمنا نحن المستغيثين بك.(10 مرات)

صلاة الختام: هلمّوا نعبد وجه ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأقدس الذي استحقاقاته لامتناهية ورحمته لا تقاس، ليمنحنا غفراناً لخطايانا وندامة حقيقية. هلّموا نواسي الوجه الأقدس بنقاوة. آمين

صلاة:. يا الله الرحيم نشكرك لسخائك وجودك ومحبتك ونعدك من الآن ان نعمل ما يجب عمله لنكون جزءا من قوى الصلاح والخير في هذا العالم، فكن يارب نورا لنا في ظلمة هذه الحياة. آمين.

9.اليوم التاسع- الخميس 2 مارس- الخميس من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني” وجه يسوع الأقدس 3″

فَالْتَفَتُّ لأَنْظُرَ الصَّوْتَ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعِي. وَلَمَّا الْتَفَتُّ رَأَيْتُ سَبْعَ مَنَايِرَ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي وَسْطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلًا بِثَوْبٍ إِلَى الرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقًا عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ.وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأَبْيَضِ كَالثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ. وَرِجْلاَهُ شِبْهُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ، كَأَنَّهُمَا مَحْمِيَّتَانِ فِي أَتُونٍ. وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. وَمَعَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا.“(رؤيا12:1-16).

أعطانا الرب يسوع من خلال راهبة كرملية اسمها ماري للقديس بطرس الطريقة التي يرغب أن نكرّم بواسطتها وجهه . وهي عبارة عن مسبحة الوجه الأقدس والطلبة المرتبطة بهامع تسعة  وعدا، وها هما الوعد الخامس والسادس:

5- كل الذين يدافعون بواسطة الكلمات أو الصلوات أو الكتابات عن قضيّتي في عمل التعويض، وخاصة كهنتي، سأدافع عنهم أمام أبي، وأعطيهم ملكوتي.

6- كما  يقدرون في أي مملكة أن ينالوا كل ما يرغبون بعملة مختومة بوجه الملك، هكذا في ملكوت السموات سيُمنحون كل ما يرغبون به بواسطة عُملة وجهي الأقدس الثمينة

تدريب: اتلوا اليوم مسبحة وجه يسوع الأقدس متأملا في جروحاته.

صلاة: أيّها اﻵب اﻷزليّ، نُقدِّم لكَ وجه سيّدنا يسوع المسيح ابنكَ الحبيب، مِن خلال يَدَيّ مريم، مع تقدمة نفوسنا، مِن أجل التَّعويض عن خطايانا وخطايا العالم أجمع، وخاصّةً تلكَ اﻹهانات للسِرّ اﻷقدس. نقدِّمه لكَ بشكل خاصّ مِن أجل الكهنة، كَي يَسيروا بالقداسة ويعكسوا وجهكَ اﻹلهيّ، فيشرق نور الحَقّ والحُبّ مِن أجل انتصار الكنيسة ونَشر ملكوت الله. آمين.

10.اليوم العاشر:الجمعة 3 مارس – الجمعة من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني” وجه يسوع الأقدس 4″

أَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.“(2كورنثوس6:4).

أعطانا الرب يسوع من خلال راهبة كرملية اسمها ماري للقديس بطرس الطريقة التي يرغب أن نكرّم بواسطتها وجهه . وهي عبارة عن مسبحة الوجه الأقدس والطلبة المرتبطة بهامع الوعود، وها هما الوعد السابع والثامن والتاسع:

7) جميع الذين يتأملون في جروح وجهي على الأرض، سيُعاينوها في السماء مشعّة بالمجد.

8) سيحصلون في نفوسهم على إشعاع ساطع ومستمر من ألوهيّتي، حتى وبتشبيههم بوجهي سيتألّقون ببهاء خاص في السماء.

9) سأدافع عنهم وأحميهم، وأحفظهم وأضمن لهم الثبات الأخير.

تدريب: اتلوا مسبحة وجه يسوع الأقدس ثم الطلبة

طلبة وجه يسوع الأقدس[2]

كيرياليسون، كريستياليسون، كيرياليسون

يا ربَّنا يسوع المسيح أنصت إلينا
يا ربَّنا يسوع المسيح إستجبنا
أيُّها الآب السماويّ اللّٰه إرحمنا
يا ابن اللّٰه مخلّص العالم إرحمنا
أيّها الروح القدس اللّٰه إرحمنا
أيُّها الثالوث القدّوس الإله الواحد إرحمنا

أيُّها الوجه المعبود سرور الآب – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود أعجوبة الفردوس – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود فرح الملائكة – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود الإغاثة العذبة للقدّيسين – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود ملجأ ومعزّي الخطأة – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود رجاء المنازعين – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود مرعب وهازم الشياطين – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود المعبّر عن وصيّة المحبة – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود المتعطّش إلى خلاص البشر – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود الّذي ذرف دموع الحبّ – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود المغطَّى بالبصاق لأجلنا – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود الّذي عرق دماً – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود الّذي أُهين وصُفع لأجلنا – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود المُعامَل على أنَّه لعبد مجرم – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود المنحني إلى الأرض في بستان الزيتون – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود الّذي إحتقر في المحاكم – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود الصّامت خلال الأحكام الظالمة – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود الّذي مسحته فيرونيكا التقيَّة – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود الّذي سُقيَ خلاً ومراً – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود الّذي تشوَّه خلال النزاع القاسي – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود المصلّي لأجل الصّالبين – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود الشاحب من الألم – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود الّذي بكته أمُّ الأوجاع مريم – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود المغطّى خلال دفنه – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود المطبوع على الكفن – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود المشعّ بالمجد خلال قيامته – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود المستنير والممجّد خلال الصّعود – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود المُحتجب بتواضع عميق في سرّ الإفخارستيَّا – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود الظاهر بقدرة وجلال عظيم في آخر الأزمنة – إرحمنا
أيُّها الوجه المعبود صورة الآب الأزليّ – إرحمنا

يا حمل الله الحامل خطايا العالم أنصت إلينا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إستجبنا
يا حمل الله الحامل خطايا العالم إرحمنــا

كرياليسون، كريستاليسون، كرياليسون

صلاة: يا وجه يسوع الأقدس، بحقّ حنان العذراء مريم وتأمُّلها الأليم بك خلال آلامك، هبّ لنفوسنا أن تشاركك الحبّ والألم للعمل بمشيئتك الإلهيّة.

يا يسوع من أجل كلّ الإهانات الّتي تعرّض لها وجهُك الأقدس خلال آلامك والّتي لا تزال تُقدَّم لك كلَّ يوم في السرّ الأقدس، أعطنا بشفاعة العذراء مريم، أن نسير نحو القداسة بواسطة نور وجهك المشرق على نفوسنا الضّعيفة ولينتصر ملكُكَ الإفخارستيّ في حياتنا. آمين

11.اليوم الحادي عشر: السبت 4 مارس- السبت من الأسبوع الأول من الزمن الأربعيني

«اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.“(متى10:18)

ان يسوع المسيح هو حياة لنفوسنا وهو دائما جائع وعطشان لخلاص الأنفس. بالاضافة الى الحياة في حياة كلها قداسة يمكننا ان نشترك في جزاء ومكافاءات الأبرار بطرق أخرى، فمثلا اذا ما درسنا بعض الكلمات من الكتاب المقدس لخلاص أنفس الآخرين فنحن بهذا خففنا من جوع وعطش المسيح لخلاص النفوس. اذا ما قرأنا الكتاب المقدس او اي كتاب روحي مع النيّة للحصول على نعمة الندامة الحقيقية والحزن على خطايانا فنحن بهذا نعطي ليسوع مشروب مقبول لكي يشرب. اذا ما أخذنا بعض الوقت لكي نمارس نهضة روحية او ان نتأمل او نتذكر او نزور يسوع في بيت من بيوت القربان الأقدس فنحن بهذا نعطي يسوع ضيافة محبوبة له وهو يرانا مقدرين محبته ووجوده معنا.

اذا ما حاولنا ان نكتسب فضيلة ما جديدة فنحن بهذا نضع ثوبا نغطي به جسد يسوع. اذا ما سعينا ان نتغلب على تجربة ما ونهزم ميولنا الشريرة فنحن بهذا كأننا نزور يسوع في مرضه او سجنه. اذا ما صلينا لكي يتغير الخطأة ومن أجل النفوس المطهرية فنحن بهذا كأننا قد زرنا يسوع وعزيناه.

ان كل الذين يمارسون تلك الاكرامات من اجل حب المسيح وخاصة في فترة الصوم المقدس فسوف بالتأكيد سيحصلون على البركات التى وعد بها ربنا يسوع المسيح لمن يغذيه ويسقيه ويرحب به ويغطيه ويزوره:” ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا فَسَقَيْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ.“(متى34:25-40). بممارسة تلك الأفعال التقوية وكثير من الممارسات التقوية الأخرى سنحصل من الله على وعده العظيم مثل ملائكة الله من ان نعاين وجه الله الاب.

 فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ”(1كورنثوس 12:13).

تدريب: حاول ان تسأل على شخص علمت انه مريض حتى ولو لم يكن صديق لك، أو ان تقدم وجبة لمن هم ملقون في الشوارع مشردين بلا مأوى أو ان تزور بيت من بيوت القربان المقدس الموجود في احدى الكنائس القريبة منك او حتى البعيدة وصلّ من اجل من لا يصلي من أجلهم

أحد.

صلاة: “يا وجه يسوع المَعبود، يا جَماﻻً فَريدًا يسحَرُ قلبي، تنازَل واطبَع فيَّ شبهكَ اﻹلهيّ، لكي

ﻻ تنظرَ إلى نفس عروستكَ الصَّغيرة مِن دون أن تتأمَّل ذاتكَ. يا حبيبي، أقبَلُ ﻷجل حُبِّكَ أﻻّ أرى في اﻷرض عُذوبة نظرتكَ، وأﻻّ أذوق قُبلة فمكَ الّتي ﻻ توصَف؛ لكنّي أتوسَّلُ إليكَ أن تضرمني بحُبِّكَ، لكي يُفنيني بسرعة ويجعلني، عمّا قريب، أمثُلُ أمامكَ” (القدّيسة تريزيا الطِّفل يسوع). آمين.

12.اليوم الثاني عشر: الأحد 5 مارس -الأحد الثاني من الزمن الأربعيني-“ التجليّ”

قراءات:

وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ». فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ”(تكوين1:12-4أ)

“بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ، الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أَعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ”(2تيموثاوس8ب:1-10).

“وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا. فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا».فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ. وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلًا: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَدًا بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ”(متى1:17-9).».

 ان هناك تحدي موجود في الحياة المسيحية وهو كيف تنظر الى اليوم وتبقي نظرك وقلبك تجاه المستقبل؟. وبكلمات اخرى كيف يمكننا ان نترجى السماء ونضع قلوبنا نحو ما سيأتي بينما نحن مستمرين في تحمل المصاعب والمشقات في وقتنا الحاضر ويومنا هذا؟ وضح لنا القديس بولس في القراءة الثانية ذلك التحدي في رسالته الملهمة لتلميذه تيموثاوس وذلك بنصيحته بأن يرتكن الى نعمة الله ويضع الصعوبات في يد القدير واثقا ان الأمر يستحق ذلك في النهاية.

انه من الصعوبة ان نثق في الله بصورة كاملة عندما الحياة لا تسير بصورة كما نرجوها، فقط انظر الى ابرام في القراءة الأولى اليوم فالله يسأله ان يتحرك هو وكل عشيرته الى ارض جديدة بعيدة عن منطقة راحته التى شبّ فيها وعاش فيها حياته وانه فقط بعد ان أظهر ابرام ثقته الكاملة في الله عندئذ في ذاك اليوم سيكون مستعدا لقبول البركات المستقبلية.

واحدة من اسرار التور في المسبحة الوردية والنص الانجيلي الأكثر شهرة والمعروف بالتجلّي هو عبارة عن قصة مملوءة بالعديد من المستويات والتى فيها العهد القديم والجديد يتلاقيان بطرق عجيبة. وجه يسوع يضيئ “كالشمس” يشير بالفعل الي حدث سابق عندما وجه موسى كان يضيئ بشدة وببريق عندما نزل من جبل حوريب في سيناء:” وَكَانَ لَمَّا نَزَلَ مُوسَى مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ وَلَوْحَا الشَّهَادَةِ فِي يَدِ مُوسَى، عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ الْجَبَلِ، أَنَّ مُوسَى لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ جِلْدَ وَجْهِهِ صَارَ يَلْمَعُ فِي كَلاَمِهِ مَعَهُ. فَنَظَرَ هَارُونُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى وَإِذَا جِلْدُ وَجْهِهِ يَلْمَعُ، فَخَافُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ.“(الخروج29:34-30). وجه موسى كان مجرد إنعكاس لمجد الله بينما يسوع هو مصدر المجد المشّع والمتوهج على جبل طابور. ملابس يسوع البيضاء تشير هي ايضا الى حدث قديم جاء ذكره في سفر دانيال “رَفَعْتُ وَنَظَرْتُ فَإِذَا بِرَجُل لاَبِسٍ كَتَّانًا، وَحَقْوَاهُ مُتَنَطِّقَانِ بِذَهَبِ أُوفَازَ، وَجِسْمُهُ كَالزَّبَرْجَدِ، وَوَجْهُهُ كَمَنْظَرِ الْبَرْقِ، وَعَيْنَاهُ كَمِصْبَاحَيْ نَارٍ، وَذِرَاعَاهُ وَرِجْلاَهُ كَعَيْنِ النُّحَاسِ الْمَصْقُولِ، وَصَوْتُ كَلاَمِهِ كَصَوْتِ جُمْهُورٍ.“(دانيال5:10-6)، وايضا للملاكان الذان ظهرا عند قبر يسوع:” فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا.“(يوحنا12:20).   

ايضا المشابهة ما بين موسى وايليا ويسوع غير مستحق ايضا لأن تخضع للمقارنة، اي نعم فالثلاثة قد صاموا اربعين يوما، وواجهوا الله فوق الجبال وكانوا ممثلين لصوت الله لشعب العبرانيين اليهود. عندما نرى في نص التجليّ كيف ان جاءت سحابة فظللتهم فهذا لتذكيرنا بالسحابة في البرية التى تظلل خيمة اجتماع موسى كما جاء عنها في سفر الخروج “ثُمَّ غَطَّتِ السَّحَابَةُ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ وَمَلأَ بَهَاءُ الرَّبِّ الْمَسْكَنَ.“(الخروج34:40). ان المظال التى ذكرها بطرس الرسول في النص الانجيلي تشابه تلك التى بنيت وسكن بها اثناء عيد اليهود في عيد المظال.

في هذا النص الانجيلي ايضا ومنظر التجلّي يعطي الله الى الثلاث تلاميذ المقربين لمحة عن المجد الآتي اليهم لدرجة انه كان مجيدا جدا فلم يريدوا ان يغادروا المكان، بينما كل الذين في سهل الجبل كانوا في انتظارهم وهم في صعوبة وعدم تأكد ومعاناة واضحة. انه مع وضع مثل ذلك التحدي في فكرنا ونحن نتأمل- يظهر مدى الجهاد لمكافأة المستقبل- بأننا نحتضن زمن الصوم المقدس هذا والذي يحثنا ان نحفظ ثباتنا بسبب ان الالم مؤقت بينما المجد والنصرة فهي ابدية كقول بولس الرسول:” فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا.“(رومية18:8).

تدريب: ابحث عن شخص في عملك او عائلتك علمت انه يمر بضيقة ويحتاج لمن يصلي من أجله او من يعضده، ادخل الى مخدعك وصلي الى الله طالبا ان يعين ذلك الشخص. اذا استطعت ان تتحادث معه حاول ان تعطيه كتاب مقدس او مسبحة بدون ان تتطفل لمعرفة تفاصيل المشكلة فربما يفتح قلبه معك او يطلب منك مشورة او ان تصلي من أجله.

صلاة:. يا الله الأزلي، اشكرك لأنك وهبتنا بركات لا حد لها وها انا اصلي حتى لا انسى يوما ما صلاحك مهما كان من الضيقات والتى قد تأتي في معركة الحياة. أشكرك على عطيّة الرجاء واسألك القوة لكي اثبت امام اي من تلك المعاناة وساعدني ان اكون أمينا لك يا الهي لأنك أنت دائما أمينا معي. آمين.

13.اليوم الثالث عشر: الأثنين 6 مارس – الأثنين من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني ” جروحات يسوع المقدسة”

 لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا. وَهُوَ

مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.“(اشعيا4:52-5)

لقد قدم السيد المسيح 18 وعدا لمن يكرمون جروحاته المقدسة وذلك عند ظهوره للمكرمة 

ماريا مارتا شامبون  1907- 1841 Maria Martha Chambon

وعود ربّنا يسوع المسيح للمتعبّدين لجِراحه المقدسة[3]

  1. كلّما نطقتم بكلمة من كلمات المسبحة، سكَبتُ قطرةً مِن دَمي على نفسِ أحد الخطأة.
  2. في كلّ مرة تقدّمون فيها استحقاقات جراحاتي الإلهية لأبي تكسبون كنزاً كبيراً.
  3. النفوس التي تكون قد تأمّلت وكرّمت إكليل الشوك الذي كُللت به، ستتكلّل بإكليل مجدي في السماء.
  4. إنّي أعطي كلّ ما يسألونني إيّاه بالصلاة إلى جراحاتي المقدسة، ستنالون كلّ شيء لأنّه يكون باستحقاق دمي الذي لا يقدّر بثمن، بجِراحاتي وقلبي الإلهي يُنال كلّ شيء.
  5. مِن جراحاتي تنبثقُ ثمار القداسة فكما أنّ الذهب المُنقى في أتون النار يصبح أكثر جمالاً، كذلك يجب أن تضعوا نفوسكم ونفوس أحبّائكم في جراحاتي المقدّسة فتصبح رائعة كالذهب في التّنور، يمكنكم دائماً أن تنقّوا نفوسكم داخِل جراحاتي.
  6. جراحاتي تشفي جروحكم، جراحاتي ستغطي كلّ ذنوبكم، أولئك الذين يكرّمون جراحاتي سينالون معرفةً حقيقيةُ ليسوع المسيح، وبتأمّلكم فيها ستجدون دائماً حباً جديداً، جِراحاتي ستُغطّي كلّ آثامكم.
  7. إغمسوا أعمالكم في جراحاتي فيكون لها قيمة، كلّ أعمالكم حتّى أصغرها، إذا غُمِست بدمي ستَنال بذلك وحده استحقاقاتٍ لامتناهية وسَتُسِرّ قلبي.
  8. إذا قدّمتم جراحاتي لاهتداء الخطاة، فحتّى لو لم يهتدِ الخطأة، فستنالون الاستحقاق ذاته أمام الله كما لو أنّهم اهتدوا.
  9. إذا كنتم تعانون مِن أيّة مشكلة أو ألم، أسرعوا بوَضعِه في جراحاتي فيُسَكَّن ألمكم.
  10. يجب تكرار الدّعاء التالي بالقرب من المرضى ” يا يسوع اغفر لي وارحمني، باستحقاقات جراحاتِك المقدسة.” فبهذه الصلاة تسكينٌ لآلام النفس والجسد.
  11. الخاطئ الذي يكرّر الصلاة التالية سينال نعمة الارتداد ” أيّها الآب الأزلي إنّي أقدّم لك جراحات سيدنا يسوع المسيح، لكي تشفي جراحات نفوسنا.
  12. لن تهلكَ النفس التي تلفظ أنفاسها الأخيرة مُبتهلةً الى جراحاتي، بل ستُعطى الحياة الحقّة.
  13. هذه المسبحة تساوي ثقل عدالتي (دينونتي) وهي تهدّئُ غضبي.
  14. أولئك الذين يُصلّون بتواضعٍ ويتأمّلون في آلامي، سيُشاركون يوماً ما في مجدِ جراحاتي الإلهية.
  15. كلّما ازداد تأمّلكم بجراحاتي الأليمة على هذه الأرض، كلّما زاد تأمّلكم مجدًا بها في السماء.
  16. النفس التي تكون قد كرّمت جراحاتي المقدسة خلال حياتها وقدّمتها للآب الأزلي من أجل النفوس المطهرية، تصحبها عند ساعة مماتها مريم البتول مع الملائكة، وأنا الإله المصلوب المشعّ مجداً أستقبلها وأكلّلها (أكافئها
  17. جروحاتي هي كنز الكنوز بالنسبة الى الأنفس المطهريّة …
  18. إن الصلاة لجراحاتي المقدّسة ستمنح الكنيسة انتصاراً مُتواصلًا !!

تدريب:  حاول ان تبحث اليوم في الكتاب المقدس عن ما جاء من جروحات الرب يسوع سواء ما ذكر في العهد القديم او الجديد. ربما تجد صعوبة في أول الأمر ولكن حاول ان تستخدم مفتاح البحث في جوجل مثلا واكتب ما وجدته. شارك اسرتك واصدقاؤك وارسل لهم تلك القائمة التى اعددتها واسأل نفسك واسألهم ماذا تمثل تلك القائمة من الجروحات لك؟

صلاة: أيها الرب يسوع المسيح انا أسجد أمامك بكل ثقة واضع اليوم كل ضيقاتي والتي تؤذيني امامك وكلي ثقة ان جروحاتك الثمينة سترفعها وتغفر خطاياي حتى بمعونتك وبقوة روحك القدوس الساكن فيّ يعود سلامك في قلبي. آمين.

14.اليوم الرابع عشر: الثلاثاء 7 مارس- الثلاثاء من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني

” مسبحة جروحات يسوع المقدسة”

“الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ”(1بطرس24:2)

“اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ. وَإِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ. لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ”(1بطرس8:5-11)

مسبحة جروحات يسوع المقدسة

(تتلى بإستخدام المسبحة الوردية الإعتيادية)

على الصليب: يا يسوع الفادي الإلهي، إرحمنا وارحم العالم أجمع . آمين.

على حبة ابانا: ايها الآب الأزلي أقدم لك جروحات سيدنا يسوع المسيح لكي تشفى جراحات نفوسنا.

على حبة السلام الملائكي الاولى: أيها الإله القدوس، الإله القوي، الإله الذي لا يموت، إرحمنا وارحم العالم أجمع.آمين.

على حبة السلام الملائكي الثانية: ان نعمتك ورحمتك يا يسوع، أثناء المخاطر الحاليّة، قد أتتنا فأسترنا بدمك الكريم. آمين.

على حبة السلام الملائكي الثالثة: أيها الآب الأزلي، إصنع إلينا رحمة، من أجل دم يسوع المسيح إبنك الوحيد، إصنع إلينا رحمة، فإنّا نسألك ذلك متضرّعين. آمين. 

على الحبات الكبيرة: أيها الآب الأزلي،إنّي أقدّم لك جراحات سيّدنا يسوع المسيح لكي تشفي جراحات نفوسنا .

على الحبات الصغيرة: يا يسوع إغفر لي وارحمني  باستحقاقات جراحاتك المقدسة، وأوجاع والدتك.

عند ختام المسبحة، يقال ثلاثاً: أيها الآب الأزلي، إنّي أقدّم لك جراحات سيّدنا يسوع المسيح لكي تشفي جراحات نفوسنا.

تدريب: حاول اليوم ان تصلي مسبحة جروخات يسوع المقدسة متأملا في جروحات الرأس والجسد والروح والقلب التى اصابت يسوع وحاول ان تشجع من تعرفه لتلاوتها مع المسبحة الوردية للقديسة مريم العذراء.

صلاة:.  اشكرك يا الهي لتلك اللحظة التي توقظني فيها من كبريائي، وتعيد امامي جروحاتك المقدسة التى اصابتك جراء غروري وكبريائي وسقوطي، فأرجوك استمر يارب في انارتي بنورك العجيب في كل وقت حتى لا انزلق في طريق الزهو والفخر. ساعدني ان احيا في الحقيقة بما اؤمن به وأسألك القوة والثبات وانا اجاهد ضد الغضب والشك وخيبة الأمل وساعدني ان اجعل حبك يشفي أي عثرة او حزن او شك. آمين.

15.اليوم الخامس عشر: الاربعاء 8 مارس الأربعاء من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني “ما هو فوق”

 ” فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ. “(كولوسي1:3-4)

ينصحنا القديس بولس الرسول ان نضع فكرنا فيما هو من فوق، واحدى تلك الطرق لكي نطلب ما هو من فوق  هو التأمل في آلام المسيح ونتخيل الجراحات المقدسة في قدمه ويديه وجنبه وأكليل الشوك على رأسه. وايضا تخيل الآلام في يديه ورجليه المسمرة على الصليب والآلام التى سببتها أشواك الأكليل الموضوع على رأسه وعدم قدرته على الحركة وهو على الصليب.

ضع في فكرك آلام المسيح وسوف تجد القوة لمعاناتك وتعزيات لآلامك وراحة لأحزانك.

عندما يطالبنا بولس الرسول قائلا: اطلبوا المسيح واهتموا أن يكون لكم نصيب في السماء وانشغلوا بالسمائيات وبكلمة الله وبالصلاة بلا انقطاع بدلًا من الانشغال بملذات العالم وشهواته. وقوله اهتموا = أصلها انشغال الفكر وانحصاره في أمر هام. وكلمة اهتموا هي درجة أعلى من اطلبوا، فهي تعبر عن أشواق داخلية وإلحاح في الطلب حتى نحصل على ما نريد، أما الطلب فقد نطلب مرة ثم نسكت.

قدم معاناتك وآلامك ليسوع فتقدمة كل ما يؤذينا ومعاناتنا للسيد المسيح يعطى لها قيمة لا نهائية

لخلاص نفوسنا والمعاناة من أجل المسيح أيضا تجعلنا نشترك في آلامه حتى نتمجد معه كقول بولس الرسول:”  لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ.“(فيليبي10:3-11).

تدريب: ضع أمامك صورة ليسوع المصلوب أو قف أما الصليب وتأمل في كل ما عاناه من أجلك وحاول ان تقدم ما تشعر به من ضيقة أو ألم أو مشكلة سواء شخصية لك أو لأحد تعرفه وطالبا من المصلوب ان يعينك في حمل صليبك.

صلاة: يا جروحات يسوع المحبوب أنا أحييك وأحتضنها بكل فرح فبها تم اعادتي الى فرح الفردوس السماوي. انا اسألك يارب ان تعطيني اليوم ما تريده انت لا ما انا اريده وما تراه انت في داخل اعماقي من احتياج وقدني انت في الفرص التي تأتي في يومي هذا لكي تكون رغبتك وارادتك انت هي التي تتم من خلالي. مهما كانت رغبتك يارب بالتأكيد هي رغبتي. آمين.

16.اليوم السادس عشر:الخميس9 مارس – الخميس من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني

“جروحات يسوع المقدسة-1”

اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». وَحِينَ قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ”(لوقا39:24-40).

ذات يوم يسوع يفاجئ تلاميذه في العليّة بعد كل شيء، فمن المفترض أن يكون ميتا وموضوعا في القبر! لكنه يأتي بينهم حيا مرة أخرى. ما يفعله يسوع ليشرح نفسه هو أن يريهم جراحه.

هذه الجراح هي التي تعرفه على أنه يسوع الذي عرفوه من قبل، والآن عاد حيا بينهم.

تحكي الجروح قصة .. قصة الحب العجيب.

وها هو الآن جاء الينا اليوم ليرينا جراحاته حتى ترى ونلمس ونؤمن، تعالوا معا لنرى ونلمس جروحات يسوع وهل هي تلك التي حدثت يوم الجمعة العظيمة فقط والتي تم تسجيلها في الأناجيل المقدسة ام ان هناك جروحات لم نراها بعد؟

1.جروح الرأس

اكليل الشوك: “ وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ”(متى29:27)- . كان نوع

الأشواك التي نمت في القدس يسمى السدم العربي. كان لهذا النبات أشواك حادة يصل طولها إلى 4 بوصات. تشير التقديرات إلى أن الاكليل القاسي كان يحتوي على أكثر من 100 شوكة. تم دفع هذا التاج إلى رأس يسوع مما تسبب في جروح عميقة. لم يكن التكليل بالشوك جزءًا أصيلًا من عقوبة الصلب، ولكن كانت غاية العسكر من ذلك زيادة الاستهزاء به والسخرية منه باعتباره ملك اليهود، علاوة علي الإمعان في تعذيبه، إذ لم يكتفوا بوضع إكليل الشوك علي رأسه بل ضربوه فوقه بالقصبة فانغرزت الأشواك. بالإضافة إلى ذلك، تلقى يسوع ضربات على وجهه في مناسبتين مختلفتين. هذا يمكن أن يسبب جروح أو ندوب إضافية.

