بكركي، 16 نوفمبر 2007 (zenith.org).
ننشر في ما يلي نص البيان الختامي الذي صدر عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك لدى اختتام دورتهم العادية الـ 41، يوم أمس.
نص البيان
1- عقد مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السنوية الواحدة والاربعين في الصرح البطريركي في بكركي من الثاني عشر الى الخامس عشر من تشرين الثاني 2007، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة، ومشاركة اصحاب الغبطة: غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، ومار غناطيوس بطرس الثامن عبد الاحد البطريرك الانطاكي للسريان الكاثوليك، ونرسيس بدروس التاسع عشر كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للارمن الكاثوليك، واصحاب السيادة مطارنة الكنائس الكاثوليكية في لبنان، وقدس الرؤساء العامين ومندوبين عن الرؤساء الاعلين واعضاء مكتب الرئيسات العامات. وحضر جلسة الافتتاح سيادة السفير البابوي المطران لويجي غاتي ومستشار السفارة المونسنيور توماس حبيب.
2- عالج اعضاء المجلس موضوع “الكنيسة وادارة الاملاك الكنسية” ومواضيع ادارية متنوعة، مستكملة الموضوع الذي سبق وطرحه المجلس في دورته الاستثنائية المنعقدة في 12- 13 آذار 2007، فقدم له صاحب الغبطة والنيافة رئيس المجلس بكلمة افتتاحية، اشار فيها الى ان الكنيسة تحتاج الى المال لتقوم بما تملي عليها رسالتها وواجبات المحبة في المدارس والمستشفيات والمياتم وسائر المؤسسات الاجتماعية والخيرية والانمائية وسواها من المشاريع التي تؤول الى خير الافراد والجماعات، ويتحلى الجميع بالتجرد والشفافية صامدين بوجه مغريات المال. ورحب غبطته بالأعضاء الجدد الذين حلوا محل الاعضاء الذين انتهت مدة ولايتهم وهم: الرؤساء العامون: الاب ايلي ماضي، الاشمندريت جان فرج، الاشمندريت سمعان عبد الاحد والارشمندريت نجيب طوبجي والرئيسات العامات والاقليميات: الام دانييلا حروق، الام تريز روكز، الاخت سهيلة بو سمرا والاخت ياسمين عازار.
والقى سيادة السفير البابوي كلمة توقف فيها عند اهمية الموضوع بالنسبة الى حاجات المجتمع اللبناني وتحديات عمل الكنيسة الرسولي على مستوى خدمة المحبة وموجبات العدالة وانماء الشخص البشري والمجتمع، وما يقتضي كل ذلك من تحسين لادارة الاموال الزمنية وحسن استعمالها وفقا لتعليم الانجيل والرسل واباء الكنيسة، مع الانتباه الى افخاخ المال التي نبه اليها الرب في الانجيل، كالارتهان له وكسر العلاقة مع المحتاج وخلق هوة بين الغني والفقير.
وفي مستهل اعمال الدورة وجه صاحب الغبطة والنيافة باسم اعضاء المجلس برقية الى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر اعلمه فيها بموضوع الدورة وشكره على صلاته واهتمامه الخاص والدائم بلبنان والتمس بركته الرسولية للمجلس واعضائه وسائر المؤمنين.
3- وكان لا بد في اطار معاناة الشعب اللبناني من جراء الازمة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية الخانقة، بسبب الشلل الذي يصيب الدولة ومؤسساتها والحياة الاقتصادية، في مختلف قطاعاتها، من ان يتطرق المجلس الى القضايا الوطنية والازمة السياسية المتعلقة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري ووفقا لاحكام الدستور. وبعد ان اطلع على تقرير الهيئة التنفيذية والامانة العامة، باشر دراسة المواضيع المدرجة على جدول الاعمال واصدر البيان الختامي التالي:
القسم الاول: الكنيسة وادارة املاكها اهمية الموضوع
4- الكنيسة التي ائتمنها مؤسسها الالهي على خدمة الانسان، وقد “انضم اليه عبر سر الفداء جاعلا من نفسه الطريق الى الاب والى اي انسان، اقامها وسط الامم “اما ومعلمة”. انها “ام” تعتني بخدمة ابنائها: نموهم الشامل وتلبية حاجاتهم الاجتماعية والاستشفائية والصحية، وهي “معلمة” ترعى العقيدة وتؤمن لهم العلم والتربية والثقافة العالية، الى جانب خدمتهم الروحية المثلثة تعليما وتقديسا وتدبيرا. فأسست المستشفيات والمستوصفات ودور رعاية الايتام والمسنين والمعوقين والمؤسسات الخيرية والروابط والجمعيات. وانشأت المدارس والجامعات والمعاهد المهنية والفنية ومراكز التثقيف المتنوعة. واصبحت الكنيسة في لبنان رائدة النهضة الثقافية والاجتماعية والانمائية.
