بقلم د. روبير شعيب
الفاتيكان, 12 يونيو 2014 (زينيت)
وجه البابا فرنسيس رسالة ـ فيديو لمناسبة افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم 2014 في البرازيل والتي تستمر من 12 حزيران وحتى 13 تموز.
حيا البابا في الرسالة منظمي الحدث الرياضي العالمي والمشاركين فيها، وشمل بتحيته أيضًا من سيتابع الحدث من مشجعين والمشاهدين الذين سيتابعون الحدث الرياضي عبر شاشات التلفزيون وعبر الراديو والانترنت.
وشرح الأب الأقدس في رسالته أن لعبة كرة القدم تتجاوز بطبيعتها الحدود العرقية، اللغوية، الوطنية وتخلق جوًا من التضامن بين الشعوب، متمنيًا أن يكون هذا الحدث العالمي الذي يُقام في البرازيل عيدًا يحتفل بالتعاضد بين الشعوب. فكرة القدم “هي في الوقت عينه لعبة، وفرصة للحوار، للتفاهم وللمشاركة بالغنى المتبادل”.
ولمن يشارك بهذه الأحداث بحماسة كبيرة، قال البابا كلمة ذكر فيها أن الرياضة يجب أن تسهم في إيصال وعيش القيم التي تهدف إلى إغناء الإنسان الفرد والمجتمع البشري بشكل عام في سبيل بناء مجتمع سلمي وأخوي. وصرّح بأن “الرياضة هي مدرسة سلام تعلمنا على بناء السلام”. ودعا في هذا الإطار إلى عيش البطولة بروح أخوة وانفتاح وتخطي الانانية والفردانية والعنصرية.
وكعادته لخص الأفكار التي يريد عرضها بكلمات ثلاث هي: التمرين، الروح الرياضية الصادقة “الـ fair play” و احترام المنافس.
بشأن النقطة الأولى شرح كيف أن الرياضة تعلمنا أن الفوز ثمرة تأتي من التمرين ومن الالتزام. التضحيات الرياضية تذكرنا بالفضائل المسيحية وبالجهاد الروحي.
وبالحديث عن النقطة الثانية أشار إلى أهمية النمو في ما أسماه “ثقافة اللقاء”، فخلال المباراة الرياضة، على كل إنسان أن يفكر لا بنفسه وحسب بل بالآخرين، بالمجموعة، بالفريق. وبالتالي الرياضة تحثنا على تخطي أنانيتنا وفرديتنا. الفوز يأتي من الآخرية ومن الخروج من الأنانية.
وأخيرًا، توقف على النقطة الأخيرة أي احترام الخصم، وأوضح بهذا الصدد أن سر الفوز في الملعب كما في الحياة يرتبط بشكل مباشر باحترام الرفيق والخصم على حد سواء. “ما من أحد يفوز لوحده، لا في الملعب ولا في الحياة!”.