الكدمات واللطم:”  حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ (متى 26: 67) وَلَمَّا قَالَ هذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفًا”( يوحنا 18: 22).

الضرب على الرأس: “وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ.“(متى30:27).

2جروح ظهره فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ.(يوحنا1:19) “وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ.” (متى 27: 20)- استخدم الرومان سوط القط الوحشي من تسعة ذيول. عند أطراف السوط كانت هناك تسعة خيوط من الجلد تحتوي على عظام حادة أو كرات معدنية متصلة بالمسامير. عندما تم جلد السوط على ظهر السجناء ، فإنه سيمزق اللحم مما يسبب نزيفا حادا. ووفقا للقانون، يمكن جلد الضحايا حتى 40 مرة. ومع ذلك، فإن العقوبة كثيرا ما تنتهي ب 39 جلدة لأن آثارها غالبا ما تكون قاتلة.

3. جرح الكتف من حمل الصليب

فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»، وزن ذلك الصليب كان حوالي تسعين كيلو جرام.

4 –جروح يديه

ولعل أبرز ندوب أو جراح يسوع هي تلك التي كانت على يديه من الصلب. “ فَبِيلاَطُسُ إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ لِلْجَمْعِ مَا يُرْضِيهِمْ، أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ، بَعْدَمَا جَلَدَهُ، لِيُصْلَبَ.” (مرقس 15: 15) وأيضا متى 27: 26، 35; يوحنا 19: 1، 17). ولدينا ما جاء عند قال توما

: “إن لم أبصر في يديه أثر المسامير، وأضع إصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه لا أؤمن” (يوحنا 20: 25).

تدريب: اذا ما ركزنا فقط اليوم على بعض الجروح التى عاناها الرب يسوع فلنسأل أنفسنا ترى هل شاركت انا في ذاك الفِعل؟ اذا ما اختبر الله قلوبنا كيف سيكون اجابتنا له؟

صلاة: يا يسوع أرجوك ان ترسل روحك القدوس ليذكرني وان يفتح قلبي متى وكيف قمت بجرحك.  وبحق قيامتك من الموت المس قلبي واشفني من ذلك الاصرار العجيب على نسيان ما قدمته من أجلي. في فترة الصوم هذا ساعدني ان اتذكر شناعة خطاياي وأن أندم تماما عليها وأن لا أعود على التحجج قائلا “العلي أنا يا سيدي” فساعدني أخذ صلييبي وان اتبعك بدلا من اتبع نفسي ورغباتها واشواقها.آمين.

17.اليوم السابع عشر:الجمعة  10 مارس – الجمعة من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني

” جروحات يسوع المقدسة -2″

جروح قدميه

يسجل العهد الجديد أن يسوع صلب بتسمير قدميه. “وعندما جاءوا … إلى الجلجلة هناك صلبوا يسوع” (لوقا 23: 33; يوحنا 19: 16-18).

كان ثقب القدمين جزءا مهما من الصلب. عندما تم تسمير الضحية في القدمين على الصليب ، كان هذا ضروريا ليتمكنوا من التنفس. وبينما كانوا معلقين بأذرع ممدودة ، كان التنفس صعبا للغاية وكان على الشخص أن يدفع بأرجله إلى قدميه المثقوبتين بالأظافر من أجل الاستنشاق. تسبب في ألم مبرح مع كل نفس ، ولكن كانت هذه هي الطريقة التي نجا بها الضحية مؤقتا. هذا هو السبب في أن الحراس يكسرون ساقي الضحية من أجل انتهاء صلاحية الشخص. “لذلك طلب اليهود، لأنه كان الإعداد، ألا تبقى الأجساد على الصليب في يوم السبت، إلى بيلاطس أن تنكسر أرجلهم، وأن تؤخذ بعيدا… ولكن عندما جاءوا إلى يسوع، ورأوا أنه ميت بالفعل، لم يكسروا ساقيه… لأن هذه الأمور قد تمت، لكي يتمم الكتاب المقدس، لا ينكسر عظمه” (يوحنا 19: 31، 33، 36).

جرح جنبه

من أجل التحقق من موت يسوع، “ا لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ

وَمَاءٌ.” (يوحنا 19: 34). بعد القيامة، دعا يسوع توما إلى وضع يده أيضا إلى جانبه قائلا: “مد إصبعك هنا… ووضعها في جانبي…” (يوحنا 20: 27).

أظهر هذا الجرح الأخير ليسوع حالة قلبه. حقيقة أن كل من الماء والدم خرجا يدل على الإجهاد الشديد والصدمة التي كان يتعرض لها. كان شديدا لدرجة أنه تسبب في حالة تعرف باسم الانصباب التاموري. هذا هو المكان الذي يتراكم فيه السائل حول القلب ويمكن أن يكون قاتلا. كثيرا ما يقال إن هذا الحدث يظهر أن يسوع مات بقلب مكسور.

جرح الأحباء

إن كل جرح يؤلـم،ولكن الجرح الذى يجرحـه الصديق والحبيب هو شديد الآلـم وينفذ كسهم إلـى القلب،وهذا مصداقـاً لنبؤة زكريا “ما هذه الجروح فـى يديك؟ هى التى جُرحت بها فـى بيت أحبائـي”(زك6:13) وقول الـمرنـّم: “ليس العدو هو الذى يعيّرنـي فأحتمل ولا مبغضي هو الذى تجبر عليّ فأتوارى منه، بل أنت أيها الرجل عديلي وأليفي وأنيسي” (مز13:54).

ان الجروح كانت فـى بيت الأحباء؟. وكيف تقسو قلوب الأحباء على حبيـبهم وهو الذى أحبنـا حباً أبديـاً فقد قال “انـي احببتك حبـاً أبديـا” (ار3:31)، و”هو الذى أحبنـا أولاً”(1يو19:4) .

فخطايانـا الكثيـرة التى تقف حجاباً كثيفاً بيننا وبينه لـم تفصله عنـا،بـل اخترق هذا الحجاب ونفذ

منه الينا “فالذى لم يعرف الخطيّة صار خطيّة لأجلنا”،فقد انعطف قلبه وإنجذب نحونا وأحبنـا.

لـم يكن فينـا ما يُحب، أما هو فقال “نعيمي مع بني البشر”.

جميع تلك الجروحات تمت كما تنبأ عنها الأنبياء في القديم “كل هذا لكي يتم ما قيل…

أحبنـا ودفـع الثـمن..لـماذ كل هذا؟

لأنـه أحبنـــا،أحبنـا رغم انـه جُرح جرحـاً عميقاً فـى بيت أحبائـه. لقـد جرحــه أحبــاؤه

 فها هو يقول: ماـذا وجب أن اصنع لشعبي ولـم أصنعـه يقول الرب.. لــقد جـرحـنــي أحبـائــي..

في القديم جرحته الجموع والبشرية الساقطة وحتى تلميذه الخائن والتلميذ الناكر فلا نلوم كل هؤلاء فما زلنا نحن أيضا بعد مرور تلك السنوات نجرح من احبنا حتى المنتهى.

تدريب: انظر ايضا اليوم الي يسوع المصلوب محاولا مناجاته ولتتعرف بحق لماذا كل تلك الجروحات والآلام.

صلاة: يا يسوع الوديع والمتواضع القلب املأني بنعمتك حتى اثبت اليوم فيك وهنا ستكون كل افكاري وقدراتي ورغباتي وتصرفاتي كلها تشابهك. آمين.

اليوم الثامن عشر: السبت 11 مارس – السبت من الأسبوع الثاني من الزمن الأربعيني” “كيف نجرح يسوع الآن”                                                                            نجرح يسوع عندما لا نقدم له الشكر كما فـى مثل العشر البرص لـم يسبّح الله إلاّ واحـد  (لوقا12:17-19). ونحن أما كان فينـا من يرجع ويمجد الله الذى صنع فى كل لحظة من حياتنـا عطايا عجيبة؟. ونجرح يسوع عندما ننسى ان لنا اله واله محب كما فـى مثال الغنى الجاهـل الذى إتكل على ما فى خزائنـه(لوقا15:12-21) فلقد نسى هذا الغنـي أنـه بشر وأن هناك إلـه، فلـمن أعدّ كل هـذا؟. “فـمتى أكلت وشبعت تُبارك الرب إلهـك لأجل الأرض الجيّدة التى أعطاك إحتـرز أن تنسى الرب إلهـك ولا تحفظ وصايـاه وأحكامـه وفـرائضـه”(تثنية10:8).  ونجرحه عندمـا نقول قـول “الجـاهـل فـى قلبـه أنـه ليس إلـه” (مزمور2:52). ونعيش لا نؤمـن بوجود خالق للحيـاة أو نحاول أن نفلسف وجودنـا ونتبع نظريات الإلحـاد والوجوديـة والطبيعـة وغيـرهـا. وننسى قول الـمرّنم”اسأل البهائم فتعلّمك وطيور السماء فتخبرك أو كلّم الأرض فتعلّمك ويحدثك سمك البحر من لا يعلم من كل هؤلاء أن يد الرب صنعت هذا. ونجرح يسوع عندمـا نسمع الكلـمة ولا نعـمل بهـا اليس هو القائل: “أنتم أحبائـي أطلعتكم على كل مـا سمعت من أبـي” (يوحنا15:15)، ولكن يقول الرسول يعقوب:”إن كان أحد سامعاً للكلـمة وليس عاملاً فذاك يشبـه رجلاً ناظراً وجـه خلقتـه فى مرآة فـإنـه نظر ذاتـه ومضى وللوقت نسى مـا هـو”(يعقوب23:1). نجرح يسوع عندمـا نعبد آلهـة أخرى، يقول الرب على لسان ارميا النبي:”انذهلي أيتها السماوات وإقشعرّي وإنتفضي جداً يقول الرب فإن شعبي صنع شرّين تركونـي أنـا ينبوع الـمياه الحيـّة وإحتفروا لهم آبـاراً أباراً مشققـة لا تـمسك الـماء”(ارميا12:2-13). تركنـا الرب وصنعنـا لأنفسنا آلهـة أخرى كالـمال والعالـم وصداقتـه والـمجد الزائـل، وبخّرنـا للبعْل وسِرنـا وراء تلك الآلهـة التى دفعتنـا بعيداً عن رب الأرباب. ومن العجيب أننـا أحيانـا كثيرة نعود ونقف أمام الله فـى الكنيسة ونصرخ ونطلب،ولكن يقـول الرب على لسان ارميا النبي:”أتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون كذبـا وتبخّرون للبعـل وتسيرون وراء آلهـة أخرى لـم تعرفوهـا ثم تأتون وتقفون أمامي فـى هذا البيت الذى دُعي بإسمي عليـه”(ارميا9:7-10). ونجرح يسوع عندمـا لا نتبع وصايـا الله ولهذا نجد البعض قد أشعل فـى تلك الوصايا وما تبقى منهـا ينفذ بلا روح.وهنـا يصدق عليهـم ما جاء على لسان ملاخي النبي:”أقوالكم إشتدت عليّ قال الرب وقلتم ماذا قلنا عليك، قلتم عبادة اللـه باطلة وما الـمنفعـة من أننا حفظنـا شعائره وأننا سلكنـا بالخزي قدام رب الجنود”(ملاخى13:3-14).                                                                                        لا يـمكن أن نحصى كم من الـمرّات نجرح فيها يسوع وبكل وحشية فنجرحه إذ فعلنـا الخطيئة لأن “الخطيئة إنـما هـى مخالفـة الشريعـة”(يعقوب4:3)، ونجرحه إذا لـم نعـمل مشيئـته كهذا العبد الكسول الذي يقول “إن سيّدي يُبطئ فـى قدومـه”(لوقا45:12-46)، ونجرخه إذا لـم نحبـه فـى القريب “من يحب أخاه يثبت فـى النور وليس فيـه عثرة وأمـّا من يبغض أخـاه فهو فى الظلـمة وفـى الظلـمة يسلم ولا يعلم أين يـمضى لأن الظلـمة قد أعـمت عينيـه”(1يوحنا10:2)، ونجرحه عندمـا لا تُثـمر أعـمالنـا فنشابـه الشياطين الذين يؤمنون بالله ولا يعـملون أعمالـه “”أنت تؤمن أن الله واحد. حسنُ تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون. ولكن هل تحب أن تعلم أيهـا الإنسان الباطل الرأي أنَّ الإيـمان بدون أعـمال ميّت”(يعقوب19:2-20).                                                                   لقد أظهر الله محبة لا يمكن تفسيرها “لأن الله أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية” (يوحنا 3: 16). ” لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. (يوحنا 15: 13). فَيَقُولُ لَهُ: مَا هذِهِ الْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هِيَ الَّتِي جُرِحْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي.”(زكريا6:13) وكما قال بطرس الرسول:” الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ. لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا.”(1بطرس24:2-25) فلنتأمل في تلك الجروحات ولا ننسى ابدا حب يسوع من أجلنا.                                           تدريب: حاول اليوم ان تتصل بقريب او صديق ابتعدت عنه لأي سبب في الماضي وحاول ان تعيد تلك الصلة ان أمكن واذا لم تنجح اسجد وصلي من أجله.                     

صلاة: أيها الآب السماوي يــا من أحببتني دائمـا..هـل تقبلني مرة أخرى بعد أن شككتُ فيك؟ يـا من غفرتَ لـي أكثر من سبعين مرة سبع مرات،هـل تقبلني مرة أخرى وتغفر لي وترحم وترأف وتضمني إلـى صدرك كعادتك معى يا أبي السماوي؟.ألا يـكفـي يا سيدي عذاب الحرمـان ومرارة الـكأس الفارغة وشقاء الإحساس ببعدك؟.بـُعدك عنـي ياربي هـو الـجحيم وصمتك هـو صدى للهاوية، فياليت لـي فى عيني ينابيع دموع تكفي الغفران.وحـدي لا أستطيع أن أصنع شيئا..سيقوى علي الوحش والتنين والنبي الكذاب وأصحاب الوسم ولكن بك وحدك سيكون الإنتـصار…فلتكن يارب أيام تجندي على الأرض هي صفحة إنتصار جديدة لـنعمتك على قوات الجحيم. آمين.

19.اليوم التاسع عشر: الاحد 12 مارس – الأحد الثالث من الزمن الأربعيني “    ما الذي تنتظره”
قراءات: من سفر التكوين:”
فَسَقَطَ أَبْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ. وَتَكَلَّمَ اللهُ مَعَهُ قَائِلًا: «أَمَّا أَنَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ، وَتَكُونُ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ، فَلاَ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ. وَأُثْمِرُكَ كَثِيرًا جِدًّا، وَأَجْعَلُكَ أُمَمًا، وَمُلُوكٌ مِنْكَ يَخْرُجُونَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ، عَهْدًا أَبَدِيًّا، لأَكُونَ إِلهًا لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ”(تكوين3:17-7)                                                                                                        من رسالة القديس بولس الرسول لأهل رومية:” فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ، إِلَى هذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ، وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ. وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا. لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ. وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.“)رومية1:5-2 و5-8).                                   ومن انجيل القديس يوحنا البشير:” فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ، بِقُرْبِ الضَّيْعَةِ الَّتِي وَهَبَهَا يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ابْنِهِ. وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ. فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ، جَلَسَ هكَذَا عَلَى الْبِئْرِ، وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً، فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ» لأَنَّ تَلاَمِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَامًا.
9
فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ. أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ؟ أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ، الَّذِي أَعْطَانَا الْبِئْرَ، وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَوَاشِيهِ؟» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هذَا الْمَاءَ، لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِيَ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى ههُنَا» أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالتْ: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَنًا قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ، لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ . لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ». وَعِنْدَ ذلِكَ جَاءَ تَلاَمِيذُهُ، وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: «مَاذَا تَطْلُبُ؟» أَوْ «لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا؟»فَتَرَكَتِ الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: «هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟»فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ. وَفِي أَثْنَاءِ ذلِكَ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، كُلْ» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لِي طَعَامٌ لآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ». فَقَالَ التَّلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَلَعَلَّ أَحَدًا أَتَاهُ بِشَيْءٍ لِيَأْكُلَ؟» قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ. أَمَا تَقُولُونَ: إِنَّهُ يَكُونُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ثُمَّ يَأْتِي الْحَصَادُ؟ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ. وَالْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعًا. لأَنَّهُ فِي هذَا يَصْدُقُ الْقَوْلُ: إِنَّ وَاحِدًا يَزْرَعُ وَآخَرَ يَحْصُدُ. أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا فِيهِ. آخَرُونَ تَعِبُوا وَأَنْتُمْ قَدْ دَخَلْتُمْ عَلَى تَعَبِهِمْ».فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كَلاَمِ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّهُ: «قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ». فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ السَّامِرِيُّونَ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ، فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ. فَآمَنَ بِهِ أَكْثَرُ جِدًّا بِسَبَبِ كَلاَمِهِ. وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ: «إِنَّنَا لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كَلاَمِكِ نُؤْمِنُ، لأَنَّنَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ”(يوحنا5:4-42).                                                                قصة الأنجيل قيل انها تمت في القرب من “بئر يعقوب”(يوحنا6:4) وشيئ مدهش ان هذا البئر لم يذكر تفصيليا في اي مكان في العهد القديم ماعدا الذي ذكر ان يعقوب اشترى ارض وبنى هيكلا عليها: “وَابْتَاعَ قِطْعَةَ الْحَقْلِ الَّتِي نَصَبَ فِيهَا خَيْمَتَهُ مِنْ يَدِ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قَسِيطَةٍ. وَأَقَامَ هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَاهُ «إِيلَ إِلهَ إِسْرَائِيلَ».“(تكوين19:33-40)، وهناك فرض بأن ذلك البئر نبع طبيعيا. يقول لنا التقليد ان ذلك البئر موجود تقريبا في مركز السامرة بالقرب من جبل جيرزيم. هذا البئر المفترض بالتقريب على ايامنا هذه يكون قطره 9 قدم وعمق75 قدم أما في أيام يعقوب ويسوع فهو يكون أهمق من هذا. من الناحية الثقافية الأبار تكون عامة ملتقى للتجمع في منطقة البحر الأبيض المتوسط حيث تتم فيها لمحادثات وتناقل الاشاعات والمغازلات في بعض الأحيان، وفي الحقيقة موسى واسحق ويعقوب تقابلوا مع من اصبحوا زوجاتهم.  وكما جاء فالمرأة السامرية ذهبت للبئر في الظهر او “الساعة السادسة” وكما يقول بعض مفسروا الكتاب انها كانت في اقصى وقت حار في النهار جتى يكون البئر خاويا من الناس وبما ان المرأة لها تاريخ في الزواج ملفت للأقاويل فحاولت ان تتجنب رؤية أحد حتى لا تتعرض للهمس والاشاعات.والآن بعد تلك الخلفية نعود للناحية الروحية خلف تلك القراءات اليوم.                    هل تتبع الله بكل قلبك؟ هل سلّمت حياتك كلها له؟، إذا فعلت هذا فما هو السبب الذي دفعك أخيرا لتتخلى عن حياتك وتسلمها له؟ اذا كانت الاجابة بلا، فلماذا لا. ما الذي تنتظره؟ ما الذي تحتاج ان يقدمه الله أكثر لك حتى يمكنك في النهاية ان تتبعه بكل شيئ لديك وبك أنت؟. لا توجد أسئلة جديدة، ولكن تلك عي نفس الأسئلة التى لدى الناس محتاجة لإجابة ومواجهة منذ آلاف السنين. الشعب العبراني تجول في البراري مع موسى كانوا احرار بعد عبودية وأسر لعدة قرون وذلك بأفعال الله العجيبة ولكن مع شك في وقت لاحق لعظمته ومحبته تعرضوا للعطش في تلك البراري. عندما تقابلت المرأة السامرية مع يسوع كما جاء في النص الانجيلي أشار يسوع كيف انها أشبعت عطشها للحب في علاقات عابرة. ان عطش يسوع لم يكن للماء في ذاك اليوم ولكن لخلاص تلك المرأة وذروة سعادتها. كما اقترب يسوع من المرأة السامرية عند البئر وكما اقترب الله الي شعبه من خلال موسى، فالمسيح ما زال يقترب منا راغبا في خلاصنا. انه لم ينتظر حتى نقترب نحن منه بل انه يذكرنا في القراءة الثانية قائلا:” لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا”(رومية8:5).لم ينتظر يسوع لقد تتبع قلب السامرية بنفس الطريقة التى يتبعها معنا، وهكذا السؤال هو ما الذي (اي شيئ) انت تنتظره؟ ولماذا؟                                         تدريب: في كل يوم من هذا الأسبوع ردد هذه الكلمات” يا يسوع أنا أثق بك” خمس مرات متتالية. في هذه الكلمات الخمس قوة فقلها وأنت تعنيها وبكل ثقة وفكر بجدية ما الذي تعنيه تلك الكلمات ثم افحص نفسك ما الذي يمنعك في الحقيقة من أن تثق في الله. مشكلة؟ خطايا متكررة؟ فكر مشوش عن الله؟….الخ

صلاة: يا الله انت تبحث عني وانت تعرفني، فأنت تعرف جروحاتي العميقة واسراري ورغباتي. أنت تدعوني اليك والى حبك وتأخذ في الحسبان كل رغباتي وما الذي يدخل الفرح الى قلبي  فساعدني يا ربي ان تزيد ايماني فيك واعطيني النعمة ان ابدأ بداية جديدة وخليقة تستحق وجودك فيّ. آمين.

20.اليوم العشرون: الاثنين 13 مارس – الأثنين من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني” “الأحزان السيعة للقديسة مريم العذراء”

وَبَارَكَهُمَا سِمْعَانُ، وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إِنَّ هذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ. وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ».“(لوقا34:2-35). ان فترة الصوم المقدس هو وقت لنتذكر الأحزان أمنا القديسة مريم العذراء خاصة لإكرامها كأم الأحزان أو باللغة اللاتينية Mater Dolorous

أحزان العذراء مريم السبعة ذّكِرت  في الكتاب الـمقدس وهي كالآتي:

نبؤة سمعان الشيخ (لوقا33:2-35)،
الهروب لأرض مصر (متى13:2-21

فقد يسوع لـمدة ثلاثة ايام فـى الهيكل (لوقا41:2-50)
الطريق الى جبل الجلجثـة (يوحنا17:19)،
الصلب وموت يسوع (يوحنا18:19-30)،

إنزال يسوع من على الصليب (يوحنا39:19-40)،

 وضع يسوع فى القبـر (يوحنا40:19-42).

ان القديسة مريم تستحق تذكراتنا وشكرنا لتلك الأحزان العديدة التى عانتها بإتحادها مع ابنها يسوع المسيح. أحزان مريم هي جزء من التعبّد لقلبها الطاهر والذي أمر به المسيح وأعلنت عنه العذراء للرائية لوسيا في فاطيما: ”ان يسوع يرغب في ان تؤسسي في العالم إكراماً خاصاً لقلبي الطاهر”.

وللقديسة فيرونيكا من بيناسكو قال: “اعلمي يا ابنتي أنه مقبول لديّ جداً ذرف الدموع من عبيدي حين تأمّلهم بآلامي، ولكني لأجل حبي لوالدتي حباً لا حد له، فأكثر قبولاً لديَّ هو التأمل في أحزانها وأوجاعها التي احتملتها حين موتي، من التذكر بآلامي أنا عينها”.

كما اعلنت القديسة مريم في احدى ظهوراتها للقديسة بريجيتا قائلة انه يوجد عدد قليل جداً من المؤمنين الذين يعزّونها في احزانها و”ان القسم الأكبر من العالم يحيا في تجاهل ونسيان تلك الأحزان”،”وأنا أنظر حول من هم في الأرض لأرى ولو بالمصادفة من يقدم التعزية لي ويتأمل فى أحزاني، فلم أجد إلاّ القليل. لذلك يا إبنتي  حيث انني قد نُسيت من الكثيرين، فعلى الأقل لا تنسيني أنتِ وتذّكري ألامي وأحزاني وضعيها أمامِك بقدر الإمكان”.

ولأجل هذا الغرض أيضاً ظهرت القديسة مريم في عام 1239 لمؤسسوا رهبنة ”خدّام مريم” وطلبت منهم إنشاء رهبنة خاصة لمشاركة العذراء فى أحزانها. تكريم آلام مريم العذراء وخاصة عند الصليب يرجع الى القرن الرابع، فالقديس افرام السرياني (373م) كتب “مراثي مريم” والذي لخّص فيها ما عانته من آلام، وكذلك القديس رومانوس (500م)، والقديس أمبروز والقديس أنسلم والقديس برنارد والذين تأملوا فى ألام الصليب وعلاقة مريم بتلك الآلام.

بدأ في الإحتفال بعيد “سيدة الأحزان” من بداية القرن الثاني عشر ثـم بدأ في الإنتشار بين مكرمي العذراء في كل العالم وتمت إضافته إلى قائمة الأعياد المريمية بمعرفة البابا بنديكتوس الثامن في عام 1482 وأعلن إمتداد هذا العيد البابا بيوس السابع في عام 1814 لكل الكنيسة في العالم أجمع. والقديسون أيضاً كتبوا عن أهمية وضرورة التعبّد لأحزان مريم وآلامها:

– القديس انطونينوس قال: ”ان القديسة مريم قد عانت بالتضحية بحياة إبنها – الحياة التى احبتها اكثر من نفسها – وانها ليس فقط عانت في نفسها من الألام التي قاساها ابنها فى جسده ولكن الأكثر ان تنظر وليدها فى ألامه مما احزن قلبها وجعلها تشعر انها تعاني من نفس الألام”.

 -القديس الفونس دي ليجوري: ”لو لم نستطيع ان نرّد دات الحب الذي أحبّته القديسة مريم العذراء لنا، فعلى الأقل فلنتوقف قليلاً ولو للحظات، لنتأمل فى عِظم معاناة مريم والتي اصبح يُطلق عليها سلطانة الشهداء لأن معاناتها قد فاقت ما عاناه جميع هؤلاء الشهداء”.

 – القديس برنارد:”ان أوجاع يسوع بدأت منذ مولده وهكذا ايضاً مريم التي عانت مثل ابنها طوال حياتها”.. – القديس برناردين من سيينا: ”إن حزن مريم لعظيم حتى انه لو تم تقسيمه على كل البشر لسبّب لهم الموت على الفور”.

– القديس البرت الكبير: بما اننا مُلزمون كثيرا نحو يسوع لألامه بسبب حبه لنا، فنحن ايضا مُلزمون نحو مريمفى إستشهادها لأنها عانت عند موت إبنها”.

تدريب: اليوم صل اسرار الحزن من مسبحة القديسة مريم متأملا في اسرارها الخمس.

صلاة: أيها الآب الأزلي، حين رُفع ابنك على خشبة الصليب، وقفت أمّه مريم بالقرب منه، تشاركه آلامه.فلتساعدنا مريم، وهي أمّنا الروحية وشفيعتنا السماوية،ولتكن أحزانها وأوجاعها مثال لنا في احتمال الآلام وترشدنا بأن نجد القوّة المتجدّدة في صليب ربنا يسوع المسيح.
حتى نشاركه أيضاً في قيامته للحياة الجديدة. حيث يحيا ويملك معك ومع الروح القدس
الإله الواحد الى أبد الدهور. امين.

21.اليوم الواحد والعشرون: الثلاثاء14  مارسالثلاثاء من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني”عيد سيدة الأحزان”

كرّست الكنيسة المقدّسة شهر سبتمبر بأكمله لتكريم سبعة أحزان مريم. هذا التكريم لأحزان مريم العذراء يعود تاريخه الى القرن الثاني عشر. ظهر في الأوساط الرهبانية تحت تأثير القديسَين أنسالم وبرنارد. ثم قام رهبان نت رهبنات أخرى بنشره. أصبح هذا الإكرام واسع الإنتشار في القرن الرابع عشر وعلى الأخص في الخامس عشر. خاصّة في مناطق الراين وفلاندرز، حيث منها انطلقت أخويّات الأمّ الحزينة. في هذا السياق تم تأليف أول كتاب ليتورجي على شرفها. في عام 1423 قام مجلس محافظة ماينز باستخدام هذه الليتورجيا لتأسيس “عيد أحزان مريم” كتعويض عن تدنيس صور مريم.

في عام 1494 احتُفل في العيد في بروج، حيث فيها كان يُعبد دم المسيح الثمين. ولاحقاً وجد هذا العيد طريقه الى فرنسا. مع ذلك لم ينتشر على نطاق واسع فيها إلا بعد أن أدرجه البابا بنديكتوس الثالث عشر في التقويم الروماني عام 1727 وتعيينه في يوم الجمعة قبل أحد الشعانين.