وعندما عصفت رياح الحروب المتتالية منذ سنة 1975، احتضنت الكنيسة ابناءها وسواهم في مؤسساتها وساعدتهم وخففت من اعبائهم ووفرت للكثيرين منهم فرص عمل ومساكن وخدمات اجتماعية واستشفائية. وبكل ذلك ساهمت في تجنيب البلاد ثورة اجتماعية عارمة بالرغم من الازمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية التي تكاد تخنق الكثرة من الشعب، فيما قلة يتخمها الغنى الفاحش.
5- واليوم اذ الازمة اياها تشتد، والحاجات تتكاثر، وفرص العمل تتضاءل، والبطالة تتفاقم، والهجرة تتزايد، وبعض رجال السلطة والسياسة مأخوذون في خلافاتهم، والديون الباهظة ترهق البلاد وتزيد من عجز الخزينة، تعمل الكنيسة عبر هذا المجلس على ايجاد مصادر تمويل يمكنها من مضاعفة جهودها وتوسيع مجالات خدمتها لتلبي حاجات شعبنا، وترفعه من حالة اليأس، وتحد من نزيف الهجرة، ولا سيما “الهجرة النفسية”، من دون ان تحل محل الدولة في موجباتها.
عكف المجلس بروح المسؤولية على درس القدرات الجديدة لتحسين استثمار اراضي الكنيسة وادارة ممتلكاتها وايجاد مصادر تمويل لانجاز مشاريعها الاجتماعية والانمائية، ولحفظ مؤسساتها في الاستمرار والازدهار من اجل مزيد من الخير الاجتماعي والاقتصادي. يحركها في هذا المسعى تعليم الكنيسة “ان خيرات الارض اعدها الخالق لجميع الناس”، كما يحركها تقليدها الدائم بأن الاولوية في ممارسة المحبة المسيحية مما هي المحبة التفضيلية للفقراء. على اساس هذين المبدأين تقوم كل مسؤولية اجتماعية، وتتخذ القرارات بشأن مفهوم الملكية واستعمال الخيرات الزمنية.
6- لقد دعا قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في رسالته العامة الاولى “الله محبة” الى ضرورة تنظيم خدمة المحبة للمعوزين والفقراء وانشاء هيكليات لها وتنسيقها على مثال الجماعة المسيحية الاولى، حيث “كان المؤمنون يواظبون على تعليم الرسل والمشاركة وكسر الخبز والصلوات. وكانوا جماعة واحدة يجعلون كل شيء مشتركا بينهم ويتقاسمون خيراتهم على قدر احتياج كل منهم”.
ويضيف قداسته: “امام تنوع الحاجات، لا بد من تنوع اشكال التعاون بين الهيئات الكنسية والمدنية بشفافية ومحبة، وانشاء تنظيمات تنسيقية. ومن الضرورة بمكان تعزيز التطوع لمختلف الخدمات، فالتطوع يربي على روح التضامن والاستعداد لهبة الذات، قبل الهبات المادية، كما يربي ايضا على بذل الذات والتضحية الشخصية في سبيل الاخر. انها ثقافة العطاء بوجه ثقافة الانانية”.
من اجل هذه الغاية تدارس اعضاء المجلس خطة للتنسيق بين المنظمات غير الحكومية، وشجع صندوق دعم المدارس الكاثوليكية، ودعا الى تخصيص نسبة مئوية من مداخيل الاوقاف في الرعايا والابرشيات لمساعدة المحتاجين، واستحداث وسائل جديدة واكثر فعالية لاستثمار الاملاك الكنسية وتحسن ادارتها.