بعض الكنائس احتفلت بعيد أحزان مريم خلال الموسم الفصحي. البعض الآخراحتفل بعيد أفراح مريم بالزمن الفصحي، ولا يزال يُحتفل به الى يومنا هذا في الكثير من الكنائس. في بعض المناطق يُسمى هذا العيد ب”تذكار أعياد وأفراح مريم العذراء”.

عيد أحزان مريم السبعة يقع في 15 سبتمبر.

وهو تذكار آلام الأمّ الحزينة ومعاناتها التي عاشتها في الإتّحاد مع ابنها. أدرج العيد ضمن أعياد الكنيسة الجامعة في عام 1817 بأمر من البابا بيوس السابع وأثبت رسمياً في عام 1913 من قبل البابا بيوس العاشر. هذا العيد يذكّرنا باستشهاد أمّنا العذراء القدّيسة ومعاناتها مع عذابات ابنها الإلهي. من خلال هذه المعاناة شاركت في عمل الخلاص الفدائي.

لقد أشركها الله في تصاميمه الإلهية ومخطّطه للخلاص، وجعلها سبب جزئي ومثال جزئي لمخطّطه. مشاركة السيّدة العذراء في خلاص العالم يعطينا رؤيا جديدة رائعة عنها. لن تتمكّن عقيدة “الحبل بلا دنس” ولا “انتقال العذراء” أن تعطينا فكرة أعظم لتمجيد مريم أكثر من صفتها

“شريكة في الفداء”.

أحزان مريم لم تكن ضرورية لفداء العالم، لكن في مخطّط الله كانت أحزانها جزءاً لا يتجزّأ منه. وهي تنتمي الى وحدة الخطّة الإلهية. أليست أسرار مريم هي ذاتها أسرار يسوع؟ وأسرار يسوع هي أسرار مريم؟ الحقيقة تظهر أن جميع أسرار يسوع ومريم كانت في تصميم الله سرّ واحد. يسوع ذاته كان حزن مريم، تكرّر سبع مرّات، تفاقم سبع مرّات.

خلال ساعات آلام ربّنا يسوع المسيح، تقدمته وتقدمة مريم كانتا مرتبطتين ببعضهما البعض. تواكبتا معاً. كانت مصنوعة من نفس المواد. كانت معطّرة بعطر مشابه. مشتعلة بنفس النار. مقدّمة بنظام واستعداد مشابه. هاتين التقدمتين كانت قرباناً واحداً في وقت واحد. كانت في كل لحظة من خلال أسرار تلك الساعات الرهيبة، تتشابك هذه التقدمة الواحدة مع والى الآب الأزلي. مرفوعة من القلبين الطاهرين، قلب الإبن والأمّ، من أجل خطايا عالم مذنب. خطايا وقعت عليهما مع تعارضها مع فضائلهما لكن بكامل إرادتهما الحرّة.

اما أحزان القديسة مريم كما جاءت فى الكتاب الـمقدس فهي كالآتي:

-نبؤة سمعان الشيخ (لوقا 33:2-35)، الهروب لأرض مصر (متى 13:2-21)،
-فقد يسوع لمدة ثلاثة ايام في الهيكل (لوقا 41:2-50)، الطريق الى جبل الجلجثـة (يوحنا 17:19)، الصلب وموت يسوع (يوحنا 18:19-30)، إنزال يسوع من على الصليب (يوحنا 39:19-40)، و وضع يسوع في القبـر (يوحنا 40:19-42).

إنّ تأملنا في كل تلك الأحزان يجعلنا نفهـم أن العذراء مريم قد إجتازت كل تلك الأحزان الأرضية بثقة وإيمان ورجاء صادق في وعد الله بالحياة الأبدية، وهذا بالتالي يدفع فينا الثقة في التشبّه بها في كل ما قد نتعرض له على الأرض من آلام وأحزان فلا يهتز إيماننا، وأيضاً يبث فينا الرجاء والثقة انه مهما طلبنا منها فهي تعرف من هـم الأبناء بكل مـا يتعرضون له من أحزان وضيق على الأرض فتصلّي وتتشفع من أجلنا.
وعود الرب يسوع

يجب ألّا نجهل عظمة النعم والمواهب التي وعد بها الرب يسوع لكل من يتأمل بتواتر في أوجاع

والدته البتول القديسة. وعد الرب يسوع بأنه يهب المتعبّدين لأحزان أمه وآلام قلبها، أربع نِعَم

خاصة:

 1- من يستغيث بهذه الأم الإلهية باستحقاقات أوجاعها، يكتسب قبل موته نعمة أن يصنع التوبة الحقيقية على جميع خطاياه.

2- يحفظ الله هؤلاء المتعبّدين حين شدائدهم وتجاربهم التي تلمّ بهم لا سيما في ساعة الموت.

3-  يطبع في قلوبهم تذكرة لأمه، فتعدّ لهم المكافأة الغنية في السماء.

4- يضع هؤلاء المتعبّدين في يد مريم عينها لكي تتصرف هي بهم حسبما تشاء وتريد، وأن تستمد لهم كل النِعَم التي ترغبها لهم.

في شهر سبتمبر نحتفل أيضاً بعيد مولد السيّدة العذراء في يوم 8 – وعيد إسـم مريـم الـمقدس

في يوم 12.

تدريب: ابحث اليوم عن شخص قد سبب لك بعض الألم وحاول ان تصلي من اجله طالبا من الله

ان يغفر له وان يمنح ذلك الشخص بركاته السماوية.

صلاة: نتوسَّل اليك، أيها الرب يسوع المسيح، لتشفع بنا لدى حنوِّكَ، الطوباوية العذراء مريم أمَّكَ، التي غاص في نفسها المقدَّسة رمحُ الحزن عند ساعةِ موتكَ، الآن وفي ساعة موتنا. يا من تحيا وتملك، يا مخلِّص العالم، مع الآب والروح القدس الى دهر الداهرين. آمين.

22.اليوم الثاني والعشرون: الاربعاء 15 مارس- الأربعاء من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني “طلبة مريم سيدة الأحزان”

كيـريـاليسون كريستياليسون (2)

يـا ربنـا يسوع الـمسيح               أنصت إلينـا

يـا ربنـا يسوع الـمسيح               إستجب لنـا يا رب

أيهـا الأب السـماوي                ارحـمنـا يارب

يـا إبـن اللـه مخلص العالم          ارحـمنـا يارب

أيهـا الروح القدس اللـه              ارحـمنـا يا رب

أيهـا الثالوث القدوس الإلـه الواحد   إرحـمـنـا يارب

يـا قديسـة مريـم                            صلـى لأجلنــا

يـا والدة الله                               صلـى لأجلنــا

يـا قديسة عذراء العذارى                   صلـى لأجلنــا

يـا أم الـمصلوب                          صلـى لأجلنــا

يـا أما حزينـة                             صلـى لأجلنــا

يـا أمـا دامعة                             صلـى لأجلنــا

يـا أمـا مجروحة                          صلـى لأجلنــا

يـا أمـا متروكة                            صلـى لأجلنــا

يـا أمـا مغمومة                            صلـى لأجلنــا

يـا أمـا فقدت وحيدها                      صلـى لأجلنــا

يـا أمـا اخترق فيها سيف                  صلـى لأجلنــا

يـا أما حطمها الحزن                      صلـي لأجلنــا

يـا أما مثقلة بالألام                       صلـى لأجلنــا

يـا أما صُلب قلبها                        صلـى لأجلنــا

يـا أما ممتلئة حزنا                        صلـى لأجلنــا

يـا ينبوع الدموع                           صلـى لأجلنــا

يـا كتلة من الأوجاع                       صلـى لأجلنــا

يـا مرآة الصبر                           صلـى لأجلنــا

يـا صخرة الثبات                         صلـى لأجلنــا

يـا مرساة الثقة                            صلـى لأجلنــا

يـا ملجأ المتروكين                          صلـى لأجلنــا

يا ملجأ المضطهدين                        صلـى لأجلنــا

يا حصن المتضائقين                       صلـى لأجلنــا

يا قاهرة الهراطقة                         صلـى لأجلنــا

يا شفاء المريض                            صلـى لأجلنــا

يا قوة الضعيف                              صلـى لأجلنــا

يا ميناء المنبوذين                           صلـى لأجلنــا

يا مهدئة العواصف                        صلـى لأجلنــا

يا نبع النائحين                            صلـى لأجلنــا

يا رعب الخائن                           صلـى لأجلنــا

يـا كنز المؤمنين                          صلـى لأجلنــا

يـا عين الأنبياء                           صلـى لأجلنــا

يـا معونة الرسل                                 صلـى لأجلنــا

يـا إكليل الشهداء                         صلـى لأجلنــا

يـا نور المعترفين                         صلـى لأجلنــا

يـا لؤلؤة العذارى                          صلـى لأجلنــا

يـا معزية الأرامل                           صلـى لأجلنــا

يـا فرح جميع القديسين                    صلـى لأجلنــا

يا ام الرحمة……………………………….       صلى لأجلنا

بحق فقرك فى مغارة بيت لحم…………………………..صلى لأجلنا

بحق حزنك عند سماعك لنبؤة سمعان الشيخ……………….صلى لأجلنا

بحق رحلتك الحزينة الى مصر…………………………..صلى لأجلنا

بحق قلقك عند فقد طفلك فى الهيكل…………………….صلى لأجلنا

بحق حزنك الأليم عند مشاهدتك ابنك الإلهى فى محاكمته….. صلى لأجلنا

بحق خوفك وقلقك عندما كان يسوع يُحكم عليه………….صلى لأجلنا

بحق الألم الذى اصابك من خيانة يهوذا وإنكار بطرس……….صلى لأجلنا

بحق لقاءك الحزين بيسوع فى طريق الصلب………………..صلى لأجلنا

 بحق عذاب قلبك المحبوب عند صلب يسوع……………….صلى لأجلنا

بحق المك الشديد عند موت يسوع……………………….صلى لأجلنا

بحق سيف الحزن الذى اصاب قلبك عند طعن جنب

يسوع بالحربة………………………………………..صلى لأجلنا

بحق نحيبك فوق جسد ابنك الإلهى المائت وهو موضوع فى

حجرك……………………………………………..صلى لأجلنا

بحق حزنك العميق أمام قبره…………………………….صلى لأجلنا

بحق كآبتك بعد دفن يسوع……………………………..صلى لأجلنا

بحق دموعك التى انسكبت لأجل ابنك المحبوب………………صلى لأجلنا

بحق إستسلامك لمشيئة الله فى كل آلامك…………………..صلى لأجلنا

يا سلطانة السلام:

فى كل شدائدنا ومتاعبنا …..فى كل أمراضنا وآلامنـا

فى كل أحزاننا و ضيقاتنا…..فى احتياجنا وعوزنا

فى خوفنا واخطارنا…..فى ساعة موتنا….وفى يوم الدينونة

كونى معنا وصلى لأجلنا.

يـا حـمل اللـه الحامـل خطايـا العالـم انصت الينـا

يـا حـامـل اللـه الغافـر خطايـا العالـم  استجب لنا يارب

يـا حمل اللـه الرافـع خطايـا العالـم           ارحمنـا يارب

كيـريـاليسون     كريستياليسون   كيـريـاليسـون.

يا مريم، انظري الينا من سماءكِ وابعدي عنا كل الضيقات بقوة ابنك الإلهي يسوع المسيح.

آمين. اطبعي يا سيدتنا جروحاتكِ فى قلبي حتى يمكنني ان احتمل كل حزن من اجلك وان

احتقر كل حب بعيد عنكِ.

تدريب: حاول اليوم ان تفحص ضميرك بأمانة وهل هناك خطية غير مطابقة لوصايا الله؟ ابحث عن اقرب كنيسة وتقدم لسر المصالحة في اقرب وقت.

صلاة: يا يسوع، ساعدني يا سيدي ان اعرف مدى الحزن الذي سببته خطاياي لك ولأمك القديسة

مريم وامنحني ندامة كاملة حتى لا اعود اليها. آمين.

23.اليوم الثالث والعشرون: الخميس 16 مارس – الخميس من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني-” درب الصليب برفقة مريم العذراء-1[4]

كانت مريم العذراء، بحسب التقليد المسيحي أول من قام بالتأمل في آلام ابنها والسير في شوارع القدس القديمة. اليوم، سنحاول أن نرافق معاً سيّدتنا مريم العذراء أم الأوجاع. بعواطف مريم نريد أن نسير خلف يسوع الحامل صليب الفداء متأملين معاً بسرّ خلاصنا، ونرافقها مع بعض القديسين الذين حاولوا عيش هذا الدرب وهذه الآلام مع مريم، فدعونا نسمع منها كيف عاشت تلك اللحظات، على درب الآلام وتحت الصليب وأمام القبر وفي فجر أحد القيامة.

المرحلة الأولى: مريم تسمع بيلاطس يحكم على ابنها بالموت:      

 كانت واقفة بين الجموع وبقربها يوحنا وبعض النسوة. بالأمس لم يغمض لها جفن، إذ كان ابنها يسوع في أيدي أعدائه. ها هو بيلاطس يقف فيغسل يديه من دم ابنها ويعلن تنازلاً لرغبة الجماهير المطالبة بقتله “ليصلب” وعندما رنَّ في أذنيها قرار الحكم جاز في قلبها سيف الحزن عميقاً، ورفعت عينيها إلى السماء، واستسلمت لمشيئة الآب السماوي دون أيّ تذمرّ، وصلّت لتوبة أعداء ابنها. ابانا والسلام والمجد

المرحلة الثانية: مريم ترى ابنها يحمل الصليب، ويبدأ المسير

 ورأت صليباً كبيراً يوضع على كتف ابنها، والجنود ينهالون عليه بالضرب واللكم، ويا لهول وقع هذا الحمل الثقيل على قلب الأم! وكأني بها تصرخ: لماذا كلّ هذا! لماذا الصليب على كتفك الناعم يا حبيبي! يا ليتني أحمله مكانك، فأنا فداك… ولكنّها تيقّنت بأنه سيعانق صليبه راضياً هادئًا وكأنه يعانق العالم بكلّ خطاياه. لقد بدأت المسيرة الصاعدة إلى القمّة، قمّة الجلجلة، إنها لا تتوانى من الصعود معه، وكأنها تحمل الصليب معه. هيّا يا إخوتي، نصعد نحن أيضاً معها وبرفقتها. ابانا والسلام والمجد

المرحلة الثالثة: مريم تشاهد ابنها تحت الصليب للمرة الأولى

لم يَغب يسوع عن نظرها لحظة، فهي تحمل معه الصليب، ومعه تسير على طريق الاستشهاد والفداء، ومعه تتلقّى الضرب واللطم، وتسمع صراخ الجماهير الهائجة، وها هو يسوع يسقط تحت الصليب الثقيل، وتحاول من بين الجموع أن تصل إلى ابنها لعلّها تساعده وتشدّده وتعانق معه مشيئة الآب السماوي. ابانا والسلام والمجد

المرحلة الرابعة: يسوع يلتقي أُمَّهُ الحزينة وجهاً لوجه

 وتمكّنت مريم اختراق الجماهير واستطاعت أن تقف أمام ابنها. مسحت دموعها لأن إيمانها أقوى من حزنها، ولأن استسلامها لمشيئة الآب هي كاستسلامه هو. نظرت إليه كما نظر إليها، وفهمت أن ضرورة مشاركتها له في آلامه وصليبه هو في مخطّط الله. فشجّعها كما شجّعته، وابتسما معاً لسرّ الفداء الذي سيتمّ بعد ساعات قلائل، فتتصالح البشريّة بموت ابنها مع الخالق وتحرّر الأرواح المسجونة في مقرّ الموتى وتنطلق إلى السماء التي ستُفتح لهم من جديد بعد لحظات. ابانا والسلام والمجد

المرحلة الخامسة: مريم تفرح بمساعدة القيرواني لابنها في حمل الصليب

سعادة مريم كبيرة، لا توصف! ها إنّ الإنسان الخاطئ يُشارك في عمل الخلاص. أجل، أليست هذه خطّة الله في أنه يجبُ أن يقدِّم الإنسان ما يستطيعه ومن ثمّ يعمل الله الباقي؟ فقد خلقه دون علمه أو إرادته، ولن يخلّصه إلاّ بإرادته! كم ستكون سعادة مريم كبيرة لو أساعد أنا أيضاً في حياتي ابنها في نشر الخلاص وذلك في عنايتي واهتمامي بأخي الإنسان، إذ لا يتقدّم الإنسان إلاّ إذا تقدّمت إنسانيّتي أنا، وبلغت إلى مستوى الصدق والنبل والعدل والمحبّة والتسامح والتواضع والسلام، فلا أكون حجرة عثرة له بل صخرة نجاة. ابانا والسلام والمجد

المرحلة السادسة: مريم تسعد بمشاهدة فيرونيكا تمسح وجه ابنها بمنديل

بخطيئة وعصيان امرأة، حوّاء القديمة، دخلت الخطيئة إلى العالم، وبطاعة امرأة، حواء الجديدة،

دخلت النعمة إلى العالم واستعادت البشريّة الخلاص: كم دور المرأة مهمّ في تقدّم الإنسان واستمرار الجنس البشري والحياة، مريم تعلم هذا، وبفضل أمومتها الإلهيّة بلغت البشريّة القيم الروحيّة العليا، وها هي فيرونيكا تمسح وجه يسوع بمنديل وتُعيدُ الصورة الحقيقيّة لوجه الإنسان المشّوه الملطّخ بدماء أخيه الإنسان، وها هي مريم من خلال عمل كلّ امرأة تساند عمل الله في تقدّم البشريّة ومسح التشوّهات من وجه العالم الملطّخ بالظلم والشرور لتعيد له بهاءه على صورة الله ومثاله كما كان قبل الخطيئة. ابانا والسلام والمجد

تدريب: حاول اليوم ان تذهب الى اقرب كنيسة وقف امام مراحل درب الصليب متأملا في كل مرحلة واطلب معونة الرب حتى يمكنك ان تعلن بكل جرأة وثقة “انا اخترت المسيح”.                                                                                                                      صلاة: يا يسوع المصلوب نسجد عند قدميك ونقدم لك دموع من صاحبتك بحب عميق فى الطريق الحزين الى الصليب، امنح لنا يا سيدنا الصالح ان تطبع فى قلوبنا الدروس التى تعلمها لنا دموع امك القديسة مريم حتى نتمم مشيئتك القدوسة هنا على الأرض ونستحق ان نسبحك ونمجدك فى السماء الى أبد الأبدين. آمين.

24.اليوم الرابع والعشرون:الجمعة 17 مارس – الجمعة من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني- “ درب الصليب برفقة مريم العذراء-2″

المرحلة السابعة: مريم ترقب ابنها يقع تحت الصليب مرة ثانية

 الجموع تتدفّق من كلّ صوب وناحية، والطريق تصعد رويداً رويداً إلى الجبل والصليب يزداد ثقلاً كلّما زاد تعب يسوع المنهوك القوّى. مريم تصلّي، مريم تستصرخ الآب السماوي، مريم تتحدّث في قلبها مع ابنها وربّها. ها قد اقتربتَ يا بنيّ من الجبل، تمالك نفسك، ها هي البشريّة من أول الخليقة حتّى القيامة تنتظر تحقيق الفداء، فتشدّد يا بنيّ. نعم إنهض من جديد وتابع الدرب، فالمسيرة شاقّة ولكن الثمرة شيّقة وشهيّة. ابانا والسلام والمجد

المرحلة الثامنة: مريم تشارك ابنها في تعزية بنات أورشليم

 تعرفهنّ واحدة واحدة، تعرف سقطاتهنّ كما تعرف فضائلهنّ. “لا تبكين عليّ” يقول يسوع لبنات أورشليم، “لا تبكين على ولدي” تردّد مريم لهنّ. فيذكرهنّ يسوع بواجب التربية الصالحة لأولادهنّ “بل ابكين على أولادكن وعلى أنفسكن”… نعم، التربية الصالحة هي وصيّة يسوع لكلّ امرأة ولكلّ رجل، وما زال يسوع، وما زالت مريم، يردّدان إلى يومنا هذا لكلّ واحد منّا: “ابكوا على أولادكم وعلى أنفسكم”. أجل، إنّ مريم هي مثالنا في التربية الصالحة، فهي أعظم أم عرفتها البشريّة، فيكفيها فخراً وشرفاً أنها ربّت يسوع ابن الله، ونِعمَ التربية، فقد كان ينمو في الحكمة

والنعمة والقامة أمام الله وأمام الناس. أليست هذه هي التربية الحقّة؟ ابانا والسلام والمجد

المرحلة التاسعة: من جديد مريم تشاهد ابنها يقع تحت الصليب

بدأت نهاية حياة ابني منذ أن خانه يهوذا وأنكره بطرس وهرب التلاميذ… قواه تخور، فقد أصبحت واهية، ولكنه لم ينبس ببنت شفة. انظروا إليه تحت الصليب، لا يصرخ ولا يتأوّه ولا يتذمّر وهو البريء، بل البراءة بالذات. هل يمكن أن ترى ابني يقبل أشنع الآلام وترفض أن تتحمّل أنت أقلّ الصعاب؟! قُل معي: “ليكن لي بحسب قولك” واستسلم دوماً لمشيئة الله المحبّة، فلا تفشل أبداً. ابانا والسلام والمجد

المرحلة العاشرة: مريم ترى ابنها يعرّيه الجنود من ثيابه ويسقوه خلاًّ ومرارة

ذاك الثوب الذي اختاطتْهُ مريم لابنها الحبيب، ها هم الجنود يتقاسمونه فيما بينهم، وجسد ابنها الطاهر النقيّ يُترك معرّىً. وها هم يسقونه خلاًّ ومرارة بدلاً من الحليب الذي غذّته منه. إن مريم تبكي على البشريّة الجشعة الدنسة وفي قلبها إلحاح حار، هو أن يُلبس الآب السماوي البشرية ثوب النقاء والبراءة التي ألبسها إيّاها حين جعلها بريئة من دنس الخطيئة. ابانا والسلام والمجد

المرحلة الحادية عشر:مريم تسمع صوت المطرقة تسمِّرُ ابنها على الصليب

يا للصوت القاسي، صوتك يا مطرقة، تدخّلين المسامير في يدي ابني على الصليب، ويا لعظمتك يا ابني وإلهي يسوع في صمتك وأنت تلتصقُ بهذا الصليب الذي من أجله جئت! أخشعُ مع الملائكة وأرفع نظري إلى أبيك السماوي وأتَّحدُ بكلّ قواي بآلامك المبرحة. ليتني معك على الصليب يا بنيّ: وتمتّ في صمت الابن كما وفي صمت الأم المشاركة العجيبة في فداء البشر. ابانا والسلام والمجد

المرحلة الثانية عشر:مريم ترى ابنها يفارق الحياة ويموت على الصليب

“هناك عند صليب يسوع وقفت أمه”(يو 19: 25)، هكذا كان يقف الكهنة في العهد القديم

عندما كانت تُقدّمُ ذبيحة العهد، وهكذا أيضاً يقف كهنة العهد الجديد عند تقديم المسيح ذبيحة في القداس الإلهي، وهكذا تقف الأم لتقدّم ابنها قرباناً وذبيحة طيبّة الرائحة على هيكل الحبّ والتضحية. لقد تمّ الفداء وشاركته مريم في شرب كأس الآلام حتى الثمالة. كانت مثالاً للبطولة والرجولة. ابانا والسلام والمجد

المرحلة الثالثة عشر:يسوع ينزل عن الصليب ويوضع في حضن أمه مريم

 وكانت صلاة الأم أمام جسد ابنها المائت الموضوع في حضنها: “أيّها الجسد الطاهر، النقيّ،

أيّها الجسد البهيّ، جسد إلهي وربّي وابني، المجد لك. أيّها الجسد الذي خلّص البشريّة وأعاد للإنسان بهاءه الذي خُلِقَ فيه، المجد لك، افرحي أيّتها الأرض منذ خلقكِ حتى فنائكِ، إنّ ابني قد خلّصكِ، وأعتقكِ من الألم والعبوديّة والخطيئة”. ابانا والسلام والمجد

المرحلة الرابعة عشر: يسوع يوضع في القبر

 مريم ترافق النسوة عند فجر الأحد لتطيّب جسد ابنها المدفون في القبر، لأنها تؤمن أن ابنها لن يبقَ في القبر، فقد أعلن أنه سيقوم في اليوم الثالث. مريم امرأة سعيدة، لأنها أتمّت مشيئة الآب: لم تتأخّر ولم تتراجع أبداً، لم تشكّ ولم تتردّد قط، فإيمانها ثابت وصامد وواثق! وضعت ابنها في القبر ولكنّها تؤمن أنه لن يبقَ فيه، فهو سيقوم كما قال. ابانا والسلام والمجد

المرحلة الخامسة عشرة: قيامة يسوع من بين الأموات

 يسوع: ثقوا قد غلبت العالم وغلبت الموت. نعم يا أمي، أنا قد غلبت الموت وقد قمت… قمت منتصراً على الموت… مثبتاً للجميع أني الإله القادر على كل شيء… إفرحوا فسلطان الموت لن يقوى عليكم. يا أحبائي أنا القيامة والحياة، من أمن بي وأن مات فسيحيا، وكل من يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد. أتومنون بذلك؟ ابانا والسلام والمجد

تدريب: ترى ما هي تلك الجبال الروحية التي قد تعيق تقدمك نحو الله وخاصة في هذا الصوم

المبارك؟. افحص ذاتك اليوم ولا تتأخر فالرب هو “الطريق الحق للحياة الأبدية” وهو ينتظرك.

صلاة: يا أيّتها العذراء المجيدة، كوني بالقربّ منّي في أوقات حياتي الصعبة، فإنك تعلّميني أن أتألّم، وأن أكفّرَ عن خطاياي، أن أحبّ الربّ، وأن أشعر بعنايته الأبويّة، وحنانكِ الأمومي”. آمين. (القديس غرينيون دي مونفور). 

25.اليوم الخامس والعشرون: السبت 18 مارس: السبت من الأسبوع الثالث من الزمن الأربعيني” اسرار الحزن”

يا والدة الإله العَذراء، إنّي أُقَدِّمُ لَكِ هذه خَمسَة أسرار الحزن، عَن إخوَتي المُشتَرِكين مَعي في هذه المَسبَحَة

الوَرديّة، لِكَيما يَهِبَهُم ابنكِ تَوبَة كامِلَة عَن جَميع خَطاياهُم، وتَكوني أنتِ عَونَهُم وشَفيعتهم. آمين.

  1. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل الحزن الذى حزنتِه لمّا صلّى ابنكِ يسوع فى بستان الزيتون وكان عرقه ينحدر على الأرض كالدم. الثمرة: الندامة

حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا ههُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ».ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي، وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى الْمَوْتِ. اُمْكُثُوا ههُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلًا وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». فَمَضَى أَيْضًا ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضًا نِيَامًا، إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضًا وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلًا ذلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. ثُمَّ جَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! هُوَذَا السَّاعَةُ قَدِ اقْتَرَبَتْ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ. قُومُوا نَنْطَلِقْ! هُوَذَا الَّذِي يُسَلِّمُني قَدِ اقْتَرَبَوَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ، إِذَا يَهُوذَا أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ. وَالَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلًا: «الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ». فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: «السَّلاَمُ يَا سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟» حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوْا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ. وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟». فِي تِلْكَ السَّاعَةِ قَالَ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَكُمْ أُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ وَلَمْ تُمْسِكُونِي. وَأَمَّا هذَا كُلُّهُ فَقَدْ كَانَ لِكَيْ تُكَمَّلَ كُتُبُ الأَنْبِيَاءِ». حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا. (متى36:26-56) ابانا والسلام والمجد

2. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل الحزن الذى حزنتِه لمّا جُلد ابنكِ يسوع. الثمرة: إماتة الحواس “  حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ. (متى26:27)

3. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل الحزن الذى حزنتِه لمّا كُلل ابنكِ يسوع بإكليل من الشوك على هامته المقدسة.

الثمرة: تواضع القلب” فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ، فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيًّا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِوَبَصَقُوا عَلَيْهِ، وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ،

نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.  (متى27:27-31)

4. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل الحزن الذى حزنتِه لمّا حمل ابنكِ يسوع صليبه. الثمرة: الصبر” وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَانًا قَيْرَوَانِيًّا اسْمُهُ سِمْعَانُ، فَسَخَّرُوهُ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ. (متى32:27)

5. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل الحزن الذى حزنتِه لمّا مات ابنكِ يسوع على الصليب. الثمرة: المغفرة للأعداء” وَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ جُلْجُثَةُ، وَهُوَ الْمُسَمَّى «مَوْضِعَ الْجُمْجُمَةِ» أَعْطَوْهُ خَلًا مَمْزُوجًا بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ. وَلَمَّا ذَاقَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَشْرَبَ وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: «اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً».ثُمَّ جَلَسُوا يَحْرُسُونَهُ هُنَاكَ. وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً: «هذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ». حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ الْيَسَارِ. وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ قَائِلِينَ: «يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!». وَكَذلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ الْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ قَالُوا: «خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا! إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيب فَنُؤْمِنَ بِهِ! قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللهِ، فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللهِ!». وَبِذلِكَ أَيْضًا كَانَ اللِّصَّانِ اللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ يُعَيِّرَانِهِ. وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: «إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ فَقَوْمٌ مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا». وَلِلْوَقْتِ رَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفِنْجَةً وَمَلأَهَا خَلًا وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ. وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَقَالُوا: «اتْرُكْ. لِنَرَى هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا يُخَلِّصُهُ!». فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ. وَأَمَّا قَائِدُ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوْا الزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ، خَافُوا جِدًّا وَقَالُوا: «حَقًّا كَانَ هذَا ابْنَ اللهِ!». وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، وَهُنَّ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ الْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ، وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي، وَأُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي. (متى33:27-56)

تدريب: “ «حَقًّا كَانَ هذَا ابْنَ اللهِ!».”  ردد هذه الآية اليوم وتمعن في كلماتها واعرف من هو الله ومن أنا ثم افحص ضميرك جيدا واعترف بخطاياك وزلاتك وتقصيرك طالبا المغفرة والرحمة. 

صلاة: ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك امح معاصي، اغسلني كثيرا من إثمي،

ومن خطيتي طهرني لأني عارف بمعاصي، وخطيتي أمامي دائما. إليك وحدك أخطأت، والشر قدام عينيك صنعت. انا اريد يا الله ان أكون مِلكا لك كلية في افكاري واقوالي وارادتي ولكنني أرى ضعفي وشروري وميولي الأرضية فدعني وعلمني كيف احبك لأني ضعيف وخاطئ وفقير واعمى وعريان. ساعدني يا الله ان اضع ذاتي بكليتها لك قلبا نقيا اخلق في يا الله، وروحا مستقيما جدد في داخلي ولا تطرحني من قدام وجهك، وروحك القدوس لا تنزعه مني. دعني ان أكون لك للأبد وانت تكون في ومعي دائما. آمين.

26.اليوم السادس والعشرون:الاحد 19 مارس – الأحد الرابع من الزمن الأربعيني-“لا تخف من الشر”

قراءات:

اِمْلأْ قَرْنَكَ دُهْنًا وَتَعَالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ، لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكًا».وَكَانَ لَمَّا جَاءُوا أَنَّهُ رَأَى أَلِيآبَ، فَقَالَ: «إِنَّ أَمَامَ الرَّبِّ مَسِيحَهُ». فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ».وَعَبَّرَ يَسَّى بَنِيهِ السَّبْعَةَ أَمَامَ صَمُوئِيلَ، فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى:«الرَّبُّ لَمْ يَخْتَرْ هؤُلاَءِ». وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «هَلْ كَمُلُوا الْغِلْمَانُ؟» فَقَالَ: «بَقِيَ بَعْدُ الصَّغِيرُ وَهُوَذَا يَرْعَى الْغَنَمَ». فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «أَرْسِلْ وَأْتِ بِهِ، لأَنَّنَا لاَ نَجْلِسُ حَتَّى يَأْتِيَ إِلَى ههُنَا». فَأَرْسَلَ وَأَتَى بِهِ. وَكَانَ أَشْقَرَ مَعَ حَلاَوَةِ الْعَيْنَيْنِ وَحَسَنَ الْمَنْظَرِ. فَقَالَ الرَّبُّ: «قُمِ امْسَحْهُ، لأَنَّ هذَا هُوَ». فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ.“(1صموئيل 1:16و 6-7و 10-13).

من رسالة القديس بولس لأهل أفسس:” لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ. لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرّ وَحَقّ. مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ الرَّبِّ.وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا. لأَنَّ الأُمُورَ الْحَادِثَةَ مِنْهُمْ سِرًّا، ذِكْرُهَا أَيْضًا قَبِيحٌ. وَلكِنَّ الْكُلَّ إِذَا تَوَبَّخَ يُظْهَرُ بِالنُّورِ. لأَنَّ كُلَّ مَا أُظْهِرَ فَهُوَ نُورٌ. لِذلِكَ يَقُولُ: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ». فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ

بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ”(افسس8:5-16)

فصل من انجيل القديس يوحنا 1:9-41): “وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟».3 أَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ. يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ». قَالَ هذَا وَتَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِينًا وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى وَقَالَ لَهُ: «اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: مُرْسَلٌ، فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيرًا. فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلًا أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى، قَالُوا: «أَلَيْسَ هذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟» آخَرُونَ قَالُوا: «هذَا هُوَ». وَآخَرُونَ: «إِنَّهُ يُشْبِهُهُ». وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ: «إِنِّي أَنَا هُوَ». فَقَالُوا لَهُ: «كَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟» أَجَابَ ذَاكَ وقَالَ: «إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ صَنَعَ طِينًا وَطَلَى عَيْنَيَّ، وَقَالَ لِي: اذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَاغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ». فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ ذَاكَ؟» قَالَ: «لاَ أَعْلَمُ». فَأَتَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ بِالَّذِي كَانَ قَبْلًا أَعْمَى وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ الطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. فَسَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضًا كَيْفَ أَبْصَرَ، فَقَالَ لَهُمْ: «وَضَعَ طِينًا عَلَى عَيْنَيَّ وَاغْتَسَلْتُ، فَأَنَا أُبْصِرُ». فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: «هذَا الإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللهِ، لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ السَّبْتَ». آخَرُونَ قَالُوا: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هذِهِ الآيَاتِ؟» وَكَانَ بَيْنَهُمُ انْشِقَاقٌ. قَالُوا أَيْضًا لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ!». فَلَمْ يُصَدِّقِ الْيَهُودُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى فَأَبْصَرَ حَتَّى دَعَوْا أَبَوَيِ الَّذِي أَبْصَرَ فَسَأَلُوهُمَا قَائِلِينَ: «أَهذَا ابْنُكُمَا الَّذِي تَقُولاَنِ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ؟ أَجَابَهُمْ أَبَوَاهُ وَقَالاَ: «نَعْلَمُ أَنَّ هذَا ابْنُنَا، وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى. وَأَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ فَلاَ نَعْلَمُ. أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلاَ نَعْلَمُ. هُوَ كَامِلُ السِّنِّ. اسْأَلُوهُ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ نَفْسِهِ».قَالَ أَبَوَاهُ هذَا لأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ مِنَ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ اعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ الْمَجْمَعِ.  لِذلِكَ قَالَ أَبَوَاهُ: «إِنَّهُ كَامِلُ السِّنِّ، اسْأَلُوهُ». فَدَعَوْا ثَانِيَةً الإِنْسَانَ الَّذِي كَانَ أَعْمَى، وَقَالُوا لَهُ: «أَعْطِ مَجْدًا للهِ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا الإِنْسَانَ خَاطِئٌ». فَأَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «أَخَاطِئٌ هُوَ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ». فَقَالُوا لَهُ أَيْضًا: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟ أَجَابَهُمْ: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ وَلَمْ تَسْمَعُوا. لِمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا أَيْضًا؟ أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلاَمِيذَ؟» فَشَتَمُوهُ وَقَالُوا: «أَنْتَ تِلْمِيذُ ذَاكَ، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّنَا تَلاَمِيذُ مُوسَى. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُوسَى كَلَّمَهُ اللهُ، وَأَمَّا هذَا فَمَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ». أَجَابَ الرَّجُلُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ فِي هذَا عَجَبًا! إِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ. وَنَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ، فَلِهذَا يَسْمَعُ. مُنْذُ الدَّهْرِ لَمْ يُسْمَعْ أَنَّ أَحَدًا فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى. لَوْ لَمْ يَكُنْ هذَا مِنَ اللهِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا». أجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «فِي الْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ، وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا!» فَأَخْرَجُوهُ خَارِجًا. فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجًا، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ؟ أَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لأُومِنَ بِهِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قَدْ رَأَيْتَهُ، وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ!». فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ!». وَسَجَدَ لَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ: «لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هذَا الْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ الَّذِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى الَّذِينَ يُبْصِرُونَ». فَسَمِعَ هذَا الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا لَهُ: «أَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَانٌ؟» قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ.

ترى ما هو غرض خلقتك ووجودك في هذه الدنيا؟ ما هي تلك الدعوة التى وضعها الله في داخلك لتتميمها؟

الكثير منا يسير في الحياة في ظلمة وغير قادر على اجابة ايا من السؤالين السابقين. بمجرد ان نقترب لنعرف الله كأب من خلال معموديتنا ونبدأ نبحث وندرك مشيئته في حياتنا عندئذ تختفي الظلمة فنسير في النور. في القراءة الثانية يشرح لنا القديس بولس الرسول في رسالته لأهل أفسس اننا الآن ابناء النور بالمسيح يسوع. وفي نص الانجيل بدأ الرجل المولود اعمى ان يرى ويؤمن عندما تقابل مع يسوع النور الحقيقي.

نرى في هذه المعجزة ليس فقط الرب الذي له قوة على الشفاء، كما في مريض بركة بيت حسدا، لكن الذي له قدرة على الخلق. ونرى عملية الخلق عندما تفل الرب يسوع على الأرض، وصنع من التفل طينًا، وطلى بالطين عيني الأعمى. لقد كوَّن بإصبعه عيني ذلك المولود أعمى! والرب لم يمنح هذا الأعمى نور البصر فحسب، بل أعطاه أيضًا نور البصيرة، وهكذا هو مكتوب «ابن الله قد جاء، وأعطانا بصيرة لنعرف الحق» (1يو5: 20). لقد شهد هذا الأعمى – الذي أبصر- عن المسيح شهادات رائعة، وإن كان قد لقي الطرد إذ «أخرجوه خارجًا» بعدما شتموه، فوجده يسوع وقال له: «”أتؤمن بابن الله؟“ أجاب ذاك وقال: ”من هو يا سيد لأومن به؟“ فقال له يسوع: ”قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو!“. فقال: ”أومن يا سيد!“ وسجد له»  

الكثير لديه ميل ان ينظر لقصص الكتاب المقدس كانها اما رمزية او تاريخية بشكل صارم، ولكن ان توضع في فئة واحدة فيعتبر هذا قصر نظر وعيب جوهري. بينما هناك طرق مختلفة لنقرأ ونفسر النص الكتابي والقصص العديدة التى جاءت – كفصة شفاء المولود أعمى- فهي في الوقت ذاته تاريخية وواقعية بينما ايضا رمزية وقياسية.

بعض الكتاب الرومان  واليهود الغير كتابيين شهدوا بحقيقة وجود رجل يجري عجائب من الناصرة وواعظ متجول من كان له متابعون كثيرين سردوا روايات عن عجائب ومعجزات شفاء مثل فتح عين اعمى والذي لم يكن مثلها من قبل وليس لها تفسير.  تاريخيا لدينا شهود عيان يمكنهم الشهادة بان المسيح قد شفى الأعمى والذي يضع مثل تلك القصة بالمعنى الحرفي في ضوء تاريخي (وايضا لا يقصد به التورية او اللعب بالكلمات).

عند اخذ الأمر بأكثر عمقا بنظرة مقدسة او من جهة اسرار كنسية كما هي طريقة كتابة القديس يوحنا دائما والتى يدعونا اليها يمكننا ان نرى بأكثر وضوح شيئا يثير العجب فهذه كانت قصة “معمودية”. الرجل كان مولودا أعمى تقابل مع الله المتجسد، والماء جاء من الله الذي استعمل لتحطيم الظلمة ومحو العمى وارشده الى نورالحياة تماما مثل سر المعمودية التى تمحو الخطيئة الأصلية. عندما ذهب ذلك الرجل ليغتسل عاد مبصرا واصبح مبشرا وشاهدا للحق الذي اختبره. لذا فتلك القصة تعكس معمودية جديدة من الظلمة للنور ومن العبودية الى التحرر.  

تدريب: باستخدام محرك البحث ابحث عن الآيات والنصوص الكتابية التى تتحدث عن الثقة في الله وعدم الخوف (مزمور 23و27و121). اقرأ نص من الكتاب المقدس يمكنه ان يشجعك ان لا تخاف كل يوم من هذا الأسبوع وتأمل في حقيقة سبب خوفك وما الذي تجده في ذاك النص الكتابي الذي شعرت بعد قراءتك وتأملك انه جعل خوفك يقل ويتلاشى. اكتب ذلك في مذكراتك ثم حاول مشاركة اصدقاؤك.

صلاة: يا روح الله القدوس تعال واملأ قلبي وقدني لأكون اقرب الى الأب السماوي وللراعي

الصالح. اشكرك يا الله لأنك دائما ترعاني وانا اعلم انك دائما ابدا تمنحني كل شيئ حسب

صلاحك ولذا فانا غير محتاج لشيئ سوى القرب منك والحياة بك ومعك. آمين.

27.اليوم السابع والعشرون:الاثنين  20 مارس – الأثنين من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني” عبادة دم يسوع الثمين[5] -1″

كرّست الكنيسة الكاثوليكية عمومًا واللاتينية خصوصًا شهر يوليو من كل عام لعبادة دم يسوع الثمين. وهي العبادة التي قام بتأسيسها الأسقف فرانشيسكو ألبرتيني (1770-1819) عام 1808 في كنيسة القديس نيقولا في روما. وقد ثبتها البابا بيوس السابع في العام التالي. وكان هدفها الأساسي عند نشأتها تعزيز الثقافة الدينية وعيش أسرار الكنيسة والقيام بأعمال الرحمة. نتشرت هذه الإرسالية في أوروبا وأمريكا. وازدادت شعبيّتها بشكل كبير في أفريقيا وخاصة في نيجيريا بسبب رئيسها الروحي الأسقف آيو ماريا أتويوبي، والرسائل السماوية التي أُعطيت لصبي نيجيري بعمر المراهقة يدعى برناباس نوويي بين عامي 1995 – 2003 والتي أُرسِلت إلى البابا القديس يوحنا بولس الثاني. فاستقبل هذا البابا بدوره الذين كرسوا أنفسهم لتلك العبادة، مبينًا في حديثه لهم أنّ دم المسيح المُراق هو أثمن مصدر لخلاص العالم، وهو العلامة الأكثر بلاغة التي تشهد للحب الإلهي الأسمى للبشرية.

لم يقتصر الاهتمام بعبادة دم يسوع الثمين على البابا يوحنا بولس الثاني. إنما كان قد سبق فلاقى العناية والرعاية من عدد كبير من الباباوات فبعد البابا بيوس السابع، نرى في القرن التاسع عشر اهتمام  البابا بيوس التاسع والبابا لاوون الثالث بها. حيث منح هذا الأخير بركته الخاصة لأعضائها وذلك في المنشور الصادر عنه في 30 سبتمبر1886. أمّا في القرن العشرين شجّع على هذه العبادة الباباوات بيوس العاشر وبيوس الحادي عشر وبيوس الثاني عشر – الذي أعلن عام 1954 قداسة بوفالو – وكذلك يوحنا الثالث والعشرون الذي قام بزيارة خاصة إلى كنيسة سانتا ماريا في تريفيو عام 1963، حيث يرقد جثمان القديس بوفالو. وكان قبلها بثلاثة أعوام، قد وجه يوحنا الثالث والعشرون رسالة مهمة وشهيرة إلى متعبدي دم يسوع الثمين.

أخيرًا يجب أن نذكر أنّ الكنيسة الكاثوليكية كانت قد خصصت يومًا محددًا لعيد دم يسوع، إذ

كان يُعيّد في الأحد الأول من شهر يوليو في القرن التاسع عشر. ثمّ، تم تحديده في الأول من الشهر عينه مع البابا بيوس العاشر.

وبعد المجمع الفاتيكاني الثاني، تم دمج عيد الجسد، الذي يقع في شهر يونيو، وعيد الدم المقدّس في عيد واحد، فأصبح «عيد جسد المسيح ودمه». يقع هذا العيد يوم الخميس، أو يوم الأحد، الذي يلي أحد الثالوث المقدس بحسب الطقس اللاتيني. أمّا عيد الدم كعيد على حدة بقي حيًّا فقط في الأراضي المقدسة، وتحديدًا في بازيليك جثسيماني. وجثسيماني هو البستان الذي صلّى فيه يسوع، في الليلة التي سبقت صلبه. حيث يخبرنا إنجيل لوقا: «… وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض.»

توجد ثلاثة أقسام لهذه العبادة[6]:

1.العبادة اليومية: الحد الأدنى يومياً من الصلوات للمُتعبد هي: المسبحة الوردية- مسبحة دم يسوع الثمين – صلاة تكريس للدم الثمين – طلبة دم يسوع الثمين وبامكانك اضافة أي صلوات أخرى من صلوات الدم الثمين.

2. ساعة الجسمانية: كل ليلة خميس من الساعة 11:00 إلى صباح الجمعة الساعة 3:00 تُعتبر ساعات الجسمانية. هذه هي الساعات الفعليّة التي عانى فيها ربنا في بستان الجسمانية. من الأفضل  أن تُصلّى هذه الساعات، أمام القربان، أو أمام مذبح. إذا لم تتوفر كنيسة محلّية قريبة، تستطيع أن تخصّص مكاناً مقدّساً أو مذبحاً عليه الصليب، صورة المسيح، إكليل من الشوك، شمعة إلخ.

3. شهر يوليو: كل الشهر (وكذلك الجمعة الثالثة من كل شهر)، تُكرم الكنيسة دم  ربنا الثمين. خلال هذا الشهرفتتلى تساعيات دم يسوع الثمين للغاية وغيرها.

       مسبحة دم يسوع المسيح الثمين للغاية- ثبتها قداسة البابا بيوس السابع(1809)

رسم اشارة الصليب

اللهمّ أصغِ إلى معونتي.

يا رب أسرع إلى إغاثتي.

       المجد للآب…

السر الأول: الختان “  وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ. (لوقا 21:2):

+ إن الدم الثمين الذى أهرقه لأول مرة فادينا الحبيب، كان فى اليوم الثامن بعد ميلاده، حين إختتن تكميلاً للشريعة الموسوية. لقد جاء ليتألم من أجلنا وهو بلا خطيئة وبلا تبعات خطيئة آدم وحواء الأصلية. لقد استسلم يسوع ليسفك دمه في اليوم الثامن من ميلاده الأرضي من أجل خلاص البشرية. ان سوع صنع ذلك ليفى للعدل الإلهى عن زلاتنا. ليحرك فينا مشاعر التوجع على ذنوبنا، ولنعد السيد المسيح بأن نعيش بنعمته الإلهية من الآن وصاعداً بالطهارة روحاً وجسماً. ان الكثير منا قد تناسى تلك الآلام التى عاناها يسوع من أجلنا والبعض الآخر غير مبال بذاك الدم المسفوك والبعض الآخر يرفض ان يكون المسيح كمخلص واله. فقدم الشكر لله عن اسرار وبركات الخلاص التى وهبها لنا واندم على تقصير البشر في حق يسوع الذي احبنا حتى المنتهى.

تقدمة السر: أيها الآب الأزلى، إنى أقدم إستحقاقات دم يسوع إبنك الحبيب وفادىّ الإلهى لأجل إنتشار وإرتفاع شأن أمنا الكنيسة المقدسة، لأجل حفظ ونجاح رأسها المنظور الحبر الأعظم، ولأجل الكرادلة والأساقفة ورُعاة الأنفس، ولأجل حفظ ونجاح رأسها المنظور الحبر الأعظم، ولأجل الكرادلة والأساقفة ورعاة الأنفس، ولأجل كافة خدمة الهيكل، آمين.

++ صل خمس مرات الأبانا الذى فى السموات…. ثم

  • المجد للآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين.
  • ليكن على الدوام مباركاً وممجداً يسوع الذى بدمهِ خلّصنا.
  • نسألك يا ربّ أن تُشفق على عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.آمين.

السر الثانى:فى بستان الزيتون:” وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضًا تَلاَمِيذُهُ.

وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلًا: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ”(لوقا 39:22-44).

+ المرة الثانية التى اريق فيها دم يسوع المسيح الثمين كانت في بستان الزيتون. إن يسوع عرق دمَهُ بغزارة في بُستان الزيتون، حتى أن الأرض إبتلت مِنه، وذلك لنظره الخيانة العظيمة التى سيُعاملهُ بها البشر أمام حبه المفُرط لهم. ليس هناك اي شيئ آخر فلقد قدم آلام مرعبة وموت على خشبة العار لأبيه السماوي من أجل خلاص أزلي لكل البشرية ولكل شخص ولد حتى ذلك الوقت الذي مات فيه وايضا من اجل كل شخص ولد بعد ذلك وحتى نهاية العالم لأن بآلامه وموته سيحصل القديسين والأبرار على ما يستحقونه من البركات والاستحقاقات والنعم لذلك الخلاص والذي قدمه لهم. بينما كان يسوع في بستان الزيتون فلقد سأل كلا منا ان نصلي لكي لا نقع في التجربة”صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة”، بتلك الكلمات يذكرنا يسوع في شخص الثلاث رسل الذين كانوا معه في البستان على خطورة الفتور والتراجع والكسل والنوم الروحي، وانه علينا ان نكون يقظين وساهرين ومصلين وضرورة الثبات في الايمان.    

+ لنندم إذاً على المعاملة السيئة التى كافأنا بها إحساناته العديده، ونقصد أن نستفيد من نِعَمِهِ وإلهاماته المُقدسة.آمين.

تقدمة السر: أيها الآب الأزلى، إنى أقدم إستحقاقات دم يسوع إبنك الحبيب وفادىّ الإلهى لأجل

الصلح والإتفاق فيما بين الرؤساء والمسؤولين المتولين علينا، لأجل إنتصار الإيمان المُقدس،

ولأجل سعادة الشعوب، آمين.

++ خمس مرات الأبانا الذى فى السموات…. ثم المجد للآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين. ليكن على الدوام مباركاً وممجداً يسوع الذى بدمهِ خلّصنا. نسألك يا ربّ أن تُشفق على عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.آمين.

تدريب: صلي للروح القدس من أجل أن يُرشدك إلى إيجاد التوازن المُناسب لصلاتك مع عملك وإلتزاماتك العائلية بما يتناسب ووضعك في الحياة. إبدأ بإهمال النشاطات التافهة وإستبدلها بالصمت والصلاة.

صلاة: ا يسوع المسيح الحنون، الذي لا نهاية لرحمته، إننا نعبد قلبك المُتألم الذي يتحمّل آلاماً وأحزاناً عظيمة من أجل خلاص البشر. يا أيها الحَمَل الإلهي، إبن الله وإبن مريم العذراء، يا أيها الإله والإنسان، أنت الذي عانيتَ بحزن من أجل حُبّ البشر، وقبلت شريعة الختان وبخوف وعذاب عظيم تعرقت دماً في بستان الجسمانية من اجل الخلاص للجنس البشري. إننا نعبد دمك الثمين المنسكب من الجراحات الكثيرة في جسدك المُقدس. إننا نُصلي من أجل إهتداء الخطأة غير التائبين في العالم أجمع. اسمح بقطرة واحدة من دمك الثمين أن تسقط على قلوبهم، لكي يهتدي إليك جميع البشر بشفاعة الكاروبيم والسيرافيم وجميع ملائكة السماء. آمين.

28.اليوم الثامن والعشرون:الثلاثاء 21 مارس: الثلاثاء من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني-” دم يسوع الثمين -2″

السر الثالث: الجلد على العمود:” فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ. وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلًا مِنْ

شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوَانٍ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!». وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ“(يوحنا1:19-3).

+ لثالث مرة اهرق السيد المسيح دمه الثمين من اجلنا كان فى جَلدِه الأليم، بنوع أن هذا الدم الثمين كان يتفجر من جسمه الكريم ومن أعضائه بغزارة. فكان يقدم ذلك إلى أبيه الأزلى، وفاًء عن عدم صبرنا وعن تفاهاتِنا. فلماذا لا نقمع فينا ثورة الغضب؟ ونكبح حب الذات؟ بتلك الجلدات يرغب يسوع ان يعلمنا من اجل انقاظنا من السعادة الخاطئة ان نمارس الاماتات ونكتسب الفضائل وان نتطلع دائما نحو الأشياء الروحية والابدية. جزء من مهامنا كرسل حقيقيين ليسوع المسيح ان نواصل الصلاة لتحول الخطاة وتحرير النفوس من خضوعها للشر فيسوع ربنا ومخلصنا قدّم تلك الآلام والجلدات واللوم والمعايرة والاستهزاء والصلب والموت لأبيه السماوي من اجلنا وبموته على الصليب دفع ديوننا للعدل الالهي. لِنجتهد اذن أن نتمسك في المُستقبل بالصبر في المحن وفى إستصغار أنفسنا، فنتقبل بسكون الإهانات التى توجه لنا.آمين.

تقدمة السر: + أيها الآب الأزلى، إنى أقدم إستحقاقات دم يسوع إبنك الحبيب وفادىّ الإلهى لأجل إرتداد غير المؤمنين، ولأجل إبادة الهرطقات والإنشقاقات، ولأجل رجوع الخطأة إلى التوبة، آمين.

++ خمس مرات الأبانا الذى فى السموات…. ثم المجد للآب والإبن والروح القدس إله واحد

آمين. ليكن على الدوام مباركاً وممجداً يسوع الذى بدمهِ خلّصنا. نسألك يا ربّ أن تُشفق على

عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.آمين.

 السر الرابع: التكليل بالشوك:” فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ،  فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيًّا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِوَبَصَقُوا عَلَيْهِ، وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.“(متى27:27-31).

لرابع مرة يسفك يسوع المسيح دمه الثمين الذىسال بكثرة من رأس يسوع، لما تكلل بالشوك فدم يسوع تدفق من راسه وانحدر لأسفل الى باقي جسده. عندئذ اجتمع العسكر حول ملك الملوك ورب الأرباب وانهالوا عليه بالتجاديف والهزء والسخرية وبعضهم سجدوا و” بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ قَائِلِينَ: «تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟».“(متى67:26-68).

لقد عانى من تلك الأشواك والأحزان والسخرية واللطم والاهاناتوالتجديف كعقاب عن كبريائنا وأفكارنا الشريرة وكلماتنا وافعالنا وطمعنا من اجل المال والقوة . وأما نحن فلم نزل ترعى فبنا روح الكبرياء والعجرفة، ونزرع فى أفكارنا التصوّرات الدنسة والتخيّلات القبيحة.لنتمعن من الآن ونتخيل فناءنا وشقاءنا، وضعفنا، ولنقاوم بصدق وثبات جميع هجمات الشيطان الأثيمة. فهل نستمر ان نبحث لأنفسنا بدون ان نخجل الابتعاد عن غرور العالم وشهواته:” أَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ.وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ.“(1يوحنا16:2-17).

تقدمة السر:أيها الآب الأزلى، إنى أقدم إستحقاقات دم يسوع إبنك الحبيب وفادىّ الإلهى لأجل أقربائنا ,اصدقائنا وأعدائنا، ولأجل المُحتاجين والمرضى، ولأجل كافة الذين أنا ملزم أن أصلى لأجلهم أو تريدنى أن أصلى لأجلهم، آمين.

++ خمس مرات الأبانا الذى فى السموات…. ثم المجد للآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين. ليكن على الدوام مباركاً وممجداً يسوع الذى بدمهِ خلّصنا. نسألك يا ربّ أن تُشفق على

عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.آمين.

السر الخامس: حمل الصليب:” فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ

الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «الْبَلاَطُ» وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا». وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!». فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!». فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ. فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»،”(يوحنا13:19-17).

لخامس مرة سفك ربنا يسوع المسيح دمه الثمين من اجلنا والذي فاضَ من كتفيّ يسوع في مسيرته إلى جبل الجُلجثة وهو مُثقل بالصليب، حتى أن الشوارع التى إجتازها في أورشليم تلطخت بهذا الدم الثمين. ترى، ألم نكن نحن من حملة هؤلاء الواضعين الصليب على مِنكبيه؟ مَن يَعلم كم وكم من الأنفس قد زُجت في جهنم بسبب قدوتنا الرديئة؟ لنُصلِح ذلك، بأن نسعى لخلاص النفوس بواسطة نصائحنا وإرشاداتنا التقوية وقدوتنا الصالحةِ.آمين.

تقدمة السر: أيها الآب الأزلى، إنى أقدم إستحقاقات دم يسوع إبنك الحبيب وفادىّ الإلهى لأجل جميع الذين سينتقلون اليوم من هذه الحياة إلى الآخرة، لكى تنجيهم من عذابات الجحيم، وتمتعهم عاجلاً بالسعادة الأبدية، آمين.