التنسيق بين المنظمات غير الحكومية
7- يثني المجلس على الخدمات الاجتماعية والانمائية التي تؤديها المنظمات غير الحكومية في مختلف المناطق اللبنانية، وفي طليعتها رابطة كاريتاس- لبنان، جهاز الكنيسة الرسمي الاجتماعي والانمائي. وفيما يقدر المجلس دور المؤمنين العلمانيين ومشاركتهم في تحقيق رسالة الكنيسة كشهود للانجيل في العالم، يدعو هذه المنظمات والعاملين فيها الى الاستنارة بمبادىء تعليم الكنيسة الاجتماعي التي تروحن عملهم وتؤنسنه وتوجهه وتسكب فرح الانجيل في قلوبهم، فيعملون بتفاني “السامري الصالح”.
ومن الضرورة مناشدة المنظمات غير الحكومية لتنسق نشاطاتها وبرامجها المتنوعة في مناطق الاطراف ولصالح من هم بحاجة اليها حيثما وجدوا، بالتعاون مع مطارنة الابرشيات وكهنة الرعايا، لكي تأتي الخدمة شاملة للحاجات على المستوى الجغرافي وعلى مستوى العائلات المعوزة بخطة كنيسة متكاملة.
ويشدد المجلس على مسؤولية كهنةالرعايا عن خدمة المحبة، بحكم مهمتهم التدبيرية، ما يقتضي مواصلة تنشئتهم على مبادىء تعليم الكنيسة الاجتماعي، وتدريبهم على وسائل تطبيقية لرعاية الخدمة وتعزيزها.
ويدعو الجامعات الكاثوليكية ومعاهد التثقيف الديني لتدرج في مناهجها هذا التعليم، وتوجه الى مختلف قطاعاته أبحاث الطلاب العلمية وأطروحاتهم الأكاديمية.
صندوق دعم المدارس الكاثوليكية
8- اطلع امين عام المدارس الكاثوليكية المجلس على ما تقوم به الأمانة العامة من سعي لتطوير عمل الصندوق المنشأ لمساعدة الطلاب المعوزين ودعم المدارس في حاجاتها العلمية والتربوية. ان المجلس يشجع الأمانة العامة على متابعة هذا العمل المشكور في تنفيذ ما خططت له من برامج للهدفين المذكورين: مساعدة الطلاب وفقا لواقع عائلاتهم، ومساندة المدارس على دعم استمراريتها، رفع مستواها العلمي، وانه يخص بالشكر الأشخاص والمؤسسات، في لبنان والخارج، على دعم هذا الصندوق ماديا ومعنويا.
خدمة المحبة في الأبرشيات والرعايا
9- قامت الأبرشيات والرهبانيات والرعايا وتقوم بما يتوفر لديها من وسائل بسد بعض الحاجات المتكاثرة التي تعاني منها العائلات، الى جانب ما تقدمه المؤسسات الكنسية والتربوية والاستشفائية والاجتماعية من مساعدات وتسهيلات.
لكن المجلس يدعوها الى المزيد من العمل ولا سيما على مستوى الجماعة المسيحية في الرعايا، بحيث ينظم الكهنة، بتوجيه من أساقفتهم، مع المجالس الرعوية واللجان الخيرية والمنظمات الرسولية والمؤمنين، خدمة المحبة الى جانب خدمة الكلمة بالكرازة والتعليم وخدمة النعمة بتوزيع اسرار الخلاص والتقديس، على مثال الجماعة المسيحية الاولى، وبما ان أموال الكنيسة مرتبة لغايات اربع هي: “تنظيم العبادة العمومية، تأمين معيشة لائقة للكهنة والخدام الكنسيين، القيام بأعمال الرسالة وممارسة المحبة تجاه الفقراء”. ينبغي ان تقتطع نسبة مئوية من مداخيل كل وقف لمساعدة العائلات المعوزة من أبناء الرعية، ثمة خبرات ومبادرات من هذا النوع في الأبرشيات، ولكي يؤدي كل مسيحي واجب المحبة بمساهمة شخصية، لا بد من تنظيم هذه الخدمة على مستوى الرعية، وفقا للخطة المرسومة في الأبرشية.