++ خمس مرات الأبانا الذى فى السموات…. ثم المجد للآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين. ليكن على الدوام مباركاً وممجداً يسوع الذى بدمهِ خلّصنا. نسألك يا ربّ أن تُشفق على

عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.آمين.

تدريب: حاول اليوم ان تقطف وردة واذا وخزت من اشواكها فكيف تشعر؟ انها وخزة واحدة من شوكة واحدة وها هي قد آلمتك فتذكر كم الآلام التى شعر بها يسوع من اكليل الشوك.

صلاة: يا يسوع المسيح الحنون، الذي لا نهاية لرحمته، إننا نعبد قلبك المُتألم الذي يتحمّل آلاماً وأحزاناً عظيمة من أجل خلاص البشر. يا أيها الحَمَل الإلهي الوديع، إبن الله وإبن مريم العذراء، يا أيها الإله والإنسان، إن رأسك الأقدس قد كُلل بالأشواك. إن هيكل الحكمة الإلهية قد ضُرب من قبل الخطأة الطائشين بعصي من حديد من أجل جلب السلام إلى العالم وإنشاء جنة عدن جديدة. إننا نعبد دمك الثمين الذي يرشح من رأسك الأقدس. إننا نتوسل إليك من أجل تحرير النفوس من المطهر وحماية النفوس المنازعة. أسكب دمك الثمين لكيما يتشتت جميع أعدائك بشفاعة العروش والقوى السماوية وجميع جيوشها. آمين.

29.اليوم التاسع والعشرون: “الاربعاء 22 مارس: الأربعاء من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني ” دم يسوع الثمين للغاية-3″

السر السادس: دق المسامير:” وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى «جُمْجُمَةَ» صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ، وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ.“(لوقا33:23) و” وَكَانَ نَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ، فَكَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. وَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ، وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ مِنْ وَسْطِهِ. وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَ: «يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ.“(لوقا44:23-46).

إن المخلص سفك دمهُ بأوفر غزارة في صَلبه الأليم، عندما تدفق من عروق جسمه المهشم وشرايينه الممزقة مثل ينبوع من يديهِ ورجليهِ، ذاك الدم بلسم الحياة الأبدية غفرانا عن جرائم العالم وآثامه. هل يوجد بعد مِن يريد أن يداوم على إرتكاب الخطيئة ويجدّد بذلك صَلب إبن الله الوحيد؟

لِنبكِ إذاً بمرارة نقائصنا، ونقر بها في سر المصالحة ونكفّر عنها، ولنبتدىْ من الآن سيرة مسيحية صالحة، مصورين أمامَ أعيننا عِظم مقدار الدم الكريم الذى أهرقه يسوع المسيح لخلاصنا الأبدى.

تقدمة السر:+ أيها الآب الأزلى، إنى أقدم إستحقاقات دم يسوع إبنك الحبيب وفادىّ الإلهى لأجل جميع الذين يسعون فى نشر هذه العبادة، آمين.

++ خمس مرات الأبانا الذى فى السموات…. ثم المجد للآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين. ليكن على الدوام مباركاً وممجداً يسوع الذى بدمهِ خلّصنا. نسألك يا ربّ أن تُشفق على

عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.آمين.

السر السابع: الطعن بالحربة:” ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ، فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا، سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا. فَأَتَى الْعَسْكَرُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ الأَوَّلِ وَالآخَرِ الْمَصْلُوبِ مَعَهُ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ. لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ

وَمَاءٌ.“(يوحنا31:19-34)

لسابع مرة أهرق دم يسوع بعد مَوته، حينما إخترقت الحربة جنبهُ، وجرحت قلبهُ المُحِب. فخرج منه دم وماء، ليبرهن لنا أنهُ قد أهرَق دمَهُ كلّه حتى آخر نقطة لأجل خلاصنا. ان حبه الغزير المخلص من اجلنا يجعلنا  ملتزمين ان نندم على خطايانا. فيا لها من رأفة وحب مُتناهيين في سبيل خلاصنا, وبما أننا عاجزون عن تقديم الشكر لفادينا المحبوب. احد البركات والاستحقاقات لخلاص المسيح انه حصل من اجلنا على رحمة الله. لنتضرع اذن للثالوث الأقدس شاكرين تلك الهبة العظمى. ولنتضرعُ لجميع القديسين والملائكة، ونستغيث بوالدتنا الطاهرة مريم العذراء ليُسبحوا ويُمجدوا عنا دمك السامى الثمين هاتفين: ليحيىَ دم يسوع المُبارك، الآن وإلى دهر الداهرين.آمين.

تقدمة السر:أيها الآب الأزلى، إنى أقدم إستحقاقات دم يسوع إبنك الحبيب وفادىّ الإلهى لأجل إسعاف الأنفس المطهرية وبشفاعات الذين كانوا أكثر تعبداً نحو هذا الدم الكريم، خلاصنا، ونحو أوجاع أمنا العذراء مريم الكلية القداسة، آمين.

++ خمس مرات الأبانا الذى فى السموات…. ثم المجد للآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين. ليكن على الدوام مباركاً وممجداً يسوع الذى بدمهِ خلّصنا. نسألك يا ربّ أن تُشفق على

عبيدك الذين افتديتهم بدمك الكريم.آمين.

تدريب: افحص اليوم ضميرك على ضوء وصايا الله وحاول ان تكتبها محددا الوصية وكيف لم تممها لأي سبب من الأسباب. صلي من اجل ان يرشدك روح الله ان تتعمق اكثر في كشف ضعفاتك وقصورك. اندم من كل قلبك على كل ضعف او زلة او اثم او تعدي او خطيئة طالبا الرحمة من اله كل رحمة ثم في اقرب فرصة خذ ما سطرته الى مرشدك الروحي وانصت الى ارشاداته وطبقها بكل حزم. ضع امامك صورة للسيد المسيح المصلوب قهي ستساعدك لمعرفة مقدار الألم الذي سببته لمن أحبك دائما.

صلاة: يا يسوع المسيح الحنون، الذي لا نهاية لرحمته، إننا نعبد قلبك المُتألم الذي يتحمّل آلاماً وأحزاناً عظيمة من أجل خلاص البشر. يا أيها الحَمَل الإلهي الرحوم، إبن الله وإبن مريم العذراء، يا أيها الإله والإنسان، بتواضع قبلتَ صليب خلاص العالم. بتواضع مدّدتَ جسدك على الصليب، بينما مسكك شعبُك وسمّرك عليه. ويا أيها الإله والإنسان، الناس الأشرار في العالم طعنوا جنبك الأقدس. إن الدم والماء إمتزجا وسَرَيا، فَغَسَلا وخلصا العالم من الخطيئة. إننا نتوسل إليك أن تحمي نفوس القدّيسين الأحياء في هذا العالم أجمع ضدّ أنشطة المسيح الدجّال. أسكب دمك

الثمين عليهم، لكيما، بشفاعة القديسين وجميع الملائكة، تنتهي مُعاناتهم في السماء. آمين.آمين.

30.اليوم الثلاثون: الخميس 23 مارس- الأربعاء من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني ”

“دم يسوع الثمين-4)

طلبة دم يسوع الأقدس
كیریالیسون، كریستالیسون، كیریالیسون
.یا ربنا یسوع المسیح، أنصت إلینا
.یا ربنا یسوع المسیح، استجبنا
.أیھا الآب السماوي الله، ارحمنا
.یا ابن الله مخلّص العالم، ارحمنا
.أیّھا الروح القدس الله، ارحمنا
.أیّھا الثالوث القدوس الإلھ الواحد، ارحمنا
.یا دم المسیح، الابن الوحید للآب الأزلي، خلّصنا
.یا دم المسیح، كلمة الله المتجسد، خلّصنا
یا دم المسیح، دم العھد الجدید الأبدي، خلّصنا
.یا دم المسیح، المتساقط على الأرض أثناء النزاع، خلّصنا
.یا دم المسیح، النازف بغزارة أثناء الجلد، خلّصنا
.یا دم المسیح، النازف من الجبھة عند التكلیل بالشوك، خلّصنا
.یا دم المسیح، المُھراق على الصلیب، خلّصنا
.یا دم المسیح، ثمن خلاصنا، خلّصنا
.یا دم المسیح، الذي بدونھ لا مغفرة، خلّصنا
.یا دم المسیح، الشراب القرباني و منعش النفوس ، خلّصنا
.یا دم المسیح، نبع الرحمة ، خلّصنا
.یا دم المسیح، الانتصار على الشیاطین، خلّصنا
.یا دم المسیح، شجاعة الشھداء، خلّصنا
.یا دم المسیح، قوة المعترفین، خلّصنا
.یا دم المسیح، مثمر العذارى، خلّصنا
.یا دم المسیح، معونة من ھم في خطر، خلّصنا
.یا دم المسیح، راحة المتعبین، خلّصنا
.یا دم المسیح، عزاء المحزونین، خلّصنا
.یا دم المسیح، رجاء التائبین، خلّصنا
.یا دم المسیح، عزاء المشرفین على الموت، خلّصنا
.یا دم المسیح، سلام و رقة القلوب، خلّصنا
.یا دم المسیح، عربون الحیاة الأبدیة، خلّصنا
.یا دم المسیح، محرر النفوس من المطھر، خلّصنا
.یا دم المسیح،المستحق كلّ مجد و إكرام، خلّصنا
.یا حمل الله الحامل خطایا العالم،أنصت إلینا
.یا حمل الله الحامل خطایا العالم، استجب لنا
.یا حمل الله الحامل خطایا العالم، ارحمنا
.ك: لقد خلصتنا یا رب، بدمك
: و جعلتنا لإلھنا مملكة
لنصل: أیّھا الإله الأزلي القدیر، لقد ارسلت ابنك الوحید مخلصا للعالم، و ارتضیت أن یھدئ دمه غضبك، امنحنا نحن المتوسلون إلیك، أن نكون أھلا لنعظّم ثمن خلاصنا ھذا و أن نكون محمیین بقوته من شرورالحیاة الحاضرة، و ننعم بثماره إلى الأبد في السماء، بربنا یسوع المسیح نفسه .آمین

تدريب: حاول ان تتذكر متى كانت فترة فتورك الروحي وكيق تركتك تشعر بأن الله قد تركك وانه

لا يستجيب لأي صلاة او طلبة. هل لديك خبرة مثل تلك؟ وهل هي متكررة في حياتك؟ هل يمكنك العودة الى الوراء محاولا ان تتذكر تلك الفترات التي كنت تحاول ان تبعد الله من حياتك.

ترى ما هي الأسباب التي تعيد لك مثل ذلك الشعور ولماذا تظهر مرة ومرات؟

صلاة: يا الله العظيم والرحوم من اجل جميع خطاياي المميتة والعرضية ومن اجل كل مشاعر الحقد والاهمال ولا مبالاة لكل الذنب الذي احمله ومن اجل ما استحقه من عقاب عادل اقدم لك العذابات الى لا توصف والتى اخترقت قلب ابنك الأقدس وهو على الصليب مصلوبا ومرفوعا ومنكس الرأس لتتشفع من اجلي ان ترحمني يا إله كل رحمة، فأنت وحدك مصدر الحياة. آمين.

31.اليوم الواحد والثلاثون: الجمعة 24 مارس: الجمعة من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني “دم يسوع الثمين-5”

يا يسوع المسيح، الله الإنسان، يا من كُللت بالأشواك حاملاً خشبة العار ومرتديا الحلّة الملوكية الأرجوانية، ها أنا بدمك الثمين أمجدك يا رجل الأوجاع وأعترف بك الهي وملكي.

يا يسوع الـمصلوب، ها أني أجحد الشيطان وأكره الشر والخطيئة التي أبعدتني عن ربي والهي المحبوب واعترف بولائي لك كمخلص ورب واتوسل اليك ان تجعلني مِلكا لك بقوة حبك العجيب. أعدك أن أكون أمينا كي تُسر بي وان اهرب من كل سبب خطيّة وبأن أحمل مسؤوليتي بأمانة كمؤمن صالحاً تابعاً لكنيستك الكاثوليكية، وأن أمارس بمعونتك الفضائل الإلهية.

يا يسوع المصلوب، اقبل صلاتي التي ارفعها اليك خلال زمن هذه التساعية كتعبير عن امتناني الخالص لكل الأحزان والآلام التي عانيتها وحملتها نيابة عني و تكفيرا عن جميع خطاياي وبرهانا لحبك العظيم لي. أعترف بك أنت إلهي وملكي يا من شئت أن تتجسد لكي تنقلني من الموت الأبدي للحياة الأبديـة.

أشكرك كأخ حقيقي وضع نفسه وحياته من أجلي وبرهانا ان الحب العظيم يمكن تحقيقه، فأسألك المغفرة عن ضعف تذكّري لك وفي صليبك وسامحني لأنني كنت سبب أحزانك وآلامك بخطاياي العديدة التي اقترفتها طيلة حياتي.

أصلّي لك يا يسوعي من أجل النِعم العديدة التي انا في أشد الإحتياج لها كي أعرفك وأحبك

وأخدمك بأمانـة حتى الموت ولكي أخلص نفسي، فأعطني هذه الإرادة والقدرة لتمجيد آلامك المقدسة والتي بها خلُصت أنا والبشرية جمعاء. ها أنا أمجدك خاصة في القداس الإلهي والذي هو صورة تقدمتك على الصليب، فعلّمني كيف أوحد آلامي ومتاعب حياتي مع آلامك وأحزانك.

وأخيرا وبحق احزانك وآلامك وبحق قلبك الأقدس المتوهج بالحب لي والمنتظر بلهفة حبي له، وبحق أحزان مريم أم الأحزان، أسألك هذه النعمة الخاصـة (أذكر النعمة المطلوبة)

وكلي ثقة ورجاء في تلبيتها إذا ما وافقت مشيتك الإلهيـة. آمين.

تدريب: “ هل تحب يسوع؟ هل محبتك له بالكلام واللسان؟ حاول اليوم ان تقيّم علاقتك بيسوع وكن امينا مع نفسك واذا اكتشفت ان محبتك ليسوع مظهرية فقط فاسرع لأن تقترب منه طالبا معونته لكي يكشف لك عن ذاته.

صلاة: أيّها الربّ الإله القادر على كلّ شيء، نضرع إليك بحقّ الدم الثمين المهراق من جسد ابنك الإلهي يسوع المسيح في حال جَلْدِه المؤلم، أن تخلّص الأنفس المطهريّة، وبالأخصّ تلك التي هي على وشك الخلاص، والدخول إلى المجد السماوي، لكي تسبّحك وتباركك إلى أبد الآبدين. آمين

32.اليوم الثاني والثلاثون: السبت 25 مارس: السبت من الأسبوع الرابع من الزمن الأربعيني- “ دم يسوع الثمين-6″

يا يسوع المسيح، الله الإنسان، يا من كُللت بالأشواك حاملاً خشبة العار ومرتديا الحلّة الملوكية الأرجوانية، ها أنا بدمك الثمين أمجدك يا رجل الأوجاع وأعترف بك الهي وملكي.

يا يسوع الـمصلوب، ها أني أجحد الشيطان وأكره الشر والخطيئة التي أبعدتني عن ربي والهي المحبوب واعترف بولائي لك كمخلص ورب واتوسل اليك ان تجعلني مِلكا لك بقوة حبك العجيب. أعدك أن أكون أمينا كي تُسر بي وان اهرب من كل سبب خطيّة وبأن أحمل مسؤوليتي بأمانة كمؤمن صالحاً تابعاً لكنيستك الكاثوليكية، وأن أمارس بمعونتك الفضائل الإلهية.

يا يسوع المصلوب، اقبل صلاتي التي ارفعها اليك خلال زمن هذه التساعية كتعبير عن امتناني الخالص لكل الأحزان والآلام التي عانيتها وحملتها نيابة عني و تكفيرا عن جميع خطاياي وبرهانا لحبك العظيم لي. أعترف بك أنت إلهي وملكي يا من شئت أن تتجسد لكي تنقلني من الموت الأبدي للحياة الأبديـة.

أشكرك كأخ حقيقي وضع نفسه وحياته من أجلي وبرهانا ان الحب العظيم يمكن تحقيقه، فأسألك المغفرة عن ضعف تذكّري لك وفي صليبك وسامحني لأنني كنت سبب أحزانك وآلامك بخطاياي العديدة التي اقترفتها طيلة حياتي.

أصلّي لك يا يسوعي من أجل النِعم العديدة التي انا في أشد الإحتياج لها كي أعرفك وأحبك وأخدمك بأمانـة حتى الموت ولكي أخلص نفسي، فأعطني هذه الإرادة والقدرة لتمجيد آلامك المقدسة والتي بها خلُصت أنا والبشرية جمعاء. ها أنا أمجدك خاصة في القداس الإلهي والذي هو صورة تقدمتك على الصليب، فعلّمني كيف أوحد آلامي ومتاعب حياتي مع آلامك وأحزانك.

وأخيرا وبحق احزانك وآلامك وبحق قلبك الأقدس المتوهج بالحب لي والمنتظر بلهفة حبي له، وبحق أحزان مريم أم الأحزان، أسألك هذه النعمة الخاصـة (أذكر النعمة المطلوبة)

وكلي ثقة ورجاء في تلبيتها إذا ما وافقت مشيتك الإلهيـة. آمين.

تدريب: عليك اليوم  أن تذهب بنفسك للرب المسيح، ونتحدث معه، وتكون لك عِشرة مع الكتاب المقدس والأسرار، بدلًا من أن نكتفى بالسماع عنه من الآخرين فقط.. قف امام المصلوب وتحدث اليه. اذهب الى اقرب كنيسة وزر القربان المقدس وتحدث اليه. زر احد المستشفيات وتحدث اليه. زر احد الملاجئ او دور المسنين وتحدث اليه.

صلاة: يا يسوع إنّي أجثو أمام قدَمَيكَ وأبكي تلك الأوجاع المتعدّدة التي سبَّبَتْها لك خطايا العالم. إنّي أراك مربوطًا على عامود الجلد، حيث تمزّق جسدُك الطاهر وتقطّع إربًا إربًا تحت سياط الجلاّدين، فكان إذّاك جسمُك العفيف قد أصبح كلّه جراحات تنبعث منها الدماء.

آه لنا! إنّ هذا الدم الذي من المفروض أن يكون لدينا مكرّسًا ومعبودًا، قد أُهرِقَ على أيادي أُناسٍ مجرمين. 

ومع هذا كلّه، إنّ محبّتك يا يسوع لم تزل ترمي إلى سَفْكِ هذا الدم، ولم تكتفِ حتّى يُستنْفدُ كاملاً من سائر عروقك. وهكذا أَنظرُ إليكَ وأنت صاعد إلى جبل الجلجلة، وقد خارت قواك من التعب، لكي تتمدّد على فراش الأوجاع والمسامير الحادّة التي توثقك على الصليب، مصبوغًا بالدم، يسيل منه على المجدليّة الجاثية أمام الصليب، فتُعانِق العود المبارَك وتَسْنُد إليه رأسها والدم يجري أمام عينَي والدتك، التي تقدّمه بقلب ممزَّق وهي واقفة على رِجْلَيها أمام مذبح التقدمة، لأجل أبناء البشر، في الماضي والمستقبل. 

  فعلى هذا الدم الثمين أضع رجائي يا يسوع، وبهذا الدم المبارَك أرجوك يا ربّ أن تمزّق قلبي بسهام محبّتك، وبصوت هذا الدم القويّ، أطلب منك النِعَم والرحمة ليس فقط لي، بل لجميع الأنفس التي تقاوم نداء نِعَمك، وترفض التقرّب من الصليب ومن القربان المقدّس لتنال الغفران والحياة. 

 إرحم يا يسوع، رحمة واسعة هؤلاء المساكين، وأشفق أيضًا على تلك الأنفس التي تجسر على الدنوّ منك بقلب مدنَّس، والذين يمزجون دمك المعبود مع أوحال الخطيئة. تقبّل منّي يا ربّ هذا الحزن وهذه الدموع كتعويض يسير عنهم، ولتكن محبّتي نحوك كنقطة من البلسم على جراحات قلبك الإلهيّ. فيا دم يسوع المسيح الثمين الذي أُهْرِقَ ليجلب لنا الرأفة، أسكب فَيْضَ نِعَمك علينا.

ها إنّ رؤوسنا وأيادينا وأفكارنا وعقولنا ونيّاتنا وأميالنا وأعمالنا وشعورنا الداخليّة والخارجيّة أمامك، إغْسِلها كلّها، طهّرها بأكملها، إشفِها لأنّها سقيمة، غيّرها بقوّتك الإلهيّة، لنتمكّن من الاتحاد بك نقّنا، زيّنا، خلّصنا، وكلّلنا بالمجد. آمين

صلاة عيد البشارة:   يا مريم العذراء القديسة، يا من أُرسل لها الملاك جبرائيل ليبشرها بانها ستكون ام الإبن الوحيد، صلي من اجلنا نحن الملتجئين اليك. يا مريم المحبوبة القديسة نهبك نفوسنا بجملتها لكِ، ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ايضا وليكن مباركا حبلك الطاهر بلا دنس يا مريم العذراء المباركة ويا ام الله. احييك ايتها البتول الدائمة، يا والدة الله، يا عرش النعمة، يا معجزة قوة العلي. أحييك يا قدس الثالوث الأقدس وملكة الكون، يا أم الرحمة وملجأ الخطأة. أيتها الأم الـمُحبة، منجذبا بجمالك وعذوبتك وعطفك ورقتك، أتجه اليك بثقة أنا الخاطئ التعيس، وأتوسل اليك أن تستمدي لي من ابنك الحبيب النعمة التى أطلبها منك في هذه الساعة (أذكر طلبك). استمدي أيضا يا ملكة السماء ندامة حقيقية عن خطاياي الكثيرة، ونعمة الإقتداء بالفضائل التى مارستيها بإخلاص خصوصا التواضع، والطهارة، والطاعة. وفوق كل شيئ، أتوسل اليك أن تكونى أمي وحاميتي وأن تقبليني فى عداد ابنائك المخلصين، وأن تقوديني الى عرش مجدك السامي.

لا ترفضي توسلاتي يا أم الرحمة. أشفقي عليّ ولا تتخلي عني فى حياتي وفى ساعة موتي.

آمين.

33.اليوم الثالث والثلاثون: الأحد 26 مارس- الأحد الخامس من الزمن الأربعيني “رجل ميت يمشي”

قراءات:

نبؤة حزقيال 12:37-14

لِذلِكَ تَنَبَّأْ وَقُلْ لَهُمْ: هكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَفتَحُ قُبُورَكُمْ وأُصْعِدُكُمْ مِنْ قُبُورِكُمْ يَا شَعْبِي، وَآتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ عِنْدَ فَتْحِي قُبُورَكُمْ وَإِصْعَادِي إِيَّاكُمْ مِنْ قُبُورِكُمْ يَا شَعْبِي. وأَجْعَلُ رُوحِي فِيكُمْ فتَحْيَوْنَ، وَأَجْعَلُكُمْ فِي أَرْضِكُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ وَأَفْعَلُ، يَقُولُ الرَّبُّ».

من رسالة القديس بولس الرسول لأهل رومية (8:8-11)

 فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ. وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ، فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ، وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ. وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ.

من انجيل القديس يوحنا(1:11-45)

وَكَانَ إِنْسَانٌ مَرِيضًا وَهُوَ لِعَازَرُ، مِنْ بَيْتِ عَنْيَا مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وَمَرْثَا أُخْتِهَا. وَكَانَتْ مَرْيَمُ، الَّتِي كَانَ لِعَازَرُ أَخُوهَا مَرِيضًا، هِيَ الَّتِي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِطِيبٍ، وَمَسَحَتْ رِجْلَيْهِ بِشَعْرِهَا. فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ إِلَيْهِ قَائِلَتَيْنِ: «يَا سَيِّدُ، هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ». فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ، قَالَ: «هذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ، لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ اللهِ بِهِ».وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ. فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ. ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «لِنَذْهَبْ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ أَيْضًا». قَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ: «يَا مُعَلِّمُ، الآنَ كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَنْ يَرْجُمُوكَ، وَتَذْهَبُ أَيْضًا إِلَى هُنَاكَ». أَجَابَ يَسُوعُ: «أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ النَّهَارِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ؟ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَمْشِي فِي النَّهَارِ لاَ يَعْثُرُ لأَنَّهُ يَنْظُرُ نُورَ هذَا الْعَالَمِ، وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَمْشِي فِي اللَّيْلِ يَعْثُرُ، لأَنَّ النُّورَ لَيْسَ فِيهِ». قَالَ هذَا وَبَعْدَ ذلِكَ قَالَ لَهُمْ: «لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ». فَقَالَ تَلاَمِيذُهُ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كَانَ قَدْ نَامَ فَهُوَ يُشْفَى». وَكَانَ يَسُوعُ يَقُولُ عَنْ مَوْتِهِ، وَهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ يَقُولُ عَنْ رُقَادِ النَّوْمِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ حِينَئِذٍ عَلاَنِيَةً: «لِعَازَرُ مَاتَ. وَأَنَا أَفْرَحُ لأَجْلِكُمْ إِنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ، لِتُؤْمِنُوا. وَلكِنْ لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ!». فَقَالَ تُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ لِلتَّلاَمِيذِ رُفَقَائِهِ: «لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ!». فَلَمَّا أَتَى يَسُوعُ وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ صَارَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ فِي الْقَبْرِ.وَكَانَتْ بَيْتُ عَنْيَا قَرِيبَةً مِنْ أُورُشَلِيمَ نَحْوَ خَمْسَ عَشْرَةَ غَلْوَةً. وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ جَاءُوا إِلَى مَرْثَا وَمَرْيَمَ لِيُعَزُّوهُمَا عَنْ أَخِيهِمَا. فَلَمَّا سَمِعَتْ مَرْثَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ لاَقَتْهُ، وَأَمَّا مَرْيَمُ فَاسْتَمَرَّتْ جَالِسَةً فِي الْبَيْتِ. فَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ: «يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي! لكِنِّي الآنَ أَيْضًا أَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللهِ يُعْطِيكَ اللهُ إِيَّاهُ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «سَيَقُومُ أَخُوكِ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ، فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟» قَالَتْ لَهُ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، الآتِي إِلَى الْعَالَمِ». وَلَمَّا قَالَتْ هذَا مَضَتْ وَدَعَتْ مَرْيَمَ أُخْتَهَا سِرًّا، قَائِلَةً: «الْمُعَلِّمُ قَدْ حَضَرَ، وَهُوَ يَدْعُوكِ».أَمَّا تِلْكَ فَلَمَّا سَمِعَتْ قَامَتْ سَرِيعًا وَجَاءَتْ إِلَيْهِ.وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ جَاءَ إِلَى الْقَرْيَةِ، بَلْ كَانَ فِي الْمَكَانِ الَّذِي لاَقَتْهُ فِيهِ مَرْثَا. ثُمَّ إِنَّ الْيَهُودَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهَا فِي الْبَيْتِ يُعَزُّونَهَا، لَمَّا رَأَوْا مَرْيَمَ قَامَتْ عَاجِلًا وَخَرَجَتْ، تَبِعُوهَا قَائِلِينَ: «إِنَّهَا تَذْهَبُ إِلَى الْقَبْرِ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ». فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ، خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً لَهُ: «يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي!». فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ،وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَانْظُرْ». بَكَى يَسُوعُ. فَقَالَ الْيَهُودُ: «انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ!». وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: «أَلَمْ يَقْدِرْ هذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هذَا أَيْضًا لاَ يَمُوتُ؟». فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضًا فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ، وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ!». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟». فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًافَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».فَكَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مَرْيَمَ، وَنَظَرُوا مَا فَعَلَ يَسُوعُ، آمَنُوا بِهِ.

ان رد فعل يسوع عند سماعه لمرض صديقه لعازر يثير بعض الدهشة، فإذا كانت حالة لعازر حرجة جدا فلماذا انتظر يسوع يومان كاملان قبل ان يتوجه لبيت عنيا؟ لقد سمح يسوع او اختار ذلك التأخير للسفر لمساعدة لعازر لم يكن صدفة او لم يكن امامه اختيار آخر بل فعل هذا عن غرض واضح الا وهو ان ينمي الايمان حتى مع تلاميذه. ان شفاء مريض ليس عملا مبهرا مثل اقامة ميت لذا فكان ليسوع كل الانتباه لينهي قضية الموت كوسيلة يعلّم بها عن الحياة الأبدية وعن قوة الله وعظمته.

ان الشعب كان في انتظار لمجيئ المسيّا لقرون عديدة، وفي الحقيقة هناك العديد من المسحاء الذين اتوا طوال تلك السنوات وكل ادعى انه “المختار من الله” او “الممسوح”. بالطبع لم يكن احد منهم قد تمم النبؤات، ولم يكن احد منهم تكلم مثلما تكلم المسيح او استطاع ان يعمل اعمال يسوع، حتى لما اتى يسوع معلنا وصانعا للمعجزات الكثيرين ظلوا رافضين او مؤمنين.

في القراءة الأولى قال لنا حزقيال النبي عدة قرون قبل يسوع ان الله سوف يقيم الموتى من القبور، وعندما اقام يسوع بالفعل لعازر من القبر بعد اربعة ايام فالبعض رأوا تحقيق تلك النبؤة القديمة، والبعض الآخر مازالوا لا يصدقون او يؤمنون. البعض كانوا في الجسد ولكنهم لا يسيروا او يحييون حسب “الروح” كما بين القديس بولس الرسول الفرق في رسالته لأهل رومية في القراءة الثانية. اذا ما وقعنا في خطيئة ما وبدينا عبيد لكبرياؤنا سيكون صعب للغاية ان نؤمن حتى اذا ما رأينا جثة تقوم من قبرها بعيوننا.

انه ليس بسر ان الكثير من الناس لا تؤمن بالله وان العديد الذين يؤمنون ب ” القوى العليا” لا يؤمنون ان يسوع هو المسيا والمسيح الذي اتى مخلصا للبشرية كما جاء في الكتب. وانت يا من رأى واختبر وسمع وعرف هل تؤمن؟ اذا ما كنت تؤمن فهل في تلك الأسابيع الأخيرة من هذا الصوم المقدس هل تكلم الرب يسوع معك وتكلم في داخلك؟ اذا لم تكن متأكدا او لا تؤمن ان يسوع هو المخلص الذي أتى الى العالم ارسله الله ليخلصنا فالآن وقت مناسب ان تأخذ ذلك الأمر بجديه وصلي ضارعا الى الله ان يكشف لك حقيقة ذلك الابن الوحيد الذي جاء للعالم ليخلصنا.

تدريب:  “بكى يسوع” ترى ما الذي تعنيه تلك الآية بالنسبة لك؟

صلاة: يا يسوع انت انقذتني  ورفعتني من المياة عندما شككت وكدت ان اغرق، انت غسلتني من خطاياي واقمتني من الموت انا اسبح اسمك القدوس لأنك أنت وحدك القادر على اعانتي، فساعدني ان لا أكون أعمى بالجسد ولكن كي أرى بروحك القدوس الساكن فيّ. آمين.

34.اليوم الرابع والثلاثون:الاثنين 27 مارس – الأثنين من الأسبوع الخامس من الزمن الأربعينيكلمات السيد المسيح على الصليب-1″
  ياابتاه اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون” (لوقا 34:23)

الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس (لوقا 43:23)

هوذا ابنك …..هوذا امك (يوحنا 26:19-27

. “الهي الهي لماذا تركتني “( متي 46:27) و(مرقس34:15).

أنا عطشان” (يو 28:19)

قد أكمل (يو 30:19)

ياأبتاه في يديديك أستودع روحي (لو 46:23)

كلمات سبعة أخيـرة: إن الكلمات السبع على الصليب هي البرهان الناصع على أن الشخص المعلَّق على الصليب هو المسيح نفسه. فلا يمكن لسواه أن يقولها، ولا يمكن لشبيهٍ به، مهما يكن، أن يقولها.

  • “يا أبتاه أغفـر لهم لأنهم لا يدرون ما يعملون”…صفـح عجيب
  • “اليوم تكون معي فـى الفردوس”..غفران عجيب..
  • “يا امرأة هوذا ابنك..هوذا أمك”..عنايـة عجيبـة..
  • “الهـي..إلهـي لـماذا تركتنـي”..ترك عجيب..
  • “أنـا عطشان”..إحتياج عجيب..
  • “قـد أُكـمل”..نصـرة عجيبـة..
  • “يا أبتـاه فـى يديك أستودع روحـي”..موت عجيب..

كلمات الغفران: “يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون”

كلمات التعزية: الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس”

كلمات الرفق: “فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا، قال لأمه يا امرأة هوذا ابنك، ثم قال للتلميذ هوذا أمك”

 كلمات الوحدة:”إيلي إيلي لماذا تركتني”, أي إلهي إلهي لماذا تركتني

 كلمات الألم: “أنا عطشان”

كلمات الانتصار:”قد أكمل”

كلمات التسليم: “يا أبتاه في يديك استودع روحي”

ويمكن تقسيم هذه الكلمات لأربعة فئات:
1.كلمة موجهة للجميع (لله، وللمؤمنين ولغير المؤمنين): “لقد تم”
2.كلمات يوجهها الى الله ألآب: “اَغفِرْ لهُم يا أبـي، لأنَّهُم لا يَعرِفونَ ما يَعمَلونَ”
“يا أبـي، في يَدَيكَ أستَودِعُ رُوحي” و “إيلوئـي، إيلوئـي، لما شَبَقْتاني”
3.كلمات يوجهها للمؤمنين خاطب بها أمه مريم ويوحنا الحبيب ولص اليمين:
“فقالَ لأُمِّهِ: «يا اَمرأةُ، هذا اَبنُكِ».  وقالَ لِلتلميذِ: «هذِهِ أُمُّكَ»”
“الحقَّ أقولُ لكَ: سَتكونُ اليومَ مَعي في الفِردَوسِ”
4.كلمة يوجهها لجميع البشر: “أنا عطشان”

 كلمات السيد المسيح على الصليب تأخذ كلها عنصر العطاء فقد أعطى:
 صالبيه المغفرة.
 أعطى للص اليمين الفردوس.
 أعطى السيدة العذراء مريم أبناً روحياً وأهتمام.
 أعطى يوحنا الحبيب بركة السيدة العذراء في بيته.
 أعطى للبشرية الفداء.
 أعطانا أطمئناناً على الخلاص.
 أعطى الآب السماوي وفاءًا لديوننا.
ولكن  أعطته البشريه خلاً!!
 السيد المسيح تكلم سبع كلمات علي الصليب
 السيد المسيح في هذه الكلمات اثبت لاهوته   ” ياابتاه “
واثبت ناسوته “ياالهي”
وبذلك اثبت انه الاله المتجسد
 السيد المسيح قال كلماته بترتيب عجيب
اولا: طلب المغفرة للناس
ثانيا: ذكر اعداؤه قبل احباؤه
والكلمتين الاخيرتين فيهما هتاف النصر والفرح

صفح عجيب لصالبيه

غفران عجيب لسارق الفردوس

عناية عجيبة لأم اخترق في قلبها سيف

صرخة عجيبة يصرخها الإنسان حتى اليوم “لما تركتني”

احتياج وعطش عجيب للنفوس

انتصار واكتمال مسيرة الفداء

وموت عجيب لإبن عجيب سلّم نفسه طواعية بين يدي الآب
 ولنبدأ الآن نتكلم عن كل كلمه من كلماتته المقدسة، فما أكثر التعاليم والتأملات التى نجدها فى هذه الكلمات السبع ، التى يرمز عددها آلي الكمال… فلننتقل ألان اليها… وندخل آلي

أعماقها واحدة فواحدة.

تدريب:  اتخذ نصف ساعة هذا الاسبوع لتقرأ انجيل القديس لوقا اصحاحات 22-24 وحاول ان تقرأهم بعناية وهدوء متخيلا كل كلمة في ذلك النص وتأمل ماذا قدم لك مواجها الجموع الغاضبة وجروح جسدية والموت على خشبة العار واعلم ان كل هذا تم بمحبة كاملة غير مشروطة.

صلاة: يا اله كل رحمة ها نحن نصلي لكي تثبت ثقتنا في رحمتك وحنانك في قلوبنا  فأغرس فينا يا الله روح الشكر الدائم والحكمة التي تعلمنا انك هو الحق الذي يحررنا. آمين.

35.اليوم الخامس والثلاثون:الثلاثاء 28 مارس- الثلاثاء من الأسبوع الخامس من الزمن الأربعيني ” كلمات السيد المسيح على الصليب-2

الكلمة الأولى:” ياابتاه اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون” (لوقا 34:23)

السيد المسيح وهو في عمق الألم كان منشغلا بغيره اكثر من نفسه اول من فكر في انقاذهم هم صاليبيه. وأنت ماذا تستفيد أن لم تغفر لغيرك؟
فهؤلاء لايدرون ماذا يفعلون
أ‌- القديس لونجينوس الذي طعن المسيح بالحربه آمن بالمسيح ثم بشر في ولايه كبادوكيه واستشهد علي يد طيباريوس قيصر.
ب‌- القديس اريانوس سفك دم عشرات الآلآف وقتلهم في وحشيه ثم آمن واستشهد علي يد الامبراطور دقلديانوس وكتب اسمه في السنكسار.
ت‌- شاول الطرسوسي آمن بالسيد المسيح وأصبح من أعظم الرسل.
ياابتاه اغفر لهم : للذين يؤمنون ويتوبون
“هكذا احب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به”
في هذه العباره يعلن انه ابن الله “لاهوته ” وبذلك رد علي الذين يقولون له ان كنت ابن الله انزل من علي الصليب.

ان السيد المسيح فى غفرانه لصالبية ، قد قدم مثالا عمليا لتنفيذ وصاياه. لقد قال من قبل ” احبوا اعداءكم ،… أحسنوا آلي مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم “.

الكلمة الأولى – الغفران.

“وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى جُمْجُمَةَ، صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ، وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. فَقَالَ يَسُوعُ: يَاأَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُون”(لوقا 23: 33- 34).

هذا هو السبب الذي لأجله ذهب يسوع إلى الصليب – ليغفر خطايانا. لقد كان يعلم أنه سيُقتل قبل أن يذهب إلى أورشليم بكثير. يُعلمنا العهد الجديد أنه عمدا سمح بأن يُصلب ليدفع ثمن خطيتك. 

“فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ” (1بطرس 3: 18).

“الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ” (1كورنثوس 15: 3).

صلى يسوع، “يا أبتاه اغفر لهم،” وهو معلق على الصليب. والرب استجاب هذه الصلاة. كل شخص يضع ثقته في يسوع يُغفر له. موته على الصليب يدفع ثمن العقوبة على الخطية. دمه يغسلك من خطيتك.

الكلمة الثانية:”الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس (لوقا 43:23)
اول انسان خاطبه السيد المسيح هو هذا اللص. السيد المسيح لم يرد علي كثيرين طوال مده المحاكمه “لم يفتح فاه كشاه تساق الي الذبح “. اللص اليمين فكر في ابديته واللص الشمال فكر في انقاذ جسده . نحن لا نعرف المختارون , فمن كان يظن ان هذا اللص سيصير واحدا منهم.
لقد كان هذا اللص عجيبا: اعترف بالسيد المسيح رباً “اذكرني يارب”
واعترف به ملكاً “متي جئت في ملكوتك”
واعترف به مخلصاً قادر ان ينقله الي الفردوس
واعترف بخطاياه ولاستحقاقه الموت فقال لزميله ” اما نحن فبعدل جوزينا لاننا ننال استحقاق ما فعلناه” وانتهر زميله وقال له ” اولا تخاف الله اذ انت تحت الحكم بعينه… اما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله” وبذلك يكون اعترف ببر السيد المسيح وخلوه من كل الخطايا وبالتالي يكون السيد المسيح صلب بسبب خطايا غيره وليس خطاياه.
عجيب هذا اللص فهو الوحيد الذي دافع عن السيد السيح وسط هذه الالاف ولم يقل كلمه اساءه توجه اليه بعكس تلاميذه الذين هربوا. فهذا اللص تعرف علي الهه من خلال ساعات قليله قضاها معه في عمق فادرك انه هو الله فالمهم هو العمق في العلاقه مع الله .
السيد المسيح المعلم الصالح رد علي اللص بتعليم جميل انك الان تكون معي في الفردوس مكان الانتظار الي ان تأتي القيامه الثانيه وتكون عن يميني وندخل معا الملكوت
اليوم تكون معي دليل اكيد علي ان الروح تظل في الارض 3 ايام  السيد المسيح اعلن فتح باب الفردوس لاول مره بعد خطيئه آدم وهذان عملان إلهيان فتح باب الفردوس وغفران خطايا اللص اليمين.
تدريب: ابحث اليوم عن شخص ابتعدت عنك اخباره مدة طويلة ومهما كانت الأسباب اتصل به واسترجعوا معا ذكرياتكما الجميلة واطلب منه ان يسامح عدم سؤالك عنه وان يصلي من اجلك.

صلاة: أيها الرب يسوع، لقد علمتني معنى الغفران حتى في وسط الآلام فكم انت عجيب يارب في حبك وغفرانك وليس في هذا عجبا فأنت هو الحب والرحمة. آمين.

36.اليوم السادس والثلاثون:الأربعاء 29 مارس-الأربعاء من الأسبوع الخامس من الزمن الأربعيني- “كلمات يسوع على الصليب-3”

الكلمة الثالثة: “هوذا ابنك …..هوذا امك (يوحنا 27 26:19)

السيد المسيح وهو في وسط الآلآم كان يهتم بالآخرين اكثر من اهتمامه بنفسه اهتم بصالبيه واهتم باللص ثم عهد بأمه البتول القديسه مريم الي القديس البتول يوحنا الحبيب.  وقد اهتم الرب يسوع بامه في ثلاث نقاط  أ- الحديث معها. ب- العنايه بها. ج- يمنحها ابنا روحيا يرعاها.
وكان يوحنا قد تبع السيد حتي الصليب واخذ العذراء ولم يترك اورشليم حتي نياحتها وتسليمها ليوحنا دليل علي ان العذراء ليس لها اولاد آخرين. إذا كنا جميعاً متحدين في المسيح، إذاً نحن جميعاً أبناء مريم. لقد قبلت مريم هذا واخذت يوحنا ليكون ابنا لها وكل من يأخذها لتكون أما لهم ولكل من يسألها ان تباركهم وتكون معهم في لوبهم ومنازلهم وحياتهم.

هنا يوجه السيد المسيح ندائه الى امه ب  “امرأة” لثلاثة اسباب: اولهم ليؤكد ان مريم هي المرأة التى ظهرت كحواء جديدة بعد ان سقطت حواء الأولى امام غواية الحية، وثانيا ليؤكد انها تلك المرأة التى ذكرت في سفر التكوين التى تسحق رأس الحيّة:” وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».“(تكوين15:3)، وثالثا ليؤكد ان مريم هي المرأة التى ستطوبها جميع الأجيال.

الكلمة الرابعة: “الهي الهي لماذا تركتني “( متي 46:27) و(مرقس34:15).
انها صلاة سفر المزامير 22 “إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي، عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟”

هذه العبارة لا تعني أنّ لاهوت المسيح قد ترك ناسوته، ولا أنّ الآب قد ترك الإبن. أي لا تعني الإنفصال، وإنّما تعني أنّ الآب تركه للعذاب والألم، والإبن قَبِلَ هذا الترك وتَعذبَ به وهو من أجل هذا جاء. بهذه العبارة أثبت السيد المسيح ناسوته وتكلم كأبن الانسان. وهذا يعنى ان آلام السيد المسيح على الصليب كانت آلاماً حقيقية. وبهذه الكلمات يذكر الرب اليهود بالمزمور القائل “ثقبوا يدى وقدمي، وأحصوا كل عظامي ….. وهم ينظرون ويتفرسون في. يقسمون ثيابي بينهم وعلى قميصي يقترعون” ع 18،17.
قال السيد الهي الهي لأنه تألم نائباً عن البشريه. “وضع نفسه.. آخذا صورة عبد.. وأطاع حتى الموت موت الصليب” السيد المسيح أناب عن البشرية في: ا- الصوم    ب- طاعة الناموس ج- تقديم حياه طاهرة مقبولة من الاب “ليس من يعمل صلاح ولا واحد” د- الموت والعذاب وفي دفع ثمن الخطية عنا.
قال يسوع تلك الكلمات وهو على الصليب لكي يقول لنا ان نطلب الله عندما نشعر اننا قد تُركنا من الله وان نكون مؤمنين ان الله لا يترك ابناؤه مطلقا. الشعور بان الله قد تركنا هو هجمة من عدونا حتى يدب اليأس في قلوبنا فلا تلتجئ الى الله، ولكن يسوع هنا يصرخ لأبيه السماوي مؤكدا ان الله موجود لمن يدعوه ““«لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِأُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي .”(مزمور14:91)، وهو القائل:”وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ».”(متى20:28). لذا فبولس الرسول يؤكد لنا:”وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلًا بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ. لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ أَيِ الْعَدَاوَةَ. مُبْطِلًا بِجَسَدِهِ نَامُوسَ الْوَصَايَا فِي فَرَائِضَ، لِكَيْ يَخْلُقَ الاثْنَيْنِ فِي نَفْسِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، صَانِعًا سَلاَمًا، وَيُصَالِحَ الاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلًا الْعَدَاوَةَ بِهِ. فَجَاءَ وَبَشَّرَكُمْ بِسَلاَمٍ، أَنْتُمُ الْبَعِيدِينَ وَالْقَرِيبِينَ. لأَنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُومًا فِي رُوحٍ وَاحِدٍ إِلَى الآبِ.“(رومية13:2-18).

تدريب: ترى ماذا يريد مني الرب أن أفعله؟ وما الذي اوصاني به؟ وكيف يمكنني احتفظ بحب السيد لي؟ فكّر اليوم في الإجابة لتلك التساؤلات من الله لك. “هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ.”(يوحنا12:15)، فأبحث ثانية داخل نفسك عن شخص ما لا تشعر نحوه بمحبة وحاول ان ترسل له خطاب او كارت للمعايدة وتصلي من اجله.

صلاة: يا رب الحب والمحبة والمغفرة فلتحل كلمتك فيّ وتقودني ان استمع لهمساتك واقوالك وتعاليمك في هذا اليوم. عش يارب فيّ بحبك وبنورك وبقدرتك فأنا وحدي لن استطيع ان اقدم أي شيئ للآخرين وافعل انت معهم من خلالي كل ما تريد فيمجدوك انت الإله القادر على كل شيئ. آمين.

37.اليوم السابع والثلاثون:الخميس 30 مارس- من الأسبوع الخامس من الزمن الأربعيني

“كلمات يسوع على الصليب-4”

الكلمة الخامسة: “أنا عطشان” (يوحنا 28:19)

من أجل خطايانا عطش الرب وذلك لأجل العرق الكثير الذي سال كقطرات دم في بستان جثيماني وفي رحلتة الطويلة والمحاكمات والتعذيب. الرب كان عطشاناً من الناحية الجسدية ومن الناحية الروحية عطشاناً ليتمم الخلاص للبشر. الرب قال “أنا عطشان” ليطلب معونة بشرية ولكن هم قدموا له خلاٍ ممزوجاً بالمر كنوع من المخدر لتخفيف الألم كما جاء “في سفر المثال:” أَعْطُوا مُسْكِرًا لِهَالِكٍ، وَخَمْرًا لِمُرِّي النَّفْسِ.“(امثال 6:31) وهذا الأمر كان معروفا ولكنه “لم يرد أن يشرب” مت (34:27)، لكن لكي تتم النبوات “وفي عطشي سقوني خلاٍ (مزمور 34:69). وخطايانا كل يوم هي التي تجعل حلقه المقدس يجف كل يوم.

 الكلمة السادسة: “قد أكمل” (يو 30:19)
بتلك الكلمة اعلن يسوع للعالم ان غرض مجيئه من السماء للأرض قد أكمل وانه قد أطاع مشيئة الأب السماوي الذي ارسله لكي يتألم ويموت من أجل خلاص الجنس البشري.

في صلاة يسوع الأخيرة لأبيه السماوي قال: العمل الذي أعطيتني لأعمل، قد أكملته” (يوحنا 4:17).
أ‌-  السيد المسيح أكمل بر الناموس “من منكم يبكتني على خطية” (يوحنا 46:8).
ب‌-  أكمل كل النبوات الخاصة به.
ت‌-  أكمل عمله الكرازي.
ث‌-  كما كملت الخطايا الموضوعة على كتفيه- كمل أيضاً العار الواقع عليه “ملعون من علق على خشبه” بذلت ظهري للضاربين، وخدي للناتفين، ووجهي لم أستره عن خزي البصاق.
ج‌- كمل آلامه بالجسد وكمل الغضب الواقع عليه.
“قد أكمل” هي هتاف الفرح والانتصار، هتف به الرب الذي صارع وملك، وأستطاع ان يشترينا بثمن.

نعـم يارب لقـد أكـملت كل شيـئ..

أكـملت الرمـوز والنبـوات القديـمـة..

أكـملت خـدمـة الأنبيـاء والخـدام والشهـود..

أكـملت العـمل الذى أرسلت مـن أجلـه..

أكـملت الـمصالـحـة بيـن السـمائـيين والأرضيـين..

أكـملت إنتصـارك العظـيـم..

أكـملت كل شيـئ وأسلـمت الروح ..

ومعـهـا أسـلـمتنـا حياتك التى بذلتهـا لأجلنـا

ان رسالة المسيح الخلاصية يجب ان تستمر من خلالنا نحن رسله، وتواضعه وطاعته للأب تستحق منا ان نتمثل بها نحن ايضا لكي نتمم مشيئة الله على الأرض ونتقبل الجزاء عن ثباتنا وايماننا وطاعتنا وتكريسنا للمسيح يسوع.

الكلمة السابعة:  ياأبتاه في يديك أستودع روحي (لوقا 46:23)
 
في يديك أنت يا ايها الأب أستودعها، وليس في يدي غيرك…
 “رئيس هذا العالم يأتي، وليس له في شئ” (يو 30:14). لقد أشتاق رئيس هذا العالم (الشيطان) أن يحصل على هذه النفس.
 يقول القديس متى الرسول أن السيد المسيح “صرخ بصوت عظيم”(متى 50:27)، هذا الصوت دليل على أنتصار الرب لأنه بالموت داس الوت.
 وبالنسبة لنا طمأنينة من ناحية خلود الروح أي أنها لاتنتهي بالموت.
 في عبارة يا أبتاه أثبت السيد المسيح لاهوته وأنه أبن الله

ان المسيح الكلمة المتجسدة اتى من الأب لعالمنا وأتمم في الجسد رسالته على الأرض وها هو الوقت الذي يعود فيه الى ابيه السماوي. لقد قال يسوع تلك الكلمات الأخيرة” يا ابتاه في يديك استودع روحي” لكي يعلمنا اننا ايضا يجب في حياتنا وخاصة عند ساعة الموت ان نضع ارواحنا في ايدي ابانا السماوي. ان تلك الكلمات للمسيح والتى هي في حد ذاتها صلوات تهبنا القوة لحمايتنا من التجارب واليأس طالبين معونة الملائكة والقوات السمائية لمساعدتنا وانقاذ نفوسنا.
هذه كانت الكلمات السبعة التي تفوه بها الرب من على الصليب. لكن هنالك كلمة أخرى، كلمة ثامنة ، وهذه الكلمة الثامنة يمكنك حتى الآن الإصغاء إليها
هذه الكلمة هي يسوع نفسه “كلمة الله” المعلقة على الصليب، هذه الكلمة تهمس بالقلوب المستعدة لسماعها اليوم هذه الكلمة لا تزال معلقة! نعم معلقة على عتبة بيتك معلقة على عتبة قلبك تقرع منتظرة أن تفتح لها لتدخل فتصبح روح وحياة جديدة لكفهل لديك الاستعداد، أن تنسى مشاكلك وتفتح قلبك ليسوع ليدخل ويقول لك “اليوم ستكون معي …” أو “اليوم دخل الخلاص هذا البيت”، أم لا يزال يسوع ينتظر الجواب بصرخة أنا “عطشان”
فتعال الي يسوع الآن واطلب منه مغفرة خطايك ببركة دمه المسفوك عنا على عود الصليب. ولإلهنا القوة والمجد والبركة والعزة الى الأبد آمين

تدريب: قد هاجم السيد المسيح رجال الدين ، الذين مارسوا العبادات طمعاً فى جذب إنتباه الناس

، وليس حُباً لله ، أو للعبادة ذاتها وبركاتها ( مت 23 )، ودعا للعبادة فى الخفاء ، وعمل الخير فى السر ، وعدم الفرح بالمادحين المرائين والمنافقين. اذا اكتشفت ذاتك جيدا فأسرع الي مرشدك الروحي واطلب معونة الله.

صلاة: يا يسوع، ساعدني يا سيدي ان أرى واحيا بحقيقة حبك المطلق والأبدي لي والذي به أُوجد واتحرك واعمل فكل شيئ هو منك ولك. آمين.

38.اليوم الثامن والثلاثون:الجمعة 31 مارس- جمعة ختام الصوم ”

“فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَعْمَالًا كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا» أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ، فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟ إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فَلاَ تُؤْمِنُوا بِي. وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ». فَطَلَبُوا أَيْضًا أَنْ يُمْسِكُوهُ فَخَرَجَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَمَضَى أَيْضًا إِلَى عَبْرِ الأُرْدُنِّ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِيهِ أَوَّلًا وَمَكَثَ هُنَاكَ فَأَتَى إِلَيْهِ كَثِيرُونَ وَقَالُوا: «إِنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَفْعَلْ آيَةً وَاحِدَةً، وَلكِنْ كُلُّ مَا قَالَهُ يُوحَنَّا عَنْ هذَا كَانَ حَقًّا».فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِهِ هُنَاكَ.“(يوحنا31:10-42).

ان الإعلان القوى، الذي قاله السيد المسيح من قبل عن وحدانيته مع الآب، أغاظ اليهود، بسبب عدم إدراكهم لكل الأقوال والعجائب السابقة، والتي لا يأتي بها بشر. فحاولوا رجمه بالحجارة، معتبرين كل ما قاله في علاقته بالآب تجديفا. وبدلًا من أن يستمعوا ويفهموا ويستوعبوا الأعمال الحسنة التي عملها المسيح، انغلقت عيونهم وقلوبهم عنها، ولم يتبق سوى الرغبة في قتله.

قد يحتمل الإنسان ظُلمًا من أجل الله، ولا يدافع عن نفسه. أما تهمة التجديف، فهي الوحيدة التي لا يقبلها المسيحي عن نفسه، لأن قبولها معناه إنكار الله. وهنا، يدافع المسيح عن نفسه ضد هذه التهمة الباطلة، مستخدما الناموس نفسه. فالناموس لقّب موسى إلها لأخيه هارون (خر 4: 16)، وفي (مز 82: 6) يقول: “أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلى كلكم”، والناموس صادق ولا يمكن نقضه. فإذا كان الناموس قد أطلق على أناس إنهم آلهة، ولم يعتبر هذا تجديفا. فحتى وإن كنت فقط إنسانا… فأنا لم أجدف عندما استخدمت نفس الصفة لنفسى، أي إنها صفة لها مرجع لديكم… والاحتجاج الثاني الذي قدمه السيد هو أقوى، لأنه يعلن عن نفسه إنه ليس إنسانًا عاديًّا، فهو قدوس الله، أي المعيّن منذ الأزل مسيحا لخلاص البشر، والمرسل بتجسده إلى العالم. فكل من سبقوه أُطلق عليهم آلهة، لأن كلمة الله صارت إليهم. أما هو، فهو كلمة الله ذاته (يو 1: 1)، فكيف لا يكون إلها بالطبيعة؟ ولهذا، فهو ابن الله، وهو أيضًا الله، وهو والآب واحد.

أما الإثبات الثالث الذي يقدمه المسيح ضد اتهام التجديف، فهو الأعمال نفسها، والتي سبق الإشارة إليها في (يو 5: 36؛ 9: 3-5؛ 10: 35، 38؛ 14: 10-12). وهي أن الأعمال التي يعملها كلها أعمال إلهية، لم يسبق لإنسان عملها؛ من إشباع الجموع، وإقامة مريض بيت حسدا، إلى شفاء المولود أعمى. وهذه الأعمال وحدها، حتى دون أن تسمعوا لكلامى، كافية لأن تؤمنوا عندما قلت لكم: “أنا والآب واحد”، لأنى أنا في الآب والآب فيَّ.

تنتهي الأحداث بأن كل ما قاله السيد لم يقنع اليهود، بل طلبوا أن يمسكوه غيظا، إما بغرض رجمه خارجا، أو تقديمه إلى الرؤساء للمحاكمة. ولكن المسيح، إذ لم تأت ساعته بعد، “لم يلق أحد عليه الأيادى” “ومضى في وسطهم دون أن يمسكوه”.