استثمار أملاك الكنيسة
10- من اجل المحافظة على العائلة في لبنان ودعمها، وتجنيب اربابها وأفرادها البطالة والهجرة، وتأمينا لمزيد من فرص العمل لمن أهبوا نفوسهم بالعلم والاختصاص والمهارة الفنية، وامام تراجع الدولة عن واجبها على هذه المستويات، درس المجلس، مع اختصاصيين وخبراء، أفضل الطرق، لحسن استثمار الأملاك الكنسية وادارتها، وانشاء مؤسسات اختصاصية لهذه الغاية، والاستفادة بالطرق الفضلى من تقديمات الدولة وتفعيل قدراتها المالية التي تبقى لخدمة الخير العام.
طرحت امام المجلس أطر عمل متنوعة لتطوير المؤسسات الكنيسة الموجودة، ومعالجة اوضاع المؤسسات المتعثرة، وانشاء مؤسسات جديدة. واقترحت بنيات وهيكليات على مستوى الأبرشيات لاستثمار أملاك الكنيسة وموجوداتها وضبط ادارتها وحسن ترشيدها وفقا للمبادىء العلمية المتعارف عليها، من اجل نتاج أفضل يسند عملها الراعوي والاجتماعي. فعرضت مشاريع من نوع “صندوق الاستثمار” و”الشركة القابضة ” المنظمة والمحصنة قانونيا، مع انشاء ما يلزم من اجهزة ادارية فعالة لضبط القرار وتوحيد الوسائل وتنشيطها بأفضل الطرق وأوفرها من اجل امكانية تنفيذ هذه المشاريع تتطلع الكنيسة الى مشاركة المتمولين والخبراء من أبنائها، بالاضافة الى تقديمات الدولة اللبنانية وسواها.
لقد أثنى المجلس على عمل الخبراء الذين أعدوا هذه المشاريع ودراساتها العلمية، وأحالها على الهيئة التنفيذية للعمل على تحقيقها في ضوء مسح علمي وعملي للأملاك الكنسية، وللمؤسسات العاملة في ميادين التعليم الأساسي والجامعي والمهني، والاستشفاء، والرعاية الاجتماعية المتنوعة، وللمشاريع الانمائية القائمة وتلك التي هي قيد الانجاز، وفي ضوء ما يتوفر لدى أبناء الكنيسة وبناتها من كفاءات علمية واختصاصات ومهارات.
11- ان المجلس حريص كل الحرص على ان يكون هذا السعي لا للاثراء بل للعمل الرسولي، ولتأمين فرص عمل للأجيال الطالعة، وللحد من هجرة الأدمغة. فالمال، اذا ما توفر، انما ليكون في خدمة شعبنا ليعيش بكرامة وقناعة وفرح، وفي الوقت عينه حرا تجاه المال ومنفتحا على المشاركة. وفي كل حال يبقى الاتكال على العناية الالهية هو الأساس، الى جانب مسعانا الواعي والشجاع الى تحسين واقعنا الاقتصادي، فلا نظل عبئا على غيرنا من الذين تمكنوا بنشاطهم والتزامهم وعلمهم من ان يصبحوا منتجين ومساعدين لغيرهم.
القسم الثاني: شؤون ادارية
النظام الداخلي للمجلس
12- اطع المجلس على التعديلات التي أجريت في نظامه الداخل، وصادق عليها.
انتخاب أعضاء في اللجان الأسقفية
13- انتخب المجلس نوابا لرؤساء لجان هم:
المطران ايلي حداد، في اللجنة الاسقفية للثقافة والممتلكات الثقافية.
الام غبريال بوموسى، في اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في لبنان.
الارشمندريت جان فرح، في اللجنة الاسقفية الراعوية الخدمات الصحية في لبنان.
رابطة كاريتاس- لبنان
14- أجرى المجلس انتخابات لمكتب كاريتاس-لبنان ومجلسها فجاءت النتيجة التالية:
السيد نبيل حداد نائبا للرئيس، الأب عميد المعاز مرشدا عاما، السيد حنا سليلاتي ممثلا لابرشية زحلة المارونية، الدكتور ناجي صعيبي ممثلا لأبرشية جبيل المارونية، السيد جوزف رحمة ممثلا للنيابةالبطريركية المارونية في الجبة، السيدة سناء ابي ديب انطون ممثلة للنيابة البطريركية المارنية في زغرتا، الأخت تمام سلامه ممثلة للنيابة الرسولية اللاتينية، السيدة اندريه حكيم ممثلة لأبرشية بيروت الكلدانية، السيد جوزف ميرو ممثلا لأبرشية السريان الكاثوليك، الأب سركيس الطبر والأب شربل حجار ممثلين للرهبانيات الرجالية والأخت سهيلة بوسمرا ممثلة للرهبانيات النسائية.