ان هذا النص الانجيلي يعود بذاكرتنا الى ما جاء به ارميا النبي قائلا:” أَنِّي سَمِعْتُ مَذَمَّةً مِنْ كَثِيرِينَ. خَوْفٌ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. يَقُولُونَ: «اشْتَكُوا، فَنَشْتَكِيَ عَلَيْهِ». كُلُّ أَصْحَابِي يُرَاقِبُونَ ظَلْعِي قَائِلِينَ: «لَعَلَّهُ يُطْغَى فَنَقْدِرَ عَلَيْهِ وَنَنْتَقِمَ مِنْهُ». وَلكِنَّ الرَّبَّ مَعِي كَجَبَّارٍ قَدِيرٍ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ يَعْثُرُ مُضْطَهِدِيَّ وَلاَ يَقْدِرُونَ. خَزُوا جِدًّا لأَنَّهُمْ لَمْ يَنْجَحُوا، خِزْيًا أَبَدِيًّا لاَ يُنْسَى فَيَا رَبَّ الْجُنُودِ، مُخْتَبِرَ الصِّدِّيقِ، نَاظِرَ الْكُلَى وَالْقَلْبِ، دَعْنِي أَرَى نَقْمَتَكَ مِنْهُمْ لأَنِّي لَكَ كَشَفْتُ دَعْوَايَ رَنِّمُوا لِلرَّبِّ، سَبِّحُوا الرَّبَّ، لأَنَّهُ قَدْ أَنْقَذَ نَفْسَ الْمِسْكِينِ مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ.“(ارميا10:20-13).

 اننا نحن ايضا ننسى في كثير من الأحيان، وخاصة في وقت الضيق والتجربة، كل ما فعله الله معنا من خير ومعجزات خلال سنوات عمرنا، ولا نستمع إلا لصوت عدو الخير، المشكك في رعاية الله لأولاده؟! ألا نظلم الله معنا حينئذ؟

تدريب: “فآمنوا بالأعمال”(يوحنا38:10)- هذه موجهة لنا نحن أيضًا. ولاحظ أعمال الله في الخليقة. ولاحظ أعمال الله معك أنت في حياتك. إكتب في ورقة كل أعمال الله التي تتذكرها، وفي خلال صلواتك سيذكرك الروح القدس بالكثير فسجله. وفي كل ضيقة راجع ما سجلته ورنم “كما كان هكذا يكون”. وقل “يسوع المسيح هو هو الأمس واليوم وإلى الأبد” (عب13: 8).

*إن تعرضت لتجربة شديدة وشككت في قدرة الله على حل مشكلتك، أو أنه أخطأ معك. فتأمل في قدرة الله وعظمته، وكيف عمل العالم وضبطه كضابط للكل، وكيف جعل لكل شيء حدًا لا يتعداه، فهل يُخطئ معك أنت . إذ نحن معرضون أن نَشُّكْ مع كل تجربة أو إضطهاد أن الله لا يستطيع أن يحمينا. وهذا خطأ فمن يحفظ الكون هل هو غير قادر أن يحفظك ويدافع عنك إن كان هذا فيه خلاص نفسك. بل يكفي أن تذكر أعمال الله معك في الماضي، ثم اسأل نفسك.. إذًا لماذا اشك في استمرار رعايته؟!

* وإذا شككت في محبة الله وغفرانه لك، أنظر لعمل المسيح على الصليب لأجلك.

* وإذا شككت في أن الله يحرمك من شيء اشتهيته تأمل في الذي بذل ابنه عنك، كيف لا يهبك ما تطلبه إن كان لصالح خلاص نفسك (رو32:8).

* وإذا شككت في أن الله في مجده لا يشعر بك ويتعالى عليك (وهذا حقه) ولا يهتم بك وبآلامك، فأنظر لمن إتضع وتجسد وتألم لأجلك… وهكذا. انظر لأعمال الله فتؤمن وينتهي الشك في داخلك.

صلاة: كلما اتأمل في نص الأنجيل اليوم اتأكد كيف ان ايماني مهزوز ومزعزع أحيانا ولكنني اريد ان اكون مؤمنا بعمق. ربما جزء من السبب انني لا اعتقد ان اظهارك للحقائق كان أحيانا غير كاف بالنسبة لي. ويتبادر الي ذهني لماذا احيا ولماذا خلقتني وما هي مشيئتك و حتى أحيانا لا اشعر بلمسات يدك في حياتي. يارب انا اؤمن ولكن ارجوك ساعدني اكثر في ان امحو أي سبب او أسباب لعدم الإيمان. ساعدني ان اؤمن اكثر واقوى وبعمق وليس ايمانا صوريا او مظهريا.آمين. قراءة وتأمل: ارميا7:20-13 و يوحنا 31:10-42   ابانا والسلام والمجد

39.اليوم التاسع والثلاثون: السبت اول ابريل

من سفر حزقيال النبي:” وَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا آخُذُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ الَّتِي ذَهَبُوا إِلَيْهَا، وَأَجْمَعُهُمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، وَآتِي بِهِمْ إِلَى أَرْضِهِمْ، وَأُصَيِّرُهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً فِي الأَرْضِ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ، وَمَلِكٌ وَاحِدٌ يَكُونُ مَلِكًا عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ، وَلاَ يَكُونُونَ بَعْدُ أُمَّتَيْنِ، وَلاَ يَنْقَسِمُونَ بَعْدُ إِلَى مَمْلَكَتَيْنِ. وَلاَ يَتَنَجَّسُونَ بَعْدُ بِأَصْنَامِهِمْ وَلاَ بِرَجَاسَاتِهِمْ وَلاَ بِشَيْءٍ مِنْ مَعَاصِيهِمْ، بَلْ أُخَلِّصُهُمْ مِنْ كُلِّ مَسَاكِنِهِمِ الَّتِي فِيهَا أَخْطَأُوا، وَأُطَهِّرُهُمْ فَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا. وَدَاوُدُ عَبْدِي يَكُونُ مَلِكًا عَلَيْهِمْ، وَيَكُونُ لِجَمِيعِهِمْ رَاعٍ وَاحِدٌ، فَيَسْلُكُونَ فِي أَحْكَامِي وَيَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَيَعْمَلُونَ بِهَا. وَيَسْكُنُونَ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُ عَبْدِي يَعْقُوبَ إِيَّاهَا، الَّتِي سَكَنَهَا آبَاؤُكُمْ، وَيَسْكُنُونَ فِيهَا هُمْ وَبَنُوهُمْ وَبَنُو بَنِيهِمْ إِلَى الأَبَدِ، وَعَبْدِي دَاوُدُ رَئِيسٌ عَلَيْهِمْ إِلَى الأَبَدِ. وَأَقْطَعُ مَعَهُمْ عَهْدَ سَلاَمٍ، فَيَكُونُ مَعَهُمْ عَهْدًا مُؤَبَّدًا، وَأُقِرُّهُمْ وَأُكَثِّرُهُمْ وَأَجْعَلُ مَقْدِسِي فِي وَسْطِهِمْ إِلَى الأَبَدِ. وَيَكُونُ مَسْكَنِي فَوْقَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُ إِسْرَائِيلَ، إِذْ يَكُونُ مَقْدِسِي فِي وَسْطِهِمْ إِلَى الأَبَدِ».“(حزقيال21:37-28).

ومن انجيل القديس يوحنا البشير:” فَكَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مَرْيَمَ، وَنَظَرُوا مَا فَعَلَ يَسُوعُ، آمَنُوا بِهِ. وَأَمَّا قَوْمٌ مِنْهُمْ فَمَضَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ وَقَالُوا لَهُمْ عَمَّا فَعَلَ يَسُوعُ فَجَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ مَجْمَعًا وَقَالُوا: «مَاذَا نَصْنَعُ؟ فَإِنَّ هذَا الإِنْسَانَ يَعْمَلُ آيَاتٍ كَثِيرَةً. إِنْ تَرَكْنَاهُ هكَذَا يُؤْمِنُ الْجَمِيعُ بِهِ، فَيَأْتِي الرُّومَانِيُّونَ وَيَأْخُذُونَ مَوْضِعَنَا وَأُمَّتَنَا». فَقَالَ لَهُمْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ قَيَافَا، كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ: «أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ شَيْئًا، وَلاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا!». وَلَمْ يَقُلْ هذَا مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ، وَلَيْسَ عَنِ الأُمَّةِ فَقَطْ، بَلْ لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ. فَمِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضًا يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ عَلاَنِيَةً، بَلْ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْكُورَةِ الْقَرِيبَةِ مِنَ الْبَرِّيَّةِ، إِلَى مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا أَفْرَايِمُ، وَمَكَثَ هُنَاكَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا. فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ الْكُوَرِ إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبْلَ الْفِصْحِ لِيُطَهِّرُوا أَنْفُسَهُمْ. فَكَانُوا يَطْلُبُونَ يَسُوعَ وَيَقُولُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَهُمْ

وَاقِفُونَ فِي الْهَيْكَلِ: «مَاذَا تَظُنُّونَ؟ هَلْ هُوَ لاَ يَأْتِي إِلَى الْعِيدِ؟»(يوحنا45:11-56)

لا زال الموقف كما هو بين من يقبل عمل الله ويؤمن به، وبين من يشاهد وينكر. وهو ما قاله المسيح في إنجيل معلمنا لوقا: “ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون”(لوقا30:16). فالمجموعة الأولى، سرت قيامة لعازر كالتيار في أجسادهم، فعظم إيمانهم بالمسيح. أما الآخرون، فكان انتمائهم الأرضى وخوفهم على مصالحهم، حائلا وقف دون إيمانهم بهذا الحدث العظيم. كان هدف الكهنة والفريسيون واضحا في التخلص من شخص الرب يسوع، الذي جذب إليه الجميع، وانحسرت بسببه شهرتهم وسطوتهم على الشعب. فلهذا، وبسبب قوة هذه المعجزة، جمعوا مجمعا والنية مسبقة في التخلص من المسيح ولم يكن أمامهم سوى صياغة الأسباب التي تعضد قرارهم، وتبرره أمام أنفسهم وأمام الشعب. فتفتق ذهنهم إلى سبب سياسى واهٍ جدا، وهو أن تبعية الجموع للمسيح، ستستفز الرومان وتثير القلاقل، فتكون النهاية هي إبادة الأمة اليهودية. إلا أن أكثر ما يدينهم، هو اعترافهم نفسه بأن السيد يصنع آيات كثيرة. وبدلًا من أن يقودهم هذا إلى الإيمان به، طلبوا أن يقتلوه. ولعل خطية تبرير الأحكام والتصرفات، نقع نحن فيها أيضا، كما صنع الكهنة والفريسيون، ونهتم بما نخدّر به ضمائرنا ويحسّن من صورتنا أمام الناس، متناسيين الله الديّان الحقيقي، فاحص قلوب وأفكار كل البشر.

“أنتم لستم تعرفون شيئًا”: هكذا بدأ قيافا حديثه، محتميا في منصبه السامى في أعين الباقين، وكمقدمة إيحائية أن ما سوف يدلى به هو رأى الله، لأنه من فم الكاهن تطلب الشريعة. فتقدم، كرجل دين وسياسة، مقدما ما يريح الضمائر “إنه خير أن يموت إنسان واحد -حتى لو كان بارًا- عن الأمة بأسرها.” وما قدمه قيافا هنا، كان الصيغة التي يبحث عنها الجميع من أجل إراحة ضمائرهم.

 فالقرار صار واضحا، وما تبقى هو التشاور في كيفية التنفيذ والقبض على المسيح. وانتهت الجلسة، وتناقلت الأخبار، وعلم الكثيرون بقرار المجمع السرّي. ولما كانت ساعة المسيح لم تأت بعد، وهو العالم الوحيد لوقتها، آثر السيد الحكمة عن إعلان نفسه، فمضى بعيدا عن مكان الأحداث الملتهبة، وذهب إلى مدينة أفرايم، وتبعد نحو 20 كم. شرق أورشليم ونواحى برية الأردن.وها هو الفصح الأخير، وبتدفّق اليهود من جميع أنحاء اليهودية إلى أورشليم، قبل الفصح نفسه بأيام، وذلك حتى يستعدون للفصح بتقديم ذبائح التطهير، لأن الناموس منع المنجسين من لمس خروف الفصح أو أكله، فالتطهير كان لازما، وخاصة لكل من تنجس. كان اليهود حريصين على طاعة الله بوجوب التطهير قبل الاقتراب من خروف الفصح، الذي هو رمز لذبيحة المسيح الحقيقية، فماذا عن أناس منا يقتربون لجسد إلهنا الحقيقي، والتناول منه، دون أن يتطهروا أيضًا بالتوبة الحقيقية الروحانية، وبممارسة سر الاعتراف الذين ينالون فيه حلا وغفرانا وتطهيرا، ليس بماء أو برش دم حيوان، بل بالروح القدس..

تدريب: لقد قال يسوع المسيح: “سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالـم أعطيكم أنا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب ” (يوحنا 14: 27) “في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا.أنا قد غلبت العالم” (يوحنا 33: 16) وقال يسوع أيضاً “لا أهملك ولا أتركك” (عبرانيين 13: 5). اذا كنت تمر الآن في ضيقة او ألم فأطلب على الفور معونة الروح القدس لتقويك.

صلاة: يا إلهي، افتح بصيرتى وقلبى لأرى أعمالك، ولا تجعل من عقلى أو أهواء قلبى عائقا يقلل من إيماني بكل أعمالك. ساعدني يا سيدي وأعن قلة إيماني.”آمين.

40.الاحد  2 ابريل (أحد الشعانين):

قراءات:

من نبؤة اشعيا النبي:” أَعْطَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ لِسَانَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَعْرِفَ أَنْ أُغِيثَ الْمُعْيِيَ بِكَلِمَةٍ. يُوقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ. يُوقِظُ لِي أُذُنًا، لأَسْمَعَ كَالْمُتَعَلِّمِينَ. السَّيِّدُ الرَّبُّ فَتَحَ لِي أُذُنًا وَأَنَا لَمْ أُعَانِدْ. إِلَى الْوَرَاءِ لَمْ أَرْتَدَّ. بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ. وَالسَّيِّدُ الرَّبُّ يُعِينُنِي، لِذلِكَ لاَ أَخْجَلُ. لِذلِكَ جَعَلْتُ وَجْهِي كَالصَّوَّانِ وَعَرَفْتُ أَنِّي لاَ أَخْزَى.“(اشعيا4:50-7).

من رسالة القديس بولس الرسول لأهل فيليبي:” الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.“(فيليبي6:2-11).

من انجيل القديس متى البشير:” وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ قَائِلًا لَهُمَا: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا، فَحُّلاَهُمَا وَأْتِيَاني بِهِمَا. وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا».فَكَانَ هذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ». فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ،وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا. وَالْجَمْعُ الأَكْثَرُ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ. وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ: «أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!». وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هذَا؟» فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».“(متى1:21-11).

حادثة دخول السيد المسيح الى أورشليم في موكب عظيم جاء ذكرها ليس فقط في انجيل متى بل ايضا في انجيل القديس مرقس (1:11-11)، و انجيل القديس لوقا(28:19-44)، وانجيل القديس يوحنا12:12-19) وكم من المرات تليت علينا خلال سنوات حياتنا وابعد من ذلك منذ الفي سنة وهي تتداول. سمعناها وقرأناها وشاهدناها في افلام سينمائية في السينما والتليفيزيون، ولكن ربما هذا العام قبل حضورك لقداس احد الشعانين قرأـت النصوص السابقة ترى اي كلمة قد أثرت فيك؟ ولماذا؟ وعندما تساءلت الجموع “من هذا” فهل يمكنك ان تجيب؟

بيت عنيا وبيت فاجي هما من ضواحي أورشليم فهما تحسبان أنهما من أورشليم. فهناك طريق واحد منهما إلى أورشليم. وبيت عنيا توجد على السفح الشرقي، شمال جبل الزيتون، وبيت فاجي على السفح الشرقي، جنوب جبل الزيتون،

أمّا السفح الغربي لجبل الزيتون فيقع عليه بستان جثسيماني.ونلاحظ أن قمة جبل الزيتون تحجب رؤيا أورشليم عمن هو في بيت عنيا. وقد أتى المسيح إلى بيت عنيا لوليمة سمعان الأبرص عشية يوم الأحد.

المسيح قد دخل أورشليم في نفس اليوم الذي يختارون فيه خروف الفصح حسب ما جاء في الشريعة، وكانت أورشليم تكتظ بالحجاج ويقدرهم يوسيفوس المؤرخ اليهودي بحوالي 2,700,000 حاج. ونلاحظ أن المسيح لم يدخل أورشليم ولا مرّة، ولا أي مدينة أخرى في موكب مهيب بهذه الصورة سوى هذه المرة لإعلان سروره بالصليب لأنه كان عالما بما سيأتي، ونلاحظ ايضا أن المسيح لم يدخل كالقادة العسكريين على حصان، فمملكته ليست من هذا العالم، ويرفض مظاهر العظمة العالمية والتفاخر العالمي.

في دخول السيد المسيح الى أورشليم صاحت الجموع لدخوله الانتصاري ولكن خمسة أيام بعدها هتفوا صارخين “اصلبه اصلبه”. ان يسوع كان يعلِم مسبقا ان تلك الجموع التى تهتف له اليوم سيهتفون طالبين بصلبه وموته. ان يسوع قد قبل هتافات النصرة عند دخوله الانتصاري الى أورشليم لكي يعلمنا انه لا أحد يقبل شرفا لمصلحتهم الخاصة ولكن لمجد الله، فلا تتطلع الى مجد من الناس وحتى بعد كلمات المديح والجوائز فارجع كل شيئ الى الله ولا تدع المديح والشرف والمكافأت يدخل الى قلبك فيملأك بالكبرياء والفخر والبِر الذاتي فيكون سقوطك عظيما ولذا عليك ان تعرف كما جاء:” كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ.“(يعقوب17:1)، وكما جاء ايضا:”  فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ.“(1كورنثوس31:10).  

تدريب: مارس رياضة درب الصليب اليومية في هذا الأسبوع ويمكنك ممارستها بمفردك في منزلك او بالذهاب لأقرب كنيسة وحاول ان تقف امام كل مرحلة ليس فقط مرددا الصلوات بل متأملا في كلمة كلمة وناظرا لصورة تلك المرحلة.

صلاة: يا إلهي في بعض الأحيان اشعر انك رذلتني وابتعدت عني ويبدو صليبي حينذاك ثقيلا جدا لأحمله وحدي ولكنني استمر في السير لأني عارف انك ستخلص تلك اللحظة.  اليوم افتح قلبي حتى اتحقق انك قد شعرت بنفس ذلك الشعور وانت تحمل صليبك في طريقك الى الجلجثة ولكنك لم تيأس  ولم يكف حبك لي فساعدني يا سيدي ان يكون فيّ رجاء قيامتك حتى لا اسقط. آمين.

يوم الاثنين 3 ابريل من البصخة المقدسة

وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ. وَلَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَجْتَازُ الْهَيْكَلَ بِمَتَاعٍ. وَكَانَ يُعَلِّمُ قَائِلًا لَهُمْ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا: بَيْتِي بَيْتَ صَلاَةٍ يُدْعَى لِجَمِيعِ الأُمَمِ؟ وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ». وَسَمِعَ الْكَتَبَةُ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ فَطَلَبُوا كَيْفَ يُهْلِكُونَهُ، لأَنَّهُمْ خَافُوهُ، إِذْ بُهِتَ الْجَمْعُ كُلُّهُ مِنْ تَعْلِيمِهِ.“(مرقس15:11-18).

في عملية تطهير الهيكل نلاحظ أن المسيح بعد ذلك بأيام استسلم لصالبيه بلا مقاومة، بينما نراه هنا يستخدم سلطانه في غضب ضد الذين أفقدوا الهيكل قدسيته. إذًا هو له القدرة أن يفعل هذا مع صالبيه ولكنه بإرادته لم يفعل. لقد تحول رواق الأمم إلى سوق. وصار كل من يريد أن يعبر من المدينة إلى جبل الزيتون، عوضًا عن الدوران حول الهيكل، كان يعبر من داخل دار الأمم أو رواق الأمم، فحُرِم الأمم الأتقياء من وجود مكان لهم للصلاة في الهيكل. والمسيح منع الناس من استخدام الهيكل كممر أو معبر. لاحظ ايضا أن عمل التطهير يشمل عملين [1] عمل سلبي فيه طرد الرب الباعة وطهر الهيكل [2] عمل إيجابي قام فيه الرب بالتعليم. لم يكتف الرب يسوع بإظهار الغيرة وطرد الباعة، بل قدّم تعليما وتفسيرا لما يفعله، ولما يجب علينا تقديمه من إكرام وإجلال لبيت الله، ووصف بأن بيته هو للصلاة والعبادة هذا الذي ترنم له داود قائلًا: “ببيتك تليق القداسة يا رب إلى طول الأيام (أي إلى الأبد)” (مزمور5:93)، وحين دشن سليمان بيت الله صلى أن يستجيب الله كل صلاة توجه من هذا المكان والرب قال له قد سمعت صلاتك (1ملوك3:9)، فالهيكل ليس مكانا للانتفاع والترزق، واصفا من يفعلون ذلك باللصوص.

أثناء مهمة يسوع وخاصة وقوت آلامه بعض الناس شهدوا زورا ضده والبعض لطموه وضربوه وبصقوا عليه على الرغم انه قد كان يجول يصتع خيرا وصانعا للعجائب وطاردا للشياطين:” وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ.“(متى35:9)، وأيضا قال يسوع” “اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ.“(متى5:11).

لقد اتهموا يسوع ظلما وجدّفوا عليه وللأسف هناك أناس اليوم مازالوا يجدفون عليه ومازالوا يدنسون

هيكل الرب والكنيسة فعلينا ان نقدم افعال التعويض عن تلك التجاديف واعمال التدنيس بصلوات واماتات وتضحيات قبل حلول يوم الدينونة والذي سيظهر فيه الرب ليس حاملا سوطا بل دينونة.

لقد رأى الكتبة والفرّيسيّون قوة سلطان المسيح في عمله وفي تعليمه، وتأثر الناس وإعجابهم بما صنع، خافوا منه وعلى أنفسهم -وهم الخطاة- فأخذتهم مشاعر الحسد والغيرة والغضب، وطلبوا قتله.

تدريب: ان بيت صلاتي ممتلئ برائحة من يعتنون بإحتياجات الآخرين. حاول ان تبحث فيمن حولك عن من هو في احتياج لكلمة او نصيحة او معونة مالية او حتى للإنصات له فتصبح يداً لأشل ورجلا لكسيح وقائدا لأعمى. 

صلاة: يارب انك تؤكد لنا دائما ان الفقراء هم عندنا في كل حين واننا نحن أيضا فقراء، فنحن غالبا فقراء في الأشياء الروحية ونناضل لكي نتحلى بالفضائل وأيضا في الصلاة. التعزية في الصلاة قليلة وبعيدة ما بين التشتت والقلق واللذان هما مكونات عامة عندما نصلي. علمنا ان نملأ ارواحنا بتفريغ انفسنا من كل شيئ لا يخدمك. آمين.

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين. عمانوئيل إلهنا وملكنا
لك القوة والمجد والبركة والعزة. يا ربي يسوع المسيح

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الآبد، أمين. 

الثلاثاء 4 ابريل (البصخة المقدسة

فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ: «أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.“(يوحنا18:2-22).

جاء هذا النص بعد ان قام يسوع بطرد الباعة من الهيكل لتطهيره من اللصوص، ولقد طهّر الرب الهيكل مرتين: فهذه المرة كانت في بداية خدمته، والمرة الثانية في نهاية خدمته على الأرض قبل الصلب بأربعة أيام. أن اليهود والكهنة والتجار، لم يتقبلوا ما صنعه السيد. ولهذا، سألوه: أية آية ترينا…كما فعل موسى لفرعون ليثبت إرسال الله له؟ ومعناها: بأى سلطان تفعل هذا، فأنت لست من الخدام أو الكهنة، ولست صاحب عجائب أو معجزات، حتى نسمع لك.

عند طلب اليهود آية، فاجأهم السيد المسيح بما لم يتوقعوه، بأن يهدموا الهيكل وهو يقيمه في ثلاثة أيام. ولأن ما قاله كان نبوة عن موته وقيامته، لم يفهموا، بل استنكروا ساخرين!! أما الستة وأربعون عاما، زمن بناء الهيكل، فلها قصة أخرى… بُنِىَ الهيكل أولًا في نفس الموقع، وبناه سليمان سنة 950 ق.م. في 7 سنين، وهدمه البابليون. ثم بناه زَرُبَّابَلُ سنة 515 ق.م. ثم قام هيرودس بترميمه بدءا من سنة 16 ق.م. حتى عام 30 م. وقت كرازة المسيح، وهي المدة التي قُصِدَ بها 46 سنة.

ان ما قاله يسوع هنا، يذكرنا بما جاء في (مت 12: 39؛ لو 11: 29)، وذلك عندما طلب اليهود آية (معجزة) من الرب يسوع، فأجابهم أيضًا إنه لن تُعْطَى لكم آية إلا آية يونان النبي، منبئا أيضًا عن موته وقيامته بعد ثلاثة أيام. وبالطبع كان الكلام صعبا وغير مفهوم لليهود ولكن، هكذا النبوات، فهي كثيرًا ما تكون صعبة، وعند حدوثها يثبت صدقها وصدق راويها؛ وهذا ما يؤكده النص أن التلاميذ فهموا، وتحقق إيمانهم بعد قيامة السيد من الأموات.

ان قراءة ما جاء عن يسوع خاصة فى هذا الأسبوع الأخير والتأمل في آلامه هي وسائل فعّالة لجذبنا نحو المسيح حتى نحصل على الرحمة والمغفرة عن خطايانا والتعضيد والقوة لما نواجهه من مصاعب وآلام وننال الفوائد والنِعم الأخرى الروحية والضرورية لثباتنا.  

هل انا في احتياج لآية كي اؤمن؟ هل رؤيتي للمسيح المصلوب تعثرني ام تؤكد ايماني بما قدمه يسوع لي.؟

 تدريب: ما أحوجنا الآن أيضًا أن تكون لنا نفس الغيرة على الكنيسة، التي هي بيت الله والملائكة والقديسين. والله يغار على مجده وبيته جدًا… ولعلنا نحن أيضا، أبناء الكنيسة، نعثر الآخرين بسلوكنا ومظهرنا الذي لا يتناسب مع كرامة بيت الله – السماء الأرضية – التي يقول عنها داود: “ببيتك تليق القداسة يا رب إلى طول الأيام” (مز 93: 5). سؤال مخيف جدًا نسأله لأنفسنا: ماذا لو جاء السيد الآن وافتقد كنيسته، كما افتقد هيكله؟!! هل كل ما يراه يرضيه؟ . ابدأ بنفسك.

صلاة: يا اله النور والحب غالبا عندما نخطئ نختبئ كما فعل آدم في القديم ونشعر بالخزي منك عندما ترانا قد فشلنا او سقطنا، ولكن انت اعلم بقلوبنا وتجذبنا نحوك بشتى الطرق فنشكرك يا أبانا السماوي من أجل رحمتك اللامتناهية والتي هي بلا عدد ولا وزن ولا مقياس. فأقبل توبتنا يا رب. آمين.

يوم الاربعاء 5 ابريل من البصخة المقدسة

وَكَانَ الْفِصْحُ وَأَيَّامُ الْفَطِيرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يُمْسِكُونَهُ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُونَهُ، وَلكِنَّهُمْ قَالُوا: «لَيْسَ فِي الْعِيدِ، لِئَلاَّ يَكُونَ شَغَبٌ فِي الشَّعْبِ”(مرقس1:14-2).

اجتمع مجمع كبير من رؤساء الكهنة والكتبة (معلمّى الشعب) الثلاثاء ليلا (الأربعاء يهوديا)، وكان الاجتماع لغرض واحد وهو القبض على الرب يسوع وقتله، إلا أن الاجتماع قرر التأجيل لسبب أحداث عيد الفصح وتجمّع معظم اليهود في أورشليم والبلبلة التي قد تحدث فيه. والفصح كان هوأعظم أعياد اليهود على الإطلاق، وأمر الله فيه موسى واليهود أن يكون شريعة أبدية (خروج 13: 9)، يحتفل فيه اليهود بتذكار خروجهم من مصر وعبورهم البحر الأحمر وغرق فرعون، والنجاة من قتل أبكار المصريين بعلامة الدم (خروج 12: 7) {رمز لفداء المسيح}، ويأكلون في هذا الفصح الخروف مشويا بالنار وعلى أعشاب مرة، وهي رموز كلها تحققت في آلام المسيح على الصليب. والفطير كان يؤكل لمدة سبعة أيام بعد الفصح، ومصنوع من الدقيق والماء دون الخمير، وهو يرمز للطهارة التي يجب أن يحيا فيها الإنسان كل أيام حياته (7 أيام) بعد اتحاده بالفصح (المسيح)، وذلك لأن الخمير يرمز للشر هنا.

بنهاية يوم الثلاثاء التى كانت أيام عمل مكثف للرب فكان يوم الأربعاء يوم راحة للرب قضاه مع تلاميذه بالقرب من بيت عنيا في هدوء يشرح لهم حقيقة صلبه (متى26: 1). وقطعا كان تلاميذه في حاجة لهذه الجلسة الهادئة ليتهيأوا للأحداث الجسام والتي ستبدأ في الغد، يوم الخميس. وكان الرب يسوع قد أخبر تلاميذه بحقيقة الصلب من قبل عقب اعتراف بطرس بأن المسيح هو ابن الله. والمرة الثانية كانت بعد التجلي، والمرة الثالثة كانت قبل دخوله الملوكي إلى أورشليم (متى20: 17 – 19). وبينما كان الرب يخبرهم في المرات السابقة بخبر الصلب على أنه شيء في المستقبل، لكنه الآن يخبرهم بميعاد الصلب. ولنا أن نتصور كيف جلس تلاميذه حوله في حزن واضطراب إذ أخبرهم بأنه سيسلم ويصلب في الفصح بعد يومين، فهم أحبوه حقيقة ما عدا واحدا منهم كان قلبه قد امتلأ بالظلمة. فحين خرجت محبة يسوع من قلب يهوذا دخله الشيطان.

بالنسبة للسيد المسيح فقد اعتزل في هذا اليوم. غالبًا في بيت عنيا. وفي هذا اليوم اجتمعت السلطات الدينية معًا ليدبروا قتل المسيح، وتآمر معهم يهوذا. وتهتم الكنيسة بهذا الأمر وتكرس يوم الأربعاء على مدار السنة فيما عدا أيام الخمسين، لكي يصوم المؤمنون تذكارًا لهذا التشاور الرديء.

ملخص احداث هذا اليوم الاربعاء من البصخة المقدسة تشمل الآتي: اعتكاف السيد المسيح له المجد في بيت عنيا طوال اليوم -امرأة تسكب الطيب على راس السيد المسيح في وليمة سمعان الأبرص وخيانة يهوذا.

تدريب: اليوم تأمل في آلام السيد المسيح ومن الطرق المفيدة روحيا في هذا المجال هو التركيز على النقاط التالية: شخص المسيح الذي عانى وتألم – نوع المعاناة التى مر بها يسوع- الاشخاص الذين سببوا تلك الآلام ليسوع- الاشخاص الذي من اجلهم تحمل يسوع تلك المعاناة- والسبب الذي تحمل يسوع من أجله كل تلك الآلام. خصص فترة للخلوة وفحص الضمير بأمانة مسترشدا بالروح القدس واعترف بها طالبا الرحمة والمغفرة وثق ان باب الرحمة مازال مفتوحا والرب يسوع مازال ينتظرك.

صلاة: أيها الرب العظيم والأبدي والذي اختار ابنه الوحيد كمخلص للعالم والذي شاء ان ينقذنا من عبودية الفساد بدم ابنه هبنا ان نتفهم معنى ذلك الخلاص المجاني الذي قدمته لنا فننصت الى همساتك حتى لا نهتز او نرتعد من هول خطايانا فيكفي انك ما زلت أيها الرب القادر تنتظر عودتنا حتى ونحن وسط التجارب وتحديات الحياة في وادي الدموع هذا. آمين.

الخميس 6 ابريل (خميس العهد)-” سر الفخارستيا”

احداث هذا اليوم تشمل الآتي: الاعداد للفصح + الفصح الاخير في اورشليم – تحذيرات ليهوذا في العلية – غسل الارجل- تأسيس سر الافخارستيا- الوداع -تحذيرات الرب لبطرس والتلاميذ- التسبيح- حديث الرب الوداعي للتلاميذ والطريق للبستان- الرب يحذر التلاميذ مرة اخرى في البستان- ألام الرب في البستان -القبض عليه ومعجزة شفاء اذن عبد رئيس الكهنة- المحاكمات الدينية الثلاث: الفحص المبدائى أمام حنانيا في مقر رئيس الكهنة وأمام قيافا وحادثة انكار بطرس للمسيح    وامام مجلس السنهدريم – المحاكمات المدنية: أمام بيلاطس في   قلعة انطونيا وأمام هيرودس في القصر الاسمونى ثم أمام بيلاطس في قلعة انطونيا. تخير اليهود بين المسيح

وبارباس، جلد يسوع، السعى لاطلاق المسيح، والحكم بالصلب و انتحار يهوذا في اورشليم- ثم في الطريق للصلب + الصلب + الجلجثة.

تدريب: اذا ما استطعت ان تحضر قداس العشاء الأخير في هذا المساء، فأذهب بإنتباه شديد لكل كلمة وصلوة وترنيمة ومرد للشعب او للشماس ومن شموع متقدة وبخور مرفوعة ومن غسل للأرجل لقراءات الكتاب المقدس ولكلمات التقديس. عند اقترابك للتناول المقدس وعند تقدمك فرّغ قلبك تماما من أي تفكير أرضي وأعّد قلبك لإستقبال “الرب” فهذا اليوم هو لحظة العشاء الأخير. تخيل ان يسوع يوجه لك انت شخصيا تلك الكلمات مباشرة ويعطيك الخبز المقدس من يديه لك اليس ذلك كافيا لتسجد في ذهول وتشعر من انك تلميذ مدعو من يسوع شخصيا لحضور وليمة العشاء الأخير وانك مدعو للخدمة والحب وصنع الخير ونقل بشارة الخلاص للجميع.    

صلاة: يا ربّنا يسوع، يا خبز الحياة نشكرك لعطية ذاتك التي تقدمها لنا في سر التناول المقدس.

اننا نعرف اننا غير مستحقين ولكننا كم نحن شاكرين لتناولنا من اسرارك المحيية والتي تبقينا

احياء أسبوع بعد أسبوع حتى نلتقي بك في الفردوس السماوي حيث نعيم الأبد. آمين.

صلاة خميس العهد: يا روح المسيح قدّسيني، يا جسد المسيح خلّصني، يا دم المسيح أسكرني، يا ماء جنب المسيح اغسلني، يا آلام المسيح قوّيني، يا أيها المسيح الحنون استجب لي وفي جراحاتك اخفني، وعند ساعة موتي ادعني، ومرني أن آتي إليك فأمدحك مع قديسيك. إلى أبد الأبدين. آمين.

اللهم، يا من ترك لنا ذكرى آلامه في هذا السرّ العجيب، هبْ لنا أن نُكرِّم جسدك ودمك المقدَّسين، فنجني في نفوسنا ثمرة فدائك على الدوام. أنت الحي المالك إلى دهر الدهور. آمين.

أيها الإله ربَّنا، إنَّنا نؤمن ونُقرّ بأنَّ يسوع المسيح، الذي ولدته مريم البتول، وقاسى آلام الصليب، حاضرٌ في سرّ القربان المقدّس، فهب لنا أن نستقي من هذا الينبوع الإلهيّ، ما يجعلنا أهلاً للخلاص الأبدي. بالمسيح ربنا. آمين.

أيها الإله ربَّنا، اجعلنا نرفع إلى الحمل الذبيح من أجلنا، والمحتجب في سر القربان المقدّس، ما يليق به من الحمد والشكر، فنكون أهلاً لأن نراه في جلال المجد السرمدي. هو الحيّ المالك إلى دهر الدهور. آمين. لقد أعطيتنا، يا إلهنا الكريم، خبز السماء الحق، فهب لنا أن نحيا معك بقوّة هذا الغذاء الروحي، ونقوم قيامةً مجيدةً في اليوم الآخر. بالمسيح ربنا. آمين.

الجمعة 7 ابريل (الجمعة العظيمة)

في هذا اليوم تمت الأحداث التالية: احداث عند الصلب-جماعات عند الصلب-كلمات الرب على الصليب

1- يا ابتاه اغفر لهم …..

2- الحق اقول لك انك اليوم ….

3- …. يا امراة هوذا ابنك

4- ايلى ايلى لما شبقتنى ……

5- انا عطشان …..

6- قد اكمل …..

7- يا ابتاه في يديك …..

 ثم احداث بعد الموت- فتح الفردوس- الدفن- وضبط القبر

طلبة آلام الرب يسوع:
يا يسوعي المحبوب للغاية، ما الذي جعلك تعاني عذاباً قاتلاً من أجلنا في بستان الزيتون: «إنّه الحبّ».
يا يسوعي المعبود، ما الذي جعلك تفصل نفسك عن تلاميذك خلال تلك العذابات: «إنّه الحبّ».
يا يسوعي، ما الذي جعلك تترك الجلّادين واليهود يُعذّبوك ويُقيّدوك: «إنّه الحبّ».
يا يسوعي، ما الذي جعلك تمثُل أمام محكمة بيلاطس: «إنّه الحبّ».
يا يسوعي، ما الذي جعلك تهبط في سجن هيرودوس المنعزل والمظلم: «إنّه الحبّ».
أيّها الضحيّة المقدّسة، ما الذي جعلك تسمح للجلّادين بجلدك دون شكوى منك: «إنّه الحبّ».
أيّها الضحيّة المقدّسة، ما الذي جعلك تفصل نفسك عن أمّك القديسة من أجل أن تعاني الشتائم والإهانات: «إنّه الحبّ».
أيّها الضحيّة المقدّسة، ما الذي جعلك تُلقي نظرة على القديس بطرس عند مغادرتك دار الولاية: «إنّه الحبّ».
أيّها الضحيّة المقدّسة، ما الذي جعلك تسقط أمام أعدائك تحت ثِقَلهم: «إنّه الحبّ».
أيّها الضحيّة المقدّسة، ما الذي جعلك تموت من أجلنا على الصليب: «إنّه الحبّ».
أيّها الضحيّة المقدّسة، ما الذي جعلك تُعطي ذاتك لنفوسنا في سر القربان المقدّس: «إنّه الحبّ».
أيّها الضحيّة المقدّسة، ما الذي جعلك تُقيم من أجلنا في كل المعابد وبيوت القربان في العالم: «إنّه الحبّ».
أيّها الضحيّة المقدّسة، ما الذي جعلك تقول لنا: أولادي الأحبّة، لا تخافوا، اقتربوا، انام، لكن قلبي مستيقظ: «إنّه الحبّ».
أيّها الضحيّة المقدّسة المعبود، ما الذي جعلك تدعونا أن نقترب من المائدة المقدّسة، أن نمتلكك ونذوب في هذه الملذّات: «إنّه الحبّ. إنّه الحبّ».
أيّها الضحيّة الكلّي القداسة، ما الذي جعلك تحبّنا حبّاً ملتهباً ومليئاً بالجودة والصلاح: «إنّه الحبّ. إنّه الحبّ».

تدريب: في هذا اليوم تأمل بعمق في كل مراحل الألم فحب يسوع غزير لا توقفه سدود او جبال. لا تنظر فقط للصليب المسه وامسكه بين ذراعيك كما لو انت تصلي وحاول ان تتأمل في كل مرحلة من مراحل درب الصليب. ماذا يعني موت يسوع بالنسبة لك شخصيا؟ وبالنسبة لنا جميعا؟ وتأمل في كيف تربط ما تعانيه وتوحدها مع معاناة يسوع وكيف يمكنك ان تجد القوة التى تجعلك

قادر ان تستكمل المسيرة نحو ملكوت الله؟

صلاة: يا يسوع المسيح، الله الإنسان، يا من كُللت بالأشواك حاملاً خشبة العار ومرتديا الحلّة الملوكية الأرجوانية، ها أنا بدمك الثمين أمجدك يا رجل الأوجاع وأعترف بك الهي وملكي.

يا يسوع الـمصلوب، ها أني أجحد الشيطان وأكره الشر والخطيئة التي أبعدتني عن ربي والهي المحبوب واعترف بولائي لك كمخلص ورب واتوسل اليك ان تجعلني مِلكا لك بقوة حبك العجيب. أعدك أن أكون أمينا كي تُسر بي وان اهرب من كل سبب خطيّة وبأن أحمل مسؤوليتي بأمانة كمؤمن صالحاً تابعاً لكنيستك الكاثوليكية، وأن أمارس بمعونتك الفضائل الإلهية. يا يسوع المصلوب، اقبل صلاتي التي ارفعها اليك اليوم كتعبير عن امتناني الخالص لكل الأحزان والآلام التي عانيتها وحملتها نيابة عني وتكفيرا عن جميع خطاياي وبرهانا لحبك العظيم لي. أعترف بك أنت إلهي وملكي يا من شئت أن تتجسد لكي تنقلني من الموت الأبدي للحياة الأبديـة. أشكرك كأخ حقيقي وضع نفسه وحياته من أجلي وبرهانا ان الحب العظيم يمكن تحقيقه، فأسألك المغفرة عن ضعف تذكّري لك وفي صليبك وسامحني لأنني كنت سبب أحزانك وآلامك بخطاياي العديدة التي اقترفتها طيلة حياتي. ها أنا أمجدك خاصة في القداس الإلهي والذي هو صورة تقدمتك على الصليب، فعلّمني كيف أوحد آلامي ومتاعب حياتي مع آلامك وأحزانك. آمين.

السبت 8 ابريل(ليلة عيد القيامة)

فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ، كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا. وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ، وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ. فَهُنَاكَ وَضَعَا يَسُوعَ لِسَبَبِ اسْتِعْدَادِ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْقَبْرَ كَانَ قَرِيبًا.“(يوحنا40:19-42).

ان الذي اخذا جسد يسوع هما يوسف الرامي ونيقوديموس، فيوسف كان غنيا ويملك قبرا جديدا في نفس موضع الصلب حسب النبوة: “وجُعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته” (إشعيا 53: 9)؛ (متى 27: 57-60)، وكان مشيرا شريفا ذا مكانة مرموقة، فاستطاع الدخول إلى بيلاطس (مرقس 15: 43). اما نـيقوديموس فهو الذي كان قد أتى أولًا إلى يسوع ليلا(يوحنا 3)، وهو نفسه الذي حاول الدفاع عن يسوع أمام مجلس رؤساء اليهود في(يوحنا50:7). تشير الأحداث وتتابعها إلى توزيع المهام، ثم مقابلتها سويا للتكفين. فيوسف ذهب إلى بيلاطس وأحضر نيقوديموس متطلبات التكفين، وأخذا سويا الجسد. أما ما حمله نيقوديموس فكان مرا، وهو عصارة إحدى الأشجار المعروفة، وكان يستخدم للتطهير أو تقليل الألم، وكان من مواد التحنيط التي استخدمها الفراعنة ونقلها عنهم اليهود. أما العود، فهو مسحوق أساسه شجر عطر وله رائحة طيبة… ومقدار ما أتى به نيقوديموس هو مائة مَنًا، وألمنا مقياس حجم ووزن روماني مأخوذ عن اليونانيين، وهو يبلغ حجما نصف لتر تقريبا، ووزنا يعادل 340 جرامًا. ولقد قاما بخلط مزيج من الأطياب والزيوت العطرة ووضعاه على الجسد، ثم لفاه بالكتان كما لليهود عادة والتى تعني ما أخذوه عن المصريين من عادات التحنيط.

اما القبر الذي دفن فيه المسيح كان جديدًا ومنحوتًا في صخرة داخل بستان مملوك ليوسف الرامي بالقرب من مكان الصلب، مما ساعد على إنهاء إجراءات التكفين والدفن بسرعة قبل الثانية عشر، وهي السادسة مساء بتوقيتنا، حتى لا يدخلوا في السبت العظيم.ولعل استسلام جسد المخلص بين يدي مكفناه آخر مشاهد اتضاع الإله الذي سوف نراه بعد ذلك في أمجاد قيامته.

 مع حلول الليل ، جاء السبت. لا يمكن القيام بمزيد من العناية بجسد يسوع في يوم السبت. كان يوم السبت العظيم يوم صمت وحزن وأمل عظيمين.

ظل الحراس يقظين قبل القبر. ظل أتباع يسوع مختبئين ، خائفين ومرتبكين. ذهب يسوع. ماذا كان عليهم أن يفكروا ويفعلوا؟ ربما تمسك البعض ، وخاصة الأم المباركة ، بالإيمان والأمل بوعده بالقيام في اليوم الثالث.

تدريب: حاول التأمل في التجارب المختلفة لأولئك الذين شاركوا وتأثروا بعمق بموت يسوع. 

تأمل ببطء في بيلاطس والجنود ورؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين. قارنهم مع التلاميذ والنساء القديسات وأمنا المباركة وكل من عرف يسوع وكان يأمل فيه.

اقضي بعض الوقت اليوم في صمت وحاول ان تدخل الي فهم ما حدث في يوم السبت المقدس واسمح للرجاء السمائي ان ينمو في داخلك لتعرف بقيمة القيامة المجيدة. “انه ليس ههنا” هذا ما يجب ان نؤمن به ان يسوع قد قام من بين الأموات واعطانا الغلبة والإنتصار على ضعفاتنا.

صلاة: يا يسوع المسيح ذا الإسم المخلص الذي بكثرة رحمته نزل إلى الجحيم وأبطل عز الموت

انت هو ملك الدهور غير المائت الأبدي كلمة الله الذي على الكل راعي الخراف الناطقة رئيس كهنة الخيرات العتيدة الذي صعد إلى السموات وصار فوق السموات ودخل داخل الحجاب موضع قدس الأقداس الموضع الذي لا يدخل إليه ذو طبيعة بشرية وسار سابقًا عنا صائرًا رئيس كهنة إلى الأبد على رتبة ملكي صادق انت هو الذي تنبأ من أجلك أشعياء النبي قائلًا: مثل خروف سيق إلى الذبح ومثل حمل بلا صوت أمام الذي يجزه هكذا لا يفتح فاه رفع حكمه في تواضعه وجيله من يقدر أن يقصه جرحت لأجل خطايانا وتوجعت لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليك وبجراحاتك شفينا كنا ضالين مثل خراف أتيت يا سيدنا وأنقذتنا بمعرفة صليبك الحقيقية وأنعمت لنا بشجرة الحياة التي هي جسدك الإلهي ودمك الحقيقي وأنعمت لنا بشجرة الحياة التي هي جسدك الإلهي ودمك الحقيقي من أجل هذا نسبحك ونباركك ونخدمك ونسجد لك ونمجدك ونشكرك كل حين نسأل ونطلب إليك يا محب البشر اللهم إقبل ذبيحتنا منا يا سيدنا كما قبلت قرابين وبخور وسؤالات رؤساء الآباء والأنبياء والرسل وجميع قديسيك طهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا ونياتنا لكي بقلب طاهر ونفس مستنيرة ووجه غير مخزي وإيمان بلا رياء ومحبة كاملة ورجاء ثابت نجسر بدالة بغير خوف أن نقول الصلاة المقدسة التي سلمتها لتلاميذك القديسين ورسلك الأطهار قائلًا لهم إذا صليتم فأطلبوا هكذا وقولا يا أبانا الذي في السموات…. الخ

الأحد 9 ابريل – عيد القيامة

من سفر أعمال الرسل:” فَفَتَحَ بُطْرُسُ فَاهُ وَقَالَ: أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ الأَمْرَ الَّذِي صَارَ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئًا مِنَ الْجَلِيلِ، بَعْدَ الْمَعْمُودِيَّةِ الَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا. يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ. وَنَحْنُ شُهُودٌ بِكُلِّ مَا فَعَلَ فِي كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَفِي أُورُشَلِيمَ. الَّذِي أَيْضًا قَتَلُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. هذَا أَقَامَهُ اللهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِرًا، لَيْسَ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ، بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ اللهُ فَانْتَخَبَهُمْ. لَنَا نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ، وَنَشْهَدَ بِأَنَّ هذَا هُوَ الْمُعَيَّنُ مِنَ اللهِ دَيَّانًا لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ. لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا».“(اعمال34أ:10و37-43).

من رسالة القديس بولس الرسول لأهل كولوسي:” فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ.“(كولوسي1:3-4).

من انجيل القديس يوحنا البشير:” وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ. فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!».  فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ. وَكَانَ الاثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعًا. فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلًا إِلَى الْقَبْرِ، وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلًا إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ،لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ.(يوحنا1:20-9).

في قراءة انجيل اليوم يعطينا قصة القيامة من جهة “التلميذ الذي كان يحبه يسوع” فالتقليد الكتابي يقول لنا ان يوحنا ابن زبدي ذلك التلميذ الذي كان قريبا ليسوع والذي اعطاه مسؤولية امه القديسة مريم وهو الذي سبق القديس بطرس بالدخول الى القبر(يوحنا4:20و6و8).

كمؤمنين نحن نعترف ونعلن اننا نؤمن “بقيامة الأموات” في قانون الايمان والكثير من الناس قد يكونوا غير مدركين تماما معنى ذلك وما يحتويه من معاني وبركات لا تعد. في رسالة القديس بولس الولى لأهل كورنثوس يذكرنا القديس بولس ويؤكد لنا اننا سنقوم ونتمجد في صورة المسيح الذي قام قبلنا:” وَلكِنْ إِنْ كَانَ الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ! وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ، وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا شُهُودَ زُورٍ للهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ، فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!إِذًا الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضًا هَلَكُوا! إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ. وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ. وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ.“(1كورنثوس12:15-23).

ان الكنيسة الكاثوليكية تعلمنا ان اجسادنا السمائية ستكون مشابهة لجسد المسيح القائم من الأموات والذي قال عنه القديس بولس في رسالته لأهل كولوسي:” فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ.

ولكن يبقى السؤال لماذا تألم ومات يسوع؟ بمعنى آخر ألم يكن ممكنا ان الله يفعل كل تلك الأشياء عن خلاصنا بطريقة اخرى أقل ألما مما تم؟ لماذا كان على يسوع المسيح ان يتعرض للمعاناة والى الموت؟ لماذا تلك الأشواك؟ ولماذا كل تلك الضربات والمعايرات والاستهزاء واللطم والدم المسفوك؟ ولماذا تلك الظلمة والقبر والدموع؟ لماذا يجب أن يموت الله؟ ولماذا نركز نحن مرة أخرى في كل عام مع عيد القيامة ان نتذكر تلك المأساة بدلا من أن نفرح؟ لماذا نقرأ كل ما جاء في الكتاب المقدس عن احداث ما قبل القيامة؟  ولماذا القراءة الأولى اليوم تعود بنا الى ما قبل الصلب والموت ثم تأتي القراءة الثانية لتدفعنا الى جهة أخرى فيها تطلع الى ما هو آت؟

ان الاجابة على تلك التساؤلات نجدها جاء في النص الانجيلي “ لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ.“(يوحنا9:20).

الخطيئة هي موت ونحن قد كسرنا العهد والله اراد ان يعيد الانسان الى رتبته الأولى واستخدم الله الموت ليقهر الموت ويعيد الحياة. ان المعاناة غالبا تأتى بسبب الخطية ولكن في حالة يسوع الذي هو بلا خطيئة فتكشف عن حب حقيقي. ان أشواك يوم الجمعة العظيمة هي التى صنعت الورود الجميلة لقبر البستان، والجسد المشوه على الصليب اعطى الطريق الى اجسادنا الممجدة في المجد. ان سبب بهجة أحد القيامة هو على وجه التحديد لأن الجمعة العظيمة كان هو اكثر مرارة، ويسوع قد قام من الموت ليدفع فديتنا ويؤمن خلاصنا فلنبتهج ونهلل فرحا.  فالقيامة كانت من جانب هي جزء حيوي رئيسي في خطة الله لخلاصنا وتبريرنا، لذلك تحقيقها كان أمرًا ضروريًا, ومن جانب آخر لم يكن ممكنًا للسيد المسيح القائل: “أنا هو القيامة” أن يحبسه الموت، أو يقبض عليه القبر!

تدريب: خذ بعض الوقت لتنظر الى الوراء لفترة هذا الصوم ترى كيف اعددت نفسك لعودة المسيح هذا العام؟ في أي مجال او شيئ قمت به بطريقة أحسن؟ما هي الضعفات او الأشياء التى منعتك في تحقيق ما كنت تنوي اليه في هذا الصوم؟ اذهب الى مرشدك الروحي وحاول ان تعمل على تصحيح ما فشلت فيه. أن عيد القيامة هو فرح فما هو الشئ الموجود على الأرض الذي يجلب لك السعادة، فيا ترى قضاء وقت مع اسرتك؟ قضاء وقت مع اصدقاؤك؟ قراءة كتاب او استماع لموسيقى يفرحك؟ ولماذا؟

صلاة: يا يسوع، أنا أؤمن بأنه بقوتك وحدك قد قمت من الموت بنصر مجيد كما وعدت. أسألك ان يكون هذا السر العجيب سبباً في تقوية رجاءي في حياة اخرى افضل فيما بعد الموت ولقيامة جسدي في اليوم الأخير لسعادة أبديـة. أرجوك يا سيدي أن تقيمني في المجد بقوة قيامتك المجيدة، وأن تجعل جسدي مماثلاً كجسدك في مجده، وان تمنحني الدخول للسماء وللحيـاة معك في الأبديـة. أنا أؤمن بأن قيامتك يا يسوع هي أكليل وتمجيد لحياتك وعملك على الأرض كابن الإنسان كما طلبتها من الأب السماوي في صلاتك الشفاعية الأخيرة. أن قيامتك هي بداية الحياة المجيدة كإبن الله وهي أيضا اكليل لحياتِك المتألـمة التى عشتها على الأرض.

يا يسوع، يا ملكي وربّي القائم من الموت، ها أنا أكرّم وأقدس بشريتك المقدسة تلك التي نالت الملكوت الأبدي والتمجيد والقوة والفرح، وها أنا أفرح معك يا سيدي ومجدي وأبديتي وكل قوتي.

باستحقاقات سر قيامتك المجيدة أسألك ان تساعدني أن أقوم معك روحيا وأن أحيا حياة خالية من الخطيّة حتى أتمكن من أن أتمم مشيئة الله فى كل الأشياء، وأن أتحمّل الألم بكل صبر بمعونتك وبواسطة أسرار كنيستك المقدسة فتتقوي نفسي أكثر وأكثر وتتقدس بالنعمة التى هي الطريق الى الحياة الأبديـة في السماء، ولتكن مشيئتك يا الله دائما وابداً. آمين.

وكل عام وأنتم فى ملء النعمة فى المسيح يسوع.       

                                                    اخوكم الشماس نبيل حليم يعقوب

لوس انجلوس في نوفمبر 2022


[1]يستمد الرماد رمزيته من رواسب ما تتركه النار أو ما يتبقى من الإنسان بعد مماته. يرمز أيضاً الى هشاشة الوجود البشري. في الكتاب المقدس، يضع المؤمن الرماد على رأسه يوم اربعاء الرماد، للدلالة على توبته وبدء مسيرة عودته الى الله:”أذكر يا إنسان أنك من التراب والى التراب تعود.”(تك ٣ / ١٩). الرماد يرمز الى خطيئة الإنسان وهشاشة كيانه. أما جلوس التائب على الرماد, مثل أيوب، فيدل على صدق شعوره(أي ٤٢ / ٦)،  وتغطية رأسه بالرماد تمثل نوعاً من الإعتراف العلني والإقرار بخطئه وضعفه مستمطراً بذلك رحمة الله ووعد المسيح بالمكافأة، أي بالتاج بدل الرماد…(أشعيا٦١/  ١ – ٣). تبدأ أيّام الصيّام والتوبة في الكنيسة  مع حفلة تبريك الرماد ورسمه بشكل صليب على جباه المؤمنات والمؤمنين. وليس هذا من قبيل الصدفة أو الاصطلاح بل هو اتّباع تقليد عريق في الكنيسة ينبع من الكتاب المقدّس. فالمراحل الصياميّة الكبيرة في الكتاب المقدّس العهد القديم، كان يرافقها رشّ الرماد على الرأس وبكاء ونحيب (راجع ١مل،٢١ ٢٧-٢٨؛ أيوب ،١٦ ١٥-١٦؛ ٢صم ،١٥ ١٦؛ استير ،٤ ٣؛ عزرا ،١٠ ١؛ يهوديت ،٩ ١؛ مزمور ،٣٥ ١٣-١٥؛ يونان ،٣ ٧٥؛ يوئيل ،١ ١٣-١٤؛ لاويين ،٢٣ ٢٦-٣٢؛ دانيال ،١٠ .١٢)

[2] https://mariantime.org

[3]  (heartofmaryarabic.com)

[4] http://www.rosary-cong.com/2010/months/lent%20time/cross_stations2.htm

[5] كيف نصلي عبادة دم يسوع المسيح الثمين؟ العبادة اليومية، ساعة الجسمانية، شهر تموز (holy-mary.org)

[6] كيف نصلي عبادة دم يسوع المسيح الثمين؟ العبادة اليومية، ساعة الجسمانية، شهر تموز (holy-mary.org)