مرشد عام العمل الرعوي الجامعي
15- انتخب المجلس الأب فادي بوشبل، من الرهبانية المارونية المريمية، مرشدا عاما للعمل الرعوي الجامعي.
شرعة الجامعات الكاثوليكية
16- تناول المجلس النص الأول “لشرعة الجامعات الكاثوليكية”، وأبدى ملاحظات، واللجنة الأسقفية للتعليم العالي والجامعي تستكمل الشرعية حتى الدورة المقبلة.
تيلي لوميار ونورسات
17- عرض المسؤولون عن تيلي لوميار-نورسات، ما يختص بالبروتوكول مع الكنيسة الذي وقع في 6 تشرين الثاني 1997، وبشرعة البرامج الخاصة به التي أقرت في شباط 2007، وبوضعه القانوني في ضوء قانون الاعلام الحالي، وطرحوا على المجلس ضرورة اعادة النظر في بعض أحكام البروتوكول، والسعي الى تعديل قانون الاعلام لادخال الاعلام الديني في صلبه. وأثنى المجلس على الرسالة التي تؤديها هذه المحطة التلفزيونية كأداة للكنيسة، وعلى جهود وتضحيات العاملين والممولين، وفيما يثمن برامجه، يدعو الى تحسين بعضها.
قرارات وتوصيات
18- تليت على المجلس توصيات من بعض لجانه، للسعي الى العل بموجبها.
نداء وخاتمة
19- ان مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان يعرب عن تعاطفه مع الشعب اللبناني في هواجسه وتطلعاته، ويحيي صموده وثباته في الاعتماد على العناية الالهية، وفي المحافظة على قيمه الروحية والخلقية الوطنية، انه يثني على التضحيات والجهود التي يبذلها شعبنا في لبنان وبلدان الانتشار ليكسب خبرة بعرق الجبين ويؤمن لأسره عيشا كريما، ولكنه يدعوه للمحافظة بكل قواه على وحدته، ولعدم الانزلاق في خلافات لا مبرر لها، ولوعي الأخطار التي تهدد لبنان، بما لها من تداعيات وخيمة على السلام والاستقرار في بلدان الشرق الأوسط. والمسؤولية تقع علينا جميعا، فلبنان يحتاج اليوم وابدا الى مواطنين مخلصين يتفانون في سبيله وسبيل تراثه الغني ورسالته المرجوة في هذا الشرق.
20- ويتضامن المجلس مع صاحب الغبطة رئيسه في هواجسه وجهوده الدائمة لانجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، من اجل خير لبنان وتفعيل دوره وسط الأسرة الدولية ومساهمته لتحقيق السلام في الشرق الاوسط، ويثمن المجلس ايضا بكثير من الامتنان وساطات الدول الصديقة لهذه الغاية، ويهيب بالمسؤولين السياسيين وبالسادة النواب ان يقلعوا عن مواقف التحدي والتصادم والتشبث، وان يتواصلوا بلغة الحوار والتفاهم لتحقيق الوحدة والالتزام الوطني بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون بمستوى التحديات الراهنة في البلاد وانتظارات اللبنانيين، وفقا لأحكام الدستور، وفي الموعد المحدد. ونحن المؤمنون بالعناية الالهية، نؤمن أيضا بأن جهود الارادات الطيبة، وهي كثيرة والحمد لله، ستفضي الى ان يكون لنا مثل هذا الرئيس، الذي ندعمه جميعا، فتعود الى البلاد حياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل طبعي سليم.
21- وفيما يبدأ المؤمنون في هذه الأيام مسيرتهم الروحية نحو ذكرى ميلاد الرب يسوع، مخلص العالم وفادي الانسان، ندعوهم ليجددوا رجاءهم بالمسيح الذي بميلاده تحقق مجد الله في السماء، ودخل السلام الى الارض عطية سماوية ثمينة، و”كان الرجاء لذوي الارادات الطيبة”(لوقا 2/14)”.